فهرست العلمية لمقدمة ابن جرير في كتابه التفسير
خطبة التفسير
- الحمد والثناء على الله عزوجل
- الصلاة والتسليم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- خص الله نبيه محمد صلى الله عليه سلم وشرف أمته بإنزال القران عليه.
-القران فيه علامة الواضحة والحجة الدامغة لكل كافر وملحد على صحة نبوة النبي صلى لله عليه وسلم
- أفضل وأعظم العلوم التي تصرف فيه الهمم في طلبه.ما يتحقق فيه رضى الله هداية وسبيل الرشاد ولطالبه...وأجمع ذلك كتاب لله الذي لا ريب فيه.
منهج ابن جرير في تفسيره
- سبب تأليف الكتاب استيعاب حاجة الناس في فهم معاني القران و بيان ما فيه من علوم.
-استيعاب جميع الروايات التي بين يديه التي بلغته عن أئمة الحجة من علماء التفسير وبيان ما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه.
-توجيه أقوال أئمة الحجة من علماء التفسير التي وقع فيها اختلاف و بيان عللها والترجيح بينها
-أن كل ما قال في كتابه "حدثكم" فقد حدثوه به و أخذه مباشرة
-أول ما يبدأ به الكتاب أهمية تعلم اللغة العربية لمن يريد تفسير القران
باب القول في البيان عن اتفاق معاني آي القرآن، ومعاني منطق من نزل بلسانه من وجه البيان -والدلالة على أن ذلك من الله جل وعز هو الحكمة البالغة- مع الإبانة عن فضل المعنى الذي به باين القرآن سائر الكلام
عربية القران
-الناس متفاوتون في البيان والحجة بين خطيب مسهب و عي لا يكاد يبين
فأفضل الناس بيانا ما جمع وصفين:
- أتقن في بيان مراده وحاجة نفسه
-وقرّب الكلام إلى فهم سامعه
- الله عزوجل يتنزه و يتعالى أن يخاطب عباده بكلام لا يفهموه لأن ذلك يعد عيبا ونقصا في حق البشر.ففي حق الله أولى.
-ما أرسل الله من رسول إلا بلسان قومه حتى يفهم قومه رسالة ربهم إليهم
-ولما كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لسانه عربي وأرسل إلى قوم عرب تعين ووجب أن يكون الكتاب الذي أنزل إليه عربي كله ؛حتى يفهم القوم رسالة ربهم إليهم؛ وإلا يلزم أن الله أرسل رسالة لا فائدة فيها
-كل ما في القران من أساليب و معاني فهي موافقة للغة العرب ؛. أساليب عربية ومعاني عربية
-
كل ما في القران من كلام العرب لكن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على سائر الخلق.
إعجاز القران
- لا بيان أبين من بيان القران ولا منطق أحسن من منطقه
- القران تحدى أهل اللغة الفصاحة أن يأتوا بمثله
- وجه تحدي القران للعرب أن القران جاء بمنطق يوافق منطقهم وبلسان على وفق لسانه فتحداهم أن يأتوا بمثله
- جميع العرب أقروا بعجزهم أن يأتوا بمثل القران وأقروا على أنفسهم بالنقص.
باب :القول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظغيرها من بعض أجناس الأمم
-ذكر الأخبار التي أخبرت أن بعض الألفاظ القرآنية ليست عربية
- قال ابن عباس: {إن ناشئة الليل}: بلسان الحبشة إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ.
- قال أبي ميسرة: {يا جبال أوبي معه}: سبحي، بلسان الحبشة ؟
-قال ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله: {فرت من قسورة} . هو بالعربية الأسد، وبالفارسية شار، وبالنبطية أريا، وبالحبشية قسورة.
- عن سعيد بن جبير قال في القرآن بكل لسان فمنه: {حجارة من سجيل}.قال: فارسية أعربت "سنك وكل".
- قال أبي ميسرة: في القرآن من كل لسان.
تأويل تلك الأخبار
- ما قيل في ألفاظ قرآنية أنها أعجمية فهي مما اتفق فيه اللغات...
-هذه الآثار بينت وأخبرت أن هذه الألفاظ موجودة على لغة كذا من لغات العجم دون أن تنكر وجودها في لغة العرب..
-إذا كان لا يمكن أن ينكر أن يكون في الكلام ما يتفق فيه جميع الأمم المختلفة الألسن على معنى واحد فكيف فلا يمكن أن يكون كذلك في جنسين من اللغات.
-كل في تلك الآثار من كلام السلف إثبات استعمال العجم لتلك الألفاظ وليس في كلامهم ما يدل على نفي استعمالها عند العرب..ولا يكون الإثبات دليلا على النفي إلافي المتضادات أو المتناقضات؟
- ومن قال أن في القران من كل لسان هو بمعنى فيه من كل لسان اتفق فيه لفظ العرب و لفظ غيرها من الأمم التي تنطق به
اعتراض وجوابه
الاعتراض
لا نسلم لكم أن ذلك مما اتفقت فيه اللغات ؛إذ اجتماع ذلك مستحيل كاستحالة اجتماع أنساب بني أدم
الجواب
أنساب بني آدم محصورة على أحد الطرفين ؛.. الولد لأبيه؛. ادعوهم لآبائهم ؛ بخلاف المنطق والبيان إنما هو منسوب لمن كان معروف استعماله .فلو عرف استعمال لفظ معين بمعناه للجنسين أو أكثر لأجناس من الأمم لوجب نسبته لهم جميعا..دون كون أحدها أولى بالنسبة من الآخر
اعتراض آخر وجوابه
الاعتراض
حتى على فرض كون تلك الألفاظ القرآنية الأعجمية مما اتفقت فيه اللغات لكن لابد أن تكون أحد اللغات أسبق لاستعمالها و تكون الأخرى أخذتها منها ؛ كأن يكون أصلها أعجمي ثم العرب أخذتها و أعربتها؛ أو يكون أصلها عربي ثم العجم أخذتها عن العرب و استعملتها.
الجواب
لا يمكن الجزم بكون أحداللغات أسبق إلى استعمال اللفظ إلا بخير صحيح يقيني يقطع الشك ويثبت به العلم.ويرفع به العذر.. وذلك الخبر متعذر الظفر به
-الصحيح أن نقول إنها ألفاظ عربية أعجميا.. عربية حبشيا ..أو عربية نبطية...وغيرذلك لكون كلاالأمتان له مستعملة فأولى أن يكون منسوبا إليهما جميعا.
باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
ذكر الأخبار الواردة في نزول القران على سبعة أحرف
-عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل القرآن على سبعة أحرف، عليم حكيم، غفور رحيم.
- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع)).
- عن زر، عن عبد الله، قال: اختلف رجلان في سورة، فقال هذا: أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم. وقال هذا: أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر بذلك، قال فتغير وجهه، وعنده رجل فقال: ((اقرأوا كما علمتم -فلا أدري أبشيء أمر أم شيء ابتدعه من قبل نفسه- فإنما أهلك من كان قبلكم اختلافهم على أنبيائهم)). قال: فقام كل رجل منا وهو لا يقرأ على قراءة صاحبه. نحو هذا ومعناه
- عن زيد بن أرقم، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأني عبد الله بن مسعود سورة، أقرأنيها زيد وأقرأنيها أبي بن كعب، فاختلفت قراءتهم، فقراءة أيهم آخذ؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وعلي إلى جنبه، فقال علي: ليقرأ كل إنسان كما علم، كل حسن جميل.
-عن ابن عمر، قال: سمع عمر بن الخطاب رجلا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف)).
-
-عن ابن عباس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده فيزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف)). قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف، إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام.
--عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل القرآن على حرف، فاستزدته فزادني، ثم استزدته فزادني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
- عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
-عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، قال: فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). قال: ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا.
-دلت هذه الأخبار أن :
-لغات العرب أكثر من سبع لغات
-القران نزل ببعض لغات العرب وليس كلها
- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذ ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف: إن كلها شاف كاف - فإنه كما قال جل ثناؤه في وصفه القرآن: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} . جعله الله للمؤمنين شفاء، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وساوس الشيطان وخطراته، فيكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.
المراد بالسبعة أحرف :
سبع لغات من لغات العرب في الكلمة الواحدة ؛ باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني..كقول القائل ..هلم ؛ وتعالى ؛ وأقبل ؛و إلي ؛قصدي؛قربي؛ نحويونحو ذلك.
دليل ذلك:
-عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال جبريل: اقرأ القرآن على حرف. قال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب، كقولك: هلم وتعال)).
-و هذا الخبر مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم يدل أن المراد باختلاف الأحرف السبعة اختلاف ألفاظ كقولك" "هلم وتعال" باتفاق المعاني، لا باختلاف معان موجبة اختلاف أحكام.
- قال عبد الله: إنيقد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال.
- ما ورد عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وغيرهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، دون ما في ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأ كل رجل منهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إياهم، فقال صلى الله عليه وسلم للذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعهم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)).
دلت هذه الآثار أن الاختلاف كان في التلاوة و ليس في وجوه المعاني والأحكام
مذاهب القوم في الأحرف السبعة والرد عليهم
-قيل هي سبعة من وجوه المعاني الأمر والنهي الوعد والوعيد والجدل والقصص والمثل وغير ذلك..
رد:
.لو كان كذلك .. لما أمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يصوب جميع قراءة من اختلفوا و تماروا عنده في القران . لأن لازم ذلك التناقض و التضاد ....لكون الحرف الواحد الذي اختلفوا فيه يكون قد أقر أحد المختلفين فيه أنه نهي أو وعد و يكون أقر الأخر على أنه أمر أو وعيد ..وغير ذلك
- أخبر الله أنه لا يوجد في كتابه الاختلاف.. {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} .. دلت أن القران ليس فيه اختلاف لا في الأحكام ولا في الأخبار ولا غير ذلك ...فلم ينزل إلا بحكم واحد متفق في جميع خلقه لا بأحكام مختلفة فيهم.
.فلو كان المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه مختلفة الأحكام لكان في ذلك إثباتا لما قد نفي الله عن كتابه من الاختلاف..فدل ذلك على فساد هذا القول و بطلانه
-ورد أيضا بكلام السلف
- قال ابن مسعود: من قرأ منكم على حرف فلا يتحولن، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله لأتيته.
لم يقصد ابن مسعود أن من قرأ ما في القرآن من الأمر والنهي فلا يتحولن منه إلى قراءة ما فيه من الوعد والوعيد، ومن قرأ ما فيه من الوعد والوعيد فلا يتحولن منه إلى قراءة ما فيه من القصص والمثل. وإنما قصده أن من قرأ بقراءته، فلا يتحولن عنه إلى غيره رغبة عنه. فإن الكفر ببعضه كفر بجميعه، والكفر بحرف من ذلك كفر بجميعه.
-قرأ أنس هذه الآية: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي: {وأقوم} فقال: أقوم وأصوب وأهيأ، واحد.
- عن عنبسة، عن ليث، عن مجاهد: أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف.
- - عن عنبسة، عن سالم: أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين.
- عن مغيرة، قال: كان يزيد بن الوليد يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف.
هذه الآثار ترد على قولكم إذ لم يكن الواحد منهم يقرا القران على معنى أو على حكم من الأحكام ويترك الأخر فذلك ظن غير لائق بهم لما عر فمن منازلهم العظيمة و معرفتهم الكبيرة بآي القران
عن محمد بن سرين ؛ قال: نبئت أن جبرائيل وميكائيل أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبرائيل: اقرأ القرآن على حرفين. فقال له ميكائيل: استزده. فقال: اقرأ القرآن على ثلاثة أحرف. فقال له ميكائيل: استزده. قال: حتى بلغ سبعة أحرف، قال محمد: لا تختلف في حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل، قال: وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة}، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة).
-وقيل هي سبعة لغات من لغات العرب المختلفة متفرقة في جميع القران
- الأحرف السبعة إذا كانت لغات متفرقة في جميع القرآن، فغير موجب حرف من ذلك اختلافا بين تاليه لأن كل تال فإنما يتلو ذلك الحرف تلاوة واحدة على ما هو به في المصحف، وعلى ما أنزل.
فدل ذلك بطلان وجه اختلاف الذين روي عنهم أنهم اختلفوا في قراءة سورة وفسد معنى أمر النبي صلى الله عيه وسلم كل قارئ منهم أن يقرا على ما علم
رد
ثبوت وصحة الخبر عن الذين روى عنهم الاختلاف في حروف القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأنهم اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، دليل بين الدلالة على فساد القول بأن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن، لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني.
- قولكم يرد عليه قراءة ابن مسعود "إلا زقية" بل يفسده ويبطله
لأن الذي نزل به القرآن عنده إحدى القراءتين -: إما "صيحة"، وإما "زقية" لا جميع ذلك.د
جمع القران على حرف وحد
مراحل وسبب جمع القران
-جمع أبو بكر القران في مصحف واحد بمشورة عمر بن الخطاب خشية ذهاب القران وضياعه بموت القراء وفنائهم
-أسند أبو بكر مهمة جمع القراء إلى زيد بن ثابت.لأنه كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم .فجمع القرءان من العسب والأكتاف و اللأدم فكتب في صحيفة واحدة
-كان الصحف عند أبى بكر رضي الله عنه فلما مات كانت عند عمر ابن الخطاب فلما مات، كانت الصحيفة عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
- جمع القران مرة ثانية في عهد عثمان رضي الله عنه وأرضاه
لما كثرت الفتوحات في زمن عثمان - وقد كان كل قراء يقرأ القران بما علم-.كثر اختلاف الناس في القران.
- خشي الصحابة اختلاف الناس في القران فقام عثمان بجمع الناس على مصحف واحد.
-أسند عثمان مهمة نسخ المصحف إلى زيد ابن ثابت و أبان بن سعيد بن العاص.وقال لهما:"فما اجتمعتما عليه فاكتباه، وما اختلفتما فيه فارفعاه إلي".
- أرسل عثمان إلى حفصة أن تعطيه المصحف المجموع فعرضه على المصحف الذي كتبه زيد وأبان فلم يجد بينهما اختلافا .
-جمع عثمان الناس على مصحف واحد وعلى حرف واحد وحرق باقي المصاحف.
- مصير الأحرف الستة
- الأحرف الستة لم تنسخ ولم تضيعها الأمة.
-الأحرف الستة غير موجودة اليوم في القران؛ اندرست فلا سبيل لأحد للقراءة منها
-الأمة أمرت بحفظ القران وقراءته بأي الأحرف السبعة شاءت فلو اختارت حرفا واحدا و تركت الباقي لم تكن آثمة بل ممتثلة لنفس الأمر...كما أنها لم تكن آثمة لو أجمع جميعها على التكفير بكفارة واحدة من الكفارات الثلاثة في يمين قد حنثت فيه.
-أجمعت الأمة على صحة فعل عثمان.. ورأت أن فعله فيه الرشد والهداية..فتركت القراءة بالأحرف الستة.التي عزم عليها إمامها العادل على تركها .من غير جحود منها بصحتها .لكن نصحا لنفسها ولسائر دينها
-فإن قيل :كيفجاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها؟
-يقال:القراءة بالأحرف السبعة لم تكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كانت أمر إباحة ورخصة. بل كانوا مخيرين في ذلك.
-لو كانت القراءة بالأحرف السبعة واجبة لكان العلم بكل حرف من حروفه واجبة، عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قرأة الأمة.
الأحرف السبعة واختلاف القراء
-اختلاف القراء في الرفع والجر والنصب ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة ليس من الأحرف السبعة في شيء
-المراء في اختلاف القراء لا يوجد كفرا
الألسن السبعة التي نزل بها القران
-قيل أن خمسة منها لعجز هوازن واثنين منها لقريش وخزاعة
-روى ذلك عن ابن عباس بما لا يصح الاحتياج به.
-عن قتادة، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن بلسان قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدار
-عن قتادة، عن أبي الأسود الدئلي، قال: نزل القرآن بلسان الكعبين: كعب بن عمرو وكعب بن لؤي. فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم: ألا تعجب من هذا الأعمى! يزعم أن القرآن نزل بلسان الكعبين؛ وإنما نزل بلسان قريش! واحدة.
قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف.
باب القول في البيان عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))، وذكر الأخبار المروية بذلك
-ذكر الأخبار الوارد في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تأويل تلك الأخبار
-معنى هذه الأخبار كله مؤتلف غير مختلف وهو بيان لما خص الله هذه الأمة من الفضيلة والكرامة
-فقولنا نزل القران على سبع أحرف أو نزل القران من سبعة أبواب معناه مؤتلف فهو كقول القائل فلان مقيم على باب من أبواب هذا الأمر، وفلان مقيم على وجه من وجوه هذا الأمر، وفلان مقيم على حرف من هذا الأمرسواء.
-معنى قول النبي صلى الله عليه وسلمكان الكتاب الأول، نزل على حرف واحد، ونزل القرآن على سبعة أحرف"...أي أن الكتب السابقة نزلت بلسان واحد أما القران فقد نزل بسبعة ألسن
-معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الكتاب الأول نزل من باب واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب)).
-الكتب السماوية السابقة نزلت ببعض المعاني السبعة التي يحوي جميعها كتابنا.
--كان في زبور داود، تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، و تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض..
-لم يكن المتعبدون بإقامته يجدون لرضى الله تعالى ذكره مطلبا ينالون به الجنة، ويستوجبون به منه القربة، إلا من الوجه الواحد الذي أنزل به كتابهم، وذلك هو الباب الواحد من أبواب الجنة الذي نزل منه ذلك الكتاب.
-ومعنى نزول القران على سبعة أبواب أي على سبعة وجوه من الوجوه التى تُنال بها رضوان الله ويدركون بها الجنة..كل وجه من الأوجه باب من أبواب الجنة.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم لكل حرف منها ظهر وبطن؛ ولكل حرف منه حد ؛ولكل حد مطلع
-ومعنى ((وإن لكل حرف منها ظهرا وبطنا))، فظهره: الظاهر في التلاوة، وبطنه: ما بطن من تأويله
-ومعنى : ((إن لكل حرف منه حدا))، يعني الكل وجه من أوجهه السبعة حداً حده الله جل ثناؤه، لا يجوز لأحد أن يتجاوزه..
ومعنى: ((وإن لكل حد من ذلك مطلعا))، فإنه يعني أن لكل حد من حدود الله التي حدها فيه -من حلال وحرام، وسائر شرائعه- مقدارا من ثواب الله وعقابه، يعاينه في الآخرة، ويطلع عليه ويلاقيه في القيامة.
- كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع"، يعني بذلك ما يطلع عليه ويهجم عليه من أمر الله بعد وفاته.
باب القول في الوجوه التي منقِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن.
أوجه وطرق بيان وتأويل القران ثلاثة ..علم لا يعلمه إلا الله .. وعلم لا يوصل إلي تأويله إلا ببيان رسول الله . و ما يعلم تأويلهكل ذي علم بلسان العرب.
-مالا يعلم تأويله إلا الله.الواحد القهار
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [آل عمران: 7]
- وهذا النوع هو يتعلق بما استأثر الله بعلمه وضابطه . ما تعلق بأوقات المغيبات.كعلم آجال حادثة أوقات آتية؛ كوقت الساعة والنفخ في الصور ونزول عيسى .ووقت طلوع الشمس من مغربها
-النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يعلم من ذلك إلا ما بين له من أشراطه دون تحديد وقته
فقد جهل النبي صلى الله عليه وسلم وقتخروج الدجالكما جاء في الخبر
- ما لا يوصل إلى تأويله إلا ببيان رسول الله .
قال الله تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)} [النحل: 44]
و قال الله تعالى {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) } [النحل: 64]
خص النبي صلى الله عليه وسلم ببيان الواجب من الأحكام والصفات والهيئات فلا يدرك علمها إلا ببيانه.أو دلالة قد نصبها لأمته دالة على القول الصحيح
و يدخل في ذلك بيان الأحكام من أمر ونهى وفرض وندب وإرشاد وبيان الحدود..فهذا لا يعلم إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن يتقول فيه على الله بلا علم بنص أو دلالة منه
-ما يعلم تأويله كل ذي علم بلسان العرب.
-يدخل في ذلك إقامة إعرابه وتأويل غريبه
-ومعرفة أعيان المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها، والموصوفات بصفاتها الخاصةدون ما سواها فان ذلك لا يجهله أحد من أهل اللسان العربي
الدليل على هذه التقسيمات
قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحدبجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسيرلا يعلمه إلا الله.
- هذه الثلاثة وجوه من أوجه بيان معاني القرانوتأويله ذكرها ابن عباس
وأضاف ابن عباس وجها رابعا " ما لا يعذر أحد بالجهل به" وهذا لا يدخل في مطالب ومصادر تأويل القران..لهذا لم يعده ابن جرير في وجوه وطرق بيان القران بل اكتفى بالثلاثة الأول
باب ذكر بعض الأخبار التيرويت بالنهي عن القول في تأويل القرآن بالرأي
ذكر الأخبار في ذلك
- عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)).
-عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال في القرآن برأيه - أو بما لا يعلم - فليتبوأ مقعده من النار)).
-عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار.
- عن ابن عباس قال: من تكلم في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار.
- قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في القرآن ما لا أعلم!
- قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في كتاب الله عز وجل برأيي أو: بما لا أعلم.
- ورد النهي عن تفسير القران وبيان معانيه بمجرد الرأي وحظر عنه
-لايجوز تفسير آي القران التي لا يدرك علمها إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم أو بنصب الأدلة عليه.. بمجرد الرأي والعقل .
- من فسر القران بمجرد العقل بغير علم ..فهو آثم متوعد بالنار
-من تكلم في القران برأيه وان أصاب الحق فهو مخطئ "أخطا في فعله " وإصابته للحق إصابة خارص و ظان
-من تكلم في تفسير القران برأيه وإن أصاب الحق فهو قائل على الله بما لا علم له به
باب ذكر بعض الأخبار التي رويت في الحض على العلمبتفسير القرآن، ومن كان يفسره من الصحابة.
ذكر الأخبار في الحث و الحض على تفسير القران
- عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
- عن أبي عبد الرحمن، قال: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.
- عن سعيد بن جبير، قال: من قرأ القرآن ثم لم يفسره، كان كالأعجمي أو كالأعرابي.
المفسرين من الصحابة
عبد الله ابن مسعود
- قال عبد الله: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته.
- عن مسروق، قال: كان عبد الله يقرأ علينا السورة، ثم يحدثنا فيها ويفسرها عامة النهار.
عبد الله ابن عباس
- عن الأعمش، عن شقيق، قال: استعمل علي ابن عباس على الحج، قال: فخطب الناس خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة النور، فجعل يفسرها.
- عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: قرأ ابن عباس سورة البقرة، فجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت.
-قال: قال أبو وائل: ولي ابن عباس الموسم؛ فخطبهم، فقرأ على المنبر سورة النور، والله لو سمعها الترك لأسلموا. فقيل له: حدثنا به عن عاصم؟ فسكت.
- عن شقيق، قال: شهدت ابن عباس وولى الموسم، فقرأ سورة النور على المنبر، وفسرها، لو سمعت الروم لأسلمت !
الرد على من أنكر تفسير المفسرين للقران ما لم يحجب عن الخلق تأويله
قال الله تعالى :{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}.
وقوله: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون}.
-حث الله تعالى تدبر القرآن والاعتبار بما في آياته من المواعظ والبينات
-لا يكون الاعتبار و التدبر والاتعاظ إلا لمن كان بالمعنى عالما ولكلام العرب عارفا.
-يستحيل أن يقال لمن كان بلغة الخطاب جاهلا ."اعتبر بما لا فهم لك"..إلا على الأمر بلازمه وهو الأمر بفهمه وتفقهه ثم يتدبره ويعتبر به.
-فتبين مما سبق أن الله قد أمر عباده و حثهم وحضهم على تفسير معاني القران.وفي هذا دليل أن تأويل معاني القران لم تحجب عن عباده ويمكن لهم إدراك معناها إلا بما استأثر الله بالعلم به
- وفي هذا رد على من أنكر تفسير المفسرين للقران بما لم يحجب عليهم تأويله
باب ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
ذكر الأخبار في ذلك
- عن عائشة، قالت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل.
- عن عائشة، قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل عليه السلام.
- عن عبيد الله بن عمر، قال: لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع.
- عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
- عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب: أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.
- عن ابن سيرين، قال: سألت عبيدة السلماني عن آية، قال: عليك بالسداد، فقد ذهب الذين علموا فيم أنزل القرآن.
- عن محمد بن سيرين، قال: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال: ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل القرآن، فاتق الله وعليك بالسداد.
- عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها.
- جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبد الله، فسأله عن آية من القرآن، فقال له: أحرج عليك إن كنت مسلما، لما قمت عنى - أو قال: أن تجالسني.
- عن يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع.
- سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه شيء منه- يعني عكرمة.
- قال الشعبي: والله ما من آية إلا قد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله تعالى.
- عن الشعبي، قال: ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت: القرآن، والروح، والرأي.
تأويل تلك الأخبار
تأويل الخبر الذي ورد عن رسول الله أنه كان لا يفسر القران إلا آيا بعدد
- حديث عائشة لا يصح الاحتجاج بمثله لأن في سنده راوي لا يعرف في أهل الآثار وهو جعفر بن محمد الزبيري
-سبق بيان أن من أوجه مطالب تأويل القران ما خص النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفته ...فلا يعلمه أحد إلا ببيان النبيصلى الله عليه وسلم له أو الدلالة عليه.
فهذه هي الآي التيكان النبي صلى الله عليه وسلم يفسرها لأصحابه بتعليم جبريل له وهو لا شك آيات ذوات العدد
-فالرسول صلى الله عليه وسلم قد بين ما تحتاج إليه الآمة إلى تفسيره وبيانه و إلا يبطل قول الله تعالى "{ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}" إذا كان لا يبين لهم ما يحتاجون إليه
تأويل الأخبار الواردة عن السلف في إحجامهم عن التفسير
-إحجام من أحجم من السلف عن تفسير القران لا يدل عن النهي عن تفسير القران ولا أنه تفسير القران غير موجود عندهم بل قد ورد كثير من الأخبار ما يدل أنهم قد فسروا القران
-إنما كان إحجام من أحجم منهم عن تفسير القران ذلك كان تورعا وحذرا أن لا يبلغوا ما كلفوا ما إصابة الصواب في القول فيه.
باب ذكر الأخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموما علمه به
ذكر من حمد في تفسيره
ابن عباس
قال عبد الله: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
- عن عبد الله بن مسعود، قال: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
- مجاهد
- عن ابن أبي مليكة قال: رأيت مجاهدا يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، فيقول له ابن عباس: "اكتب"، قال: حتى سأله عن التفسير كله.
- عن مجاهد، قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها.
- قال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
- الضحاك
- عن عبد الملك بن ميسرة، قال: لم يلق الضحاك ابن عباس، وإنما لقي سعيد بن جبير بالري، فأخذ عنه التفسير.
-عن شعبة، عن مشاش، قال: قلت للضحاك: سمعت من ابن عباس شيئا؟ قال: لا.
الضحاك لم يلق ابن عباس لكن روايته عنه تعتبر مسندة لأن بين الواسطة بينهما وهو سعيد ابن المسيب
ذكر من ذم في تفسيره
أبو صالح باذان
- كان الشعبي يمر بأبي صالح باذان، فيأخذ بأذنه فيعركها ويقول: تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن!
ما اختلفوا في مدحه وذمه
الكلبي
- عن ابن عباس: {والله يقضي بالحق} [غافر: 20] قال: قادر على أن يجزي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة {إن الله هو السميع البصير} [غافر: 20]، قال الحسين: فقلت للأعمش: حدثني به الكلبي، إلا أنه قال: إن الله قادر أن يجزى بالسيئة السيئة وبالحسنة عشرا، فقال الأعمش: لو أن الذي عند الكلبي عنديما خرج مني إلا بخفير.
- عن قتادة، قال: مابقي أحدا يجري مع الكلبيفي التفسير في عنان.
السدي
-مر الشعبي على السدي وهو يفسر، فقال: لأن يضرب على استك بالطبل، خير لك من مجلسك هذا.
- عن سلم بن عبد الرحمن النخعي، قال: كنت مع إبراهيم، فرأى السدي، فقال: أما إنه يفسر تفسير القوم.
أحق المفسرين بإصابة القول في تأويل القرآن..ما تحقق فيه شرطان
أولا: قوة الحجة
ويتحقق ذلك أن يكون المفسر قد اعتمد في تفسيره وبيانه معاني آي القران على البيان والتفسير النبوي
-وللوصول إلى التفسير النبوي طريقان
1- :التفسير النبوي المباشر.وهو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم وبينه لمعان آي القران.الثابت بأخبار عنه.
-وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه نوعان:
-الخبر المستفيض ..وهو ما يعرف بالخبر المتواتر
-والخبر الذي هو ما دون خبر المستفيض - الخبر الذي دون التواتر -
2-: التفسير النبوي غير المباشر
لم يفسره النبي صلى الله عليه مباشرة لكن جعل له ونصب من الأدلة في حديث دالة على صحة المراد من معنى الآية
الثاني: صحة البرهان
ويتحقق ذلك بالاعتماد والرجوع في التفسير آي القران إلى كلام العرب و لسانهم
-ما كان علمه مدركا من جهة اللسان إما بالشواهد من إشعارهم السائرة ؛وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة
وشرطه : أن لا يكون تفسيره وتأويله خارجا عن أقوال السلف من الصحابة و الأئمة ؛ والخلف من التابعين وغيرهم
باب القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه
-للقران أربعة أسماء :القرءان ؛ الفرقان؛ الكتاب؛ الذكر.
أولا : القراءن
ثبوت الاسم
قال الله تعالى:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}.
وقال: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} .
معنى الاسم
- القرءان بمعنى القراءة.. وهو قول ابن عباس
وهو : مصدر: قرأ يقرأ قرءانا.. مثل خسر خسرانا..
-دليل ذلك: :"إنا علينا قرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"..أي إذا بيناه بالقراءة فاعمل بما بيناه لك بالقراءة
- وقيل معناه الجمع والـتأليف... من قولهم قرأت الشيء إذا جمعته و ضممت بعضه إلى بعض. وهو قول قتادة
دليله: قول العرب: " ما قرأت هذه الناقة سلى قط" أي لم تضم رحما على ولد.
ويكون معنى ":"إنا علينا قرآنه" أي حفظه و تأليفه ؛ " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"..أي اتبع حلاله وحرامه
أصح القولين:
-وكلا القولين صحيح لكن أرجحها الأول ..القرءان مصدر "قرأ" لدلالة الآية عليه.
-أما على قول قتادة فهو يتعذر حمل الآية.لأن الله أمر بإتباع القران حين وحيه سواء كان مؤلفا أو غير مؤلف ولم يرخص في ترك الاتباع إلى وقت التأليف والجمع.
-لو كان معنى القران كما ذهب إليه قتادة للزم منه تعطيل جميع آي القران الآمرة بإتباعه والعمل بأحكامه قبل تأليف القران وجمعه "كقوله تعالى "يا أيها المدثر قم فانذر " وهذا لا قائل به
-وصح تسمية القران بمعنى القراءة وهو مقروء؛ لصحة تسمية المكتوب "كتابا".
ثانيا: الفرقان
ثبوت الاسم
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}.
معنى الاسم
الفرقان مصدر فرق يفرق فرقانا .
-قيل هو بمعنى النجاة ..وهو قول عكرمة و السدي وهو قول جماعة غيرهما.
-وقيل هو بمعنى المخرج وهو قول ابن عباس .ومجاهد
-وقيل هو بمعنى التفريق بين الحق والباطل وهو قول مجاهد
و أصل "الفرقان" : الفرق بين الشيئين والفصل بينهما. وقد يكون ذلك بقضاء، واستنقاذ، وإظهار حجة، ونصر وغير ذلك من المعاني المفرقة بين المحق والمبطل. وهو جامع للمعنيين
-وسمي القران فرقانا لفصله -بحججه وأدلته وحدود فرائضه وسائر معاني حكمه- بين المحق والمبطل. وفرقانه بينهما: بنصره المحق، وتخذيله المبطل، حكما وقضاء.
ثالثا الكتاب
ثبوت الاسم:
{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما}
معنى الاسم
معناه مكتوب فهو مصدر "كتبت كتابا"
وسمي القراءن "كتابا"، وإنما هو مكتوب. لصحة استعمال ذلك في اللغة
كما قال الشاعر:..... وفيها كتاب مثل ما لصق الغراء..
يعني به مكتوب
رابعا الذكر
ثبوت الاسم:
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} }
معنى الاسم
يحتمل معنيين: أحدهما: ذكر من الله جل ذكره، ذكر به عباده، فعرفهم فيه حدوده وفرائضه، وسائر ما أودعه من حكمه.
والآخر: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به وصدق بما فيه، كما قال جل ثناؤه: {وإنه لذكر لك ولقومك}. يعني به أنه شرف له ولقومه.
معنى السورة
يحتمل معنيين
-أحدهما : معنى السورة بغير همز ؛ المنزلة من منازل الارتفاع من قولهم " سور المدينة"
-يجمع سور المدينة على "سُور" ولا يجمع على" سوَر" ويجمع سورة القرءان على "سوَرا "ولا تجمع على " سُور"
-الأخر معنى السورة بالهمز "سؤر" بقية الشيء التي بقيت بعد الأخذ منه
-وسميت سورة القران على هذا لأنها القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت
أسماء سور القرآن
-لسور القران أسماء سماهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم
-جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل)).
السبع الطوال" : " البقرة و آل عمران والنساء و الأنعام والمائدة والأعراف ويونس في قول سعيد بن جبير.
سبب التسمية: لطولها على سائر القرآن
"المئين ".هو ما كان عد آياتها مئة آية زيد قليلا أو نقص قليلا
سبب التسمية: لأن عدد آياتها قرابة مئة آية
المثاني:
وفي تعين المثاني أقوال
-الأول: المثاني ما ثنى المئين فتلاها.
-سبب التسمية:
-لتثنية الله جل ذكره فيها الأمثال والخبر والعبر وهو.قول ابن عباس.
-وقيل لها مثاني لأنها ثنيت فيها الفرائض والحدود. وهو سعيد بن جبير.
الثاني: وقيل بل المثاني هي فاتحة الكتاب
دليل ذلك: " {ولقد آتيناك سبعا من المثاني}
وسبب التسمية لأنها تثنى قراءتها في كل صلاة
الثالث " قيل القرءان كله مثاني
-المفصل: وهو باق القران ما بعد المثاني.
سبب التسمية :سميت مفصلا لكثرة الفصول التي بين سورها
معنى الآية
تحتمل معنيين
أحدهما : العلامة..
-دليل ذلك..كقول الشاعر:
ألكنى إليها عمرك الله يا فتى = بآية ما جاءت إلينا تهاديا
يعني: بعلامة ذلك.
ومنه قوله جل ثناؤه: {ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك} يعني بذلك علامة منك لإجابتك دعاءنا وإعطائك إيانا سؤلنا
-فآي القران علامة لأن بها يعرف تمام ما قبلها وابتداؤها
والآخر: القصة.
-دليل ذلك ...كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
ألا أبلغا هذا المعرض آية = أيقظان قال القول إذ قال أم حلم
يعني بقوله "آية": رسالة مني وخبرا عني.
-فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول.
باب القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب
لفاتحة الكتاب أسماء..أم القرءان ؛فاتحة الكتاب؛ السبع المثاني
-عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني)).
-فاتحة الكتاب
-سميت "فاتحة الكتاب"، لأنها فواتح لما يتلوها من سور القران كتابة وقراءة في الصلوات.
-أم القران
-سميت "أم القرآن" لتقدمها على سائر سور القرآن كتابة وقراءة في الصلوات
.ولأنها تجمع معاني سائر القران ؛من تسمية العرب لكل أمر جامع أو مقدما إذا كان له توابع تتبعه هو لها جامع "أما" ..فسائر معاني القران ترجع إلى فاتحة الكتاب
السبع المثاني
.سميت بالسبع لإجماع أهل العلم وأهل العد أن عدد آياتها سبع
و سميت بالمثان، لأنها تثنى قراءتها في كل صلاة تطوع ومكتوبة. .