دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الأول 1442هـ/11-11-2020م, 10:12 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير


اختر إحدى المجموعات التالية، ثم أجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.


المجموعة الثانية:
1
: بيّن فضل القرآن وأهله.

2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.

3: بيّن حكم نسيان القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ربيع الأول 1442هـ/12-11-2020م, 11:40 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
* سبب جمع أبي بكر للقرآن:
- جمع أبو بكر القرآن الجمع الأول لحفظ القرآن فلا يذهب منه شيء، روى البخاري: عن زيد بن ثابت أنه قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
أما العسب فجمع عسيب قال الجوهري: وهو من السعف فويق الكرب لم ينبت عليه الخوص، وما نبت عليه الخوص فهو السعف.
واللخاف: جمع لخفة وهي القطعة من الحجارة مستدقة، كانوا يكتبون عليها وعلى العسب وغير ذلك، مما يمكنهم الكتابة عليه بما يناسب ما يسمعونه من القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ومن الصحابة من لم يكن يحسن الكتابة أو يثق بحفظه، فكان يحفظه، فتلقاه زيد بن ثابت من هذا من عسيبه، ومن هذا من لخافه، ومن صدر هذا، أي من حفظه.
- جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه القرآن العظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله، حتى قال علي بن أبي طالب عنه: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين. إسناده صحيح. وقد أمر الصديق رضي الله عنه عمرا لما جمع القرآن أن لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شاهدان. فالذي فعله الشيخان أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، من أكبر المصالح الدينية وأعظمها، من حفظهما كتاب الله في الصحف؛ لئلا يذهب منه شيء بموت من تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كانت تلك الصحف عند الصديق أيام حياته، ثم أخذها عمر بعده فكانت عنده محروسة معظمة مكرمة، فلما مات كانت عند حفصة أم المؤمنين، لأنها كانت وصيته من أولاده على أوقافه وتركته وكانت عند أم المؤمنين رضي الله عنها، حتى أخذها منها أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه.

من قام بنسخ المصحف في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
- روى البخاري عن زيد ابن ثابت، أن أبا بكر الصديق قال له: (وكنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولم يذكر البخاري أحدا من الكتّاب في هذا الباب سوى زيد بن ثابت، وهذا عجب، وكأنه لم يقع له حديث يورده سوى هذا، والله أعلم

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
جاء في معنى التغني بالقرآن عدة أقوال، منها:
القول الأول: الجهر به والترنم به بتحزن وتخشع مع تحسين الصوت.
- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن))، وقال صاحب له: يريد يجهر به. رواه البخاري.
- قال حرملة: (سمعت ابن عيينة يقول: معناه: (يستغني به) فقال لي الشافعي: ليس هو هكذا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به).
- قال ابن كثير: (معناه: أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمال خلقهم وتمام الخشية، وذلك هو الغاية في ذلك).
- الله تعالى يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم لكن استماع الله لقراءة النبي والمؤمنين استماع تشريف.
- عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته)). رواه ابن ماجة بسند جيّد.
- قال أبو عبيد: (يعني: الاستماع. وقوله في الحديث الآخر: ((ما أذن الله لشيء)) أي: ما استمع).
- عن السائب قال: قال لي سعد: يابن أخي، هل قرأت القرآن؟ قلت: نعم. قال: غن به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((غنوا بالقرآن، ليس منا من لم يغن بالقرآن، وابكوا، فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا)). رواه أبو القاسم البغوي.
- عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)). رواه أبو داوود.
- عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لم يتغن به فليس منا)). رواه ابن ماجة.
- قال ابن كثير: (فقد فهم من هذا أن السلف، رضي الله عنهم، إنما فهموا من التغني بالقرآن: إنما هو تحسين الصوت به، وتحزينه، كما قاله الأئمة، رحمهم الله).
- واستدلّ لذلك بحديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)). رواه أبو داوود والنسائي وابن ماجه.
- المراد من تحسين الصوت بالقرآن: تطريبه وتحزينه والتخشع به،
- عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )). قلت: أما والله لو علمت أنك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا). رواه مسلم.
- قال ابن كثير: (والغرض أن أبا موسى قال: لو أعلم أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا، فدل على جواز تعاطي ذلك وتكلفه).

القول الثاني: يستغني به وينشغل به عن غيره..
- عن عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن في المسجد نتدارس القرآن، فقال: ((تعلموا كتاب الله واقتنوه)). قال: وحسبت أنه قال: ((وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض من العقل)). رواه أبو عبيد، وفي رواية له: ((واقتنوه وتغنوا به)) ولم يشك، وهكذا رواه أحمد والنسائي.
القول الثالث: طالبا به غنى النفس راجيا به غنى اليد.
- عن المهاصر بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وتغنوه واقتنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون))
- قال ابن كثير: (وهذا مرسل).
- قال أبو عبيد: (قوله: ((تغنوه)): يعني: اجعلوه غناءكم من الفقر، ولا تعدوا الإقلال منه فقرا. وقوله: ((واقتنوه))، يقول: اقتنوه، كما تقتنون الأموال: اجعلوه مالكم).
- عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)). قال وكيع: يعني: يستغنى به). رواه أحمد.
- قال عبيد الله بن أبي يزيد: مرَّ بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت، رث الهيئة، فانتسبنا له، فقال: تجار كسبة، فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)). قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد، أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت قال: يحسنه ما استطاع). رواه أبو داود.

3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
الأرجح عند أكثر العلماء أن القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب. وقد ورد عدة آثار عن السلف تدل على ذلك:
- فالذي صرح به كثيرون من العلماء أن قراءة القرآن من المصحف أفضل؛ لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه.
- روي عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
- روي عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.
- روي عن ابن مسعود: أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم. إسناد صحيح.
- روي عن ابن عمر قال: إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف وليقرأ. وقال الأعمش عن خيثمة: دخلت على ابن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة.
سبب تفضيل النظر للمصحف عند قراءة القرآن عن الحفظ عن ظهر قلب.
- لئلا يعطل المصحف فلا يقرأ منه.
- ولأن الاستثبات أولى، فالرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال.
- ولعله قد يقع لبعض الحفظة نسيان فيستذكر منه، أو تحريف كلمة أو آية أو تقديم أو تأخير.

ولا يفهم من ترجمة البخاري أنه يفضل القراءة عن ظهر قلب.
- أفرد البخاري في هذه الترجمة حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، الحديث الذي فيه أنه، عليه السلام، قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).. قال ابن كثير: ولا يدل هذا الحديث الذي أورده البخاري على أن تلاوة القرآن عن ظهر قلب أفضل منها في المصحف مطلقا في حق من يحسن الكتابة ومن لا يحسنها.
لسببين:
 -- لأنها قضية عين، فيحتمل أن ذلك الرجل كان لا يحسن الكتابة ويعلم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، إذ لو دل هذا لكان ذكر حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاوته عن ظهر قلب -لأنه أمي لا يدري الكتابة- أولى من ذكر هذا الحديث بمفرده.
 -- لأن سياق الحديث إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب؛ ليمكنه تعليمها لزوجته، وليس المراد هاهنا: أن هذا أفضل من التلاوة نظرا، ولا عدمه والله سبحانه وتعالى أعلم.

وهناك من العلماء من جعل المدار حول الخشوع.
- فقال بعضهم: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ربيع الأول 1442هـ/12-11-2020م, 07:52 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
القرآن كلام الله تعالى، وتفسيره بيان معانيه. وقد حث الله تعالى عباده على فهمه وتذكره بقوله: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}، والتدبر يكون بعد تفسير ألفاظه وفهم معانيه، وذم تعالى تاركي تدبر كتابه قائلا: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. وذلك لأن تفسير القرآن وتدبره يحصل بهما المقصد الأعلى من الخلق، وهو عبادته تعالى وحده، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
فقد بين الله تعالى أنه أوجب على أهل الكتاب قبلنا بيان معاني ما أنزل إليهم، قال الله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} وفي ضمن هذا بين أنه يجب علينا أن نأتمر بما أمرنا به، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه، وأن ننتهي عما ذمهم الله تعالى به.
قال ابن كثير: ((فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه)).
وبكل هذا يظهر فضل علم التفسير، إذ به يتبين مراد الله تعالى من كلامه المنزل على خير خلقه صلى الله عليه وسلم، وهو أحسن الكلام، وبفهم مراد الله تعالى يكون الإنسان عابدا ربه تعالى على بصيرة، وبه أيضا يكون ثبات القلب على الدين، قال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.

2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة.
طرق التفسير على مراتب:
الأول: تفسير القرآن بالقرآن، وهو أحسن طرق التفسير وأجلها؛ لأن الله تعالى هو أعلم بمراده، فما أجمل في موضع بينه في ومضع آخر. ومنه ما هو متصل مثل قوله تعالى: {وما أدراك ما الطارق• النجم الثاقب}، ومنه ما هو منفصل مثل قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} فسؤ بقوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}. ومنه ما لا يقع فيه الاختلاف فيكون حجة، ومنه ما هو مبني على اجتهاد المفسر فقد يقع فيه الاختلاف.
الثاني: التفسير بالسنة، وهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أوحي إليه القرآن، قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} فهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بمراد الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة. ومن هذا التفسير ما يكون حجة، ومنه ما يكون مبنيا على اجتهاد المفسر.
الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة. وذلك لأن القرآن نزل بلغتهم، وفي عصرهم، وهم رضي الله عنهم أعلم الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، بأحوال نزول القرآن، ولم تقع بدع في عصرهم. وهم يرجعون في تفسيرهم إلى تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن باللغة، وقد يحكون أقاويل أهل الكتاب، التي أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو، وينبغي التنبيه على أنهم تذكرونها للاستشهاد، لا للاعتضاد. فالأحاديث الإسرائيلية على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته، وغالب ذلك مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دينهم ولا دنياهم، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرا، ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز.
وحتى لا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فيشتغل به عن الأهم ينبغي في حكاية الخلاف يكون مراعاة ما يلي:
الأول: استيعاب الأقوال في ذلك المقام.
الثاني: التنبيه على الصحيح منها والإبطال الباطل.
الثالث: ذكر فائدة الخلاف وثمرته.
فقد بين تعالى الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا بقوله: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا}. قال ابن كثير: ((فإنه تعالى حكى عنهم ثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فيقال في مثل هذا: {قل ربي أعلم بعدتهم} فإنه ما يعلم ذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب)).
الرابع من طرق التفسير: التفسير بأقوال التابعين. ولكن ينبغي أن يعلم أن تفسيرهم لا يكون حجة إلا إذا أجمعوا عليه. فإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ترجيح ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة.
ويحرم التفسير بمجرد الرأي، لما رواه محمد بن جرير عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار)). وهكذا أخرجه الترمذي والنسائي، من طرق، عن سفيان الثوري، به. ورواه أبو داود، عن مسدد، عن أبي عوانة، عن عبد الأعلى، به مرفوعا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وهذا حرام وإن أصاب قائله، لما رواه ابن جرير عن جندب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ)). وقد روى هذا الحديث أبو داود، والترمذي، والنسائي من حديث سهيل بن أبي حزم القطعي، وقال الترمذي: غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل.
وفي لفظ لهم: ((من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ)) أي: لأنه قد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به.
وهذا يكون سببا لتحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به. كما ذكر أبو عبيد أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر: {وفاكهة وأبا}، فقال: ((هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر)). وهذا محمول على أنه، رضي الله عنه، إنما أراد استكشاف علم كيفية الأب، وإلا فكونه نبتا من الأرض ظاهر لا يجهل، لقوله تعالى: {فأنبتنا فيها حبا * وعنبا}. يعني: مثل هذا يحمل على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما تكلمهم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه، فالواجب على كل مفسر أن يتكلم فيما علم، ويسكت عما جهل، بل يجب القول فيما علم، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [آل عمران: 187]، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
قد جاءت الأحاديث المتواترة في أن القرآن نزل على سبعة أحرف، منها ما رواه البخاري عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
ومنها ما رواه الإمام أحمد مسلم عن أبي بن كعب، قال: ((كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)).
أما المقصود بالأحرف السبعة فقد اختلف العلماء فيها.
قال القرطبي: ((وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، ونحن نذكر منها خمسة أقوال:
الأول: سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وتعال وهلم. وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي.
الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].
الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم". حكاه الباقلاني عن بعض العلماء.
الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها)).

والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف تيسير لقراءته وفهمه رحمة من الله بهذه الأمة. فقد روى ابن جرير عن أبي بن كعب، أنه قال: ((سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال: مثل ذلك وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة)).
وروى الإمام أحمد عن أبي أيضا قال: ((لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام))، فقال: ((مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ربيع الأول 1442هـ/13-11-2020م, 05:37 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
لمجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
.
روى البخاري أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي أهل الشام في فتح ارمينية واذربيجان مع اهل العراق فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين ادرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف نردها إليك. فأرست بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف .
- وهذا الجمع من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان إذ أنه جمع الناس على قراءة واحدة لئلا يختلفوا فيه. بعد ما أخبره حذيفة بما سمعه من اختلاف في قراءات على حروف شتى ورأى منهم افتراقا واختلاف.
- فأرسل إلى حفصة أم المؤمنين أن ترسل إليه بالصحف التي عندها مما جمعه الشيخان ليكتب ذلك في مصحف واحد وينفذه إلى الآفاق.
- شكل لجنة من أربعة رجال تتولى مهمة نسخ المصاحف وهم زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. كلهم قرشيون ما عدا زيد بن ثابت.
- أمرهم بأنهم إذذا اختلفوا في كلمة فليكتبوه على لسان قريش لأن القرآن نزل بلغتهم كما حصل معهم في كلمة التابوت حيث اختلفوا أيكتبوها بالهاء أو بالتاء المبسوطة فامرهم بالتابوت لأنها على لغة قريش.
- كان ترتيب الآيات في المصحف توقيفيا كما تلاه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وهو واجب يأثم من غير في هذا الترتيب.
بينما ترتيب السور فهو ترتيب عثمان لذلك فهو مستحب اقتداء بعثمان والأولى إذا قرأ أن يقرأ متواليا كما قرأ عليه الصلاة والسلام .
فقدم عثمان السبع الطوال وثنى بالمئين ولهذا روى ابن جرير عن ابن عباس قال: قلت لعثمان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر بها كذا وكذا فإذا أنزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها وحسبت انها منها فقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أمتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم. فوضعتها في السبع الطوال.
- نسخ عثمان المصحف الذي كان عند حفصة إلى نسخ وبعث بها إلى مكة، البصرة، الكوفة، الشام، اليمن، لبحرين وترك عند أهل المدينة مصحفا. وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس ان تحرق لئلا تختلف قراءات الناس وقد وافقه الصحابو في عصره ولم ينكره أحد منهم.
- من أقوال الصحابة التي تبين موافقتهم اعمله:
1- علي بن أبي طال: لو لم يصنعه لصنعته.
2- سعد بن ابي وقاص: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك
3- عن أبي مجلز قال: لولا أن عثمان كتب بالقرآن لألفيت الناس يقرؤون الشعر.
4- ابن مهدي: خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر: صبره نفسه حتى قتل مظلوما وجمعه الناس على المصحف.
2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
1- الإخلاص في قراءة القرآن وعد المراءاة به وذلك لما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا، وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى في الفوق))
2-تحسين الصوت وتزينه والجهر به. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)
3-الابتعاد عن قراءة القرآن بألحان محدثة وفق قانون الموسيقائي لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)
4- التدبر والخشوع ؛سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله))
5- البكاء فإن لم يستطع التباكي ((غنوا بالقرآن، ليس منا من لم يغن بالقرآن، وابكوا، فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا)
6- عدم الإسراع في التلاوة بحيث ينتفي التدبر والخشوع لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به)).
فقوله: ((لا تغلوا فيه)) أي: لا تبالغوا في تلاوته بسرعة في أقصر مدة، فإن ذلك ينافي التدبر غالبا؛ ولهذا قابله بقوله: ((ولا تجفوا عنه)) أي: لا تتركوا تلاوته
3: بيّن حكم نسيان القرآن.
حصول النسيان للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الاجتهاد والحرص
وعن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي))
في حديث ابن مسعود أدب في التعبير عن حصول ذلك، فلا يقول: نسيت آية كذا، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد يصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك، فأما النسيان نفسه فليس بفعله؛ ولهذا قال: ((بل هو نسي))، مبني لما لم يسم فاعله، وأدب -أيضا- في ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 ربيع الأول 1442هـ/14-11-2020م, 02:23 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1- - تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.


- من أفضل المناقب لعثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه جمعه للقرآن و جمع لأمة على مصحف و قراءة واحدة ، و جمعه كان بسبب ما ظهر من اختلاف الناس على القراءة ، قال أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقد سمع منهم قراءات على حروف مختلفة ، ورأى من الناس اختلاف و فرقة فرجع لعثمان و أخبره بما وجد منهم و قال لعثمان : أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ( في رواية للبخاري ) ، كما أن المصاحف التي كانت موجودة كان بها أختلاف في وضع الكلمات من حيث الصناعة لا من حيث المعنى ..
و قد اعتمد عثمان بن عفان على نسخة حفصة رضي الله عنهما ، قال البخاري ؛ أرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ليكتب ذلك في مصحف واحد، وينفذه إلى الآفاق، ويجمع الناس على القراءة به وترك ما سواه، ففعلت حفصة.
- بداية جمع عثمان بن عفان الناس لجمع القرآن ، فسألهم عن أكتب الناس ، فذكروا له زيد بن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سألهم عن أعرب الناس فقالوا سعيد بن العاص فقال فليمل سعيد ، و يكتب زيد ، فكتب زيد المصاحب و فرقها على الناس ، ذكر ذلك مصعب بن سعيد في رواية للبخاري و عقب بقوله (فسمعت بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون قد أحسن. ).
و كان ممن ذكر أن عثمان بن عفان أمرهم بالكتابة مع سعد و زيد ؛ عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.
- جمع عثمان القرآن على العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على الرسول صلى الله عليه و سلم في رمضان ، و جمعه بلغة قريش كما روي عن البخاري ؛ جلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.
و قال البخاري أن عثمان أمر من جمع القرآن فقال لهم : إذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن نزل بلسانهم، ففعلوا.
- بعد أن نسخ ( من كلفهم عثمان رضي الله عنه ) الصحف في المصاحف رد نسخة حفصة إليها ، ولم يحرقها في جملة ما حرقه مما سواها، لأنها هي بعينها الذي كتبه، وإنما رتبه، ثم إنه كان قد عاهدها على أن يردها إليها ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- و قد وافق الصحابة بإجماع عثمان بن عفان فيما فعله ، ماعدا رهط من الخوارج و كان بن مسعود قد أخذ موقفاً في بداية الأمر ، لكنه وافقه بعد ذلك .
قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا ووافقه على ذلك جميع الصحابة، و قد نسخت أكثر من نسخة و أرسلت إلى الأمصار كالتالي : مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا.
2- اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
1- الإخلاص : و هو شرط قبول أي طاعة ، أم يقصد بها وجه الله ، لا طالباً السمعة و لا الشهرة و لا طالباً الأجرة مقابل تلاوته .
و يدل على ذلك ذم الله تعالى لمن يرائ بالقرآن أو يطلب أجرة
الدليل :
( قال علي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول(يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة )
و عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر).
عن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه يجيء أقوام يقرؤن القرآن يسألون الناس به"
2- القراءة بتدبر و بترتيل
الدليل :
عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاث فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.

3- التلاوة بالمد
كانت هذه تلاوة التبي صلى الله عليه و سلم
الدليل :
عن أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا.
وهكذا رواه أهل السنن، من حديث جرير بن حازم به عن قتادة قال: سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. انفرد به البخاري من هذا الوجه.
4- التغني و تحسين الصوت و البكاء و تجنب اللحون و ترجيع الغناء :
الدليل
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(غنوا بالقرآن، ليس منا من لم يغن بالقرآن، وابكوا، فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا).

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم). رواه أبو عبيد.

5- أن يعيش مع آي القرآن بقلبه و ترى خشية الله في تلاوته :
الدليل :

عن طاوس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله)) ".
عن أنس بن مالك: أنه سمع رجلا يقرأ القرآن بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
6- القراءة دون مط بما يزيد حرفاً أو ينقص حرفاً و هو التمطيط الفاحش اتفق العلماء على تحريمه كما ذكر بن كثير ..
3- بيّن حكم نسيان القرآن.
هو أمر عظيم و لكنه ليس بذنب و لا معصية وأنه قد يحصل مع الاجتهاد و الحرص كما دلت الأحاديث التي ذكرها بن كثير :
ذكر بن كثير حديثين
1- عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: "سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: ((يرحمه الله، فقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا)). ورواه مسلم من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة.
2- حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)) ورواه مسلم والنسائي، من حديث منصور به. وقد تقدم. وفي مسند أبي يعلى: ((فإنما هو نسي))، بالتخفيف، هذا لفظه.
و عقب بن كثير أن النسيان ليس من فعل العبد، وقد يصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك، فأما النسيان نفسه فليس بفعله، قد يكون بسبب أو ذنب فعله ، فيكون النسيان عقوبة على الذنب ، أو عن غفلة فإذا ذكر الله ذكره ما نسي .
هذا و قد وردت أحاديث ذكرها بن كثير ، تدل أن هذا الأأمر ذنب عظيم ، لكن في بعضها مقال ( رجل مبهم ) لم يتبين ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله أوتيها رجل فنسيها)).
قال ابن جريج: وحدثت عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكبر ذنب توافى به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها)).
وذكر بن كثير أنه قد روى أبو داود والترمذي وأبو يعلى والبزار وغيرهم من حديث ابن أبي رواد، عن ابن جريج، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)).
و عقب بن كثير بذكر ما قاله الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وذاكرت به البخاري فاستغربه، وحكى البخاري عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنه أنكر سماع المطلب من أنس بن مالك.
و قال بن كثير فيها: وقد رواه محمد بن يزيد الآدمي عن ابن أبي رواد، عن ابن جريج عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم به. والله أعلم.

و ذكر بن كثير أن بعض المفسرين أدخل هذا المعنى في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [طه: 124- 126]، وهذا الذي قاله هذا -وإن لم يكن هو المراد جميعه- فهو بعضه، فإن الإعراض عن تلاوة القرآن وتعريضه للنسيان وعدم الاعتناء به فيه تهاون كثير وتفريط شديد، نعوذ بالله منه؛ ولهذا قال عليه السلام: ((تعاهدوا القرآن))، وفي لفظ: ((استذكروا القرآن، فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم)).
و تؤكد هذه الأحاديث في مجملها عِظم الأمر و لكن ما رجحه بن كثير أن الأمر ليس بذنب و لا معصية .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 ربيع الأول 1442هـ/14-11-2020م, 04:16 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
سبب الجمع:
لما استحر واشتد القتل بالقراء يوم اليمامة،وهو يوم قتال مسيلمة الكذاب وأصحابه من بني حنيفة بأرض اليمامة في حديقة الموت، وذلك أن مسيلمة التف معه من المرتدين قريب من مائة ألف، فجهز الصديق لقتاله خالد بن الوليد في قريب من ثلاثة عشر ألفا، فالتقوا معهم فانكشف الجيش الإسلامي لكثرة من فيه من الأعراب، فنادى القراء من كبار الصحابة: يا خالد، يقولون: ميزنا من هؤلاء الأعراب فتميزوا منهم، وانفردوا، فكانوا قريبا من ثلاثة آلاف، ثم صدقوا الحملة، وقاتلوا قتالا شديدا، وجعلوا يتنادون: يا أصحاب سورة البقرة، فلم يزل ذلك دأبهم حتى فتح الله عليهم وولى جيش الكفار فارا، وأتبعتهم السيوف المسلمة في أقفيتهم قتلا وأسرا، وقتل الله مسيلمة، وفرق شمل أصحابه، ثم رجعوا إلى الإسلام، ولكن قتل من القراء يومئذ قريب من خمسمائة رضي الله عنهم.
فأتى عمر بن الخطاب للصديق رضي الله عنهما، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقال لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
طريقة الجمع:
كلف الصديق الصحابي الجليل زيد بن ثابت بجمع القرآن ، قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قال زيد: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما.
قال الصديق لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
ثم شرع زيد بالجمع؛ فقال:"فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال" وفي رواية: "من العسب والرقاع والأضلاع، وفي رواية: "من الأكتاف والأقتاب وصدور الرجال".
وكان مما وقع له أنه وجد آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين ، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره فكتبوها عنه؛ لأنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعرابي، فأنكر الأعرابي البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى شهادته وقبض الفرس من الأعرابي
وروى عن أبي العالية أن أبي بن كعب أملاها عليهم مع خزيمة بن ثابت، وقد روى ابن وهب: أن عثمان شهد بذلك أيضا.
من الثناء على فعل الصديق:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر.
مصير مصحف الصديق:
كانت الصحف عند الصديق أيام حياته، ثم أخذها عمر بعده فكانت عنده محروسة معظمة مكرمة، فلما مات كانت عند حفصة أم المؤمنين؛ لأنها كانت وصيته من أولاده على أوقافه وتركته وكانت عند أم المؤمنين رضي الله عنها حتى أخذها منها أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
ورد عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن).
ونقل في معناه قولان:
1- الاستغناء به عما عداه من أمور الدنيا، وهو مروي عن سفيان، وتابعه عليه أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره، ورده الشافعي.
2- تحسين الصوت به، فيكون المعنى: أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمال خلقهم وتمام الخشية، وذلك هو الغاية في ذلك.

3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
الذي صرح به كثيرون من العلماء أن قراءة القرآن من المصحف أفضل؛ لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه، واستدلوا على فضيلة التلاوة في المصحف بما رواه أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)) وهذا الإسناد ضعيف.
وقد وردت الآثار التي تدل على أن النظر في المصحف أمر مطلوب منها:
1-عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
2-عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.
3- عن ابن مسعود: أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم. إسناد صحيح.
4- عن ابن عمر قال: إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف وليقرأ. وقال الأعمش عن خيثمة: دخلت على ابن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة.
وقيل في تعليلالأمر بالنظر في المصحف لئلا يعطل المصحف فلا يقرأ منه، أو لعله قد يقع لبعض الحفظة نسيان فيستذكر منه، أو تحريف كلمة أو آية أو تقديم أو تأخير، فالاستثبات أولى، والرجوع إلى المصحف أثبت من أفواه الرجال.
وقال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف .
قال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.

والله أعلم..

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 ربيع الأول 1442هـ/15-11-2020م, 02:14 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن كثير ⚪


◽ المجموعة الأولى ◽


⚫ 1- اذ كر حكم تفسير القرآن وبيّن فضله .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بعثت إلى الأحمر والأسود )) فهو المبلغ عن الله تعالى وحيه إلى الثقلين

الجنّ والإنس وأعلمهم فيه عن الله تعالى أنه ندبهم إلى تفهمه وتدبره وعقل معانيه ، فقال عز من قائل :

: { كتاب أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } وقال سبحانه :

{ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } وقال تعالى :

{ افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } فصار* واجباً *على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسيره

وتتبعه في مظانه ، يتعلمونه ويعلمونه ، تحقيقاً لأمره عزوجل :

{ وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً

فبئس مايشترون } فقد ذمتم الآيات أهل الكتاب لما أعرضوا عن كتاب ربهم علماً وعملاً وأنصرفوا إلي الدنيا

يتنافسوها .


▪فضل القرآن الكريم

- إن فضل القرآن وفضائله أكثر من ان تُعد وتُحصى ، أليس هو كلام الله ؟ ووحيه المبين والنور العظيم ، ختم الله

به كتبه المنزلة ، فجعله مهيمناً عليها كلها ، قال سبحانه :

{ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه }

- قال ابن عباس : { مهيمناً عليه} قال : المهيمن : الأمين ، قال ( القرآن أمين على كل كتاب قبله )
وفي راوية : شهيد عليه ، وعنه في رواية : مؤتمناً

-لقد حفلت كتب السنة النبوية على أحاديث في فضل القرآن ، أورد ابن كثير منها :

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)). رواه البخاري*. في هذا الحديث فضيلة عظيمة للقرآن المجيد على كل معجزة أعطيها نبي من الأنبياء؛ لأنها معجزة باقية مؤثّرة*

- عن على بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: [ إنها ستكون فتنة ] فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟
قال: [ كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: { إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به} من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ] )).

رواه أحمد والترمذي واللفظ له،إسناده ).

قال ابن كثير :

- : (وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، وقد وهم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح على أنه قد روي له شاهد عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم).

- عن عبد الله بن مسعود عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

: [ إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، لا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر ] ،
رواه أبو عبيد ، وفي إسناده مقال

- ومن فضائل كتاب الله و وعظيم شرفه ، أن لا مقدور لا أحد أن يأتي بمثله :
-
قال الله تعالى:

{ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.

وها هم العرب على فصاحتهم وتمكنهم من اللغة العربية وتنوع درايتهم بأساليبها ، يتحداهم ، منزل الكتاب

ورب الأرباب أن يأتوا * بسورة * واحدة مثله ، فعجزوا وسلموا بالهزيمة في هذا المضمار ، ؛ قال تعالى:

{ أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين }



⚫ 2- ماهي أحسن طرق التفسير ؟ وكيف نفسر مالانجده في الوحيين ولا في في أقوال الصحابة

▪1- تفسير القرآن بالقرآن : وهذا أحسن طرق التفسير وأعظمه ، فما أُجمل في آية تفسره آية أخرى في

في موضع آخر .

▪2- تفسير القرآن بالسنة : السنة مبينة للقرآن شارحة له ، قال تعالى :
‎ه.
- قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
‎- { وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}

-السنة وحي من الله ، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن ، قال عليه الصلاة والسلام :

(( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ))

- قال الشافعي : كل ماحكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن ، قال تعالى :

{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما}

▪3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

إذا لم نجد تفسير الآية في كتاب الله ولا في السنة ، تتبعناها في أقوال الصحابة رضي الله عنهم ، وذلك :

-لأنهم أعلم الناس بالقرآن لما عاينوا من القرائن والوقائع التى اختصوا بها ، ولما لهم من تمام الفهم والعلم

الصحيح والعمل الصالح ، والعلماء منهم رضي الله عنهم لهم فائق العناية بالعلم بالقرآن ، كالخلفاء الأربعة

وابن مسعود وابن عباس ، هاهو ابن مسعود يُحدث عن نفسه فيقول :

: (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته). رواه ابن جرير.
-
-وقال أيضاً : (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن).

-وقال أبو عبد الرحمن السلمي : (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا).

أما ابن عّم رسول الله ، ابن عباس ، فقد دعا صلى الله عليه وسلم :
- (: (( اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)).
و قال عنه عبد الله بن مسعود :
- : (نعم ترجمان القرآن ابن عباس). رواه ابن جرير

و صحّح ابن كثير هذا الأثر عن عبد الله بن مسعود وعقب قائلاً :

( وقد مات ابن مسعود رضي الله عنه في سنة اثنين وثلاثين على الصحيح وعمر بعده
ابن عباس ستا وثلاثين سنة؛ فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد علم ابن عباس رضي الله عنهما )

قال الأعمش يصف لنا أحدى مجالسه في التفسير : استخلف عليٌّ عبدَ الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا .


◽ إذا تعذر وجود تفسير الآية من القرآن والسنة وآقوال الصحابة ، ما العمل ؟

قال ابن كثير : ( إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة ، فقد رجع

كثير من الأئمة إلي أقوال التابعين ) و من أئمة التابعين في علم التفسير :

مجاهد بن جبر ، سعيد بن جبير ، عكرمة ، عطاء بن رياح ، الحسن البصري ، مسروق بن الأجدع

سعيد بن المسيب ، أبو العالية الرياحي ، الربيع بن أنس ، الضحاك بن مزاحم ، وغيرهم ، رحم الله الجميع

وأجماع التابعين على التفسير حجة ، فإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض ، ولا على من بعدهم، فمن

أقوالهم ماهو من تنوع الدلالة والمراد من المعنى واحد ، وماهو من الإختلاف كمثل : من يُعبر عن الشئ بلازمه

أو بنظيره أو ينص عليه بعينه ، على أن المراد بالكل معنى ً واحد .



⚫ مالمقصود بالأحرف السبعة ؟ وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف .

اختلف العلماء فيها على نو خمسة وثلاثين قولاً سردها الإمام القرطبي ، ثم قال ابن كثير :
وحاصلها أورده ملخصاً :

▪ - والقول الأول :

وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير،

والطحاوي- : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:

أقبل وتعال وهلم.

وقال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه

وسلم فقال: (( اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، )) على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع ، وروي عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن

كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه



▪ القول الثاني :

أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وليس المراد أن جميعه على سبعة أحرف ، ولكن

بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر ، قال الخطابي وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في

قوله تعالى { وَعَبَد الطاغوت } و قوله تعالى {يرتع ويلعب }

- ذهب إلى هذا القول : أبو عبيدة ، واختاره ابن عطية ، قال أبو عبيدة : وبعض اللغات أسعد
-
به من بعض

- قال القاضي الباقلاني : معنى قول عثمان : أنه نزل بلسان قريش ، أي معظمه ولم يقم دليل

على أن جميعه بلغة قريش كله ، قال تعالى : { قرآناً عربياً } ولم يقل قريشياً .

قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو

عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا

لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]،

حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.


▪القول الثالث :

: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان : إن القرآن نزل

بلغة قريش وقريش : هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به

الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.


▪القول الرابع:

وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء،

ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"،

ومنهما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين

أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]،

و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش"

أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل:

{وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون

نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".


▪ القول الخامس :

أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص و مجادلة ، وأمثال.

قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في

تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال:

وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.


▫ قال الزهري : بلغني أن تلك السبعة الأحرف ، إنما هي في الذي يكون واحداً لا تختلف في
-
حلال ولا حرام .

- ▫ وفنّد ابن جرير هذا القول الخامس ، مستدلاً بحديث أبي بن كعب : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
-
- (( إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين،
-
- فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها
-
- شاف كاف )). قال ابن جرير : والابواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها الامر

والترغيب والترهيب والقصص والمثل ، التى إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهى

استوجب الجنة .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 ربيع الأول 1442هـ/15-11-2020م, 08:05 AM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

المجلس الثاني عشر :
مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

المجموعة الأُولي :
1 - اذكر حكم تفسير القرآن ، وبين فضله.

أولاً : قول العلماء في حكم تفسير القرآن الكريم ، وبيان معانيه للناس :
قال الله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون } ، وقال تعالى : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم }.
مما سبق من الأدلة قال أهل العِلْمِ بوجوب الكشف عنْ معاني كلام الله ، وتفسير ذلك ، وطلبه من مظانه ، وتعلم ذلك وتعليمه.
ثانياً : فضل تفسير القرآن الكريم :
يتبين بعض من فضل تفسير القرآن الكريم ، مما يلي :
1 - ما ورد عن أهل العِلْمِ في حكم تفسير القرآن الكريم ، حيث يدل ذلك علي عظيم فضل التفسير ، وعظيم فضل القرآن الكريم.
2 - أن الله تعالى قد ندبنا إلى تفهمه ، فقال تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً } [ النساء] ، وقال تعالى : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } [ص] ، وقال تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } [محمد].
3 - تقديم الامام البخاري رحمه الله لكتاب تفسير القرآن الكريم علي كتاب فضائل القرآن ، لما للتفسير من أهمية وفَضْل.
4 - فضل القرآن الكريم علي سائر الكلام ، وهيمنته علي ما سبقه من الكتب ، وغير ذلك من فضائل القرآن الكريم ؛ كل ذلك يجعل لتفسيره وتدبره فضلاً عظيما ، ومكانة عالية.
5 - ما ورد من ذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا لإعراضهم عن كتاب الله ، فعلينا أنْ ننتهي عما ذمهم اللهُ تعالى به ، وأن نأتمر بما أمرنا به ، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه ، وتفهمه وتفهيمه.

2 - ما هي أحسَنُ طرق التفسير ، وكيف نفسر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة ؟
أولاً : أحسَنُ طرق التفسير :
1 - تفسير القرآن بالقرآن : فما أُجمل في موضعٍ منَ القرآن فإنه قد فُسر في موضع آخر.
2 - تفسير القرآن بالسنّة : فالسنّة مبيّنة للقرآن وشارحة ، قال الله تعالى : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } ، وقال تعالى : { وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون }.
3 - تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم : فإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنّة ؛ رجعنا إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم ، فهم أعلم الناس بالقرآن ، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها ، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح ، ولما ورد من علمهم بالتفسير ، ومن ذلك :
ما ورد عن علم ابن مسعود رضي الله عنه بتفسير القرآن ، فورد عنه آنه قال : والذي لا إله غيره ، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته. رواه ابن جرير.
وَما ورد عن علم ابن عباس رضي الله عنهما بتفسير القرآن ، فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل ).
ثانياً : كيف نفسر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة :
إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة ؛ فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين ، فإذا أجمع التابعون على تفسيرٍ ؛ فلا يرتاب في كونه حجة ، فإنِ اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعضٍ ، ولا على من بعدهم.
ومنهم أئمة في التفسير ؛ كمجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعطاء بن أبي رباح ، والحسن البصري ، ومسروق بن الأجدع ، وسعيد بن المسيب ، وأبو العالية الرياحي ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، والضحاك بن مزاحم ، وغيرهم.

3 - ما المقصود بالأحرف السّبعة ، وَما الحكمة من نزول القرآن علي سبعة أحرف.
أولاً - المقصود بهذه الأحرف السّبعة :
اختلف العلماءُ رحمهم الله في معنى هذه السبعة الأحرف ، وما أريد منها على أقوالٍ ، أوصلها أبو حَاتِم محمد بن حبان البستي إلي خمسةٍ وثلاثين قولاً ، وحاصلها ملخصاً خمسة أقوال :
القول الأول : المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظٍ مختلفةٍ نحو : أقبل وتعال وهلم.
وهو قول أكثر أهل العلم ، منهم سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن وهب ، وأبو جعفر بن جرير ، والطحاوي.
واستدلوا علي ذلك بما يلي :
حديث أبي بكرة ؛ قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ على حرف ، فقال ميكائيل : استزده ، فقال : اقرأ على حرفين ، فقال ميكائيل : استزده ، حتى بلغ سبعة أحرف ، فقال : اقرأ فكل شاف كاف إلا أنْ تخلط آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة ، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل.
وما روي عنْ أبي بن كعب : أنه كان يقرأ : { يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم } [الحديد] : { للذين آمنوا أمهلونا } ، { للذين آمنوا أخرونا } ، { للذين آمنوا ارقبونا } ، وكان يقرأ : { كلما أضاء لهم مشوا فيه } [البقرة] ، { مروا فيه } ، { سعوا فيه }.
القول الثاني : أنَّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، وليس المراد أنَّ جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرفٍ وبعضه على حرفٍ آخر. وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات.
ذهب إلى هذا القول أبو عبيد ، واختاره ابن عطية.
القول الثالث : أنَّ لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة :
واستدلوا علي ذلك بقول عثمان رضي الله عنه : إنَّ القرآن نزل بلغة قريش ، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح منْ أقوالِ أهل النسب ، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
القول الرابع : أنَّ وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء :
منها : ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه ؛ مثل : { ويضيقُ صدري } [الشعراء] ، و { يضيقَ }.
ومنها : ما لا تتغير صورته ويختلف معناه ؛ مثل : { فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا } [سبأ] ، و { باعَد بين أسفارنا }.
وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف ؛ مثل : { ننشزها } [البقرة] ، و { ننشرها }.
أو بالكلمة مع بقاء المعنى ؛ مثل : { كالعهن المنفوش } [القارعة] ، أو { كالصوف المنفوش }.
أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى ؛ مثل : { وطلح منضود } ، { وطلع منضود }.
أو بالتقدم والتأخر ؛ مثل : { وجاءت سكرة الموت بالحق } [ق] ، أو { سكرة الحق بالموت }.
أو بالزيادة ؛ مثل : { تسع وتسعون نعجة أنثى } ، { وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين } ، { فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم }.
حكي هذا القول الباقلاني عن بعض العلماء.
القول الخامس : أنَّ المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن ؛ وهي : أمر ونهي ، ووعد ووعيد ، وقصص ، ومجادلة ، وأمثال.
وضعّف هذا القول ابنُ عطية رحمه الله ثم قال معللاً : لأنَّ هذه لا تسمى حروفاً ، وأيضاً فالإجماعُ أنَّ التوسعة لم تقع في تحليلِ حلالٍ ولا في تغيير شيء منَ المعاني.
ثانياً - الحكمة منْ نزول القرآن علي سبعة أحرف :
كان ذلك رخصة للناس أنْ يقرأوا القرآن على سبعِ لغات ، وذلك لما كان يتعسر على كثيرٍ من الناسِ التلاوة على لغة قريش ، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ. ذكر ذلك الطحاوي رحمه الله وغيره.
وممّا ورد عن السلف في ذلك :
ما ورد عن أبي بن كعب ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار ، فأتاه جبريل ، فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف ، قال : ( أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك ) ، ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين ، قال : ( أسأل الله معافاته ومغفرته ، فإن أمتي لا تطيق ذلك ) ، ثم جاءه الثالثة قال : إن الله يأمرك أن تقرئ القرآن على ثلاثة أحرف ، قال : ( أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك ) ، ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف ، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد اصابوا. [رواه ابن جرير]
وعنه أيضاً رضي الله عنه قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : ( إني بعثت إلى أمة أميين ، فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام ) ، فقال : مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف. [رواه الإمام أحمد]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 ربيع الثاني 1442هـ/17-11-2020م, 01:42 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير


أحسنتم جميعا، سدّد الله خطاكم.

المجموعة الأولى:
1: فروخ الأكبروف.أ+
أحسنت بارك الله فيك.

2: سعاد مختار.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
لم أجد إجابة الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف!!

3: محمد أحمد صخر.أ+
أحسنت في ترتيبك للإجابة بارك الله فيك.

المجموعة الثالثة:
1:إيمان جلال.أ

أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- السؤال الثاني: يكفي ذكر دليلين على القول الواحد.
أمّا معنى التغني بالقرآن القول الثالث يمكن ضمّه للقول الثاني ونقول الاستغناء بالقرآن عن الدنيا.
وهو قول سفيان بن عيينة وأبو عبيدة القاسم بن سلام وغيره، وما ذكرتِ من الأدلة فهي داخلة في المعنيين.
القول الأول: قاله الشافعي وابن وهب وغيرهم واختاره ابن كثير، فاتتك نسبة القول.

2: رفعة القحطاني.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- ج2: القول بتحسين الصوت قال به الإمام الشافعي نقله عنه المزني والربيع، وهو قول ابن وهب، واختيار ابن كثير.
لم تذكري الأدلة على كل قول.

المجموعة الرابعة:
1: هنادي الفحماوي.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

2:رولا بدوي.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 ربيع الثاني 1442هـ/18-11-2020م, 12:46 AM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
.
- جمع ابي بكر: بعد وقعة اليمامة وبعد استحر القتل بالحفاظ أشار عمر رضي الله الى أبي بكر بالجمع فرفض في بادئ الأمر لأنه أمرٌ لم يفعله رسول الله ، حتى شرح الله صدره لذلك فنادى زيد وحصل له مثلما حصل لابي بكر ثم شُرح صدره ، فجمع الآيات والسور من صدور الحفظة وعسبهم وألواحهم فجمعها كتّاب الوحي في صحيفة واحدة مع الإبقاء على الأحرف السبعة.

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
- القول الأول: أن يستغني به عن غيره
- القول الثاني: أن يصبح غنيًا به ( أي مقابل الفقر)
- القول الثالث: أن يتغنّى به ويحسن صوته ويتحزن به
- القول الرابع: أن يجهر بتلاوته
والقولان الثالث والرابع مرتبطان ببعضهما والراجح أن التغني بالقرآن هو تحسين الصوت عند تلاوته القرآن والترتم به والتحزين

3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
- القراءة من المصحف أفضل لما فيه من النظر أثناء التلاوة وهذه عبادة، ويستدل على ذلك قوله ﷺ ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة))
- وهناك آثار تدل على ذلك منها قول بن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
- والنظر إلى المصحف يتحرز فيه من التحريف والخطأ
- أما في مسألة التلقين لا شك أن القراءة عن ظهر قلب أولى لما فيه من كمال الأداء ، وإن أخطأ فالملائكة تكتبها له كامله
- وهذا الأمر ليس على اطلاقه فمن المعلوم أن النبي ﷺ أمي وهناك من لايحسن القراءة ، ولكن قُدم النظر لما فيه من التثبت وقلة الخطأ

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 4 ربيع الثاني 1442هـ/19-11-2020م, 04:05 AM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 423
افتراضي

اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.ندب الله تعالى إلى تفهم كلامه وتعلمه فقال (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقال:(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدو ا فيه اختلافا كثيرا).
وأوجب على العلماء الكشف عن معاني الآيات وتعلمه وتعليمه قال تعالى:( وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون )
لأن الله ذم أهل الكتاب من قبلنا الذين أعرضوا عن القرآن وأمرنا بالاشتغال به فقال:( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون).


2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
أحسن طرق التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن ثم تفسير القرآن والسنة لأنها موضحة له؛ فإن لم يوجد فبأقوال الصحابة رضي الله عنهم ؛ فإن لم يوجد رجع لأقوال التابعين وتابعيهم كمجاهد وعكرمة وسعيد وغيرهم ، لأن أقوالهم حجة اذا لم يوجد من يخالفهم،وذلك إذا أجمعوا على قول أما إذا اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض.


3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
اختلف العلماء في معنى الأحرف السبعة
على ٣٥ قولا ونذكر منها ٥ :
١- سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة مثل: أفلا وتعال.
٢- أن القرآن نزل على سبعة أحرف وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف فبعضه على حرف والآخر على حرف آخر.مثل:( وعبد الطاغوت).
٣- أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها .
٤- وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء: - ماتتغير حركته ولاتتغير صورته ولا معناه (ويضيق صدري)
-مالاتتغير صورته ويختلف معناه (باعد بين أسفارنا)
- المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
رخصة للناس ليقرأها بسبع لغات لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة على لغة قريش، ولعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحروف، وقد جمعهم عثمان على مصحف واحد لامرأة من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تقاتلهم وتكفير بعضهم لبعض.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 ربيع الثاني 1442هـ/25-11-2020م, 02:17 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه
.
- جمع ابي بكر: بعد وقعة اليمامة وبعد استحر القتل بالحفاظ أشار عمر رضي الله الى أبي بكر بالجمع فرفض في بادئ الأمر لأنه أمرٌ لم يفعله رسول الله ، حتى شرح الله صدره لذلك فنادى زيد وحصل له مثلما حصل لابي بكر ثم شُرح صدره ، فجمع الآيات والسور من صدور الحفظة وعسبهم وألواحهم فجمعها كتّاب الوحي في صحيفة واحدة مع الإبقاء على الأحرف السبعة.
اختصرت
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
- القول الأول: أن يستغني به عن غيره
- القول الثاني: أن يصبح غنيًا به ( أي مقابل الفقر)
- القول الثالث: أن يتغنّى به ويحسن صوته ويتحزن به
- القول الرابع: أن يجهر بتلاوته
والقولان الثالث والرابع مرتبطان ببعضهما والراجح أن التغني بالقرآن هو تحسين الصوت عند تلاوته القرآن والترتم به والتحزين
ونذكر الأدلة
3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
- القراءة من المصحف أفضل لما فيه من النظر أثناء التلاوة وهذه عبادة، ويستدل على ذلك قوله ﷺ ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة))
- وهناك آثار تدل على ذلك منها قول بن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
- والنظر إلى المصحف يتحرز فيه من التحريف والخطأ
- أما في مسألة التلقين لا شك أن القراءة عن ظهر قلب أولى لما فيه من كمال الأداء ، وإن أخطأ فالملائكة تكتبها له كامله
- وهذا الأمر ليس على اطلاقه فمن المعلوم أن النبي ﷺ أمي وهناك من لايحسن القراءة ، ولكن قُدم النظر لما فيه من التثبت وقلة الخطأ
أحسنت نفع الله بك
الإجابات يغلب عليها الاختصار
ب
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 ربيع الثاني 1442هـ/25-11-2020م, 02:34 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الغامدي مشاهدة المشاركة
اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.ندب الله تعالى إلى تفهم كلامه وتعلمه فقال (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقال:(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدو ا فيه اختلافا كثيرا).
وأوجب على العلماء الكشف عن معاني الآيات وتعلمه وتعليمه قال تعالى:( وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون )
لأن الله ذم أهل الكتاب من قبلنا الذين أعرضوا عن القرآن وأمرنا بالاشتغال به فقال:( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون).

2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
أحسن طرق التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن ثم تفسير القرآن والسنة لأنها موضحة له؛ فإن لم يوجد فبأقوال الصحابة رضي الله عنهم ؛ فإن لم يوجد رجع لأقوال التابعين وتابعيهم كمجاهد وعكرمة وسعيد وغيرهم ، لأن أقوالهم حجة اذا لم يوجد من يخالفهم،وذلك إذا أجمعوا على قول أما إذا اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض.
اختصرت جدا

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
اختلف العلماء في معنى الأحرف السبعة
على ٣٥ قولا ونذكر منها ٥ :
١- سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة مثل: أفلا وتعال.
٢- أن القرآن نزل على سبعة أحرف وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف فبعضه على حرف والآخر على حرف آخر.مثل:( وعبد الطاغوت).
٣- أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها .
٤- وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء: - ماتتغير حركته ولاتتغير صورته ولا معناه (ويضيق صدري)
-مالاتتغير صورته ويختلف معناه (باعد بين أسفارنا)
- المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
رخصة للناس ليقرأها بسبع لغات لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة على لغة قريش، ولعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحروف، وقد جمعهم عثمان على مصحف واحد لامرأة من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تقاتلهم وتكفير بعضهم لبعض.
أحسنت نفع الله بك
الإجابات يغلب عليها الاختصار
ب
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir