بسم الله الرحمن الرحيم
المطلوب تخريج الأقوال فيما يلي:
1- قال ابن كثير: ({وله الدين واصبا} قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وميمون بن مهران، والسدي، وقتادة، وغير واحد: أي دائما.
وعن ابن عباس أيضا: واجبا.
وقال مجاهد: خالصا، أي: له العبادة وحده ممن في السماوات والأرض، كقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} هذا على قول ابن عباس وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به شيئا، وأخلصوا له الطلب، كما في قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص}).
أولاً: النقول:
قول ابن عباس:
1- قال أبو جعفر الطبري ( ت: 310 ه):حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن قيس، عن الأغرّ بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نضرة، عن ابن عباس (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا) قال: دائما.(جامع البيان للطبري).
2- قال أبو جعفر الطبري ( ت: 310 ه):حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن يَعَلَى بن النعمان، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا) قال: واجبا ( جامع البيان ).
قول مجاهد:
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ):أَنا عبد الرحمن، نا إِبراهيم، نا آدم، نا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح عن مجاهد: { وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً } [الآية: 52]. قال: الإخلاص واصباً. يعني: دائماً.( تفسير مجاهد).
1- قال أبو جعفر الطبري (ت: 310 ه) : حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء وحدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل جميعا، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا) قال: دائما.(جامع البيان).
2-قال أبو جعفر الطبري (ت:310 ه):حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا) قال: دائما.(جامع البيان).
قال أبو جعفر الطبري: وكان مجاهد يقول: معنى الدين في هذا الموضع: الإخلاص. وقد ذكرنا معنى الدين في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء وحدثني المثنى قال: أخبرنا أبو حُذيفة، قال: ثنا شبل وحدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا) قال: الإخلاص.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: الدين: الإخلاص.
قول عكرمة:
قال أبو جعفر الطبري (ت: 310 ه) : حدثنـي إسماعيـل بن موسى، قال أخبرنا شريك، عن أبـي حصين، عن عكرمة، فـي قوله { وَلَهُ الدّينُ وَاصِبـاً } قال دائماً.( جامع البيان).
قال أبو جعفر الطبري ( ت: 310 ه) : حدثنا ابن وكيع، قال ثنا يحيى بن آدم، عن قـيس، عن يعلـى بن النعمان، عن عكرمة، قال دائماً.(جامع البيان).
قول قتادة:
يحي بن سلام بن ابي ثعلبة التيمي البصري (ت:200هـ):
قَوْلُهُ: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} [النحل: 52] سَعِيد، عَن قَتَادَةَ، قَالَ: دَائِمًا ( تفسير يحيى بن سلام).
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ):عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: { وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً }: [الآية: 52]، قال: دَائِماً، ألا ترى أنه يقول: { وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ }: [الصافات: 9]، أي: دائِم. ( تفسير عبد الرزاق).
قال أبو جعفر الطبري( ت: 310 ه) : حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة { وَلَهُ الدّينُ وَاصِبـاً } أي دائماً، فإن الله تبـارك وتعالـى لـم يدع شيئاً من خـلقه إلاَّ عبده طائعاً أو كارهاً.(جامع البيان).
قال أبو جعفر الطبري( ت: 310 ه) : حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة { وَاصِبـاً } قال دائماً، ألا ترى أنه يقول { عَذَابٌ وَاصِبٌ } أي دائم؟ (جامع البيان).
قول ميمون بن مهران:
جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: دَائِمًا. وَهُوَ تَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ.(تفسير يحيى بن سلام).
قول السدي:
لم أتحصل عليه وبحثت في أغلب التفاسير عن بداية هذا القول فلم أجده.
ثانياً التخريج:
1- أما قول ابن عباس فقد ذكره الطبري بإسناده وذكر روايتين واحدة بمعنى دائما عن طريق ابن وكيع ، والثانية بمعنى واجباً عن طريق ابن عطية.
2- أما قول مجاهد فقد ذكره الهمذاني في تفسير مجاهد بمعنى دائماً ، وذكره الطبري في روايتين بإسناده بمعنى دائماً .
وكان مجاهد قد فسر الدين بالإخلاص ، وواصباً بدائماً وذكر ذلك الطبري ، أما ما ذكره ابن كثير من أن مجاهداً فسر واصباً بالإخلاص فهو في الحقيقة قول الربيع بن أنس ، ذكر ذلك ابن الجوزي في زاد المسير حيث قال: وفي واصباً أربعة أقوال ذكر منها القول الثالث واصباً بمعنى خالصاً قاله الربيع بن أنس.
3- أما قول عكرمة فقد ذكره الطبري بإسناده بمعنى دائماً في روايتين واحدة عن طريق اسماعيل بن موسى ، والثانية عن طريق وكيع.
4- أما قول قتادة فقد أورده عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره بمعنى دائماً عن طريق معمر عن قتادة ،وأورده يحيى بن سلام عن سعيد عن قتادة بمعنى دائماً أيضا، وذكره الطبري بمعنى دائماً بإسناده في روايتين .
5- أما قول ميمون بن مهران فقد ذكره يجيى بن سلام بمعنى دائما.
6- أما السدي فقد أعياني البحث عن مصدر هذا القول ونسبته للسدي ، في المصادر الأصلية والبديلة ولم أجد له أثر.
-----