المجموعة الرابعة:
س1: كيف تكشف الشبه التالية:
أ- أن الله أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة ، وأنه يسأله مما أعطاه الله.
أولا : الشفاعة حقيقتها أنها طلب، والشفاعة هي الدعاء: فمن يطلب من النبي-صلى الله عليه وسلم- الشفاعة فقد دعاه وطلب منه, وقد قال تعالى:{وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا} , قوله (فلا تدعوا) هذا نهي عام , و(أحدا) نكرة جاءت في سياق النهي فتفيد العموم , فيتوجه النهي عن جميع أنواع الدعاء , لا دعاء لطلب الشفاعة ولا غيرها , ومن ادعى الخصوصية في الآية لنوع من أنواع الدعاء : فعليه الدليل ولا دليل.
ثانيا: إن الله -سبحانه وتعالى- قد أعطى النبي-صلى الله عليه وسلم- أنواعا من الشفاعة في يوم القيامة, وهذا ثابت , لكن الذي أعطاه هذه الشفاعة هو الذي نهانا عن طلبها منه أو من غيره , بدليل الآية السابقة وغيرها.
ثالثا: ثبت أن غير النبي-صلى الله عليه وسلم- قد أعطي الشفاعة , منهم الملائكة والمؤمنون وكذلك السقط , فهلا طلبوا الشفاعة من السقط لثبوت الشفاعة له؟!
وهلا طلبوا الشفاعة من الملائكة الأبرار؟! وهذا لم يقل به أحد ولم يفعله أحد , لأنه فاعله يكفر, لكونه رجع إلى دين كفار العرب بالاتفاق.
أما إن قال لا أطلبها من الملائكة : نقول إذا لا تطلبها من النبي-صلى الله عليه وسلم- لأن المورد واحد, فإما أن تجيز طلبها من الجميع أو تمنع من الجميع وإلا وقعت في التناقض.
رابعا: الصحابة رضوان الله عليهم لم يطلبوا الشفاعة من النبي-صلى الله عليه وسلم-بعد موته, ولا من شهداء أحد مع قوله تعالى:{أحياء عند ربهم يرزقون}.
ب- قولهم أن المشركين لم يكفروا لدعائهم الملائكة والأنبياء وإنما كفروا لقولهم الملائكة بنات الله.
أولا: نسبة الولد إلى الله-سبحانه- كفر مستقل وليس كل الكفر.
ثانيا: قال تعالى:{قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}, فلت السورة على نوعين من الكفر:
1- كفر من نسب الولد إلى الله سبحانه, وهذا من قوله :{لم يلد ولم يولد}.
2- كفر من جعل لله شريكا له في الصمدية , وهذا من قوله :{الله الصمد}.
وقد نزلت سورة الإخلاص ردا على المشركين لوقوعهم في كلا النوعين , فمن وقع في النوع الأول كفر ولو لم يقع في الثاني , ومن وقع في الثاني كفر ولو لم يقع في الأول.
ثالثا: قال تعالى:{ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله} ففرق سبحانه بين نوعي الكفر وجعل كلا منهما كفر مستقل, فاتخاذ الولد شيء غير أن يجعل إلها معه , وهذا يقتضيه العطف بالواو لأنه يفيد التغاير في الصفات.
رابعا: كفار العرب عبدوا اللات وكان رجلا صالحا يلت السويق للحجاج , فلما مات عكفوا على قبره وسألوه من دون الله , وهم كفروا بفعلهم مع أنهم لم يجعلوه ابنا لله.
خامسا: يذكر الفقهاء في جميع المذاهب من غير استثناء حكم المرتد , فمن جعل لله ابنا يحكم عليه بالردة , ومن دعا غير الله وأنزل به حوائجه يحكم عليه بالردة كذلك.
س2: ما الدليل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده.
1- فرض الله سبحانه علينا الإخلاص , ولا يقبل عمل بدونه:
قال:{فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون}.
وقال:{قل الله أعبد مخلصا له ديني}.
2- من فقد الإخلاص كفر , والمشرك خالد مخلد في النار:
قال تعالى:{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
وقال:{وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}.
س3: ما الواجب على المسلم تجاه الصالحين ؟
قال تعالى:{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
- الاعتراف بمقامهم الحسن عند الله.
- الاعتراف بمنزلتهم الخاصة عند أهل الإيمان.
- حبهم امتثالا لأمر الله.
- الإقرار بكراماتهم.
- الاقتداء بهم في صلاحهم.
- الانتفاع بعلمهم والجلوس في مجالسهم حال حياتهم.
- الدعاء لهم بعد موتهم والترحم عليهم.