دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


فَصْلٌ
مِنْ مَوَاضِعِ قلْبِ الواوِ ياءً
6- أنْ تَجْتَمِعَ الواوُ والياءُ في كلمةٍ واحدةٍ بشُروطٍ خمسةٍ
967- إِنْ يَسْكُنِ السَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا = وَاتَّصَلا وَمِنْ عُرُوضٍ عَرِيَا
968- فَيَاءً الْوَاوَ اقْلِبَنَّ مُدْغِمَا = وَشَذَّ مُعْطًى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا
الْمَوْضِعُ السادِسُ مِنْ مَوَاضِعِ قَلْبِ الواوِ ياءً: أنْ تَجْتَمِعَ الواوُ والياءُ في كلمةٍ واحدةٍ، بشَرْطِ ألاَّ يَفْصِلَ بَيْنَهما فاصِلٌ، وَأَنْ تَكُونَ الأُولَى منهما ساكنةً سُكُوناً أَصْلِيًّا غيرَ عارِضٍ، وأنْ تكونَ أصْلاً غيرَ مُنْقَلِبَةٍ عنْ حرْفٍ آخَرَ.
فإذا تَحَقَّقَتْ هذهِ الشروطُ الخمسةُ وَجَبَ قلْبُ الواوِ ياءً، وإدغامُها في الياءِ، سواءٌ كانت الياءُ هيَ السابقةَ، نحوُ: سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، وأَصْلُهما: سَيْوِدٌ، ومَيْوِتٌ؛ بدليلِ: سادَ يَسُودُ، وماتَ يَموتُ، أمْ كانت الواوُ هيَ السابقةَ نحوُ: طَيٍّ، ولَيٍّ؛ مَصْدَرُ: طَوَيْتُ ولَوَيْتُ، وأَصْلُهما: طَوْيٌ، ولَوْيٌ. قالَ تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}، وقالَ تعالى: {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ}.
فإن اجْتَمَعَتَا في كلمتَيْنِ فلا قَلْبَ؛ نحوُ: يَدْعُو يُوسُفَ، يَجْرِي وائلٌ. وكذا لوْ كانَ بَيْنَهما فاصِلٌ؛ نحوُ: زَيْتُونٍ، أوْ كانَ السابقُ منهما مُتَحَرِّكاً؛ نحوُ: طَويلٍ وغَيُورٍ، أوْ كانَ سُكونُهُ عَارِضاً؛ كقولِهم في (قَوِيَ) الْمَاضِي المكسورِ أَصَالَةً: قَوْيَ بسكونِ الواوِ للتخفيفِ. أوْ كانَ السابقُ غيرَ أَصِيلٍ؛ نحوُ: كُوَيْتِبٍ في تصغيرِ كَاتِبٍ.
وهذا معنى قولِهِ: (إنْ يَسْكُن السابِقُ مِنْ واوٍ ويا.. إلخ)؛ أيْ: إنْ يَسْكُن الحرْفُ السابِقُ مِنْ واوٍ وَيَا، وقدْ (اتَّصَلا) بأنْ لم يَفْصِلْ بينَهما فاصلٌ، وكَانَا في كلمةٍ واحدةٍ، فأفادَ شَرطَيْنِ.
(ومِنْ عُرُوضٍ عَرِيَا)؛ أيْ: وعَرَى الحرْفُ السابقُ منهما مِن العُروضِ ذاتاً وسُكوناً، ففيهِ شَرطانِ، وألِفُ (عَرِيَا) للإطلاقِ.
وخامسُ الشروطِ مِنْ قولِهِ: (إنْ يَسْكُنِ).
وقولُهُ: (فياءً الواوَ اقْلِبَنَّ) هذا جوابُ الشرْطِ، والتقديرُ: فاقْلِبَنَّ الواوَ ياءً (مُدْغِمَاً) بكسْرِ الغَينِ؛ أيْ: حالَ كوْنِكَ مُدْغِماً الياءَ في الياءِ بعدَ القَلْبِ.
ثمَّ ذَكَرَ أنَّ مَا أُعْطِيَ مِن الكلماتِ مُخَالِفاً لِمَا حُدِّدَ وقُرِّرَ فهوَ شاذٌّ، وذلكَ كإعلالِ العارِضِ غيرِ اللازمِ؛ مِثلُ: (رُيَّةٍ) في رُؤْيَةٍ، معَ أنَّ الواوَ عارِضَةٌ؛ لأنَّها مُخَفَّفَةٌ مِن الهمزةِ، وحَكَى بعضُهم اطِّرَادَهُ على لُغَةٍ.
ومِن الشاذِّ أيضاً تَرْكُ الإعلالِ معَ استيفاءِ الشروطِ؛ كَقَوْلِهم: عَوَى الكلْبُ عَوْيَةً، والقِياسُ: عَيَّةً، أو الإعلالُ بقلْبِ الياءِ واواً؛ كقولِهم: عَوَى الكلْبُ عَوَّةً.
قلْبُ الواوِ والياءِ ألِفاً وشَرْطُ ذلكَ
969- مِنْ وَاوٍ اوْ يَاءٍ بِتَحْريكٍ أُصِلْ = أَلِفاً ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ
970- إِنْ حُرِّكَ التَّالِي وَإِنْ سُكِّنَ كَفّ = إِعْلالَ غَيْرِ الَّلام وَهْيَ لا يُكَفّ
971- إِعْلالُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ = أَوْ يَاءٍ التَّشْدِيدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ
إذا وَقَعَت الألِفُ عَيْناً أوْ لاماً في الفعْلِ الثلاثيِّ فلا بُدَّ أنْ تكونَ مُنْقَلِبَةً عنْ واوٍ أوْ ياءٍ؛ نحوُ: قالَ، سارَ، ونحوُ: دَعَا، قَضَى، والأصْلُ: قَوَلَ، سَيَرَ، دَعَوَ، قَضَيَ، بفتْحِ الواوِ والياءِ فيهما، والدليلُ على هذا الأصْلِ: المُضَارِعُ مثلاً؛ يَقُولُ، يَسِيرُ، يَدْعُو، يَقْضِي، فقُلِبَت الواوُ والياءُ في تلكَ الأفعالِ أَلِفاً، كما يُقلبانِ في كثيرٍ مِن الأسماءِ أيضاً.
وهذا القلْبُ لا يَتِمُّ إلاَّ إذا تَحَقَّقَ عَشَرةُ شُروطٍ:
الأوَّلُ: أنْ تكونَ الواوُ والياءُ مُتحَرِّكَتَيْنِ كما مُثِّلَ، فإنْ لم يَتحَرَّكَا امْتَنَعَ القلْبُ ووَجَبَ التصحيحُ؛ نحوُ: القوْلِ، الْبَيْعِ.
الثاني: أنْ تكونَ حَرَكَتُهما أَصْلِيَّةً لَيْسَتْ طارئةً للتخفيفِ أوْ لغيرِهِ مِن الحركاتِ التي لا تُلازِمُهما، فلا قَلْبَ في نحوِ: جَيَلٍ، وتَوَمٍ، مُخَفَّفِ: جَيْأَلٍ، وتَوْأَمٍ، فنُقِلَتْ حَركةُ الهمزةِ بعدَ حَذْفِها للتخفيفِ إلى ساكِنٍ قَبْلَها.
الثالثُ: أنْ يكونَ ما قَبْلَهُما مَفتوحاً؛ لأنَّ غيرَ الفتحةِ لا يُجَانِسُ الألِفَ ولا يُنَاسِبُها، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: العِوَضِ، السُّوَرِ، الحِيَلِ.
الرابعُ: أنْ تكونَ الفتحةُ التي قَبْلَهما مُتَّصِلَةً بهما في كلمةٍ واحدةٍ، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: حَضَرَ واحدٌ، جَلَسَ ياسِرٌ.
الخامسُ: أنْ يَتحرَّكَ ما بعدَهما إنْ كانَتَا عينَيْنِ أوْ فاءَيْنِ، وألاَّ يَقَعَ بعدَهما ألِفٌ ولا ياءٌ مُشَدَّدَةٌ إنْ كانَتَا لامَيْنِ، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: تَوَالَى وتَيَامَنَ؛ لِسُكُونِ ما بعْدَهما معَ وُقُوعِهما فَاءَيْنِ، ولا في: بَيَانٍ وطويلٍ وغَيُورٍ وخَوَرْنَقٍ، لسُكُونِ ما بعْدَهما معَ وُقُوعِهما عَينَيْنِ، ولا في مِثْلِ: رَمَيَا، وغَزَوَا، وفَتَيَانِ، وعَصَوَانِ؛ لِوقُوعِهما لاماً للكلمةِ وبعدَهما ألِفٌ، ولا في مِثْلِ: عَلَوِيٍّ، وَحَيِيٍّ؛ لِوُجودِ ياءٍ مُشَدَّدَةٍ بعدَهما.
وإنَّما قُلِبَا في نَحْوِ: عَلا، وَمَشَى، معَ وُقُوعِهما لاماً؛ لِعَدَمِ وُقوعِ ألِفٍ ولا ياءٍ مُشَدَّدَةٍ بعدَهما، وكذا في مِثْلِ: يَخْشَوْنَ ويُدْعَوْنَ معَ وُقُوعِهما لاماً؛ إذْ أَصْلُهما: يَخْشَيُونَ، ويُدعَوُونَ، فقُلِبَتَا ألِفاً؛ لتَحَرُّكِهما وانفتاحِ ما قَبْلَهما، فالْتَقَى ساكنانِ، فحُذِفَت الألِفُ.
وإلى هذهِ الشروطِ الخمسةِ أشارَ بقولِهِ: (مِنْ واوٍ أوْ ياءٍ.. إلخ)؛ أيْ: أُبْدِلَ الألِفُ مِن الياءِ أو الواوِ إذا كَانَا مُتَحَرِّكَيْنِ (بتَحْرِيكٍ أُصِلْ) مَبْنِيٌّ للمجهولِ؛ أيْ: كانَ أَصْلاً، وهذانِ شَرطانِ.
وقولُهُ: (بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ) فيهِ الشرْطُ الثالثُ والرابعُ. وأشارَ إلى الخامسِ بقولِهِ: (إِنْ حُرِّكَ التَّالِي): أيْ أنَّ شَرْطَ الإبدالِ السابقِ أنْ يَتَحَرَّكَ الحرْفُ التالِي لَهُمَا، (وإنْ سُكِّنَ كَفَّ إعلالَ غيرِ اللامِ)؛ أيْ: وإنْ سُكِّنَ ما بعدَهما فإنَّ السكونَ يَكُفُّ؛ أيْ: يَمْنَعُ، قَلْبَ الواوِ والياءِ ألِفاً إذا وَقَعَتَا في غيرِ اللامِ، والمرادُ الفاءُ والعينُ.
وقولُهُ: (وهيَ لا يُكَفُّ إعلالُها بساكنٍ.. إلخ): أيْ أنَّ لامَ الكلمةِ إذا كانتْ واواً أوْ ياءً فإنَّهُ لا يُمْنَعُ إعلالُها بإبدالِها أَلِفاً بساكنٍ غيرِ ألِفٍ أوْ ياءٍ مُشَدَّدَةٍ تَشديداً مألوفاً، وأمَّا بِهِمَا فيُمْنَعُ إعلالُها كما تَقَدَّمَ.
بقيَّةُ شُرُوطِ قلْبِ الواوِ والياءِ أَلِفاً
972- وَصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وَفَعِلا = ذَا أَفْعَلِ كَأَغْيَدٍ وَأَحْوَلا
973- وَإِنْ يَبِنْ تَفَاعُلٌ مِنِ افْتَعَلْ = وَالْعَيْنُ وَاوٌ سَلِمَتْ وَلَمْ تُعَلْ
974- وَإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا الاعْلالُ اسْتُحِقّ = صُحِّحَ أَوَّلٌ وَعَكْسٌ قَدْ يَحِقّ
975- وَعَيْنُ مَا آخِرَهُ قَدْ زِيدَ مَا = يَخُصُّ الاسْمَ وَاجِبٌ أَنْ يَسْلَمَا
ذَكَرَ في هذهِ الأبياتِ الشروطَ الخمسةَ الباقيَةَ لقَلْبِ الواوِ والياءِ ألِفاً، وهيَ كالآتي:
السادسُ: ألاَّ تكونَ إحداهما عَيْناً لـ(فَعِلَ) الذي الوَصْفُ منهُ على (أفْعَلَ)؛ نحوُ: هَيِفَ فهوَ أَهْيَفُ، وعَوِرَ فهوَ أَعْوَرُ.
السابعُ: ألاَّ تكونَ عَيْناً لِمَصْدَرِ هذا الفِعْلِ كالهَيَفِ والعَوَرِ.
الثامنُ: ألاَّ تكونَ الواوُ عَيْناً لفِعْلٍ ماضٍ على وزْنِ (افْتَعَلَ) الدالِّ على الْمُفاعَلَةِ؛ وهيَ المشارَكَةُ في الفاعلِيَّةِ والمفعوليَّةِ، فلا قَلْبَ في نَحْوِ: اجْتَوَرُوا؛ بمعنى جَاوَرَ بعضُهم بَعْضاً، ولا في: اشْتَوَرُوا، بمعنى: شاوَرَ بعْضُهم بَعْضاً.
فإنْ لم يَدُلَّ على الْمُفاعَلَةِ وَجَبَ القلْبُ؛ نحوُ: اجْتَازَ؛ بمعنى جَازَ؛ أيْ: قَطَعَ، وَاخْتَانَ؛ بمعنى: خَانَ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ}، وأَصْلُهُ تَخْتَوِنُونَ، على وَزْنِ: تَفْتَعِلُونَ، فتُرِكَت الواوُ وانْفَتَحَ ما قَبْلَها فقُلِبَتْ أَلِفاً.
وهذا الشرْطُ خاصٌّ بالواوِ، فإنْ كانت العينُ ياءً وَجَبَ القلْبُ؛ نحوُ: ابْتَاعُوا، وَاسْتَافُوا؛ أيْ: تَضَارَبُوا بالسُّيُوفِ، والأصْلُ: ابْتَيَعُوا واسْتَيَفُوا، فقُلِبَت الياءُ ألِفاً بالرغْمِ مِن الدَّلالةِ على الْمُفاعَلَةِ.
التاسعُ: ألاَّ يكونَ بعدَ أحَدِهما حرْفٌ يَسْتَحِقُّ القَلْبَ ألِفاً؛ لِئَلاَّ يَجتمعَ في كلمةٍ إعلالانِ مُتواليانِ بغيرِ فاصِلٍ، وهوَ ممنوعٌ في الأَغْلَبِ.
فإنْ وَقَعَ بعدَهما حَرْفٌ يَسْتَحِقُّ هذا القلْبَ وَجَبَ في الأَكْثَرِ قلْبُهُ، وتَصحيحُ السابقِ؛ اكْتِفَاءً بالمتأخِّرِ؛ لأنَّهُ طَرَفٌ، والطرَفُ مَحَلُّ التغييرِ، مثلُ: الحَيَا، مصدَرُ الفعْلِ: حَيِيَ، على وَزْنِ (فَعِلَ)، والْهَوَى: مصْدَرُ: هَوِيَ، والْحَوَى: مَصْدَرُ: حَوِيَ، وأصْلُ هذهِ الْمَصادِرِ: حَيَيٌ، هَوَيٌ، حَوَوٌ.
ففي كلٍّ منها حَرفانِ مُتواليانِ صالحانِ للقلْبِ ألِفاً؛ لتَحَرُّكِ كلٍّ منهما وفَتْحِ ما قَبْلَهُ، فجَرَى القلْبُ على الثَّانِي مِنهما؛ لِمَا تَقَدَّمَ، وسَلِمَ الأَوَّلُ.
وقدْ وَقَعَ القلْبُ على الأوَّلِ في بعضِ كلماتٍ مَسموعةٍ؛ مثلُ: آيَةٍ، وأْصْلُها على أَحَدِ الأقوالِ الستَّةِ فيها: أَيَيَةٌ، بِيَاءَيْنِ متَحَرِّكتَيْنِ قبلَ كلٍّ منها فتحةٌ على وزْنِ (فَعَلَةٍ)، ثمَّ قُلِبَت الياءُ الأُولَى ألِفاً على غيرِ قياسٍ؛ لتَحَرُّكِها وانفتاحِ ما قَبْلَها ورَسْمِها في الأَصْلِ: أَايَةٌ، ثمَّ صارَ: آيَةً، وكان القياسُ فيها: أَيَاةً، بقَلْبِ الياءِ الثانيَةِ كما تَقَدَّمَ. ومِثْلُها في ذلكَ: رايَةٌ، وغايَةٌ.
العاشرُ: ألاَّ يكونَ أحَدُهما عَيْناً في كلمةٍ مختومةٍ بزياةٍ تَخْتَصُّ بالأسماءِ؛ كالألِفِ والنونِ معاً، وكألِفِ التأنيثِ المقصورةِ، فلا قَلْبَ في مِثْلِ: الْجَوَلانِ، والهَيَمانِ، والصَّوَرَى، والحَيَدَى، ونحوِها.
وإلى هذهِ الشروطِ الخمسةِ أشارَ بقولِهِ: (وَصَحَّ عينُ فَعَلٍ وفَعِلا.. إلخ)؛ أيْ: صَحَّتْ عينُ الْمَصْدَرِ الذي على وَزْنِ (فَعَلٍ)، وسَلِمَتْ مِن القلْبِ إذا كانت واواً أوْ ياءً، وكذا عينُ الفعْلِ الذي اسْمُ الفاعلِ منهُ على (أَفْعَلَ) (كَأَغْيَدٍ) مِنْ غَيِدَ غَيَداً فهوَ أغْيَدُ، وصَرَفَهُ للضرورةِ، و(أَحْوَلا) مِنْ حَوِلَ حَوَلاً فهوَ أَحْوَلُ، وهذا إشارةٌ إلى الشرطَيْنِ السادسِ والسابعِ.
وقولُهُ: (وإنْ يَبِنْ تَفَاعُلٌ مِن افْتَعَلْ.. إلخ) إشارةٌ إلى الشرْطِ الثامِنِ، والمعنى: وإنْ يَظْهَرْ معنى التفاعُلِ وهوَ التشارُكُ مِنْ لَفْظِ افْتَعَلَ، وكانتْ عينُهُ واواً سلِمَتْ، (ولم تُعَلَّ)؛ أيْ: ولم تُقْلَبْ أَلِفاً.
ثمَّ ذَكَرَ الشرْطَ التاسعَ بقولِهِ: (وإنْ لحرفيْنِ ذا الاعلالِ استُحِقَّ.. إلخ)؛ أيْ: وإنِ اسْتُحِقَّ هذا الإعلالُ -وهوَ القلْبُ- لحرفَيْنِ بأنْ تَحَرَّكَ كلٌّ منهما وانْفَتَحَ ما قَبْلَهُ، فصُحِّحَ الأوَّلُ منهما وأُعِلَّ الثاني، وقولُهُ: (ذا الإعلالِ) يُقرأُ بنَقْلِ حركةِ الهمزةِ - وهيَ الكسرةُ- إلى اللامِ قَبْلَها. وقولُهُ: (وعَكْسٌ قدْ يَحِقْ)؛ أيْ: قدْ يَقَعُ العكْسُ، وهوَ إعلالُ الأوَّلِ وتصحيحُ الثاني كما تَقَدَّمَ.
وقولُهُ: (وعينُ ما آخِرَهُ.. إلخ)؛ أيْ: وعينُ الاسمِ إذا كانَ واواً أوْ ياءً تَستدعِي القلْبَ أَلِفاً، وقدْ زِيدَ في آخِرِ هذا الاسمِ زيادةٌ تَخْتَصُّ بالاسمِ؛ فإنَّهُ يَجِبُ سلامتُها ويَمْتَنِعُ قلْبُها، وهذا هوَ الشرْطُ العاشِرُ.
قلْبُ النونِ مِيماً
976- وَقَبْلَ بَا اقْلِبْ ميماً النُّونَ إذَا = كَانَ مُسَكَّناً كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا
تُقْلَبُ النونُ ميماً بشرطَيْنِ:
1- أنْ تكونَ النونُ ساكنةً.
2- أنْ يَقَعَ بعْدَها الباءُ، سواءٌ أكانتَا في كلمةٍ أوْ كلمتيْنِ، كما في قولِهِ تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا}، وقولِهِ تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}.
وهذا القلْبُ مَقصورٌ على النطْقِ، أمَّا في الكتابةِ فتَبْقَى صورةُ النونِ على حالِها.
وهذا معنى قولِهِ: (وقَبْلَ بَا اقْلِبْ مِيماً.. إلخ)؛ أيْ: واقْلِبْ حرْفَ النونِ مِيماً إذا كانَ النونُ مُسَكَّناً قبلَ باءٍ، ثمَّ ساقَ مِثالاً لنَوْعَيِ النونِ الساكنةِ قبلَ الباءِ في كلمةٍ واحدةٍ، وهوَ قولُهُ: (انْبِذَا)، والألِفُ بَدَلٌ مِنْ نونِ التوكيدِ الخفيفةِ، أوْ في كلمتَيْنِ؛ مِثْلُ: (مَنْ بَتَّ)، والمعنى: مَنْ قَطَعَ مَوَدَّتَهُ فَانْبِذْهُ واتْرُكْهُ ولا تُبَالِ بهِ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir