دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 12:13 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

29: أبو رَوح يزيد بن رومان المدني(ت:130هـ)
مولى آل الزبير بن العوام، من فقهاء المدينة وقرائهم، ومن أوعية العلم، وهو تابعي ثقة من رجال الصحيحين.
قرأ على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وروى عن أنس بن مالك، وعبد الله بن الزبير، ونافع بن جبير، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله بن عمر، وصالح بن خوات بن جبير، والزهري وهو من أقرانه.
وكان قارئاً فقيهاً عالماً بالسير والمغازي، روى عن عروة بن الزبير وغيره أخباراً كثيرة مبثوثة في كتب السير والمغازي.
روى عنه: ابن إسحاق، ومالك، وابن جريج، وأبو معشر المدني، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 12:58 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

34: داود بن الحصين المدني (ت:135هـ)
المحدّث الصدوق، على بدعة فيه، وهو من كبار نقلة التفسير، ومن طبقة صغار التابعين، ولد عام الحرّة سنة 63هـ، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، له مرويات في كتب التفسير المسندة، وفي كتب السير والمغازي، وهو من أهل الصدق، روى عنه الإمام مالك بن أنس وكان ينتقي شيوخه، وأخرج له البخاري ومسلم.
اتُّهم داوود بالقول بالقدر، وكان قد جالس غيلان القدري، واتهم أيضاً برأي الخوارج، وذكر ابن حبان أنه كان ينتحل مذهب الشُّراةِ من الخوارج.
ولم يُعرف عنه أنه كان يدعو إلى هذه البدع، وروايته للحديث مستقيمة، ومن أهل العلم من تكلم في روايته عن عكرمة خاصة.
وهو الذي تخفى عنده عكرمة مولى ابن عباس حتى مات سنة 104هـ.
توفي داوود بالمدينة سنة 135هـ، وله 72 سنة.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 02:46 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

36: أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج(ت:140هـ)
كان عالماً عابداً، وواعظاً بليغاً، صاحب حكم ومقولات سائرة، وله أخبار ووصايا يتناقلها العلماء في الزهد والورع، وكانت له كتب صارت إلى ابنه عبد العزيز من بعده؛ فكان يرويها عنه.
أصله من فارس، ونشأ بالمدينة، وتفقّه بها، وسمع سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، وأكثر من الرواية عنه، وروى عن جماعة من التابعين، منهم: أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد المقبري، والنعمان بن أبي عياش، وغيرهم.
وكان جاراً للزهري في المدينة، وكان يقصّ بها ويحدّث، وكان ثقة ثبتاً.
- وقال ابن سعد: قدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة فأتاه الناس، وبعث إلى أبي حازم فأتاه، وساءله عن أمره وعن حاله، وقال له: يا أبا حازم ما مالك؟
قال: لي مالان.
قال: ما هما؟
قال: (الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس).
- وقال إبراهيم بن سالم الهذلي: قال أبو حازم: (والله لئن نجونا من شر ما أُعطينا لا يضرنا ما زُوي عنا، وإن كنا قد تورطنا في شر ما قد بسط علينا ما يُطلب ما بقي إلا حُمقا). رواه ابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: (ليس للملوك صديق، ولا للحسود راحة، والنظر في العواقب تلقيح للعقول).
قال سفيان: فذاكرت الزهري هذه الكلمات؛ فقال: (كان أبو حازم جاري، وما ظننت أنه يحسن مثل هذه الكلمات). رواه ابن عساكر.
وفي رواية عند ابن عساكر أيضاً: (ليس للمَلولِ صديق).
روى عنه: ابنه عبد العزيز، وسفيان بن عيينة، وأنس بن عياض، وسعيد بن أبي هلال الليثي، وأبو غسان محمد بن مطرف، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، ويعقوب بن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري الإسكندري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسليمان الطائفي، وعبد الجليل القيسي، وأبو محمد عيسى بن موسى القرشي، وأبو صخر الخراط، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 05:45 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

38: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب(ت:145هـ)
أبو عثمان العدوي القرشي، العالم الفقيه المحدّث، كان من كبار الحفّاظ وثقاتهم، ومن أوعية العلم ونقلته.
من صغار طبقة التابعين، روى عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ولها صحبة.
ولزم نافعاً مولى بن عمر فحفظ عنه حديثاً كثيراً، وروى عن الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والقاسم بن محمد وابنه عبد الرحمن بن القاسم، وسهيل بن أبي صالح، وغيرهم من أوعية العلم.
وكان زاهداً ورعاً، بصيراً بالفتن والمخارج منها، ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة على أبي جعفر المنصور لزم ضيعته واعتزل فيها إلى أن رفعت الفتنة، وقتل محمد؛ فرجع إلى المدينة.
وهو ثقة ثبت في الحديث، يقدّمه بعض الحفاظ على الإمام مالك في الرواية عن بعض الشيوخ.
- قال أبو حاتم الرازي: سألت أحمد بن حنبل عن مالك وعبيد الله وأيوب أيهم أثبت في نافع؟ فقال: (عبيد الله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية).
- وقال يحيى بن معين: (عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة: الذهب المشبك بالدر).
روى عنه: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، والمعتمر بن سليمان، وابن وهب، وابن عياش، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى بن عبد الله بن سالم، ويحيى بن أيوب الغافقي، وعبدة بن سليمان، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 09:29 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

39: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي(ت:146هـ)
أبو المنذر، أحد الأئمة الأعلام، وأوعية العلم الكبار، ولد سنة مقتل الحسين بن علي، وأمّه أمّ ولد، وأدرك عمَّه عبد الله بن الزبير وابنَ عمر وجابر وأنس بن مالك، وسهل بن سعد.
- قال محاضر بن المورع: أخبرنا هشام بن عروة قال: (دعاني ابن عمر وهو على المروة فقبَّلني ودعا لي). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال منجاب: أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام، قال: (رأيت عبد الله بن الزبير بمكة، يصعد المنبر يوم الجمعة، وفي يده عصا، فيسلم ثم يجلس على المنبر، ويؤذن المؤذنون، فإذا فرغوا من أذانهم قام فتوكأ على العصا، فخطب، فإذا فرغ من خطبته جلس من غير أن يتكلم، ثم يقوم فيخطب، فإذا فرغ من خطبته نزل). رواه الخطيب البغدادي.

ولمّا بلغ هشام جمع عبد الله بن الزبير إخوته وأبناءهم، وتلا عليهم قول الله تعالى: {وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}، وزوّج أبناء آل الزبير ببناتهم، حتى زوَّج هشام بن عروة فاطمة بنت المنذر بن الزبير، وكانت أسنّ منه باثنتي عشرة سنة.
روى هشام عن أبيه فأكثر وأطاب، وعن عباد بن عبد الله بن الزبير، والزهري، وعبد الرحمن بن القاسم، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ووهب بن كيسان، وعمرو بن شعيب، وأبي الزبير المكي، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم.
وروى عنه: مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وابن عجلان، وأيوب السختياني، وشعبة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس، وخلق كثير.
وكان ثقة ثبتاً كثير الحديث، إلا أنه أنكر عليه بعض حديثه في العراق؛ فإنه وفد إلى العراق أكثر من مرة فحدّث بها، واجتمع عليه العراقيون وأجلّوه؛ وتوسّع لهم في الرواية حتى أرسل عن أبيه إرسالاً خفياً، فكان في بعض ما روى ما يُنكر؛ فلذلك كان حديث العراقيين عنه ليس بمنزلة حديث المدنيين.
- قال وهيب بن خالد: (قدم علينا هشام بن عروة، فكان فينا مثل الحسن، وابن سيرين). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال ابن سعد: (وكان ثقة، ثبتا، كثير الحديث، حجة).
- وقال أبو حاتم الرازي: (ثقة إمام في الحديث).
- وقال يعقوب بن شيبة: (ثبت، ثقة، لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه، فأنكر ذلك عليه أهل بلده، والذي يرى أن هشاماً يسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه).
- وقال يعقوب بن شيبة: هشام بن عروة ثبت ثقة، لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية، فأنكر ذلك عليه أهل بلده.
قال: (والذي نرى أن هشاماً يتسهل لأهل العراق، أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه، فكان تسهله أن أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه، عن أبيه). رواه الخطيب البغدادي.
وفد في آخر حياته على أبي جعفر المنصور ببغداد، فأدركه الأجل سنة 146هـ، وصلى عليه أبو جعفر.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 06:16 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

التعريف بعلماء التابعين في المدينة النبوية

1: كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري(ت:63هـ)
وأحد كتبة المصاحف العثمانية زمن عثمان بن عفان، وكان أبوه أفلح وسيرين والد محمد من سبي عين التمر، قتل كثير وأبوه يوم الحرة، ورأى فيه محمد بن سيرين رؤيا حسنة.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:05 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

2: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي(ت:86هـ)
وكان من الفقهاء المعلّمين في المدينة، وهو من أصحاب زيد بن ثابت، وأعلم الناس بقضاء زيد، وأدرك جماعة من كبار الصحابة، وكان صديقاً لعبد الملك بن مروان.
أصيبت عينه يوم الحرة، واختلف في سنة وفاته على أقوال متقاربة، والأكثر على أنه توفي سنة 86هـ.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 05:32 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

14: وسليمان بن يسار المدني(ت:107هـ)
مولى أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية رضي الله عنها، ولد في آخر خلافة عثمان، وكان مقدماً في الفقه والعلم، يقاس بسعيد بن المسيب، وكان يقول في مجلسه ويفتي فإذا كثر فيه الكلام وسمع اللغط أخذ نعليه ثم قام عنهم.
- قال مصعب بن عبد الله: (سليمان بن يسار، وعطاء بن يسار، وعبد الله، وعبد الملك بنو يسار، كلهم يؤخذ عنه العلم، موالي ميمونة زوج النبي عليه السلام).رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال مصعب بن عثمان: كان سليمان بن يسار من أحسنِ الناس وجهاً؛ فدخلت عليه امرأة تستفتيه فسامته نفسه؛ فامتنع عليها وذكَّرها؛ فقالت له: لئن لم تفعل لأشهرنك ولأصيحنَّ بك.
قال: فخرج وتركها في بيته؛ فرأى في منامه يوسف النبي عليه السلام؛ فقال له: أنت يوسف؟
قال: (أنا يوسف الذي هممت، وأنت سليمان الذي لم يهمم). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال ابن شهاب الزهري: سمعت سليمان بن يسار، يقول: «كنا نجالس زيد بن ثابت أنا وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، ونجالس ابن عباس، فأما أبو هريرة فكان سعيد أعلمنا بمسنداته لصهره منه». رواه ابن سعد.
وكان سعيد بن المسيب زوج بنت أبي هريرة.
اختلف في سنة وفاته على أقوال، وأكثر العلماء بالوفيات على أنه مات سنة 107هـ، وهو ابن ثلاث وسبعين.
وعدّه أبو عبيد من قرّاء التابعين بالمدينة، وقد رويت عنه مسائل في التفسير.
روى عن: مولاته ميمونة، وأمّ سلمة، وعن أبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وابن عباس، ورافع بن خديج، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم.
وروى عنه: ابن شهاب الزهري، وأبو الزناد، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وقتادة، ونافع مولى ابن عمر، ويحيى بن أبي إسحاق، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وبكير بن عبد الله ابن الأشج، وصالح بن كيسان، وعبد الله بن دينار، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 03:02 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

35: زيد بن أسلم العدوي(ت:136هـ)
هو الإمام الفقيه المفسر أبو أسامة، ويقال أبو عبد الله، مولى عمر بن الخطاب، كان والده من سبي اليمن، على الأرجح، فاشتراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقد سمع من ابن عمر وأنس بن مالك، واختلف في سماعه من جابر والبراء بن عازب، وأما روايته عن أبي هريرة فهي مرسلة.
ورَوى عن جماعة من التابعين: منهم أبوه أسلم مولى عمر، وعلي بن الحسين، ومحمد بن المنكدر، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وحمران بن أبان، وعطاء بن يسار، وأم الدرداء الصغرى، وغيرهم.
وكان في أوّل أمره معلّم كُتَّاب؛ ثمّ تفقّه في الكتاب والسنة حتى وعى علماً كثيراً، وتصدّر للتدريس في المسجد النبوي، وكانت له فيه حلقة، وكان رجلاً مهيباً، عني بالتفسير وبرع فيه، ووُلّي على معدن بني سُليم مدّة، وتولى خراج المدينة مدة، ورحل مع جماعة من علماء المدينة إلى الشام في خلافة الوليد بن يزيد، ثم رحل إلى مصر وأقام بالإسكندرية مدّة، ثم عاد إلى المدينة وتوفي بها.
- قال هشيم عن محمد بن عبد الرحمن القرشي قال: كان علي بن حسين يجلس إلى زيد بن أسلم، ويتخطَّى مجالس قومه؛ فقال له نافع بن جبير بن مطعم: تخطَّى مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب؟
فقال: (إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه). رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن عساكر.
وله وصايا جليلة نافعة ذكرت ما تيسّر منها في سيرته المطوّلة.
وقد نُسب إلى زيد بن أسلم أنه يفسّر القرآن بالرأي، وانتقده بعض أهل عصره على ذلك، إذ كان معوّل أكثر المفسرين في بلده على النقل، وكثر فيهم التحفّظ عن القول في التفسير، ولذلك لما مات جماعة من كبار التابعين وأوساطهم ممن أخذوا عن مفسري الصحابة وكبار مفسري التابعين احتاج طلاب التفسير إلى من يجيب على أسئلتهم، فكان زيد بن أسلم يُسأل عن مسائل في القرآن فيجتهد رأيه ويجيب بما يفهمه، ويقع في بعض أجوبته ما يُستنكر، وقد يروي عنه بعض الضعفاء ما يفهمونه على غير وجهه فيستنكر، وهو يروي أيضاً أخباراً إسرائيلية عن وهب بن منبّه وغيره ممن يقرأ كتب أهل الكتاب، وأحيانا يذكر الخبر الإسرائيلي من غير إسناد.
- قال حماد بن زيد: قدمت المدينة وأهل المدينة يتكلمون في زيد بن أسلم؛ فقلت لعبد الله [أي ابن عمر العمري]: ما تقول في مولاكم هذا؟
قال: (ما نعلم به بأسا إلا أنه يفسر القرآن برأيه). رواه ابن عدي وابن عساكر.
وهذا لا يُراد به ما عُرف مؤخراً بالتفسير بالرأي المذموم، وهو تفسير أهل الأهواء للقرآن بما ينصرون به بِدَعهم، وإنما المراد به أنه كان يجتهد رأيه في التفسير؛ فيجيب بأجوبة بعضها من تلقاء نفسه لم يأخذها بالتلقي عن مفسري الصحابة وكبار التابعين، وقد تأملت بعض ما أنكر عليه من الأجوبة فوجدته يعتمد فيها على قواعد معروفة في التفسير؛ ومن خَفي عليه وجه القول ربما سارع إلى إنكاره، وهو غير معصوم من الخطأ في الاجتهاد، لكن أن يكون ممن يتعمد القول في القرآن بغير علم فلا.
- وقال ابن عدي: (زيد بن أسلم هو من الثقات، ولم يمتنع أحد من الرواية عنه، حدث عنه الأئمة).

وقد روى عنه جماعة من الأئمة، منهم: عبد الملك ابن جريج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وسعيد بن أبي هلال الليثي، ومحمد بن عجلان، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وسليمان بن بلال التيمي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وأبو جعفر القارئ، وغيرهم من ثقات الرواة.
وروى عنه أولاده عبد الرحمن وأسامة وعبد الله، وهم ضعفاء في الحديث، وأشدّهم ضعفاً عبد الرحمن، وأمرهم في التفسير أهون.


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 10:45 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي مشاركات لدورة علماء الأمصار

40: ومحمد بن إسحاق بن يسار المدني(ت:151هـ)
صاحب السيرة، مولى آل قيس بن مخرمة بن المطلب الهاشمي، من صغار طبقة التابعين، رأى أنس بن مالك، ومن أهل العلم من يعدّه من أتباع التابعين، وكان من أوعية العلم، جمع حديثاً كثيراً وتفرد برواية صحف تفسيرية ونسخ لم يروها غيره، وهو حافظ صدوق، وإنما انتقد لتوسّعه في الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، وتدليسه في الرواية، وربما حدث عن ثقة وضعيف فساق حديثهما مساقاً واحداً من غير تمييز بينهما، فأما إذا صرّح بالتحديث فحديثه حسن.
- قال الذهبي: (الذي استقر عليه الأمر أن ابن إسحاق صالح الحديث، وأنه في المغازي أقوى منه في الأحكام).
وقد خرج من المدينة إلى مصر سنة 115هـ، وكتب عن جماعة من شيوخها، ثم رجع إلى المدينة وأقام بها مدة ثم خرج إلى العراق في خلافة أبي جعفر المنصور.


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 11:41 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

22: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي(ت:120هـ)
جدّه قتادة بن النعمان من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: لا، حتى نستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمروه، فقال: «لا» ثم دعا به فوضع راحته على حدقته، ثم غمزها؛ فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت، والقصة في مسند أبي يعلى وفي مصنف بن أبي شيبة وغيرهما.
وكان عاصم بن عمر عالماً بالسير والمغازي ، وله مرويات في كتب التفسير المسندة أكثرها فيما يتصل بالمغازي ونزول القرآن.
روى عن أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، ومحمد بن لبيد، ونملة بن أبي نملة الأنصاري، وجدته رُميثة ولها صحبة.
وروى عن جماعة من التابعين: منهم أبوه عمر بن قتادة بن النعمان، والقاسم بن محمد، والحسن بن محمد بن الحنفية، وعبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله.
- وروى عنه ابن شهاب الزهري، وزيد بن أسلم، وعمارة بن غزية، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان، وغيرهم.
- قال ابن سعد: (وفد عاصم بن عمر على عمر بن عبد العزيز في خلافته في دين لزمه؛ فقضاه عنه عمر، وأمر له بعد ذلك بمعونة، وأمره أن يجلس في جامع دمشق؛ فيحدّث الناس بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه، وقال: "إن بني مروان كانوا يكرهون هذا وينهون عنه"؛ فاجلس فحدّث الناس بذلك؛ ففعل ثم رجع إلى المدينة؛ فلم يزل بها حتى توفي سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك).


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 ذو القعدة 1442هـ/6-07-2021م, 11:42 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

23: محمد بن مسلم بن عبيد الله ابن شهاب الزهري(ت:124هـ)
الإمام الحافظ الكبير، كان من كبار أوعية العلم، وحفاظ السنة، ولد في منتصف القرن الأول، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، ومحمود بن الربيع، وأبو الطفيل، وغيرهم.
واجتهد في طلب العلم وهو شابّ صغير السنّ، وجالس ابن المسيب ثمان سنين، وأخذ عن بقية الفقهاء السبعة وغيرهم من فقهاء المدينة، وصبر على طلب العلم صبراً عظيماً، وكان فَهِماً قويّ الحفظ، لا يكاد يستمع إلى حديث فينساه، حتّى رأس في المدينة وتصدّر للفتوى فيها، ثمّ رحل إلى الشام، وجالس عبد الملك بن مروان؛ ثم لم يزل مقرّباً عند بني مروان حتى توفي، وكان كريماً جواداً كثير الإنفاق، والسعي لنشر العلم.
وكان سخياً لا يردّ سائلاً؛ فيعطي حتى إذا لم يبق معه شيء، وأتاه سائل استسلف من أصحابه، فإن لم يجد من يسلفه شقّ عليه أن يعود خائباً؛ فيقول له: (أبشر فسيأتي الله بخير).
- قال الليث بن سعد: كتب مالك بن أنس: (حضرتهم بالمدينة وغيرها ورأسهم في الفتيا يومئذ ابن شهاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن). رواه الفسوي.
- وقال جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة؟
قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب، وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير، ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته.
قال: ثم يقول لي عراك بن مالك: (وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب؛ فإنه جمع علمَهم جميعاً إلى علمه). رواه الفسوي.
قدم مراراً إلى مكة والمدينة وسمع منه أهل الحجاز حديثاً كثيراً، واجتمع عليه الناس في الحجاز؛ فكره أن يوطأ عقبه، وبقي أصل إقامته في الشام إلى أن توفي.
روى عنه: مالك بن أنس، والليث بن سعد، والأوزاعي، وعبيد الله بن عمر، وابن إسحاق، وسفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وخلق كثير.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 12:57 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

33: ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرّوخ المدني(ت:136هـ)
مولى آل المنكدر التيميين، وهو المعروف بربيعة الرأي، الإمام الفقيه المفسر، مفتي أهل المدينة في زمانه، أدرك أنس بن مالك والسائب بن يزيد وسمع منهما.
روي أنه كان مُقبلاً على العبادة من صلاة وصيام وتلاوة إقبالاً شديداً في أول أمره؛ ثمّ جالس كبار العلماء في زمانه كالقاسم بن محمد وغيره؛ فتفقَّه وبرع، وحفظ واجتهد، وكان اعتماده على الفهم والمقايسة ومعرفة الأشباه والنظائر وأصول الأحكام أكثر من اعتماده على حفظ المسائل؛ فلذلك كثر منه الاجتهاد، وهو ثقة ثبت في مروياته.
- قال الليث بن سعد: (وكان صاحب معضلات أهل المدينة ورئيسهم في الفتيا).
ترأّس في المدينة مدّة حتى برع مالك بن أنس وتصدّر وجمع بين النقل والرأي فانجفل الناس إليه.
وقد روى الخطيب البغدادي من طريق أحمد بن مروان الدينوري - وهو متّهم - قصة مكذوبة على والد ربيعة في تركه إياه وهو حمل في بطن أمّه ثمّ رجوعه إلى المدينة بعدما بلغ سبعاً وعشرين سنة وتصدر في المسجد النبوي، وقد بيّن الحافظ الذهبي كذب هذه القصة من وجوه متعددة.
ابتلي بسعاية رجل من أهل المدينة؛ فجُلد وحُلقَ رأسه ولحيته، ثم تولى أمير آخر فسجن الذي سعى به وطيّن عليه ليقتله جوعاً؛ فبلغ ذلك ربيعة فلم يسعه أن يراه يُقتل بسببه؛ فسعى لإطلاقه، وقال: (سأحاكمه إلى الله).
استقدمه أبو العباس السفاح إلى العراق ليوليه القضاء، وأمر له بجائزة فأبى أن يقبلها، ومات بالأنبار على أرجح الأقوال في آخر خلافة أبي العباس.
روى عنه: مالك بن أنس، والليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق، وعمرو بن الحارث المصري، وابن لهيعة، ونافع بن أبي نعيم، ويونس بن يزيد الأيلي، وعبد الجبار بن عمر الأيلي، وسليمان بن بلال، ورجاء بن جميل، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 04:20 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

37: يحيى بن سعيد بن قيس الخزرجي الأنصاري(ت:143هـ)
من بني النجار من الخزرج، جدّه قيس بن عمرو من الصحابة، ويحيى من طبقة صغار التابعين، أدرك أنس بن مالك وسافر معه إلى الشام، وروى عن أبي أمامة، وتفقّه بالفقهاء السبعة وغيرهم وحفظ حديثهم، فكان من كبار الحفاظ وأوعية العلم الذين تدور عليهم الأسانيد، وهو راوي حديث "إنما الأعمال بالنيات"، قال أحمد بن حنبل: (يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس).
وكان حافظاً لا يكتب، ثم ندم على تركه الكتابة، وكان كريم الشمائل، جليل القدر، نبيلاً حسن الصحبة والمؤاخاة.
تولى قضاء المدينة في عهد بني أمية، ثم في عهد بني العباس استقدمه أبو جعفر المنصور فولاه القضاء بالهاشمية وهي محلّة قرب الكوفة، وذلك قبل أن تُبنى بغداد، ومات يحيى بها سنة 143هـ.
له مرويات كثيرة جداً في كتاب التفسير المسندة، ورويت عنه أقوال من مسائل أصحابه له.
روى عن أنس وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، وأرسل عن زيد بن ثابت وعائشة وغيرهما.
وروى عن جماعة من التابعين منهم: الفقهاء السبعة، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن حزم، وحميد بن نافع، وعبد الرحمن بن القاسم، وغيرهم.
وروى عنه: معمر بن راشد، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، ومالك بن أنس، ومحمد بن إسحاق، وابن جريج، وعبد الله بن المبارك، وشعبة بن الحجاج، والأوزاعي، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir