دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1431هـ/12-05-2010م, 04:05 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب علامات النبوة

- كتاب علامات النبوة
1- باب في أسمائه الشريفة صلّى الله عليه وسلّم
6305- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: مرّ بي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أنا محمّدٌ، وأنا أحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبيّ التّوبة.
قلت: ورواه التّرمذيّ في الشّمائل من طريق حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، به.
6305/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6305/3- قال: وحدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن حذيفة، قال: بينا أنا أمشي في طريق المدينة إذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمشي، قال: سمعته يقول: أنا محمّدٌ، وأحمد، ونبيّ التّوبة، والحاشر، والمقفّي، ونبيّ الملاحم.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن مسعودٍ، رواه ابن حبّان في صحيحه.
ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ من حديث أبي موسى، ومن حديث جبير بن مطعمٍ.
6306- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا وهب بن بقيّة، أخبرنا خالدٌ، عن داود، عن عبّاسٍ، عن كندير بن سعيدٍ، عن أبيه، قال: حججت في الجاهليّة، فإذا برجلٍ يطوف بالبيت، وهو يرتجز:
رب عليّ راكبي محمّدًا... ردّه لي واصطنع عندي يدًا
قلت: من هذا يعني؟ قالوا: عبد المطّلب بن هاشمٍ، ضلّت إبلٌ له، فأرسل ابنًا له في طلبها، فاحتبس عليه، ولم يرسله في حاجةٍ قطّ إلاّ جاء بها، قال: فما برحت حتّى جاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وجاء بالإبل، فقال: يا بنيّ، لقد حزنت عليك هذه المرّة حزنًا، لا تفارقني أبدًا.
6306/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتابه المستدرك: من طريق عبّاس بن عبد الرّحمن، عن كثير بن سعيدٍ، عن أبيه...، فذكره، إلاّ أنّه قال: بعث بابن ابنه محمّدٍ في طلب إبلٍ له، ولم يبعثه في حاجةٍ إلاّ نجح فيها، وقد أبطأ عليه، فلم يلبث أن جاء محمّدٌ والإبل، فاعتنقه، وقال: يا بنيّ، لقد جزعت عليك جزعًا لم أجزعه على شيءٍ، والله لا أبعثك في حاجةٍ أبدًا، ولا تفارقني بعد هذا أبدًا.
وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، قال: وقد اتّفق الشّيخان من أسامي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على: محمّدٍ وأحمد، والحاشر، والعاقب، والماحي.
2- باب ما جاء في أصله وسببه ونسبه صلّى الله عليه وسلّم
6307- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عمر بن خالدٍ، حدّثني الحلبيّ محمّد بن عبد الله، عن عبد الله بن الفرات، عن عثمان بن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: إنّ قريشًا كانت نورًا بين يدي الله، عزّ وجلّ، قبل أن يخلق آدم عليه السّلام بألفي عامٍ، يسبّح ذلك النّور فتسبّح الملائكة بتسبيحه، فلمّا خلق اللّه آدم جعل ذلك النّور في صلبه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأهبطه اللّه الأرض في صلب آدم، فجعل في صلب نوحٍ في السّفينة، وقذف في النّار في صلب إبراهيم، ولم يزل ينقلني من أصلاب الكرام إلى الأرحام الطّاهرة، حتّى أخرجني من بين أبويّ، لم يلتقيا على سفاحٍ قطّ.
6308- قال: وحدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّدٍ، قال: أشهد على أبي لحدّثني عن أبيه، عن جدّه، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: خرجت من نكاحٍ، ولم أخرج من سفاحٍ من لدن آدم إلى أن ولدتني أبي وأمّي، لم يصبني من سفاح الجاهليّة شيءٌ.
6309- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي خداشٍ، حدّثنا محمّد بن حميدٍ، عن إسماعيل بن عيّاشٍ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، حدّثني سعيد بن سويدٍ، عن العرباض بن سارية السّلميّ، رضي اللّه عنه، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّي عبد الله في أمّ الكتاب، وخاتم النّبيّين، وإنّ آدم منجدلٌ في طينته، وسوف أنبّئكم بذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، عليهما السّلام، ورؤيا أمّي التّي رأت، وكذلك أمّهات الأنبياء يرين.
6309/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، حدّثنا معاوية، يعني ابن صالحٍ، عن سعيد بن سويدٍ الكلبيّ، عن عبد الله بن هلالٍ السّلميّ، عن العرباض بن سارية، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:...، فذكره.
6309/3- قال: وحدّثنا أبو العلاء، وهو الحسن بن سوارٍ، أنبأنا ليثٌ، عن معاوية، عن سعيد بن سويدٍ، عن عبد الأعلى بن هلالٍ السّلميّ، عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق معاوية بن صالحٍ به...، فذكره.
ورواه الحاكم من طريق أبي بكر بن أبي مريم.
وله شاهدٌ من حديث عتبة بن عبد السلمي رواه أحمد بن حنبل.
6310- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا يحيى بن أيوب، حدّثنا شعيب بن حريثٍ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، حدّثنا بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن ميسرة، قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم متى كنت نبيًّا؟ قال: كنت نبيًّا وآدم بين الرّوح والجسد.
6310/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا سريج بن النّعمان، حدّثنا حمّادٌ، عن خالدٍ الحذّاء، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن رجل قال: قلت: يارسول الله، متى جعلت نبيًّا؟ قال: وآدم بين الرّوح والجسد.
6310/3- قال: وحدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا منصور بن سعد، عن بديل، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن ميسرة الفجر قال: قلت: يارسول الله صلى الله عليه وسلّم، متى كتبت نبيًّا...، فذكره.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ رواه البزّار في مسنده، وفي إسناده جابرٌ الجعفيّ، وعنه قيس بن الرّبيع، وهما ضعيفان.
6311- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا ابن أبي الوزير محمّدٌ، حدّثنا عبد الله بن جعفرٍ المخرميّ، عن أم بكرٍ، عن المسور بن مخرمة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تنقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلاّ صهري، فاطمة شجنةٌ منّي، يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها.
6312- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، قال: قال عمر، رضي اللّه عنه: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: كلّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ غير سببي ونسبي.
3- باب ما جاء في أول أمره ومولده وإرضاعه وغير ذلك مما يذكر صلّى الله عليه وسلّم
6313- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامرٍ، عن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، قال: قيل: يا رسول الله، ما كان بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمّي أنّه خرج منها نورٌ أضاءت منه قصور الشّام.
6313/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا فرج بن فضالة...، فذكره.
6313/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: قال: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا الفرج، حدّثنا لقمان، سمعت أبا أمامة، يقول: قلت: يا نبّي الله، ما كان بدو أوّل أمرك...، فذكره.
6314- قال أبو داود الطّيالسيّ: وحدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرني أبو عمران الجونيّ، عن رجلٍ، عن عائشة رضي اللّه عنها، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اعتكف هو وخديجة شهرًا بحراء، فوافق ذلك رمضان، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وسمع السّلام عليكم، قالت: قال: وقد ظننت أنّه فجأة الجنّ، فقالت: أبشر فإنّ السّلام خيرٌ، ثمّ رأى يومًا آخر جبريل، عليه السّلام، على الشّمس، جناحٌ له بالمشرق، وجناحٌ بالمغرب، فهبت منه، قالت: فانطلق يريد أهله، فإذا هو بجبريل بينه وبين الباب، قال: فكلّمني
حتّى آنست به، ثمّ وعدني موعدًا، فجئت لموعده، واحتبس عليّ جبريل، عليه السّلام، فلمّا أراد أن يرجع إذا هو به، وميكائيل، عليهما السّلام، فهبط جبريل إلى الأرض، وبقي ميكائيل بين السّماء والأرض، قال: فأخذني جبريل، عليه السّلام، فصلقني لحلاوة القفا، وشقّ عن بطني، فأخرج منه ما شاء اللّه، ثمّ غسله في طستٍ من ذهبٍ، ثمّ أعاده فيه، ثمّ كفاني كما يكفى الإناء، ثمّ ختم في ظهري حتّى وجدت مسّ الخاتم، ثمّ قال لي: {اقرأ باسم ربّك} ولم أقرأ كتابًا قطّ، فأخذ بحلقي حتّى أجهشت بالكلام، ثمّ قال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق...} إلى قوله: {ما لم تعلم} قال: فما نسيت شيئًا بعد، ثمّ وزنني برجل فوزنته، ثمّ وزنني بآخر فوزنته، ثمّ وزنني بمائة، فقال ميكائيل: تبعته أمّته، وربّ الكعبة حتّى جئت إلى منزلي، فما تلقّاني حجرٌ، ولا شجرٌ إلاّ قال: السّلام عليك يا رسول الله، حتّى دخلت على خديجة، فقالت: السّلام عليك يا رسول الله.
6314/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، قال: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ، عن أبي عمران الجونيّ، عن يزيد بابنوس، عن عائشة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نذر أن يعتكف شهرًا هو وخديجة بحراء، فوافق ذلك شهر رمضان، فخرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلةٍ فسمع: السّلام عليك، قال: فظننتها فجأة الجنّ، فجئت مسرعًا حتّى دخلت على خديجة، فسجّتني ثوبًا، وقالت: ما شأنك يا ابن عبد الله؟ قلت: سمعت السّلام عليك فظننتها فجأة الجنّ، فقالت: أبشر يا ابن عبد الله، فإنّ السّلام عليك خيرٌ، قال: ثمّ خرجت مرّةً أخرى فإذا جبريل على الشّمس، جناحٌ له بالمشرق وجناحٌ له بالمغرب، قال: فهبت منه، فجئت مسرعًا فإذا هو بيني وبين البّاب، فكلّمني حتّى آنست به، ثمّ أوعدني موعدًا، فجئت إليه، فأبطأ عليّ، فأردت أن أرجع، فإذا أنا به وميكائيل قد سدّ الأفق، فهبط جبريل، وبقي ميكائيل بين السّماء والأرض، فأخذني جبريل، فسلقني لحلاوة القفا، ثمّ شقّ عن قلبي فاستخرجه، ثمّ استخرج منه ما شاء اللّه أن يستخرج، ثمّ غسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم، ثمّ أعاده مكانه، ثمّ لأمه، ثمّ أكفاني كما يكفى الأديم أو الآنية، ثمّ ختم في ظهري حتّى وجدت مسّ الخاتم في قلبي، ثمّ قال: اقرأ، قلت: ما قرأت كتابًا قطّ، فلم أدر ما أقرأ، ثمّ قال: اقرأ، فقلت: ما أقرأ؟ فقال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق خلق الإنسان من علقٍ اقرأ وربّك الأكرم} حتّى انتهى من خمس آياتٍ منها، فما نسيت شيئًا بعد، ثمّ وزنني برجلٍ فوزنته، ثمّ وزنني بآخر فوزنته، حتّى وزنت بمائة رجلٍ، فقال ميكائيل من فوقه: تبعته أمّته وربّ الكعبة، ثمّ أقبلت فجعلت لا يلقاني حجرٌ، ولا شجرٌ إلاّ قال: السّلام عليك يا رسول الله، حتّى دخلت عليّ خديجة، فقالت: السّلام عليك يا رسول الله.
6315- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا وهب بن جرير بن حازمٍ، حدّثنا أبي، سمعت محمّد بن إسحاق، حدثني صالح بن إبراهيم، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، قال: حدّثني من شئت من رجال قومي، عن حسّان بن ثابتٍ، قال: إنّي لغلامٌ يفعةٌ، ابن سبع سنين، أو ثمان سنين، أسمع ما أدري وأعقل، إذ أشرف يهوديٌّ على أطمٍ يصرخ بأعلى صوته: يا معشر يهود، فاجتمعوا إليه، فقالوا: ما شأنك؟ فقال: طلع الليلة نجم أحمد الذّي ولد به، قال: فسألت سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابتٍ: ابن كم كان حسّان بن ثابتٍ مقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة؟ قال: ابن ستّين سنةً.
6316- قال: وأخبرنا وهب بن جرير بن حازمٍ، حدّثنا أبي، سمعت محمّد بن إسحاق، حدّثني جهم بن أبي جهمٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، أو عمّن حدّثه، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: لمّا ولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدمت حليمة بنت الحارث في نسوةٍ من بني سعد بن بكرٍ يلتمسن الرّضعاء بمكّة، قالت حليمة: فخرجت في أوائل النّسوة على أتانٍ لي قمراء، ومعي زوجي الحارث بن عبد العزّى، أحد بني سعد بن بكرٍ، ثم أحد بني ناضرة، قد أدمت أتاننا، ومعي بالرّكب شارفٌ، والله ما نقص من لبنٍ في سنةٍ شهباء، قد جاع
النّاس حتّى خلص إليهم الجهد، وعمي ابنٌ لي، والله ما ينام ليلهً، وما أجد في ثدي شيئًا أعلّله به إلاّ أنّا، نرجو الغيث، وكانت لنا غنمٌ فنحن نرجوها، فلمّا قدمنا مكّة فما بقي منّا أحدٌ إلاّ عرض عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكرهناه، فقلنا: إنّه يتيمٌ، وإنما يكرم الظّئر، ويحسن إليها الوالد، فقلنا: ما عسى أن تفعل بنا أمّه، أو عمّه، أو جدّه، فكلّ صواحبي أخذ رضيعًا، وما أجد شيئًا، فلّما لم أجد غيره رجعت إليه فأخذته، والله ما أخذته إلاّ أنّي لم أجد غيره، فقلت لصاحبي: والله لآخذنّ هذا اليتيم من بني عبد المطّلب، فعسى اللّه أن ينفعنا به، ولا أرجع من بين صواحبي، ولا أجد شيئًا، فقال: فقد أصبت، قالت: فأخذته، فأتيت به الرّحل، فوالله ما هو إلاّ أن أتيت به الرّحل فأمسيت، أقبل ثدياي باللّبن حتّى أرويته، وأرويت أخاه، فقام أبوه إلى شارفنا تلك يلتمسها، فإذا هي حافلٌ فحلبها فأرواني وروي، فقال: يا حليمة، تعلمين والله لقد أصبنا نسمةً مباركةً، ولقد أعطى اللّه عليها ما لم نتمنّ، فبتنا بخير ليلةٍ شباعًا، وكنا لا ننام ليلنا مع صبيتنا ثمّ راجعين إلى بلادنا أنا وصواحبي، فركبت أتاني الحمراء، فحملته معي، فوالّذي نفس حليمة بيده، لقطعت بالرّكب حتّى إنّ النّسوة ليقلن: أمسكي علينا، أهذه أتانك الّتي حرصت عليها؟ فقلت: نعم، فقالوا: إنّها كانت أدمت حين أقبلنا، فما شأنها؟ قالت: فقلت: والله لقد حملت عليها غلامًا مباركًا، قالت: فخرجنا فما زال يزيدنا اللّه في كلّ يومٍ خيرًا حتّى قدمنا والبلاد سنةً، فلقد كان رعاتنا يسرحون، ثمّ يريحون، فتروح أغنام بني سعدٍ جياعًا، وتروح غنمي شباعًا بطانًا حفلاً، فنحلب، ونشرب، فيقولون: ما شأن غنم الحارث بن عبد العزّى، وغنم حليمة تروح شباعًا حفلاً، وتروح غنمكم جياعًا، ويلكم اسرحوا حيث تسرح رعاؤهم، فيسرحون معهم فما تروح إلاّ جياعًا كما كانت، وترجع غنمي كما كانت، قالت: وكان يشبّ شبابًا ما يشبه أحدًا من الغلمان، يشبّ في اليوم شبّان الغلام في الشّهر، ويشبّ في الشّهر شبّان السّنة، فلمّا استكمل سنتين قدمنا مكّة أنا وأبوه فقلنا: والله لا نفارقه أبدًا، ونحن نستطيع، فلمّا أتينا أمّه قلنا: أيّ ظئرٍ والله ما رأينا صبيًا قطٌ أعظم بركةً منه، وإنّا لنتخوّف عليه وباء مكّة وأسقامها، فدعيه نرجع حتّى تبرئي من دائك، فلم نزل بها حتّى أذنت، فرجعنا به، فأقمنا أشهرًا ثلاثةً، أو أربعةً، فبينا هو يلعب خلف البيوت هو وأخوه في بهمٍ له إذ أتى أخوه يشتد، وأنا وأبوه في البيت، فقال: إنّ أخي القرشيّ
أتاه رجلان عليهما ثيابٌ بياضٌ، فأخذاه، فأضجعاه، فشقّا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتدّ، فوجدناه قائمًا قد انتقع لونه فلمّا رآنا أجهش إلينا وبكى، قالت: فالتزمته أنا وأبوه فضممناه إلينا، فقلنا: ما لك بأبي أنت وأمي، فقال: أتاني رجلان، فأضجعاني، فشقّا بطني، فصنعا به شيئًا، ثمّ ردّاه كما هو، فقال أبوه: والله ما أرى ابني إلاّ وقد أصيب، الحقي بأهله فردّيه إليهم، قبل أن يظهر به ما يتخوّف منه، قالت: فاحتملناه فقدمنا به على أمّه، فلمّا رأتنا أنكرت شأننا، وقالت: ما رجعكما به قبل أن أسألكماه، وقد كنتما حريصين على حبسه، فقلنا: لا شيء إلاّ أنّ اللّه قد قضى الرّضاعة، وسرنا ما نرى، وقلنا: نؤدّيه كما تحبّون أحب إلينا، قال: فقالت: إنّ لكما لشأنًا، فأخبراني ما هو، فلم تدعنا حتّى أخبرناها، فقالت: كلاّ والله لا يصنع اللّه ذلك به، إنّ لابني شأنًا، أفلا أخبركما خبره، إنّي حملت به، فوالله ما حملت حملاً قطّ أخفّ عليّ منه، ولا أيسر، ثمّ أريت حين حملته أنّه خرج نورٌ أضاء أعناق الإبل ببصرى، وقالت: قصور بصرى، ثمّ حين وضعته فوالله ما وقع كما يقع الصّبيان، لقد وقع معتمدًا بيديه على الأرض رافعًا رأسه إلى السّماء، فدعاه عنكما، فقبضته، وانطلقنا.
6316/2- قال إسحاق بن راهويه: وحدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا جهم بن أبي جهمٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، أو عمّن حدّثه، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: قالت حليمة بنت الحارث أمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم السّعديّة: قدمت في نفر بني سعد بن بكرٍ نلتمس الرّضعاء بمكّة...، فذكره بنحوه.
6316/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مسروق بن المرزبان الكوفيّ، والحسن بن حمّادٍ، ونسخته من حديث مسروقٍ، حدّثنا يحيى بن زكريّاء بن أبي زائدة، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن جهم بن أبي جهمٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، عن حليمة بنت الحارث أمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره بتمامه.
6316/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
6317- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو طالبٍ عبد الجبّار بن عاصمٍ، حدّثنا أبو يحمد بقيّة بن الوليد الحمصيّ، عن بجير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرٍو السّلميّ، أنّ عتبة بن عبدٍ حدّثهم، أنّ رجلاً سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف كان أوّل شأنك يا رسول الله؟ قال: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكرٍ، فانطلقت أنا وابنٌ لها في بهمٍ لنا، ولم نأخذ معنا زادًا، فقلت: يا أخي، اذهب فأتنا بزادٍ من عند أمّنا، فانطلق أخي، ومكثت عند البهم، فأقبل إليّ طيران أبيضان كأنّهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني للقفا، فشقّا بطني، فاستخرجا قلبي، فشقّاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماءٍ، فغسلا به جوفي، ثمّ قال: ائتني بماء بردٍ، فغسلا به قلبي، ثمّ قال: ائتني بالسكينة، فذرّها في قلبي، ثمّ قال أحدهما: حصه، فحاصه، وختم عليه بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفّةٍ، واجعل ألفًا من أمّته في كفّةٍ، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي، أشفق أن يخرّ عليّ بعضهم، فقال: لو أنّ أمّته وزنت به لمال بهم، ثمّ انطلقا، وتركاني، وفرقت فرقًا شديدًا، ثمّ انطلقت إلى أمّي، فأخبرتها بالّذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد التمس بي، فقالت: أعيذك بالله، فرحّلت بعيرًا لها، وجعلتني على الرّحل، وركبت خلفي حتّى بلغتني إلى أمّي، فقالت: أدّيت أمانتي وذمّتي، وحدّثتها بالّذي لقيت، فلم يرعها ذلك، قالت: إنّي رأيت خرج منّي نورٌ أضاءت منه قصور الشّام.
هذا حديثٌ حسنٌ، وبقيّة ثقةٌ، وإن كان مدلّسًا، ورواه من هذا الوجه بالعنعنة، فقد صرّح بالتّحديث في بعض طرقه.
6317/2- كما رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا حيوة، ويزيد بن عبد ربّه، قالا: حدّثنا بقيّة، حدثني بجير بن سعدٍ...، فذكره.
ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في المستدرك: من طريق بقيّة بن الوليد، حدّثني بجير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرٍو السلمي، عن عتبة بن عبدٍ...، فذكره بتمامه، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
قلت: وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، وابن حبّان في صحيحه.
6318- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن عبّادٍ المكّيّ، حدّثنا أبو ضمرة، عن يونس، عن الزّهريّ، عن أنسٍ، قال: كان أبي، رضي اللّه عنه، يحدّث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: فرج سقف بيتي وأنا بمكّة، فنزل جبريل، عليه السّلام، ففرج صدري، ثمّ غسله بماء زمزم، ثمّ جاء بطستٍ من ذهبٍ مملوءٍ حكمةً وإيمانًا، فأفرغها في صدري ثمّ أطبقه.
6318/2- رواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ في زوائده على المسند: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم أبو يحيى البزّاز، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا معاذ بن معاذ بن محمّد بن أبي كعبٍ، حدّثني أبي محمّد بن معاذ بن معاذٍ عن محمّدٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّ أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبّوّة؟ فاسّتوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالسًا، وقال: لقد سألت أبا هريرة، إنّي لفي صحراء، ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا برجلٍ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ قال: نعم، فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، وأرواح لم أجدها لأحد قط وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إليّ يمشيان حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه، فأضجعاني بلا قصر ولا هصر، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فحوّى أحدهما إلى صدري، ففلقها فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد، فأخرج شيئًا كهيئة العلقة، ثمّ نبذها، فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرّحمة، فإذا مثل الّذي أخرج شبيه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى، فقال: اغد به واسلم، فرجعت أغدو بها رقّةً على الصّغير، ورحمةً على الكبير.
هذا حديثٌ حسنٌ، ومعاذ بن محمّدٍ، وأبوه محمّدٌ، وجدّه معاذٌ ذكرهم ابن حبّان في الثّقات.
وروى ابن حبّان في صحيحه أوّل الحديث في شهادة أبيّ بن كعبٍ لأبي هريرة بأنّه كان جريئًا على أن يسأله عن أشياء، وجعل الرّاوي له عن أبيّ بن كعبٍ ابنه معاذًا، والّذي في المسند أنّ الرّاوي له عن أبيّ بن كعبٍ: محمّد بن أبيٍّ كما تقدّم، واللّه أعلم.
6319- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا يحيى بن حجر بن النّعمان السّاميّ، حدّثنا محمّد بن يعلى الكوفيّ، حدّثنا عمر بن صبحٍ، عن ثور بن يزيد، عن مكحولٍ، عن شدّاد بن أوسٍ، رضي اللّه عنه، قال: بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ أتاه رجلٌ من بني عامرٍ، وهو سيّد قومه وكبيرهم مدرههم يتوكّأ على عصًا، فقام بين يدي النّبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: ونسب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى جدّه، فقال: يا ابن عبد المطّلب، إنّي نبّئت أنّك تزعم أنّك رسول الله إلى النّاس، أرسلك بما أرسل إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء، ألا وإنّك نبوت بعظيمٍ، إنّما كان الأنبياء والملوك في بيتين من بني إسرائيل: بيت نبوّةٍ، وبيت ملكٍ، ولا أنت من هؤلاء، ولا من هؤلاء، إنّما أنت من العرب ممّن يعبد الحجارة والأوثان، فما لك والنّبوّة؟ ولكن لكلّ أمرٍ حقيقةٌ فأتني بحقيقة قولك وبدء شأنك، قال: فأعجب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مسألته، ثمّ قال: يا أخا بني عامرٍ، إنّ للحديث الّذي تسأل عنه نبأً ومجلسًا، فاجلس، فثنى رجله وبرك كما يبرك البعير، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا أخا بني عامرٍ، إنّ حقيقة قولي وبدو شأني دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى بن مريم، وإنّي كنت بكرًا لأمّي، وإنّها حملتني كأثقل ما تحمل النّساء حتّى جعلت تشتكي إلى صواحبها ثقل ما تجد، وإنّ أمّي رأت في المنام أنّ الّذي في بطنها نورٌ، قالت: فجعلت أتبع بصريّ النّور،
فجعل النّور يسبق بصري حتّى أضاء لي مشارق الأرض ومغاربها، ثمّ إنّها ولدتني، فلمّا نشأت بغّضت إليّ الأوثان، وبغّض إليّ الشّعر، واسترضع لي في بني جشم بن بكرٍ، فبينما أنا ذات يومٍ في بطن وادٍ مع أترابٍ لي من الصّبيان، إذا أنا برهطٍ ثلاثٍ معهم طستٌ من ذهبٍ ملآنٌ نورًا وثلجًا، فأخذوني من بين أصحابي، وانطلق أصحابي هربًا حتّى إذا انتهوا إلى شفير الوادي أقبلوا على الرّهط، فقالوا: ما لكم ولهذا الغلام؟ إنّه غلامٌ ليس منّا، وهو من بني سيّد قريشٍ، وهو مسترضعٌ فينا، غلامٌ يتيمٌ ليس له أبٌ، فماذا يردّ عليكم قتله، ولكن إن كنتم لابدّ فاعلين، فاختاروا منّا أيّنا شئتم، فلنأتكم، فاقتلونا مكانه، ودعوا هذا الغلام فلم يجيبوهم، فلمّا رأى الصّبيان أنّ القوم لا يجيبونهم، انطلقوا هربًا مسرعين إلى الحيّ يؤذنوهم لهم ويستصرخهم على القوم، فعمد إليّ أحدهم فأضجعني إلى الأرض إضجاعًا لطيفًا، ثمّ شقّ ما بين صدري إلى منتهى عانتي، وأنا أنظر لم أجد لذلك مسًا، ثمّ أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثّلج فأنهى غسله، ثمّ أعادها في مكانها، ثمّ قام الثّاني، فقال لصاحبه: تنحّ، ثمّ أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي، وأنا أنظر فصدعه، فأخرج منه مضغةً سوداء رمى بها، ثمّ قال بيده: يمنة منه، كأنّه يتناول شيئًا، ثمّ إذا بالخاتم في يده من نور نور النّبوّة والحكمة تخطف أبصار النّاظرين دونه، فختم قلبي فامتلأ نورًا وحكمةً، ثمّ أعاده مكانه، فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرًا، ثمّ قام الثّالث فتنحّى صاحبه، فأمرّ يده بين ثدييّ ومنتهى عانتي، فالتأم ذلك الشّق بإذن الله، ثمّ أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضًا لطيفًا، ثمّ قال الأوّل الّذي شقّ بطني: زنوه بعشرةٍ من أمّته فوزنوني فرجحتهم، ثمّ قال: زنوه بمائة من أمته، فوزنوني فرجحتهم، ثمّ قال: زنوه بألف من أمته فوزنوني فرجحتهم، قال: دعوه، فلو وزنتموه بأمّته جميعًا لرجح بهم، ثمّ قاموا إليّ فضمّوني إلى صدورهم، وقبّلوا رأسي وما بين عينيّ، ثمّ قالوا: يا حبيب، لم ترع إنّك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرّت عينك، قال: فبينما نحن كذلك إذ أقبل الحيّ بحذافيرهم، وإذا ظئري أمام الحيّ تهتف بأعلى صوتها، وهي تقول: يا ضعيفاه، قال: فأكبّوا عليّ يقبّلوني، ويقولون: يا حبّذا أنت من ضعيفٍ، ثمّ قالت: يا وحيداه، قال: فأكبّوا عليّ، وضمّوني إلى صدورهم، وقالوا: يا حبّذا أنت من وحيدٍ، ما أنت بوحيدٍ، إنّ اللّه معك وملائكته والمؤمنين من أهل الأرض، ثمّ قالت: يا يتيماه،
استضعفت من بين أصحابك فقتلت لضعفك، فأكبّوا عليّ وضمّوني إلى صدورهم، وقبّلوا، وأمّي وقالوا: يا حبّذا أنت من يتيمٍ ما أكرمك على الله، لو تعلم ماذا يراد بك من الخير، قال: فوصلوا إلى شفير الوادي فلمّا بصرت بي ظئري، قالت: يا بنيّ، ألا أراك حيًّا بعد، فجاءت حتّى أكبّت عليّ فضمّتني إلى صدرها، فوالّذي نفسي بيده إنّي لفي حجرها قد ضمّتني إليها، وإنّ يدي لفي يد بعضهم، وظننت أنّ القوم يبصرونهم، فإذا هم لا يبصرونهم، فجاء بعض الحيّ، فقال: هذا الغلام أصابه لممٌ، أو طائفٌ من الجنّ، فانطلقوا به إلى الكاهن ينظر إليه ويداويه، فقلت له: ما هذا؟ ليس بي شيءٌ ممّا تذكرون، أرى نفسي سليمةً وفؤادي صحيحًا، وليس بي قلبةٌ، فقال أبي وهو زوج ظئري: ألا ترون ابني كلامه كلام صحيحٍ، إنّي لأرجو أن لا يكون بابني بأسٌ، فاتّفق القوم على أن يذهبوا بي إلى الكاهن، فاحتملوني حتّى ذهبوا بي إليه فقصّوا عليه قصّتي، فقال: اسكتوا حتّى أسمع من الغلام، فإنّه أعلم بأمره، فقصصت عليه أمري من أوّله إلى آخره، فلمّا سمع مقالتي ضمّني إلى صدره، ونادى بأعلى صوته: يا للعرب، اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه، فوالّلات والعزّى، لئن تركتموه ليبدّلنّ دينكم، وليسفّهنّ أحلامكم وأحلام آبائكم، وليخالفنّ أمركم، وليأتينّ بدينٍ لم تسمعوا بمثله، قال: فانتزعني ظئري من يده، قال: لأنت أعته منه وأجنّ، ولو علمت أنّ هذا يكون من قولك ما أتيتك به، ثمّ احتملوني وردّوني إلى أهلي، فأصبحت مغمومًا ممّا فعل بي، وأصبح أثر الشّقّ ما بين صدري إلى منتهى عانتي، كأنّه شراكٌ، فذلك حقيقة قولي وبدو شأني فقال العامريّ: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ أمرك حقٌّ، فأنبئني بأشياء أسألك عنها، قال: سل عنك، وكان يقول للسائلين قبل ذلك: سل عمّا بدا لك، فقال يومئذٍ للعامريّ: سل عنك فإنّها لغة بني عامرٍ، فكلّمه ممّا يعرف، فقال العامريّ: أخبرني يا ابن عبد المطّلب ماذا يزيد في الشّر؟ قال: التّمادي قال: فهل ينفع البرّ بعد الفجور، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: نعم، التّوبة تغسل الحوبة، وإنّ الحسنات يذهبن السّيّئات، وإذا ذكر العبد ربّه في الرّخاء أعانه عند البلاء قال العامريّ: كيف ذلك يا ابن عبد المطّلب؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ذلك بأن اللّه يقول: لا أجمع لعبدي أمنين، ولا أجمع له خوفين، إن هو أمنني في الدّنيا أخفته يوم أجمع عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق فقال العامريّ: يا ابن عبد المطّلب، إلى ما تدعو؟ قال: إلى عبادة الله وحده لا شريك له،
وأن تخلع الأنداد، وتكفر باللاّت والعزّى، وتقرّ بما جاء من الله من كتابٍ ورسولٍ وتصلّي الصّلوات الخمس بحقائقهنّ، وتصوم شهرًا من السّنة، وتؤدّي زكاة مالك، فيطهّرك اللّه به، ويطيب لك مالك، وتقرّ بالبعث بعد الموت، وبالجنّةً والنّار قال: يا بن عبد المطّلب، فإن أنا فعلت هذا فما لي؟ قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: جنّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا وذلك جزاء من تزكّى قال: يا ابن عبد المطلّب، هل مع هذا من الدّنيا شيءٌ؟ فإنّه يعجبنا الوطأة في العيش؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: نعم، النّصر والتّمكين في البلاد قال: فأجاب العامريّ وأناب.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عمر بن صبحٍ، والرّاوي عنه محمّد بن يعلى الكوفيّ.
4- باب ما جاء في صفته صلّى الله عليه وسلّم
فيه حديث أشعث بن سليمان عن شيخ من بني مالك بن كنانة وسيأتي في باب ما صبر عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الله، عز وجل.
6320- وقال أبو داود الطيالسيّ: حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن صالحٍ مولى التّوأمة، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبح الذّراعين، بعيد ما بين المنكبين، هدب الأشفار، أشفار العين، لم يكن سخّابًا في الأسواق، ولم يكن فحّاشًا، ولا متفحّشًا، كان يقبل جميعًا ويدبر جميعًا.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
6321- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمرٍ: حدّثنا مروان، عن صالح بن مسعودٍ، حدّثني أبو جحيفة وهبٍ السّوائيّ، قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكتب لنا ثنتا عشرة قلوصًا كنّا في استخراجها، فجاءت وفاته، فمنعوناها حتّى اجتمع النّاس، فقلت: أخبرني عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: كان أبيض قد شمط عارضاه.
6322- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: وحدّثنا محمّد بن حرب بن سليمٍ،
حدثني ابن أبي الوزير، قال أبو عبد الله: قدماه لي، فنسبته عن جميع بن عميرٍ العجليّ، عن رجلٍ من ولد أبي هالة، من أهل مكّة، عن أبيه، قال: قال الحسن بن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: سألت خالي هند ابن أبي هالة، رضي اللّه عنه، عن حليّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان وصّافًا، وأنا أرجو أن يصف لي منه شيئًا أتعلّق به صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فخمًا مفخّمًا، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشروب، عالي الهامة، رجل الشّعر، إن انفرقت عقيصته فرّق، وإلاّ فلا يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفرة، أزهر اللّون، واسع الجبين، أزجّ الحواجب، سوابغ في غير قرنٍ، بينهما عرقٌ يدرّه الغضب، أقنى العرنين، له نورٌ يعلوه يحسبه من لم يتأمّله أشمّ، كثّ اللّحية، أدعج، سهل الخدّين، ضليع الفمّ، أشنب، مفلّج الأسنان، دقيق المسربة، كأّن عنقه جيد دمية في صفاء الفضّة، معتدل الخلق، بادن، متماسك، سواء البطن والصّدر، عريض الصدر مسح بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور التّجرّد، موصول ما بين اللّبة والسّرّة بشعرٍ يجري كالخطّ، عاري الثّديين والبطن في المندثتين مما سوى ذلك، أشعر الذّراعين والمنكبين وأعالي الصّدر، طويل الزّندين، رحب الرّاحة، شئن الكفّين والقدمين، سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، مسح القدمين، ينبؤ عنهما الماء، إذا زال زال قلعًا، يخطو تكفّيًا، ويمشي هونًا، ذريع المشية، إذا مشى كأنّما ينحطّ من صببٍ، إذا التفت التفت جميعًا، خافض الطّرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السّماء، جلّ نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبدأ من لقي بالسّلام، قال: قلت: صف لي منطقه: قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحةٌ، لا يتكلّم في غير حاجةٍ، طويل السّكوت، يفتح الكلام ويختمه بإشراقةٍ، ويتكلّم بجوامع الكلم فضلاً لا فضول فيه ولا تقصّر، دمثًا ليس بالجافي، ولا المهين، يعظّم النّعمة وإن دقّت، ولا يذمّ منها شيئًا غير أنّه لم يكن يذمّ ذواقًا، ولا يمدحه، ولا تغضبه الدّنيا وما كان لها، فإذا نوزع الحقّ لم يعرفه أحدٌ، ولم يقم لغضبه شيءٌ ينتصر له، لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفّه كلّها، وإذا تعجّب قلبها وإذا تحدث اتصل بها ؛
يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غضّ طرفه، جلّ ضحكه التّبسّم، ويفتره عن مثل حبّ الغمام، قال: فكتمتها بالحسن زمانًا، ثمّ حدّثته بها فوجدته قد سبقني إليه، فسأله عن مسألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه ومجلسه وشكله، فلم يدع منه شيئًا.
قال الحسن: سألت أبي عن دخول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: كان دخوله لنفسه، مأذونٌ له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاءٍ: جزءٌ للّه، عزّ وجلّ، وجزءٌ لنفسه، ثمّ جزءٌ جزّأه بينه وبين النّاس، فيردّ بذلك على العامّة والخاصّة، ولا يدّخر عنهم شيئًا، فكان من سيرته في جزء الأمّة إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمه على قدر فضلهم في الدّنيا، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج يتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم، والأمّة من مسألته عنهم وإخبارهم بالّذي ينبغي لهم، ويقول: ليبلّغ الشّاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبّت اللّه قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلاّ ذلك، ولا يقبل من أحدٍ غيره، يدخلون عليه روّادًا، ولا يفترقون إلاّ عن ذواقٍ، يخرجون أذلّةً يعني: على الخير، قال: قلت له: أخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه؟ قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخزن لسانه إلاّ بما يعنيهم، ولا سفر، ويكرم كريم كلّ قومٍ، ويولّيه عليهم، ويحذر النّاس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحدٍ بشره، ولا خلقه، ويتفقّد أصحابه، ويسأل النّاس عن ما في النّاس، ويحسّن الحسن ويقوّيه، ويقبّح القبح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلفٍ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا، أو يملّوا، لكلّ حالٍ عنده عتاد، أو غناءٌ، الشّكّ من محمّد بن أبي عمر، لا يقص عن الحقّ، ولا يجاوّزه إلى غيره، الّذين يلونه من النّاس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمّهم نصيحةً، وأعظمهم عنده منزلةً أحسنهم مواساةً قال: فسألته عن مجلسه كيف كان يصنع فيه؟ قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يجلس، ولا يقوم إلاّ على ذكرٍ، لا يوطن الأماكن وينتهي عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قومٍ جلس حيث ينتهي إليه المجلس، ويأمر بذلك، يعطي كلّ جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه أنّ أحدًا أكرم عليه منه، من جالسه، أو قادمه لحاجةٍ صابره حتّى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجةً لا يردّه إلاّ بها، أو بميسورٍ من القول، قد وسع النّاس بسطه وخلقه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحقّ سواءً، مجلسه مجلس حلمٍ وحياءٍ وصبرٍ وأمانةٍ، لا ترفع فيه الأصوات،
ولا تؤبن فيه الحرام، ولا تثني فلتاته، معتدلين مصونين يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقّرون فيه الكبير، ويرحمون الصّغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب قال: فسألته عن سيرته في جلسائه: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظٍّ، ولا غليظٍ، ولا صخّابٍ، ولا فاحشٍ، ولا عيّابٍ، ولا مدّاحٍ، يتغافل عمّا لا يشتهي، ولا يؤيس منه، ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاثٍ من المراء والإكثار فيما لا يعنيه، وترك النّاس من ثلاثٍ، كان لا يذمّ أحدًا، ولا يعيّره، ولا يطلب عورته، ولا تكلّم إلاّ فيما رجا ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنّما على رؤوسهم الطّير، وإذا سكت تكلّموا لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلّم أنصتوا له حتّى يفرغ، وحديثهم عنده حديث أولياتهم، يضحك ممّا يضحكون منه، ويعجب ممّا يعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتّى إن كان أصحابه ليرقّون له، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجته يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثّناء إلاّ من مكافئٍ، ولا يقطع على أحدٍ حديثه حتّى يجوز، فيقطعه بنهيٍ، أو قيامٍ، قال: قلت: كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوته على أربعٍ: الحلم، والحذر، والتّقدير، والتّفكير، فأمّا تقديره ففي تسوية النّظر والاستماع بين النّاس، وأمّا تفكيره ففيما يبقى ويفنى، جمع له الحلم في الصّبر فكان لا يغضبه، ولا يستفزّه، وجمع له الحذر في أربعٍ: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرّأي فيما أصلح أمّته، والقيام لهم فيما جمع لهم من أمر الدّنيا والآخرة.
6322/2- قال: وحدّثني عمرو بن خالدٍ القرشيّ، حدّثني عبد المطّلب بن مطرّفٍ الرّؤاسيّ، عن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، عن جميع بن عميرٍ العجليّ، من بني ضبيعة، عن يزيد بن فلانٍ التّميميّ، من ولد أبي هالة، عن أبيه، عن الحسن بن عليّ، مثله، أو نحوه، إلاّ أنّه قال: ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه ومجلسه وسكتته.
6323- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعودٍ، عن أبيه، قال: إنّ اللّه ابتعث نبيّه صلّى الله عليه وسلّم لإدخال رجلٍ في الجنّة، فدخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كنيسةً، فإذا هو بيهود، وإذا يهوديٌّ يقرأ عليهم التّوراة، فلمّا أتى على صفة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمسكوا، وفي ناحيتها رجلٌ مريضٌ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما لكم أمسكتم، فقال المريض: إنّهم أتوا على صفة نبيٍّ فأمسكوا، قال: ثمّ جاء المريض يحبو حتّى أخذ التّوراة، وقال: ارفع يدك، فقرأ حتّى أتى صفة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأمّته، فقال: هذه صفتك وصفة أمّتك فقال: أشهد ألاّ إله إلاّ اللّه، وأنّك رسول اللّه، ثمّ مات، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لوا أخاكم.
6323/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا روحٌ، وعفّان المعنيّ، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6324- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوفٌ، عن يزيد الفارسيّ، رضي اللّه عنه، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النّوم زمن ابن عبّاسٍ على البصرة، قال: فقلت لابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما: إنّي قد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال ابن عبّاسٍ: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: إنّ الشّيطان لا يستطيع أن يتشبّه به، فمن رآني في النّوم فقد رآني فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرّجل الّذي رأيت؟ قال: نعم، أنعت لك رجلاً بين الرّجلين جسمه، ولحمه أسمر إلى البياض، حسن الضّحك، أكمل العينين، جميل دوائر الوجه، قد ملأت لحيته من لدن هذه إلى هذه، وأشار بيده إلى صدغيه حتّى حاذت، تملأ نحره.
قال عوفٌ: ولا أدري ما كان مع هذا من النّعت، فقال ابن عبّاسٍ: فلو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.
6324/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ، حدّثنا عوفٌ، عن يزيد الفارسيّ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: إنّي قد رأيت رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في النّوم، فقال ابن عبّاسٍ: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6324/3- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا عوفٌ...، فذكره.
قلت: رواه التّرمذيّ في الشّمائل من طريق عوف بن أبي جميلة، بتمامه.
6325- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم النّكريّ، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا حرب بن سريحٍ، قال: حدّثني رجلٌ من بلعدويه، قال: حدّثني جدّي قال: انطلقت إلى المدينة، فنزلت عند الوادي، فإذا رجلان بينهما عنزةٌ واحدةٌ، وإذا المشتري يقول للبائع: أحسن مبايعتي، قال: فقلت في نفسي: هذا الهاشميّ الّذي أضلّ النّاس أهو هو؟ قال: فنظرت فإذا رجلٌ حسن الجسم، عظيم الجبهة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من ثغرة نحره إلى سرّته مثل الخيط الأسود شعرًا أسود، وإذا هو بين ظهيرين، قال: فدنا منّا، فقال: السّلام عليكم فرددنا عليه فلم ألبث أن دعا المشتريّ، فقال: يا رسول الله، قل له يحسن مبايعتي، فمدّ يده وقال: أموالكم تملكون، إنّي أرجو أن ألقى اللّه، عزّ وجلّ، يوم القيامة لا يطلبني أحدٌ منكم بشيءٍ ظلمته في مالٍ، ولا دمٍ، ولا عرضٍ إلاّ بحقّه، رحم اللّه امرءًا سهل البيع، سهل الشّراء، سهل الأخذ، سهل العطاء، سهل القضاء، سهل التّقاضي ثمّ مضى، فقلت: والله لأقصنّ هذا، فإنّه حسن القول، فتبعته، فقلت: يا محمّد، فالتفت إليّ بجميعه، فقال: ما تشاء فقلت: أنت الّذي أضللت النّاس وأهلكتهم وصددتهم عن ما كان يعبد آباؤهم، قال: ذاك اللّه، قلت: ما تدعو إليه، قال: أدعو عباد الله إلى الله، قال: قلت: ما تقول؟ قال: اشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي محمّدٌ رسول الله، وتؤمن بما أنزل عليّ، وتكفر باللاّت والعزّى، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة قال: قلت: وما الزّكاة؟ قال: يردّ غنيّنا على فقيرنا قال: قلت: نعم الشّيء تدعو إليه، قال: فلقد كان وما في الأرض أحدٌ يتنفّس أبغض إليّ منه فما برح حتّى كان أحبّ إليّ من ولدي ووالديّ ومن النّاس أجمعين، قال: قلت: قد عرفت، قال: قد عرفت، قلت: نعم، قال: تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي محمّدٌ رسول الله، وتؤمن بما أنزل عليّ قلت: نعم، يا رسول الله، إنّي أرد ماءً عليه كثيرٌ من النّاس، فأدعهم إلى ما دعوتني إليه، فإنّي أرجو أن يتّبعوك، قال: نعم، فادعهم فأسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم، فمسح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأسه.
قلت: روى البخاريّ، والتّرمذيّ، وابن ماجة قصّة البيع من حديث جابر بن عبد الله.
والنّسائيّ وابن ماجة: من حديث عثمان بن عفّان.
5- باب في قصة بناء الكعبة ووضع الحجر
6326- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، وقيسٌ، وسلامٌ، كلهم عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: لمّا انهدم البيت بعد جرهمٍ بنته قريشٌ، فلمّا أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه، فاتّفقوا على أنّ يضعه أول من يدخل من هذا الباب فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من باب بني شيبة، فأمر بثوبٍ، فأخذ الحجر فوضعه في وسطه، وأمر كلّ فخذ أن يأخذوا بطائفةٍ من الثّوب فيرفعوه، وأخذه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوضعه.
رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة في مسنده، والبيهقيّ في سننه، وقد تقدّم بطرقه مطوّلاً في كتاب الحجّ، في باب ذكر الكعبة وبنائها، ووضع الحجر.
وله شواهد من حديث ابن عبّاسٍ، وابن عمر، وغيرهما، رواه البيهقيّ في سننه.
6- باب مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم وابن كم حين بعث
6327- قال أبو داود الطيالسيّ: حدّثنا زمعة، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما من نبيٍّ إلاّ وقد رعى الغنم.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
6328- قال: وحدّثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن بشر بن حزنٍ النّصريّ، قال: افتخرت أصحاب الإبل والغنم عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بعث داود، عليه السّلام، وهو راعي غنمٍ، وبعث موسى وهو راعي غنمٍ، وبعثت أنا وأنا أرعى لأهلي بجيادٍ.
6328/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثني أبو إسحاق، عن عبيدة بن حزنٍ، قال: تفاخر أهل الإبل والغنم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكر مثله.
6329- وقال عبد بن حميد: حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: بعث موسى وهو يرعى غنمًا لأهله قال: وبعثت أنا وأنا أرعي غنمًا لأهلي بأجياد.
قلت: ولما تقدم شاهد من حديث عبد الله بن عمر وقد تقدم ضمن حديث طويل في كتاب الأذكار في باب فضل لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده.
6330- وقال مسدد: حدّثنا أبو الأحوص: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى، عن رجل من أسلم قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلّم، وهو ابن ثلاث وأربعين.
6330/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: مرسلًا من طريق سعيد بن المسيب قال: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو ابن ثلاث وأربعين.
7- باب فرض الله عز وجل طاعة رسوله صلى الله عليه وسلّم على كل من أدركه
6331- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: لقيت جبريل، عليه السلام، عند أحجار المري فقال: ياجبريل إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العامي الذي لم يقرأ كتابًا قط، قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف.
6331/2- رواه أحمد بن حنبل: حدّثنا، عفان وعبد الصمد قالا: حدّثنا حماد بن سلمة... فذكره.
وقد تقدم بطرقه في كتاب التفسير في أول باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف.
6332- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا هشيم، حدّثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، أن عمر، رضي الله عنه، أتى النبي صلى الله عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقال: يارسول الله صلى الله عليه وسلّم إني أصبت كتابًا حسنًا من بعض أهل الكتاب فغضب النبي صلى الله عليه وسلّم وقال: أمتهوكون أنتم فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى حيًّا اليوم ما وسعه إلا أن يتبعني.
6332/2- رواه أحمد ابن حنبل: حدّثنا سريج بن النعمان حدّثنا هشيم أنبأنا مجالد...، فذكره.
6332/3- قال: وحدّثنا يونس وغيره قال: حدّثنا حماد، يعني ابن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: لا تسألوأهل الكتاب عن شيء؟ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق فإنه لوكان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني.
8- باب مشي قريش في أمره صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي طالب
6333- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، حدّثنا عقيل بن أبي طالبٍ، قال: جاءت قريشٌ إلى أبي طالبٍ، فقالوا: إنّ ابن أخيك يؤذينا في ديننا وفي مسجدنا، فانهه عن أذانا، فقال: يا عقيل، ائتني بمحمّدٍ، فذهبت، فأتيته به، فقال: يا ابن أخي، إنّ بني عمّك يزعمون أنّك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم، فانته عن ذلك، قال: فحلّق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصره إلى السّماء، فقال: أترون هذه الشّمس؟ قالوا: نعم، قال: ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك أن تشتعلوا لي منها بشعلةٍ، قال: فقال أبو طالبٍ: ما كذبنا ابن أخي فارجعوا.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله في كتاب التّفسير في سورة فصّلت.
9- باب في إعلام الجن بظهوره صلّى الله عليه وسلّم وغيرهم
6334- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهير، حدّثنا عبد الله، حدّثنا عبيد الله، عن ابن عقيل، عن جابر، أو غيره، قال: أول خبر جاء إلى المدينة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أن امرأة من أهل المدينة كان لها تابع فجاء في صورة طائر حتى وقع على حائط دارهم فقالت المرأة انزل تحدثنا ونحدثك وتخبرنا ونخبرك، فقال: إنه قد بعث بمكة نبي حرم علينا الزنا ومنع منا القرار.
6334/2- رواه أحمد بن حنبل: حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدّثنا أبو المليح، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن امرأة كان لها تابع فأتاها في صورة طائر فوقع على جذع لهم قال: فقالت: ألا تنزل فنخبرك وتخبرنا، قال: إنه خرج بمكة رجل حرم علينا الزنا ومنع منا القرار.
6335- وقال الحارث بن أبي أسامة: حدّثنا سعيد بن عامر، عن حبيب بن الشهيد، عن عكرمة بن خالد الخزومي أن ناسًا من قريش ركبوا البحر عند مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم فألقتهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا فيها رجل قال: من أنتم؟ قالوا: نحن ناس من قريش. قال: وما قريش؟ قالوا: أهل الحرم وأهل كذا، فلما عرف قال نحن أهلها لا أنتم، قال: فإذا هو رجل من جرهم، قال: أتدرون لأي شيء سمي جياد؟ كانت خيولنا جيادًا عطفت عليه، قال: قالوا له: إنه قد خرج فينا رجل يزعم أنه نبي، وذكروا له أمره فقال: اتبعوه فلولا حالي التي أنا عليها للحقت معكم إليه.
هذا إسناد مرسل صحيح.
10- باب وفد الجن
6336- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: هبطوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلةٍ، فلمّا سمعوا، قالوا: أنصتوا، قالوا: صهٍ، وكانوا سبعةً، أحدهم: زوبعة.
6336/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا سفيان...، فذكره، وزاد: فأنزل اللّه، عزّ وجلّ، {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجنّ يستمعون القرءان فلمّا حضروه قالوا أنصتوا فلمّا قضي...} الآية إلى قوله: {ضلالٍ مبينٍ}.
6336/3- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ حدّثنا أبو عليٍّ الحافظ، أنبأنا عبدان الأهوازيّ، قال: حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة...، فذكره.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
11- باب في اختصام الجن المؤمنين إليه صلّى الله عليه وسلّم وحكمه عليهم
6337- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبي، عن أبي فزارة، عن أبي زيدٍ، مولى عمرو بن حريثٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال ليلة الجنّ: هل عندك طهورٌ؟ قال: لا إلاّ شيءٌ من نبيذٍ في إداوةٍ، فقال: هاته تمرةٌ طيّبةٌ، وماءٌ طهورٌ.
6337/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق، حدثني أبو عميسٍ عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعودٍ، عن أبي فزارة، عن أبي زيدٍ مولى عمرو بن حريثٍ المخزوميّ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: بينا نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكّة وهو في نفرٍ من أصحابه، إذ قال: ليقم معي رجلٌ منكم، ولا يقومنّ معي رجلٌ في قلبه من الغشّ مثقال ذرّةٍ، قال: فقمت معه، فأخذت الإداوة، ولا أحسبها إلاّ ماءً، فخرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى إذا كنّا بأعلى مكّة رأيت أسودةً مجتمعةً، قال: فخطّ لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطًّا، ثمّ قال: قم هاهنا حتّى آتيك،
قال: فقمت ومضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إليهم فرأيتهم يثورون إليه، قال: فسمر معهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلاً طويلاً حتّى جاءني مع الفجر، فقال: ما زلت قائمًا يا ابن مسعودٍ؟ فقلت: يا رسول الله، ألم تقل لي: قم حتّى آتيك؟ قال: ثمّ قال لي: هل معك من وضوءٌ قال: فقلت: نعم، ففتحت الإداوة، فإذا هو نبيذٌ، قال: فقلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لقد أخذت الإداوة، ولا أحسبها إلاّ ماءً، فإذا هو نبيذٌ، قال: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تمرةٌ طيّبةٌ، وماءٌ طهورٌ قال: ثمّ توضّأ منها، فلمّا قام يصلّي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول الله، إنّا نحب أن تؤمّنا في صلاتنا، قال: فصفّهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلفه، ثمّ صلّى بنا، فلمّا انصرفا، قلت: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: هؤلاء جن نصيبين جاؤوني يختصمون إليّ في أمورٍ كانت بينهم وقد سألوني الزّاد فزوّدتهم قال: فقلت له: هل عندك يا رسول الله شيءٌ تزوّدهم إيّاه؟ فقال: قد زوّدتهم الرّجعة وما وجدوا من روثٍ وجدوه شعيرًا، وما وجدوه من عظمٍ وجدوه كاسيًا قال: وعند ذلك نهانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أن يستطاب بالرّوث والعظم.
6337/3- قلت: رواه أبو داود في سننه: بلفظ: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة الجنّ: ما في إداوتك، أو ركوتك؟ قال: نبيذٌ، قال: تمرةٌ طيّبةٌ وماءٌ طهورٌ.
6337/4- وكذا رواه التّرمذيّ وزاد وزاد فتوضّأ منه.
وقال: إنّما روي هذا الحديث عن أبي زيدٍ، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبو زيدٍ رجلٌ مجهولٌ عند أهل الحديث، لا يعرف له كثير حديثٍ غير هذا الحديث.
ثمّ رواه البيهقيّ: من طريق أبي فزارة به... فذكره مطوّلاً جدًّا، وقال: قال البخاريّ: أبو زيدٍ هذا مجهولٌ لا يعرف بصحبة عبد الله بن مسعودٍ.
وتقدّم في كتاب الطّهارة.
12- باب في إخبار الذئب به صلّى الله عليه وسلّم
6338- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد العزيز بن المختار، حدّثنا عامرٌ الأحول، حدّثني شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: بينما رجلٌ يرعى غنمًا له، قال: جاء الذّئب فأخذ منها شاةً، فانطلق الرّجل فلم يزل بالذّئب حتّى استنقذ شاته منه، فانطلق الذّئب فاقعًا واستذفر ذنبه، فقال: عمدت إلى رزقٍ ساقه اللّه إليّ، فانتزعته منّي، قال: فقام الرّجل ينظر إلى الذّئب يتعجّب من كلامه، فقال الذّئب: أتعجب منّي، فقال الرّجل: كيف
لا أعجب من ذئبٍ مستذفرٍ ذنبه يتكلّم، فقال الذّئب: أنا أخبرك بأعجب من كلامي، محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم في نخلات الحرّة يدعو النّاس إلى الهدى وإلى الحقّ وهم يكذّبونه، فخلاّ الرّجل عن غنمه وانطلق، حتى أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إذا صلّيت الصّبح معنا غدًا فأخبر النّاس بما رأيت، فلمّا أصبح الرّجل وصلّى الصّبح أخبر النّاس بما سمع من الذّئب، فقال النّاس: يا رسول الله، إنّ هذا ليكون؟ قال: نعم، سيكون في آخر الزّمان، يخرج الرّجل من بيته فيرجع فتخبره عصاه وتعلمه بما يحدث أهله قال عامرٌ: فأخبرني شهر بن حوشبٍ، قال: جاء الذّئب يعوي بين يديّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال النّبيّ لأصحابه: هذا الذّئب جاء يستطعمكم، فإن شئتم استكفلتم له برزقه، وإن شئتم كالبكم وكالبتموه وفي النّاس حاجةٌ، قالوا: يا رسول الله، بل نكالبه ويكالبنا.
6338/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الرّزّاق: أنبأنا معمرٌ، عن أشعث بن عبد الله، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة، قال: جاء ذئبٌ إلى راعي غنمٍ فأخذ منها شاةً،... فذكر نحوه.
قلت: هو في الصّحيح باختصارٍ.
6339- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا القاسم بن الفضل بن معدان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: عدا الذّئب على شاةٍ فأخذها فطلبه الرّاعي فانتزعها منه، فأقعى الذّئب على ذنبه، وقال: ألا تتّقي اللّه، تنزع منّي رزقًا ساقه اللّه إليّ، فقال الرّاعي: إنّ هذا لهو العجب ذئبٌ يقعي على ذنبه يكلّمني كلام الإنس، فقال الذّئب: ألا أنبّئك بما هو أعجب من هذا؟ محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم بيثرب يحدّث النّاس بأنباء ما قد سبق، فأقبل الرّاعي بغنمه حتّى دخل المدينة فزواها إلى زاويةٍ من زواياها، ثمّ أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وسلّم إلى المسجد وأمر فنودي: الصّلاة جامعةٌ وأخبرهم بما رأيت، فأخبرهم الأعرابيّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صدق، والّذي نفس محمّدٍ بيده لا تقوم السّاعة حتّى تكلّم السّباع، وتكلّم الرّجل عذبة سوطه نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده.
6339/2- رواه عبد بن حميدٍ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا القاسم بن الفضل،... فذكره بتمامه.
6339/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة بن خالدٍ القيسيّ، أنبأنا القاسم بن الفضل، حدّثنا الجريريّ، حدّثنا أبو نضرة، حدّثنا أبو سعيدٍ الخدريّ، قال: بينا راعٍ يرعى بالحرّة إذ عرض ذئبٌ لشاةٍ...، فذكره.
ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
وسيأتي في كتاب القيامة في باب ما يكون في آخر الزّمان من تكليم السّباع وغيرهم.
ورواه التّرمذيّ، مختصرًا، وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ.
13- باب فيما كان عند أهل الكتاب في أمر نبوته صلّى الله عليه وسلّم
6340- قال أبو داود الطيالسيّ: حدّثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشبٍ، حدّثني ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: حضرت عصابةٌ من اليهود يومًا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله، حدّثنا عن خلالٍ نسألك عنها لا يعلمها إلاّ نبيّ، قال: سلوني عمّا شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمّة الله، وما أخذ يعقوب على بنيه إن أنا حدّثتكم بشيءٍ تعرفونه لتبايعنّي على الإسلام، قالوا: فلك ذلك، قال: فسلوني عمّا شئتم قالوا: أخبرنا عن أربع خلالٍ نسألك عنها، أخبرنا عن الطّعام الّذي حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التّوراة، وأخبرنا عن ماء المرأة من ماء الرّجل، وكيف يكون الذّكر منه حتّى يكون ذكرًا، وكيف تكون الأنثى منه حتّى تكون أنثى، وأخبرنا كيف هذا النّبيّ في النّوم ومن يأتيه من الملائكة، قال: فعليكم عهد الله لئن أنا حدّثتكم لتبايعنّي فأعطوه ما شاء من عهدٍ وميثاقٍ، قال: أنشدكم بالله الّذي أنزل التّوراة على موسى، هل تعلمون أنّ إسرائيل يعقوب مرض مرضًا شديدًا، وطال سقمه منه، فنذر للّه لئن شفاه من سقمه ليحرّمنّ أحبّ الشّراب إليه، وأحبّ الطّعام إليه، فكان أحبّ الشّراب إليه ألبان الإبل، وكان أحبّ الطّعام إليه لحمان الإبل قالوا: اللّهمّ نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللّهمّ اشهد عليهم، قال: فأنشدكم بالله الّذي لا إله إلاّ هو، الّذي أنزل التّوراة على موسى، هل تعلمون أنّ ماء الرّجل غليظٌ أبيض، وأنّ ماء المرأة أصفر رقيقٌ، فأيّهما علا كان له الولد والشّبه بإذن الله، وإن علا ماء الرّجل ماء المرأة كان ذكرًا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة ماء الرّجل كانت أنثى بإذن الله قالوا: اللّهمّ نعم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللّهمّ اشهد، قال: فأنشدكم بالله الّذي أنزل
التّوراة على موسى: هل تعلمون أنّي هذا الّذي تنام عينيه، ولا ينام قلبه؟ قالوا: اللّهمّ نعم، قال: اللّهمّ اشهد عليهم قالوا: أنت الآن حدّثنا من وليّك من الملائكة فعندها نجامعك، أو نفارقك، قال: وليّ جبريل، عليه السّلام، ولم يبعث اللّه، عزّ وجلّ، نبيًّا قطّ إلاّ وهو وليّه قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليّك غيره من الملائكة لبايعناك، وصدقنا، قال: فما يمنعكم أن تصدقوه، قالوا: إنه عدونا من الملائكة، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {من كان عدوًّا لجبريل فإنّه نزّله على قلبك بإذن الله...} إلى آخر الآية ونزلت: {فباؤوا بغضبٍ على غضبٍ}.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
6341- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي قرّة الكنديّ، عن سلمان، رضي اللّه عنه، قال: كنت من أبناء أساورة فارس، وكنت في كتّابٍ، ومعي غلامان، وكانا إذا رجعا من عند معلّمهما أتيا قسًّا، فدخلا عليه، فدخلت معهما، فقال: ألم أنهكما أن تأتياني بأحدٍ، قال: فجعلت أختلف إليه، حتّى كنت أحبّ إليه منهما، قال: فقال لي: إذا سألك أهلك من حبسك؟ فقل: معلّمي، وإذا سألك معلّمك: من حبسك؟ فقل: أهلي، ثمّ إنّه أراد أن يتحوّل، فقلت له: أنا أتحوّل معك، فتحوّلت معه، فنزلنا قريةً، فكانت امرأةٌ تأتيه، فلمّا حضر، قال لي: يا سلمان: احفر عند رأسي، فحفرت عند رأسه، فاستخرجت جرّةً من دراهم، فقال لي: صبّها على صدري، فصببتها على صدره، فكان يقول: ويلٌ لاقتنائي، ثمّ إنّه مات، فهممت بالدّراهم أن آخذها، ثمّ إنّي ذكرت فتركتها، ثمّ إنّي آذنت القسّيسين والرّهبان به فحضروه، فقلت لهم: إنّه قد ترك مالاً، قال: فقام شبابٌ في القرية فقالوا: هذا مال أبينا، فأخذوه، قال: فقلت للرّهبان: أخبروني برجلٍ عالمٍ أتّبعه، قالوا: ما نعلم في الأرض رجلاً أعلم من رجلٍ بحمص، فانطلقت إليه فلقيته، فقصصت عليه القصّة، قال: فقال: أو ما جاء بك إلاّ طلب العلم، قلت: ما كان إلاّ طلب العلم، قال: فإنّي لا أعلم اليوم في الأرض أعلم من رجلٍ يأتي بيت المقدس كلّ سنةٍ، إن انطلقت الآن وجدت حماره، قال: فانطلقت فإذا أنا
بحماره على باب بيت المقدس، فجلست عنده وانطلق، فلم أره حتّى الحول، فجاء، فقلت له: يا عبد الله، ما صنعت بي؟ قال: وإنّك لها هنا، قلت: نعم، قال: فإنّي والله ما أعلم اليوم رجلاً أعلم من رجلٍ خرج بأرض تهامة، وإن تنطلق الآن توافقه، وفيه ثلاث آياتٍ: يأكل الهديّة، ولا يأكل الصّدقة، وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النّبوّة، مثل بيضة الحمامة، لونها لون جلده، قال: فانطلقت ترفعني أرضٌ وتخفضني أخرى، حتّى مررت بقومٍ من الأعراب، فاستعبدوني فباعوني، حتّى اشترتني امرأةٌ بالمدينة، فسمعتهم يذكرون النّبيّ، عليه الصّلاة والسّلام، وكان عزيزًا، فقلت لها: هبي لي يومًا، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبًا فبعته، وصنعت طعامًا، فأتيت به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان يسيرًا، فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: صدقةٌ، قال: فقال لأصحابه: كلوا، ولم يأكل، قال: قلت: هذا من علامته، ثمّ مكثت ما شاء اللّه أن أمكث، ثمّ قلت لمولاتي: هبي لي يومًا، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبًا، فبعته بأكثر من ذلك، وصنعت به طعامًا، فأتيت به النّبيّ، عليه السّلام، وهو جالسٌ بين أصحابه، فوضعته بين يديه، قال: ما هذا؟ قلت: هديّةٌ، فوضع يده، وقال لأصحابه: خذوا باسم الله، وقمت خلفه، فوضع رداءه، فإذا خاتم النّبوّة، فقلت: أشهد أنّك رسول الله، قال: وما ذاك؟ فحدّثته عن الرّجل، ثمّ قلت: أيدخل الجنّة يا رسول الله؟ فإنّه حدّثني أنّك نبيٌّ، قال: لن يدخل الجنّة إلاّ نفسٌ مسلمةٌ.
6341/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، حدّثنا شريك بن عبيدٍ المكتب، عن أبي الطّفيل، عن سلمان، قال: خرجت إلى الشّام في طلب العلم، فدللت على رهّابٍ فسألتهم عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: قد بلغنا أنّ نبيًا قد ظهر بأرض تهامة، قال: فدخلت إلى المدينة، فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقناعٍ من تمرٍ، فقال: هديّةٌ هذا أم صدقةٌ، قلت: بل صدقةٌ، قال: فقبض يده وأشار إلى أصحابه أن كلوا، قال: ثمّ أتيته بقناعٍ من تمرٍ، فقال: هديّةٌ هذا أم صدقةٌ، قلت: بل هديّةٌ، قال: فمدّ يده فأكل وأشار إلى أصحابه أن كلوا، قال: فقمت على رأسه ففطن لما أريد، قال: فأرداه عن ظهره، قال: فرأيت خاتم النّبوّة في ظهره، قال: فأكببت عليه فشهدت، قال: وكاتبت وسألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن مكاتبتي فناولني هنيهةً من ذهبٍ، فلو وزنت بأحدٍ كانت أثقل منه.
6341/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا إسرائيل، عن، عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة.
6341/4- قال: وحدّثنا أبو كامل حدّثنا إسرائيل حدّثنا أبو إسحاق عن أبي قرة...، فذكره.
6341/5- قال: وحدّثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، حدثني سلمان الفارسي...، فذكره مطولًا.
6342- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عاصم بن كليبٍ، حدّثني أبي، عن الفلتان بن عاصمٍ الجرميّ، قال: كنّا قعودًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المسجد فشخص بصره إلى رجلٍ في المسجد، فقال: لبّيك يا رسول الله، ولا ينازعه الكلام، إلاّ قال: يا رسول الله، قال: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتشهد أنّي رسول الله قال: لا، قال: أتقرأ التّوراة والإنجيل، قال: نعم، قال: والقرآن، قال: والّذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته، قال ثمّ ناشده: هل تجدني نبيًا في التّوراة والإنجيل، قال: سأحدّثك: نجد مثلك مثل هيئتك، ومثل مخرجك وكنا نرجو أن تكون فينا فلما خرجت تخوفن أن تكون أنت هو فنظرنا فإذا لست أنت هو، قال: وكيف؟ قال: إنا نجد أن معه من أمته سبعين ألفًا وإن نرى معك إلا القليل، قال: فوالذي نفس محمد بيده لأنا هو وإنهم لأكثر من سبعين ألفًا وسبعين ألفًا.
6342/2- ورواه ابن حبان في صحيحه: أنبأنا الحسين بن سفيان، حدّثنا عبد العزيز بن سلام، حدّثنا العلاء بن عبد الجبار، حدّثنا عبد الواحد بن زياد...، فذكره إلا أنه قال: سبعين ألفًا ليس عليهم حساب ولا عذاب وإنما معك نفر يسير قال: والذي نفسي بيده لأنا هو وإنهم لأكثر من سبعين ألفًا وسبعين ألفًا وسبعين ألفًا.
6343- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا حوثرة بن أشرس، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن سعيد بن أبي راشدٍ، قال: كان رسول قيصر جارًا لي زمن يزيد بن معاوية، فقلت له: أخبرني عن كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى قيصر، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسل دحية الكلبيّ إلى قيصر، وكتب إليه معه كتابًا يخيّره بين إحدى ثلاث إمّا أن يسلم وله ما في يديه من ملكه، وإمّا أن يؤدي الخراج، وإمّا أن يأذن بحربٍ، قال: فجمع قيصر بطارقته وقسّيسيه في قصره وأغلق عليهم الباب، وقال: إنّ محمّدًا كتب إليّ يخيّرني بين إحدى ثلاثٍ: إمّا أن أسلم ولي ما في يدي من ملكي، وإمّا أن أؤدّي الخراج، وإمّا أؤذن بحربٍ، وقد تجدون فيما تقرؤون من كتبكم أن سيملك ما تحت قدمي من ملكي، فنخروا نخرةً حتّى إنّ بعضهم خرجوا من برانسهم، وقالوا: نرسل إلى رجلٍ من العرب جاء في برديه ونعليه بالخراج، فقال: اسكتوا إنّما أردت أعلم تمسّككم بدينكم ورغبتكم فيه، ثمّ قال: ابتغوا لي رجلاً من العرب فجاؤوا بي، فكتب معي إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم كتابًا، وقال لي: انظر ما سقط عنك من قوله: فلا يسقط عنك ذكر اللّيل والنّهار، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مع أصحابه وهم مجتبون بحمائل سيوفهم حول بئر تبوك، فقلت: أيّكم محمّدٌ؟ فأومأ بيده إليّ فدفعت إليه الكتاب، فدفعه إلى رجلٍ جنبه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: معاوية بن أبي سفيان، فقرأه، فإذا فيه: كتبت تدعوني إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض فأين النّار إذًا؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: سبحان الله فأين اللّيل إذا جاء النّهار؟ فكتبته عندي، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّك رسول قومٍ فإنّ لك حقًا ولكن جئتنا ونحن مرملون، وقال: عثمان اكسوه حلّةً صفوريّةً، فقال رجلٌ من الأنصار: عليّ ضيافته، وقال لي قيصر فيما قال: انظر إلى ظهره، فرأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّي أريد النّظر إلى ظهره، فألقى ثوبه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم في بعض كتفه، فأقبلت عليه، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي كتبت إلى النّجاشيّ فأحرق كتابي واللّه محرقه، وكتبت إلى كسرى عظيم فارس فمزّق كتابي واللّه ممزّقه، وكتبت إلى قيصر فرفع كتابي فلا يزال النّاس فذكر كلمة: ما كان في العيش خيرٌ.
6343/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثني يحيى بن سليمٍ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن سعيد بن أبي راشدٍ، قال: لقيت رسول هرقل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحمص، وكان جارًا لي شيخًا كبيرًا قد بلغ الفند وقرب، فقلت: ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورسالة النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى هرقل، قال: بلى، قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تبوك فبعث دحية الكلّبيّ إلى هرقل، فلمّا أن جاء كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا قسّيسيّ الرّوم وبطارقته، ثمّ غلق عليه وعليهم الدّار، فقال: قد نزل هذا الرّجل حيث رأيتم، وقد أرسل يدعوني إلى ثلاث خصالٍ: إلى أن أتّبعه على دينه، أو على أن نعطيه ما لنا على أرضنا والأرض أرضنا، أو نلقي إليه الحرب، والله لقد عرفتم فيما تقرؤون من الكتب ليأخذنّ ما تحت قدمي، فهلم نتّبعه على دينه، أو نعطيه ما لنا على أرضنا فنخروا نخرة رجلٍ واحدٍ حتّى خرجوا من برانسهم، وقالوا: تدعونا إلى أن نذر النّصرانيّة، أو نكون عبيدًا لأعرابيّ جاء من الحجاز، فلمّا ظنّ أنّهم إن خرجوا من عنده أفسدوا عليه الرّوم رفاهم ولم يكد، قال: إنّما قلت ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم، ثمّ دعا رجلاً من عرب نجيبٍ كان على نصارى العرب، فقال: ادع لي رجلاً حافظ التّحديث عربيّ اللّسان أبعثه إلى هذا الرّجل بجواب كتابي، فجائني، فدفع إليّ كتابًا، فقال: اذهب بكتابي إلى هذا الرّجل، فما ضيّعت من حديثه، وانظر إذا قرأ كتابي فهل يذكر اللّيل، وانظر في ظهره هل به شيءٌ يريبك، فانطلقت بكتابه حتّى جئت تبوك، فإذا هو جالسٌ بين ظهرانيّ أصحابه محتبيًا على الماء، فقلت: أين صاحبكم، قيل: ها هو ذا، فأقبلت أمشي حتّى جلست بين يديه، فناولته كتابي فوضعه في حجره، ثمّ قال: ممّن أنت؟ فقلت: أنا أحد تنوخٍ، قال: فهل لك في الإسلام الحنيفيّة ملّة إبراهيم فقلت: إنّي رسول قومٍ وعلى دين قومٍ، لا أرجع عنه
حتّى أرجع إليهم فضحك، وقال: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} يا أخا تنوخٍ، إنّي كتبت بكتابٍ إلى النّجاشيّ فحرقها، واللّه محرقه ومحرق ملكه، وكتبت إلى صاحبكم بصحيفةٍ فأمسكها، فلن يزال النّاس يجدون فيه بأسًا ما دام في العيش خيرٌ، قلت: هذه إحدى الثّلاث الّتي أوصاني بها صاحبي وأخذت سهمًا من جعبتي فكتبتها في جلد سيفي، ثمّ إنّه ناول الصّحيفة رجلاً عن يساره، قلت: من صاحب كتابكم الّذي يقرأ لكم؟ قالوا: معاوية، فإذا في كتاب صاحبي: تدعوني إلى جنّةٍ عرضها السّماوات والأرض أعدّت للمتّقين فأين النّار؟ فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: سبحان الله، فأين اللّيل إذا جاء النّهار؟ قال: وأخذت سهمًا من جعبتي وكتبته في جلد سيفي، فلمّا أن فرغ من قراءة كتابي، فقال: إنّ لك حقًّا وإنّك رسولٌ فلو وجدت عندنا جائزةً جوّزناك بها، إنّا سفرٌ مرملون، قال: فناداه رجلٌ من طائفة النّاس: أنا أجوّزه ففتح رجله فإذا هو يأتي بحلّةٍ صفوريّةٍ فوضعها في حجري، قلت: من صاحب الجائزة؟ قيل لي: عثمان، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من ينزل هذا الرّجل، فقال فتًى من الأنصار: أنا، فقام الأنصاريّ وقمت معه حتّى إذا خرجت من طائفة المجلس ناداني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا أخا تنوخٍ، فأقبلت أهوي حتّى كنت قائمًا في مجلسي الّذي كنت بين يديه، فحلّ حبوته عن ظهره، وقال: هاهنا امض لما أمرت به، فجلت في ظهره، فإذا أنا بخاتمٍ في موضع غضون الكتف مثل الحجمة الضّخمة.
6343/3- قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبو عامر حوثرة بن أشرس إملاءً عليّ قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم...، فذكر نحوه.
6343/4- قال عبد الله: وحدّثنا سريج بن يونس من كتابه، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، يعني: المهلّبيّ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن سعيد بن أبي راشدٍ مولًى لآل معاوية، قال: قدمت الشّام، فقيل لي: في هذه الكنيسة رسول قيصر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فدخلنا الكنيسة، فإذا أنا بشيخٍ كبيرٍ، فقلت له: أنت رسول قيصر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: نعم قلت: حدّثني عن ذلك...، فذكر نحوه ومعناه.
14- باب ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا الكفره
فيه حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وتقدم في باب إخبار الذئب به صلّى الله عليه وسلّم.
6344- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا الأجلح، عن الديّال بن حرملة، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من سفرٍ، حتّى إذا دفعنا إلى حائطٍ من حيطان بني النّجّار إذا فيه جملٌ فطمر، يعني: هائجٌ لا يدخل الحائط أحدٌ إلاّ شدّ عليه، قال: فجاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى أتى الحائط، فدعى البعير فجاءه واضعًا مشفره في الأرض، حتّى برك بين يديه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: هاتوا حزامًا، فخطمه إلى أصحابه، ثمّ التفت إلى النّاس، فقال: إنّه ليس شيءٌ بين السّماء والأرض إلاّ يعلم أنّي رسول الله غير عصاة الجنّ والإنس.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
6344/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا يعلى، حدّثنا الأجلح...، فذكره.
6344/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا مصعب بن سلامٍ، قال عبد الله: وسمعته من أبي مرّتين، حدّثنا الأجلح...، فذكره.
6344/4- ورواه البزّار: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيلٍ، حدّثني أبي، عن أبيه، عن الدّيال بن حرملة...، فذكره.
6344/5- قال: وحدّثنا محمّد بن المنتشر، حدّثنا الوليد بن القاسم، عن الأجلح...، فذكره.
15- باب فيما صبر عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم في الله عز وجل
فيه حديث طارق بن عبد الله: وقد تقدم في أول كتاب السير وفيه ابن عباس وتقدم في سورة الأنفال.
6345- وقال مسدّدٌ: حدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا أشعث بن سليمان، سمعت شيخًا من كنانة، يقول: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سوق ذي المجاز وهو يقول: أيّها النّاس، قولوا: لا إله إلاّ اللّه تفلحوا، قال: وأبو جهلٍ يمشي في إثره يسفي عليه التّراب، وهو يقول: يا أيّها النّاس، لا يغرّنّكم هذا عن دينكم، إنّما يريد أن تدعوا اللاّت والعزّى، ووصف لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: رأيت عليه بردان أحمران، أبيض، شديد سواد الرّأس واللّحية، مربوعٌ كأحسن الرّجال وجهًا صلّى الله عليه وسلّم.
6345/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا شيبان، عن أشعث، حدّثني شيخٌ من بني مالك بن كنانة، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسوق ذي المجان يتخلّلها، يقول: يا أيّها النّاس، قولوا: لا إله إلاّ اللّه تفلحوا، قال: وأبو جهلٍ يحثي عليه التّراب، ويقول: يا أيّها النّاس، لا يغرّنّكم هذا عن دينكم، فإنّما يريد لتتركوا آلهتكم اللاّت والعزّى، وما يلتفت إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: قلت: صف لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: كان بين بردين أحمرين، مربوعٌ كثير اللّحم، حسن الوجه، شديد سواد الشّعر، أبيض، شديد البياض، سابغ الشّعر.
6346- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن محمّد بن المنكدر، عن ربيعة بن عبادٍ، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو النّاس إلى الإسلام بذي المجان، وخلفه رجلٌ أحول، وهو يقول: لا يغلبنّكم عن دينكم ودين آبائكم، قال: فقلت لأبي وأنا غلامٌ: من هذا الأحول الّذي يمشي خلفه؟ قال: هذا عمّه أبو لهبٍ.
6346/2- رواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ في زوائده على المسند: حدّثنا أبو سليمان الضبيّ داود بن عمرٍو بن زهيرٍ المسيّبيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن ربيعة بن عبادٍ الدّيليّ وكان جاهليًا فأسلم، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصر عيني بسوق ذي المجان، يقول: يا أيّها النّاس، قولوا: لا إله إلاّ اللّه تفلحوا ويدخل فجاجها والنّاس يتقصفون عليه، فما رأيت أحدًا يقول شيئًا وهو لا يسكت، يقول: يا أيّها النّاس، قولوا: لا إله إلاّ اللّه تفلحوا إلاّ أنّ وراءه رجلاً أحول ذا غديرتين، يقول: إنّه صابئٌ كاذبٌ، فقلت: من هذا؟ قالوا: محمّد بن عبد الله وهو يذكر النّبوّة، قلت: من هذا الّذي يكذّبه؟ قالوا: عمّه أبو لهبٍ، قلت: إنّك يومئذٍ كنت صغيرًا، قال: لا والله إنّي كنت يومئذٍ لأعقل.
6346/3- قال عبد الله: وحدّثنا سعيد بن الرّبيع السّمّان، حدّثني سعيد بن سلمة، يعني: ابن أبي الحسام، حدّثنا محمّد بن المنكدر، أنّه سمع ربيعة بن عبادٍ الدّيليّ، يقول: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يطوف على النّاس في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة، يقول: يا أيّها النّاس، إنّ اللّه، عزّ وجلّ، يأمركم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا...، والباقي بمعناه.
6346/4- قال عبد الله: وحدّثنا مسروق بن المرزبان الكوفيّ، حدّثنا ابن أبي زائدة، قال ابن إسحاق: فحدثّني حسين بن عبد الله بن عبد الله بن العبّاس، سمعت ربيعة بن عبادٍ الدّؤليّ، قال: إنّي لمع أبي لشابٌّ أنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتبع القبائل، ووراءه رجلٌ أحولٌ وضيءٌ ذو جمّةٍ، يقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على القبيلة، يقول: يا بني فلانٍ، إنّي رسول الله آمركم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تصدّقوني وتتّبعوني حتّى أنفّذ عن الله ما بعثني به فإذا فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مقالته إليه، قال الآخر من خلفه: يا بني فلانٍ، إنّ هذا يريد منكم أن تسلخوا اللاّت والعزّى وحلفاءكم من الحقّ من بني مالك بن أقيش، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له، ولا تتّبعوه، فقلت لأبي: من هذا؟ قال: هذا عمّه أبو لهبٍ.
6346/5- قال: وحدّثني سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القرشيّ، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثنا حسين بن عبد الله، عن ربيعة بن عبادٍ، وعن من حدّثه، عن زيد بن أسلم، عن ربيعة بن عبادٍ...، فذكر معناه.
6346/6- قال عبد الله: وحدّثنا محمّد بن بكارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن ذكوان، عن أبيه أبي الزّناد، قال: رأيت رجلاً، يقال له: ربيعة بن عبادٍ...، فذكر نحوه.
6346/7- قال: وحدّثنا إبراهيم بن أبي العبّاس، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، قال: أخبرني رجلٌ، يقال له: ربيعة بن عبادٍ، من بني الدّيل وكان جاهليًا، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سوق ذي المجان، وهو يقول: يا أيّها النّاس، قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا والنّاس مجتمعون عليه، ووراءه رجلٌ وضيء الوجه أحول ذو غديرتين، يقول: إنّه صابئٌ كاذبٌ، يتبعه حيث ذهب، فسألت عنه فذكروا لي نسب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقالوا لي: هذا عمّه أبو لهبٍ...، فذكر نحوه.
6346/8- قال: وحدّثنا سريجٌ، حدّثنا ابن أبي الزّناد، عن أبيه...، فذكره، إلاّ أنّه قال: والله إنّي يومئذٍ لأعقل إنّي لأزفر القربة، يعني: أحملها.
6346/9- قال عبد الله: وحدّثنا مصعب بن عبد الله الزّبيريّ، عن عبد العزيز، يعني ابن محمّد بن أبي عبيدٍ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن سعيد بن خالدٍ القرظيّ، عن ربيعة بن عبادٍ الدّيليّ، أنّه قال: رأيت أبا لهبٍ بعكاظ وهو يتبع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقول: يا أيّها النّاس، إنّ هذا قد غوى، فلا يغرّنّكم عن آلهة آبائكم، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفرّ منه، وهو على إثره، ونحن نتبعه ونحن غلمانٌ...، فذكره نحوه.
6346/10- قال عبد الله: وحدّثنا محمّد بن بشّار بندارٌ، حدّثنا محمّد بن عمرٍو، عن محمّد بن المنكدر، عن ربيعة...، فذكر نحوه.
6346/11- قال: وحدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن ربيعة...، فذكر نحوه قال عبّادٌ: أظنّ بين محمّد بن عمرٍو، وبين ربيعة محمّد بن المنكدر.
6347- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهرويّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا الوليد بن كثيرٍ، عن ابن تدرس، مولى حكيم بن حزامٍ، عن أسماء بنت أبي بكرٍ، أنّهم قالوا لها: ما أشدّ ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما يقول في آلهتهم، فبينما هو كذلك إذ أقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقاموا بأجمعهم، فأتى الصّريخ إلى أبي بكرٍ، فقالوا: أدرك صاحبك فخرج من عندنا وإنّ له لغدائر أربع، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول: ربّي اللّه، وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم، فلهّوا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأقبلوا على أبي بكرٍ، قالت: فرجع إليها أبو بكرٍ، فجعل لا يمسّ شيئًا من غدائره إلاّ جاء معه، وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
6348- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبيد الله بن محمّد، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة العاصي، قال: ما رأيت قريشًا أرادوا قتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ يومًا، ائتمروا في ظلّ الكعبة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيطٍ في عنقه، ثمّ جذبه حتّى وجب لركبتيه، وتصايح النّاس، وظنّوا أنّه مقتولٌ، قال: يشدّ حتّى أخذ بضبع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من وراءه، وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول: ربّي اللّه؟ ثمّ انصرفوا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا قضى صلاته وهم جلوسٌ في ظلّ الكعبة، فقال: يا معشر قريشٍ، أما والّذي نفسي بيده، ما أرسلت إليكم، وأشار بيده إلى خلفه، قال أبو جهلٍ: يا محمّد، ما كنت جهولاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنت منهم.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة وتقدم في التفسير في سورة غافر.
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير.
6349- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا ابن أبي عبيد محمد، حدثني أبي، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: لقد ضربوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرة حتى غشي عليه فقام أبو بكر، رضي الله عنه، فجعل ينادي: ويلكم أتقتلون رجل أن يقول: ربي الله! فقالوا: من هذا؟! فقال: أبو بكر المجنون.
16- باب في نزول الوحي عليه صلّى الله عليه وسلّم
6350- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن مسهر، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: إن أول الناس سأل النبي صلى الله عليه وسلّم عنها لأنا قال: رأيت جبريل في صورته مرتين منهبطًا من السماء إلى الأرض سادًّا خلفه ما بينهما.
6350/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن سلمة بن أبي الأشعث، عن أبي صالحٍ، عن أبي سلمة، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لجبريل: وددت أنّي رأيتك في صورتك قال: أتحبّ ذلك؟ قال: نعم قال: موعدك كذا كذا من اللّيل في بقيع الغرقد، فلقيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بموعده فنشر جناحًا من أجنحته فسدّ أفق السّماء، حتّى ما يرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من السّماء شيئًا، وأخبت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك.
6350/3- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، عن عطاء بن السّائب، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: رأيت جبريل منهبطًا قد ملأ ما بين السّماء والأرض، وعليه ثياب سندسٍ معلّقًا بين اللّؤلؤ والياقوت.
17- باب فيما أكرمه الله تعالى به من الإسراء صلّى الله عليه وسلّم
فيه حديث ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري وقد تقدم جميع ذلك بطرقه في كتاب الإيمان.
وفيه حديث حذيفة وتقدم في سورة الإسراء.
6351- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أنبأنا منصور بن زاذان، عن الحكم إبراهيم، عن أبيه، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ربّه بقلبه مرّتين.
رواته ثقاتٌ.
6352- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا حمّادٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا أسري به مرّت به رائحةٌ طيّبةٌ، فقال: يا جبريل، ما هذه الرّائحة؟ قال: ماشطة بنت فرعون كانت تمشّطها فوقع المشط من يدها، فقالت: بسم الله، فقالت ابنته: أبي، فقالت: لا، بل ربّي وربّك وربّ أبيك، فقالت: أخبر بذلك أبي، فقالت: نعم، فأخبرته فدعا بها، فقال: من ربّك؟ قالت: ربّي وربّك في السّماء، فأمر فرعون ببقرةٍ من نحاسٍ فأحميت، فدعا بها وبولدها، فقالت: إنّ لي حاجةً، قال: وما هي؟ قالت: تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنه جميعًا، فقال: ذلك لك علينا من الحقّ، فألقى ولدها واحدًا واحدًا حتّى إذا كان آخر ولدها وكان صبيًا مرضعًا، قال: اصبري يا أمّاه فإنّك على الحقّ، قال: ثمّ ألقيت مع ولدها.
6352/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة حدّثنا حماد بن سلمة...، فذكره وزاد في آخره: قال ابن عباس: فأربعة تكلموا وهم صبيان: ابن ماشطة فرعون وصبي جريج وعيسى ابن مريم والرابع لا أحفظه.
6352/3- ورواه ابن حبان في صحيحه قال: حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا هدبة بن خالد...، فذكره.
هكذا وقع في مسند أبي يعلى وابن حبان من أن الرابع لم يحفظ وقد ورد مبينًا.
6352/4- كما صرح به أحمد بن حنبل في مسنده: فقال: حدّثنا أبو عمر الضرير، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير...، فذكره إلا أنه قال: فألقوا بين يديها واحدًا واحدًا إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع كأنها تقاعست من أجله قال: ياأمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت قال: قال ابن عباس: تكلم أربع صغار: عيسى ابن مريم وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة فرعون.
6352/5- قال: وحدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة...، فذكره.
قلت: وممن تكلم من الصبيان غير من تقدم صبي صاحب الأخدود كما رواه مسلم في صحيحه من حديث صهيب.
6353- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ثابت أبو زيدٍ، عن هلالٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: لمّا أسري بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى بيت المقدس، ثمّ جاء من ليلته فحدّثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس، قال: قال أناسٌ: نحن لا نصدّق محمّدًا فارتدّوا كفّارًا، فضرب اللّه أعناقهم مع أبي جهلٍ، قال: وقال أبو جهلٍ: يخوّفنا محمّدٌ بشجرة الزّقّوم؟ هاتوا تمرًا وزبدًا تزعموا، قال: ورأى الدّجّال في صورته رؤيا عينٍ ليس رؤيا منامٍ، وعيسى بن مريم، وإبراهيم، قال: فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الدّجّال، فقال: رأته، فيلمانيًا أعمر هجان، إحدى عينيه قائمةٌ كأنّها كوكبٌ دريٌّ، كأنّ شعره أغضان شجرةٍ، ورأيت عيسى شابًا أبيض، جعد الرّأس، حديد البصر، مبطن الخلق، ورأيت موسى أشحم، آدم كثير الشّعر، شديد الخلق، ورأيت إبراهيم فلا أنظر إلى أربٍ من آرابه إلاّ نظرت إليه كأنّه صاحبكم قال: وقال جبريل لي سلّم على أبيك فسلّمت عليه.
قلت: لم أره بتمامه عند أحدٍ من السّتة.
6354- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زكريّا بن يحيى الكسائيّ، حدّثنا نصر بن مزاحمٍ، عن جعفر بن زيادٍ، عن هلال بن مقلاصٍ، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصاريّ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لمّا عرج بي إلى السّماء انتهي بي إلى قصرٍ من لؤلؤٍ فيه مرابش من ذهبٍ يتلألأ، فأوحى إليّ، أو فأمرني في علي بثلاث خصالٍ: بأنّي سيّد المرسلين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين.
6355- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليٍّ الأنصاريّ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرٍو السّيبانيّ، عن أبي صالحٍ مولى أمّ هانئٍ، عن أمّ هانئٍ رضي اللّه عنها، قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بغلسٍ فجلس وأنا على فراشي، فقال: شعرت أنّي نمت اللّيلة في المسجد الحرام، فأتاني جبريل، عليه السّلام، فذهب بي إلى باب المسجد، فإذا دابّةٌ أبيض فوق الحمار ودون البغل،
مضطرب الأذنين، فركب فكان يضع حافره مدّ بصره، وإذا أخذ بي في هبوطٍ طالت يده وقصرت رجلاه، وإذا أخذ بي في صعودٍ طالت رجلاه وقصرت يداه، وجبريل لا يفوتني حتّى انتهينا إلى بيت المقدس، فأوثقته بالحلقة الّتي كانت الأنبياء عليهم السّلام توثق بها، فنشر لي رهط الأنبياء منهم: إبراهيم، وموسى، وعيسى، صلوات الله وسلامه عليهم، فصلّيت بهم وكلّمتهم، وأتيت بإناءٍ من أحمر وأبيض، فشربت الأبيض، فقال جبريل: شربت اللّبن وتركت الخمر، ولو شربت الخمر لارتدّت أمّتك، ثمّ ركبته فأتيت المسجد الحرام فصلّيت به الغداة، فعلقت بردائه أنشدك اللّه يا ابن عمّ، أن تحدّث هذا قريشًا، فكذلك من صدّقك فضرب بيده على ردائه، فانتزعه من يدي، فارتفع عن بطنه، فنظرت إلى عكنهٍ فوق إزاره كأّنه طيّ القراطيس، وإذا نور ساطع عند فؤاده كاد يخطف بصري فخررت ساجدة فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج، فقلت لجاريتي نبعة: ويحك، اتبعيه فانظري ماذا يقول، وماذا يقال له، فلّما رجعت نبعة أخبرتني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انتهى إلى نفرٍ من قريشٍ في الحطيم، فيهم المطعم بن عديّ بن نوفلٍ، وعمرو بن هشامٍ، والوليد بن المغيرة، فقال: إنّي صلّيت اللّيلة العشاء في هذا المسجد، وصلّيت به الغداة، وأتيت فيما بين ذلك بيت المقدس، فنشر لي رهطٌ من الأنبياء، منهم: إبراهيم، وموسى، وعيسى، صلوات الله وسلامه عليهم، فصلّيت بهم وكلّمتهم، فقال عمرو بن هشامٍ كالمستهزئ: صفهم لي، فقال: أمّا عيسى، عليه السّلام، ففوق الرّبعة ودون الطّويل، عريض الصّدر، ظاهر الدّم، جعد الشّعر، يعلوه صهبةٌ كأنّه عروة بن مسعودٍ الثّقفيّ، أمّا موسى، عليه السّلام، فضخمٌ آدم طوالٌ، كأنّه من رجال شنوءة، متراكب الأسنان، مقلّص الشّفّة، خارج اللّثة عابسٌ، وأمّا إبراهيم عليه السّلام، فوالله لأشبه النّاس بي خلقًا وخلقًا فضجّوا وأعظموا ذلك، قال: فقال المطعم بن عديّ بن نوفلٍ: كلّ أمرك قبل اليوم كان، أممًا غيّر قولك اليوم، فأنا أشهد أنّك كذّابٌ، نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس، نصعد شهرًا وننحدر شهرًا، وتزعم أنّك أتيته في ليلةٍ، واللاّت والعزّى لا أصدّقك وما كان هذا الّذي تقول قطّ، وكان للمطعم بن عديٍّ حوضٌ على زمزم، أعطاه إيّاه عبد المطلب، فهدمه وأقسم باللاّت والعزّى لا يسقى منه قطرةٌ أبدًا، فقال أبو بكرٍ الصّدّيق، رضي اللّه عنه: يا مطعم، بئس ما قلت لابن أخيك، جبّهته وكذّبته وأنا أشهد أنّه صادقٌ،
قالوا: نعالى يا محمّد، صف لنا بيت المقدس، قال: دخلته ليلاً وخرجت منه ليلاً فأتاه جبريل، عليه السّلام، فصرّه في جناحه، فجعل يقول: بابٌ منه كذا في موضع كذا، وبابٌ منه كذا في موضع كذا وأبو بكرٍ، يقول: صدقت، قالت نبعة: فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يومئذٍ يا أبا بكرٍ، إنّي قد أسميتك الصّدّيق قالوا: يا مطعم، دعنا نسأله عمّا هو أغنى لنا من بيت المقدس: يا محمّد، أخبرنا عن عيرنا، فقال: أتيت على عير بني فلانٍ بالرّوحاء قد أضلّوا ناقةً لهم فانطلقوا في طلبها، فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحدٌ، وإذا قدح ماءٍ فشربت منه، فاسألوهم عن ذلك، قالوا: هذا والإله آيةٌ، ثمّ انتهيت إلى عير بني فلانٍ فنفرت منّي الإبل، وبرك منها جملٌ أحمر عليه جواليق مخلّطٌ ببياضٍ، لا أدري أكسر البعير أم لا، فاسألوهم عن ذلك، قالوا: هذه والإله آيةٌ، ثمّ انتهيت إلى عير فلانٍ في التّنعيم يقدمها جملٌ أورق ها هي ذه تطلع عليكم في الثّنية، فقال الوليد بن المغيرة: ساحرٌ، فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال: فرموه بالسّحر، وقالوا: صدق الوليد بن المغيرة فيما قال، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلا فتنةً للنّاس والشّجرة الملعونة في القرءان} قلت لأمّ هانئٍ: ما الشّجرة الملعونة في القرآن، قالت: الّذين خوّفوا فلم يزدهم التّخويف إلاّ طغيانًا وكفرًا.
18- باب فيما خصه الله تعالى به مما لم يعطه من قبله
فيه حديث أبي أمامة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وتقدم بذلك بطرقه في كتاب التيمم.
6356- وقال أبو داود الطيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن واصلٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي ذرٍّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: أوتيت خمسًا لم يؤتهنّ نبيّ قبلي: جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، ونصرت بالرّعب على عدوّي مسيرة شهرٍ، وبعثت إلى الأحمر والأسود، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لنبيٍّ قبلي، وأعطيت الشّفاعة، وهي نائلةٌ من أمّتي من مات منهم لا يشرك بالله شيئًا.
هكذا رواه شعبة، وقال جريرٌ، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عبيد بن عميرٍ، عن أبي ذرٍّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
3656/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا عمر بن ذرٍ، حدّثنا مجاهدٌ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبي ذرٍّ: أعطيت خمس خصالٍ لم يعطهم أحدٌ كان قبلي: أرسل كلّ نبيّ إلى أمّته بلسانها، وأرسلت إلى الأحمر والأسود من خلقه، ونصرت بالرّعب ولم ينصر به أحدٌ قبلي، يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهرٍ، فيهربون منّي، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحدٍ كان قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، أينما كنت منه، وإن لم أجد الماء تيمّمت بالصّعيد وصلّيت، فكان لي مسجدًا وطهورًا، ولم يفعل ذلك بأحدٍ كان قبلي.
3656/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا محمّدٌ، وجعفرٌ، وبهزٌ، وحجّاجٌ، قالوا: حدّثنا شعبة، عن واصلٍ الأحدب، عن مجاهدٍ، قال بهزٌ: سمعت مجاهدًا، عن أبي ذرٍّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
3656/4- قال: وحدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن سليمان الأعمش، عن مجاهد بن جبرٍ أبي الحجّاج، عن عبيد بن عميرٍ اللّيثيّ، عن أبي ذرٍّ، فذكر نحوه، وزاد: كان مجاهدٌ يرى أنّ الأحمر الإنس، والأسود الجنّ.
6356/5- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن عبيد بن عميرٍ، عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت خمسًا لم يعطهنّ أحدٌ قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحدٍ قبلي، ونصرت بالرّعب، أو رعب العدوّ منّي مسيرة شهرٍ، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وقيل لي: سل تعطه، فاختبأت دعوتي شفاعةً لأمّتي يوم القيامة، وهي نائلةٌ منكم إن شاء اللّه من لم يشرك بالله شيئًا.
6356/6- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا حمّاد بن يحيى بن حمّادٍ، بالبصرة، حدّثنا أبو عوانة...، فذكره.
6357- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا زهير بن محمّدٍ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، عن محمّد بن عليّ بن الحنفيّة، أنّه سمع عليّ بن أبي طالبٍ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت ما لم يعط أحدٌ من الأنبياء، قلنا: يا رسول الله ما هو؟ قال: نصرت بالرّعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسمّيت أحمد، وجعل التّراب لي طهورًا، وجعلت أمّتي خير الأمم.
6357/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا زهيرٌ...، فذكره.
6357/3- قال: وحدّثنا أبو سعيد بن سلمة بن أبي حسام، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، حدّثنا محمّد بن عليٌّ الأكبر...، فذكره.
قلت: أصله في الصّحيحين، وغيرهما من حديث أبي هريرة، ومن حديث جابر بن عبد الله، وفي صحيح مسلمٍ، من حديث حذيفة، وفي مسند أحمد من حديث عليّ بن أبي طالبٍ، ومن حديث أبي موسى الأشعريّ، وابن عبّاسٍ، وفي مسند البزّار من حديث ابن عمر بن الخطّاب، وفي مسند أبي يعلى، وابن حبّان في صحيحه من حديث عوف بن مالكٍ.
وسيأتي في باب الخصائص.
19- باب جعله الله تعالى سيد ولد آدم
6358- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الله بن داود، عن الحسن بن صالحٍ، عن محمّد بن المنكدر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنا سيّد النّاس.
6359- قال مسدّدٌ: وحدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا أبو إسحاق، عن عبد الله بن غالبٍ، قال: قال حذيفة رضي اللّه عنه: محمّدٌ سيّد النّاس يوم القيامة.
6359/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، قال: قال أبو إسحاق، عن عبد الله بن غالبٍ، عن حذيفة، قال: سيّد ولد آدم يوم القيامة محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم.
6359/3- قال: وحدّثنا حجّاجٌ، وحسين بن محمّدٍ، قالا: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق...، فذكره.
6359/4- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو يحيى زكرياء بن عديٍّ التّيميّ، أنبأنا سلامٌ، عن أبي إسحاق...، فذكره.
6359/5- قال: وحدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا سلامٌ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن غالبٍ، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنا سيّد النّاس يوم القيامة.
6360- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا محمّدٌ بن الفضل، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: أنا أول من تنشق عنه الأرض.
قلت: علي بن زيد بن جدعان ضعيف، لكن يتقوى بحديث عبد الله بن سلام الآتي.
6361- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا عامر بن يسافٍ، عن أيّوب بن عتبة، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، أنت سيّد العرب، قال: أنا سيّد ولد آدم، ولا فخر، وآدم تحت لوائي ولا فخر.
6362- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ الناقد، حدّثنا عمرو بن عثمان الكلابيّ، حدّثنا موسى بن أعين، عن معمر بن راشدٍ، عن محمّد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد الله بن سلاّمٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وأوّل من تنشقّ عنه الأرض، وأوّل شافعٍ ومشفّعٍ، بيدي لواء الحمد تحتي آدم، فمن دونه.
6362/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
20- باب فيما ضرب له من المثل صلّى الله عليه وسلّم
6363- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبد الملك، حدّثنا حمّادٌ، عن عليٍّ، عن يوسف، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتاه فيما يرى النّائم ملكان، قعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الّذي عند رجليه للّذي عند رأسه: اضرب مثل هذا ومثل أمّته، فقال: إنّ مثل هذا ومثل أمّته كمثل قومٍ سفرٍ انتهوا رأس مفازةٍ، ولم يكن معهم من الزّاد ما يقطعون به المفازة، ولا ما يرجعون، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلٌ مرحلٌ في حلّةٍ حبرةٍ، فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضًا معشبةً، وحياضًا رواءً تتّبعوني، قالوا: نعم، فانطلق بهم فأورد رياضًا معشبةً وحياضًا رواءً فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم: ألم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضًا معشبةً وحياضًا، أن تتّبعوني، قالوا: بلى، قال: فإنّ بين أيديكم رياضًا هي أعشب من هذه، وحياضًا هي أروى من هذه فاتّبعوني، قال: فقالت طائفةٌ: صدق والله لنتّبعنّه، وقالت طائفةٌ: قد رضينا بهذا نقيم عليه.
6363/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيادٍ، عن يوسف بن مهران...، فذكره.
6363/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
قلت: الإسناد على عليّ بن زيد بن جدعان، وهو ضعيفٌ.
وتقدّم في كتاب التّفسير.
21- باب في تكفل الله عز وجل له بالعصمة
6364- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة، شهدت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأتي برجلٍ، فقيل: يا رسول الله، هذا أراد أن يقتلك، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لم ترع لم ترع، إنّك لو أردت ذلك لم يسلّطك اللّه عليّ.
6364/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن شعبة، حدّثنا إسرائيل، أنّ شيخهم جعدة، قال: بلغ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ رجلاً، قال: لأقتلنّه، فجعل أصحابه يتناولونه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لم ترع لم ترع...، فذكره.
6364/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبو إسرائيل في بيت قتادة، سمعت جعدة، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورجلٌ يقصّ عليه رؤيا، فذكر من عظمه وسمنه، قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لو كان هذا في غير هذا كان خيرًا لك.
6364/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، أنبأنا أبو إسرائيل، سمعت جعدة، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورأى رجلاً سمينًا فجعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يومئ بيده، ويقول: لو كان هذا في غير هذا كان خيرًا لك قال: وأتي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم برجلٍ، فقالوا: إنّ هذا أراد أن يقتلك، قال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لم ترع لم ترع...، فذكره.
ورواه ابن أبي الدّنيا، والطّبرانيّ، بإسنادٍ جيّدٍ، والحاكم، والبيهقيّ.
وتقدّم في كتاب الأطعمة في باب الإيمان من الشبع.
6365- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن الحسن بن محمّد بن عليّ بن أبي طالبٍ، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ما هممت بقبيحٍ ممّا كان أهل الجاهليّة يهمّون به إلاّ مرّتين من الدّهر، كلتيهما يعصمني اللّه منهما، قلت: ليلةً لفتًى معي من قريشٍ بأعلى مكّة في أغنامٍ لأهلنا يرعاها، انصرف إلى غنمي حتّى أسمر هذه اللّيلة بمكّة كما يسمر الفتيان، قال: نعم، فخرجت فجئت أدنى دارٍ من دور مكّة، سمعت غناءً وطرب دفوفٍ ومزامير، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: فلانٌ يزوّج فلانة لرجلٍ من قريشٍ تزوّج امرأةً من قريشٍ، فلهوت بذلك الغناء، وبذلك الصّوت، حتّى غلبتني عيني، فما أيقظني إلاّ مسّ الشّمس، فرجعت إلى صاحبي، حتّى قال: ما فعلت فأخبرته، ثمّ قلت ليلةً أخرى مثل ذلك ففعل، فخرجت، فسمعت مثل ذلك، فقيل لي مثل ما قيل لي، فلهوت بما سمعت حتّى غلبتني عيني، فما أيقظني إلاّ مسّ الشّمس، ثمّ رجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت، قلت: ما فعلت شيئًا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فوالله ما هممت بعدهما بسوءٍ ممّا يعمل أهل الجاهليّة حتّى أكرمني اللّه بنبوّته.
قلت: هكذا رواه محمّد بن إسحاق في السّيرة، وهذه الطّريق حسنةٌ جليلةٌ، ولم أره في شيءٍ من المسانيد الكبار إلاّ في مسند إسحاق، وهو حديثٌ حسنٌ متّصلٌ، ورجاله ثقاتٌ.
6365/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا عمر بن محمّدٍ الهمدانيّ، حدّثنا أحمد بن المقدّم العجليّ، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن قيسٍ...، فذكره.
6366- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا عبيد الله، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال أبو جهلٍ: لئن رأيت محمّدًا يصلّي عند الكعبة لأتيته حتّى أطأ على عنقه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لو فعل لأخذته الملائكة عيانًا، ولو أنّ اليهود تمنّوا الموت لماتوا، ولو خرج الّذين يباهلون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجعوا لا يجدون أهلاً، ولا مالاً.
6366/2- رواه عبد بن حميدٍ، مختصرًا، فقال: أنبأنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى: {سندع الزّبانية}، قال: قال أبو جهلٍ: لئن رأيت محمّدًا يصلّي لأطأنّ على عنقه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لو فعل لأخذته الملائكة عيانًا.
6366/3- ورواه التّرمذيّ في الجامع: عن عبد بن حميدٍ، به.
وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
6367- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد الضبّيّ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يشهد مع المشركين مشاهدهم، قال: فسمع ملكين خلفه، وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتّى نقوم خلف رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كيف نقوم خلفه وإنّما عهده باستلام الأصنام قبل، قال: فلم يكن بعد ذلك يشهد مع المشركين مشاهدهم.
6368- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن عبّادٍ، حدّثنا سفيان، حدّثني إبراهيم بن يحيى، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: ما أمّن من خلقه أحدًا إلاّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم، قال: {ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر} وقال للملائكة: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم}.
6369- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن منصور بن موسى الطّوسيّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: لمّا نزلت: تبّت يدا أبي لهبٍ، جاءت امرأة أبي لهبٍ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومعه أبو بكرٍ، فلمّا رآها أبو بكرٍ، قال: يا رسول الله، إنّها امرأةٌ بذيئةٌ، وأخاف أن تؤذيك، فلو قمت، قال: إنّها لن تراني، فجاءته، فقالت: يا أبا بكرٍ، إنّ صاحبك هجاني، قال: ما يقول الشّعر، قالت: أنت عندي مصدّقٌ، وانصرفت، قلت: يا رسول الله، لم ترك، قال: ما زال ملكٌ يسترني منها بجناحه.
6369/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ...، فذكره.
6369/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
وتقدّم في التّفسير.
وله شاهدٌ من حديث أسماء بنت أبي بكرٍ الصّدّيق، وتقدّم بطرقه في كتاب التّفسير في سورة: {تبّت يدا أبي لهبٍ}.
6370- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا موسى بن محمّد بن حبّان، حدّثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفيّ، حدّثنا موسى بن مطيرٍ، حدّثني أبي، عن عائشة، قالت: حدّثني أبو بكرٍ الصّدّيق، رضي اللّه عنه، قال: جاء رجلٌ من المشركين حتّى استقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعورته يبول، قلت: يا رسول الله، أليس الرّجل يرانا، قال: لو رآنا لم يستقبل بعورته، يعني: وهما في الغار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف موسى بن مطيرٍ، بالرّاء.
22- باب البيان بأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما مس الصنم إنما مسه موبخًا لعابديه
6371- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، عن صالح بن حيّان، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: دخل جبريل المسجد الحرام، فطفق ينقلب فبصر بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نائمًا في ظلّ الكعبة، فأيقظه، فقام وهو ينفض رأسه ولحيته من التّراب، فانطلق به من باب بني شيبة، فتلقّاهما ميكائيل، فقال جبريل لميكائيل: ما منعك أن تصافح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: أجد من ريحه ريح النّحاس؟ فكأنّ جبريل أنكر ذلك، فقال: أفعلت ذلك؟ فكأّن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نسي ثمّ ذكر، فقال: صدق أخي، مررت أوّل أمس على إساف ونائلة، فوضعت يدي على أحدهما، فقلت: إنّ قومًا رضوا بكما إلهًا مع الله قوم سوءٍ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف صالح بن حيّانٍ.
23- باب في خصائصه صلّى الله عليه وسلّم
فيه حديث سلمان الطويل المذكور في باب ما كان عند أهل الكتاب من أمر نبوته.
6372- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعوديّ، عن عاصم بن أبي وائلٍ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: إنّ اللّه، تبارك وتعالى، نظر في قلوب العباد، فاختار محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم وبعثه برسالته، وانتخبه بعلمه، ثمّ نظر في قلوب النّاس بعده، فاختار له أصحابه، فجعلهم أنصار دينه ووزراء بيته، فما رأوه المؤمنون حسنًا فهو عند الله حسنٌ، وما رآه قبيحًا فهو عند الله قبيحٌ.
6372/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمرٍ: حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعوديّ...، فذكره.
6372/3- قال: وحدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: إنّ اللّه نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنبوّته، وابتعثه برسالته، ثمّ نظر في قلوب العباد بعد قلب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم فوجد أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم أنصار دينه...، فذكره.
6373- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا المسعوديّ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: إنّ اللّه، تبارك وتعالى، اتّخذ إبراهيم خليلاً، وإنّ صاحبكم خليل الله، وإنّ نبيّ الله محمّدًا أكرم الخلائق على الله يوم القيامة، ثمّ قرأ: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا}.
6373/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عليّ بن حفصٍ المدائنيّ، عن المسعوديّ...، فذكره.
6373/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا المسعوديّ...، فذكره.
6373/4- قال: وحدّثنا أبو أحمد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله...، فذكره، وزاد وإنّ محمّدًا سيّد ولد آدم، وسيّد النّاس يوم القيامة.
6374- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن محمّد بن عجلان، سمعت أبي يحدّث، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تنام عيني، ولا ينام قلبي.
6374/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدّثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدّثنا يحيى القطان عن ابن عجلان...، فذكره.
6375- قال مسدّدٌ: وحدّثنا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة، عن شريك بن طارقٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما منكم من أحدٍ إلاّ ومعه شيطانٌ قالوا: ومعك؟ قال: ومعي إلاّ أنّ اللّه أعانني عليه فأسلم، وما منكم من أحدٍ يدخله عمله الجنّة قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني ربّي منه برحمةٍ.
6375/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا أبي، عن جدّي، عن زياد بن علاقة، عن شريك بن طارقٍ النّخعيّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره إلى قوله: فأسلم دون باقيه.
6375/3- ورواه البزّار: حدّثنا بشر بن معاذٍ العقديّ، حدّثنا أبو عوانة، فذكر مثل حديث أبي يعلى الموصليّ.
قال البزار: لا نعلم روى شريكٌ إلاّ هذا وآخر.
قلت: هذا إسنادٌ صحيحٌ.
6375/4- رواه ابن حبّان في صحيحه، قال: أنبأنا بكر بن محمّد بن عبد الوهّاب القزّاز، بالبصرة، حدّثنا بشر بن معاذٍ العقديّ...، فذكره.
6376- قال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، عن، سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم قال: لا أفضل على محمد صلى الله عليه وسلّم أحدًا ولا أفضل على إبراهيم خليل ربي، عز وجل، أحدًا.
6376/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا الثوري، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن الربيع بن خثيم قال:...، فذكره.
6377- وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن أبي حسينٍ، عن شهر بن حوشبٍ، أنّه سمع أسماء بنت يزيد، تقول: بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نسوةٍ، فقال: فيما استطعتن، فقلنا: يا رسول الله، بايعنا، فقال: إنّي لا أصافحكنّ، إنّما آخذ عليكنّ ما أخذ اللّه عزّ وجلّ.
6377/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن السّاميّ، حدّثني شهر بن حوشبٍ، أنّه لقي أسماء بنت يزيد، قال: فحدّثتني أنّها بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم بايع النّساء، قالت: فمددت يدي لأبايعه، فقبض يده، وقال: لا أصافح النّساء، ولكن إنّما آخذ عليهنّ بالقول.
6377/3- قال: وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا محمّد بن ربيعة، عن مستقيم بن عبد الملك، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يصافح النّساء.
6377/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشبٍ، عن أسماء بنت يزيد، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي لست أصافح النّساء.
هذا حديثٌ حسنٌ، شهر بن حوشبٍ مختلفٌ فيه، وثّقه أحمد بن حنبلٍ، وابن معينٍ، والعجليّ، ويعقوب بن شيبة، وليّنه النّسائيّ، وضعّفه ابن حزمٍ، والبيهقيّ، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيح، وابن أبي حسينٍ هو عبد الله بن عبد الرّحمن القرشي النوفلي، وتقدم في الإيمان في باب بيعة النساء.
6378- وقال محمّد بن يحيي بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن ابن جدعان، قال: قال فلانٌ رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صفته في التّوراة، عبدي أحمد المختار، مولده مكّة، ومهاجره المدينة، أو قال: طيبة، أمّته الحامدون اللّه على كلّ حالٍ، وربّما قال: على كلّ شرفٍ، صفوفهم في القتال صفوفهم في الصّلاة، أناجيلهم صدورٌ، وربّما قال: قلوبهم، ليوثٌ بالنّهار، رهبانٌ باللّيل، ليس بصخّابٍ في الأسواق.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف عليّ بن زيد بن جدعان.
6379- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: وحدّثنا حسنٌ، حدّثنا زائدة، عن المختار بن فلفلٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما صدّق نبيّ من الأنبياء ما صدّقت، إنّ من الأنبياء نبيٌّ ما صدّقه من أمّته غير رجلٍ واحدٍ.
6380- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هشيمٌ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت فواتح الكلام وجوامعه وخواتمه قال: فقلنا: علّمنا ممّا علّمك اللّه، فعلّمنا التّشهّد،
وتقدّم في في باب التّشهّد.
6381- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنا خاتم ألف نبيٍّ، أو أكثر، وإنّه ليس من نبيٍّ بعث إلى قومٍ إلاّ ينذر قومه الدّجّال، وأنّه قد بيّن لي ما لم يتبيّن لأحدٍ، وإنّ الدّجّال أعورٌ، وإنّ ربّكم ليس بأعورٍ.
هذا إسنادٌ ؛ لضعف مجالدٍ بن سعيد.
وستأتي له شواهد، وسيأتي في كتاب الفتن.
6382- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا المعلّى بن منصورٍ، حدّثنا صدقة بن خالدٍ، عن عمرو بن شرحبيل، عن بلال بن سعدٍ، عن أبيه، وكانت له صحبةٌ، قال: قيل: يا رسول الله، أيّ النّاس خيرٌ؟ قال: أنا وأقراني، قلنا: ثمّ من؟ قال: القرن الثّاني، ثمّ القرن الثّالث، ثمّ يجيء قومٌ يحلفون من قبل أن يستحلفوا، ويشهدون من قبل أن يستشهدوا، ويؤمنون فلا يؤدّون.
وله شاهدٌ من حديث بريدة الأسلميّ، وسيأتي في كتاب المناقب في باب من صحب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
6383- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا إسحاق بن منصورٍ، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: كان ينام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو ساجدٌ، فما نعرف نومه إلاّ بنفخه، ثمّ يقوم فيمضي في صلاته.
6383/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، قال: حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا منصور بن أبي الأسود...، فذكره.
6383/3- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمّد بن خازمٍ، عن حجّاجٍ، عن حمّادٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينام مستلقيًا حتّى ينفخ، ثمّ يقوم فيصلّي، ولا يتوضّأ.
6383/4- قال: وحدّثنا عبد الله بن عامرٍ، حدّثنا ابن أبي زائدة، عن حجّاجٍ، عن فضلٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: نام النبي صلى الله عليه وسلّم حتى نفخ ثم قام فصلى، قال: فذكرت ذلك لعطاء فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن كغيره.
قلت رواه ابن ماجة في سننه باختصارٍ.
6384- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن رجلٍ، قال: قالت عائشة رضي اللّه عنها: ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منتصرًا من مظلمةٍ قطّ، وكان إذا انتهك شيءٌ من محارم الله كان أشدّ في ذلك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة تابعيه.
6385- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، قال: ما كانت النّافلة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
6385/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عليّ، سمعت أبي، يقول: أنبأنا الحسين بن واقدٍ، عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من وضع الوضوء مواضعه فإن قعد قعد مغفورًا له، وإن قام إلى صلاةٍ قام إلى فضيلةٍ قال رجلٌ: إلى نافلةٍ، قال: لا، النّافلة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خاصّةً.
6385/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان بن حيان، حدّثنا أبو غالب، سمعت أبا أمامة يقول: إذا وضعت الطهور مواضعه قعدت مغفورًا لك وإن قام يصلي كانت له فضيلة وأجر وإن قعد قعد مغفورًا له، فقال له رجل: يا أبا أمامة إن قام فصلى تكون له نافلة؟ قال: لا إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلّم كيف تكون له نافلة وهو يسعى في الذنوب والخطايا؟ تكون له فضيلة وأجر.
وله شاهدٌ من حديث عائشة رواه أحمد بن خبل في مسنده.
6386- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن سلمة، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نام حتّى نفخ، ثمّ قام فصلّى.
6386/2- رواه عبد بن حميدٍ: أخبرني أبو الوليد، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميد وأيوب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نام حتّى سمع له غطيطٌ، فقام فصلّى ولم يتوضّأ، قال عكرمة: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان محفوظًا.
6386/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ الأزديّ، حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن أبي هبيرة، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نام وهو جالسٌ، ثمّ نفخ، ثمّ جاء بلالٌ فآذنه بالصّلاة، فخرج فصلّى ولم يتوضّأ.
قلت: رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، بغير هذا اللفظ.
6387- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا زيد بن الحباب، عن حسين بن واقدٍ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أنّ سلمان لمّا قدم المدينة أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بهديّةٍ على طبقٍ، فوضعها بين يديه، فقال: ما هذه؟ قال: صدقةٌ عليك وعلى أصحابك، قال: إنّي لا آكل الصّدقة، فرفعه ثمّ أتاه من الغد بمثلها، فقال: ما هذا؟ قال: هديّةٌ لك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كلوا.
6387/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة...، فذكره.
6387/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده مطوّلاً: عن يزيد بن الحباب، عن الحسين بن واقدٍ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: جاء سلمان إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قدم المدينة بمائدةٍ عليها رطبٌ، فوضعها بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما هذا يا سلمان؟ قال: صدقةٌ عليك وعلى أصحابك، قال: ارفعها فإنّا لا نأكل الصّدقة؟ فرفعها وجاء من الغد بمثله، فوضعه بين
يديه يحمله، فقال: ما هذا يا سلمان؟ قال: هديّةٌ لك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: انشطوا، قال: فنظر إلى الخاتم الّذي على ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فآمن به، وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكذا كذا درهمٍ، وعلى أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيها حتّى يطعم، قال: فغرس رسول الله النّخل إلاّ نخلةً واحدةً غرسها عمر، رضي اللّه عنه، قال: فحملت النّخل من عامها ولم تحمل النّخلة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما شأن هذه، قال عمر: أنا غرستها يا رسول الله، قال فنزعها رسول الله ثمّ غرسها، فحملت من عامها.
هذا حديثٌ صحيحٌ.
رواه الطّبرانيّ، والترمذي في الشمائل، والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ، انتهى.
وقد تقدّم هذا الحديث في كتاب الزكاة بتمامه مع جملة أحاديث من هذا النّوع.
6388- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا محمّد بن عمر بن عثمان المخزوميّ، عن سلمة بن عبد الله بن سلمة، عن أبيه، عن جدّه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا خطب أمّ سلمة، قال: مري ابنك أن يزوّجك، أو قال يزوّجها ابنها وهو يومئذٍ صغيرٌ لم يبلغ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف محمّد بن عمر الواقديّ.
6389- قال الحارث: وحدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغافٍ، سمعت عبد الله بن سلامٍ، يقول: إنّ أكرم خلق الله عليه أبو القاسم صلّى الله عليه وسلّم، وأنّ الجنّة في السّماء، وأنّ النّار في الأرض، فإذا كان يوم القيامة بعث اللّه الخليقة أمّة أمّة واحدةً، ونبي نبي حتّى يكون أحمد وأمّته آخر الأمم مركزًا، ثمّ يوضع جسرٌ على جهنّم، ثمّ ينادي منادٍ: أين أحمد وأمّته، فيقوم، وتتبعه أمّته برّها وفاجرها.
6390- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدثنا محمد بن عباد، حدّثنا سفيان، حدثني إبراهيم بن يحيى، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما أمن الله أحدًا من خلقه إلا محمدًا قال: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} وقال للملائكة: {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم}.
في إسناده نظر.
6391- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الأزرق بن قيسٍ، عن ذكوان، عن أمّ سلمة، قالت: صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العصر، ثمّ دخل بيتي فصلّى ركعتين، قلت: يا رسول الله، صلّيت صلاةً لم تكن تصلّيها، فقال: قدم عليّ مالٌ فشغلت عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظّهر فصلّيتهما الآن، فقلت: يا رسول الله، أفنقضيهما إذا فاتتنا، قال: لا.
قلت: أخرجته لقولها: أفنقضيهما إذا فاتتنا، قال: لا.
6392- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هارون بن عبد الله الحمّال، حدّثنا ابن أبي فديكٍ، عن عبيد الله بن عبد الله بن موهبٍ، عن عبّاس بن عبد الرّحمن بن ميناءٍ الأشجعيّ، عن عوف بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: أعطينا أربعًا لم يعطهنّ أحدٌ كان قبلنا، وسألت ربّي الخامسة فأعطانيها وهي ما هي، كان النّبيّ يبعث إلى قومه لا يعدوها وبعثت كافّةً للنّاس، وأرهب منّا عدوّنا مسيرة شهرٍ، وجعلت الأرض لنا طهورًا ومسجدًا، وأحلّ لنا الخمس ولم تحلّ لأحدٍ كان قبلنا، وسألت ربّي الخامسة، سألته أن لا يلقاه عبدٌ من أمّتي يوحّده إلاّ أدخله الجنّة فأعطانيها.
6392/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا أبو يعلى...، فذكره.
6393- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الله، حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن مسعود بن مالكٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: نصرت بالصبا، وأهلكت عادٌ بالدّبور.
وتقدّم في آخر سورة الشّعراء في قوله تعالى: {وتقلبك في الساجدين}، قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرى من خلفه في الصّلاة كما يرى من بين يديه.
24- باب في ذكر أخلاقه الشريفة صلّى الله عليه وسلّم
6394- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هاشم بن القاسم، عن أبي عقيلٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: حدّث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نساءه ذات يوم حديثًا، فقالت امرأةٌ منهنّ: يا رسول الله، كأنّ هذا حديث خرافة، قال: أتدرون ما خرافة؟ إنّ خرافة كان رجلاً من عذرة أسرته الجنّ في الجاهليّة، فمكث فيهم دهرًا، ثمّ ردّوه إلى الإنس، فكان يحدّث النّاس بما عاين فيهم من الأعاجيب، فقال النّاس: حديث خرافة.
6394/2- رواه أبو يعلى الموصليّ قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
6394/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو عقيلٍ، يعني: الثّقفيّ، حدّثنا مجالدٌ...، فذكره.
6395- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الهيثم بن خارجة، عن عطّاف بن خالدٍ، عن أمّه، عن زينب، قالت: كانت أمّي إذا دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يغتسل، تقول: اذهبي، فإذا دخلت عليه نضح في وجهي الماء، ثمّ قال: ارجعي قال عطّافٌ: قالت أمّي: فرأيت وجه زينب وهي عجوزٌ كبيرةٌ وما نقص من وجهها شيءٌ.
6396- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن الوليد بن أبي الوليد، أنّ سليمان بن خارجة أخبره، عن خارجة بن زيدٍ، أنّ نفرًا دخلوا على أبيه زيد بن ثابتٍ، فقالوا: حدّثنا عن بعض أخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فأكتب الوحي، فكنّا إذا ذكرنا الدّنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطّعام ذكره معنا، فكلّ هذا أحدّثكم عنه.
6396/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا عبد الله بن يزيد ح.
6396/3- وحدّثنا أحمد بن الدورقيٍّ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن، قالا: حدّثنا ليث بن سعدٍ...، فذكره.
ورواه التّرمذيّ في الشّمائل ورواته ثقات.
6397- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل، حدّثني عثمان بن كعبٍ، حدّثني ربيع رجلٌ من بني النّضير، وكان في حجر صفيّة، عن صفيّة بنت حييٍّ، قالت: ما رأيت قطّ أحسن خلقًا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لجهالة التّابعيّ.
6398- قال أبو يعلى: وحدّثنا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنسٍ، قال: خدمت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسع سنين، فما قال لي لشيءٍ يكرهه: ما أقبح ما صنعت، ولا قال لشيءٍ يعجبه: ما أحسن ما صنعت.
قلت: أخرجته لقوله: ولا قال لشيء يعجبه: ما أحسن ما صنعت.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ.
6399- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا أبو التيّاح، حدّثنا أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحسن النّاس خلقًا.
6400- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا مصعب الزّبيريّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ الدّراورديّ، عن محمّد بن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّما بعثت لأتمّم صالح الأخلاق.
6400/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا سعيد بن منصورٍ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ...، فذكره.
6400/3- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في المستدرك: أخبرني إسماعيل بن محمّد بن فضلٍ الشّعرانيّ، حدّثنا جدّي، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ...، فذكره.
وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
25- باب في صبره على جفوة العرب وانتصاره بالله عز وجل والذلة والصغار على من خالف أمره
6401- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ العبديّ، حدّثنا زكريّا بن أبي زائدة، حدّثنا منصور بن المعتمر، حدّثني ربعيّ بن حراشٍ، عن عمران بن حصينٍ، قال: جاء حصين إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يسلم، فقال: يا محمّد، كان عبد المطّلب خيرًا لقومه منك، كان يطعمهم الكبد والسّنام، وأنت فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما شاء أن يقول، ثمّ إنّ حصينًا، قال: يا محمّد، ماذا تأمرني أن أقول، فقال: قل: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي، وأسألك أن تعزم لي على رشد أمري، قال: ثمّ إنّ حصينًا أسلم بعد، ثمّ أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّي كنت سألتك المرّة الأولى، وإنّي الآن أقول: فماذا تأمرني أن أقول، قال: قل: اللّهمّ اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما جهلت.
6401/2- رواه عبد بن حميدٍ: أنبأنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن منصورٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن عمران بن حصينٍ، عن أبيه، أنّ رجلاً أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يا محمّد...، فذكره.
6401/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن عمران بن حصينٍ، أوغيره، أنّ حصينًا، قال: يا محمّد، لعبد المطّلب كان خيرًا لقومه منك كان يطعمهم الكبد والسنام، وأنت تنحرهم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما شاء اللّه أن يقول، قال له: ما تأمرني أن أقول؟ قال: اللّهمّ قني شرّ نفسي، واعزم لي على أرشد أمري قال: فانطلق فأسلم الرّجل، ثمّ جاء، فقال: إنّي أتيتك فقلت لي: قل: اللّهمّ قني شرّ نفسي، واعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن، فقال: اللّهمّ اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت، وما جهلت.
6401/4- رواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا النّضر بن محمّد بن المبارك العابد، حدّثنا محمّد بن عثمان العجليّ، حدّثنا عبيد الله بن موسى...، فذكره، إلاّ أنّه قال: فانطلق الرّجل، ولم يكن أسلم فأسلم، وقال: يا رسول الله، إنّي أتيتك...، فذكر مثل رواية الإمام أحمد بن حنبلٍ، وتقدّم في كتاب الدعاء في باب الجوامع من الدعاء.
6402- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عفّان، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن الأقرع بن حابسٍ، أنّه نادى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من وراء الحجرات، فقال: يا رسول الله، إنّ حمدي زينٌ وإنّ ذمّي لشينٌ؟ فقال: ذاك اللّه. كما حدّث به أبو سلمة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
6402/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان...، فذكره.
6403- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا ابن أبي الرّجال، أنبأنا عبد الله ابن أبي بكرٍ، قال: كان أبو سفيان بن حربٍ جالسًا في ناحية المسجد، فخرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من بعض بيوته ملتحفًا في ثوبٍ، فقال أبو سفيان وهو في مجلسه: ليت شعري بأيّ شيءٍ غلبتني؟ قال: فأقبل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى ضرب ظهره بيده، ثمّ قال: غلبتك بالله، قال: أشهد أنّك رسول الله.
6404- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا سليمان بن داود، عن عبد الرّحمن بن ثابت، حدثني حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعثت بين يدي الساعة مع السيف وجعل رزقي في ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم.
6404/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبي منيبٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بعثت بين يدي السّاعة بالسّيف، حتّى يعبد اللّه تعالى وحده لا شريك له، وجعل رزقي...، فذكره.
6404/3- قال: وحدّثنا محمد بن يزيد الواسطيّ، أنبأنا ابن ثوبان، عن حسّان بن عطيّة...، فذكره.
26- باب في قوته صلّى الله عليه وسلّم
6405- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يونس بن محمّدٍ، عن حمّاد بن سلمة، عن عاصم، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد الله، قال: كنّا يوم بدرٍ كل ثلاثةً على بعيرٍ، وكان أبو لبابة وعليٌّ زميلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكان إذا كان عقبه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالا: اركب حتّى نمشي، فيقول: ما أنتما بأقوى على المشي منّي، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما.
6405/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في المستدرك: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى، حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
6406- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا الثّوريّ، عن معمرٍ، عن ابن طاووسٍ، عن أبيه، قال: أعطي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوّة أربعين رجلاً في الجماع.
6407- قال الحارث: وحدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا إسرائيل، عن ثويرٍ، عن مجاهدٍ، قال: أعطي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوّة بضع أربعين رجلاً، كلّ رجلٍ من أهل الجنّة.
27- باب في ذكر شجاعته صلّى الله عليه وسلّم
فيه حديث عمرو بن العاص، وقد تقدم في باب ما صبر عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم في الله عز وجل.
6408- وقال أبو داود الطيالسيّ: حدّثنا زهيرٌ، عن أبي إسحاق، سمعت حارثة بن مضرّبٍ، يقول: سمعت عليًّا، رضي اللّه عنه، يقول: كنّا إذا احمرّ البأس، ولقي القوم القوم، اتّقينا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدوّ منه.
6408/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، عن زهيرٍ، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّبٍ، عن عليٍّ، قال: كنّا إذا احمرّ البأس...، فذكره.
6408/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفيّ...، فذكره.
6408/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا ابن مهديٍّ، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّبٍ، عن عليٍّ، قال: لمّا حضر النّاس يوم بدرٍ، اتّقينا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكان من أشدّ النّاس صلّى الله عليه وسلّم، ما كان أحدٌ، أو لم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه.
قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى، من طريق زهير بن معاوية، به.
28- باب في فضله صلّى الله عليه وسلّم حياً وميتاً
6409- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا الدّراورديّ، عن محمّد بن زيد بن المهاجر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ عيسى، عليه السّلام، مارًّا بالمدينة حاجًّا، أو معتمرًا، ولئن سلّم عليّ لأردنّ عليه.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
6410- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا سريج بن النّعمان حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله، عن محمّد بن المنكدر، عن يزيد، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سألت ربّي لأمّتي من دون البشر أن لا يعذّبهم فأعطانيها.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف يزيد بن أبان الرقاشي.
6411- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا شيخٌ من بني تميمٍ، سمعت أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنا سابق العرب.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
6412- قال الحارث: وحدّثنا الحسن بن قتيبة، حدّثنا جسر بن فرقدٍ، عن بكر بن عبد الله المزنيّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حياتي خيرٌ لكم، تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خيرٌ لكم، تعرض عليّ أعمالكم فما كان من حسنٍ حمدت اللّه، وما كان من سيّءٍ استغفرت اللّه لكم.
هذا مرسلٌ، ضعيفٌ جسر بن فرقدٍ القصّاب أبو جعفرٍ البصريّ، مجمعٌ على ضعفه، ولم أر من وثّقه.
6413- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثني إبراهيم بن الحكم، حدّثنا أبي، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بينا أنا غلامٌ مع الصّبيان، فذهبنا إلى مكانٍ، فأجلسوني على متاعهم، وذهبوا عنّي، فبينما أنا جالسٌ إذ بصرت بطائرين من السّماء قد هبطا، فقعد أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، فأسمع الّذي عن يميني، يقول لصاحبه: هو هذا أرسلنا إليه؟ قال: نعم، فبينا أنا كذلك إذا أقبل أصحابي من الصّبيان فلمّا أبصراهم ذهبا إلى السّماء.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف إبراهيم بن الحكم.
29- باب ما جاء في جوده وكرمه وزهده صلّى الله عليه وسلّم
6414- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا سعيدٌ، حدّثني عقيلٌ، ويونس بن يزيد الأيليّان، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من حمل من أمّتي دينًا ثمّ جهد في قضائه فمات قبل أن يقضيه فأنا وليّه.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، وعنه ابن حبان في صحيحه، وتقدّم في أوّل كتاب القرض.
6415- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثّابٍ، عن مسروقٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على بلال وعنده صبرٌ من تمرٍ، فقال: ما هذا يا بلال؟ قال: أعددت لك ولضيفانك، قال: أما تخشى يا بلال، أن يكون لك بخارٌ في نار جهنّم، أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً.
6416- وقال الحارث بن أبي أسامة: وحدّثنا يزيد، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن موسى بن يسارٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لو كان أحدٌ عندي ذهبًا لسرّني أن لا تمر عليّ ثلاثةً وعندي منه شيءٌ إلاّ شيءٌ أرصده في دينٍ يكون عليّ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لتدليس محمّد بن إسحاق.
6417- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا هاشم بن البريد، عن حسين بن ميمونٍ، عن عبد الله بن عبد الله، قاضي الرّيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليّا، رضي اللّه عنه، يقول: اجتمعت أنا وفاطمة، والعبّاس، وزيد بن حارثة، فقال العباس: يا رسول الله، كبر سنّي ورقّ عظمي، وكثرت مؤنتي، فإن رأيت يا رسول الله، أن تأمر لي بكذا وكذا وسقًا من طعامٍ فافعل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أفعل، فقالت فاطمة: يا رسول الله، إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت للعبّاس فافعل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أفعل ذلك، فقال زيد بن حارثة: يا رسول الله، كنت أعطيتني أرضًا كانت معيشتي منها ثمّ قبضتها منّي، فإن رأيت أن تردّها عليّ فافعل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أفعل ذلك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف حسين بن ميمونٍ.
6418- قال أبو يعلى: وحدّثنا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا يونس، حدّثنا حجّاج بن أبي زينب، عن طلحة مولى ابن الزّبير، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو خميص البطن صلّى الله عليه وسلّم.
6419- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زكريّا وإسحاق، قالا: حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا بشّار بن أبي هبيرة الأنصاريّ، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: اشترى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّي بعيرًا...، فذكر الحديث، إلى أن قال لي: خذ بعيرك فهو لك، قال: فانصرفت، فلقيت رجلاً من اليهود، فأخبرته بالّذي كان، فجعل يعجب، وقال: أعطاك الثّمن، وردّ عليك البعير؟!.
6420- قال أبو يعلى: وحدّثنا محمّد بن إبراهيم الشّاميّ العبّادانيّ، حدّثنا سويد بن عبد العزيز، عن نوحٍ، عن أخيه أيّوب، عن الحسن، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أخبركم عن الأجود الأجود؟ اللّه الأجود الأجود، وأنا أجود ولد آدم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف نوحٍ.
30- باب في إيثاره صلّى الله عليه وسلّم مع الحاجة
6421- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي المختار، قال: قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فأصاب النّاس عطشٌ، فنزل منزلاً، فجعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسقيهم، فجعل النّاس، يقولون: يا رسول الله، اشرب يا رسول الله، اشرب، قال: ساقي القوم آخرهم، ساقي القوم آخرهم.
6421/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حجّاجٌ، حدّثني شعبة، عن أبي المختار من بني أسدٍ، سمعت عبد الله بن أبي أوفى، قال: كنّا في سفرٍ، فلم نجد الماء، قال: ثمّ هجمنا على الماء بعد، قال: فجعلوا يسقون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكلّما أتوه بشرابٍ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ساقي القوم آخرهم شربًا ثلاث مرّاتٍ، حتّى شربوا كلّهم.
6422- قال: وحدّثنا محمّد بن جعفرٍ وحجّاجٌ، قالا: حدّثنا شعبة، سمعت أبا المختار من بني أسدٍ، فذكر مثل طريق أبي يعلى.
قلت: اقتصر أبو داود في سننه منه على قوله: ساقي القوم آخرهم حسب، ويقال: اسم أبي المختار سفيان بن أبي حبيبة، وتقدّم في الأشربة.
وله شاهدٌ من حديث أبي قتادة، رواه التّرمذيّ في الجامع وصحّحه.
31- باب في تواضعه صلّى الله عليه وسلّم
6423- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رجلاً، قال: يا محمّد، يا سيّدنا، وابن سيّدنا، ويا خيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أيّها النّاس، عليكم بقولكم، ولا يستجيزنّكم الشّيطان، أنا محمّد بن عبد الله ورسوله، ما أحبّ أن ترفعوني فوق منزلتي الّتي أنزلني اللّه.
6423/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا حجّاج بن منهالٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: وحدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6423/3- قال: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6423/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الحسن بن سفيان، حدّثنا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
وله شاهدٌ منً حديث عبد الله بن الشّخّير، رواه مسدّدٌ، وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما، وأبو داود في سننه، والنّسائيّ في عمل اليوم واللّيلة.
6424- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبّاد بن العوّام، عن النّعمان بن ثابتٍ، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: ما أخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ركبتيه بين يدي جليسٍ له قطّ، ولا ناول يده أحدًا قطّ، فتركها حتّى يكون هو يدعها، وما جلس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحدٌ قطّ فقام حتّى يقوم، وما وجدت شيئًا أطيب ريحًا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
6424/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا عديّ بن الفضل، عن يونس بن عبيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أشدّ النّاس لطفًا بالنّاس، والله ما كان يمتنع في غداةٍ باردةٍ من عبدٍ، ولا أمةٍ، ولا صبيٍّ أن يأتيه بالماء، فيغسل وجهه وذراعيه، وما سأل سائلٌ قطّ أذنه إلاّ أصغى إليه، ولا ينصرف عنه حتّى يكون الّذي ينصرف، وما تناول أحدٌ بيده قطّ إلاّ أتاه إيّاه، فلم ينزعه منه حتّى يكون هو الّذي ينزعها منه.
6424/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو عبد الرّحمن الأذرميّ، عن عبد الله بن محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبو قطنٍ، حدّثنا مبارك بن فضالة، حدّثنا ثابتٌ...، فذكره.
6424/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه، حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
6425- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبدة، عن هشامٍ، عن رجلٍ، عن عائشة، أنّها سئلت ما كان يصنع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيته؟ قالت: كان يخصف النّعل، ويرقع الثّوب، ونحو هذا.
6425/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا حجّاجٌ، عن ليث بن سعدٍ، عن معاوية بن صالحٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن عمرة، قالت: قيل لعائشة: ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعمل في بيته، قالت: كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، يحلب شاته، ويخدم نفسه.
6425/3- قال: وحدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء، حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، مرفوعًا...، فذكره.
6425/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه: من طريق عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، سألها رجلٌ: هل كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعمل في بيته، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته ما يعمل أحدكم في بيته.
6425/5- وقال: وأنبأنا ابن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ...، فذكره.
6425/6- وقال: وحدّثنا أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء...، فذكره.
قلت: رواه التّرمذيّ في: الشّمائل.
6426- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، عن عليّ بن الحسين، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا ترفعوني فوق حقّي، إنّ اللّه اتّخذني عبدًا قبل أن يتّخذني نبيًّا، قال سفيان: وبلغني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تطروني كما أطرت النّصارى عيسى بن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله.
6427- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا جبارة، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا إسحاق بن سويدٍ العدويّ، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر، رضي اللّه عنه، أنّ رجلاً نادى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاثًا، كلّ ذلك يردّ عليه: لبّيك، لبّيك.
جبارة ضعيف.
6428- قال: وحدّثنا محمّد بن بكارٍ، حدّثنا أبو معشرٍ، عن سعيدٍ، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عائشة، لو شئت لسار معي جبال الذّهب، جاءني ملكٌ إنّ حجرته لتساوي الكعبة، فقال: إنّ ربّك يقرأ عليك السّلام، ويقول لك: إن شئت نبيًّا عبدًا، وإن شئت نبيًّا ملكًا، قال: فنظرت إلى جبريل فقال: فأشار إليّ أن ضع نفسك، قال: فقلت: نبيًّا عبدًا قال: فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ذلك يأكل لا متّكئًا، يقول: آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد.
6429- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو معمرٍ، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: جلس جبريل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فنظر إلى السّماء، فإذا ملكٌ ينزل، فقال له جبريل: إنّ هذا ملكٌ ما نزل منذ خلق قبل السّاعة، فلمّا نزل، قال: يا محمّد، أرسلني إليك ربّك، أملكًا أجعلك، أم عبدًا رسولاً؟ قال له جبريل: تواضع لربّك يا محمّد، قال: بل عبدًا رسولاً.
6429/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
6430- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبيد الله القواريريّ، حدّثنا فضيل بن عياض، عن مسلم البراد، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجيب العبد، ويعود المريض، ويركب الحمار.
32- باب في إخباره بالمغيب صلّى الله عليه وسلّم
6431- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا قيس، عن سماكٍ، عن جابر بن سمرة، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ليفتحنّ أبيض كسرى على طائفةٍ من المسلمين.
6432- قال أبو داود الطّيالسيّ: وحدّثنا شعبة، عن عديّ بن ثابتٍ، عن عبد الله بن يزيد، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرنا بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، إلاّ أنّي لم أسأله ما يخرج أهل المدينة.
6433- وقال مسدّدٌ: حدّثنا مسلم بن خالدٍ، عن موسى بن عقبة، عن أمّه، عن أمّ كلثومٍ رضي اللّه عنها، قالت: لمّا تزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّ سلمة، قال لها: إنّي أهديت إلى النّجاشيّ حلّةً وأواقٍ من مسكٍ، ولا أرى النّجاشيّ إلاّ قد مات، ولا أرى هديّتي إلاّ مردودةً عليّ، فإن ردّت عليّ فهي لك، فكان كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فردّت عليه هديّته، فأعطى كلّ امرأةٍ من نسائه أوقيّة مسكٍ، وأعطى أمّ سلمة بقيّة المسك والحلّة.
6433/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خثيمة، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا مسلم بن خالدٍ، عن موسى، عن أمّ كلثومٍ، قالت: لمّا تزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6433/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا مسلم بن خالدٍ، عن موسى بن عقبة، عن أمّه...، فذكره
6433/4- قال: وحدّثنا حسين بن محمّد، حدّثنا مسلمٍ...، فذكره، وقال عن أمّ كلثومٍ بنت أبي سلمة، قالت: لمّا تزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6433/5- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطّان بالرّقّة، حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا مسلم بن خالدٍ، عن موسى بن عقبة، عن أمّه، عن أمّ كلثومٍ، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: لمّا تزوّجني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّي قد أهديت إلى النّجاشيّ حلّةً...، فذكره.
6433/6- ورواه الحاكم عبد الله الحافظ: أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهبٍ، حدّثني مسلم بن خالدٍ، عن موسى بن عقبة، عن أمّه، عن أمّ كلثومٍ بنت أبي سلمة، قالت: تزوّجني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6433/7- وعن الحاكم، رواه البيهقيّ في سننه.
6433/8- وقال: أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ، أنبأنا يحيى بن منصورٍ القاضي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم العبديّ، حدّثنا مسدّدٌ...، فذكره.
وتقدّم في كتاب الهبة.
6434- قال مسدّدٌ: وحدّثنا بشرٌ، حدّثنا الجريريّ، عن أبي العلاء بن الشّخّير، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أريت حدود النّاس، وأريت حدّ بني عامرٍ حملٌ آدم مقيّدٌ بعصمٍ.
6435- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله، فقال: هل حدّثكم نبيّكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم، ما سألني عنها أحدٌ قبلك، وإنّك لأحدث القوم سنًّا، قال: نعم، تكون عنده نقباء موسى.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
رواه أحمد بن حنبلٍ، ومسدّدٌ، وإسحاق، وأبو يعلى الموصليّ في مسانيدهم، وتقدّم جميع ذلك بطرقه في كتاب الإمارة في باب كم تملك هذه الأمّة من الخلفاء.
6436- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، حدّثنا أوس بن خالدٍ، قال: كنت إذا قدمت على سمرة بن جندبٍ سألني عن أبي محذورة، وإذا قدمت على أبي محذورة سألني عن سمرة بن جندبٍ، فقلت لأبي محذورة: ما شأنك إذا قدمت عليك سألتني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عنك؟ قال أبو محذورة: كنت أنا وأبو هريرة وسمرة في بيت، فجاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخذ بعضادتي الباب، فقال: آخركم موتًا في النّار فمات أبو هريرة، ثمّ مات أبو محذورة، ثمّ مات سمرة.
قال أبو بكرٍ: زعموا أنّه وقع في كانونٍ.
قلت: رأيت بخطّ شيخنا الحافظ أبي الحسن الهيثميّ، قال: سقط سمرة في قدرٍ مسخّنٍ بالنّار، فمات فيه.
6437- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي عيّاشٍ الزّرقيّ، عن أنسٍ، عن أمّ سلمة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أريت ما تعمل أمّتي من بعدي فاخترت لهم السّاعة إلى يوم القيامة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف موسى بن عبيدة الرّبذيّ.
6437/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والحارث بن أبي أسامة، قالا: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة به...، فذكره.
6437/3- ورواه أبو يعلى: حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا موسى بن عبيدة...، فذكره.
6438- وقال عبد بن حميد: حدثني يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا يحيى بن أبي زائدة، عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، رضي الله عنه، قال: قام، فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مقامًا فحدثنا بما هو كائن إلى يوم القيامة.
مجالد ضعيف
6439- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا شاذان، حدّثنا أبو هلالٍ، حدّثنا أبو الوازع من بني راسبٍ، عن أبي أمينٍ، عن أبي هريرة، قال: انطلقت أنا وعبد الله بن عمرٍو، وسمرة، نطلب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقيل لنا: توجّه نحو مسجد التّقوى، قال: فانطلقنا فإذا هو قد أقبل، فلمّا رأيناه جلسنا فلمّا دنا قمنا فسلّمنا عليه، فإذا يده اليمنى على كاهل أبي بكرٍ، ويده اليسرى على كاهل عمر، قال: فقال: من هؤلاء يا أبا بكرٍ؟ فقال: هؤلاء يا رسول الله، أبو هريرة، وعبد الله بن عمرٍو، وسمرة بن جندبٍ، فقال: أما إنّ آخرهم موتًا في النّار.
6440- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثنا مكي، حدّثنا هاشم بن هاشم، عن عمر بن إبراهيم بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، قال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مقامًا فأخبرنا هو كائن إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه ونسيه من نسيه.
6441- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا شيبان، سعيد بن سليمٍ الضّبّيّ، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جهّز جيشًا إلى المشركين، فيهم أبو بكرٍ، وعمر، أمرهما والنّاس كلّهم، قال لهم: أجدّوا السّير، فإنّ بينكم وبين المشركين ماءً، إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شقّ على النّاس، وعطشتم عطشًا شديدًا أنتم ودوابّكم وركابكم، وتخلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ثمانيةٍ هو تاسعهم، فقال لأصحابه: هل لكم أن نعرّس قليلاً ثمّ نلحق بالنّاس، قالوا: نعم، يا رسول الله، فعرّسوا فما أيقظهم إلاّ حرّ الشّمس، فاستيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، فقال لهم: قوموا واقضوا حاجتكم ففعلوا ثمّ رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هل مع أحدٍ منكم ماءٌ، قال رجلٌ منهم: يا رسول الله، ميضأةٌ فيها شيءٌ من ماءٍ، قال: فجيء بها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمسحها بكفّه، ودعا بالبركة، ثمّ قال لأصحابه: تعالوا فتوضّؤوا، فجاءوا فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى توضئوا، وأذّن رجلٌ منهم وأقام، فصلّى بهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال لصاحب الميضاة: ازدهر بميضأتك فسيكون لها نبأٌ، فركب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه قبل النّاس، فقال لأصحابه: ما ترون النّاس فعلوا، قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: فإنّ فيهم أبا بكرٍ وعمر، رضي اللّه عنهما، سيرشدان النّاس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء فشقّ على النّاس وعطشوا عطشًا شديدًا وركابهم ودوابّهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أين صاحب الميضأة، قال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: جئ بميضأتك، فجاء بها وفيها شيءٌ من ماءٍ، فقال لهم كلّهم: تعالوا فاشربوا فجعل يصبّ لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى شربوا كلّهم، وسقوا دوابّهم، وركابهم، وملؤوا كلّ إداوةٍ وقربةٍ ومزادةٍ، ثمّ نهض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المشركين، فبعث اللّه ريحًا، فضربت وجوه المشركين، وأنزل اللّه تبارك وتعالى نصره، وأمكن من أدبارهم، فقتلوا منهم مقتلةً عظيمةً، وأسروا أسرى كثيرةً، واستاقوا غنائم كثيرةً، ورجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والناس وافرين صالحين.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف سعيد بن سليمٍ الضبّيّ.
33- باب ما جاء في خاتم النبوة
6442- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا قرّة بن خالدٍ، حدّثنا معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، أرني الخاتم، قال: أدخل يدك، قال: فأدخلت يدي في جربّانه، فجعلت ألتمس أنظر إلى الخاتم، فإذا هو على نغض كتفيه مثل البيضة، فما منعه ذلك أن جعل يدعو لي، وإنّ يدي لفي جربّانه.
قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى من طريق وهب بن جريرٍ، عن قرّة، به.
6443- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عزرة بن ثابتٍ، حدّثنا عطاءٌ، حدّثنا أبو زيدٍ، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ادن منّي فامسح ظهري، قال: فكشفت عن ظهره بين إصبعيّ، فغمرته، قال: قيل: وما الخاتم، قال: شعرٌ مجتمعٌ على كتفه.
6443/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرو بن الضّحّاك، حدّثنا أبي، حدّثنا عزرة...، فذكره.
6443/3- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو عاصمٍ، حدّثنا عزرة، حدّثنا علباء بن أحمر، حدّثنا أبو زيدٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6443/4- قال: وحدّثنا حرميّ بن عمارة، حدّثني عزرة...، فذكره
6443/5- ورواه التّرمذيّ في الشّمائل، عن بندار، عن أبي عاصمٍ...، فذكره.
6443/6- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل، حدّثنا أبي، حدّثنا عزرة بن ثابتٍ، عن علباء بن أحمر اليشكريّ...، فذكره.
6443/7- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا أبو جعفر محمد بن خزيمة الكشي حدّثنا عبد بن حميدٍ...، فذكره.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
6444- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار، حدّثنا أبو عاصمٍ، حدّثني بشر بن صحارٍ، أخبرني معارك بن بشير بن عبّادٍ، واحدٌ من أعمامي، أنّ عبادة بن عمرٍو السّلميّ حدّثهم أنه استأذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أن يخدمه، قال: فبينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخاطب رجلاً من اليهود، وسقط رداءه، قال: فخرج الخاتم، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكره أن يرى الخاتم، قال: فسوّيته، فقال: من سوّاه عليّ، قلت: أنا، قال: استدر هكذا، فاستدرت، قال: فوضع يده على جبهتي، ومسح بيده حتّى أنهكتها حجزة الإزار، قلت: وما كان الخاتم، قال: النّبوّة، مثل ركبة البعير، عند طرف كتفه اليسرى، قال: فقال: إذا جاء ظهرٌ، فأتنا، قال فجاء ظهرٌ، فأعطاني ناقةً ثنيّةً، أو جذعةً، قال: فكانت عندي حتّى قتل عثمان، قال: ثمّ انحدرنا بالناقة إلى العراق.
قلت: اختلط على بعض الرّواة خاتم النّبوّة بالخاتم الّذي كان يختم به الكتب.
34- باب ما جاء في شعره صلّى الله عليه وسلّم
6445- قال مسدّدٌ: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي سعيدٍ الشّاميّ، قال: دخلت مع مولاي على بعض أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخرجت إلينا شعرًا أحمر، فقالت: هذا شعر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
6446- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سريج بن يونس أبو الحارث، حدّثنا هشيمٌ، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: قال خالد بن الوليد: اعتمرنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عمرةٍ اعتمرها فحلق شعره، فاستبق النّاس إلى شعره، فاستبقت إلى النّاصية، فأخذتها، فأخذت قلنسوةً، فجعلتها في مقدم القلنسوة، فما وجّهتها في وجهٍ إلا فتح لي.
35- باب ما جاء في عرقه صلّى الله عليه وسلّم
6447- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا عمارة الصّيدلانيّ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقيل عند أمّ سليمٍ، فيسيل عرقه فتجمعه فتأخذه وهو نائمٌ، فرآها، فقال: ما هذا؟ فقالت: يا رسول الله، آخذ عرقك فأجعله في طيبي، فدعا لها بدعاءٍ حسنٍ.
6447/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، عن أنسٍ، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يأتي أمّ سليمٍ، فيقيل عندها، وكان كثير العرق، فتجعله في القوارير، وكان يصلّي على الخمرة.
6447/3- قال: وحدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا عفّان، يعني: ابن مسلمٍ، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالكٍ، عن أمّ سليمٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يأتيها، فيقيل عندها، فتبسط له نطعًا فيقيل عليه، وكان كثير العرق، فتجمع عرقه في الطّيب والقوارير، وكان يصلّي على الخمرة.
6447/4- قال: وحدّثنا هاشم بن الحارث، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن أيّوب، عن ابن سيرين، عن أمّ سليمٍ، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقيل في بيتي، فأبسط له نطعًا، فيقيل عليه فيعرق، كنت أعجن السّكّ بعرقه.
قال محمّد بن سيرين: فاستوهبت من أمّ سليمٍ من ذلك السّكّ، فوهبت لي منه، قال: فلمّا مات محمّدٌ، حنّط بذلك السّكّ، وكان يعجبه أن يحنّط الميّت بالسّكّ.
قلت: رواه مسلمٌ في صحيحه من طريق وهيبٍ به بدون قوله: وكان يصلّي على الخمرة، ولم يقل قال محمّد بن سيرين...، إلى آخره.
وتقدّم في كتاب استقبال القبلة في باب الصّلاة على الخمرة.
6448- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا بشرٌ، حدّثنا حلبس بن غالبٍ، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّي زوّجت ابنتي، وأنا أحبّ أن تعينني بشيءٍ، قال: ما عندي شيءٌ، ولكن إذا كان غدًا فأتني بقارورةٍ واسعة الرّأس، وعود شجرةٍ وآيةٌ بيني وبينك أن تدقّ ناحية الباب، قال: فأتاه بقارورةٍ واسعةٍ وعود شجرةٍ، قال: فجعل يسلت من ذراعيه حتّى أملأت القارورة، قال: فخذها ومر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة، وتتطيّب به، قال: فكانت إذا تطيّبت به شمّ أهل المدينة رائحة ذلك الطّيب، فسمّوا بيت المتطيّبين.
هذا حديثٌ ضعيفٌ، حلبس بن غالبٍ الكلابيّ البصريّ، بفتح الحاء المهملة وسكون اللاّم وفتح الموحّدة، قال فيه الدّارقطنيّ: متروك الحديث، وقال ابن عديٍّ: هالك الحديث، وأورد الذّهبيّ هذا الحديث في كتاب الميزان من طريق ابن عديٍّ، حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره، وقال الذّهبيّ: هذا منكرٌ جدًّا.
36- باب ما جاء في طيبه وطيب رائحته صلّى الله عليه وسلّم
وفيه الأحاديث المذكورة في الباب قبله، وفيه حديث أنس المذكور في باب تواضعه
6449- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاءٍ، سمعت جابر بن يزيد بن الأسود، يحدّث عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في مسجد الخيف، فتناولت يده، فإذا هي أطيب من ريح المسك، وأبرد من الثّلج.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
6450- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن، حدّثنا عمر بن سعيدٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرّ في طريقٍ من طرق المدينة، وجد فيه رائحة المسك، قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا الطّريق.
6450/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن هاشمٍ، حدّثنا موسى بن عبد الله، حدّثنا عمر بن سعيد بن الأشجّ...، فذكره.
6451- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو همّام بن شجاعٍ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن عمر الأنصاريّ، من بني بياضة، حدّثني أيّوب بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّعٍ، عن مولًى لسلمة بن الأكوع، عن سلمة، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأخذ المسك، فيمسح به رأسه ولحيته صلّى الله عليه وسلّم.
37- باب في كحله صلّى الله عليه وسلّم
فيه حديث ابن عباس وقد تقدم في كتاب اللباس في باب صفة الاكتحال.
6452- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو زكريّا يحيى بن إسحاق السّيلحينيّ، حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن عمرو بن خالدٍ، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالبٍ، وعن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: انتظرت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يخرج إلينا في رمضان، فخرج من بيت أمّ سلمة، وقد كحّلته، وملأت عيناه كحلاً.
38- باب ما جاء في شرب دمه صلّى الله عليه وسلّم
6453- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا موسى بن محمّد بن حيّان البصريّ، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا هنيد بن القاسم، سمعت عامر بن عبد الله بن الزّبير، يحدّث أنّ أباه حدّثه، أنّه أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو يحتجم، فلمّا فرغ، قال: يا عبد الله، اذهب بهذا الدّم، فأهرقه حيث لا يراك أحدٌ فلمّا برز عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمد إلى الدّم فشربه، فلمّا رجع، قال: يا عبد الله ما صنعت؟ قال: جعلته في أخفى مكانٍ علمت أنّه يخفى عن النّاس، قال: لعلّك شربته، قال: نعم، قال: لم شربت الدّم؟ ويلٌ للنّاس منك، وويلٌ لك من النّاس.
قال أبو سلمة: فحدّثت بهذا أبا عاصمٍ، فقال: كانوا يرون أنّ القوّة من ذلك الدّم.
هذا حديثٌ حسنٌ.
6453/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن مثنّى، حدّثنا موسى بن إسماعيل...، فذكره.
6454- قال أبو يعلى: وحدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، حدّثنا ابن أبي فديكٍ، حدّثني برية بن عمر بن سفينة، حدّثني أبي، عن جدّي سفينة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم احتجم، ثمّ قال لي: خذ هذا الدّم فادفنه من الدّوابّ والنّاس، قال: فذهبت، فتغيّبت له ثمّ جئت، فقال لي: ما صنعت؟ قلت: شربته، فتبسّم.
6454/2- رواه البزّار: حدّثنا إسحاق بن حاتمٍ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديكٍ...، فذكره.
هذا إسنادٌ مجهولٌ لجهالة بعض رواته.
39- باب الشفاء ببوله صلّى الله عليه وسلّم
6455- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا سلم بن قتيبة، عن الحسين بن حريثٍ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن أمّ أيمن رضي اللّه عنها، قالت: كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخّارةٌ يبول فيها، فكان إذا أصبح، يقول: يا أمّ أيمن، صبّي ما في الفخّارة، فقمت ليلةً وأنا عطشى، فغلطت، فشربت ما فيها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا أمّ أيمن صبّي ما في الفخّارة، فقلت: يا رسول الله، قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها، قال: إنّك لن تشتكي من بطنك بعد يومك هذا أبدًا.
40- باب في مشي الملائكة خلف ظهره صلّى الله عليه وسلّم
6456- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن الأسود بن قيسٍ العبدي، عن نبيحٍ أبي عمرٍو العنزيّ، عن جابر بن عبد الله، رضي اللّه عنهما، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال لأصحابه: لا تمشوا خلفي وخلّوا ظهري للملائكة.
6456/2- رواه ابن حبّان: أنبأنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان...، فذكره.
قلت لجابرٍ عند ابن ماجة: أنّهم كانوا يفعلون ذلك من غير أمرٍ منه.
41- باب سره وعلانيته سواء صلّى الله عليه وسلّم
6457- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن يحيى الجزّار، قال: دخل ناسٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على أمّ سلمة رضي اللّه عنها، فقالوا: يا أمّ المؤمنين، حدّثينا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: كان سرّه وعلانيته سواءً، ثمّ ندمت، فقالت: أفشيت سرّه، قالت: فلمّا أخبرته، فقال: أحسنت.
6457/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا الأعمش...، فذكره.
42- باب في هجرته إلى المدينة الشريفة صلّى الله عليه وسلّم
6458- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرٍّ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: كنت غلامًا يافعًا أرعى لعقبة بن أبي معيطٍ بمكّة، فأتى عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكرٍ، وقد فرّا من المشركين، فقالا: يا غلام، عندك لبنٌ تسقينا؟ قلت: إنّي مؤتمنٌ ولست بساقيكما، فقالا: هل عندك من جذعةٍ لم ينز عليها الفحل بعد، قلت: نعم، فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكرٍ، وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الضّرع، فدعا فحفل الضّرع، وأتى أبو بكر بصخرةٍ منقعرةٍ، فحلب فيها، ثمّ شرب هو وأبو بكرٍ، ثمّ سقياني، ثمّ قال للضّرع: اقلص فقلص، فلمّا كان بعد أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: علّمني من هذا القول الطيّب، يعني: القرآن، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّك غلامٌ معلّمٌ، فأخذت من فيه سبعين سورةً ما ينازعني فيها أحدٌ.
6458/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاشٍ، عن عاصمٍ...، فذكره.
6458/3- قال: وحدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6458/4- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، حدّثنا عاصمٌ...، فذكره، إلاّ أنّه قال: فمسح ضرعها وقال: علّمني من هذا القول، فمسح رأسي، وقال: يرحمك اللّه، غلامًا معلّمٌ.
6458/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره بتمامه.
6458/6- قال: وحدّثنا المعلّى بن مهديٍّ، حدّثنا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: كنت غلامًا يافعًا في غنمٍ لعقبة بن أبي معيطٍ أرعاها، فأتى عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكرٍ معه، فقال: يا غلام، هل معك من لبنٍ؟ فقلت: نعم، ولكن مؤتمنٌ قال: ائتني بشاةٍ لم ينز عليها الفحل، قال: فأتيته بعناقٍ، أو جذعةٍ، فاعتقلها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ جعل يمسح الضّرع، ويدعو حتّى أنزلت، فأتاه أبو بكرٍ بصخرةٍ، فاحتلب فيها، ثمّ قال لأبي بكرٍ: اشرب، فشرب أبو بكرٍ، ثمّ شرب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعده، ثمّ قال للضّرع: اقلص فقلص، فعاد كما كان، قال: ثمّ أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد، فقلت: يا رسول الله، علّمني من هذا الكلام، أو من هذا القرآن، فمسح رأسي، وقال: إنّك غلامٌ معلّمٌ، قال: فلقد أخذت من فيه سبعين سورةً ما نازعني فيها بشرٌ.
6458/7- قال: وحدّثنا مسروق بن المرزبان، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيشٍ، عن ابن مسعودٍ، قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قلت: يا رسول الله، علّمني، قال: إنّك غلامٌ معلّمٌ.
قلت: هو في الصّحيح وغيره باختصارٍ.
6459- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا ثابتٌ، عن أنسٍ، قال: كان أبو بكرٍ الصّدّيق رضي اللّه عنه ردف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يعرف، قال: فيمرّ بالقوم، فيقولون: يا أبا بكرٍ، من هذا الفتى أمامك، قال: هذا يهديني السّبيل، فلمّا دنوا من المدينة، نزلا بالحرّة فأرسلا إلى الأنصار، فجاؤوا، فقالوا: قومٌ آمنون مطاعون، قال أنسٌ: فوالله ما رأيت يومًا قطّ أضوأ، ولا أنور، ولا أحسن من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما رأيت يومًا قطّ أظلم، ولا أقبح من يوم مات فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
6459/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، أن أبا بكرٍ كان رديف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكّة إلى المدينة، وكان يختلف إلى الشّام فكان يعرف، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعرف، فكانوا يقولون: يا أبا بكرٍ، من هذا الغلام بين يديك، قال: هذا هادٍ يهديني السّبيل، فلمّا دنوا من المدينة، نزلوا الحرّة، وبعث إلى الأنصار، فجاؤوا، قال: فشهدته يوم دخل المدينة، فما رأيت يومًا أحسن، ولا أضوأ من يوم دخل عليها فيه، وشهدته يوم موته، فما رأيت يومًا كان أقبح، ولا أظلم منه يوم مات فيه صلّى الله عليه وسلّم.
6459/3- ورواه أحمد بن منيعٍ، حدّثنا يزيد، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: ما رأيت يومًا قطّ أنور، ولا أحسن من يوم دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكرٍ المدينة، وشهدت وفاته، فما رأيت يومًا أظلم، ولا أقبح من اليوم الّذي توفّي فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
6459/4- قال: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا سليمان، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: إنّي لأسعى مع الغلمان يقولون: جاء محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، فأسعى فلا أرى شيئًا، ثمّ يقولون: جاء محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، جاء محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، فأسعى فلا أرى شيئًا، حتّى جاء محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه أبو بكرٍ، رضي اللّه عنه، فكنّا في بعض حرار المدينة، ثمّ بعثنا رجلاً من البادية ليؤذن لهما الأنصار، فاستقبلهما زهاء خمسمائةٍ من الأنصار حتّى انتهوا إليهما، فقالت الأنصار: انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه بين أظهرهم، فخرج أهل المدينة حتّى العواتق يتراءينه، يقلن: أيّهم هو؟ أيّهم هو؟ قال: فما رأيت منظرًا شبيهًا قبل يومئذٍ، قال: فلقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض، فلم أر يومين شبيهين بهما.
6459/5- ورواه عبد بن حميدٍ: أخبرني أبو الوليد، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، قال: لمّا كان اليوم الّذي قدم فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أضاء منها كلّ شيءٍ، فلمّا كان اليوم الّذي قبض فيه، أو مات فيه أظلم منها كلّ شيءٍ، قال: وإنا لفي دفنه ما رفعنا أيدينا عن دفنه حتّى أنكرنا قلوبنا.
6459/6- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الحسن بن سفيان، حدّثنا بشر بن هلالٍ، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابتٌ...، فذكر نحو حديث عبد بن حميدٍ.
6460- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن الحسن، أنّ سراقة بن مالكٍ المدلجيّ حدّثهم، أنّ قريشًا جعلت في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكرٍ أربعين أوقيّةً، قال: فبينما أنا جالس إذ جاءني رجلٌ، فقال: إنّ الرّجلين اللّذين جعلت فيهما قريشٌ ما جعلت، قريبًا منك في مكان كذا وكذا، قال: فأتيت فرسي وهو في الرّعي، فنفرت به، ثمّ أخذت رمحي، قال: فركبته، قال: فجعلت أجرّ الرّمح مخافة أن يشركني فيهما أهل الماء، قال: فلمّا رأيتهما، قال أبو بكرٍ: باغي يبغينا، قال: فالتفت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: اللّهمّ اكفناه بما شئت، قال: فوحل بي فرسي، وإنّي لفي جلدٍ من الأرض، فوقعت على حجرٍ، فانقلبت أدعو الّذي فعل بفرسي ما أرى أن يخلصه وعاهده أن لا يعصيه، قال: فدعا له، فخلص الفرس فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أواهبه أنت لي، فقلت: نعم، فقال: هاهنا عمّي عنّا النّاس، وأخذ السّاحل ممّا يلي البحر، قال: فكنت لهم أوّل اللّيل طالبًا، وآخر اللّيل لهم مسلحةً، وقال لي: إذا استقررنا بالمدينة، فإن رأيت أن تأتينا فأتنا فلمّا قدم المدينة وظهر على أهل بدرٍ وأحدٍ، وأسلم ومن حوله، قال سراقة: وبلغني أنّه يريد أن يبعث بخالد بن الوليد إلى بني مدلجٍ، فأتيته فقلت: أنشدك النّعمة، فقال القوم: مه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: دعوه وما يريد؟ فقال: بلغني أنّك تريد أن تبعث خالد بن الوليد إلى قومي، فأنا أحبّ أن توادعهم، فإن أسلم قومهم أسلموا معهم، وإن لم يسلموا، لم يحصر صدور قومهم عليهم، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد خالد بن الوليد، فقال له: اذهب معه فاصنع ما أراك، فذهب معه إلى بني مدلجٍ، فأخذ عليهم أن لا يعينوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإن أسلمت قريشٌ أسلموا معهم، فأنزل اللّه: {ودّوا لو تكفرون كما كفروا} حتّى بلغ: {إلا الّذين يصلون إلى قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ، أو جاؤوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم، أو يقاتلوا قومهم} إلى قوله: {كلّ ما ردّوا إلى الفتنة أركسوا فيها ولو شاء الله لسلطهم عليكم}.
قال الحسن: فالّذين حصرت صدورهم هم بنو مدلجٍ، فمن وصل إلى بني مدلجٍ من غيرهم كان في مثل عهدهم.
6460/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا بشر بن عمر الزّهرانيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
قلت: روى البخاريّ بعضه.
المسلحة كالثغر والرّقب، والجمع مسالح وهي من السّلاح.
6461- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا جعفر بن حميدٍ الكوفيّ، حدّثنا عبيد الله بن إيادٍ، عن أبيه، عن قيس بن النّعمان، قال: لمّا انطلق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبو بكرٍ مستخفيان في الغار، مرّا بعبدٍ يرعى غنمًا فاستسقاه من اللّبن، فقال: ما لي شاةٌ تحلب غير أنّ هاهنا عناقًا حملت أوان الشّتاء فما بقي لها لبنٌ، وقد احتجنت، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ائتنا بها، فدعا عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالبركة، ثمّ حلب عسًّا فسقى أبا بكرٍ، ثمّ حلب آخر فسقى الرّاعي، ثمّ حلب فشرب، فقال العبد: بالله من أنت؟ ما رأيت مثلك قطّ؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أو تراك إن أخبرتك تكتم عليّ؟ قال: نعم، قال: فإنّي محمّدٌ رسول الله، قال: أنت الّذي تزعم قريشٌ أنّك صابئٌ، قال: فإنّهم ليقولون ذلك، قال: فإنّي أشهد أنّك لرسول الله، وأنّ ما جئت به حقٌّ، وأنّه ليس يفعل ما فعلت إلاّ نبيٌّ، ثمّ قال: أتّبعك؟ قال: لا، حتّى تسمع أنّا قد ظهرنا، فإذا بلغك ذلك فاخرج، فتبعه بعد ما خرج من الغار صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسنادٌ صحيح.
6462- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبيد الله بن معاذٍ العنبريّ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال أبو بكرٍ الصّدّيق: لمّا خرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكّة إلى المدينة مررنا براعٍ، وقد عطش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فحلب له كثبةً من لبنٍ فأتيته بها، فشرب حتّى رضيت.
6463- قال أبو يعلى: وحدّثنا بندارٌ، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، أنبأنا شعبة، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، سمعت ابن عازبٍ، رضي اللّه عنه، يقول: أقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكّة إلى المدينة، تبعه سراقة بن مالك بن جعشمٍ، فدعا عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فساخت به فرسه، فقال: ادع اللّه لي، ولا أضرّك، فدعا له، فعطش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمرّوا براعي غنمّ، قال أبو بكرٍ: فأخذت قدحًا، فحلب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كثبةً من لبنٍ، فشرب حتّى رضيت.
6463/2- قال: وحدّثنا القواريريّ، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، سمعت أبا إسحاقٍ الهمدانيّ، يقول: سمعت البراء، يقول: لمّا أقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكّة إلى المدينة تبعه سراقة بن مالك بن جعشمٍ، فدعا عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فساخت به فرسه...، فذكره مثل حديث بندارٍ.
43- باب في مجزاته صلّى الله عليه وسلّم
6464- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، عن مسعرٍ، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، قال: قال لي مسروقٌ أخبرني أبوك، أنّ شجرةً أنذرت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالجنّ.
ورواه أبو يعلى.
6465- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد المهيمن، هو ابن عبّاس بن سهل بن سعدٍ، حدّثني أبي، عن جدّي، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبني المسجد يصلّي إلى خشبةٍ، فلمّا بني المسجد بني له محرابٌ، فتقدّم إليه، فحنّت إليه تلك الخشبة حنين البعير، فوضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده عليها فسكنت.
قلت: وفي الباب عن أبي سعيدٍ الخدريّ، وجابر بن عبد الله، وابن عبّاسٍ، وسهل بن سعدٍ، وأنس بن مالكٍ، وتقدّم جميع ذلك بطرقه في كتاب الجمعة، في باب اتّخاذ المنبر.
6466- قال إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميدٍ، والدّارميّ: حدّثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصّفراء، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: خرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فكان لا يأتي البراز حتّى يغيب فلا يرى، فنزلنا بأرضٍ فلاةٍ ليس فيها شجرٌ، ولا علمٌ، فقال لي: يا جابر، انطلق اجعل في الإداوة ماءً، ثمّ انطلق بنا حتّى لا نرى، قال: فإذا هو بشجرتين بينهما أذرعٌ، فقال لي: يا جابر، انطلق إلى هاتين الشّجرتين فقل لهما: يأمركما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تجتمعا حتّى أجلس خلفكما فجاءتا، فجلس خلفهما، ثمّ رجعتا إلى مكانهما، قال: فركبنا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيننا كأنّما على رؤوسنا الطّير يظلّنا، فعرضت لنا امرأةٌ معها صبيٌّ لها، فقالت: يا رسول الله، هذا الصّبيّ يأخذه الشّيطان في كلّ يومٍ ثلاث مرّاتٍ، قال: فوقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أخذ الصّبيّ فحمله بينه وبين مقدم الرّحل، ثمّ قال: اخسأ عدوّ الله، أنا رسول الله، ثمّ دفع الصّبيّ إليها، فلمّا مضينا مسيرنا، مررنا بذلك المكان، عرضت لنا المرأة وصبيّها ومعها كبشان، فقالت: يا رسول الله، اقبل منّي هذين، فوالّذي بعثك بالحقّ ما عاد إليه بعد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خذوا أحدهما وردّوا الآخر، قال: ثمّ سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرنا، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيننا كأنّما على رؤوسنا الطّير تظلّنا، فإذا جملٌ نادٍ، فجاء حتّى خرّ بين السّماطين ساجدًا، فوقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال للنّاس: من صاحب هذا الجمل؟ قال فتيةٌ من الأنصار: هو لنا يا رسول الله، قال: فما شأنه؟ قالوا: أسقينا عليه عشرين سنةً، فكانت له شحيمةٌ، فأردنا أن ننحره، ونقسمه بين غلماننا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فبيعونيه، قالوا: بل هو لك يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما لا فأحسنوا إليه حتّى يأتيه أجله قالوا: يا رسول الله، نحن أولى بالسّجود لك من البهائم، فقال: لو كان ينبغي أن يسجد بشرٌ لأحدٍ كان النّساء لأزواجهنّ.
رواه البيهقيّ في دلائل النّبوّة مطوّلاً جدًّا من طريق إسماعيل، به.
قلت: إسماعيل سيّء الحفظ.
وقد ذكر الدّارقطنيّ، أنّه تفرّد بهذا الحديث بطوله، وأخرج أبو داود، وابن ماجة منه في الطّهارة، كان إذا أراد البرازة انطلق حتّى لا يراه أحدٌ، حسب.
6467- وقال أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا أبان بن يزيد العطّار، حدّثنا قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي عبيدٍ، أنّه طبخ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدرًا فيها لحمٌ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ناولني ذراعها، فناولته، قال: ناولني ذراعها، فناولته، فقال: ناولني ذراعها، فقلت: يا نبيّ الله، وكم للشّاة من ذراعٍ، فقال: والّذي نفسي بيده، لو سكتّ لأعطتك أذرعًا ما دعوت به.
6468- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني فايدٌ مولى عبيد الله بن عليّ بن أبي رافعٍ، أخبرني مولاي عبيد الله بن عليّ بن أبي رافع، عن أبي رافعٍ، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الخندق بشاةٍ في مكتلٍ، فقال: يا أبا رافعٍ، ناولني الذّراع، فناولته، فقال: يا أبا رافعٍ، ناولني الذّراع فناولته، ثمّ قال: يا أبا رافعٍ، ناولني الذّراع، فقلت: يا رسول الله، هل للشّاة إلاّ ذراعان، فقال: لو سكتّ ساعة ناولتني ما سألتك.
6468/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة...، فذكره .
6468/3- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا مؤمّلٌ، حدّثنا حمّادٌ، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي رافعٍ، عن عقبة، عن أبي رافعٍ، قال: صنع لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم شاةٌ مصليةٌ، فأتي بها، فقال يا أبا رافعٍ، ناولني الذّراع...، فذكره نحوه، وزاد في آخره، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعجبه الذّراع.
6468/4- قال: وحدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا أبو جعفرٍ يعني: الرّازيّ، عن شرحبيل، عن أبي رافعٍ مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: أهديت له شاةٌ فجعلها في القدر، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما هذا يا أبا رافعٍ؟ فقلت: شاةٌ أهديت لنا يا رسول الله، نطبخها في القدر، قال: ناولني الذّراع...، فذكره.
6469- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل، عن منصورٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وسمع عبد الله بخسفٍ، فقال: كنّا أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم نعدّ الآيات بركةً، وأنتم تعدّوها تخويفا، إنّا بينما نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وليس معنا ماءٌ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اطلبوا من معه فضل ماءٍ فأتي بماءٍ فصبّه في إناءٍ، ثمّ وضع كفّه فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه، ثمّ قال: حيّ على الطّهور المبارك، والبركة من الله، قال: فشربنا، وقال عبد الله: وكنّا نسمع تسبيح الطّعام ونحن نأكل.
6470- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: جاء جبريل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ وهو جالسٌ حزينٌ قد ضربه أهل مكّة، فقال: ما لك؟ قال: فعلوا بي هؤلاء، قال: أتحبّ أن أريك آيةً، قال: نعم، فنظر إلى شجرةٍ من وراء الوادي، فقال: ادع تلك الشّجرة، فدعاها فجاءت تمشي حتّى قامت بين يديه، ثمّ قال لها: ارجعي، فرجعت حتّى عادت إلى مكانها، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: حسبي.
6470/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش...، فذكره.
6470/3- قال: وحدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا أبو معاوية...، فذكره.
6470/4- قال: وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
6471- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن المنهال، عن يعلى بن مرّة الثّقفيّ، قال: رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عجبًا، خرجت معه في سفرٍ فنزلنا منزلاً، فأتته امرأةٌ بابنٍ لها به لممٌ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اخرج عدوّ الله، أنا رسول الله، فلمّا انصرفنا أهدت له كبشين وشيئًا من أقطٍ وسمنٍ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا يعلى، خذ الأقط والسّمن وأحد الكبشين وردّ عليها الآخر، ثمّ خرجنا حتّى أتينا منزلاً آخر، فقال: يا يعلى، ائت تلك الإشايتين، يعني: الشّجرتين، فقل لهما: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمركما أن تجتمعا، ففعلتا ذلك، فدنت كلّ واحدةٍ منهما إلى صاحبتها، قال: فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،
فاستشرفهما، فقضى حاجته، ثمّ قال: ارجع إليها فقل لهما يرجعان إلى مكانهما، قال: فقلت: ففعلتا، قال: ثمّ خرجنا حتّى أتينا منزلاً، فجاء بعيرٌ حتّى قام بين يديه، فقال: من أصحاب هذا البعير؟ قال: فجاء أصحابه، فقالوا: نحن يا رسول الله، فقال: ما لكم وله؟ قالوا: كنّا نعتمل عليه فاتّعدنا أن ننحره، فقال: دعوه.
وذكره وكيعٌ مرّةً أخرى، فقال: حدّثنا الأعمش، عن المنهال، عن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
6471/2- قال: وحدّثنا عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا عثمان بن حكيم، أخبرني عبد الرّحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرّة، قال: لقد رأيت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثًا ما رآها أحدٌ قبلي، ولا يراها بعدي، لقد خرجت معه في سفرٍ حتّى إذا كنّا في بعض الطّريق مررنا بامرأةٍ جالسةٍ معها صبيّ لها، فقالت: يا نبيّ الله، ابني هذا أصابه بلاءٌ فأصابنا يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرّةٍ، قال: ناولنيه، فرفعته إليه فجعله بينه وبين واسطة الرّحل، ثمّ فغر فاه فنفث فيه ثلاثًا، بسم الله، أنا عبد الله اخسأ عدوّ الله، ثمّ ناولها إيّاه، قال: ثمّ التقينا به في الرّجعة في هذا المكان وأخبرتنا ما فعل قال: فذهبنا ورجعنا، فوجدناها في ذلك المكان معها شياهٌ ثلاثٌ، فقال: ما فعل صبيّك؟ قالت: والّذي بعثك بالحقّ ما حسسناه منه شيئًا حتّى السّاعة، فاختر هذه الغنم، فلمّا برزنا، قال: انظر، ويحك هل ترى من شيءٍ يواري، فقلت: يا رسول الله، ما أرى من شيءٍ يواريك إلاّ شجرةً ما أراها تواريك، قال: ما قربها شيءٌ؟ قال: قلت: بل شجرةٌ خلفها هي مثلها، أو قريبٌ منها، قال: فاذهب إليهما، فقل لهما: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمركما أن تجتمعا بإذن الله، فاجتمعتا، فبرز لحاجته، ثمّ رجع، فقال: اذهب إليهما فقل لهما: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمركما أن ترجع كلّ واحدةٍ منكما إلى مكانها، قال: وكنت جالسًا ذات يومٍ إذ جاء جملٌ حتّى ضرب بجرّانه بين يديه، ذرفت عيناه، فقال: انظر ويحك، لمن هذا الجمل إن له شأنًا؟ قال: فخرجت ألتمس صاحبه، فوجدته لرجلٍ من الأنصار، فدعوته إليه، فقال: ما شأن جملك هذا، وما شانه، قال: لا أدري والله ما شانه، سقينا عليه، ونضحنا عليه حتّى عجز عن السّقاية، فاتّعدنا البارحة أن ننحره، ونقسم لحمه، فقال: فلا تفعل وهبه لي، أو بعنيه، قال: هو لك، فوسمه بسمة الصّدقة، وبعث به.
6471/3- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حسين بن محمّد بن محمّد، حدّثنا المسعوديّ، عن يونس بن حبابٍ، عن ابن يعلى بن مرّة، عن يعلى بن مرّة...، فذكره بمعناه، وزاد: ما أرى شيئًا يواريك إلاّ شجرتين، لعلّهما إن اجتمعتا توارياك، وقال في آخره: فلمّا أتينا المدينة إذا بعيرٌ قد وضع جرّانه، مهملاتٌ عيناه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّه يخبرني أنّه نضح على أهله هكذا وكذا، ثمّ أرادوا أن ينحروه، فالتمسوا صاحبه، فلمّا جاء صاحبه، قال: بعني بعيرك هذا، قال: هو لك، قال: فاجعله في إبلك، وأحسن إليه.
6471/4- ورواه عبد بن حميدٍ: أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن عطاء بن السّائب، عن عبد الله بن حفصٍ، عن يعلى بن مرّة الثّقفيّ، قال: ثلاثة أشياء رأيتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بينما نحن نسير معه، إذ مررنا ببعيرٍ يستاء عليه، قال: فلمّا رآه البعير جرجر، ووضع جرّانه، فوقف عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أين صاحب هذا البعير؟ فجاء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بعنيه، قال: قال: لا، بل أهبه لك، قال: بل بعنيه، قال: لا، بل أهبه لك فإنّه لأهل بيتٍ ما لهم معيشةٌ غيره، قال: أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنّه شكى كثرة العمل وقلّة العلف، فأحسنوا إليه، قال: ثمّ سرنا فنزلنا منزلاً، فقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فجاءت شجرةٌ تشقّ الأرض حتّى غشيته، ثمّ رجعت إلى مكانها، فلمّا استيقظ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: هي شجرةٌ استأذنت ربّها في أن تسلّم عليّ، فأذن لها، قال: ثمّ سرنا فمررنا بماءٍ، فأتته امرأةٌ بابنٍ لها به جنّةٌ، فأخذه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمنخره، ثمّ قال: اخرج، إنّي محمّدٌ رسول الله، ثمّ سرنا فلمّا رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء، فأتته المرأة بجزورٍ ولبنٍ، فأمرها أن تردّ الجزور، وأمر أصحابه فشربوا اللّبن، فسألها عن الصّبيّ، فقالت: والّذي بعثك بالحقّ نبيًّا ما رأينا منه ريبًا بعدك.
6471/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن يعلى بن مرّة، عن أبيه، أنّ امرأةً جاءت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بابنٍ لها به لممٌ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للصّبيّ: اخرج عدوّ الله أنا رسول الله، فبرأ، فأهدت له كبشين وشيئًا من أقطٍ وسمنٍ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: خذ الأقط والسّمن، وخذ أحد الكبشين، وردّ عليها الآخر.
6471/6- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الله بن نميرٍ...، فذكره.
6471/7- قال: وحدّثنا عبد الرّزّاق...، فذكره.
6471/8- قال: وحدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش...، فذكره.
6471/9- قال: وحدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن حبيب بن أبي عمرة، عن المنهال بن عمرٍو، عن يعلى، قال: ما أظنّ أحدًا رأى من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ دون ما رأيت...، فذكر قصّة الصّبيّ والنّخلتين والبعير، إلاّ أنّه قال فيه لصاحب البعير: ما لبعيرك يشكوك؟ زعم إنّك شنأته حتّى كبر تريد أن تنحره، قال: صدق والّذي بعثك بالحقّ، قد أردت ذلك، والّذي بعثك بالحقّ لا أفعل.
6471/10- قال: وحدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن يعلى بن سيابة، قال: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مسيرٍ له، فأراد أن يقضي حاجته، فأمر وديّتين، فانضمّت إحداهما إلى الأخرى، ثمّ أمرهما فرجعتا إلى منابتهما، وجاء بعيرٌ فضرب بجرّانه الأرض، ثمّ جرجر حتّى ابتلّ ما حوله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تدرون ما يقول، إنّه يزعم أنّ صاحبه يريد نحره، فبعث إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أواهبه أنت لي؟ فقال: يا رسول الله، ما لي مالٌ أحبّ إليّ منه، قال: استوص به معروفًا، فقال: لا جرم، لا أكرم مالاً لي كرامته يا رسول الله، وأتى على قبرٍ يعذّب صاحبه، فقال: إنّه يعذّب في غيبٍ كبيرٍ فأمر بجريدةٍ فوضعت على قبره، وقال: عسى أن تخفّف عنه ما دامت رطبةً.
6471/11- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب المستدرك: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا الأعمش...، فذكره.
وقال: صحيح الإسناد.
ورواه البيهقيّ في دلائل النّبوّة من طريق يونس بن بكيرٍ، به.
6472- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا عبد العزيز بن عمر، حدّثني رجلٌ من بني سلامان بن سعدٍ، عن أمّه، أنّه جاء لها حبيب بن فديكٍ حدّثها، أنّ أباه خرج به إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعيناه مبيضّتان لا يبصر بهما شيئًا، فسأله: ما أصابك؟ قال: كنت أمرّن جملاً لي فوضعت رجلي على بيض حيّةٍ، فأصبت، فنفث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عينيه، فأبصر، قال: فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وأنّه لابن ثمانين، وأنّ عينيه لمبيضّتان.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة بعض رواته.
6473- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا مهديّ بن ميمونٍ، عن ابن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعدٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ حائطًا من حيطان الأنصار، فإذا جملٌ قد أتاه، فذرفت عيناه، فمسح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سرابه وذرفاه فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتًى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: أما تتّقي اللّه في هذه البهيمة الّتي ملّككها اللّه، إنّه شكى إليّ أنّك تجيعه وتدئبه.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ، واسم ابن أبي يعقوب: محمد بن عبد الله.
6474- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا فضيل بن سليمان، حدّثنا فايدٌ، مولى عبيد الله، فحدّثني عبيد الله، أنّ جدّته سلمى أخبرته، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعث إلى أبي رافعٍ شاةً، وذلك يوم الخندق فيما أعلم، فصلاها أبو رافعٍ وجعلها في مكتل قيل: ليس معها خبزٌ، ثمّ انطلق فلقيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم راجعًا من الخندق، فقال: يا أبا رافعٍ، ضع الّذي معك، فوضعه، ثمّ قال: يا أبا رافعٍ، ناولني الذّراع، فناولته، ثمّ قال: يا أبا رافعٍ، ناولني الذّراع، فناولته، ثمّ قال: يا أبا رافعٍ، ناولني الذّراع، فقلت: يا رسول الله، هل للشّاة غير ذراعين؟ فقال: لو سكتّ لناولتني ما سألتك.
6475- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا سليمان الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يداوي ويعالج، فقال له: يا محمّد، إنّك تقول أشياء فهل لك أن أداويك؟ قال: فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال له: هل لك في أن أريك آيةً؟ وعنده نخلٌ وشجرٌ، قال: فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عذقًا منها، فأقبل إليه وهو يسجد، ويرفع، ويسجد ويرفع، ويسجد حتّى انتهى إليه فقام بين يديه، ثمّ قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ارجع إلى مكانك فرجع إلى مكانه، فقال: والله لا أكذّبك بشيءٍ تقوله بعدها أبدًا، ثمّ قال: يا عامر بن صعصعة، والله لا أكذّبك بشيءٍ يقوله بعدها أبدًا، قال: والعذق: النّخل.
6475/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الحسن بن سفيان، حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج السّاميّ...، فذكره.
6475/3- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: من طريق شريكٍ، عن سماكٍ، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، قال: جاء أعرابي...، فذكره باختصارٍ.
وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرّجاه.
6476- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، حدّثنا ابن فضيلٍ، حدّثنا أبو حيّان التّيميّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عمر، قال: كنت جالسًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأتاه أعرابيٌّ، فقال: هل لك في خيرٍ؟ تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول الله قال: ومن يشهد لك؟ قال: هذه السّلمة، فدعاها وهي على شاطئ الوادي، فجاءته تخدّ الأرض حتّى قامت بين يديه، قال: فاستشهدها فشهدت ثلاث مرّاتٍ، ثمّ رجعت إلى مكانها، فقال الأعرابيّ: آتي قومي، فإن بايعوني أتيتك بهم، وإلاّ رجعت إليك فأكون معك.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
6476/2- رواه البزّار: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، حدّثنا أبو حيّان، عن عطاءٍ، عن ابن عمر، قال: كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فأقبل أعرابيٌّ فلمّا دنا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أين تريد؟ قال: أهلي، قال: هل لك في خيرٍ؟ قال: وما هو، قال: تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، قال: هل من شاهدٍ على ما تقول؟ قال: هذه الشّجرة، فدعاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخدّ الأرض خدًّا حتّى جاءت بين يديه، فاستشهدها ثلاثًا، فشهدت أنّه كما قال: ثمّ رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابيّ إلى قومه، فقال: إن يتّبعوني آتيك بهم...، فذكره.
ورواه الطّبرانيّ.
6476/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الحسن بن سفيان، أنبأنا عبد الله بن عمر الجعفيّ، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن أبي حيّان، عن عطاءٍ، عن عمر، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مسيرٍ...، فذكره حديث البزار.
6477- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي رافعٍ، عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بالحجون، وهو كئيبٌ حزينٌ، فقال: اللّهمّ أرني اليوم آيةً لا أبالي من يكذّب بعد من قومي، فنادى شجرةً من قبل عقبة أهل المدينة، فناداها فجاءت تشقّ الأرض حتّى انتهت إليه، أمرها فذهبت، قال: فقال: ما أبالي من كذّبني بعدها من قومي.
6477/2- رواه البزّار: حدّثنا محمّد بن مرزوقٍ، حدّثنا ابن شبيبٍ، عن حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6477/3- قال: وحدّثنا محمّد بن معمرٍ، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي رافعٍ، عن عمر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بالحجون فردّ عليه المشركون، فقال: اللّهمّ أرني آيةً اليوم لا أبالي من كذّبني بعدها، فأتي فقيل ادع شجرةً، فدعى شجرةً، فأقبلت تخطّ الأرض حتّى انتهت إليه، فسلّمت عليه، ثمّ أمرها فرجعت، قال داود: إلى منبتها، وقال عفّان: إلى موضعها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما أبالي من كذّبني بعدها.
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن عمر إلاّ بهذا الإسناد.
قلت: مدار إسناد هذا الحديث على عليّ بن زيد بن جدعان، وهو ضعيفٌ، وأبو رافعٍ إن كان الصّحابيّ فعليّ بن زيدٍ لم يدركه، وإن كان الصّائغ، فلم يدرك عمر بن الخطّاب.
6478- قال أبو يعلى: وحدّثنا محمّد بن يزيد بن رفاعة الرّفاعيّ أبو هشامٍ، حدّثنا إسحاق بن سليمان، حدّثنا معاوية بن يحيى الصّدفيّ، عن الزّهريّ، أنبأنا خارجة بن زيدٍ، أنّ أسامة بن زيد بن حارثة حدّثه، قال: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجّته الّتي حجّها، فلمّا هبطنا بطن الرّوحاء، عارضت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امرأةٌ معها صبيٌّ لها، فسلّمت عليه، فوقف لها، فقالت: يا رسول الله، هذا ابني فلان والّذي بعثك بالحقّ ما زال في حتقٍ واحدًا، أو كلمةً تشبهها، منذ ولدته إلى السّاعة، فاكتنع إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبسط يده فجعله بينه وبين الرّحل، ثمّ تفل في فيه، ثمّ قال: اخرج عدوّ الله فإنّي رسول الله، ثمّ ناولها إيّاه، فقال: خذيه فلن ترين منه شيئًا يريبك بعد اليوم إن شاء اللّه قال أسامة: فقضينا حجّنا، ثمّ انصرفنا، فلمّا نزلنا بالرّوحاء، فإذا تلك المرأة أمّ الصّبيّ، فجاءت ومعها شاةٌ مصليةٌ، فقالت: يا رسول الله، أنا أمّ الصّبيّ الّذي أتيتك به، قالت: والّذي بعثك بالحقّ ما رأيت منه شيئًا يريبني إلى هذه السّاعة، قال أسامة: فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أسيم، قال الزّهريّ: وهكذا كان يدعو به يخمّسه ناولني ذراعها فامتلخت الذّراع إيّاه، فأكلها، ثمّ قال: يا أسيم، ناولني ذراعها، فامتلخت الذّراع، فناولتها إيّاه، فأكلها، ثمّ قال: يا أسيم، ناولني الذّراع، فقلت: يا رسول الله، إنّك قد قلت: ناولني فناولتكها، ثمّ قلت: ناولني فناولتكها فأكلتها، ثمّ قلت: ناولني الذّراع وإنّما للشّاة ذراعان، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما إنّك لو أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعًا ما قلت لك، ثمّ قال: يا أسيم، قم فاخرج، فانظر هل ترى مكانًا يواري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخرجت فمشيت حتّى حسرت، فما قطعت اليأس، وما رأيت شيئًا أرى أنّه يواري أحدًا، وقد ملأ النّاس ما بين السّدّين، قال: فهل رأيت شجرًا، أو رجمًا؟ قلت: بلى، قد رأيت نخلاتٍ صغارًا إلى جانبهنّ رجمٌ من حجارةٍ، فقال: يا أسيم، اذهب إلى النّخلات، فقل لهنّ: يأمركنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تلتحق بعضكنّ ببعضٍ حتّى تكنّ سترةً لمخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقل ذلك للرّجم، فأتيت النّخلات، فقلت لهنّ الّذي
أمرني به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فوالّذي بعثه بالحقّ لكأنّي أنظر إلى تفارقهن بعروقهنّ وترابهنّ حتّى لصق بعضهنّ ببعضٍ، فكنّ كأنّهن نخلةٌ واحدةٌ، و قلت ذلك للحجارة فوالّذي بعثه بالحقّ لكأنّي أنظر إلى تعاقرهنّ حجرًا حجرًا حتّى علا بعضهنّ بعضًا، فكنّ كأنّهنّ جدارٌ، فأتيته فأخبرته، فقال: خذ الإداوة، فأخذتها، ثمّ انطلقنا نمشي، فلمّا دنونا منهنّ سبقته، فوضعت الإداوة، ثمّ انصرفت إليه فانطلق فقضى حاجته، ثمّ أقبل وهو يحمل الإداوة، فأخذتها منه، ثمّ رجعنا، فلمّا دخل الخباء قال لي: يا أسيم، انطلق إلى النّخلات، فقل لهنّ: يأمركنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن ترجع كلّ نخلةٍ منكنّ إلى مكانها، وقل ذلك للحجارة فأتيت النّخلات، فقلت لهنّ الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فوالّذي بعثه بالحقّ لكأنّي أنظر إلى تفارقهن وترابهنّ حتّى عادت كلّ نخلةٍ منهنّ إلى مكانها، و قلت ذلك للحجارة فوالّذي بعثه بالحقّ لكأنّي أنظر إلى تفارقهن حجرًا حجرًا حتّى عاد كلّ حجرٍ إلى مكانه، فأتيته فأخبرته صلّى الله عليه وسلّم.
6479- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن سليمان بن غسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، يعني، عن قتادة بن النّعمان، أنّه أصيبت عينه يوم بدرٍ، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: لا فدعا به، فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أيّ عينيه أصيبت.
6480- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو عبد الرّحمن الأدرميّ، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الرّحمن بن الحارث بن عبيد، عن جدّه، قال: أصيبت عين أبي ذرٍّ يوم أحدٍ فبزق فيها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فكانت أصحّ عينيه.
44- باب أدب الحيوانات معه صلّى الله عليه وسلّم ومعرفته بلغتها
فيه الأحاديث المذكورة في الباب قبله.
6481- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الزّبير، حدّثنا يونس، عن زهيرٍ، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان لآل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحشٌ، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خرج لعب واشتدّ وأقبل وأدبر، فإذا أحسّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد دخل ربض فلم يترمرم ما دام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في البيت مخافة أن يؤذيه.
6481/2- قال: وحدّثنا يحيى بن أيّوب، حدّثنا شعيب بن حربٍ، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، حدّثنا مجاهدٌ...، فذكره.
6481/3- رواه أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا يونس...، فذكره.
6481/4- قال وحدّثنا أبو قطنٍ، قال: حدّثنا يونس...، فذكره.
6481/5- قال وحدّثنا وكيعٌ، عن يونس، عن ابن إسحاق، عن مجاهدٍ...، فذكره.
ورواه مسدّدٌ، وأحمد بن منيعٍ: وقد تقدّم بطرقه في آخر كتاب الآداب.
44- باب في بركة دعائه صلّى الله عليه وسلّم لمن دعا له
6482- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي العميس، عن أبي بكر بن عمرٍو، عن عتبة، عن ابن حذيفة، عن أبيه، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا دعا للرّجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده.
6482/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبو العميس...، فذكره.
6482/3- قال: وحدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا مسعرٌ، عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة، عن ابنٍ لحذيفة، قال: وقد ذكر مرّةً عن حذيفة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان...، فذكره.
6482/4- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا مسعرٌ، عن أبي بكر بن عمرٍو، عن ابنٍ لحذيفة، أنّ صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لتدرك الرّجل، وولده، وولد ولده، فقلت لمسعرٍ: عن حذيفة؟ قال: واللّه أعلم.
6483- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدّثنا أبو نهيك قال: سمعت عمرو بن أخطب أبا زيد الأنصاري يقول: استقى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجئته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فنزعها فقال: اللهم جمله، فلقد رأيته وهو ابن أربع وتسعين وما في رأسه طاقة بيضاء.
هذا إسناد رواته ثقات.
6484- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا يحيى بن أيّوب، وأبو خيثمة، واللّفظ ليحيى، قالا: حدّثنا سعيد بن عبد الرّحمن الجمحيّ، حدّثنا عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن أمّ سليمٍ بنت ملحان، رضي اللّه عنها، قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدعا لي حتّى ما أبالي أن لا يزيد، فقلت: يا رسول الله، إنّ من أهلي من له خاصّةٌ عندي فادع له، فدعا لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى ما أبالي ألاّ يزيد، وكان فيما دعا يومئذٍ: اللّهمّ وآته مالاً وولدًا قال: فما أعلم أحدًا أصاب من لين العيش أفضل ممّا أصبت، ولقد دفنت بكفّيّ هاتين من ولدي أكثر من مائةٍ، لا أقول لكم فيه ولد ولدٍ، ولا سقطٌ.
قلت: رواه البخاريّ ومسلمٌ والتّرمذيّ من طريق أنس بن مالكٍ، عن أمّ سليمٍ به، دون قوله فما أعلم أحدًا إلى آخره، ولم يذكروا بقيّة الحديث بهذا اللّفظ.
وسيأتي في مناقب أنس بن مالكٍ.
6485- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبيد الله بن معاذٍ، قال: ذكرت أبي، عن يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: بينما نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في السّوق إذا امرأةٌ قد أخذت بعنان دابّته وهو على حمارٍ، فقالت: يا رسول الله، إنّ زوجي لا يقربني، ففرّق بيني وبينه، قال: ومن زوجها؟ فدعاه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: مالك ولها، جاءت تشكو منك جفاءً، تشكو منك أنّك لا تقربها قال: يا رسول الله، والّذي أكرمك، إنّ عهدي بها لهذه اللّيلة، فبكت المرأة، وقالت: كذب، فرّق بيني وبينه، فإنّه من أبغض خلق الله إليّ، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أخذ برأسه ورأسها، فجمع بينهما، وقال: اللّهمّ أدن كلّ واحدٍ منهما من صاحبه، قال جابرٌ: فلبثا ما شاء اللّه أن نلبث، ثمّ مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالسّوق، فإذا نحن بامرأةٍ تحمل أدمًا فلمّا رأته طرحت الأدم، وأقبلت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ ما خلق اللّه من شيءٍ أحبّ إليّ منه إلاّ أنت.
قال عبيد الله: ولا أراني سمعته من أبي.
46- باب في اشتراطه في دعائه شفقة على أمته صلّى الله عليه وسلّم
فيه حديث عائشة، رضي الله عنها، وقد تقدم في كتاب الدعاء في باب رفع اليدين.
6486- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ، عن عمر بن قيسٍ، عن عمرو بن أبي قرّة، عن سلمان، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من ولد آدم أنا، فأيّما عبدٌ من أمّتي لعنته، أو سببته سبّةً في غير كنهه، فاجعلها عليه صلاةً.
6486/2- وبه إلى عمرو بن أبي قرّة، قال: عرض أبي على سلمان أخته أن يزوّجه فأبى وتزوّج مولاةً له، يقال لها: بقيرة، قال: فبلغ أبا قرّة أنّه كان بين حذيفة وسلمان
شيءٌ، فأتاه يطلبه، فأخبر أنّه في مبقلةٍ له، فتوجّه إليه فلقيه معه زنبيلٌ فيه بقلٌ قد أدخل عصاه في عروة الزّنبيل وهو على عاتقه، فقال: يا أبا عبد الله، ما كان بينك وبين حذيفة، قال: يقول سلمان: {وكان الإنسان عجولاً}، فانطلقنا حتّى دخلنا دار سلمان، فدخل سلمان الدّار، فقال: السّلام عليكم، ثمّ أذن لأبي قرّة، فإذا نمطٌ موضوعٌ وعند رأسه لبناتٌ، وإذا فرطاطٌ موضوعٌ، فقال: اجلس على فراش مولاتك الّذي تمهّد لنفسها، قال: ثمّ أنشأ يحدّثه، فقال ابن حذيفة: كان يحدّث بأشياء كان يقولها ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في لأقوامٍ، فأسأل عنها فأقول: إنّ حذيفة أعلم بما يقول، وأكره أن تكون ضغائن بين أقوامٍ، فأت حذيفة، فقل له: إنّ سلمان لا يصدّقك، ولا يكذّبك بما تقول، فجاءني حذيفة، فقال لي: يا سلمان، يا ابن أمّ سلمان، قال حذيفة: يا ابن أمّ حذيفة، لتنتهينّ، أو لأكتبنّ فيك إلى عمر، فلمّا أخوفته بعمر تركني، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من ولد آدم أنا، فأيّما عبدٌ من أمّتي لعنته، أو سببته سبّةً في غير كنهه فاجعلها عليه صلاةً.
6486/3- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن عمر بن قيسٍ...، فذكر نحو الطّريق الثّاني، وزاد: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يغضب، فيقول في الغضب، ويرضى فيقول في الرّضى: أما ينتهي حتّى يورث رجلاً حبّ رجالٍ، ورجالاً بغض رجالٍ، ويوقع اختلافًا وفرقةً، وقد علمت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب، فقال: أيّما رجلٌ من أمّتي سببته سبّةً، أو لعنته لعنةً في غضبي، فإنّما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون، وإنّما بعثني رحمةً للعالمين، فاجعلها عليه صلاةً يوم القيامة، والله لتنتهينّ، أو لآتينّ فيك إلى عمر.
6486/4- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا زائدة، حدّثنا عمر بن قيسٍ، عن عمرو بن أبي قرّة، قال: كان حذيفة بالمدائن فتذاكر أشياء قالها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأناسٍ من أصحابه في الغضب، فينطلق ناسٌ ممن حضر حذيفة إلى سلمان فيخبره بما قال حذيفة، فقال سلمان: حذيفة أعلم بما يقول، فيرجعون إلى حذيفة فيقولون، أنبأ سلمان بما قلت فما صدّقك، ولا كذّبك، فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلةٍ، فقال: يا سلمان، ما منعك أن تصدّقني بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال سلمان: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يغضب، فيقول في الغضب لناس...، فذكر بقية حديث زائدة.
قلت: رواه أبو داود في سننه من طريق عمرو بن قيسٍ، به باختصارٍ.
6487- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا يزيد بن هارون، عن محمّد بن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن المعيقيب، عن عمرو بن سليمٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللّهمّ إنّي اتّخذت عندك عهدًا تؤدّيه إليّ يوم القيامة، إنّك لا تخلف الميعاد، فإنّما أنا بشرٌ، فأيّ المسلمين آذيته، أو شتمته، أو قال: ضربته، أو سببته، فاجعلها له صلاةً واجعلها له زكاةً، وقربةً تقرّبه بها إليك يوم القيامة.
6487/2- رواه أحمد بن منيعٍ أنبأنا يزيد، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
6487/3- وعن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيبٍ، عن عمرو بن سليمٍ، عن أبي سعيدٍ، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6487/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون...، فذكر مثل حديث ابن منيعٍ.
6487/5- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيبٍ، عن عمرو بن سليمٍ، قال أبو عبد الرّحمن، وقال غير يزيد بن هارون، عن سليمان بن عمرو بن عبدٍ العتواريّ وهو ابن الهيثم، وكان في حجر أبي سعيدٍ، عن أبي سعيدٍ.
6487/6- وعن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6488- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصريّ، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن السّميط، عن أبي السّوار، عن خاله، قال: قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمشي وناسٌ يتبعونه، فتبعته معهم فعطف عليهم بقضيبٍ كان معه، أو سواكٍ، فتفرّقوا عنه، وضربني به فما أوجعني ذلك فبت، بليلةٍ اللّه أعلم بها، قلت: ما ضربني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ من سوءٍ علمه منّي، فأتاه جبريل، عليه السّلام، فقال: يا محمّد، إنّما أنت راعٍ فلا تكسر قرون رعيّتك بشيءٍ، قال: ما عبت عليهم في شيءٍ إلاّ أنّهم يتّبعوني، وأنا أكره ذلك، وأيّما عبدٌ سببته، أو لعنته فاجعلها عليه صلاةً ورحمةً ومغفرةً.
6488/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عارمٌ، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، حدّثنا السّميط.
47- باب في رفقة بأمته وشفقته عليهم صلّى الله عليه وسلّم
6489- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليٍّ الأنصاريّ، حدّثنا خلف بن تميمٍ المصّيصيّ، عن عبد الجبّار بن عمر الأيليّ، عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم عن جدّته أمّ عطاءٍ مولاة الزّبير بن العوّام قالت سمعت الزّبير بن العوّام يقول: لمّا نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} صاح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، على أبي قبيسٍ: يا آل عبد منافٍ، إنّي نذيرٌ، فجاءته قريشٌ، فحذّرهم، وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنّك نبيٌّ يوحى إليك، وأنّ سليمان، عليه السلام، سخّر له الرّيح والجبال، وأنّ موسى، عليه السلام، سخّر له البحر، وأنّ عيسى، عليه السلام، كان يحيى الموتى، فادع اللّه أن يسيّر عنّا هذه الجبال، ويفجّر لنا الأرض أنهارًا، فنتّخذها محارث، فنزرع ونأكل، وإلاّ فادع اللّه أن يحيي لنا موتانا فنكلّمهم، ويكلّمونا، وإلاّ فادع اللّه أن يصيّر هذه الصّخرة الّتي تحتك ذهبًا، فننحت منها، ويغنينا عن رحلة الشّتاء والصّيف، فإنّك تزعم أنّك كهيئتهم، فبينما نحن حوله، إذ نزل عليه الوحي، فلمّا سرّي عنه، قال: والّذي نفسي بيده، لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكنّه خيّرني بين أن تدخلوا من باب الرّحمة، فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم، فتضلّوا عن باب الرّحمة، ولا يؤمن مؤمنكم، فاخترت باب الرّحمة، فيؤمن مؤمنكم، وأخبرني إن أعطاكم ذلك، ثمّ كفرتم، أنّه معذّبكم عذابًا لا يعذّبه أحدًا من العالمين، فنزلت: {وما منعنا أن نرسل بالآيات}، حتّى قرأ ثلاث آياتٍ، ونزلت: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال، أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى} الآية.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته، وتقدّم في سورة الشّعراء.
48- باب في بركته في الماء
فيه حديث حيان بن بح، وتقدم في الزكاة في باب المسألة وتحريمها وفيه حديث زياد بن الحارث الصدائي وتقدم في الإمارة في باب لا خير في الإمارة.
6490- قال مسدّدٌ: حدّثنا معتمرٌ، سمعت أبي يحدّث، سمعت شيخًا، عن عائذ بن عمرٍو، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أتي بماءٍ وفي الماء قلّةٌ، فتوضّأ في جوف الإناء، ثمّ أمر به، فنضح على القوم، فسعد في أنفسنا من أصابه ذلك الماء، قال: وأراه قد أصاب القوم كلّهم، ثمّ قام فصلّى بهم صلاة الضّحى.
هذا مرسلٌ ضعيفٌ ؛ لجهالة بعض رواته.
6491- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن زكريّا، عن أبي إسحاق، عن البراء، رضي اللّه عنه، قال: نزلنا يوم الحديبية فوجدنا ماءها قد شربه أوائل النّاس، فجلس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على البئر، ثمّ دعا بدلوٍ منها فأخذ منه بفيه، ثمّ مجّه فيها، ودعا اللّه، فكثر ماؤها حتّى تروي النّاس منه.
6491/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا سليمان، يعني: ابن المغيرة، عن حميدٍ، عن يونس، عن البراء، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مسيرٍ،
فأتينا على ركية دمنة، يعني قليلة الماء، قال: فنزل فيها خمسةٌ أنا سادسهم، قال: فأدليت إليها دلوًا، قال: ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم على شفة الركية، فجعلنا فيها نصفها، أو قريب ثلثيها، فرفعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فغمس يده فيها، قال: فقال ما شاء اللّه أن يقول، قال: فأعيدت إلينا الدّلو بما فيها، قال: فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوبٍ خشية الغرق.
6491/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة بن خالدٍ أبو خالدٍ القيسيّ، حدّثنا سليمان بن المغيرة...، فذكره.
6491/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا هاشمٌ، حدّثنا سليمان...، فذكره، وزاد ثم ساحت، يعني: جرت نهرًا.
6491/5- وحدّثنا هدبة، وعفّان، قالا: حدّثنا سليمان بن المغيرة...، فذكره.
6491/6- قال عبد الله: وحدّثنا هدبة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، يونس...، فذكره.
ورواه أحمد بن حنبلٍ أيضًا من حديث جابرٍ، وابن عبّاسٍ، وأنس بن مالكٍ.
6492- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا بندارٌ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق، حدّثني إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لنا: هل من وضوءٍ؟ قال: فجاء رجلٌ بنطفةٍ في إداوةٍ، قال: فقبضها، فجعلها في قدحٍ، قال: فتوضّأنا، قال: ونحن أربع عشرة مائةً، قال: فتوضّأنا كلّنا، فدعققها دعققةً ونحن أربع عشرة مائةً، قال أبي: فسبع ولا يبقى من الماء، قال: فجاء بمائةٍ، فقالوا: يا رسول الله، لا وضوء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قد فرغ الوضوء.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
وله شاهدٌ من حديث أنسٍ، وقد تقدّم في باب إخباره بالمغيّبات.
49- باب فيما أتي به من الطعام من السماء وما جاء في بركته في الطعام والشراب
فيه حديث عمر بن الخطاب وتقدم في غزوة تبوك.
6493- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا شريكٌ، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبّاد بن عبد الله، أو عبد الله بن عبّادٍ، الأسديّ، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، في قوله، عزّ وجلّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال: دعاهم، يعني، النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فجمعهم على فخذ شاةٍ، وقدحٍ من لبنٍ، أو قال: قعبٍ من لبنٍ، وإنّ فيهم يومئذٍ لثلاثين رجلاً كلّ رجلٍ منهم يأكل جذعةً وحده، قال: فأكلنا حتّى شبعنا وشربنا حتّى روينا.
6493/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادقٍ، عن ربيعة بن ناجذ، عن عليٍّ، قال: جمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نفرًا من بني عبد المطّلب فيهم رهطٌ كلّهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق، قال: فصنع لهم مدًّا من طعامٍ، فأكلوا حتّى شبعوا، قال: وبقي الطّعام كأنّه لم يمسّ، ثمّ دعا بغمرٍ، فشربوا حتّى شبعوا وبقي الشّراب كأنّه لم يمسّ، أو لم يشرب، فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي بعثت فيكم خاصّةً وإلى النّاس بعامّةٍ، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ قال: فلم يقم إليه أحدٌ، قال: فقمت إليه وكنت أصغر القوم، فقال: اجلس ثلاث مرّاتٍ، كلّ ذلك أقوم إليه، فيقول لي: اجلس حتّى كان في الثّالثة ضرب بيده على يدي.
6494- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبّادٍ المكّيّ، حدّثنا حاتمٌ، عن معاوية، يعني، ابن أبي مزرّدٍ، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبي طلحة، قال: دخلت المسجد، فعرفت في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الجوع، فخرجت حتّى أتيت أمّ سليمٍ، وهي أمّ أنس بن مالكٍ، كانت تحت مالك بن أنسٍ، فقلت: يا أمّ سليمٍ، إنّي عرفت في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الجوع، فهل عندك من شيءٍ؟ فقالت: عندي شيءٌ وأشارت بكفّها، فقلت لها: اصنعي وأنعمي، فأرسلت أنسًا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: سارّه في أذنه وادعه، فلمّا أقبل أنسٌ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أرسلك أبوك يدعونا يا بنيّ؟ قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه: اذهبوا بسم الله، قال: فأدبر أنسٌ يشتدّ، حتّى أتى أبا طلحة، فقال: هذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أتاك في النّاس، قال: فخرجت حتّى لقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند الباب على مستراح الدرجة، فقلت: يا رسول الله، ماذا صنعت بنا؟ إنّما عرفت في وجهك الجوع، فصنعنا لك شيئًا تأكله، قال: ادخل وأبشر، قال: فأخذها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجعله في الصّحفة بيده، ثمّ أصلحها، فقال: هل من؟ كأنّه يعني الأدم، قال: فأتوه بعكّتهم فيها شيءٌ، أو ليس فيها شيءٌ، فقال: بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده، فأسلت منها السّمن، ثمّ قال: ادخل عليّ عشرةً، فأكلوا كلّهم وشبعوا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للفضل الّذي فضل: كلوا أنتم وعيالكم، فأكلوا وشبعوا.
6495- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا محمّد بن زيادٍ البرجميّ، عن أبي ظلالٍ، عن أنس بن مالكٍ، عن أمّه، قالت: كانت لنا شاةٌ، فجمعت من سمنها في عكّةٍ فملأت العكّة، ثمّ بعثت بها مع ربيبة، فقالت: يا ربيبة، أبلغي هذه العكّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأتدم به، فانطلقت بها ربيبة حتّى أتت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله، سمنٌ بعثت بها إليك أم سليم قال: فرغوا لها عكتها ففرغت العكة،
فدفعت إليها العكة، فانطلقت، فجاءت أمّ سليمٍ، فرأت العكّة ممتلئةٌ تقطر، فقالت أمّ سليمٍ: يا ربيبة، أو ليس أمرتك أن تنطلقي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: قد فعلت، فإن لم تصدّقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فانطلقت أمّ سليمٍ، ومعها ربيبة، فقالت: يا رسول الله، بعثت إليك معها بعكّةٍ فيه سمنٌ، قال: قد فعلت، قد جاءت بها، فقالت: والّذي بعثك بالهدى ودين الحقّ إنّها لممتلئةٌ تقطر سمنًا، قال: فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتعجبين أن كان اللّه أطعمك كما أطعمت نبيّه؟ كلي وأطعمي قالت: فجئت البيت، فقسمت في قعبٍ لنا كذا وكذا، وتركت فيها ما ائتدمنا شهرًا، أو شهرين.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف محمّد بن زيادٍ اليشكريّ، كذّابٌ.
6496- وقال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: أضاف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعرابيًا فطلب له شيئًا فلم يجد، فأصاب لقمةً من سلتٍ فأخذها ووضعها بين يديه، فأكل الأعرابيّ منها حتّى شبع، وفضلت فضلةٌ، قال: فجعل الأعرابيّ ينظر إليه، ويقول: إنّك رجلٌ صالحٌ.
6497- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زياد بن أيّوب دلّوية، حدّثنا مبشّرٌ، عن أرطاة، قال: سمعت ضمرة بن حبيبٍ، يقول: سمعت سلمة بن نفيلٍ السّكونيّ، يقول: بينا نحنٌ جلوسٌ عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جاء رجلٌ من الأنصار، فقال: يا نبيّ الله، هل أتيت بطعامٍ من السّماء؟ قال: أتيت بطعامٍ مسخنةٍ، قال: فهل كان فيها فضلٌ عنك؟ قال: نعم، قال: فما فعل به، قال: رفع إلى السّماء وهو يوحى إليّ أنّي غير لابسٍ فيكم إلاّ قليلاً، ولستم بلابثين بعدي إلاّ قليلاً، ثمّ تأتون أفنادًا، ويفني بعضكم بعضًا، وبين يدي السّاعة موتان شديدٌ، وبعده سنواتٌ الزّلازل.
6497/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا أرطاة، يعني: ابن المنذر، حدّثني ضمرة بن حبيبٍ...، فذكره.
هذا إسنادٌ رواته ثقات.
50- باب في بركته في اللبن صلّى الله عليه وسلّم
6498- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا زهيرٌ، عن أبي إسحاق، عن ابنة خبّابٍ، أنّها أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بشاةٍ، فاعتقلها، وقال: ائتني بأعظم إناءٍ لكم، فأتيناه بجفنة العجين، فحلب فيها حتّى ملأها، ثمّ قال: اشربوا أنتم وجيرانكم.
6498/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن زيدٍ الفائشيّ، عن بنتٍ لخبّابٍ، قالت: خرج خبّابٌ في سرية، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتعاهدنا حتّى يحلب عنزًا لنا، فكان يحلبها في جفنةٍ حتّى تطفح، ثمّ يفيض، فلمّا رجع خبّابٌ حلبها، فرجع حلابها، قالت: فقلنا له: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحلبها حتّى يفيض، فلمّا حلبتها رجع حلابها.
6498/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ...، فذكره.
6498/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا وكيعٌ...، فذكره إلاّ أنّه قال: فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى كان يحلب عنزًا لنا، فكان يحلبها في جفنةٍ لنا، فكانت تمتلئ حتّى تطفح، قالت: فلمّا قدم خبّابٌ حلبها، فعاد حلابها إلى ما كان، قال: فقلنا لخبّابٍ: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحلبها حتّى تمتلئ جفنتنا فلمّا حلبتها نقص حلابها.
6498/5- قال: وحدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن مالكٍ الأحمسيّ، عن ابنة خبّاب بن الأرتّ، قالت: خرج أبي في غزاةٍ، ولم يكن لنا إلاّ شاةٌ...، فذكر الحديث.
6499- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن المقداد بن عمرٍو الكنديّ، رضي اللّه عنه، قال: قدمت المدينة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعي رجلان من أصحابي فطلبنا هل يضيّفنا أحدٌ؟ فلم يضيّفنا أحدٌ، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أصابنا جوع وجهد وإنا تعرضنا هل يضيفنا أحد فلم يضفنا أحد، فدفع إلينا أربعة عنزٍ، فقال: يا مقداد، خذ هذه فاحتلبها فجزّئها أربعة أجزاءٍ: جزءٌ لي، وجزءٌ لك، وجزأين لصاحباي، فكنت أفعل ذلك، فلمّا كان ذات ليلةٍ شربت جزئي وشرب صاحباي جزأيهما، وجعلت جزء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في القعب وأطبقت عليه، فاحتبس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت لي نفسي: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد دعاه أهل بيتٍ من المدينة فتعشّى معهم ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لا جناح لي، هذا فلم تزل نفسي تدبرني حتّى قمت إلى القعب فشربت ما فيه، فلمّا تقارّ ببطني أخذني ما قدّم وما أحدث، فقالت نفسي: يجيء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو جائعٌ ظمآن، فيرفع القعب فلا يجد شيئًا فيه، فيدعو عليك فتستجيب، كأنّي نائمٌ وما كان بي نومٌ، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسلّم تسليمةً أسمع اليقظان، ولم يوقظ النّائم، فلمّا لم ير في القعب شيئًا رفع رأسه إلى السّماء، فقال: اللّهمّ أطعم من أطعمنا واسق من سقانا، فاغتنمت دعوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذت الشّفرة وأنا أريد أن أذبح بعض تلك الأعنز فأطعمه، فضربت بيدي فوقعت على ضرعها، فإذا هي حافلةٌ، ثمّ نظرت إليهنّ جميعًا فإذا هنّ حفّلٌ، فحلبت في القعب حتّى امتلأ، ثمّ أتيته به، وأنا أبتسم، فقال: هيه، بعض سوءاتك يا مقداد، فقلت: يا رسول الله، اشرب، ثمّ الخبر، فشرب، ثمّ شربت ما بقي، ثمّ أخبرته، فقال: هذه بركةٌ، كان ينبغي لك أن تعلمني حتّى نوقظ صاحبينا، فنسقيهما من هذه البركة، قال: فقلت: يا رسول الله، إذا شربت أنا وأنت البركة فما أبالي من أخطأت.
6499/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أسود بن عامرٍ، أنبأنا أبو بكرٍ، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهابٍ، عن المقداد بن الأسود، قال: لمّا نزلت المدينة عشّرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشرةً، يعني في كلّ بيتٍ، قال: فكنت في العشرة الّتي كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهم، قال: ولم يكن لنا إلاّ شاةٌ نتحرّى لبنها، قال: فكنّا إذا أبطأ علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شربنا وبقّينا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقيّةً، فلمّا كان ذات ليلةٍ أبطأ علينا ونمنا، فقال المقداد: لقد أطال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما أراه يجيء اللّيلة لعلّ إنسانًا دعاه، قال: فشربته، فلمّا ذهب من اللّيل جاء فدخل البيت، قال: فلمّا شربته لم أنم أنا، قال: فلمّا دخل سلّم ولم يشدّ، ثمّ مال إلى القدح فلمّا لم ير شيئًا سكت، ثمّ قال: اللّهمّ أطعم من أطعمنا اللّيلة، قال: وثبت، فأخذت السّكّين وقمت إلى الشّاة، قال: مالك؟ فقلت: أذبح، قال: لا، ائتني بالشّاة، فأتيته بها فمسح ضرعها، فخرج شيئًا، ثمّ شرب ثمّ نام.
قلت: رواه مسلمٌ في صحيحه، والتّرمذيّ في الجامع، والنّسائيّ في اليوم واللّيلة، فنقص ألفاظٌ من طريق عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاريّ، عن المقداد، به.
وتقدّم ذلك في كتاب الأشربة، في باب من شرب وادّخر لجيرانه.
51- باب في بركته في التمر
6500- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن حصينٍ، عن سالمٍ، عن النّعمان بن مقرنٍ المزنيّ، قال: قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أربع مائةٍ من مزينة، فأمرنا ببعض أمره، فقال بعض القوم: ما معنا طعامٌ نتزوّد، فقال لعمر رضي اللّه عنه: زوّدهم، فقال: ما عندنا إلاّ فضلةٌ من تمرٍ ما أرى أن تغني عنهم شيئًا، قال: فانطلق فزوّدهم، فانطلق عمر بنا إلى علية له ففتحها، فإذا فيها مثل البعير الأورق، قال: فقال: خذوا من هذا التّمر، قال: فأخذوه، قال: وكنت من آخرهم، فنظرت، فما أفقد موضع تمرةٍ، ولقد احتمل منه أربع مائة رجلٍ.
6500/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا حربٌ، يعني: ابن شدّادٍ، حدّثنا حصينٌ...، فذكره.
51- باب في بركته في أزواد الجيش
6501- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عاصم بن عبيد الله بن عمر، عن أبيه، عن جدّه، رضي اللّه عنه، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعين الرّوم، فقلنا: يا رسول الله، إنّ العدوّ قد حضرنا وهم شباعٌ، ونحن جياعٌ، فقالت الأنصار: يا رسول الله، ألا ننحر نواضحنا فنطعمها النّاس؟ فقال: لا، بل يجيء كلّ رجلٍ منكم بما في رحله، فجعل الرّجل يجيء بالمدّ والصّاع، وأقلّ وأكثر حتّى كان جميع ما في الجيش بضعةً وعشرين صاعًا، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى جنبه، فدعا بالبركة، فقال: بسم الله، خذوا، ولا تنتبهوا، قال: فجعل الرّجل يأخذ في غرارته، ويأخذ في جرابه، وأخذوا في أوعيتهم حتّى إن كان الرّجل ليربط جنب قميصه، فيملأه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّي رسول الله، لا يقولها عبدٌ بحقٍ إلاّ وقاه اللّه حرّ النّار.
6501/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان...، فذكره، إلاّ أنّه لم يقل: وأنّي رسول الله، وزاد بعد قميصه فيملؤه، قال: فصدروا عنه والطّعام كما هو.
6501/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو هشام، حدّثنا ابن فضيلٍ...، فذكر حديث ابن أبي شيبة بتمامه.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ: في مسنده، وابن حبّان في صحيحه.
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث أبي عمرة الأنصاري.
53- باب في بركة الصلاة والسلام عليه صلّى الله عليه وسلّم
6502- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا أبو سلمة الخرسانيّ، حدّثنا أبو إسحاق، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من ذكرت عنده فليصلّ عليّ، فإنّه من صلّى عليّ مرّةً صلّى اللّه عليه عشرًا.
6502/2- قلت: رواه النّسائيّ في عمل اليوم واللّيلة عن ابن المثنّى، عن أبي داود الطّيالسيّ، به.
وتقدّم بطرقه في كتاب الدّعاء مع أحاديث في الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتقدّم في مسند الإمام أحمد بن حنبلٍ، أنّ من صلّى على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم واحدةً صلّى اللّه عليه وملائكته سبعين صلاةً.
6503- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا خالد بن مخلدٍ، عن سليمان بن بلالٍ، حدّثني عمرو بن أبي عمرٍو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوفٍ، عن عبد الرّحمن بن عوفٍ رضي اللّه عنه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّي لقيت جبريل، فبشّرني، فقال: إنّ اللّه تعالى يقول لك: من صلّى عليك صلّيت عليه، ومن سلّم عليك سلّمت عليه، فسجدت للّه شكرًا.
6503/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا خالد بن مخلدٍ البجليّ، حدّثني سليمان بن بلالٍ، حدّثني عمرو بن أبي عمرٍو...، فذكره.
6503/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبّادٍ المكّيّ، حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن عثمان، عن ابن أبي سندر الأسلميّ، عن مولًى لعبد الرّحمن بن عوفٍ، قال: قال عبد الرّحمن بن عوفٍ: كنت قائمًا في رحبة المسجد، فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خارجًا من الباب الّذي يلي المقبرة، فلبثت شيئًا، ثمّ خرجت على إثره، فوجدته قد دخل حائطًا من الأسواق، فتوضّأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ صلّى ركعتين، ثمّ سجد سجدة، فأطال السّجود فيها، فلمّا سلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تباديت له، فقلت له: بأبي أنت وأمّي، سجدت سجدةً أشفقت أن يكون اللّه قد توفّاك من طولها، قال: جاءني جبريل فبشّرني أنّه من صلّى عليّ صلّى اللّه عليه، ومن سلّم عليّ سلّم الله عليه.
6503/4- قال: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن يزيد بن الهاد، عن عمرٍو، عن عبد الرّحمن بن حويرثٍ، عن محمّد بن جرير، عن عبد الرّحمن بن عوفٍ، فذكر نحوه، وزاد فيه: ظننت أنّ اللّه قد توفّاه، فأقبلت أمشي حتّى جئته، فطأطأت أنظر في وجهه، فرفع رأسه، فقال ما لك يا عبد الرّحمن؟ فذكرت ذلك له، فقال لي: إنّ جبريل قال لي: ألا أبشّرك أنّ اللّه، عزّ وجلّ، يقول: من صلّى عليك صلّيت عليه، ومن سلّم عليك سلّمت عليه.
6503/5- ورواه ابن أبي الدّنيا، وأبو يعلى الموصليّ أيضًا، واللّفظ له، ولفظه: قال: كان لا يفارق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّا خمسةٌ، أو أربعةٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ينوبه من حوائجه باللّيل والنّهار، قال: فجئته وقد خرج فاتّبعته فدخل حائطًا من حيطان الأسواف، فصلّى فسجد فأطال السّجود، فقلت: قبض اللّه روحه، قال: فرفع رأسه، فدعاني، فقال: ما لك؟ فقلت: يا رسول الله، أطلت السّجود، قلت: قبض اللّه روح رسوله لا أراه أبدًا، قال: سجدت شكرًا لربّي فيما أبلاني في أمّتي، من صلّى عليّ صلاةً من أمّتي كتب اللّه له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيّئاتٍ.
وقال ابن أبي الدّنيا: من صلّى عليّ صلّى اللّه عليه عشرًا.
وفي إسنادهما موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيفٌ.
وتقدّم في كتاب الدعاء.
6503/6- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعيّ، حدّثنا ليثٌ، عن يزيد بن الهاد...، فذكره.
6503/7- قال: وحدّثنا يونس، حدّثنا ليثٌ، عن يزيد، عن عمرٍو، عن عبد الرّحمن بن الحويرث، عن محمد بن جبير، عن عبد الرّحمن، قال: دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خارجًا من المسجد، فاتّبعته...، فذكر نحوه.
6503/8- قال: وحدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ، حدّثنا عمرو بن أبي عمرٍو، عن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوفٍ...، فذكره.
ورواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
قوله فيما أبلاني، أي: فيما أنعم عليّ، والإبلاء: الإنعام.
وتقدّم في كتاب الدعاء.
6504- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ أبو السّمح، أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: أتاني جبريل، فقال: إنّ ربّي وربّك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: واللّه أعلم، قال: إذا ذكرت ذكرت معي.
54- باب في قوله صلّى الله عليه وسلّم لخادمه: ألك حاجة
6505- قال مسدّدٌ: حدّثنا خالد، حدّثنا عمرو بن يحيى، عن زياد بن أبي زيادٍ، عن خادمٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلٍ أو امرأةٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ألك حاجةٌ؟ حتّى كان ذات يومٍ، فقال: يا رسول الله، حاجتي، قال: وما حاجتك؟ قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: ومن دلّك على هذا؟ قال: ربّي، قال: فأعنّي بكثرة السّجود.
6505/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا خالدٌ، يعني: الواسطيّ، حدّثنا عمرو بن يحيى الأنصاريّ، عن زياد بن أبي زيادٍ مولى بني مخزومٍ، عن خادم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجلٍ أو امرأةٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ممّا يقول للخادم: ألك حاجةٌ...، فذكره.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
وتقدّم في آخر كتاب الصّلاة.
6506- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن مالكٍ، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن أبي فراسٍ الأسلميّ، قال: كان فتى منّا يلزم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويخف له في حاجته، فخلا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ، فقال: سلني أعطيك فقال: ادع اللّه أن يجعلني معك يوم القيامة، قال: فإنّي فاعلٌ، فأعنّي بكثرة السّجود.
هذا إسناد ضعيف ؛ لضعف ابن لهيعة.
وتقدم في آخر كتاب الصلاة.
6506/2- رواه مسلمٌ في صحيحه، وغيره ولفظه، قال: كنت أبيت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سلني فقلت: أسألك مرافقتك في الجنّة، قال: أو غير ذلك قلت: هو ذاك، قال: فأعنّي على نفسك بكثرة السّجود.
55- باب فيما أعطاه الله تعالى من العلم
6507- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرّة، سمع عبد الله بن سلمة، سمع عبد الله بن مسعودٍ، يقول: قال: قلت: سمعته منه، قال: نعم، أكثر من خمسين مرّةً، قال: أعطي نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم مفاتيح الغيب إلاّ الخمس {إنّ اللّه عنده علم السّاعة} إلى آخر الآية.
6507/2- رواه الحميديّ، حدّثنا سفيان، عن مسعرٍ، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبد الله بن مسعودٍ، أنّه قال: من كلّ شيءٍ قد أوتي نبيّكم علمه إلاّ خمسًا {إنّ اللّه عنده علم السّاعة} الآية.
6507/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا مسعرٌ...، فذكره.
6507/4- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسين بن محمّدٍ، حدّثنا المسعوديّ، عن عمرو بن مرّة...، فذكره. هكذا.
6507/5- وهكذا رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة...، فذكره.
6507/6- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، ومحمّد بن جعفرٍ، قالا: حدّثنا شعبة...، فذكره.
6507/7- قال وحدّثنا وكيع: حدّثنا مسعرٌ...، فذكره إلاّ أنّه قال: مفاتيح الغيب الخمس.
وله شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، ورواه الحارث من حديث ابن عمر، وأحمد بن حنبلٍ في مسنده من حديث بريدة، وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنده من حديث ربعيّ بن حراشٍ، عن رجلٍ من بني عامرٍ، وتقدّم في كتاب الأدب في باب صفة الاستئذان، والحارث بن أبي أسامة من حديث عليّ بن أبي طالبٍ.
وتقدّم في كتاب الطّبّ في باب النّظر في النّجوم.
6508- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوفٌ، عن ميمونٍ، حدّثني البراء بن عازبٍ، رضي اللّه عنه، قال: لمّا كان حيث أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نحفر الخندق، عرض لنا في بعض الجبل صخرةٌ عظيمةٌ شديدةٌ لا تدخل فيها المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فلما رآهما ألقى ثوبه وأخذ المعول، فقال: بسم الله، ثمّ ضرب ضربةً فكسر ثلثها، وقال: اللّه أكبر، أعطيت مفاتيح الشّام، والله إنّي لأبصر قصورها الحمر السّاعة، ثمّ ضرب الثّاني فقطع ثلثًا آخر، فقال: اللّه أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إنّي لأبصر قصر المدائن الأبيض، ثمّ ضرب الثّالثة، وقال: بسم الله، فقطع بقيّة الحجر، وقال: اللّه أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إنّي لأبصر أبواب صنعاء.
6508/2- قلت: رواه النّسائيّ في السّير، عن محمّد بن عبد الأعلى، عن معتمرٍ، عن عوفٍ، به.
56- باب في نسائه صلّى الله عليه وسلّم
6509- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أحمد بن عبد الله، حدّثتني أمّ الأسود، عن منية، عن حديث أبي برزة، رضي اللّه عنه، قال: كان للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسع نسوةٍ، فقال يومًا: خيركنّ أطولكنّ يدًا، فقامت كلّ واحدةٍ تضع يدها على الجدار، قال: لست أعني هذا، ولكنّي أعني أصنعكنّ يدين.
6509/2- قال أبو يعلى الموصلي: و حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره، وسيأتي في المناقب.
6510- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا جعفر، حدّثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال: بنى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بزينب بنت جحش فقال يومًا...، فذكره، إلا أنه قال: وإن زينب لجالسة في جانب البيت قال: وكانت المرأة قد أعطيت جمالا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم شديد الحياء فقال يومًا...، فذكره.
وسيأتي أحاديث في نسائه صلّى الله عليه وسلّم في كتاب المناقب، إن شاء اللّه تعالى.
57- باب في حماره صلّى الله عليه وسلّم
6511- قال أبو يعلى الموصليّ: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا يزيد بن عطاءٍ، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حمارٌ، يقال له: عفيرٌ.
له شاهدٌ من حديث عليّ بن أبي طالبٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
58- باب في مرض سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصيته ووفاته وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وغير ذلك مما يذكر
6512- قال أحمد بن منيع: شهدت سلمة بن صالحٍ يحدّث، عن عبد الملك بن عبد الرّحمن، عن الأشعث بن طليق، أنّه سمع الحسن العرنيّ، يحدّث عن مرّة، عن ابن مسعودٍ، قال: نعى لنا نبيّنا وحبيبنا نفسه صلّى الله عليه وسلّم، ونفسي له الفداء قبل موته بشهرٍ، فلمّا دنا الفراق، جمعنا في بيت أمّنا عائشة رضي اللّه عنها فنظر إلينا، فدمعت عيناه، فتشهّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: مرحبًا بكم، حيّاكم اللّه، رحمكم اللّه، آواكم اللّه، حفظكم اللّه، نصركم اللّه، نفعكم اللّه، هداكم اللّه، وفّقكم اللّه، سلّمكم اللّه، قبلكم اللّه، رزقكم اللّه، رفعكم اللّه، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي اللّه بكم، وأستخلفه عليكم، وإنّي أشهدكم أنّي لكم نذيرٌ مبينٌ، ألاّ تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإنّ اللّه تعالى قال لي ولكم: {تلك الدّار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتّقين} وقال: {أليس في جهنّم مثوًى للمتكبّرين} قلنا:
فمتى الأجل، قال: قد دنا الأجل والمنقلب إلى الله وإلى السّدرة المنتهى، أو كما قال، وإلى جنّة المأوى، وإلى الكأس الأوفى، والرّفيق الأعلى، والعيش الأهنى، قلنا: فمن يغسّلك؟ قال: رجلٌ من أهل بيتي الأدنى فالأدنى، قلنا: ففيما نكفّنك، قال: في ثيابي هذه، أو في ثياب مصر، أو حلّةٍ يمانيّةٍ، قلنا: فمن يصلّي عليك؟ قال: فبكى وبكينا، قال: مهلاً غفر اللّه لكم، وجزاكم عن نبيّكم خيرًا، إذا غسّلتموني، وكفّنتموني، فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، ثمّ اخرجوا عنّي ساعةً، فأوّل من يصلّي عليّ خليلي وجليسي جبريل، ثمّ ميكائيل، ثمّ إسرافيل، ثمّ ملك الموت وجنوده من الملائكة بأجمعها، ثمّ ادخلوا عليّ فوجًا فوجًا، فصلّوا عليّ وسلّموا تسليمًا، ولا تؤذوني بتزكيةٍ، ولا صيحةٍ، ولا رنّةٍ، وليبدأ بالصّلاة عليّ رجال أهل بيتي ونسائهم، ثمّ أنتم بعد، ومن غاب عنّي من أصحابي فأبلغوه عنّي السّلام، ومن دخل معكم في ديني من إخواني فأبلغوه عنّي السّلام، وإنّي أشهدكم إنّي قد سلّمت على من يتبعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة قلنا: فمن يدخل قبرك، قال: أهلي مع ملائكةٍ كثيرةٍ يرونكم من حيث لا ترونهم.
6512/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن ابن الأصبهانيّ، أنّه أخبره عن مرّة، عن عبد الله، قال: نعي لنا حبيبنا ونبيّنا، بأبي هو ونفسي له الفداء، لنفسه قبل موته بسنةٍ، فلمّا دنا الفراق...، فذكره، إلاّ أنّه قال: من دخل معكم من دينكم بعدي فإنّي أشهدكم أنّي أقرأ السّلام أحسبه، قال: عليه وعلى كلّ من تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة.
قال البزار: روي هذا عن مرة، عن عبد الله من غير وجه، والأسانيد عن مرة متقاربة، وعبد الرحمن لم يسمع هذا من مرة، إنما أخبره عن مرة ولا نعلم رواه عن عبدلله غير مرة.
6512/3- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا حمزة بن محمد بن العباس العقبي حدّثنا عبد الله بن روح المدائني حدّثنا سلام بن سليمان المدائني حدّثنا سلام بن سليم الطويل عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الحسن العرني عن الأشعث بن طليق عن مرة بن شراحيل عن عبد الله بن مسعود قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلّم قلنا: من يصلي عليك...، فذكر نحوه إلى آخره دون باقية.
وقال الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن هذا لأعرفه بعدالة ولا جرح والباقون كلهم ثقات. قلت: لم ينفرد به عبدلملك بن عبد الرحمن بل تابعه عليه غيره كما رواه البزار بسند رواته ثقات.
وتقدّم في آخر كتاب الجنائز.
6513- وقال مسدد: حدّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد: عن سعيد بن المسيّب أن عائشة رضي الله عنها قالت لأبي بكر، رضي الله عنه: إني رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، أو قالت: في حجري، فقال أبو بكر: خير، قال يحيى بن سعيد الأنصاري: سمعت الناس يتحدثون أنه لما دفن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيت عائشة قال أبو بكر: هذا أحد أقمارك وخيرها.
6513/2- رواه الحميدي: حدّثنا سفيان، سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سعيد بن المسيّب قال: قالت عائشة: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجري، فسألت أبا بكر فقالت: يا عائشة إن صدقت رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ودفن قال لي أبو بكر: يا عائشة هذا خير أقمارك وهو أحدها.
6513/3- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في المستدرك: حدّثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه وعلي بن حمشاذ العدل قالا: حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا الحميدي...، فذكره.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
قلت: وله شاهد من حديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم! تعجبه الرؤيا قال: هل رأى أحد منكم رؤيا اليوم؟ قالت عائشة: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلّم: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة هم أفضل، أو خير، أهل الأرض، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلّم ودفن في بيتها قال لها أبو بكر:هذا أحد أقمارك وهو خيرها. ثم توفي أبو بكر وعمر فدفنا في بيتها.
رواه الحاكم في المستدرك وفي سنده عمر بن حماد بن سعيد الأبح، وهو ضعيف.
6514- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أبو هشام الرفاعي، حدّثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفل أن النبي صلى الله عليه وسلّم توفي وهو ابن خمس وستين.
6514/2- قلت: رواه الترمذي في الشمائل: عن بندار ومحمد بن أبان، كلاهما عن معاذ بن هشام به.
وقال: لا نعرف له سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلّم وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم رجلًا. انتهى.
وقال ابن الأخرم وابن عبد البر: لا صحبة له، وأثبتها ابن حبان وتقدم بالجنائز
59- باب ما جاء في عدد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
6515- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النضر بن شميل، أنبأنا حماد، هو ابن سلمة، أنبأنا معبد، أخبرني فلان في مسجد دمشق عن عوف بن مالك أن أبا ذر، رضي الله عنه، جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلّى الله عليه وسلّم...، فذكر مثل حديث قبله فيه قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأي الأنبياء كان أولا؟ فقال: آدم، فقلت: أو نبيًّا كان؟ قال: نعم نبي مكلم، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فكم الأنبياء؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا.
6515/2- قال: وأنبأنا أبو حيوة الحمصي شريح، حدّثنا معان بن رفاعة السلامي، عن علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، وهو مولى يزيد بن معاوية الشامي، عن أبي أمامة: أن أبا ذر سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كم الأنبياء؟ فقال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا، فقال: كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا.
6515/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن أبي عمر، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره بزيادة طويلة وقد تقدم بطرقه في كتاب العلم.
6515/4- ورواه ابن حبان في صحيحه: من طريق أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر...، فذكره إلا أنه قال فيه: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كم الإنبياء؟ قال: مائة ألف وعشرون ألفًا، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كم المرسل من ذلك؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًّا غفيرا.
6516- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أحمد بن إسحاق أبو عبد الله الجوهري البصري، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا موسى بن عبيدة الربذي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: بعث الله ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف إلى سائر الناس.
6516/2- قال: وحدّثنا أبو الربيع الزهراني، حدّثنا محمد بن ثابت العبدي، حدّثنا معبد بن خالد الأنصاري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: كان ممن خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي ثم كان عيسى ابن مريم ثم كنت أنا.
قلت: مدار هذا الإسناد والذي قبله على يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.
6517- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا الحسن بن حماد الكوفي حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن ذكوان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقد سرّ في ظل سرحةٍ سبعون نبيًّا لا تشرف ولا تجرّد ولا تعبل.
قلت: أخرجته لقوله: لا تسرف ولا تجرد ولا تعبل وقد رأيت على حاشية مسند ابي يعلى: عتل الشجرةأخذ ورقها، وهو العتل في قوله: {خذوه فاعتلوه}.
هذا إسناد رواته ثقات، إن كان عبد الله بن ذكوان أبو الزناد وإلا فهو مجهول لا يعرف.
60- باب في ذكر آدم عليه السلام
6518- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو نصرٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لمّا صوّر اللّه تعالى آدم، عليه السّلام، تركه ما شاء اللّه أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به، فلمّا رآه أجوف علم أنّه خلقٌ لا يتمالك.
6518/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب المستدرك: من طريق عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره، ولفظه: لمّا صوّر اللّه آدم تركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر إليه فلمّا رآه أجوف، قال: ظفرت به، خلقٌ لا يتمالك.
وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرّجاه.
6519- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا عمر بن محمّدٍ، عن إسماعيل بن رافعٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ اللّه خلق آدم من ترابٍ، ثمّ جعله طينًا، ثمّ تركه حتّى إذا كان حمأً مسنونًا خلقه وصوّره، ثمّ تركه، حتّى إذا كان صلصالاً كالفخّار، قال: فكان إبليس يمرّ به، يقول: لقد خلقت لأمرٍ عظيمٍ، ثمّ نفخ اللّه فيه من روحه، فكان أوّل شيءٍ جرى فيه الرّوح بصره بخياشمه فعطس، فلقّاه اللّه حمد ربّه، فقال الرّب: يرحمك ربّك، ثمّ قال: يا آدم، اذهب إلى أولئك النّفر فقل لهم، وانظر ما يقولون، فجاء فسلّم عليهم، فقالوا: وعليك السّلام ورحمة الله، فجاء إلى ربّه، فقال: ماذا قالوا لك؟، وهو أعلم بما قالوا له، قال: يا ربّ لمّا سلّمت عليهم، قالوا: وعليك السّلام ورحمة الله، قال: يا آدم، هذا تحيّتك وتحيّة ذرّيّتك، قال: يا ربّ، وما ذرّيّتي، قال: اختر إحدى يديّ يا آدم، قال: أختار يمين ربّي، وكلتا يدي ربّي يمينٌ، فبسط اللّه كفّه فإذا هو كما هو كائنٌ من ذرّيّته في كفّ الرّحمن، عزّ وجلّ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف إسماعيل بن رافعٍ.
61- ذكر إبراهيم الخليل وإسماعيل وإسحاق عليهم السلام
6520- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، قال: قلت لابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما: يزعم قومك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طاف على بعير بالبيت وأنّ ذلك سنّةٌ، قال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا وكذبوا؟ قال: طاف على بعيرٍ وليس بسنّة، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا يصرف النّاس عنه، ولا يدفع، فطاف على بعيرٍ كي يسمعوا كلامه، ولا تناله أيديهم، قلت: يزعمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد رمّل بالبيت وأنّ ذلك سنّةٌ، فقال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا وما كذبوا؟ قال: صدقوا قد رمّل، وكذبوا ليست بسنّةٍ، إنّ قريشًا، قالت: دعوا محمّدًا وأصحابه حتّى يموتوا بموت النغف، فلمّا صالحوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أن يجيؤوا من العام المقبل، فيقيموا بمكّة ثلاثةً أيام، فقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه والمشركون من قبل قعيقعان، قال لأصحابه: أرملوا، وليس بسنّةٍ، قلت: يزعم قومك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد سعى بين الصّفا والمروة، وأنّ ذلك سنّةٌ، قال: صدقوا، إنّ إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام لمّا رأى المناسك، عرض له شيطانٌ عن المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، عليه السّلام، ثمّ انطلق به جبريل، عليه السّلام، حتّى أتى به منًى، فقال: مناخ النّاس هذا، ثمّ انتهى إلى جمرة العقبة، فعرض له الشّيطان، فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب إلى جمرة الوسطى، فعرض له الشّيطان، فرماه بسبع حصيات حتّى ذهب، ثمّ أتى جمرة القصوى، فعرض له الشّيطان فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ أتى به جمعًا، فقال: هذا المشعر الحرام، ثمّ أتى به عرفة، فقال: هذه عرفة، قال ابن عبّاسٍ: أتدري لم سمّيت عرفة؟ قال: لا، قال له: لأنّ جبريل، عليه السّلام، قال له: أعرفت، قال ابن عبّاسٍ: أتدري لم كانت التّلبية؟ قال: لا، قال: إنّ إبراهيم، عليه السّلام، لمّا أمر أن يؤذّن في النّاس بالحجّ أمرت الجبال فخفضت رؤوسها، ورفعت له القرى فأذّن في النّاس بالحجّ.
6520/2- رواه الحميديّ حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن أبي حسينٍ، وفطرٌ، أنّهما سمعا أبا الطّفيل، يقول:...، فذكر بالإسناد قصّة الرّمل بالبيت وبين الصّفا والمروة حسب.
6520/3- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا سريج بن النّعمان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ جبريل، عليه السّلام، ذهب بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطانٌ فرماه بسبع حصياتٍ فساخ، ثمّ أتى جمرة الوسطى، فعرض له الشّيطان فرماه بسبع حصياتٍ فساخ.
وقد تقدّم في باب سبب رمي الجمار.
6520/4- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا سريجٌ، ويونس، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، قال: قلت لابن عبّاسٍ: يزعم قومك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رمّل بالبيت...، فذكر الحديث إلى أن قال: قلت له: يزعم قومك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سعى بين الصّفا والمروة، وأنّ ذلك سنّةٌ، قال: صدقوا، قال: إنّ إبراهيم، عليه السّلام، لمّا أمر بالمناسك عرض له الشّيطان عند السّعي فسابقه إبراهيم، عليه السّلام، ثمّ ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطانٌ، قال يونس: الشّيطان، فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصياتٍ، قال: قد تلّه للجبين، قال يونس: ثمّ تلّه للجبين، وعلى إسماعيل قميصٌ أبيض، فقال: يا أبه، إنّه ليس ثوبٌ تكفّنّي فيه غيره، فاجعله حتّى تكفّنّي فيه، فعالجه فخلعه، فنودي من خلفه: {أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا} فالتفت إبراهيم فإذا بكبشٍ أبيض أقرن أعين، قال ابن عبّاسٍ: لقد رأيتنا نتّبع ذلك الضّرب من الكباش، قال: ثمّ ذهب جبريل، عليه السّلام، إلى الجمرة القصوى فعرض له الشّيطان فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ ذهب به جبريل، عليه السّلام، إلى منًى، قال يونس: هذا مناخ النّاس، ثمّ أتى به جمعًا، فقال: هذا المشعر الحرام، ثمّ ذهب به إلى عرفة، قال ابن عبّاسٍ: تدري لم سمّيت عرفة؟ قلت: لا، قال: إنّ جبريل، عليه السّلام، قال لإبراهيم، عليه السّلام: عرفت، قال يونس: هل عرفت؟ قال: نعم، قال ابن عبّاسٍ: فمن ثمّ سمّيت عرفة، قال: هل تدري كيف كانت التّلبية؟ قال: وكيف كانت؟ قال إنّ إبراهيم، عليه السّلام، لمّا أمر أن يؤذّن في النّاس بالحجّ خفضت له الجبال رؤوسها، ورفعت له القرى، فأذّن في النّاس بالحجّ.
6520/5- قال: وحدّثنا يونس، حدّثنا حمّادٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ جبريل ذهب بإبراهيم، عليه السّلام، إلى جمرة العقبة، فعرض له الشّيطان فرماه بسبع حصياتٍ فساخ، ثمّ أتى به الجمرة القصوى فرماه بسبع حصياتٍ فساخ، فلمّا أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق، قال لأبيه: يا أبه، أوثقني لا اضطرب فينضح عليك دمي إذا ذبحتني، فشدّه فلمّا أخذ الشّفرة، وأراد أن يذبحه، فنودي من خلفه: {أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا}.
6521- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الزّبير، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن قيسٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن عبد الله بن الحارث، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: أوّل من يكسى من الخلائق إبراهيم، عليه السّلام، قبطيّتين، ويكسى محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم بردًا حبرةً وهو عن يمين العرش.
6521/2- وأخرجه إسحاق: عن عبد بن سعيد الأموي، حدّثنا سفيان الثوري.
وسيأتي في القيامة
له شاهدٌ من حديث عائشة، رواه البزّار في مسنده.
62- ذكر يعقوب وبنيه عليهم الصلاة والسلام
6522- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا مروان، حدّثنا يحيى بن حميدٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنسٍ، رفعه، أنّ رجلاً قال ليعقوب، عليه السّلام: ما الّذي أذهب بصرك وحنى ظهرك، قال: أمّا الّذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف، وأمّا الّذي حنى ظهري فالحزن على أخيه بنيامين، قال: فأتاه جبريل، عليه السّلام، فقال: يا يعقوب، أتشكو اللّه، قال: إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله، فقال له جبريل، عليه السّلام: اللّه أعلم بما قلت منك، قال: ثمّ انطلق جبريل ودخل يعقوب بيته، فقال: أي ربّ أذهبت بصري، وحنيت ظهري، فاردد عليّ ريحانتي فأشمّهما شمّةً، ثمّ اصنع بي بعد ما شئت، فأتاه جبريل، فقال: يا يعقوب، إنّ اللّه، عزّ وجلّ، يقرئك السّلام، ويقول: أبشر فإنّهما لو كانا ميّتين لنشرتهما لك، ولأقرّ بهما عينك، ويقول لك: يا يعقوب، أتدري لم أذهبت بصرك وحنيت ظهرك ولم فعل إخوة يوسف ما فعلوا؟ قال: لأنّه أتاك يتيمٌ مسكينٌ وهو صائمٌ جائعٌ، وقد ذبحت أنت وأهلك شاةً فأكلتموها، ولم تطعموه، ويقول: إنّي لم أحبّ من خلقي شيئًا حبّ اليتامى والمساكين، قال أنسٌ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فكان يعقوب، عليه السّلام، كلّما أمسى نادى مناديه: من كان صائمًا فليحضر طعام يعقوب، وإذا أصبح نادى مناديه: من كان مفطرًا فليحضر طعام يعقوب، عليه السّلام.
63- ذكر يوسف عليه الصلاة والسلام
6523- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النضر بن شمميل، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: قال أبو الأحوص، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: أوتي يوسف وأمه ثلث الحسن.
هذا إسناد موقوف رجاله ثقات.
64- ذكر موسى وأصحابه والخضر واليسع عليهم السلام
6524- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعودٍ، عن عبد الله، قال: لمّا بعث اللّه موسى إلى فرعون، قال: أيّ شيءٍ أقول، قال: قل: أهيا شر أهيا.
قال الأعمش: فسّروه، الحيّ قبل كلّ شيءٍ، والحيّ بعد كلّ شيءٍ.
قلت: وقد تقدّم صفة موسى، عليه السّلام، في باب الإسراء من حديث أمّ هانئٍ
6525- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا إبراهيم بن الحكم، حدّثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كان من أصحاب موسى الّذين جاوزوا البحر اثنا عشر سبطًا، فكان في كلّ طريقٍ اثنا عشر ألفًا، كلّهم من ولد يعقوب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
6526- وقال الحارث بن أبي أسامة حدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا القاسم بن بهرام، حدّثنا أبان، عن أنس بن مالكٍ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الخضر في البحر واليسع في البرّ، يجتمعان كلّ ليلةٍ عند الرّدم الّذي بناه ذو القرنين بين النّاس، وبين يأجوج ومأجوج، ويحجّان، أو يجتمعان كلّ عام، ويشربان من زمزم شربةً تكفيهما إلى قابل.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
قال شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثميّ: قد ذهب من الأصل مقدار ثلث سطرٍ.
65- ذكر نبي الله أيوب عليه السلام
6527- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا حميد بن الرّبيع الخزّاز، حدّثنا سعيد بن أبي مريم المصريّ، حدّثنا نافع بن يزيد، عن عقيل بن خالدٍ، عن ابن شهابٍ، عن أنس بن مالكٍ،
أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ أيّوب نبيّ الله كان في بلائه ثماني عشرة سنةً، فرفضه القريب والبعيد إلاّ رجلان من إخوانه كانا من أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان إليه، فقال أحدهما لصاحبه: أتعلم؟ والله لقد أذنب أيّوب ذنبًا ما أذنبه أحدٌ، قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنةً لم يرحمه اللّه فيكشف عنه ما به، فلمّا راحا إليه لم يصبر الرّجل حتّى ذكر ذلك له، فقال أيّوب: لا أدري ما تقول، غير أنّ اللّه يعلم أنّي كنت أمرّ بالرّجلين يتنازعان، فيذكران اللّه، فأرجع إلى بيتي فأكفّر عنهما كراهية أن يذكر اللّه إلاّ في حقٍّ، قال: وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتّى يبلغ، فلمّا كان ذات يومٍ أبطأ عليها، وأوحي إلى أيّوب في مكانه أن {اركض برجلك هذا مغتسلٌ باردٌ وشرابٌ}، فاستبطأته فتلقّته ينظر، فأقبل عليها وقد أذهب اللّه ما به من البلاء، وهو على أحسن ما كان، فلمّا رأته قالت: أي بارك اللّه فيك، هل رأيت نبيّ الله هذا المبتلى، فوالله على ذلك ما رأيت أحدًا أشبه به إذ كان صحيحًا منك، قال: فإنّي أنا هو، وكان له أندران: أندرٌ للقمح، وأندرٌ للشّعير، فبعث اللّه سحابتين، فلمّا كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذّهب حتّى فاض، وأفرغت الأخرى على أندر الشّعير الورق حتّى فاض.
6527/2- رواه البزّار: حدّثنا محمّد بن مسكينٍ، وعمر بن الخطّاب، ومحمّد بن سهل بن عسكرٍ، قالوا: حدّثنا سعيد بن أبي مريم...، فذكره إلاّ أنّه قال: إلاّ رجلين من إخوانه كانا من أخصّ إخوانه...، فذكره.
وقال: لا نعلم رواه عن الزّهريّ، عن أنسٍ إلاّ عقيلٌ، ولا عنه إلاّ نافعٌ.
قلت: إسناده صحيحٌ.
6527/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، أنبأنا نافع بن يزيد...، فذكره.
6527/4- ورواه الحاكم في المستدرك: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن مهران، حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، حدّثنا نافع بن يزيد، أخبرني عقيل بن خالدٍ...، فذكره.
وقال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
66- ذكر يحيى بن زكريا ويونس بن متى عليهم السلام
6528- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما من ولد آدم قد أخطأ، أو همّ بخطيئةٍ ليس يحيى بن زكريّا، وما كان ينبغي لأحدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متّى.
6528/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبد الملك، حدّثنا حمّادٌ، أخبرني عليٌّ...، فذكره دون قوله: وما كان ينبغي... إلى آخره.
6528/3- وكذا رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عفّان، به.
6528/4- وهكذا رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده عن عفّان، به.
6528/5- قال وحدّثنا روحٌ، وحسن بن موسى، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا عليّ بن زيدٍ، به.
6528/6- ورواه البزّار في مسنده مطوّلاً: قال حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا أبو عاصمٍ العبّادانيّ، حدّثنا عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ، قال: كنت
في حلقة في المسجد ونذاكر فضائل الأنبياء أيّهم أفضل، فذكرنا نوحًا وطول عبادته ربّه، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن، وذكرنا موسى كليم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرنا وذكرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: يا رسول الله، ذكرنا فضائل الأنبياء أيّهم أفضل، فذكرنا نوحًا وطول عبادته ربّه، وذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن، وذكرنا موسى كليم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرناك يا رسول الله، قال: فمن فضّلتم؟ قلنا: فضّلناك يا رسول الله، بعثك اللّه إلى النّاس كافّةً، وغفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، وأنت خاتم الأنبياء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما ينبغي أن يكون أحدٌ خيرًا من يحيى بن زكريا، قلنا: يا رسول الله، وكيف ذاك؟ قال: ألم تسمعوا اللّه كيف نعته في القرآن {يا يحيى خذ الكتاب بقوّةٍ وآتيناه الحكم صبيًّا} إلى قوله: {حيًّا} وقال: مصدّقًا بكلمةٍ من الله وسيّدًا وحصورًا ونبيًّا من الصّالحين لم يعمل سيّئةً، ولم يهمّ بها.
قال البزّار: لا نعلم حدّث به إلاّ يونس، ولا عنه إلاّ عليّ بن زيدٍ.
قلت: وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرٍو، رواه البزّار.
67- ذكر نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام
6529- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن عيسى، حدّثنا ابن وهبٍ، عن أبي صخر، أن سعيد المقبري، أخبره أخبره أنه سمع أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: والّذي نفس أبي القاسم بيده، لينزلنّ عيسى بن مريم إمامًا مقسطًا، وحكمًا عدلاً، فليكسرنّ الصّليب، وليقتلنّ الخنزير، وليصلحنّ ذات البين، ولتذهبنّ الشّحناء، وليعرضن عليه المال، فلا يقبله، ثمّ لئن قام على قبري، فقال: يا محمّد، لأجيبه.
قلت: هو في الصّحيح بغير هذا السّياق.
6529/2- ورواه الحاكم في المستدرك: من طريق محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد بن أبي سعيدٍ المقبريّ، عن عطاءٍ مولى أمّ صبيّة، سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره، وقال في آخره: يقول أبو هريرة: أي بني أخي، إن رأيتموه فقولوا: أبو هريرة يقرئك السّلام.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه بهذه السّياقة.
6530- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا الحسين بن الأسود، حدّثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، حدّثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن يحيى بن جعدة، قال: قالت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رضي اللّه عنها: قال لي أبي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنةً.
قلت: وقد تقدّم صفة عيسى، عليه السّلام، في باب الإسراء من حديث أمّ هانئٍ.
68- باب الأنبياء أحياء في قبورهم
6531- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الجهم الأزرق بن عليٍّ، حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا المستلم بن سعيدٍ، عن الحجّاج، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الأنبياء أحياءٌ في قبورهم يصلّون.
6531/2- رواه البزّار: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن المفضّل الحرّانيّ، حدّثنا الحسن بن قتيبة المدائنيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عبد العزيز، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
وقال: لا نعلم أحدًا تابع الحسن بن قتيبة على روايته عن حمّادٍ.
6531/3- قال: وحدّثنا رزق الله بن موسى، حدّثنا الحسن بن قتيبة، حدّثنا المستلم بن سعيدٍ، عن الحجّاج يعني: الصوّاف...، فذكره.
وقال: لا نعلم رواه عن ثابتٍ، عن أنسٍ إلاّ الحجّاج، ولا عن الحجّاج إلاّ المستلم، ولا نعلم روى الحجّاج عن ثابتٍ إلاّ هذا.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
علامات, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir