دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 ذو الحجة 1441هـ/12-08-2020م, 08:45 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير جزء تبارك

مجلس مذاكرة تفسير سورتي: الملك والقلم.


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قول الله تعالى:

{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}.
2. حرّر القول في كل من:
أ:
معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.
ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
3: بيّن ما يلي:
أ: فائدة النجوم في السماء.

ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
2: حرّر القول في كل من:

أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.

ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:

{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)}.
2. حرّر القول في كل من:

أ: المراد بالقلم في قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون}.
ب: معنى قوله تعالى: {سنسمه على الخرطوم}.
3. بيّن ما يلي:

أ: معنى خشية الله بالغيب.
ب: لم خصّ التوكل من بين سائر الأعمال وهو داخل في الإيمان، في قوله تعالى: {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو الحجة 1441هـ/13-08-2020م, 05:09 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.

الأولى: لا بد من شكر النعمة، وطلب مرضات الله. وهذا يقصد من ضرب المثل.

الثانية: التوكل على الله تعالى في كل الأمور وعدم الثقة على نفسه، بدليل قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} لما ظنوا أن قدرتهم مستقلة.

الثالث: لا بد من إكثار التوبة والاستغفار؛ لأن مَن دَعَا اللَّهَ صادِقاً ورَغِبَ إليه ورَجاهُ ـ أَعطاهُ سُؤْلَه، وهذا بدليل قوله تعالى: {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} قال السعدي: "فالظاهِرُ أنَّ اللَّهَ أَبْدَلَهم في الدنيا خَيراً منها".

الرابعة: التفكر والتأمل في عذاب الآخرة، فإنَّ ذلك يوجب الانزجارَ عن كُلِّ سَببٍ يُوجِبُ العذابَ ويُحِلُّ العِقابَ، ولذا وصف عذاب الآخرة بقوله تعالى: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.

بين ربنا عظمته ومجد نفسه قائلا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}أي: تعالى وتعاظم وكثر خيره، فهو المالك المتصرف في خلقه تصرفا كاملا بمقتضى حكمته وعلمه، ولا يعجزه شيء إذ {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فلا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل. ومن دلائل ملكه التام أنه {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} فقَدَّرَ لعِبادِه أنْ يُحْيِيَهم ثم يُمِيتَهم، ولحكمته الكاملة لم يخلق عبثا بل {لِيَبْلُوَكُمْ} أي: يختبر عباده أيهم {أَحْسَنُ عَمَلًا} أخلصهم لله، وأصوبهم لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. {وهو العزيز} الذي له العِزَّةُ كُلُّها، الغالب الذي لا يُغالَب، {الغفور} عن الْمُسِيئِينَ والْمُقَصِّرِينَ والْمُذْنِبينَ، خُصوصاً إذا تَابُوا وأَنَابُوا بعدما عصوه وخالفوا أمره. وهذا أيضا من دلائل عظمته وملكه فهو {مالك يوم الدين} فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
ومن دلائل عظمته أنه {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا} طبقةً بعد طبقةٍ، لَسْنَ طَبَقةً واحدةً، بل كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، فهي كاملة، مُتناسِبَة من كلِّ وَجهٍ؛ في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ، ولهذا {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} اختلاف وتنافر، فلن ترى أي نقص وخلل، فإن شئت، يا إنسان {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} أعد طرفك إلى السماء {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} لن ترى من شقوقٍ وخروق وأي عيب، فهي مُستويةٌ مُستقيمةٌ دالَّةٌ على خالِقِها. فتأمل هذا فاعلم أن الذي خلق هذا الكمال هو الكامل من كل وجه، وهو الذي يستحق أن يعبد وحده دون من سواه.
{ثمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} لا يزال ربنا يدعو إلى التأمل والتفكر في مخلوقاته الدالة عليه تعالى مرة بعد مرة، وهذا أبلغ في إقامة الحجة وقطع المعذرة.
وإن يكثر الإنسان من النظر في السماء {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ} يرجع إليه نظره {خَاسِئًا} ذليلا صاغرا عاجزا من رؤية العيب والخلل في خلق السماء {وَهُوَ حَسِيرٌ (4)} كليلٌ منقطع من الإعياء.

2: حرّر القول في كل من:

أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
يختلف معنى الآية بحبسب الاختلاف في إعراب "من" على قولين:

الأول: ألا يعلم الخالق؟ ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. ورجح هذا ابن كثير مستدلا بسياق الآية وهو قوله تعالى: {وهو اللّطيف الخبير}.
وهذا على القول بأن "من" في محل رفع فاعل.

الثاني: ألا يعلم اللّه مخلوقه؟ ذكره ابن كثير.
وهذا على القول بأن "من" في محل نصب مفعول به.

ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
ورد في المراد بالتسبيح هنا قولان:
الأول: الاستثناء، وهذا قول مجاهد، والسّدّي، وابن جريجٍ كما ذكر ابن كثير. وهو قول القائل: "إن شاء اللّه"، كما قال ابن جريجٍ وذكره عنه ابن كثير. ونقل أيضا قول السدي قال: "وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا".
الثاني: تنزيه الله عما لا يليق به وشكره على نعمه، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

ولا تعارض بين القولين. فالأول تفسير على المعنى، وأما الثاني فتفسير على اللفظ. ويدل على ذلك قول السعدي: "ومِن ذلكَ (أي: ما لا يليق بالله تعالى) ظَنُّكُم أنَّ قُدرَتَكم مُستَقِلَّةٌ، فلولا اسْتَثْنَيْتُم فقُلْتُمْ: "إنْ شاءَ اللَّهُ"، وجَعَلْتُم مَشيئَتَكم تابعةً لِمَشيئةِ اللَّهِ (بما نزهوا الله عما لا يليق به)، جَرَى عليكم ما جَرَى، فقالوا: {سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}". فاستثناؤهم تنزيه الله أن يكون شيء إلا بمشيئته.

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
ما خطر في مُضْمَرَات القلوب مِن النيَّاتِ والإرادات. هذا خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
المراد بالحكم هنا أحكام الله تعالى القدرية والشرعية. فالصبر على الْحُكْم القَدَرِي يكون بشيئين:
الأول: بالصبر على الْمُؤْذِي.
الثاني: عدم السَّخَطِ والجَزَعِ.

أما الحُكْمُ الشرعيُّ فالصبر عليه أيضا يكون بشيئين:
الأول: بالقَبولِ والتسليمِ.
الثاني: بالانقيادِ التامِّ لأَمْر الله تعالى.
هذا خلاصة ما ذكره السعدي.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ذو الحجة 1441هـ/15-08-2020م, 01:50 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1_ ان الابتلاء لا يكون فقط بالمصائب بل بالنعم ايضا (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة) حيث انعم الله عليهم بالثمار والزروع فلم يشكروه
٢_ ان قصص القران للعظة واستخلاص العبر فوجوب التدبر لها يفيد في التزام الامر واجتناب النهي لئلا اصاب بما أصيب به من قبلنا عند ارتكاب المعاصي فأندم حيث لا ينفع الندم (كذلك العذاب)
٣_ تنزيه الله عن الظلم عند حصول المصائب وان يعترف الشخص انه ظلم نفسه وانه ما ما اصيب بها الا لتقصيره وبذنبه (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين)
٤_ العزم على المعاصي ومنع الخير عن الاخرين سبب في الحرمان من نعم الله (بل نحن محرومون)
٥_ وجوب الاعتقاد بان مشيئتنا تابعة لمشيئة الله فلا نعمل عملا دون ان نستثني ونكل الامر الى مشيئته تعالى
٦_ الخوف من عذاب الله تعالى في الاخرة لانه اشد واكبر من عذاب الدنيا (ولعذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون)
٧_ عدم اليأس من رحمة الله والرجاء في عفوه وكرمه والانابة اليه بالتوبة (عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها إنا الى ربنا راغبون)

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)}.
(فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
يهدد الله تعالى من يكذب بالقران فيقول لنبيه صلى الله عليه وسلم خل بيني وبينهم ووكل امرهم اليّ فلا يشتغل قلبك بهم فإني كافيك أمرهم... وسوف نمد لهم بالاموال والاولاد والارزاق ليغتروا ويستمروا على ما يضرهم ويظنون أن هذا إنعاما فلا يفكرون في عاقبته وما سيلقون في نهايته ثم إذا أخذتهم بغتة أخذتهم أخذ عزيز مقتدر
(وأملي لهم إن كيدي متين)
ويقول الله انه يؤخر _عمن يكذب بالقران ويخالف أمره ويجترأعلى معاصيه _ العذاب وينظرهم فكيد الله بهم قوي شديد وكما جاء في الصحيحين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)
(أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون)
ويبين الله لرسوله الكريم انه ليس لنفورهم عنه وعدم تصديقهم بما جاء به سببا يوجبه فإنك تدعوهم الي الله لمحض مصلحتهم دون ان تطلب منهم مالا فتثقل عليهم ويتكلفون غرم ذلك المال.
(أم عندهم الغيب فهم يكتبون)
أم ان هؤلاء الكفار المكذبين والمنافقين عندهم علم الغيب فيكتبون ما يريدون من الحجج ويحكمون انهم أفضل منزلة عند الله من اهل الايمان فلا يطيعونك ويمتثلون لامرك

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقلم في قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون}.
ورد فيه قولين:
القول الاول: هو جنس القلم الذي يكتب به كقوله تعالى (الذي علم بالقلم) وقال مجاهد انه القلم الذي كتب به الذكر وذكر هذا القول ابن كثير والسعدي والاشقر
القول الثاني انه القلم الذي أجراه الله بالقدرحين كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض وذكره ابن كثير واستدل بما رواه ابن أبي حاتم عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال دعاني أبي حين حضره الموت فقال إني سمعت رسول الله يقول : أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال يا رب وما أكتب قال اكتب القدر ما كان وما هو كائن الى الابد
ب: معنى قوله تعالى: {سنسمه على الخرطوم}.
ان الله تعالى سيبين أمره بيانا واضحا حتى يعرف ولا يخفى على أحد كما لا تخفى السمة على الخراطيم فيعذبه عذابا ظاهرايكون عليه سمة في أشق الأشياءعليه وهو وجهه وهذا وعيد من الله لمن اتصف بالصفات التي سبقت في الايات بهذا العذاب وقد قيل ان ذلك يكون يوم بدر فيخطم بالسيف على وجهه اثناء القتال وقيل انه يوم القيامة اذ يسود الله وجهه وعبر عن الوجه بالخرطوم واختار ابن كثير بالجمع بين الحالين عليه في الدنيا والاخرة.
3. بيّن ما يلي:
أ: معنى خشية الله بالغيب.
اي الخوف من مقام الله فيما بين الانسان ونفسه اذا كان غائيا عن الناس فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد الا الله كما ثبت في الصحيحين قول رسول الله (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله فذكر منهم رجلا دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجلا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)
ب: لم خصّ التوكل من بين سائر الأعمال وهو داخل في الإيمان، في قوله تعالى: {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا)
لأن الأعمال وجودها وكمالها متوقفة على التوكل على الله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1441هـ/15-08-2020م, 11:40 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.


* من الفوائد السلوكية المستفادة من قصة أصحاب الجنة:
1) من قوله تعالى "إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين"، نستفيد:
إن كان الإنسان يقيم على المعاصي، ويرى أن نعم الله تترى عليه، فلا يغتر بحلم الله وعدم معاجلته له بالعقوبة، لأن هذا قد يكون استدراجا من الله، ثم لا يلبث إلا وتحل العقوبة عليه. فها هم أصحاب الجنة قد أغدق تعالى عليهم بالبستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه، ولكنهم أصروا على منع الإنفاق منه على الفقراء، ولم يعرفوا حق الله فيه.
2) من نفس الآية السابقة، نرى أن الله سمى ما أعطاه لأصحاب الجنة "بلوناهم"، فالبلاء قد يكون بالخير وبالشر، قال تعالى: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة".
3) من قوله تعالى: "ولا يستثنون". نستفيد:
علينا أن ننسب النعم إلى الله، وعدم الاغترار بتملكها وأنها باقية إلى الأبد، فإن الإنسان لا يأمن دوام الحال. فها هم أصحاب الجنة عزموا على منع الفقراء من ثمار البستان، وظنوا أنهم مالكوا البستان على الحقيقة، وأنهم قادرون عليه، ونسوا أنه عارية عندهم قد يسلبهم الله إياها في أي لحظة، حتى أنهم عندما قرروا منع الفقراء من الاستفادة منها لم يعلقوا الأمر بمشيئة الله.
4) من قوله تعالى: "فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون"، نستفيد:
أن أنوِ الخير، فإننا بخير ما نوينا الخير (كما قال الإمام أحمد)، لأن الله قد يعامل العبد على نيته التي جزم بها حتى قبل أن يفعل مقتضاها، فها هم أصحاب الجنة، نووا الشر، وبيّتوا نية فاسدة، فلم يأت الصباح حتى سلبوا الخير الذي كانوا يملكونه لفساد نيتهم وعزمهم.
5) من قوله تعالى: "فأصبحت كالصريم"، نستفيد:
قدرة الله تعالى العظيمة والتي يغير الله فيها من حال إلى حال ما بين طرفة عين وانتباهتها، فنلجأ له وحده في تحقيق أمانينا، لأنه لا يستطيع أحد على جلب منافعنا ودفع الضر عنا إلا هو، فلا نطلب مبتغانا لا من ملك مقرب ولا من نبي مرسل، ولا ولي ولا شجر ولا حجر.
6) من قوله تعالى: "فانطلقوا وهم يتخافتون"، نستفيد:
دقة سمع الله وبصره ولطف علمه وخبره، فقد كانوا يتناجون بما ينوون القيام به، ولكن السميع البصير سمع مناجاتهم فكان لهم بالمرصاد، وعاملهم على ما قام في قلوبهم.
7) من نفس الآية السابقة، نستفيد أن نتضرع ونناجي الله ونسأله بل ونتحرى سؤاله سبحانه بكل ما نريد، حتى في أحلك ساعات الليل، حيث الناس نيام، وبأخفض صوت لدينا، لعلمنا أن الله لا يفوته شيء، وأنه بكل شيء محيط.
8) من قوله تعالى: "فلما رأوها قالوا إنا لضالون"، نستفيد:
أنه وكما أصحاب الجنة ضلوا عن جنتهم، مع أنهم يعلمون مكانها ويذهبون لها في سابق أيامهم دائما، إلا أنهم وبعد أن طاف عليها الطائف من الله، غفلوا عن مكانها حتى ظنوا أنهم قد تاهوا عنها، وهذا يعلمنا أن لا نثق بعقولنا ونجعلها هي الحاكمة على تصرفاتنا، فكثير ممن ضل عن الطريق المستقيم كان بسبب اعتماده على عقله وعلى ما يسمونه المنطق، فها هي حواس الإنسان قد تخدعه، فعلينا الثقة فقط في الله وفي شرعه وأن نجعله هو الحاكم علينا وألا نعتمد على ما ملكنا الله إياه.
9) من قوله تعالى: "بل نحن محرومون"، نستفيد:
دقة توصيف الحال التي نحن عليها قد تكون لنا سببا لتعديل أخلاقنا وتصرفاتنا، فلا نضع لأنفسنا (صح) في كل ما نقوم فيه، لأننا بشر، نخطئ ونصيب، فها هم أصحاب الجنة، كانوا صريحين مع أنفسهم في وصف حالهم مما جعلهم يعودون ويتوبون ويستغفرون ربهم. فعلينا أن نحسن قراءة أفعال الله فينا.
10) من قوله تعالى: "قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون"، نسستفيد:
أن أكون مباركة أينما كنت، وذلك بأن أكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر وليس العكس، وذلك يتحقق بطلب العلم مع سؤال الله دائما بأن يجعلنا من أهل الحكمة والخير، فها هم أخيهم أعقلهم وأحسنهم طريقة اقترح عليهم الطريق التي يجب عليهم سلوكها ليرضى عنهم ربهم.
11) ومن نفس الآية السابقة نستفيد: وجوب التعاون على الخير والبر، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، فاقتراحه على إخوته في السابق بأن يكونوا من المسبحين، لم يمنعه منه اجتماعهم وكثرتهم وعزمهم على الشر، بل اقترح عليهم الخير، ولكنهم لم يعملوا بنصيحته فكان ما كان.
12) ومن نفس الآية السابقة نستفيد:
أنه على العبد أن ينسب النعمة إلى مالكها الحقيقي، فلا يظن قدرته عليها وتكنه منها، وهذا هو من تمام شكره سبحانه عليها، مع استخدام النعمة فيما يرضي الله، ومعرفة حق الله فيها، فبالشكر تدوم النعم، قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم، إن عذابي لشديد".
13) من قوله تعالى: "قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين"، نستفيد:
الاستغفار والتوبة والأوبة إلى الله بعد اقتراف الذنوب والمعاصي، واستدراك الخطأ والإقرار والاعتراف بضعفنا وأن نأوي لركننا الشديد، ولا نسترسل مع الذنب، ولنعلم أن ما من عقوبة نزلت إلا بذنب، ولا ترفع إلا بالاستغفار.
14) من الآية السابقة نستفيد:
أن ننزه الله تعالى عن كل نقص وعيب، وأن ما أصابنا من شر فهو بسببنا نحن، "وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
15) من قوله تعالى: "قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين"، نستفيد:
الطغيان - وهو مجاوزة الحد – سبب لنزع البركات والنعم، فنعرف حق الله فيما رزقنا.
16) من قوله تعالى: "عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها، إنا إلى ربنا راغبون"، نستفيد:
الرغبة والرهبة لا تكون إلا لله، ويدل على ذلك تقدم الجار والمجرور (إلى ربنا) على (راغبون) مما يفيد الاختصاص والحصر، فالرجوع إلى الله والرغبة بما عنده مع حسن الظن به سبحانه، يفتح الطريق للخيرات والبركات من الله بأن تترى، فأصحاب الجنة رجوا أن يعوضهم الله مكان جنتهم التي أصبحت كالصريم بجنة خيرا منها، يعرفون فيها حق الله فيعطون الفقراء حقهم منها، مع احتسابهم لما أصابهم من غم وأذى بأن يثيبهم الله عليها في الآخر.

المجموعة الأولى:
1. فسّر قول الله تعالى:
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}.

وصف سبحانه النار – أعاذنا الله وإياكم منها – أنها من شدة غيظها وحنقها على أهلها الذين لم يدخلوها بعد، فإنها "تكاد تميز من الغيظ" أي تكاد أن ينفصل بعضها عن بعض، وكأنها تستعد للانتقام منهم وعذابهم فيها على ما أساءوا في حق الله في الدنيا، فما بالك إذا أصبحوا فيها؟، فأخبر تعالى عن حالهم بعد أن يدخلوها "كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير"؟
فيسألهم خزنة جهنم (ملائكة النار) عن سبب ولوجهم إياها، لا لعدم علمهم بالسبب، ولكن تقريعا لهم وتوبيخا، فقد جاءكم نذير من الله في الدنيا رسول الله إليكم، وحذركم من يومكم هذا وأنذركم، وهذا من تمام عدل الله مع خلقه، أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسول إليه، فقد قال تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"، ف"قالوا بلى قد جاءنا نذير، فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء"، فلم يكتفوا بالتكذيب برسولهم المرسل إليهم، ولكنهم كذبوا بكل ما أنزل ربهم، بل ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك، فقالوا: "إن أنتم إلا في ضلال كبير"، فقد وصفوا الرسل المنذرين بأنهم هم البعيدين عن الحق والصواب، فجمعوا بين التكذيب الخاص، والتكذيب العام بكل ما أنزل الله، بل وأعلنوا ضلال الرسل المنذرين، وهم الهداة المهديين، بل وشنعوا عليهم أكثر بوصف ضلالهم بأنهم كبير، وأنهم هم (الكفار) المهتدون.
ثم اعترفوا بعدم أهليتهم هم للرشاد والهدى "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، فعادوا على أنفسهم بالملامة، وندموا حيث لا تنفعهم الندامة، فمع وجود السمع والعقل لديهم، إلا أن الله نفى وجوده لديهم، لأن وجود الشيء يكون بالانتفاع به، فطالما لم ينتفعوا بأسماعهم ولا بعقولهم فتكون حالها وكأنها غير موجودة، فهم يسمعون نعم ولكنهم لا يسمعون سمع انتفاع، ويعقلون نعم، ولكن عقولهم لم ترشدهم إلى ربهم، فلم ينزجروا عن مساخط الله، ولم يأتمروا بطاعة الله، فالسمع والعقل هما مفاتيح طرق الهدى، لذلك استحقوا أن يكونوا من "أصحاب السعير"، "فاعترفوا بذنبهم، فسحقا لأصحاب السعير"، فقامت عليهم الحجة ولم يبق لهم عذر، فلظلمهم وعنادهم كذبوا الرسل فجاءهم العذاب "فسحقا لأصحاب السعير"، أي بعدا لهم وخسارة وشقاء لما فاتهم من ثواب الله لو اتبعوا ما أرسل إليهم، فكانوا من أصحاب النار التي تستعر بهم جزاء وفاقا.

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.

جاء في معنى "زنيم" عدة أقوال للمفسرين، بين بعضها نباين وبين بعضها تطابق، فيمكن اختصارها إلى قولين، هما:
القول الأول: هو رجل له زنمة، والزنمة هي العلامة كالتي تكون للشاة، فالزنماء من الشياه هي التي يعلقون في عنقها هنتان ليميزوها عن أخواتها، فيكون معنى زنيم في الآية: هو رجل من قريش تميز عن غيره بالشر واشتهر به. وضرب المفسرون أمثله عليه: كالأخنس بن شريق، أو الأسود بن عبد يغوث، أو الوليد بن المغيرة وقد يكون غيرهم.
قال هذا القول ابن عباس (في رواية البخاري) وقاله سعيد بن جبير ورواه ابن جرير وقاله الضحاك ومجاهد وذكره ابن كثير، وهو حاصل ما قاله السعدي.
الأدلة والشواهد:
- روى ابن جرير عن زيد بن أسلم قوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تبكي السماء من عبد أصح الله جسمه، وأرحب جوفه، وأعطاه من الدنيا مقضما فكان للناس ظلوما. قال: فذلك العتل الزنيم".
- قول الشاعر حسان بن ثابت في ذمه لبعض كفار قريش:
وأنت زنيم نيط في آل هاشم .... كما نيط خلف الراكب القدح الفرد.
ذكرهما ابن كثير.

القول الثاني: الدعي الملحق النسب، ابن الزنا، الملصق بالقوم وهو ليس منهم، فليس له أصل.
قاله ابن عباس وعكرمة، وذكره ابن كثير، وهو حاصل أقوال السعدي والأشقر.
الأدلة والشواهد:
استدل ابن كثير بقول الشاعر:
- زنيم ليس يعرف من أبوه .. بغي الأم ذو حسب لئيم

وقد عقب ابن كثير على هذين القولين وجمعهما في قول واحد: وهو أن الزنيم هو المشهور بالشر الذي يعرف بين الناس، وغالبا يكون دعيا ولد زنا، فإنه في الغالب يتسلط الشيطان عليه ما لا يتسلط على غيره.
واستدل بقوله الجامع هذا بالحديثين التاليين:
- "لا يدخل الجنة ولد الزنا".
- "ولد الزنا شر الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه".



ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
جاء في معنى "يوم يكشف عن ساق فلا يستطيعون" عدة أقوال للمفسرين، بين بعضها تطابق وبين بعضها تقارب وبين بعضها تباين، فيمكن اختصارها إلى قولين، هما:

القول الأول: يكشف ربنا عن ساقه التي لا يشبهها شيء، وذلك إذا أتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم.
ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الأدلة والشواهد:
روى البخاري حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا". وهذا الحديث مخرج في الصحيحين،
وقد ذكره ابن كثير والأشقر.

القول الثاني: حين يكشف الأمر المفظع الشديد يوم القيامة من الأهوال والزلازل والكرب والشدة، فتبدو الأعمال مما لا يدخل تحت الوهم.
ذكره ابن كثير والسعدي.


3: بيّن ما يلي:
أ: فائدة النجوم في السماء.

قال تعالى في سورة الملك: "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين، وأعتدنا لهم عذاب السعير"
فقد أخبر تعالى أنه زين السماء بالكواكب والنجوم وشبهها بالمصابيح المضيئة، وهذه هي أحدى فوائد النجوم، والفائدة الأخرى: حراسة للسماء من الشياطين التي تسترق السمع فجعلها الله رجوما لها، وقد ذكر ذلك كلا من ابن كثير والسعدي والأشقر، وزادوا عليها من فوائد النجوم: أنها هداية يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، واستدل ابن كثير والأشقر بقول قتادة: خلق الله النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر.

ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم.
من مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم، ما ذكره الله في محكم تنزيله:
- "ما أنت بنعمة ربك بمجنون": فقد دافع الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم عندما نسب إليه قومه الجنون، فبرأه الله من قولهم الذي قالوه بل ونسب له كمال الأخلاق، فقال تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم".
" وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر": فقد أخبر سبحانه نبيه أن كفار قومه ينفذونه بأبصارهم ليعينوه وليسقطوه حسدا من عند أنفسهم وبغضا له عليه الصلاة والسلام ولما جاء به، ولكن الله حافظه، فإن هذا هو منتهى ما قدروا عليه من الأذى الفعلي، والله ناصره. وأما الأذى القولي فقد ذكره تعالى في تتمة الآية: "ويقولون إنه لمجنون"، فيقولون فيه أقوالا بحسب ما توحي إليهم قلوبهم فيقولون تارة: مجنون، وتارة: ساحر، وتارة: شاعر، وتارة: كاهن، ولكن الله يدافع عن نبيه والذين آمنوا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ذو الحجة 1441هـ/15-08-2020م, 03:48 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي مجلس ( سورة الملك و سورة القلم )

الفوائد من قصة أصحاب الجنة :
1- الغنى من الابتلاء الذي يصيب الإنسان ، من ينجح فيه من شكر نعمة الله و أدى حق الله فيها ،( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة ).
2- عند الاقدام على أمر لا بد من تقديم مشيئة الله عز و جل و قول إن شاء الله ( ألم أقل لكم لولا تسبحون ).
3- حرمان المساكين من حقهم في مالك ، حرمان لنفسك ، ( إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ) ( فطاف عليها طائف من ربك فأصبحت كالصريم ) ( بل نحن محرومون ) .
4- سارع لطلب المغفرة و أحسن الظن بالله ، فمن عزم على قطع حق الفقراء في مالهم سارعوا لطلب المغفرة و لم يكتفوا بذلك ، فلحسن ظنهم بالله طلبوا الزيادة ( عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون ) ، فكيف بك ؟.
5- من الضلال أن تظن أن الله يظلمك بتكليف كلفك إياه ، كما ضل أصحاب الجنة باعتقادهم أن حق المساكين في مالهم هو ظلم لهم و سينقص من مالهم ( إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ) ( فلما رأوها قالوا إنا لضالون ) .
6- فليكن لك الصاحب العدل العاقل الذي يعينك على الحق و الذي إن أشار عليك ، اتبعت ما أشار عليك و لا تتكبر ( قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ).
7- اتق عذاب الله في الدنيا و الآخرة ، باتقاء ما يغضبه ( و كذلك العذاب و لعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ).
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
) تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ( في الآيات يمجد الله نفسه الكريمة ، فيقول عز من قائل ، تبارك أي تعاظم و كثر خيره ، العظيم الذي بيده الملك ؛ ملك السموات و الأرض ، ملك العالم العلوي و السفلي ، يصرف الأمر في الدنيا كيف يشاء ، يقدر الأحكام الشرعية و القدرية ، وفق قدرته و حكمته و قدرته ، و في الآخرة هو الملك المالك ، لذا قال عز و جل ( مالك يوم الدين ) ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) ، و من عظمته كمال قدرته ؛ فهو عز و جل على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء ، في الدنيا و الآخرة ( في الدنيا يرفع و يخفض ، يعطي و يمنع ، و غيرها من أفعاله و في الآخرة ، يبعث و يحاسب و يجازي و يعذب ) .
و تتوالى الآيات تحمل دلائل قدرته و عظمته ، ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) فمن عظيم قدرته خلقه المخلوقات من عدم ليحيوا و ليختبرهم بما هيأ لهم من أسباب و بالتكاليف ، و بالموت و خروج الروح منهم يبدأ الحساب ، و بين الله ميزان النجاح في هذا الاختبار ؛ من كان أحسن عملاً ، اخلاصاً و اتباعاً و ليس أكثره ، و الله هو العزيز الغالب الذي لا يغلب ، قهر الخلق بقدرته و قوته ، و هذا موجب لأن يجتهدوا للنجاح في الاختبار بالاخلاص و الاتباع و من تعثر و أخطأ ، لازال له سبيل ، فالله هو الغفور مع كونه العزيز، الذي يغفر الذنوب و التقصير و الخطأ مادام العبد مقبلاً عليه يطلب التوبة .
(و الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) مظهر آخر من مظاهر عظيم قدرته ؛ خلقه السموات السبع طبقة فوق طبقة ، ليس فيها على عظمتها و سعتها أي شقوق أو عيوب و لا نقص ، هذه السموات كما هي من مظاهر قوته ، فهي من مظاهر رحمته ، فهو الرحمن الذي وسعت رحمته كل خلقه و عمتهم ، بما فيها من خير لهم و بما ينزل لهم منها من أسباب ، و لمن لازال لديه شك تقام عليه الحجة بأن يعيد النظر ، (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
فليعيد النظر مرة بعد مرة للسماء ، هل يتيبن له فيها عيب أو نقص ، و هذا في مزيد إقامة حجة على من في قلبه مرض ، و من يفعل ذلك سيعود له بصره تعباً كليلاً من ذلته و من العجز عن إيجاد نقص في خلق الله الذي هو أحسن الخلق و أتقنه .
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
ألا يعلم من خلق
القول الأول : ألا يعلم الخالق ، قاله بن كثير و أختاره، و قاله السعدي .
و عقب السعدي بقوله :( فمن خلق الخلق و أتقنه و أحسنه كيف لا يعلم )
القول الثاني : ألا يعلم الخالق مخلوقه ، قاله بن كثير و لم ينسبه و ذكره بصيغة تضعيف فقال ( قيل ).
القول الثالث : ألا يعلم السر و مضمرات القلوب من خلق ذلك و أوجده ، قاله الأشقر .
و عقب الأشقر فقال ( فهو تعالى الذي خلق الإنسان بيده و أعلم شيء بالمصنوع صانعه ) .
و هذا القول يقع تحت القول الأول ، فسعة علم الله تشمل السر و مضمرات القوب .
و حاصل الأقوال أن المعنى (ألا يعلم الخالق) و هو حاصل قول بن كثير و السعدي و الأشقر
وهو اللطيف الخبير
الذي لطف علمه بخلقه ، فعلم ما في قلوبهم ، الخبير الذي يدرك السرائر و الضمائر و خفايا الأمور , و هو حاصل قول كلاً من السعدي و الأشقر .


ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
القول الأول : لولا تستثنون ؛ أي قولوا إن شاء الله ، حاصل قول كلاً من مجاهد ، و السدي و بن جريج و السدي ، ذكر ذلك عنهم بن كثير
و ذكر بن كثير قول السدي : كان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحاً
و قال بن جريج : و هو قول القائل : إن شاء الله .
القول الثاني : التسبيح و الشكر ، ذكره بن كثير و لم يعزه و ذكره بصيغة تضعيف ( قيل ) .
فمتى نزهت الله و عظمته شكرته ، هذا التفسير من لازم التسبيح .
القول الثالث : التسبيح و الاستغفار ، قاله الأشقر .
متى نزهت الله و عظمته ، علمت عظيم معصيتك و ذنبك ، فاستغفرته عن ظلمك نفسك و ظلمك غيرك ، هذا التفسير من لازم التسبيح .
و جمع السعدي القول الأول و الثاني فقال ( تُنَزِّهُونَ اللَّهَ عمَّا لا يَلِيقُ ومِن ذلكَ ظَنُّكُم أنَّ قُدرَتَكم مُستَقِلَّةٌ، فلولا اسْتَثْنَيْتُم فقُلْتُمْ: إنْ شاءَ اللَّهُ ) .
فيكون حاصل القول : الجمع بين الأقوال ( فيكون المقصود من التسبيح تنزيه الله عز و جل و تعظيمه ( قول سبحان الله ) و ما يترتب عليه من تقديم مشيئته ( و قول إن شاء الله ) و من شكر نعمته و تأدية حق الله فيها و من الاستغفار عما قاموا به من ذنب ).

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.

القول الأول : بما خطر في القلوب ، قاله بن كثير
القول الثاني : بما فيها من النيات و الإرادات ،قاله السعدي و عقب عليه ( و من باب أولى الأقوال و الأفعال التي ترى و تسمع ).
القول الثالث : مضمرات القلوب ، قاله الأشقر .
فيكون المراد من ( بذات الصدور ) بما يخطر في القلوب و تضمر من نيات و إرادات ، و يُفهم منها بمفهوم الأولى الأقوال و الأفعال الظاهرة .
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
(القول الأول : الصبر على أذى المكذبين حتى يحكم الله عليهم و يروا عاقبة أمرهم في الدنيا والآخرة ،بن كثير
القول الثاني : الصبر على ما حكم الله ، لِمَا حَكَمَ به شَرْعاً وقَدَراً، فالْحُكْمُ القَدَرِيُّ يُصْبَرُ على الْمُؤْذِي منه ولا يُتَلَقَّى بالسَّخَطِ والجَزَعِ، والحُكْمُ الشرعيُّ يُقابَلُ بالقَبولِ والتسليمِ والانقيادِ التامِّ لأَمْرِه.السعدي
القول الثالث : الصبر على دعوة أهله ، مفهوم قول الأشقر.
فيكون المراد هو الصبر على ما حكم الله ، حكماً قدرياً و الذي منه ما يلاقي النبي صلى الله عليه من أذى في طريق دعوته من المكذبين به ، فلا يسخط و يجزع ، و حكمه الشرعي بالقبول و التسليم لما كُلف به .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو الحجة 1441هـ/15-08-2020م, 10:22 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1- أن الله تعالى يبتلي بالخير كما يبتلي بالشر ، وذلك امتحانا للصابر في الضراء، والشاكر في السراء، قال تعالى:(إنا بلوناهم) وبلائهم كان في حال السراء والخير .
2-إمداد الله بالنعم والمال والولد قد يكون استدارج من الله فلا بد من إقامة حق الله فيما ينعم وشكرها ونسبتها اليه سبحانه، (إنابلونهم كما بلونا أصحاب الجنة).
3- حلول العقوبة وسلب النعمة وأهلكها بعدم شكرها ومنع المساكين وذوي الحاجة منها،(فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ* فاصبحت كالصريم).
4- من بدل نعمة الله كفرا، يناله عقاب الدنيا والآخرة، قال تعالى: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) .
5- البخل بالخير سبب لسلبه ، وخاصة الضعفاء والمساكين ، {لاَ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ}
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قول الله تعالى:
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}.

تفسير قوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) )
يبين الله تعالى حال جهنم وشدة عذابها بأنها تكاد ينفصل بعضها عن بعض من شدة غيظها على أهلها ، ثم ذكر التوبيخ من الملائكة لأهلها ،كلما ألقي فيها جماعة من الناس ، ألم يأتكم نذير، وكأنهم لم يخبروا عنها ولم يأتيهم نذير.

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) )
ثم ذكر الله تعالى ردهم على الملائكة وبأي شيء اجابوا عليهم ، فاقروا على انفسهم ببلوغ الرسالة ، وان هذا العذاب بعد قيام الحجة عليهم ، وهذا من عدل الله تبارك وتعالى، قالوا بلى قد جاءنا نذير ولكنهم قابلوهم بالتكذيب ونعتهم بالضلالة وانهم على الحق .

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) )
قالوا معترفين بالحقيقة بانه لو كانت لهم عقول تنتفع من التذكرة والرسالة، لاتبعوهم ولك لاعقل وليس لهم اهلية لقبول الهدى والرشاد، والانزجار عن الضلال والباطل كما قال اللّه تعالى: {فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير}.

تفسير قوله تعالى: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) )
يعترف هولاء المكذبين بكفرهم وعنادهم ، فبعدا وخسارة وشقاء لهم ، وهم اصحاب السعير الذي يلازمهم ويسعر في ابدانهم وقلوبهم، فلم يبقى لهم عذر.

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.
الأقوال الواردة في المراد بالزنيم:
القول الأول: رجلٌ من قريشٍ له زنمة مثل زنمة الشّاة، ذكره ابن كثير
القول الثاني:هو الدّعيّ في القوم. قاله ابن جريرٍ وغير واحدٍ من الأئمّة.ذكره ابن كثير، والسعدي.
القول الثالث: الدعيّ الفاحش اللّئيم، ابن عباس،ذكره ابن كثير
القول الرابع:هو الأخنس بن شريق الثّقفيّ، حليف بني زهرة،ذكره ابن كثير.
القول الخامس: أنّ الزّنيم الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ،ذكره ابن كثير.
القول السادس: الزّنيم الملحق النّسب،ابن عباس، ذكره ابن كثير.
القول السابع:الملصق بالقوم، ليس منهم.سعيد بن المسيب.ذكره ابن كثيروالاشقر .
القول الثامن: هو ولد الزّنا، قاله عكرمة.
القول التاسع: يعرف المؤمن من الكافر مثل الشّاة الزّنماء، قاله عكرمة.
القول العاشر: الّذي يعرف بالشّرّ كما تعرف الشّاة بزنمتها. والزّنيم: الملصق، قاله سعيد بن جبير.
القول الحادي عشر:هو المريب الّذي يعرف بالشّرّ،ابن عباس.
القول الثاني عشر:الزّنيم علامة الكفر، قاله ابو رزين.
القول الثالث عشر: هو الغَليظُ الجافِي، قاله الزجاج ذكره الاشقر.
القول الرابع عشر: الزّنيم هو: المشهور بالشّرّ، الّذي يعرف به من بين الناس، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره.
الادلة:
1-قول حسّان بن ثابتٍ، يذمّ بعض كفّار قريشٍ:
وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسب لئيم...

2-قول ابن عباس للبيت:
زنيمٌ تداعاه الرجال زيادةً = كما زيد في عرض الأديم الأكارع

3- استدل ابن كثير بما جاء في الحديث: "لا يدخل الجنّة ولد زنًا"، وفي الحديث الآخر: "ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه".

ويكون تحرير الأقوال في المسألة كالتالي:
● المراد بالزنيم في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} القلم.
هو الرجل الدعي الذي ليس من القوم ولا يعرف نسبه ، ويجمع مع ذلك صفات الفحش والغلظة والقبح ويعرف بالشر والسوء ويعرف بذلك كما تعرف الشّاة بزنمتها، والله اعلم.
ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
القول الاول:"يكشف ربّنا عن ساقه، كما جاء في الحديث الصحيح.ذكره ابن كثير والسعدي والاشقر.
الثاني:عن امر عظيم.رواه ابن جرير.عن مجاهد ، وابن مسعود او ابن عباس.ذكره ابن كثير.
الثالث: قال ابن عبّاسٍ: هي أوّل ساعةٍ تكون في يوم القيامة.ذكره ابن كثير

الادلة:
عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يكشف ربّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا".
وهو مخرّجٌ في الصّحيحين وفي غيرهما من طرقٍ وله ألفاظٌ، وهو حديثٌ طويلٌ مشهورٌ.

3: بيّن ما يلي:
أ: فائدة النجوم في السماء.

قال قتادة: إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه، وأضاع نصيبه، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم
قال تعالى:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ }.

ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم.
وصفه صلى الله عليه وسلم بالجنون ونفي القران عنه هذا الوصف في مطلع سورة القلم، {ما أنت بنعمة ربّك بمجنونٍ} كما يقوله الجهلة من قومه،وفي هذا براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما نسبه اليه الجاهلون ، بل من الله عليه بالعقل الكامل والرأي الجزل ، والنبوة والرياسة العامة.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ذو الحجة 1441هـ/16-08-2020م, 02:40 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ المجموعة الثانية ⚪

▫ سؤال عام :

اذكر الفوائد السلوكية التى استفدتها من دراستك لقصة أصحاب الجنة ، مع الاستدلال لما تقول

📝 نحن ننسى أن دوام النعمة شكراً وزوالها جحوداًوبطراً ، فالمعطي هو الله والمانع هو الله

فلما نمنع أهل الحقوق حقهم مما آعطانا الله ؟ { ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين }

📝 المصلحون هم صمّام الأمان في المجتمعات ، ينتفع الناس بنصحهم ماانقادوا لهم

فإذا خالفوهم كا نت عاقبة السوء على الجميع { قال أوسطهم ، ألم أقل لكم لولا تسبحون }

📝 مها ابتعدنا أو تعثرنا ، أو ذهبت بنا شهواتنا بعيداً عن طريق الله ، نعود دوماً إلى ربٍ كريم

لا نظن به إلا عفواً وقبولأ وإحساناً ،لا يظن المؤمن بربه إلا خيراً :

{ عسى ربنا أي يبدلنا خيراً منها ، إنا إلى ربنا راغبون }

📝 أتمنى دوماً أن لا أنسى وأنا أقرأ * كتاب ربي* أنه كتاب تربيةٍ وتزكيةٍ ، الهدى في ثناياه

و الشفاء لما فيّ دواؤه هنا ، التصديق واليقين سبيل الأهتداء ، وقصص الأولين عبرة لمعتبر

فهل نعتبر ؟ { إنا بلونهم كما بلونا أصحاب الجنة }


1⃣ فسر قوله تعالى :

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسئا وهو حسير(4)

🔷 التفسير 🔷

{ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئٍ قدير }. (1)

ُيعظم الله ذاته العلية ، فهو الممجّد ، تعاظم خيراً وإحساناً وزاد فضلاً وإكراماً، وبلغ كمال العظمة

فملك َ كل شئ ، أرضاً وسماءً وخلقاً وتدبيراً ، حاكماً حكيماً عدلاً ، بأحكامه القدرية والدينية ، فكل

مخلوق ذُل له قهراً وأذعن له جبراً فلا معطي لما منع ولا راد لما أعطى ولا رافع ولا خافض إلإ هو *سبحانه*

يقر بهذا أهل الإيمان و ينكره أهل الكفر والإشراك . سبحانه عما يشركون.

{ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، وهو العزيز الغفور }. (2)

خلق الخلق من عدم ، فالعدم موت قبل الحياة ، ثم إن حياتهم وموتهم بعدها ، خلقه وقدره وحكمه ، ليتم

الابتلاء في دار الدنيا ، أيُ العاملين أراد بعمله وجه ربه فأخلصه له وأتى به على ما شرّع وأراد

فالعبرة بقبول الأعمال لا بكثرتها ، فلا يقبل العزيز الذي دان له كل شئ و انقهر له كل مخلوق

الإ ما يليق بعزته وما يستحق من توحيد وتعظيم ، على أنه غفور كريم لمن تاب وأناب

وإن تابع التقصير وأكثر الزلات ولكنه علم أن له رباً عزيزاً غفوراً، يعفو عن عزة ومقدرة وغلبة .


{ الذي خلق سبع سمواتٍ طباقاً ، ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ، فارجع البصر هل ترى من فطور}. (3)

تبارك وتعاظم هذا الرب الذي خلق السماوات في علوٍ سامق و طبقات متقنات لا خلل ولا عيب ولا ضعف

بل كما قال سبحانه : { والسماء ذات الحُبك } فقلّب بصرك في نواحيها وأرجائها ، فهل ترى الإ كمالاً وجمالاً

عبرةٌ لمعتبر وبهجةٌ للنظر ، تدل على كمال رافعها ومسويها ، { تبارك الله أحسن الخالقين }


{ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير } (4)

صعد النظر وزده وأعده ، لكي لا يبقى عذر أو حجة ، فلن يعود البصر والنظر إلإ عاجزاً صاغراً ، فقد قطعه

الكمال وأحسره الجلال والجمال ، فتبارك الله أحسن الخالقين .



2⃣ حرر القول في كل من :

🔶أ - معنى قوله تعالى { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }

🔸القول الأول : ألا يعلم الخالق ؟

ذكر هذا المعنى *ابن كثير *ورجحه ، مستدلاً بقوله تعالى بعده : { وهو اللطيف الخبير }

🔸 القول الثاني : ألا يعلم الله مخلوقة ؟

أورد هذا* ابن كثير* بلفظ : قيل ، مع ترجيحه للمعنى الأول ، و أورده* السّعدي *ولم يورد غيره

وجعله دليلاً عقلياً على علمه (سبحانه وتعالى ) بقوله : إن من خلق الخلق وأتقنه وأحسنه ، كيف لا يعلمه؟

وهو يعلم سرائر وضمائر وخبايا وخفايا هذا المخلوق فهو { اللطيف الخبير }

وهو المعنى الذي ساقه *الأشقر * وبدأ بالدلالة على علمه (سبحانه) بخفايا ومضمرات قلوب هذا المخلوق الذي

خلقه بيده وأوجده ، فهو { اللطيف الخبير }


🔶ب - المراد بالتسبيح في قوله تعالى { قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون }

🔸 القول الأول : تستثنون (هو قول القائل إن شاء الله )

ذكر هذا * ابن كثير * عن مجاهد والسديّ وابن جريج ، على أن السدي جعل استثنائهم تسبيحاً بحسب

ذلك الزمان ، وذكره السعدي أيضاً .

🔸القول الثاني : تنزهون الله

ذكر هذا المراد * ابن كثير * بقوله : وقيل : هلا تسبحون الله ، وذكره *السعدي* : أي تنزهون الله عما

لا يليق به ، وساقه * الأشقر * أيضاً في المعنى المراد صريحاً بلفظ الأية .

🔸 القول الثالث : تتوبون وتستغفرون

أورد هذا المعنى * الآشقر * قائلاً : وتستغفرون الله من فعلكم وتتوبون إليه من هذه النية التى عزمتم عليها


3⃣ بين ما يلي

🔶أ - المراد ( بذات الصدور)

🔸بما في القلوب والصدور ، من خطرات ونيات وإرادات و ما تضمره وتخفيه ، هذا حاصل كلام

ابن كثير و السعدي والأشقر. و هي معانٍ متفقة .

🔶ب - المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى { فاصبر لحكم ربك }

🔸 المراد با ( الحكم )

🔹القول الأول : العاقبة

ذكر هذا * ابن كثير * بقوله : سيحكم الله لك ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والأخرة

🔹القول الثاني : حكم الله القدري والشرعي

وهذا هو المراد عند السعدي

🔸 معنى ( الصبر ) في قوله تعالى : { فاصبر لحكم ربك }

🔹 القول الأول : الصبر على أَذى قومه وتكذيبهم له صلى الله عليه وسلم

ذكره * ابن كثير ،. وهو داخل في قول * السعدي* الصبر لحكم الله القدري بعدم التسخط والجزع

إن كان مؤلماً .

🔹 القول الثاني : الصبر لحكم الله الشرعي

أورده * السعدي* بأن يتلقى صلى الله عليه وسلم ، الحكم الشرعي بالقبول والتسليم والإنقياد.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو الحجة 1441هـ/16-08-2020م, 02:46 AM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

المجلس الثاني : مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير جزء تبارك
مجلس مذاكرة تفسير سورتي : الملك والقلم.

1. (عامّ لجميع الطلاب) اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة ، مع الاستدلال لما تقول :
1 - المعاصي سبب في حرمان الرزق ، كما قال تعالي : { فأصبحت كالصريم }.
2 - فضل التسبيح ، قال تعالي : { لولا تسبحون }.
3 - فضل الاستثناء عند القسم ، قال تعالي : { ولا يستثنون } ، { لولا تسبحون }.
4 - عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا ، قال تعالي : { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون }.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية: ( المجموعة الأولى )
1. فسّر قول الله تعالى : { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) }.

{ 8 } يكاد ينفصل بعضها منْ بعض وتَتَقَطَّعَ ؛ وذلك منْ شدَّةِ غضبها على من يدخل فيها ، كلما رُمِيَت فيها جماعة منْ الكفار سألتهم الملائكة الموكلون بها سُؤالَ تَوبيخٍ وتَقريعٍ : ألم يأتكم في الدنيا رسول يخوّفكم من عذاب الله ، ويُنذِرُكم هذا اليومَ ويُحَذِّرُكم منه ؟!
{ 9 } فيجيب الكفار : بلى ، قد جاءنا رسول يخوّفنا منْ عذاب الله فكذبناه ، وقلنا له : ما نزّل الله منْ وحيٍ ، لستم أيها الرسل إلا في ضلالٍ عظيمٍ عن الحقّ.
وفي هذه الآية يذكر تعالى عدله في خلقه ، وأنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه ، وإرسال الرّسول إليه ، وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة ، وندموا حيث لا تنفعهم النّدامة ، فقالوا : { لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير }
{ 10 } أي : لو كُنَّا نسمع لما أنزله الله سماعًا يُنْتَفع به ، أو نعقل عقل من يميز الحق من الباطل ، ويأتمر بالأوامر وينتهي عن النواهي ، لما كنا في جملةِ أصحاب النار ، بل كُنَّا نؤمن بالرسل ، ونصدق بما جاؤوا به ، ونكون من أصحاب الجنة.
{ 11 } فأقرّوا على أنفسهم بالكفر والتكذيب فاستحقوا النار ، فبُعْدًا لأصحاب النار

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.

اختلفت أقوالُ السلف في المرادِ بالزنيم ، حتي قال ابنُ كثير رحمه الله : والأقوال في هذا كثيرةٌ ، وترجع إلى ما قلناه ، وهو أنّ الزّنيم هو : المشهور بالشّرّ ، الّذي يعرف به منْ بين الناس ، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا ، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره ، كما جاء في الحديث : ( لا يدخل الجنّة ولد زنًا ) ، وفي الحديث الآخر : ( ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه ). أهـ.
ومنْ هذه الأقوال التي وردت ، وذكرها ابن كثير رحمه الله :
1 - روي البخاريّ عن ابن عبّاسٍ : { عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ } قال : رجلٌ من قريشٍ له زنمة مثل زنمة الشّاة. ومعنى هذا : أنّه كان مشهورًا بالشّرّ ، كشهرة الشّاة ذات الزّنمة منْ بين أخواتها. ورواه ابن جرير عن ابن إدريس ، عن أبيه ، عن أصحاب التّفسير. وورد عن سعيد بن جبير والضحاك
2 - الزّنيم في لغة العرب : هو الدّعيّ في القوم. قاله ابن جريرٍ وغير واحدٍ من الأئمّة. وورد عن ابن عباس.
3 - الدعيّ الفاحش اللّئيم. ورد ذلك عن ابن عباس عند ابن أَبَي حَاتِم.
4 - الزّنيم الملحق النّسب. ورد عن مجاهد عن ابن عباس.
5 - هو الملصق بالقوم ، ليس منهم. ورد عن سعيد بن المسيب عند ابن أَبَي حَاتِم. ورواه ابن جرير ، وورد عن الضحاك.
6 - هو ولد الزّنا ، ورد عن عكرمة عند ابن أَبَي حَاتِم.
7 - يعرف المؤمن من الكافر مثل الشّاة الزّنماء. والزّنماء من الشّياه : الّتي في عنقها هنتان معلّقتان في حلقها. ورد من قول عكرمة. .
8 - المريب الّذي يعرف بالشّرّ ، ورد ذلك عن ابن عباس ، وكَذَا ورد عن عكرمة.
9 - وقال أبو رزين : الزّنيم علامة الكفر.

ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
اختلفت عبارات السلف في تفسيرها :
1 - فقيل : يعني يوم القيامة وما يكون فيه منَ أمرٍ عظيمٍ ؛ كالأهوالِ والزّلازلِ والبلاءِ والامتحانِ والأمور العظام.
ورد ذلك عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد
2 - وقيل : المقصود ما ورد عنْ أبي سعيدٍ الخدريّ ؛ قال : سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول : ( يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً ، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقاً وَاحِداً ). مخرّجٌ في الصّحيحين وفي غيرهما من طرقٍ وله ألفاظٌ ، وهو حديثٌ طويلٌ مشهورٌ.
3 - وقيل : المقصود به وَما ورد عن أبي موسى ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال : { يوم يكشف عن ساقٍ } قال : ( عن نورٍ عظيمٍ ، يخرّون له سجّدًا ) ، رواه ابن جرير ، وأبو يعلى ، كذا ذكر ابن كثير ، ثم قال : به وفيه رجل مبهم ، فالله أعلم. اهـ.

3: بيّن ما يلي :
أ: فائدة النجوم في السماء.

قال قتادة : إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ : خلقها اللّه زينةً للسّماء ، ورجومًا للشّياطين ، وعلاماتٍ يهتدى بها ، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه ، وأضاع نصيبه ، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم.

ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم.
1 - قالُوا مجنون ، فقَالَ تعالي : { ما أنْتَ بنعمة ربك بمجنون }
2 - قالُوا علي ما يتلوه صلي الله عَلَيْه وسلم عليهم : أَساطِيرُ الأولين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1442هـ/20-08-2020م, 10:59 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورتي: الملك والقلم.


أحسنتم جميعا طلاب وطالبات ،قبل عرض التقييم أود أن أشير لأمر - بعد الاطلاع على إجاباتكم - له من الأهمية مكان في مسيرتكم ألا وهو:
[كيف نعتني بسؤال تفسير الآيات حتى لا يكون مجرد توضيح معنى مجمل للآيات يخلو من عنصر التأثير ؟ ]
1: احرصوا يا رعاكم الله أن تستشعروا مخاطبة من يهمّكم أثناء تفسيركم للآيات ،فهو أبلغ في وصول المطلوب، ولا يكون خطاب طالب لأستاذه.
2: ابدؤوا تفسيركم بمقدمة يسيرة .
3: اجتنبوا نسخ قول المفسّرين ما أمكن واستعينوا بقدر يسير.
4: عبّروا عن خلاصة ما فهمتموه من كلام المفسرين بأسلوبكم واربطوا بين الآيات ، لأنّ الهدف من التفسير إيصال المعنى للناس بما يفهموه .
ومهارة التخليص وحسن التعبير ركيزة أساسية ؛ بل محور مهم في مسيرتكم ، فكثير من المقررات القادمة تعتمد على صياغة الأقوال بأسلوبكم ، وسؤال التفسير الذي يوضع تقريبا في كل مجلس هو بمثابة تمرين لإظهار مهارات الطالب وقدراته والعمل على تحسينها ، فإن لم يكن العناية بها في بداية الطريق فسيصبح الأمر عسيرا ولن تبلغوا ثمرة المحصول .

فأولوا هذه الملحوظة مزيدا من العناية نفع الله بكم.

المجموعة الأولى:

- خلاصة ما جاء في معنى {زنيم }.
القول الأول: أنه الملحق بالقوم وليس منهم.
القول الثاني: أنها علامة حسية يعرف بها، له زنمة كزنمة الشاة، أو زنمة في أصل أذنه.
القول الثالث : أنها علامة معنوية يعرف بها، فهو معروف بالشر، ومشهور به كشهرة الشّاة ذات الزّنمة من بين أخواتها. وهو الراجح.

** ملحوظة :

رجل من قريش، أو الأخنس بن شريق أو الأسود بن عبد يغوث، ليس قولا في معنى اللفظة بل المراد به في الآية.



1. إيمان جلال.أ
أحسنتِ في إجابتك وفقكِ الله وسددك.
- ذكر ابن كثير -رحمه الله تعالى- قولا ثالثا في المراد بالساق؛ وهو نور عظيم يخرون له سجداً، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( يوم يكشف عن ساق ، قال : عن نور عظيم، يخرون له سجداً ) ، رواه ابن جرير عن أبي موسى عن أبيه.



2: رفعة القحطاني.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- في سؤال استخراج الفوائد السلوكية اجتهدي أن تدل عباراتك على توجيه الأفعال والاعتقادات بما يخدم المعنى ولا تكون مجرد فائدة عامّة، والمقصود بتوجيه الأفعال أن أبيّن للقارئ الفعل الذي ينبغي القيام به كـ: أحرص على، أتجنب كذا..الخ
- في مسألة معنى زنيم،راجعي التعليق.
- ذكر ابن كثير -رحمه الله تعالى- قولا ثالثا في المراد بالساق؛ وهو نور عظيم يخرون له سجداً، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( يوم يكشف عن ساق ، قال : عن نور عظيم، يخرون له سجداً ) ، رواه ابن جرير عن أبي موسى عن أبيه.
- أوصيكِ بالاستفادة من إجابة زميلتك إيمان على السؤال الأخير.



المجموعة الثانية:
1: فروخ الأكبروف.ب+
أحسنت بارك الله فيك وسددك.
- بالنسبة للفوائد والتفسير وفقك الله احرص على التعبير بأسلوبك فهو أدعى لتنمية مهاراتك اللغوية.
-{ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
‏فيه قولان:
‏1: {من خلق} فاعل يعلم، والتقدير: ألا يعلم الخالقُ ما خلقَه من المخلوقات كبيرها وصغيرها وهو الذي خلقها.
‏2: الفاعل ضمير مستتر عائد على الله جلّ وعلا و{من خلق} في محلّ نصب.
‏أي: ألا يعلم الله مَن خلق مِن خلقه

- س2ب،الأقوال ثلاثة :1:الاستثناء 2:التنزيه والتعظيم 3:الاستغفار .


2: رولا بدوي:أ+
أحسنتِ في إجابتك سددكِ الله وبارك فيكِ.
-ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
‏فيه قولان:
‏1: {من خلق} فاعل يعلم، والتقدير: ألا يعلم الخالقُ ما خلقَه من المخلوقات كبيرها وصغيرها وهو الذي خلقها.
‏2: الفاعل ضمير مستتر عائد على الله جلّ وعلا و{من خلق} في محلّ نصب.
‏أي: ألا يعلم الله مَن خلق مِن خلقه.

-س2ب،الأقوال ثلاثة :1:الاستثناء 2:التنزيه والتعظيم 3:الاستغفار.


3: سعاد مختار.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.


المجموعة الثالثة:
1: هنادي الفحماوي.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- اعتني وفقكِ الله بهمزة القطع: أيضا،أنعم، لأنه...



- تمّ بفضل الله وتوفيقه -


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 محرم 1442هـ/24-08-2020م, 07:54 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد صخر مشاهدة المشاركة
المجلس الثاني : مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير جزء تبارك
مجلس مذاكرة تفسير سورتي : الملك والقلم.

1. (عامّ لجميع الطلاب) اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة ، مع الاستدلال لما تقول :
1 - المعاصي سبب في حرمان الرزق ، كما قال تعالي : { فأصبحت كالصريم }.
2 - فضل التسبيح ، قال تعالي : { لولا تسبحون }.
3 - فضل الاستثناء عند القسم ، قال تعالي : { ولا يستثنون } ، { لولا تسبحون }.
4 - عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا ، قال تعالي : { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون }.
[أحسن الله إليك، فما ذكرت هي فوائد عامّة وليست سلوكيّة، فالسلوكية ما يتعلق بعمل العبد سواء كان عملا بالجوارح أو الاعتقاد، فمثلا في الفائدة الأولى بإمكانك القول ينبغي تجنب المعاصي فهي سبب للحرمان من الرزق، وكذلك الإكثار من التسبيح وملازمة الذكر...الخ].
2. أجب على إحدى المجموعات التالية: ( المجموعة الأولى )
1. فسّر قول الله تعالى : { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) }.

الأولى التقديم للآيات وتهيئة القارئ لما سيأتي{ 8 } يكاد ينفصل بعضها منْ بعض وتَتَقَطَّعَ ؛ وذلك منْ شدَّةِ غضبها على من يدخل فيها ، كلما رُمِيَت فيها جماعة منْ الكفار سألتهم الملائكة الموكلون بها سُؤالَ تَوبيخٍ وتَقريعٍ : ألم يأتكم في الدنيا رسول يخوّفكم من عذاب الله ، ويُنذِرُكم هذا اليومَ ويُحَذِّرُكم منه ؟!
{ 9 } فيجيب الكفار : بلى ، قد جاءنا رسول يخوّفنا منْ عذاب الله فكذبناه ، وقلنا له : ما نزّل الله منْ وحيٍ ، لستم أيها الرسل إلا في ضلالٍ عظيمٍ عن الحقّ.
وفي هذه الآية يذكر تعالى عدله في خلقه ، وأنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه ، وإرسال الرّسول إليه ، وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة ، وندموا حيث لا تنفعهم النّدامة ، فقالوا : { لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير }
{ 10 } أي : لو كُنَّا نسمع لما أنزله الله سماعًا يُنْتَفع به ، أو نعقل عقل من يميز الحق من الباطل ، ويأتمر بالأوامر وينتهي عن النواهي ، لما كنا في جملةِ أصحاب النار ، بل كُنَّا نؤمن بالرسل ، ونصدق بما جاؤوا به ، ونكون من أصحاب الجنة.
{ 11 } فأقرّوا على أنفسهم بالكفر والتكذيب فاستحقوا النار ، فبُعْدًا لأصحاب النار

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.

اختلفت أقوالُ السلف في المرادِ بالزنيم ، حتي قال ابنُ كثير رحمه الله : والأقوال في هذا كثيرةٌ ، وترجع إلى ما قلناه ، وهو أنّ الزّنيم هو : المشهور بالشّرّ ، الّذي يعرف به منْ بين الناس ، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا ، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره ، كما جاء في الحديث : ( لا يدخل الجنّة ولد زنًا ) ، وفي الحديث الآخر : ( ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه ). أهـ.
ومنْ هذه الأقوال التي وردت ، وذكرها ابن كثير رحمه الله :
1 - روي البخاريّ عن ابن عبّاسٍ : { عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ } قال : رجلٌ من قريشٍ له زنمة مثل زنمة الشّاة. ومعنى هذا : أنّه كان مشهورًا بالشّرّ ، كشهرة الشّاة ذات الزّنمة منْ بين أخواتها. ورواه ابن جرير عن ابن إدريس ، عن أبيه ، عن أصحاب التّفسير. وورد عن سعيد بن جبير والضحاك
2 - الزّنيم في لغة العرب : هو الدّعيّ في القوم. قاله ابن جريرٍ وغير واحدٍ من الأئمّة. وورد عن ابن عباس.
3 - الدعيّ الفاحش اللّئيم. ورد ذلك عن ابن عباس عند ابن أَبَي حَاتِم.
4 - الزّنيم الملحق النّسب. ورد عن مجاهد عن ابن عباس.
5 - هو الملصق بالقوم ، ليس منهم. ورد عن سعيد بن المسيب عند ابن أَبَي حَاتِم. ورواه ابن جرير ، وورد عن الضحاك.
6 - هو ولد الزّنا ، ورد عن عكرمة عند ابن أَبَي حَاتِم.
7 - يعرف المؤمن من الكافر مثل الشّاة الزّنماء. والزّنماء من الشّياه : الّتي في عنقها هنتان معلّقتان في حلقها. ورد من قول عكرمة. .
8 - المريب الّذي يعرف بالشّرّ ، ورد ذلك عن ابن عباس ، وكَذَا ورد عن عكرمة.
9 - وقال أبو رزين : الزّنيم علامة الكفر.انظر ما جاء في التعليق على هذا السؤال للاستفادة.

ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
اختلفت عبارات السلف في تفسيرها :
1 - فقيل : يعني يوم القيامة وما يكون فيه منَ أمرٍ عظيمٍ ؛ كالأهوالِ والزّلازلِ والبلاءِ والامتحانِ والأمور العظام.
ورد ذلك عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد
2 - وقيل : المقصود ما ورد عنْ أبي سعيدٍ الخدريّ ؛ قال : سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول : ( يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً ، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقاً وَاحِداً ). مخرّجٌ في الصّحيحين وفي غيرهما من طرقٍ وله ألفاظٌ ، وهو حديثٌ طويلٌ مشهورٌ.
3 - وقيل : المقصود به وَما ورد عن أبي موسى ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال : { يوم يكشف عن ساقٍ } قال : ( عن نورٍ عظيمٍ ، يخرّون له سجّدًا ) ، رواه ابن جرير ، وأبو يعلى ، كذا ذكر ابن كثير ، ثم قال : به وفيه رجل مبهم ، فالله أعلم. اهـ.

3: بيّن ما يلي :
أ: فائدة النجوم في السماء.

قال قتادة : إنّما خلقت هذه النّجوم لثلاث خصالٍ : خلقها اللّه زينةً للسّماء ، ورجومًا للشّياطين ، وعلاماتٍ يهتدى بها ، فمن تأوّل فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظّه ، وأضاع نصيبه ، وتكلّف ما لا علم له به. رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم.

ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم.
1 - قالُوا مجنون ، فقَالَ تعالي : { ما أنْتَ بنعمة ربك بمجنون }
2 - قالُوا علي ما يتلوه صلي الله عَلَيْه وسلم عليهم : أَساطِيرُ الأولين.
سددك الله وبارك فيك.
اجتهد رعاك الله بصياغة الإجابة بأسلوبك لتتقوى لديك هذه المهارة.
نتطلع لرؤية مشاركتك في موعدها، وفقك الله وسددك.
الدرجة:ج+


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 12:41 AM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1. ((إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة)) النعم التي أنعم الله تعالى علينا في الحياة الدنيا -وهي نعم لا تعد ولا تحصى- إنما هي ابتلاء واختبار من الله تعالى للعبد أيشكر أم يكفر.
2.((إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين)) مهما ظن العبد أن الأمر بيده وأنه قادر على فعل ما يريد، وظن أن بيده القوة والملك فإن فوقه العزيز ذا الملك الذي بيده كل شيء وإذا أراد أمرا إنما يقول له كن فيكون، فلعلى المؤمن أن يذكر نفسه بأن لا يغتر بما لديه.
3. (( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون)) إياكم والمعاصي فإن المعاصي تذهب النعم وبركتها، فإن شعر العبد أن رزقه لا يكفيه ولا بركة فيها، فقد تكون هذه إشارة له، فعليه أن ينظر في نفسه أي ذنب يرتكب ويسارع بالتوبة والاستغفار.
4. ((وغدوا على حرد قادرين. فلما رأوها قالوا إن لضالون)) المال من نعم من الله تعالى على العبد واختبار ليرى -سبحانه- أيشكر العبد بإنفاقها في وجه الخير أم يكفر بمنعها عن مستحقيها وصرفها في الحرام أو تخزينها لنفسه، فلا يظن العبد أن ما يملكه اليوم هو حق له وحده كسبه بنفسه، بل هي نعمة من الله تعالى وفيها حق الزكاة.
5. ((قال اوسطهم ألم اقل لكم لو لا تسبحون)) على المؤمن أن يذكر نفسه دوما أن الأمر كله بيد الله وحده، وأنه -سبحانه- يفعل ما يشاء، فإذا أراد المؤمن فعل أمر عليه أن يقول قولا ويقينا "إن شاء الله".
6. ((قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين)) رسالة لمن وقع في الذنب لا تيأس من رحمة الله، فرحمة الله واسعة، فإن عرف المؤمن أنه على خطأ وقد قوع في الذنب فعليه المسارعة في الاستغفار وتوبة .
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
* ((تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير))
بدأت السورة الكريمة بتمجيد الله تعالى لنفسه الكريم، "تبارك": أي تعاظم وتعالى وكثر خيره وعم إحسانه، أخبر سبحانه أنه بيده الملك: أي ملك السموات والأرض وما بينهما في الدنيا والآخرة، هو -سبحانه- المتصرف بملكه بما يشاء، ولهذا جاءت فاصلة الآية ((وهو على كل شيء قدير)) لا معقب لحكمه ولا يعجزه شيء -سبحانه- .
* ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور))
أنه -سبحانه- خلق الخلائق من العدم، وقدر لعباده الموت والحياة ليبلوهم ويختبرهم أيهم خيرُ وأخلصُ وأصوبُ عملاً ،ولم يقل سبحانه أكثر لأن الكثرة بدون إخلاص كالهباء المنثور، فالعبرة من الابتلاء هو ظهور كمال إحسان المحسنين، وختم سبحانه الآية بقوله ((وهو العزيز الغفور)): أي أنه سبحانه له العزة كلها وهو المنيع الجناب الغالب الذي لا يغلب ومع ذلك هو غفور لمن تاب إليه وأناب، وفيه رسالة للعاصي والمذنب فإن تاب وأناب فإن الله تعالى عزيز ومع ذلك فهو غفور يغفر الذنوب وإن بلغت عنان السماء لمن تاب وأناب.
* ((الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فأرجع البصر هل ترى من فطور))
خلق سبحانه سبع سموات طبقة بعد طبقة -فيها قولان هل هن متواصلات أم متفاصلات، وأصح الأقوال أنهن متفاصلات بينهن خلاء كما دل حديث الإسراء، ذكره ابن كثير- خلقها سبحانه في غاية الحسن والإتقان، مستوٍ ليس فيها " تفاوت" أي اختلاف أو تنافر أو خلل أو نقص، وأمر سبحانه الإنسان أن "ارجع بصرك" انظر وتأمل وكرر النظر في السماء هل ترى فيها -على عظمتها واتساعها- من "فطور" أي من شقوق أو خروق أو خلل؟.
* ((ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير))
ثم قال سبحانه مؤكدا مهما كررت المرات التي تنظر فيها إلى السماء باحثا عن خلل، لرجع البصر إليك "خاسئا وهو حسير" أي كليل منقطع من الإعياء -من كثرة النظر والبحث-ولن يجد عيبا أو نقصا، وهذه الآية أبلغ في إقامة الحجة وأقطع للمعذرة.

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
القول الأول: ألا يعلم الخالق
القول الثاني: ألا يعلم الله مخلوقه
وقال ابن كثير الأول أولى لقوله تعالى ((وهو اللطيف الخبير)) وكذلك قال به السعدي والأشقر.
ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
الأول: الاستثناء والقول "إن شاء الله"، قال به مجاهد، والسّدّي، وابن جريجٍ كما ذكرهم ابن كثير وذكره السعدي
الثاني: تنزيه الله عما لا يليق به وتشكرونه على نعمه وتستغفرون من فعلكم، ذكره بمعناه ابن كثير السعدي والأشقر.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
ما يخطر في القلوب من النيات والإرادات
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
- الصبر على الحكم القدري كما بالصبر على ما يتلاقه من المؤذي ولا يسخط أو يجزع قاله السعدي وذكره ابن كثير.
- الصبر على الحكم الشرعي بالقبول والتسليم والانقياد التام، قاله السعدي.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 محرم 1442هـ/28-08-2020م, 12:58 AM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
- احرص على تقديم حق المسكين ولا امنع الخير ، كون عذابهم نتيجة حرصهم على الجني قبل مجيء المساكين " أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين"
- استشعر نظر الله إلي ، فحتى انطلاقهم وهم يتخافتون كان الله مطلع على ذلك وعالم بمقاصدهم ، فأخبر الله بما يكتمونه عندما " انطلقوا وهم يتخافتون"
- المسارعة إلى التوبة والاعتراف بالذنب والرجوع الى الله والاعتراف انه المنعم "فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا انا كنا طاغين عسى ربنا ان يبدلنا خيرًا منها انا الى ربنا راغبون"


المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)}.


فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)
بعدما ذكر الله ﷻ زعم المجرمين هددهم بالوعيد الشديد فقال ذرني أي اتركني وومن يكذب بهذا الحديث أي بالقرآن ، سنستدرجهم أي سنمدهم بالاموال والأولاد والارزاق فيعتقدوا أن ذلك كرامة من عند الله وهم لا يعلمون أن ذلك استدراج لهم للعذاب والاهانة

وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)
وسأمهلهم وانظرهم وذلك من كيد الله لهم ليزدادو بالاثم ، فكيد الله عظيم لمن خالفه وعصاه

أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)
وأم انك يا محمد تأخذ منهم أجرًا يخرجونه من أموالهم مغرمًا يثقل عليهم لشحهم فيعرضوا عن اجابتك؟،بل تفعل ذلك ابتغاء الثواب من الله

أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)
أم عندهم من الغيوب ما يخبرهم أن لهم ثواب، فيكتبون مزاعمهم ويجتنبون الامتثال لاوامرك

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقلم في قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون}.

ورد في المراد بالقلم عدة أقوال متقاربة وتختلف باختلاف الوصف الذي وقع عليها:
- القول الأول : هو القلم ذكره ابن كثير والاشقر
- القول الثاني : هو قلم من نور ، ذكره ابن كثير عن ابن جرير مستدلًا بقول النبي ﷺ : " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.
- القول الثالث: قلم من نور طوله مائة عام ، ذكره ابن كثير عن ابن جريج
- القول الرابع: هو جنس الأقلام التي يكتب بها ، ذكره ابن كثير والسعدي
وحاصل تلك الأقوال
أن القلم المذكور هو القلم نفسه فقد اقسم الله بجنس الأقلام ، التي منها ما هو من نور ويبلغ طوله مائة عام

ب: معنى قوله تعالى: {سنسمه على الخرطوم}.
- القول الأول : سنبين أمره ونوضحه كما تظهر السمة على الخراطيم قاله ابن جرير وذكره ابن كثير ، وذهب الى ذلك السعدي بقوله يعذبه عذابًا ظاهرًا يكون عليه علامة
- القول الثاني: شينٌ لا يفارقه آخر ما عليه قاله قتادة وذكره ابن كثير والاشقر
- القول الثالث: سيما وعلامة على انفه، قاله السدي وذكره ابن كثير الأشقر
- القول الرابع: إشارة إلى قتالهم في بدر وخطامع بالشيف على أنفه ، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير
- القول الخامس: سنسود وجهه يوم القيامة ، وعبر عن الوجه بالخرطوم ذكره ابن كثير والاشقر

3. بيّن ما يلي:
أ: معنى خشية الله بالغيب.

- هو الذي يخاف مقام ربه اذا كان غائبًا عن الناس ويعلم ان الله يراه ، فيتجنب المعاصي مخافة من عذاب الله
- فهم الذين يخشون ربهم في جميع احوالهم حتى عندما لا يطلع عليهم الا الله
- أي الذين يخشون ربهم وهم لم يروه

ب: لم خصّ التوكل من بين سائر الأعمال وهو داخل في الإيمان، في قوله تعالى: {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا}.
لأن وجود الاعمال وكمالها متوقف على التوكل

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 محرم 1442هـ/30-08-2020م, 03:50 PM
عطاء طلعت عطاء طلعت غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 90
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1- شكر الله عز وجل على نعمه من خلال الشكر باللسان، والشكر المتمثل بتوظيفها في خدمة العباد وإعانتهم وذلك عدم شكر النعم يؤدي إلى سلبها، قال تعالى: (إنا بلوناهم كما بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة ليصرمنها مصبحين).
2- البذل والعطاء للمحتاجين والمساكين لتزهر حياتنا بعونهم، (إنا بلوناهم كما بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة ليصرمنها مصبحين)، وقوله تعالى: (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين).
3- تعويد اللسان على ذكر الاستثناء (إن شاء الله) حتى لا يفوته الخير الكثير، قوله تعالى: (ولا يستثنون).
4- كثرة ذكر الله بالتسبيح ليكون عصمة لنا من الفتن، قوله تعالى: (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).
5- الندم على الذنب والاعتراف به، والعودة إلى الله بالتوبة والاستغفار، قوله تعالى: (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين)، وقوله تعالى: (قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين* عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون).
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قول الله تعالى:
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}.
في الآيات السابقة بين الله سبحانه وتعالى ما أعده للشياطين من العذاب عن طريق الإحراق بالشهب، وبين ما أعده للكفار الجاحدين بربهم من العذاب بدخول النار، ثم بدأ يذكر بأوصاف هذه النار بأن لها صوتاً عالياً فظيعاً يغلي كغليان المرجل، ومن أوصافها أيضاً قوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) أي: يكاد ينفصل بعضها عن بعض من شدة غضبها وغيظها على الكفار، حيث كلما ألقي فيها جماعة من أصحابها سألهم خزنتها سؤال توبيخ وتقريع: ألم يأتكم رسل ينذرونكم عذاب هذا اليوم؟ فيقولون: (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ) أي: بلى، قد جاءنا النذير ولكنا كذبناه، وقلنا: ما نزل الله من أمور الغيب والآخرة والشرائع من شيء، واتهمناهم بالبعد عن الحق والصواب، ورجعوا على أنفسهم بالملامة والندم فعدل الله يقتضي أن لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسل، ثم قالوا: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) أي: اعترفوا بعدم أهليتهم للهدى والرشاد وفقدانهم للسماع الحق، والعقل الواعي الذي يميز بين الحق والباطل فقالوا: لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو آذان تسمع ما ينفعها من الحق ما كنا من أهل النار المعذبين.
وقال تعالى: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ) أي: اعترفوا بظلمهم وعنادهم وكفرهم بالله عز وجل فاستحقوا أن يكونوا من جملة أصحاب النار فبعداً لهم من رحمة الله، وسحقاً لهم بالعذاب وذلك أنه أقيمت عليهم الحجة فلم يسمعوا ولم يمتثلوا فلا عذر لهم.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.
ورد في معنى (زنيم) عدة أقوال منها:
القول الأول: الملتصق بالقوم وهو ليس منهم، الملحق النسب ولد الزنا، وهو حاصل قول ابن عباس، وسعيد ابن جبير في رواية، وعكرمة، والضحاك، وابن جرير، كما ذكر ذلك عنهم ابن كثير، وبه قال السعدي والأشقر.
واستشهد ابن عباس بقول الشاعر: زنيمٌ تداعاه الرجال زيادةً = كما زيد في عرض الأديم الأكارع.
واستشهد ابن جرير بقول حسّان بن ثابت: وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسب لئيم.
القول الثاني: العلامة الحسية أن يكون له زنمة مثل زنمة الشّاة، وهو حاصل قول ابن عباس، وسعيد ابن جبير في رواية ثانية عنه، ومجاهد، وعكرمة، وأبو رزين، كما ذكر ذلك عنهم ابن كثير، وبه قال السعدي.
القول الثالث: العلامة المعنوية وهو المعروف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها، ذكره ابن كثير ورجحه، وبنحوه قال السعدي.
قال ابن كثير الزّنيم هو: المشهور بالشّرّ، الّذي يعرف به من بين الناس، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره.
واستدل على ترجيحه بحديث: (لا يدخل الجنّة ولد زنًا)، وحديث: (ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه).

ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
ورد في معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} عدة أقوال على النحو التالي:
القول الأول: يوم يكشف الله عز وجل عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء يوم القيامة، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدل ابن كثير والأشقر بحديث أبي سعيدٍ الخدريّ قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يكشف ربّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا".
القول الثاني: يوم يكشف عن الأمر العظيم يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزّلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام، قاله ابن عباس من طريق العوفي، وابن مسعود، ومجاهد، وجميع الروايات رواها ابن جرير الطبري، ذكره ابن كثير والسعدي.
واستشهد ابن كثير بقول الشاعر:
وقامت الحرب بنا عن ساقٍ
القول الثالث: يوم يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا، ذكره ابن كثير.
واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: "عن نورٍ عظيمٍ، يخرّون له سجّدًا" رواه ابن جرير.
3: بيّن ما يلي:
أ: فائدة النجوم في السماء.
خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها في ظلمات البر والبحر.
ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم.
قد أذى الكفار النبي صلى الله عليه وسلم بنوعين من الإيذاء، أحدهما: الإيذاء القولي باللسان كقوله تعالى: (ويقولون إنه لمجنون) فاتهموه بالجنون، وتارة بأنه شاعر، وتارة بأنه ساحر.
والآخر: الإيذاء البصري بالعين كقوله تعالى: (ليزلقونك بأبصارهم).

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 محرم 1442هـ/31-08-2020م, 03:22 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح قلندة مشاهدة المشاركة
(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1. ((إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة)) النعم التي أنعم الله تعالى علينا في الحياة الدنيا -وهي نعم لا تعد ولا تحصى- إنما هي ابتلاء واختبار من الله تعالى للعبد أيشكر أم يكفر.
2.((إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين)) مهما ظن العبد أن الأمر بيده وأنه قادر على فعل ما يريد، وظن أن بيده القوة والملك فإن فوقه العزيز ذا الملك الذي بيده كل شيء وإذا أراد أمرا إنما يقول له كن فيكون، فلعلى المؤمن أن يذكر نفسه بأن لا يغتر بما لديه.
3. (( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون)) إياكم والمعاصي فإن المعاصي تذهب النعم وبركتها، فإن شعر العبد أن رزقه لا يكفيه ولا بركة فيها، فقد تكون هذه إشارة له، فعليه أن ينظر في نفسه أي ذنب يرتكب ويسارع بالتوبة والاستغفار.
4. ((وغدوا على حرد قادرين. فلما رأوها قالوا إن لضالون)) المال من نعم من الله تعالى على العبد واختبار ليرى -سبحانه- أيشكر العبد بإنفاقها في وجه الخير أم يكفر بمنعها عن مستحقيها وصرفها في الحرام أو تخزينها لنفسه، فلا يظن العبد أن ما يملكه اليوم هو حق له وحده كسبه بنفسه، بل هي نعمة من الله تعالى وفيها حق الزكاة.
5. ((قال اوسطهم ألم اقل لكم لو لا تسبحون)) على المؤمن أن يذكر نفسه دوما أن الأمر كله بيد الله وحده، وأنه -سبحانه- يفعل ما يشاء، فإذا أراد المؤمن فعل أمر عليه أن يقول قولا ويقينا "إن شاء الله".
6. ((قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين)) رسالة لمن وقع في الذنب لا تيأس من رحمة الله، فرحمة الله واسعة، فإن عرف المؤمن أنه على خطأ وقد قوع في الذنب فعليه المسارعة في الاستغفار وتوبة .
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
* ((تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير))
بدأت السورة الكريمة بتمجيد الله تعالى لنفسه الكريم، "تبارك": أي تعاظم وتعالى وكثر خيره وعم إحسانه، أخبر سبحانه أنه بيده الملك: أي ملك السموات والأرض وما بينهما في الدنيا والآخرة، هو -سبحانه- المتصرف بملكه بما يشاء، ولهذا جاءت فاصلة الآية ((وهو على كل شيء قدير)) لا معقب لحكمه ولا يعجزه شيء -سبحانه- .
* ((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور))
أنه -سبحانه- خلق الخلائق من العدم، وقدر لعباده الموت والحياة ليبلوهم ويختبرهم أيهم خيرُ وأخلصُ وأصوبُ عملاً ،ولم يقل سبحانه أكثر لأن الكثرة بدون إخلاص كالهباء المنثور، فالعبرة من الابتلاء هو ظهور كمال إحسان المحسنين، وختم سبحانه الآية بقوله ((وهو العزيز الغفور)): أي أنه سبحانه له العزة كلها وهو المنيع الجناب الغالب الذي لا يغلب ومع ذلك هو غفور لمن تاب إليه وأناب، وفيه رسالة للعاصي والمذنب فإن تاب وأناب فإن الله تعالى عزيز ومع ذلك فهو غفور يغفر الذنوب وإن بلغت عنان السماء لمن تاب وأناب.
* ((الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فأرجع البصر هل ترى من فطور))
خلق سبحانه سبع سموات طبقة بعد طبقة -فيها قولان هل هن متواصلات أم متفاصلات، وأصح الأقوال أنهن متفاصلات بينهن خلاء كما دل حديث الإسراء، ذكره ابن كثير- خلقها سبحانه في غاية الحسن والإتقان، مستوٍ ليس فيها " تفاوت" أي اختلاف أو تنافر أو خلل أو نقص، وأمر سبحانه الإنسان أن "ارجع بصرك" انظر وتأمل وكرر النظر في السماء هل ترى فيها -على عظمتها واتساعها- من "فطور" أي من شقوق أو خروق أو خلل؟.
* ((ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير))
ثم قال سبحانه مؤكدا مهما كررت المرات التي تنظر فيها إلى السماء باحثا عن خلل، لرجع البصر إليك "خاسئا وهو حسير" أي كليل منقطع من الإعياء -من كثرة النظر والبحث-ولن يجد عيبا أو نقصا، وهذه الآية أبلغ في إقامة الحجة وأقطع للمعذرة.

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
القول الأول: ألا يعلم الخالق
القول الثاني: ألا يعلم الله مخلوقه
وقال ابن كثير الأول أولى لقوله تعالى ((وهو اللطيف الخبير)) وكذلك قال به السعدي والأشقر.{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
‏فيه قولان:
‏1: {من خلق} فاعل يعلم، والتقدير: ألا يعلم الخالقُ ما خلقَه من المخلوقات كبيرها وصغيرها وهو الذي خلقها.
‏2: الفاعل ضمير مستتر عائد على الله جلّ وعلا و{من خلق} في محلّ نصب.
‏أي: ألا يعلم الله مَن خلق مِن خلقه

ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
الأول: الاستثناء والقول "إن شاء الله"، قال به مجاهد، والسّدّي، وابن جريجٍ كما ذكرهم ابن كثير وذكره السعدي
الثاني: تنزيه الله عما لا يليق به وتشكرونه على نعمه وتستغفرون من فعلكم، ذكره بمعناه ابن كثير السعدي والأشقر.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
ما يخطر في القلوب من النيات والإرادات
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
- الصبر على الحكم القدري كما بالصبر على ما يتلاقه من المؤذي ولا يسخط أو يجزع قاله السعدي وذكره ابن كثير.
- الصبر على الحكم الشرعي بالقبول والتسليم والانقياد التام، قاله السعدي.
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 محرم 1442هـ/31-08-2020م, 03:26 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المري مشاهدة المشاركة
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
- احرص على تقديم حق المسكين ولا امنع الخير ، كون عذابهم نتيجة حرصهم على الجني قبل مجيء المساكين " أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين"
- استشعر نظر الله إلي ، فحتى انطلاقهم وهم يتخافتون كان الله مطلع على ذلك وعالم بمقاصدهم ، فأخبر الله بما يكتمونه عندما " انطلقوا وهم يتخافتون"
- المسارعة إلى التوبة والاعتراف بالذنب والرجوع الى الله والاعتراف انه المنعم "فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا انا كنا طاغين عسى ربنا ان يبدلنا خيرًا منها انا الى ربنا راغبون"


المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)}.


فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)
بعدما ذكر الله ﷻ زعم المجرمين هددهم بالوعيد الشديد فقال ذرني أي اتركني وومن يكذب بهذا الحديث أي بالقرآن ، سنستدرجهم أي سنمدهم بالاموال والأولاد والارزاق فيعتقدوا أن ذلك كرامة من عند الله وهم لا يعلمون أن ذلك استدراج لهم للعذاب والاهانة

وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)
وسأمهلهم وانظرهم وذلك من كيد الله لهم ليزدادو بالاثم ، فكيد الله عظيم لمن خالفه وعصاه

أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)
وأم انك يا محمد تأخذ منهم أجرًا يخرجونه من أموالهم مغرمًا يثقل عليهم لشحهم فيعرضوا عن اجابتك؟،بل تفعل ذلك ابتغاء الثواب من الله

أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)
أم عندهم من الغيوب ما يخبرهم أن لهم ثواب، فيكتبون مزاعمهم ويجتنبون الامتثال لاوامرك

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقلم في قوله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون}.

ورد في المراد بالقلم عدة أقوال متقاربة وتختلف باختلاف الوصف الذي وقع عليها:
- القول الأول : هو القلم ذكره ابن كثير والاشقر
- القول الثاني : هو قلم من نور ، ذكره ابن كثير عن ابن جرير مستدلًا بقول النبي ﷺ : " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ.
- القول الثالث: قلم من نور طوله مائة عام ، ذكره ابن كثير عن ابن جريج
- القول الرابع: هو جنس الأقلام التي يكتب بها ، ذكره ابن كثير والسعدي
وحاصل تلك الأقوال
أن القلم المذكور هو القلم نفسه فقد اقسم الله بجنس الأقلام ، التي منها ما هو من نور ويبلغ طوله مائة عام
الحاصل في المراد بالقلم قولين: عام في جنس القلم، والآخر أنّه ما كُتب به الذكر والمقادير.
ب: معنى قوله تعالى: {سنسمه على الخرطوم}.
- القول الأول : سنبين أمره ونوضحه كما تظهر السمة على الخراطيم قاله ابن جرير وذكره ابن كثير ، وذهب الى ذلك السعدي بقوله يعذبه عذابًا ظاهرًا يكون عليه علامة
- القول الثاني: شينٌ لا يفارقه آخر ما عليه قاله قتادة وذكره ابن كثير والاشقر
- القول الثالث: سيما وعلامة على انفه، قاله السدي وذكره ابن كثير الأشقر
- القول الرابع: إشارة إلى قتالهم في بدر وخطامع بالشيف على أنفه ، قاله ابن عباس وذكره ابن كثير
- القول الخامس: سنسود وجهه يوم القيامة ، وعبر عن الوجه بالخرطوم ذكره ابن كثير والاشقر

3. بيّن ما يلي:
أ: معنى خشية الله بالغيب.

- هو الذي يخاف مقام ربه اذا كان غائبًا عن الناس ويعلم ان الله يراه ، فيتجنب المعاصي مخافة من عذاب الله
- فهم الذين يخشون ربهم في جميع احوالهم حتى عندما لا يطلع عليهم الا الله
- أي الذين يخشون ربهم وهم لم يروه

ب: لم خصّ التوكل من بين سائر الأعمال وهو داخل في الإيمان، في قوله تعالى: {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا}.
لأن وجود الاعمال وكمالها متوقف على التوكل
بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 13 محرم 1442هـ/31-08-2020م, 03:30 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاء طلعت مشاهدة المشاركة
(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1- شكر الله عز وجل على نعمه من خلال الشكر باللسان، والشكر المتمثل بتوظيفها في خدمة العباد وإعانتهم وذلك عدم شكر النعم يؤدي إلى سلبها، قال تعالى: (إنا بلوناهم كما بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة ليصرمنها مصبحين).
2- البذل والعطاء للمحتاجين والمساكين لتزهر حياتنا بعونهم، (إنا بلوناهم كما بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة ليصرمنها مصبحين)، وقوله تعالى: (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين).
3- تعويد اللسان على ذكر الاستثناء (إن شاء الله) حتى لا يفوته الخير الكثير، قوله تعالى: (ولا يستثنون).
4- كثرة ذكر الله بالتسبيح ليكون عصمة لنا من الفتن، قوله تعالى: (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).
5- الندم على الذنب والاعتراف به، والعودة إلى الله بالتوبة والاستغفار، قوله تعالى: (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين)، وقوله تعالى: (قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين* عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون).
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قول الله تعالى:
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}.
في الآيات السابقة بين الله سبحانه وتعالى ما أعده للشياطين من العذاب عن طريق الإحراق بالشهب، وبين ما أعده للكفار الجاحدين بربهم من العذاب بدخول النار، ثم بدأ يذكر بأوصاف هذه النار بأن لها صوتاً عالياً فظيعاً يغلي كغليان المرجل، ومن أوصافها أيضاً قوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) أي: يكاد ينفصل بعضها عن بعض من شدة غضبها وغيظها على الكفار، حيث كلما ألقي فيها جماعة من أصحابها سألهم خزنتها سؤال توبيخ وتقريع: ألم يأتكم رسل ينذرونكم عذاب هذا اليوم؟ فيقولون: (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ) أي: بلى، قد جاءنا النذير ولكنا كذبناه، وقلنا: ما نزل الله من أمور الغيب والآخرة والشرائع من شيء، واتهمناهم بالبعد عن الحق والصواب، ورجعوا على أنفسهم بالملامة والندم فعدل الله يقتضي أن لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسل، ثم قالوا: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) أي: اعترفوا بعدم أهليتهم للهدى والرشاد وفقدانهم للسماع الحق، والعقل الواعي الذي يميز بين الحق والباطل فقالوا: لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو آذان تسمع ما ينفعها من الحق ما كنا من أهل النار المعذبين.
وقال تعالى: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ) أي: اعترفوا بظلمهم وعنادهم وكفرهم بالله عز وجل فاستحقوا أن يكونوا من جملة أصحاب النار فبعداً لهم من رحمة الله، وسحقاً لهم بالعذاب وذلك أنه أقيمت عليهم الحجة فلم يسمعوا ولم يمتثلوا فلا عذر لهم.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى "زنيم" في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم}.
ورد في معنى (زنيم) عدة أقوال منها:
القول الأول: الملتصق بالقوم وهو ليس منهم، الملحق النسب ولد الزنا، وهو حاصل قول ابن عباس، وسعيد ابن جبير في رواية، وعكرمة، والضحاك، وابن جرير، كما ذكر ذلك عنهم ابن كثير، وبه قال السعدي والأشقر.
واستشهد ابن عباس بقول الشاعر: زنيمٌ تداعاه الرجال زيادةً = كما زيد في عرض الأديم الأكارع.
واستشهد ابن جرير بقول حسّان بن ثابت: وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسب لئيم.
القول الثاني: العلامة الحسية أن يكون له زنمة مثل زنمة الشّاة، وهو حاصل قول ابن عباس، وسعيد ابن جبير في رواية ثانية عنه، ومجاهد، وعكرمة، وأبو رزين، كما ذكر ذلك عنهم ابن كثير، وبه قال السعدي.
القول الثالث: العلامة المعنوية وهو المعروف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها، ذكره ابن كثير ورجحه، وبنحوه قال السعدي.
قال ابن كثير الزّنيم هو: المشهور بالشّرّ، الّذي يعرف به من بين الناس، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره.
واستدل على ترجيحه بحديث: (لا يدخل الجنّة ولد زنًا)، وحديث: (ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه).

ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
ورد في معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} عدة أقوال على النحو التالي:
القول الأول: يوم يكشف الله عز وجل عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء يوم القيامة، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدل ابن كثير والأشقر بحديث أبي سعيدٍ الخدريّ قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يكشف ربّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا".
القول الثاني: يوم يكشف عن الأمر العظيم يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزّلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام، قاله ابن عباس من طريق العوفي، وابن مسعود، ومجاهد، وجميع الروايات رواها ابن جرير الطبري، ذكره ابن كثير والسعدي.
واستشهد ابن كثير بقول الشاعر:
وقامت الحرب بنا عن ساقٍ
القول الثالث: يوم يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا، ذكره ابن كثير.
واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: "عن نورٍ عظيمٍ، يخرّون له سجّدًا" رواه ابن جرير.
3: بيّن ما يلي:
أ: فائدة النجوم في السماء.
خلقها اللّه زينةً للسّماء، ورجومًا للشّياطين، وعلاماتٍ يهتدى بها في ظلمات البر والبحر.
ب: مظاهر إيذاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم.
قد أذى الكفار النبي صلى الله عليه وسلم بنوعين من الإيذاء، أحدهما: الإيذاء القولي باللسان كقوله تعالى: (ويقولون إنه لمجنون) فاتهموه بالجنون، وتارة بأنه شاعر، وتارة بأنه ساحر.
والآخر: الإيذاء البصري بالعين كقوله تعالى: (ليزلقونك بأبصارهم).
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir