دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1439هـ/5-07-2018م, 12:27 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير قد سمع

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.



1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:

أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.


المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:

أ: علّة تحريم موالاة الكفار.

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
2. حرّر القول في:

سبب
نزول سورة الصف.
3.
فسّر قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.


المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله:
{لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
2. حرر
القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.
ب: عظمة القرآن.

2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.

3. فسّر قوله تعالى:

{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 شوال 1439هـ/5-07-2018م, 04:24 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

1.عامّ لجميع الطلاب
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

1. في عصر صرنا فيه أكثر انفتاحا على العالم بسبب وسائل التواصل، احذر أن تكون داعيا لمنكر أو ناشرا له، فإنك والذي يأتيه سواء، والعاقبة واحدة، وما أخزى وأشد ألما من الخلود في النار.

2. إياك ومصاحبة الفساق، فإنهم أخبث الناس حين يظهر الحق، يتبرأون منك، وينكرون معرفتهم لك، فلا خير إلا في مصاحبة مؤمن تقي، فإنه يقودك للجنة.

3. إن المولى تبارك وتعالى قد حذر من اتباع خطوات الشيطان، فقال : ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان) وقد حذر من عداوته فقال تعالى: ( إن الشيطان للإنسان عدو مبين)،
فإن التجاوب مع أول خطوات الشيطان مفضي للهلاك، فاحذر من الأولى لأنها الأشد، وما بعدها يجر بعضه بعضا.


المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن حاطب ما والى الكفار إلا ليأمن على أمواله وأولاده، وليس حبا لهم أو نفاقا للمؤمنين، فقد شهد بدرا، وإنما ما فعله كان بسبب الدنيا، وحفظ المال، فعذره.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

والعبد ينصر الله بفعله فيتقي الله في كل شأنه، فيتبع ما أمر الله به، ويحذر ما نهى عنه، آمرا بالمعروف ما استطاع بكل وسيلة ممكنة، مجاهدا في سبيل الله بيده ولسانه، مستخدما نعم الله في نصرة دينه،
متعلما كتابه العزيز، مُعلما له، عالما بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، داعيا لها، محذرا من البدع، ومن كل منكر، مدافعا عنه وعن أصحابه، حافظا لهم الفضل والسبق.

والعبد ينصر الله بقوله فلا يقول إلا ما يرضي الله، ولا يتكلم إلا بالحق ولو كان مازحا، ولا يتفوه بما يسخط الله ويغضبه.
وإن حضر مجلسا ووجد القوم ناسين لنعم الله ذكرهم بها، وذهب يُرضّيهم عن ربهم، يعلمهم أسمائه وصفاته، ويدخل حسن الظن بالله في قلوبهم بكلامه.

والعبد ينصر الله في نفسه، بأن يدفع عنها خواطر السوء، والإرادات الفاسدة، والشبه الخطافة، فإذا خطرت له خاطرة سوء، أو سمع شبهة ، دفعها دفعا بيقينه بالله وبعلمه بأسمائه وصفاته،
وأخذ يروض نفسه على طاعة الله والتزام كتابه، وينتقي من الصحبة الأخيار.

وكل ذلك يقوم به العبد مستحضرا نصرة الحواريين لعيسى عليه السلام، ومجاهدة الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مذكرا نفسه بما كان عليه الصحابة من إيمان متأسيا بهم.


2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

في الآية قولان:
القول الأول هو: انقطاع الرجاء عند الكافر الحي في أن يجتمع بمن مات من قرابته، والسبب عدم إيمان الكفار بالبعث، وهذا يفسر جرأة الكافر على محارم الله، وتكبره على أوامراه.
وهذا القول ورد في رواية عن ابن عباس، وقاله الحسن البصري، وقتادة، والضحاك، وقد روى هذه الأقوال ابن جرير، فيما ذكره ابن كثير، وكما ذكر هذا القول السعدي، والأشقر.
ويكون المراد بالكفار في الآية: الأحياء منهم، وأما أصحاب القبور فهم الكفار الذين ماتوا.

والقول الثاني هو: يأس الأموات من الكفار من كل خير، فإذا عاين الكافر جزاؤه في الآخرة، وعلم علما يقينا بخسارته، وضلال ما كان عليه، يأس وانقطع رجاؤه.
وهذا القول ورد في رواية عن ابن مسعود، وقاله مجاهد، وعكرمة، ومقاتل، وابن زيد، والكلبي، ومنصور، وقد اختاره ابن جرير فيما ذكره ابن كثير، وكذا ذكره السعدي.
ويكون المراد بالكفار في الآية على القول الثاني: الكفار الذين ماتوا ودخلوا القبور،أي: ( الأموات من الكفار الذين عاينوا عذاب القبر)،
أما المؤمنون من أصحاب القبور، فقد آمنوا في الدنيا، ولما ماتوا عاينوا ثوابهم في الآخرة فاطمأنوا.



3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22))
يخبر المولى تبارك وتعالى عن نفسه الكريمة فيقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ ) المستحق للعبادة وحده، فهو (الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) فلا إله بحق إلا إياه لكمال صفاته، وعظمة قدرته، وجميل إحسانه،
ومن صفاته سبحانه أنه (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) فلا غائب عنا إلا وهو عالم به، ولا مشاهد لنا إلا وهو عالم بما غاب منه عنا، يستوي عنده علم المخفيات والمشاهدات، قد أحاط بكل شيء علما،
و سبحانه (هُوَ الرَّحْمَنُ) الذي وسعت رحمته كل شيء، وقد سبقت غضبه، وقد أوجبها على نفسه، فيرحم بها خلقه، وهو (الرَّحِيمُ ) بعباده المؤمنين، الواصلة رحمته لهم.


تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23))
ويكرر المولى تبارك وتعالى مرة أخرى الخبر بأنه (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ) تأكيدا وتقريرا بأنه المستحق لإفراده بالعبادة وحده، لعموم ملكه، وكمال تصرفه في خلقه، وتدبيره شؤونهم،
وهو سبحانه (الْقُدُّوسُ السَّلَامُ) أي: الممجد، الطاهر من كل عيب، السالم من كل نقص، فهو الكامل في ذاته وصفاته وأفعاله، الذي يُسلم خلقه، المنزه عن كل ما لا يليق به، تقدسه وتنزهه الملائكة بالليل والنهار.
وهو (الْمُؤْمِنُ ) المصدق لرسله وأنبيائه بما جاؤوا به فأيدهم بالآيات البينات وبإظهار المعجزات، المصدق للمؤمنين في إيمانهم به، الذي يؤمن خلقه فلا يظلمهم، (الْمُهَيْمِنُ ) الشاهد على أعمال العباد، الرقيب عليهم، القائم على كل نفس،
وهو (الْعَزِيزُ): الذي قهر الأشياء بعزته، وخضع له الخلق، فلا يغالبه أحد، ولا يمانعه أحد، لأنه هو (الْجَبَّارُ) المعظم، الذي جبر خلقه بقهره وعظمته،، فانقادوا له طوعا وكرها، وهو الذي يجبر العيوب ويربي خلقه بأقدراه فيصلحهم،
(الْمُتَكَبِّرُ ) الذي تكبر عن كل سوء وظلم لعظمته، فهو الذي يمدح على كبريائه، ف(سُبْحَانَ اللَّهِ ) وتنزه وتبارك وتعالى وتعاظم (عَمَّا يُشْرِكُونَ ) به من وصوفات لا تليق به سبحانه.


تفسير قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24))

و(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ )، الذي قدر الخلق كما شاء، فأوجدهم وأنشأهم كما أراد، على أحسن هيئة وأفضل صورة بما يناسب مصلحة كل مخلوق، وهو المتفرد بذلك سبحانه،
فهو تعالى (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) التي شملت أوصاف الكمال، والتي لا يحصيها إلا هو، فكل اسم من أسمائه بلغ من الكمال منتهاه، وباقتران اسمين من أسمائه يزداد كمالهما كمالا، ومن علم عن أسماء الله وصفاته،
أحبه وتعلق قلبه به، وهو سبحانه يحب أن يدعوه العباد بأسمائه، ويتقربون إليه بها، ويسألونه من فضله ويطلبون حاجاتهم منه وحده، وهو (يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) تنزيها عن كل ما لا يليق به،
وهذا كقوله تعالى: (تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا)، فهو (الْعَزِيزُ) الذي لا يغالبه أحد، (الْحَكِيمُ) في أفعاله وأقداره،
فلا يكون شيء إلا بأمره وعزته، ووفق ما يصلح عباده.



الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 شوال 1439هـ/6-07-2018م, 11:31 PM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة تفسير سور: الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.

1. (
عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر
.
1- كثرة الإستعاذة من الشيطان،والحرص من تزينه لأن غاية مراده كفر العبد.
وجه الدلالة: قوله تعالى:"كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ" والواقع أن الشيطان لن يطلب من العبد الكفر مرة واحدة، ولكنه سيستدرجه إليه.
2- المبادرة إلى التوبة وعدم اليأس من مغفرة الله عز وجل بعد الوقوع فى الذنوب -حتى لو وصلت للكفر- لأن هذا مراد الشيطان من العبد فهو يُغويه ثم يفر منه بعد أن يورطه.
وجه الدلالة: قوله تعالى:" فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" أى أنه تبرأ منه ومن كفره بعدما أوقعه فيه.
3- اللجوء إلى الله تعالى والإستعاذة به من الوقوع فى الزلل والكفر، خوفا من الخلود فى النار.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا" فالخلود فى النار جزاء من مات كافرا، فلا يأمن الإنسان على نفسه، ولا يركن إليها فى العصمة من الزلل.

المجموعة الثالثة:
1.
بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية
.
عندما قدمت قتيلة على أسماء بنت أبى بكر- رضى الله عنه- بهدايا، وهى مشركة، فأبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها، فسألت عائشةُ –رضى الله عنها- رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله تعالى: " لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين...."الآية، فأمرها الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن تقبل هديتها وأن تدخلها بيتها.
عن عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: صناب وأقطٌ وسمنٌ، وهي مشركةٌ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديّتها، وأن تدخلها بيتها. رواه أحمد.
ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
-قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"المجادلة: 14
1- موالاة غير المسلمين.
2- أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، واتقوا بالأيمان الكاذبة.
-قوله تعالى: "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ" المجادلة: 19
3- لا يذكرون الله تعالى ولا يُصلون.
-قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ - لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ" الحشر: 11-12
4- اخلاف الوعد.
5- جبناء عند القتال.
-قوله تعالى: "لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ" الحشر:13
6- يخافون من المؤمنين أكثر من خوفهم من الله تعالى.
-قوله تعالى: "لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ" الحشر: 14
7- لا يقدرون على مواجهة جيش الإسلام بالمبارزة والمقابلة، ولكن فى حصون أو منوراء جدر.
8- عداوتهم فيما بينهم شديدة.
9- مختلفين فيما بينهم غاية الإختلاف، حتى لو بدوا مجتمعين ظاهرا.

2.
حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
الأقوال فى المراد ب "الذين من قبلهم":
القول الأول: كفار قريش ، قاله مجاهد والسدى ومقاتل بن حبان، ذكره ابن كثير، وكذلك ذكر السعدى والأشقر، واستدل السعدى على ذلك بأنهم هم المذكورون فى قوله تعالى: الذينَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ فغَرَّتْهُم أَنْفُسُهم، وغَرَّهُم مَن غَرَّهم، الذينَ لم يَنْفَعُوهم ولم يَدْفَعُوا عنهم العذابَ، حتى أَتَوْا بَدْراً بفَخْرِهم وخُيَلائِهم، ظانِّينَ أنَّهم مُدْرِكونَ برسولِ اللَّهِ والمُؤمنِينَ أمَانِيَّهم، فنَصَرَ اللَّهُ رسولَه والمُؤْمنِينَ عليهم، فَقَتَلُوا كِبارَهم وصَنادِيدَهم، وأَسَرُوا مَن أسَرُوا مِنهم، وفَرَّ مَن فَرَّ، وذاقُوا بذلك وَبالَ أمْرِهم وعَاقبةَ شِرْكِهم وبَغْيِهم.

القول الثانى: يهود بنى قينقاع، قاله ابن عباس وقتادة ومحمد ابن اسحاق، ذكره ابن كثير.
ورجح ابن كثير هذا القول، لأن يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا.


3.
فسّر قوله تعالى:
{
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }


لما ذكر الله تعالى بشارة عيسى –عليه السلام- بالرسول –صلى الله عليه وسلم- وكانت دعوة الرسل جميعا هى الإسلام، وكان جواب قوم عيسى -وهم أهل كتاب- مشابه لجواب أهل الكتاب والمشركين للنبى –صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ" فوصفهم الله تعالى بأنهم لا أحد أظلم منهم، وذلك ذما لهم وتشنيعا لحالهم، إذ الأولى والأجدر بهم تصديق للنبى –صلى الله عليه وسلم- وعدم إتهامه بأنه ساحر، وهو –صلى الله عليه وسلم- يدعوهم إلى توحيد الله تعالى وتنزيهه عن الأنداد والشركاء، " وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" فحرمهم الله تعالى من هداية التوفيق، لأن الظلم صار صفة ملازمة لهم وذلك بردهم الحق ونصرهم الباطل، فلا ينفعهم نصح ولا إرشاد، فقال الله عنهم: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ" وهذا من سفههم أنهم يحاولون أن يردوا الحق البيِّن بباطل واهى لا حجة فيه، وأنى لهم ذلك "وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" فتتلاشى إدعاءاتهم الباطلة وتضمحل حججهم ويزدادوا عوارا، ويزداد الحق سطوعا وانتشارا، كما قال تعالى: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ" الأنبياء:18، ثم تحداهم الله تعالى فقال: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى" فمن يستطيع اطفاء هذا النور وحجب هذه الدعوة التى أراد بها الله هداية العباد إلى مصالح الدنيا والآخرة والهداية إليه وإلى دار كرامته، "وَدِينِ الْحَقِّ" دين الإسلام الذى لا دين غيره الذى يأمر بكل خير وينهى عن كل شر "لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ" ليجعل الله تعالى دين الإسلام غالبا وعاليا على جميع الأديان المخالفة له، وهذا الوعد قائم إلى يوم الدين، "وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" ذلك الظهور والغلبة، أما أهل الإسلام المنتسبون له فينالهم من الظهور والغلبة بحسب قيامهم بهذا الدين والتمسك به وبهداياته،والجهاد فى سبيله، فلو تمسكوا به نالوا ولاية الله تعالى، فلن يغلبهم غالب ولا يقهرهم قاهر، ولو اعرضوا عنه وابتغوا العزة فى غيره سلط الله تعالى أعداءهم عليهم.


والله تعالى أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 شوال 1439هـ/7-07-2018م, 08:02 PM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
- يجب علينا الحذر أشد الحذر من الشيطان وأعوانه ومن كان على شاكلته وسبيله اللئيم من الإنس , وعدم الاغترار بهم , فهم يستدرجوننا لحبال الكفر لنتشبث بها , ثم يغدروا بنا ويتنكروا لنا , وتبرؤا لله منا .
وجه الدلالة قوله تعالى :{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }
- أن نكون متيقنين في قلوبنا من حكمة الله تعالى العادلة في أن الجزاء من جنس العمل , فدعاة الكفر ومن أطاعهم بالكفر خالدين مخلدين بالنار .
وجه الدلالة قوله تعالى :{ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.
- دعاء الله تعالى بإلحاح على تثبيت قلوبنا على الإيمان , وأن يكلأنا بحفظه من مصائد الشيطان الخبيثة للوقوع بالكفر , وعدم طاعته , فيجنبنا الكفر والشرك وجميع المعاصي التي تؤول بالعبد إلى نار جهنم , والتي هي مصير الشياطين.
وجه الدلالة قوله تعالى :
{ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.
لقد حرم تعالى على المؤمنين تقديم الولاء للكفار, و إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين . , فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}, فموالاتهم تخرج العبد من دائرة الإيمان , { ومن يتولّهم منكم فإنه منهم}.
- فهؤلاء الكفار لم يؤمنوا بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام من الحق من رب العالمين , بل كذبوه وادعوا عليه الأقاويل الباطلة , والشاهد من ذلك قوله تعالى : { وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ }
- ولقد امتلأت قلوبهم بالعداوة والبغضاء لخير البشر عليه الصلاة والسلام , وهموا بإخراجه والمؤمنين من ديارهم , بسبب توحيدهم الخالص لله تعالى في جميع عبادتهم, والشاهد من ذلك قوله تعالى :{ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ }.
- حرص الكفار على إيذاء المؤمنين قولا بالشتم أو فعلا بقتلهم أو بضربهم , وعدم تهاونهم بذلك.
- أمنية الكفار في ارتداد المؤمنين عن دين الحق .
كما في قوله تعالى :{ (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}.



ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
* تسلية لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم فيما أصاب الكفار وغيرهم :
- فقد نال قوم موسى – عليه السلامة- من الجزاء والعقوبة , جراء ما صنعوه بأنفسهم من اتباع الزيغ والضلال وعدم التزامهم بالحق الذي جاء موسى عليه السلام من رب العالمين وعدم تصديقه , وهذا عدل الله المحض .
* أن الله ليس بظلام للعبيد :
- فإضلال الله تعالى للكفار ليس جورا منه تعالى ولا حجتهم عليه تعالى , إنما كان إضلالهم من أنفسهم بسبب قلوبهم المتكبرة المغلقة عن الهدى .
* أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالصبر على قومه .
- بسبب أذيتهم له قولا وفعلا .
- وقد قال: "رحمة اللّه على موسى: لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر".
- ولقد حذر تعالى المؤمنين من النيل من الرسول – صلى الله عليه وسلم - أو إيذائه , كما فعل قوم موسى بنبيهم , فمن أجلّ الحقوق للأنبياء الاستسلام والانقياد لأوامرهم , وإزالهم منازلهم , فهم أشرف الخلق .

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.


- رغبة الصحابة في سؤال الرسول عليه الصلاة والسلام , عن أحب الأعمال إلى الله تعالى .
فروى الإمام أحمد , عن عبد اللّه بن سلام قال: تذاكرنا: أيكم يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيسأله: أي الأعمال أحب إلى اللّه؟ فلم يقم أحد منا، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلينا رجلا فجمعنا فقرأ علينا هذه السورة، يعني سورة الصف كلها.
* فأنزل الله هذه السورة وكان ومن جملتها هذه الآيات كما ذكر ذلك ابن كثير :
1 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}, فعن ابن عباس قال: كان ناس مِن المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: ودِدنا لو أن اللهَ أَخبرنا بأَحب الأعمال فنعمل به. فلما أخبرهم أن أحب الأعمال إليه الجهاد، كره ذلك أُناس مِن المؤمنين وشق عليهم أمره، فنزلت هذه الآية. ذكره الأشقر.
* قال مقاتل بن حيان: قال المؤمنون: لو نعلم أحب الأعمال إلى اللّه لعملنا به. فدلّهم اللّه على أحب الأعمال إليه، فقال: {إنّ اللّه يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفًّا} فبين لهم، فابتلوا يوم أحد بذلك، فولوا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مدبرين، فأنزل اللّه في ذلك: {يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}؟ وقال: أحبكم إلي من قاتل في سبيلي.
* قال قتادة، والضحاك: نزلت توبيخا لقوم كانوا يقولون: "قتلنا، ضربنا، طعنّا، وفعلنا". ولم يكونوا فعلوا ذلك.
* وقال ابن يزيد: نزلت في قوم من المنافقين، كانوا يعدون المسلمين النصر، ولا يفون لهم بذلك.
* وقال مالك , عن زيد بن أسلم: {لم تقولون ما لا تفعلون}؟، قال: في الجهاد).
* وقيل : أنزلت في شأن القتال، يقول الرجل: "قاتلت"، ولم يقاتل وطعنت" ولم يطعن و "ضربت"، ولم يضرب و "صبرت"، ولم يصبر.

2- {يا أيّها الّذين آمنوا هل أدلّكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليمٍ}.والتجارة المقصود بها الإيمان بالله والجهاد في سبيله , {تؤمنون باللّه ورسوله وتجاهدون في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون}.



3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) الصف:
لقد أخبر تعالى في الآيات السابقة عن حال الكافرين الذين كذبوا بدين الله وجعلوا له أندادا بعد أن دعاهم لتوحيده , وكيف أنهم سعوا جاهدين لطمس معالم هذا الدين برد الحق بالباطل , لكنه تعالى نصر دينه , وأظهره في الآفاق , فأرسل رسله بالهدى والدين الحق الذي اعتلى على سائر الأديان .
ثم بهذه الآيات يخاطب تعالى أهل الدين الحق وهم المؤمنين , فأتى بالاستفهام على سبيل العرض و التشويق والترغيب , عما سألوا عنه , وحرصوا على معرفته وهو أحب الأعمال إلى الله , بأن يرشدهم تعالى إلى أجل الأعمال التي جعلها بمثابة التجارة الرابحة التي لا تبور, فكان فيها الفلاح والفوز بالجنة , والنجاة من النار .
* لكن ما هذه التجارة التي هذا شأنها العظيم ؟ يقول تعالى :
{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11):
فكانت التجارة الإيمان بالله تعالى , وبرسوله عليه الصلاة والسلام , فيكون الإيمان الجازم والتصديق التام بالله تعالى وما جاء عنه، وما يجب له سبحانه، والإقرار برسالة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتصديقه والاتباع له في كل ما شرعه الله, وتحقيق ذلك قولا وعملا بالجوارح , ومن أجل أعمال الجوارح التي تمتاز بأنها تجارة رابحة هي الجهاد في سبيل الله تعالى , بكل ما استطاع المؤمن بذله من نفس أو مال , وبهذا يكسب خيري الدنيا والآخرة , بالانتصار على أعداء الدين , والفوز بالجنة والنعيم المقيم وهذا ثمن التجارة.

ومازال الحديث عن أعظم ثمن لهذه التجارة , فقال تعالى :
{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) :
يظهر بهذه الآية كيف أن الجزاء من جنس العمل , فمن فضل الله تعالى وعدله , بأن يكافأ كل من امتثل لجميع أوامره , وقام بمطلب الإيمان الجهاد حق القيام , فكان الثواب أن ينال المغفرة لذنوبه ( الصغائر والكبائر )ومن أرحم الراحمين , وأن يسكنه جنات عدن دار قرار و نعيم مقيم , التي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت, وعلى خطر على قلب بشر , لما فيها من القصور والأنهار المختلفة وما لذ وطاب من كل الثمرات
فهذا هو الفوز الآخروي الذي لا يضاهيه فوز ولا يماثله .

وهل من خصال أخرى أعدها الله لهم ؟ يقول تعالى :
{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} :
فقد وعد الله تعالى المؤمنين بزيادة أخرى تعجبهم ألا وهي النصر المظفر من عند الله على أعداء الدين , ووعدهم أيضا بالفتح القريب , فتتسع الفتوحات الإسلامية فتزداد دائرة الإسلام , وهذا جزاء المجاهدين , بينما المؤمنين غير المجاهدين وكان هناك من قام بالجهاد فإن الله يغمرهم بفضله وإحسانه , وقد ذكر الأشقر أن الفتح يقصد به فتح مكة , وقال عطاء يريد فتح فارس والروم , وهذا ثواب معجل بالحياة الدنيا , يتبعه ثواب مؤجل بالحياة الآخروية بجنات النعيم.
..

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 شوال 1439هـ/7-07-2018م, 10:33 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

(عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكيةوبين وجه الدلالة عليها من قولهتعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِاكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّالْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِفِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1. قد تتكرر هذه الصورة كثيرا في واقعنا ، فيشطان الإنس قد يكون وقعه أعظم من شيطان الجن ، فهو لا يزال يزين للإنسان المعصية ويهونها عليه حتى يوقعه فيها.فيكن حذرك منه أعظم.
2. إذا اغتررت بقوة بأحد واعتمدت عليه ، فاعلم أن الله يقينا، هو نفسه سوف يسلطه الله عليك.
3. مخافة الله سبحانه من أعظم ما يرد العبد عن المعاصي ، فليكن ديدنك دائما التفكر في عظم قدرة الله وسطوته عليك.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعةالأولى:
1. بيّن مايلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي اللهعنه.
عندما اعتذر حاطب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلمفقد صدق في عذره ، وقد قال أنه فعل فعلته تلك ليس ارتدادا ولا رضى بالكفر بعد الاسلام وإنما فعل ذلك ليتخذ فيهم يدا يحمون قرابته في مكة ، وعندما نزلت الآية { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه} قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب لما ذكر أنه إنما فعل ذلك مصانعة لقريش لأجل ما كا كان له عندهم من الأموال و الأولاد. كما أن حاطب رضي الله عنه شهد بدرا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر عن أهل بدر، ما يدريك لعلّ الله اطلع إلى أهل بدر فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواكُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
ينصر العبد ربه في أقواله ،فلا يقول إلا ما يرضاه الله، وأفعاله ، فلا يعمل إلا ما أمره به الله ، ونفسه وماله وذلك بأن يجاهد بهما حتى يقوم بدين الله، كما أن من نصرة الله تعلم كتاب الله وسنة رسوله وتعليمها ، ومنه الحرص على أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر حتى يكون من خير أمة أخرجت للناس.
2. حرّر القولفي:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
الأقوال الواردة في قوله تعالى{كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}:
القول الأول:هو يأس الأحياء من الكفار المنكري للبعث من بعث موتاهم ليوم النشور، وهو قول ابن عباس والحسن البصري وقتاده والضحاك ، رواهن ابن جرير وذكره ابن كثير في تفسيره، كما قال بهذا القول السعدي والأشقر.
القول الثاني: يأس الكفار الذين في القبور من كل خير حين أفضوا إلى الدار الآخرة ، وهو قول لابن مسعود ومجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد الكلبي ومنصور . ذكر هذا القول ابن كثير والسعدي في تفاسيرهما. واختار هذا القول ابن جرير.

3. فسّر قولهتعالى:
{
هُوَ اللَّهُالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُالرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُالْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُالْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُالْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِيالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
يصف الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات نفسه العليه بذكر أسمائه الحسنى التي بلغت في حسنها أكملها وأتمها فقال عن نفسه سبحانه:
هُوَ اللَّهُ المألوه المعبود التي تحبه القلوب وتعظمهالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ المستحق للعبادة لكمال عظمته وسعة رحمته وإحسانه وتدبيره الفائق لخلقه، ومن عظمته أنه عَالِمُ الْغَيْبِ فعلمه محيط بكل ما غاب عن الخلق وَالشَّهَادَةِ وما شاهدوه ورأه بأعينهم، ولأنه أحاط علمه بهم فهو هُوَ الرَّحْمَنُ الذي وسعت رحمته كل شيء الرَّحِيمُ الدائمة رحمته بلا انقطاع.
ثم كرر سبحانه عموم إلهيته وانفراده بها لعموم ملكه لجميع الممالك العلوية والسفلية:
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ المالك لجيمع الأشياء المتصرف فيها وحده المدبر لجيمع أحوالها، الْقُدُّوسُ الطاهر من كل عيب قد يصيب في نفسه وفي ملكه وفي تصرفه السَّلَامُ المنزه من جميع النقائص بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله الْمُؤْمِنُ المصدق لرسله وأنبيائه بالمعجزات والبراهين القاطعات ، والمصدق لعباده في إيمانهم ، أو الذي وهب لعباده الأمن من الظلم الْمُهَيْمِنُ الشهيد على عباده بأعمالهم الرقيب عليهم الْعَزِيزُ الذي عز كل شيء فقهره الْجَبَّارُ الذي لا تطاق سطوته أو الذي يجبر قلوب عباده المنكسرين بين يديهالْمُتَكَبِّرُ الذي لا يليق التكبر إلا لعظمته ، الذي تكبر عن كل نقص وتعظم عما لا يليق به سُبْحَانَ اللَّهِ منزها نفسه العليه عَمَّا يُشْرِكُونَ به.
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ لجميع المخلوقات بأن قدر وجودهاالْبَارِئُ والبراء: هو الفري ، وهو تنفيذ ما قدره ، فليس كل من قدر شيئا يقدر على تنفيذه وإيجاده الْمُصَوِّرُ الذي ينفّذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها لَهُ الْأَسْمَاءُ الكثيرة جدا التي لا تحصى ولا تعد الْحُسْنَى فكلها بالغة في الحسن والكمال والعظمة ، ومن كمال صفاته أنه يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِيالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الذي ذل لعزته كل شيء الْحَكِيمُ في شرعه وقدره.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 شوال 1439هـ/8-07-2018م, 12:19 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.
1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

- الأمور بعواقبها ، والعاقبة إما محمودة وإما وخيمة ، والعاقبة للمتقين ، فليعمل العاقل لما يجلبه نفعه ويحمد عقباه .

- ليأخذ الإنسان " العاقل " الحيطة عن قرناء السوء ، وليحذر ممن يخالج معهم ، فعن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه ، وليبتعد عن قرناء الفسق والنفاق قبل ابتعادهم عنه ، كما قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين * يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون }.

- نعمة الصحبة صحبة الأخيار ؛ لأنها تقود إلى النجاة والفلاح ، وبئس الصحبة صحبة الأشرار ؛ لأنها لا تجر إلا إلى التهلكة ، فمثال الأول كبائع المسك ، تبتاع منه أو تجد منه ريحا طيبا ، ومثال الثانى كنافخ الكير تحرق شراراته ثيابك وتتضرر برياحه الكريهة .

المجموعة الرابعة:

1. بيّن ما يلي:
أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.

ج/ المحاسبة فى الأعمال – عموما - من الأمور المهمة التى تحفز العمل وتتوقى من السقطات التى قل من ينجو منها ، والإنسان مكلّف بأعمال يحاسب عليها يوما ما ، فلكى ينجو من أن يخسر أعماله ، وحتى لا تعتريها الخسارة الأخروية فعليه أن يحاسب نفسه بوضع المقياس الصالحة لها { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا }. فلا تصلح الأعمال إلا مع وضع المقياس الصالح لها والميزان المستقيم { وزنوا بالقسطاس المستقيم }؛ ولذلك أوصى الله عز وجل النفس بالمحاسب فى قوله : { ولتنظر نفس ما قدمت لغد ... }، أي لتنظر فى صلاحية أعمالها وليحاسبها قبل أن يحاسب ويناقش الحساب .
والآية الكريمة أصل فى محاسبة العبد نفسه ، وأنه ينبغى له أن يتفقدها فى كل حين لآخر ، فإن رأى منها زللا أو تقصيرا تداركه بالإقلاع عنه بالتوبة النصوح والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه ، وبذل قصارى جهوده فى تتميمه وتكميله وإتقانه مع الاستعانة بالله تبترك وتعالى ، وليضع نصب عينيه كرم الله تعالى وإنعامه عليه ، وأنه أعز من أن يقابل بالتقصير .
وأما الغافلون المقصرون فى حق من حقوق الله تعالى ، ثم لا يبالون بمصير أمرهم ومنقلبهم ، ومن ثم لم يحاسبوا أنفسهم على أعمالهم ، فأولئك الفاسقون الخارجون عن أمر الله ، العاملون بمقتضى أهوائهم .

ب: عظمة القرآن.

ج/ القرآن عظيم من حيثيات كثيرة :
- عظيم من حيث أنه كلام الرب تبارك وتعالى .
- عظيم من أنه الوحي المهين على جميع وحي السماء .
- عظيم من حيث أن تقشعر له جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله .
- عظيم من حيث أنه أحسن كتب السماوية على الإطلاق { الله نزل أحسن الحديث كتابا ... } .
- عظيم من حيث أنه النور المبين ، الذى يهدى به الله من اتبع رضوانه .
- عظيم من حيث أنه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .
- عظيم من حيث أنه تخر له الجبال الراسيات متصدعا من خشية الله { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ... } .
- والقرآن عظيم من حيث أنه مأمور التعبد بتلاوته ؛ فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب .

2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.

ج/ أشهر أقوال السلف فى معنى ( فتنة ) ثلاثة :
- أي : لا تعذبنا بأيديهم ، ولا بعذاب من عندك . قاله مجاهد والضحاك ، وذكره ابن كثير وحكاه الأشقر عن مجاهد .
- أي : لا تظهرهم علينا فيفتنوا بذلك . قاله قتادة واختاره ابن جرير ، وذكره ابن كثير .
- أي : لا تسلطهم ولا تغلبهم علينا فيفتنونا . قاله ابن عباس وحكاه عنه علي ابن طلحة ، وذكره ابن كثير والسعدي

3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.

يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بامتحان النساء واختبارهن فى إيمانهن بالله وبرسوله فقال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا ... } ، أي : صدقوا الله ورسوله وبرسالته ، { إذا جآءكم المؤمنات مهاجرات ... } من مكة إلى المدينة تاركا لأزواجهن ، { فامتحنوهن ... } ، أي : اختبروا إيمانهن لتوقنوا من صدق إيمانهن بالله وبروله ، و { الله أعلم بإيمانهن ... } وأنتم لا تعلمون ذلك منهن ، { فإن علمتموهن مؤمنات ... } باختباركم إياهن ، { فلا ترجعوهن إلى الكفار ... } ولو كن قد تزوجن منهم ، لأن { لا هن حل لهم ... } لأنهن طاهرات الجسم والعقيدة ، { ولا هم يحلون لهن ... } فلا زواج بين مشرك ومسلمة ؛ فحرم الله التزاوج بين مشرك ومسلمة من ساعتها ، وقوله تعالى : { وآتوهم مآ أنفقوا ... } أي : ردوا أيها المؤمنون صداقة المشركين إليهم بعد إمساك أزواجهم المؤمنات عنهم ، { ولا جناح عليكم ... } أي : لا حرج ولا ضير عليكم إن رغبتم فيهن { أن تنكحوهن ... } ، بشرط { إذا آتيتموهن أجورهن } ، أي : صدقاتهن مقابل الزواج منهن ، أم فى حق المسلم الذى تزوج من المشركات { فلا تمسكوا بعصم الكوافر ... } ، فلا تزاوج بين مسلم ومشركة ، وقوله : { واسألوا مآ أنفقتم ... } ، أي : أبها المؤمنون ما قدمتموه لهن صداقة فخذوه من أوليائهن ، { وليسألوا ... } ، أي : المشركون ، { مآ أنفقوا ... } من صداق فيرد إليهم بالقسط ، فلا يظلمون من حقهم شيئا ، وقوله : { ذلكم حكم الله ... } الذى لا بجور فى حكمه بين خلقه ، { يحكم بينكم ... } بالعدل والقسط ، { والله عليم ... } ، أي : بما يصلح أحوالكم فى دنياكم ومعادكم ، { حكيم } فى حكمه ووضع الأمور موضعها اللائق بها .

وقوله تعالى : { وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار ... } يعني إن لحقت امرأة رجل من المهاجرين بالكفّار، أمر له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه يعطى من الغنيمة مثل ما أنفق ، {فعاقبتم} أصبتم غنيمةً من قريشٍ أو غيرهم {فآتوا الّذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا} يعني: مهر مثلها.
{ واتقوا الله ... } ربكم { الذى أنتم به مؤمنون } إلها وربا دون سواه .

والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 شوال 1439هـ/8-07-2018م, 01:59 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر
‏كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر:‏الحذر من وسوسة الشيطان وتزيينه المعصية لغواية بني آدم.
‏قال إني بريء منك:‏الحذر من اتباع سبيل المفسدين والاغتر ‏ار بهم فسيأتي اليوم الذي يتبرأون منك فيه.
‏فكانا عاقبتهما أنهما ما في النارخالدين فيها ‏:إثم المعصية على ‏فاعلها ولا يمنعه من العذاب الاعتذار باتباع أحد.


المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
‏صدق إيمان حاطب رضي الله عنه ومحبته لله ولرسوله ، وأن ما فعل إنما هو لتكون له يد عند قريش فيحفظ ماله وأهله في مكة وكان ملصقا بقريش ‏ولم يكن منهم.
‏كونه من أهل بدر اللذين غفر الله لهم كما أخبرالرسول صلى الله عليه وسلم.


ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
1-‏تعلم دين الله والعمل به وأقامة شرع الله بفعل الأوامر وترك النواهي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- ‏تعليم الدين ‏للناس أجمعين ونشر دعوة الإسلام في كل مكان.
3- ‏الجهاد في سبيل الله تعالى بمحاربة اعداء الإسلام بالسيف ‏والقلم من الكافرين والمنافقين المحاربين لله ورسوله ،ومعاداتهم وعدم توليهم أو نصرتهم.



2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
‏للعلماء في ذلك قولان :
الأول: الكفار الأحياء يئسوا من الأموات الذين في القبور أن يجتمعوا بهم أويلقونهم؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث والنشور0‏
قول ابن عباس من طريق العوفي والحسن البصري وقتادة ذكره ابن كثير وذكر هذا القول السعدي ‏أيضا وهو قول الأشقر.
‏الثاني : الكفار الأموات الذين في القبور يئسوا من كل خير.
‏وهو قول ابن مسعود ومجاهد وأبو زيد والكلبي وعكرمة وهو اختيار ابن جرير ذكره ابن كثير.
وذكر هذا القول السعدي ‏أيضا .


3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

‏في هذه الآيات الكريمة كثير من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا فأخبر سبحانه أنه الله المألوه المعبود لا إله إلا هو تألهه القلوب محبة وذلاوتعظيما وكل إله غيره باطل لا يستحق العبادة .
عالم الغيب والشهادة وصف نفسه سبحانه بالعلم الشامل لما غاب عن الخلق وما يشاهدون فله عالم الغيب والشهادة.
الرحمن له الرحمة العامة التي وسعت كل شيء من المخلوقات ‏،وهو الرحيم ذو الرحمة الواصلة لعباده المؤمنين.
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك أي مالك جميع الأشياء والأمور ،المتصرف في الكون وحده لا شريك له القدوس الطاهر المنزه عن كل نقص وعيب في صفاته وأفعاله سبحانه .
السلام من جميع العيوب والنقائص لكمال ذاته وصفاته وأفعاله.
المؤمن ‏أمن خلقه من المظالم بتحريم الظلم بينهم، وهو المصدق عباده المؤمنين ما وعدهم ، والكافرين ما أعد لهم من عقوبة .
المهيمن الشاهد على خلقه بجميع ما عملوا، فهو عليهم رقيب .
العزيز بعزته قهر كل شيء لا يغلب ولا يمانع خضع له كل ما في الوجود .
الجبار الذي تحت سطوته سائر الخلق قهرها ‏بقوته وعزته، الجبار الذي يجبر عباده فيغني الفقير ويجبر الكسير برحمته سبحانه.
المتكبر أذعن له كل الخلق وخضعوا له، له الكبرياء والعظمة ولا تجوز لغيره.
سبحان الله عما يشركون تنزيه الله سبحانه وتعالى ‏عن كل ما وصفه به المشركين ‏من النقائص والعيوب .
هو الله الخالق المقدر للأشياء على ما أراد بمشيئته .
الباري اخترع الأشياء وأوجدها على غير مثال سابق.
المصور الذي يوجد الخلق على الصور المركبة لها بهيآتها المختلفة.
له الأسماء الحسنى أسماء ه الحسنى كثيرة لا يحصيها إلا هو سبحانه ،اشتملت على صفات الكمال لا نقص فيها ولا عيب في وجه من الوجوه ‏
يسبح له مافي السموات والأرض كل ما في السماوات والأرض مفتقر إليه يسبح بحمده و يسأله، قضاء حوائجه فلاوجودله له إلا بربه سبحانه.
وهو العزيز الحكيم الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، كل شيء أراده لحكمة ومصلحة يعلمها سبحانه عز وجل ،فأفعاله ليست عبثا سبحانه وإنما لغايات محمودة وعواقب حميدة وإن جهاها الخلق، لا يعلمها إلا هو الحكيم سبحانه.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 شوال 1439هـ/9-07-2018م, 08:26 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- نكران أصحاب الضلالة اتباعهم الضالين و تبريأتهم منهم بعد ان كانوا هم أصحاب غوايتهم و ضلالهم ( كمثل الشيطان اذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال أني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين)
2- ظُلْم التابع و المتبوع - ظلم التابع يكون لنفسه في اتباع اصحاب الغواية و الضلالة و ظُلْم المتبوع في إضلال غيره الى الضلالة و الغواية - و عاقبة الظالمين النار قال تعالى ( فكان عاقبتهما إنهما في النار خالدين فيها و ذلك جزاء الظالمين )
3- ضرب الله الأمثال في القران لعباده ليتعظ العاقل و لا يقع في خطأ من قبله فيكون عبرة كما كان من سبق فتبريئة الشيطان من الكفار بعد ان كان يزين لهم الكفر و يُحَسِّنه لهم لهو من اكبر دلائل الاحتراز من عدم اتباع اصحاب الضلالة و الغواية لأنهم سيأتون يوما و يتبرؤون من متبعيهم و عندها يندم المتبوع ساعة ندم ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ )

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر خاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
1- انه كان رضي الله عنه مؤمنا يحب الله و رسول الله صلى الله عليه وسلم
2- انه كان رضي الله عنه صادقا فيما قال
3- انه رضي الله عنه شهد بدر وهي اول غزوة بعد الاسلام غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لعل الله قد نظر الى اهل بدر و قال اعملوا ما شيئتم فقد غفرت لكم
4-عطف ورحمة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه و قد سمع منه انه لم يبدل ما عهد الله عليه من الايمان و التوحيد و النصرة
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون النصرة في جميع الاحوال بالنفس و المال و البدن و الاستجابة لله و رسوله صلى الله عليه وسلم فيما امرهم به و نهاهم عنه ومن ذلك
1- تعلم العلم النافع و تعليمه و إعلاء كلمة الله تعالى ورد حجج الباطلين الذين يريدون ان يدحضوا نور الله بأفواههم
2- الإنفاق في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا
3- الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
4- تعلم كتاب الله و تعليمه ( خيركم من تعلم القران و علمه) و كذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ( من حفظ السنة فقد قويت حجته)

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
ورد في تفسير الآية عدد أقوال:
القول الاول : كما يئس الكفار الأحياء من اللقاء او رجوع قرابتهم الأموات أصحاب القبور لأنهم لا يعتقدون بالبعث و النشور قال بذلك العوفي عن ابن عباس و الحسن البصري و قتادة و الضحاك و ذكره ابن كثير في تفسيره و الاشقر في تفسيره
القول الثاني: كما يئس و انقطع رجاء الكافرين بالله و رسوله الذين هم في القبور من كل خير و قد كان ذلك حالهم من الكفر في الدنيا قال بذلك مجاهدٍ، وعكرمة، ومقاتلٍ، وابن زيدٍ، والكلبيّ، ومنصورٍ و ذكره ابن كثير في تفسيره و السعدي في تفسيره
القول الثالث:كما حرموا الكفار مِن خَيْرِ الآخرةِ، فليسَ لهم منها نَصيبٌ قال به السعدي
الاقوال متقاربة في المعنى
فقد يكون المراد ان رجاء و يئس الكفار من رجوع قرابتهم و اللقاء بهم ممن ماتوا و صاروا الى قبورهم لأنهم ناكري البعث و النشور و قد يكون المعنى ان الكافرين المنكرين للبعث و النشور عندما عاينوا الآخرة في قبورهم قد يئسوا من كل خير يصلهم عندئذ و حرموا من كل خير يصل اليهم
3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
من رحمة الله عز وجل و فضله بعباده أنه عرّفهم بنفسه العظيمة جلّ و عَل فقال سبحانه و تعالى انه لا إله حق في الكون الا هو عز وجل و لا رب الا هو فهو سبحانه و تعالى يعلم ما الغيب مالا يعلمه المخلوقين و يعلم ما يعلمه المخلوقين المشاهد لهم فلا يخفى عليه شيء في الارض و لا في السماء و علمه للغيب كعلمه للمشاهدات فهو يعلم دبيب النملة السوداء في ظلمة الليل على الصخرة الصماء يعلم السر و أخفى و مع علمه بذلك فهو رحمن بعباده فرحمته وسعة كل شيء قال عز وجل ( و رحمتي و سعت كل شيء ) فرحمته عز وجل عمت الكافر و المؤمن و الحيوان و الطير و الهوام فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) رواه البخار ، وهو عز وجل رحيم بعباده قال تعالى ( وكان بالمؤمنين رحيما) فقد ورد ان الله رحمن بجميع خلقه و انه رحيم وهي مبالغة من رحِمَ : كثير الرّحمة والشفقة صفة خاصة بالمؤمنين كما و رد في الآية الكريمة ، ثم يؤكد الله سبحانه و تعالى أنه الله الذي لا اله بحق سواه و لا معبود بحق غيره سبحانه و تعالى و أنه ملك يملك مافي السموات و الارض متصرف بها بلا ممانع ولا مدافع فكل ملوك الدنيا ملكهم مجازي يزول بموت او فناء او تعدي الا ملك الله عز وجل فهو دائم عام شامل و لا يزول و لا يحول فملكه في الدنيا و في الآخرة كذلك قال تعالى( مالك يوم الدين) و قال ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) و قال ( مالك الملوك ) و هو عز وجل القدوس الطاهر المبارك تعالى عن كل دنس الذي تقدسه الملائكة و هو عز وجل السلام في ذاته و صفاته و أفعاله سلام سبحانه و تعالى من جميع المعايب و النقائص فهو سبحانه السلام و منه السلام تبارك سبحانه ذو الجلال و الإكرام كما ورد في السنة ( اللهم انت السلام و منك السلام) و هو سبحانه و تعالى المؤمن يُؤْمِن عباده من أن يظلمهم و قيل صدق عباده المؤمنين في إيمانهم وصدق رسله و أنبياءه بما جاءوا من الآيات البيانات و الحجج القاطعات و هو عز وجل المهيمن الذي هيمن على اعمال عباده و هو الرقيب عليهم وهو على كل شيء شهيد و هو عز وجل العزيز الغالب القاهر لا يغالبه شيء و لا يقهره شيء و خضع له كل شيء وهو جبار السموات و الارض و قاهر كل مافيهما وأَذْعَنَ له سائرُ الخلْقِ، الذي يَجْبُرُ الكَسِيرَ، ويُغنِي الفَقِيرَ وهو المتكبر ذو الكبرياء و العظمة و الملكوت ففي الصّحيح: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذّبته" ثم نزه نفسه و هو المنزه عن كل عيب و نقص يوصفه المشركون و هو سبحانه و تعالى الخالق للخلق من العدم المقدر لهم في خلقهم و رزقهم و شؤونهم الباريء المنفذ لما قدره من مخلوقات و فيهم ،الذي اذا اراد للشيء ان يكون إنما يقول له كن فيكون المصور لخلقه كما اراد فأحسن تصويرهم قال تعالى ( في أي صورة ما شاء ركبك ) له الأسماء الحسنى سبحانه و تعالى فأسماؤه كثيرة لا تعد و لا تحصى فلا يحصيها الا هو سبحانه و تعالى و كلها حسنى و من حسنها يحبها الله عز وجل و يحب من يحبها و يحب ان يدعوه عباده بها قال تعالى ( و لله الأسماء الحسنى فأدعهوه بها ) و جاء عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للّه تعالى تسعةً وتسعين اسمًا، مائةٌ إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحبّ الوتر" فهو سبحانه و تعالى يسبح له مافي السموات السبع و الأرضين السبع فهو المنزه عن كل نقص تنزيه في حالهم و مقالهم قال تعالى: {تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44] و هو سبحانه و تعالى ( العزيز الحكيم ) عز سبحانه و تعالى فلا يرام جنابه و حكيم في تدبيره و تقديره و لا يكون شيء الا لحكمة منه سبحانه و تعالى و من عظم هذه الآيات التي بها اسماء الله الحسنى فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال"من قال حين يصبح ثلاث مرّاتٍ: أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، ثمّ قرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر، وكّل اللّه به سبعين ألف ملكٍ يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة".

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 شوال 1439هـ/10-07-2018م, 12:59 AM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- الحذر من خطوات الشيطان وجه الدلالة قوله تعالي ( إذ قال للإنسان اكفر).
2- طاعة الشيطان تؤدي بالعبد إلي الخلود في النار وجه الدلالة قوله تعالي ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها).
3- الحذر من التشبه بالظالمين لكي لا يحشر معهم وجه الدلالة قوله تعالي ( وذلك جزاء الظالمين)


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأن حاطب رضي الله عنه اخبر النبي صلي الله عليه وسلم أنه لم بفعل ذلك رضا بالكفر بعد الإسلام وإنما فعل ذلك مصانعة لقريش ليتخذ عندهم يدا ليحموا بها قراباته وامواله في قريش
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرة اللّه من المسلمين بأن ينصروا الله بأقوالهم وأفعالهم وأنفسهم وأموالهم، والاستجابة للّه ولرسوله، والقيامِ بدِينِ اللَّهِ، والحِرْصِ على تَنفيذِه على الغَيْرِ، وجِهادِ مَن عانَدَه ونابَذَه بالأبدانِ والأموالِ،
ومِن نَصْرِ دِينِ اللَّهِ تَعَلُّمُ كتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسولِه، وتَعليمُه والحثُّ على ذلك، والأمرُ بالمعروفِ والنَّهْيُ عن الْمُنْكَرِ.
2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
وقال الحسن البصريّ:وقتادة والضحاك {كما يئس الكفّار من أصحاب القبور} قال: الكفّار الأحياء قد يئسوا من الأموات.
وقيل معناه: كما يئس الكفّار الّذين هم في القبور من كلّ خيرٍ. وهو قول ابن مسعود وقول مجاهدٍ، وعكرمة، ومقاتلٍ، وابن زيدٍ، والكلبيّ، ومنصورٍ. وهو اختيار ابن جريرٍ وهو قول السعدي
وقال السعدي والاشقر:يَحْتَمِلُ أنَّ المعنَى: قدْ يَئِسُوا مِن الآخرةِ؛ أيْ: قدْ أَنْكَرُوها وكَفَرُوا بها؛ فلا يُسْتَغْرَبُ حينَئذٍ مِنهم الإقدامُ على مَساخِطِ اللَّهِ ومُوجِباتِ عَذابِه، وإِياسُهم مِن الآخرةِ كما يَئِسَ الكُفَّارُ الْمُنْكرونَ للبَعْثِ في الدنيا مِن رُجوعِ أصحابِ القُبورِ إلى اللَّهِ تعالى.
والأقوال كلها متقاربة مكملة لبعضها في المعني فالكفر لما يأسوا من الأموات بسبب إنكارهم للبعث أقدموا علي ما يغضب الله وأيقنوا أنهم إن بعثوا فلن يكون لهم خير في الأخرة

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
يخبر سبحانه عن نفسه بأنه الأله المعبود المستحق للعبادة لا رب سواه ومن صفاته أنه يعلم ما غاب وما حضر من الأشياء والأمور وانه هو الرحمن بعباده عموما الرحيم بالمؤمنين منهم

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
كرر نفس العبارة للتوكيد ومن صفاته
أنه الملك المالك لكل ما في الكون
القدوس اي المنزه عن كل عيب ونقص المعظم في ذاته وصفاته
السلام الذي سلم الخلق من ظلمه السالم من كل نقص
المؤمن : الذي آمْنَ مِن الظلْمِ، وقيلَ: الْمُصَدِّقُ لرُسُلِه بإظهارِ الْمُعْجِزَاتِ
المهيمن: الشهيدُ على عِبادِه بأعمالِهم الرقيبُ عليهم
العزيز: الذي لا يغالب ولا يمانع الّذي قد عزّ علي كلّ شيءٍ فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه؛ لعزّته وعظمته وجبروته وكبريائه
الجبار الذي قَهَرَ جَميعَ العِبادِ، وأَذْعَنَ له سائرُ الخلْقِ، الذي يَجْبُرُ الكَسِيرَ، ويُغنِي الفَقِي
المتكبر: الذي تَكَبَّرَ عن كلِّ نقْصٍ، وتَعَظَّمَ عما لا يَلِيقُ به. والكِبرياءُ في صفاتِ اللهِ مَدْحٌ
ثم نزه الله مفسه عن اتخاذ الولد والصاحبه والشريك

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}.
الخالق: الْمُقَدِّرُ للأشياءِ على مُقتضَى إرادتِه ومَشيئتِه.
{الْبَارِئُ} أي: الْمُنْشِئُ المختَرِعُ للأشياءِ الْمُوجِدُ لها.
{الْمُصَوِّرُ} أي: الموجِدُ للصُّوَرِ المركِّبُ لها على هَيْئَاتٍ مُختَلِفَةٍ.
سبحانه له كل الاسماء التي تدل علي الكمال المطلق الذي يسبح له كل من في السموات والأرض الذي قهر الناس بعزته فلا يغالب ولا يمانع الذي يفعل شيء بحكمه

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27 شوال 1439هـ/10-07-2018م, 09:03 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي


تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور: الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.



طلبة العلم :
حيّاكم الله من جديد ؛ وعودا حميدا راجين لكم كل التوفيق والسّداد والقبول في مسيرتكم.

المجموعة الأولى:
1:إنشاد راجح .أ
- أحسنتِ في إجابة السؤال العام إلا أنّه قد فاتكِ بيان وجه الدلالة على ما ذكرتِ من الآيات .
أمّا باقي إجاباتكِ فقد أحسنتِ وفقكِ الله.

2: صالحة الفلاسي:أ
- أحسنتِ وفقكِ الله؛ وأيضا قد فاتكِ بيان وجه الدلالة في إجابة السؤال العام.


3: حليمة السلمي :أ+
أحسنتِ وفقكِ الله .


4: ميمونة التيجاني: أ
أحسنتِ وفقكِ الله .
ج1: كان يحسن ذكر عذر حاطب بن أبي بلتعة .
ج3: قوله تعالى :( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الآية ؛تصحيحا لكتابة الآية .
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.


5: مؤمن عجلان:ج+
أحسنت بارك الله فيك.
-الاعتماد على النقل كثيرا يعيق تقدمك كمفسّر ، فاحرص على الإجابة بأسلوبك وفقك الله.
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:
1: ناديا عبده .أ+
أحسنتِ جدا وفقكِ الله ؛ تفسيرك وأسلوبك مميّز .


المجموعة الثالثة:
1: هويدا فؤاد.أ+
أحسنتِ وفقكِ الله .
- الاستعاذة بهمزة وصل لأنها مصدر للفعل الخماسي .


المجموعة الرابعة:
1: عنتر علي :أ+

أحسنت وفقك الله .
- إجابة السؤال العام : فاتك الاستدلال على ما ذكرت من الآية المعطاة .
- في معنى الفتنة القول الثاني والثالث سواء .


- تمّ بفضل الله -

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 شوال 1439هـ/11-07-2018م, 12:14 AM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

- على المؤمن أن يحذر من كيد الشيطان واستدراجه، فغايته أن يستدرج العبد بالمعاصي حتى يجره إلى الكفر وهو أعلى مطالبه ثم يتبرأ منه.
- قال تعالى :( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها )، أن من يدعو إلى الكفر والفاعل له بمنزلة واحدة، فعلى العبد أن يحذر من اتباع من يدعي العلم ويأمر بما حرم الله بلا بصيرة وعلم.
- أن العبرة بما في القلوب من إيمان وعمل، وأما القول إن لم يتبعه إيمان وعمل فلا فائدة منه، فالشيطان ومن كان على طريقته من المنتافقين لم ينفعه قول :(إني أخاف الله رب العالمين).

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.


حرم الله تعالى موالاة الكفار ومودتهم، وأخبر أن من لوازم الإيمان بالله ورسوله معاداة الكفار، فإيمان المؤمن يمنعه من اتخاذ أولياء من دون الله ممن كفر بالله ورسوله وبالحق بعدما تبين، فقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) وحالهم ( وقد كفروا بما جاءكم من الحق )، فإن من الإيمان أن يحب العبد ما يحبه الله، وأن يوالي من والاه الله، وأن يبغض ما أبغضه الله، وهو مخالف لما كان عليه إبراهيم عليه السلام، فقد كانت لنا فيه أسوة حسنة، قال تعالى :( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله )، وأن موالاتهم ومحبتهم نقص في العقل، فليس لمؤمن أن يوالي ويحب من يعادي دينه، وهو يخالف أصل ما معه من توحيد لله وإيمان برسوله، بل ويسعى في عمله وقلبه في محاربة الله ورسوله، فمتى ما تيسرت له فرصة لمحاربة الله ورسوله اغتنمها وبادر إليها.

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.

- في الآيات تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم فيما أصابه من قومه، وتثبيت له بالصبر على ذلك.
- أن مقام النبوة مقامه عظيم، فواجب على المؤمن أن يعرف قدر النبوة، وفيه أمر للمؤمنين وللناس أجمعين بالكف عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته، والانتهاء عن هذا الإيذاء والحذر منه، سواء كان هذا الإيذاء في أصل الرسالة أم في شخصه صلى الله عليه وسلم.
- أن المنصرف عن الحق قاصدا ذلك، يصرفه سبحانه وتعالى عن الهدى وعن اتباع الحق وعن الاهتداء بما في الآيات من بصائر وبينات، فلا تزده الآيات إلا كفرا وضلالا، وأما المؤمن فيزداد بها إيمانا ويقينا وتصديقا.
- أن الله لا يظلم أحدا، فمن انصرف عن الحق بعدما تبين، وقصد غيره، يضله الله جزاء بما في قلبه، وأن من طلب ما عند الله واخلص له وسلك الطريق الصحيح، يوفقه الله للهدى، ويزيده إيمانا ويقينا.

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.

ورد في سبب نزول سورة الصف أقوال لأهل العلم:
الأول: نزلت في ناس من المؤمنين، كانوا يقولون لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه، وكان ذلك قبل أن يفرض الجهاد، فكره ذلك بعضهم، وقال بهذا القول ابن عباس، وذهب الجمهور إليه، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، ورواه الأشقر عن ابن عباس.
واستدل ابن كثير بما رواه أحمد وغيره، عن عبدالله بن سلام قال: تذاكرنا: أيكم يأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيسأله: أي الأعمال أحب إلى اللّه، فلم يقم أحد منا، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلينا رجلا فجمعنا فقرأ علينا هذه السورة، يعني سورة الصف كلها.
الثاني: نزلت في شأن القتال، يقول الرجل "قاتلت" "طعنت" ضربت" صبرت" ولم يكونوا فعلوا ذلك، وقال به قتادة والضحاك، ورواه عنهم ابن كثير، وذكره الأشقر.
الثالث: نزلت في قوم من المنافقين، كانوا يعدون المسلمين النصر، ولا يفون، ,وقال به ابن يزيد، وأورده عنه ابن كثير.
والقول الأول هو الراجح هو القول الأول واختاره ابن جرير، وأن سورة الصف نزلت في ناس من المؤمنين سألوا عن أحب الأعمال إلى الله، وهو ما قال به ابن عباس والجمهور كما ذكر ذلك ابن كثير.
3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.

يذكر سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين مرشدا لهم إلى ما يقربهم إليه من الأعمال الصالحة، وما ينجيهم من عذابه، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم)، فإيمانكم بالله تعالى سيكون دافعا لكم إلى المبادرة إلى هذه الأعمال التي هي بمنزلة المتاجرة مع الله، ولا خاسر في هذه التجارة، بل المغبون من زهد بهذه التجارة مع تحقق ربحها في الدنيا والآخرة، وأعظم ما يجنيه منها هو الفوز بالجنة والنعيم المقيم، والنجاة من النار والعذاب الأليم.
وبعد أن رغب بهذه التجارة وذكر جزائها، قال تعالى: ( تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، فبتحقيق الإيمان وهو التصديق بالله ورسوله وما أخبروا به، والطاعة والانقياد لما أمروا به، ومن أعظم ما أمروا به كما جاء في هذه السورة الكريمة: الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته، تتحقق لهم هذه المتاجرة الرابحة، التي هي خير من الدنيا وما فيها.
قال تعالى: ( يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم)، وبالإيمان والجهاد في سبيل الله، يغفر الله لهم ذنوبهم ويتجاوز عنها، ويشمل الصغائر والكبائر كما ذكر ذلك السعدي، ( ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار)، أي: تجري من تحت قصورهم ومساكنهم أنهار يفجرونها كيفما شاؤوا، ولهم مساكن طيبة في جنات عدن التي هي جنات أعدت للإقامة الدائمة، فلا يلحق من يسكنها تعب ولا نصب ولا مرض.
قال تعالى: ( وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) ولكم بتحقيق هذه التجارة مكاسب أخرى تحبونها، وهي المكاسب العاجلة الدنيوية، من نصر وتمكين وانتشار لدائرة الإسلام والمسلمين، وأن هذا النصر والفتح هو نصر من الله وبتوفيقه، أثابكم وبشركم بها، لتحرصوا على أداء هذه العبادة العظيمة خالصة لوجهه تعالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 شوال 1439هـ/11-07-2018م, 05:22 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

السؤال العام .

- استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى: { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف اللّه رب العالمين • فكان عاقبتهما أنهما في النّار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } .

1- التحصّن بالإيمان والتوحيد بكثرة الاستغفار والاستعاذة من الشياطين وشرورها فإنّ الشياطين توسوس للعبدِ وتدخل من باب الكفر والشرك، قال تعالى : { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف اللّه رب العالمين } .
2- الحذر من استدراج الشيطان؛ فهو يَعِدُ ويمنّيه فيوقعه في الاعوجاج والمعاصي والمنكر، ثم يتبرّأ منه، قال تعالى: { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف اللّه رب العالمين } .
3- الإسراع بالتوبة إلى اللّه والإنابة إليه؛ كلما أذنب العبد ذنباً؛ وذلك للتخلص من شر العذاب وسوء العاقبة، قال تعالى : { فكان عاقبتهما أنهما في النّار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } .

المجموعة الثالثة :

1- بيّن مايلي :

أ- سبب نزول قوله تعالى: { لاينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدّين .. } .

• عن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا؛ صناب وأقط وسمن، وهي مشركة، فأبت أسماء أن تقبل هديتها أو تدخلها بيتها، فسألت عائشةُ النبيَ صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ : { لاينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدّين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إنّ اللّه يحب المقسطين }، فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها بيتها .

ب- أبرز صفات المنافقين مما درست .

• المنافقون كاذبون ولايوفون بوعودهم، قال تعالى: { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولانطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنّكم واللّه يشهد إنّهم لكاذبون } .
• المنافقون يوالون غير المسلمين، ومتخاذلون؛ فقد تحالفوا مع اليهود وطمّعوهم في نصرتهم وموالاتهم على المؤمنين ثم خذلوهم، قال تعالى: { لئن أُخرجوا لايخرجون معهم ولئن قوتلوا لاينصرونهم ولئن نصروهم ليولنّ الأدبار ثم لاينصرون } .
• المنافقون جبناء؛ لايقدرون على مبارزة، ولايواجهون في القتال، ولو قاتلوا فإنّهم يتحصنون بين القرى، ووراء الجدران، قال تعالى: { لايقاتلونكم جميعاً إلّا في قرى محصّنة أو من وراء جدر .. } .
• المنافقون قوم لا فِقه لهم ولا عقل؛ فهم يخافون من المؤمنين أكثر من خوفهم من اللّه، فهم لايفهمون حقائق الأمور ولايتصوّرون عواقبها، قال تعالى: { لأنتم أشدّ رهبة في صدورهم من اللّه ذلك بأنّهم قوم لايفقهون } .
• المنافقون قلوبهم متفرّقة، لايجتمعون على كلمة واحدة؛ بل عداوتهم بينهم شديدة بخلاف ظاهرهم تحسبهم مجتمعين، قال تعالى: { .. بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى ذلك بأنهم قوم لايعقلون } .

2- حرّر القول في :

- المراد ب« الذين من قبلهم » في قوله تعالى: { كمثل الذين من قبلهم ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم } .

القول الأول : كفّار ومشركي قريش يوم بدر، قاله مجاهد والسّدّي، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .
القول الثاني : يهود بني قينقاع، قاله قتادة ومحمد بن إسحاق، ذكره ابن كثير في تفسيره .
- وبالنظر إلى القولين نجد أنّه يحتمل أن يكون المقصود هم يهود بني قينقاع؛ فقد أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا، وهذا القول أشبه بالصواب، رجّحه ابن كثير وذكر ذلك في تفسيره .
- ومن المحتمل أن يكون المقصود كفار ومشركي قريش يوم بدر، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .
- وبإمكاننا الجمع بين القولين فيكون: كمثل كفار قريش يوم بدر ويهود بني قينقاع؛ فكلاهما ذاقوا سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وهذا مفاد قول ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

3- فسّر قوله تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على اللّه الكذب وهو يُدعى إلى الإسلام واللّه لايهدي القوم الظالمين • هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولو كره المجرمون • يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون } .
لما ذكر اللّه سبحانه وتعالى مقالة موسى وعيسى لقومهم، ثم تطرق لذكر النبي باسمه أحمد صلى اللّه عليه وسلم مخاطبةً للمؤمنين، اتّهمه الكفار بأنّه ساحر؛ أراد اللّه أن يبين دين الإسلام دين التوحيد الخالص له سبحانه وتعالى، قال تعالى : { ومَن أظلم ممن افترى على اللّه الكذب وهو يُدعى إلى الإسلام واللّه لايهدي القوم الظالمين }، أي لا أحد أشد ظلماً ممن اختلق على الكذب؛ حيث جعل له أنداداً يعبدهم من دون اللّه وهو يُدعى إلى دين التوحيد الخالص للّه، واللّه لايوفّق القوم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي إلى مافيهم رشدهم وسدادهم، ثم بيّن اللّه تكفّلَه بنصر دينه؛ قال تعالى : { يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون }، يريد هؤلاء المكذّبون الظالمون أن يشوّهوا ويُبظلوا الحق بأقوالهم الكاذبة واللّه مكمّل الحقّ ومُظهره بإتمام دينه في مشارق الأرض ومغاربها وإعلاء كلمته سبحانه وتعالى، رغم أنوف الجاحدين المكذّبين، ثم بيّن سبب الظهور والانتصار لدين الإسلام؛ وذلك لمّا بعث نبيه صلى اللّه عليه وسلم بالعلم النافع والعمل الصالح فقال سبحانه وتعالى: { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولو كره المجرمون }، اللّه هو الذي بعث نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بالقرآن ودين الإسلام دين الهداية والإرشاد للخير ودين العلم النافع والعمل الصالح؛ ليُعليَه على جميع الأديان المخالفة رغم أنوف المشركين } .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 شوال 1439هـ/11-07-2018م, 06:57 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود الجهوري مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

- على المؤمن أن يحذر من كيد الشيطان واستدراجه، فغايته أن يستدرج العبد بالمعاصي حتى يجره إلى الكفر وهو أعلى مطالبه ثم يتبرأ منه.
- قال تعالى :( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها )، أن من يدعو إلى الكفر والفاعل له بمنزلة واحدة، فعلى العبد أن يحذر من اتباع من يدعي العلم ويأمر بما حرم الله بلا بصيرة وعلم.
- أن العبرة بما في القلوب من إيمان وعمل، وأما القول إن لم يتبعه إيمان وعمل فلا فائدة منه، فالشيطان ومن كان على طريقته من المنتافقين لم ينفعه قول :(إني أخاف الله رب العالمين).

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.


حرم الله تعالى موالاة الكفار ومودتهم، وأخبر أن من لوازم الإيمان بالله ورسوله معاداة الكفار، فإيمان المؤمن يمنعه من اتخاذ أولياء من دون الله ممن كفر بالله ورسوله وبالحق بعدما تبين، فقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) وحالهم ( وقد كفروا بما جاءكم من الحق )، فإن من الإيمان أن يحب العبد ما يحبه الله، وأن يوالي من والاه الله، وأن يبغض ما أبغضه الله، وهو مخالف لما كان عليه إبراهيم عليه السلام، فقد كانت لنا فيه أسوة حسنة، قال تعالى :( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله )، وأن موالاتهم ومحبتهم نقص في العقل، فليس لمؤمن أن يوالي ويحب من يعادي دينه، وهو يخالف أصل ما معه من توحيد لله وإيمان برسوله، بل ويسعى في عمله وقلبه في محاربة الله ورسوله، فمتى ما تيسرت له فرصة لمحاربة الله ورسوله اغتنمها وبادر إليها.

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.

- في الآيات تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم فيما أصابه من قومه، وتثبيت له بالصبر على ذلك.
- أن مقام النبوة مقامه عظيم، فواجب على المؤمن أن يعرف قدر النبوة، وفيه أمر للمؤمنين وللناس أجمعين بالكف عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته، والانتهاء عن هذا الإيذاء والحذر منه، سواء كان هذا الإيذاء في أصل الرسالة أم في شخصه صلى الله عليه وسلم.
- أن المنصرف عن الحق قاصدا ذلك، يصرفه سبحانه وتعالى عن الهدى وعن اتباع الحق وعن الاهتداء بما في الآيات من بصائر وبينات، فلا تزده الآيات إلا كفرا وضلالا، وأما المؤمن فيزداد بها إيمانا ويقينا وتصديقا.
- أن الله لا يظلم أحدا، فمن انصرف عن الحق بعدما تبين، وقصد غيره، يضله الله جزاء بما في قلبه، وأن من طلب ما عند الله واخلص له وسلك الطريق الصحيح، يوفقه الله للهدى، ويزيده إيمانا ويقينا.

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.

ورد في سبب نزول سورة الصف أقوال لأهل العلم:
الأول: نزلت في ناس من المؤمنين، كانوا يقولون لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه، وكان ذلك قبل أن يفرض الجهاد، فكره ذلك بعضهم، وقال بهذا القول ابن عباس، وذهب الجمهور إليه، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، ورواه الأشقر عن ابن عباس.
واستدل ابن كثير بما رواه أحمد وغيره، عن عبدالله بن سلام قال: تذاكرنا: أيكم يأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيسأله: أي الأعمال أحب إلى اللّه، فلم يقم أحد منا، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلينا رجلا فجمعنا فقرأ علينا هذه السورة، يعني سورة الصف كلها.
الثاني: نزلت في شأن القتال، يقول الرجل "قاتلت" "طعنت" ضربت" صبرت" ولم يكونوا فعلوا ذلك، وقال به قتادة والضحاك، ورواه عنهم ابن كثير، وذكره الأشقر.
الثالث: نزلت في قوم من المنافقين، كانوا يعدون المسلمين النصر، ولا يفون، ,وقال به ابن يزيد، وأورده عنه ابن كثير.
والقول الأول هو الراجح هو القول الأول واختاره ابن جرير، وأن سورة الصف نزلت في ناس من المؤمنين سألوا عن أحب الأعمال إلى الله، وهو ما قال به ابن عباس والجمهور كما ذكر ذلك ابن كثير.
3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.

يذكر سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين مرشدا لهم إلى ما يقربهم إليه من الأعمال الصالحة، وما ينجيهم من عذابه، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم)، فإيمانكم بالله تعالى سيكون دافعا لكم إلى المبادرة إلى هذه الأعمال التي هي بمنزلة المتاجرة مع الله، ولا خاسر في هذه التجارة، بل المغبون من زهد بهذه التجارة مع تحقق ربحها في الدنيا والآخرة، وأعظم ما يجنيه منها هو الفوز بالجنة والنعيم المقيم، والنجاة من النار والعذاب الأليم.
وبعد أن رغب بهذه التجارة وذكر جزائها، قال تعالى: ( تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، فبتحقيق الإيمان وهو التصديق بالله ورسوله وما أخبروا به، والطاعة والانقياد لما أمروا به، ومن أعظم ما أمروا به كما جاء في هذه السورة الكريمة: الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته، تتحقق لهم هذه المتاجرة الرابحة، التي هي خير من الدنيا وما فيها.
قال تعالى: ( يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم)، وبالإيمان والجهاد في سبيل الله، يغفر الله لهم ذنوبهم ويتجاوز عنها، ويشمل الصغائر والكبائر كما ذكر ذلك السعدي، ( ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار)، أي: تجري من تحت قصورهم ومساكنهم أنهار يفجرونها كيفما شاؤوا، ولهم مساكن طيبة في جنات عدن التي هي جنات أعدت للإقامة الدائمة، فلا يلحق من يسكنها تعب ولا نصب ولا مرض.
قال تعالى: ( وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) ولكم بتحقيق هذه التجارة مكاسب أخرى تحبونها، وهي المكاسب العاجلة الدنيوية، من نصر وتمكين وانتشار لدائرة الإسلام والمسلمين، وأن هذا النصر والفتح هو نصر من الله وبتوفيقه، أثابكم وبشركم بها، لتحرصوا على أداء هذه العبادة العظيمة خالصة لوجهه تعالى.
أحسنت سددك الله وبارك فيك .
الدرجة : أ

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 شوال 1439هـ/11-07-2018م, 07:03 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
السؤال العام .

- استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى: { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف اللّه رب العالمين • فكان عاقبتهما أنهما في النّار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } .

1- التحصّن بالإيمان والتوحيد بكثرة الاستغفار والاستعاذة من الشياطين وشرورها فإنّ الشياطين توسوس للعبدِ وتدخل من باب الكفر والشرك، قال تعالى : { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف اللّه رب العالمين } .
2- الحذر من استدراج الشيطان؛ فهو يَعِدُ ويمنّيه فيوقعه في الاعوجاج والمعاصي والمنكر، ثم يتبرّأ منه، قال تعالى: { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف اللّه رب العالمين } .
3- الإسراع بالتوبة إلى اللّه والإنابة إليه؛ كلما أذنب العبد ذنباً؛ وذلك للتخلص من شر العذاب وسوء العاقبة، قال تعالى : { فكان عاقبتهما أنهما في النّار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين } .

المجموعة الثالثة :

1- بيّن مايلي :

أ- سبب نزول قوله تعالى: { لاينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدّين .. } .

• عن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا؛ صناب وأقط وسمن، وهي مشركة، فأبت أسماء أن تقبل هديتها أو تدخلها بيتها، فسألت عائشةُ النبيَ صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ : { لاينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدّين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إنّ اللّه يحب المقسطين }، فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها بيتها .

ب- أبرز صفات المنافقين مما درست .

• المنافقون كاذبون ولايوفون بوعودهم، قال تعالى: { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولانطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنّكم واللّه يشهد إنّهم لكاذبون } .
• المنافقون يوالون غير المسلمين، ومتخاذلون؛ فقد تحالفوا مع اليهود وطمّعوهم في نصرتهم وموالاتهم على المؤمنين ثم خذلوهم، قال تعالى: { لئن أُخرجوا لايخرجون معهم ولئن قوتلوا لاينصرونهم ولئن نصروهم ليولنّ الأدبار ثم لاينصرون } .
• المنافقون جبناء؛ لايقدرون على مبارزة، ولايواجهون في القتال، ولو قاتلوا فإنّهم يتحصنون بين القرى، ووراء الجدران، قال تعالى: { لايقاتلونكم جميعاً إلّا في قرى محصّنة أو من وراء جدر .. } .
• المنافقون قوم لا فِقه لهم ولا عقل؛ فهم يخافون من المؤمنين أكثر من خوفهم من اللّه، فهم لايفهمون حقائق الأمور ولايتصوّرون عواقبها، قال تعالى: { لأنتم أشدّ رهبة في صدورهم من اللّه ذلك بأنّهم قوم لايفقهون } .
• المنافقون قلوبهم متفرّقة، لايجتمعون على كلمة واحدة؛ بل عداوتهم بينهم شديدة بخلاف ظاهرهم تحسبهم مجتمعين، قال تعالى: { .. بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى ذلك بأنهم قوم لايعقلون } .

2- حرّر القول في :

- المراد ب« الذين من قبلهم » في قوله تعالى: { كمثل الذين من قبلهم ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم } .

القول الأول : كفّار ومشركي قريش يوم بدر، قاله مجاهد والسّدّي، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .
القول الثاني : يهود بني قينقاع، قاله قتادة ومحمد بن إسحاق، ذكره ابن كثير في تفسيره .
- وبالنظر إلى القولين نجد أنّه يحتمل أن يكون المقصود هم يهود بني قينقاع؛ فقد أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا، وهذا القول أشبه بالصواب، رجّحه ابن كثير وذكر ذلك في تفسيره .
- ومن المحتمل أن يكون المقصود كفار ومشركي قريش يوم بدر، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .
- وبإمكاننا الجمع بين القولين فيكون: كمثل كفار قريش يوم بدر ويهود بني قينقاع؛ فكلاهما ذاقوا سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وهذا مفاد قول ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

3- فسّر قوله تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على اللّه الكذب وهو يُدعى إلى الإسلام واللّه لايهدي القوم الظالمين • هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولو كره المجرمون • يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون } .
لما ذكر اللّه سبحانه وتعالى مقالة موسى وعيسى لقومهم، ثم تطرق لذكر النبي باسمه أحمد صلى اللّه عليه وسلم مخاطبةً للمؤمنين، اتّهمه الكفار بأنّه ساحر؛ أراد اللّه أن يبين دين الإسلام دين التوحيد الخالص له سبحانه وتعالى، قال تعالى : { ومَن أظلم ممن افترى على اللّه الكذب وهو يُدعى إلى الإسلام واللّه لايهدي القوم الظالمين }، أي لا أحد أشد ظلماً ممن اختلق على الكذب؛ حيث جعل له أنداداً يعبدهم من دون اللّه وهو يُدعى إلى دين التوحيد الخالص للّه، واللّه لايوفّق القوم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي إلى مافيهم رشدهم وسدادهم، ثم بيّن اللّه تكفّلَه بنصر دينه؛ قال تعالى : { يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون }، يريد هؤلاء المكذّبون الظالمون أن يشوّهوا ويُبظلوا الحق بأقوالهم الكاذبة واللّه مكمّل الحقّ ومُظهره بإتمام دينه في مشارق الأرض ومغاربها وإعلاء كلمته سبحانه وتعالى، رغم أنوف الجاحدين المكذّبين، ثم بيّن سبب الظهور والانتصار لدين الإسلام؛ وذلك لمّا بعث نبيه صلى اللّه عليه وسلم بالعلم النافع والعمل الصالح فقال سبحانه وتعالى: { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولو كره المجرمون }، اللّه هو الذي بعث نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بالقرآن ودين الإسلام دين الهداية والإرشاد للخير ودين العلم النافع والعمل الصالح؛ ليُعليَه على جميع الأديان المخالفة رغم أنوف المشركين } .
أحسنت بارك الله فيك وسددك.
الدرجة : أ

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 3 ذو القعدة 1439هـ/15-07-2018م, 12:26 AM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب).

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

الفوائد:
١- أهمية تدبر آيات القرآن الكريم، ومعرفة مداخل الشيطان للإنسان، والأساليب التي يتبعها الشيطان لغواية هذا الإنسان، ولذلك أمرنا الله تعالى بتدبر القران، قال تعالى :{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } .
٢- من أقوى الأسباب لدفع شر الشيطان هو الاستعاذة منه كما أمرنا الله تعالى :{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } .

٣- الأمثال تكشف عن الحقائق ، وتعرض الغائب في معرض المشاهد ، فيكون أوقع في النفس من جهة تأثرها وتقريبها للمعنى الحقيقي ، قال تعالى :{ كمثل الشيطان } .


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:

1. بيّن ما يلي:

أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.*

حاطب بن بلتعة كان قد والى الكفار وذلك لكي يأمن على ماله وولده، وليس لموافقته للكفار أو حبه لهم ، فقد كان من أهل بدر 
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "إنّه قد شهد بدرًا، ما يدريك لعلّ اللّه اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" .


ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
نصرة الله تعالى تكون بالامتثال لأوامره تعالى واجتناب نواهيه ، وتكون النصرة في جميع الأحوال من الأقوال والأفعال والنفس والمال، وذلك ببذل المال في سبيل الله ، وكذلك الجهاد بالنفس لنصرة هذا الدين العظيم ، وان نستجيب لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما استجاب الحواريون لعيسى بن مريم ، واعانوه على نصرة الدين ، فتعلم كتاب الله وتعليمه والقيام به كما أمرنا الله تعالى ، والأمر بالمعروف ولنهي عن المنكر ، كل ذلك يعد من النصرة لدين الله تعالى كما أمرنا .



2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

أقوال المفسرين :
القول الأول : كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا، وهو قول الحسن البصري وقتادة والضحاك، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في معناه.
القول الثاني : كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير، هو قول مجاهد، وعكرمة، ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور ، ذكره ابن كثير ، والسعدي في معناه .
ورجح ابن جرير القول الثاني . 


3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.


هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22):*
آيات عطيمة اشتملت على كثير من الأوصاف العظيمة الشأن، البديعة البرهان ، تدل على أن الله تعالى هو المستحق للعبادة ، وكل ما عبد من دونه فإنه باطل، لكونه لا يملك لنفسه شيئاً فضلاً عن غيره مع فقره وعجزه ، وأنه تعالى وصف نفسه بعموم علمه ، الشامل لما غاب عن الخلق وكذا ما يشاهدونه، فعلمه شامل لكل شيء في الأرض والسماء وهو ذو الرحمة التي وسعت كل شيء.

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23):*
الملك : المالك لكل شيء المتصرف في جميع الممالك العلوية والسفلية بلا ممانعة ولا مدافعة .
القدوس : المنزه عن كل نقص ، الطاهر بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ، وقيل : الذي سلم الخلق من ظلمه .
السلام : السالم من جميع العيوب والنقائص، بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ، وقيل : الذي سلم الخلق من ظلمه .
المؤمن : الذي وهب لخلقه الأمن من الظلم ، وقيل : المصدق لأنبيائه ورسله بالمعجزات والبراهين والحجج.
المهيمن : الشاهد على عباده بأعمالهم، الرقيب عليهم ، كقوله تعالى : { ثم الله شهيد على ما يفعلون } .
العزيز : الذي لا يغالب فقد قهر كل شيء ، ولا يمانع فقد خضعت الأشياء كلها له، لعزته وعظمته.
الجبار :الذي جبر خلقه على ما يشاء وأصلح أمور خلقه ، فيجبر الكسير ويغني الفقير،، وقيل : الذي لا تطاق سطوته .
المتكبر : له العظمة، المنزه عن كل نقصوسوء وعيب وجور، وهو صفة مدح في حق الله، وصفة ذم في حق المخلوقين.
سبحان الله عما يشركون : ثم عمم تنزيه عن كل وصف وصفه به المشركوت المعاندون .

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24):*
الخالق : المقدر للمخلوقات على مقتضى مشيئته وإرادته .
البارئ : المنشئ المنفذ للمبروءات والمبرز ما قدره إلى الوجود .
المصور : المركب للصور على الصفة التي يريد على هيئات مختلفة، كقوله تعالى :{ في أي صورة ما شاء ركبك }.
له الأسماء الحسنى : له الأسماء الكثيرة التي لا يحصيها إلا هو، وهي صفات كمال ، تدل على أعظم الصفات وأكملها، ومن حسنها أن الله يحبها ويحب من يدعوه بها، وقد روى أبوهريرة، عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا راحداً ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر ) .
{ يسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً } .
العزيز : من عظمته أنه لا يرام جنابه ، ولا يريد شيئاً إلا ويكون .
الحكيم : الذي لا يشرع ولا يقدر شيئاً إلا لمصلحة وحكمة .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 ذو القعدة 1439هـ/17-07-2018م, 07:26 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى عبدالله عبدالعزيز مشاهدة المشاركة
عامّ لجميع الطلاب).

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

الفوائد:
١- أهمية تدبر آيات القرآن الكريم، ومعرفة مداخل الشيطان للإنسان، والأساليب التي يتبعها الشيطان لغواية هذا الإنسان، ولذلك أمرنا الله تعالى بتدبر القران، قال تعالى :{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } .
٢- من أقوى الأسباب لدفع شر الشيطان هو الاستعاذة منه كما أمرنا الله تعالى :{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } .

٣- الأمثال تكشف عن الحقائق ، وتعرض الغائب في معرض المشاهد ، فيكون أوقع في النفس من جهة تأثرها وتقريبها للمعنى الحقيقي ، قال تعالى :{ كمثل الشيطان } . ذكرتِ فوائد عامّة تحتاج لضبط يسير لتصبح فوائد سلوكية ،كأن تقولي : [يجب علينا تدبّر الأمثال لأنها ....] هكذا توّجهي السلوك نحو العمل.
وكذلك : الحرص على الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان وشره .. وغير ذلك.



2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:

1. بيّن ما يلي:

أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.*

حاطب بن بلتعة كان قد والى الكفار وذلك لكي يأمن على ماله وولده، وليس لموافقته للكفار أو حبه لهم ، فقد كان من أهل بدر 
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "إنّه قد شهد بدرًا، ما يدريك لعلّ اللّه اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" .


ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
نصرة الله تعالى تكون بالامتثال لأوامره تعالى واجتناب نواهيه ، وتكون النصرة في جميع الأحوال من الأقوال والأفعال والنفس والمال، وذلك ببذل المال في سبيل الله ، وكذلك الجهاد بالنفس لنصرة هذا الدين العظيم ، وان نستجيب لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما استجاب الحواريون لعيسى بن مريم ، واعانوه على نصرة الدين ، فتعلم كتاب الله وتعليمه والقيام به كما أمرنا الله تعالى ، والأمر بالمعروف ولنهي عن المنكر ، كل ذلك يعد من النصرة لدين الله تعالى كما أمرنا .



2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

أقوال المفسرين :
القول الأول : كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا، وهو قول الحسن البصري وقتادة والضحاك، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في معناه.
القول الثاني : كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير، هو قول مجاهد، وعكرمة، ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور ، ذكره ابن كثير ، والسعدي في معناه .
ورجح ابن جرير القول الثاني . 


3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.


هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22):*
آيات عطيمة اشتملت على كثير من الأوصاف العظيمة الشأن، البديعة البرهان ، تدل على أن الله تعالى هو المستحق للعبادة ، وكل ما عبد من دونه فإنه باطل، لكونه لا يملك لنفسه شيئاً فضلاً عن غيره مع فقره وعجزه ، وأنه تعالى وصف نفسه بعموم علمه ، الشامل لما غاب عن الخلق وكذا ما يشاهدونه، فعلمه شامل لكل شيء في الأرض والسماء وهو ذو الرحمة التي وسعت كل شيء.

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23):*
الملك : المالك لكل شيء المتصرف في جميع الممالك العلوية والسفلية بلا ممانعة ولا مدافعة .
القدوس : المنزه عن كل نقص ، الطاهر بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ، وقيل : الذي سلم الخلق من ظلمه .
السلام : السالم من جميع العيوب والنقائص، بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ، وقيل : الذي سلم الخلق من ظلمه .
المؤمن : الذي وهب لخلقه الأمن من الظلم ، وقيل : المصدق لأنبيائه ورسله بالمعجزات والبراهين والحجج.
المهيمن : الشاهد على عباده بأعمالهم، الرقيب عليهم ، كقوله تعالى : { ثم الله شهيد على ما يفعلون } .
العزيز : الذي لا يغالب فقد قهر كل شيء ، ولا يمانع فقد خضعت الأشياء كلها له، لعزته وعظمته.
الجبار :الذي جبر خلقه على ما يشاء وأصلح أمور خلقه ، فيجبر الكسير ويغني الفقير،، وقيل : الذي لا تطاق سطوته .
المتكبر : له العظمة، المنزه عن كل نقصوسوء وعيب وجور، وهو صفة مدح في حق الله، وصفة ذم في حق المخلوقين.
سبحان الله عما يشركون : ثم عمم تنزيه عن كل وصف وصفه به المشركوت المعاندون .

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24):*
الخالق : المقدر للمخلوقات على مقتضى مشيئته وإرادته .
البارئ : المنشئ المنفذ للمبروءات والمبرز ما قدره إلى الوجود .
المصور : المركب للصور على الصفة التي يريد على هيئات مختلفة، كقوله تعالى :{ في أي صورة ما شاء ركبك }.
له الأسماء الحسنى : له الأسماء الكثيرة التي لا يحصيها إلا هو، وهي صفات كمال ، تدل على أعظم الصفات وأكملها، ومن حسنها أن الله يحبها ويحب من يدعوه بها، وقد روى أبوهريرة، عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا راحداً ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر ) .
{ يسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً } .
العزيز : من عظمته أنه لا يرام جنابه ، ولا يريد شيئاً إلا ويكون .
الحكيم : الذي لا يشرع ولا يقدر شيئاً إلا لمصلحة وحكمة .
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
الدرجة : ب+

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 04:36 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر من آية 10، الممتحنة ، الصف
ج1:: ثلاث فوائد سلوكية ووجه الدلالة من قوله " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر ..16-17
1- أن لا يغتر الإنسان بمكائد الشيطان ودسائسه ووساوسه ويحذر من ذلك ، فهو داع إلى الكفر ، ويديم التعوذ منه ، قال تعالى " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر " ووجه الدلالة : أن المنافقين لا كلمة عندهم ولا عهد ولا ميثاق ، فينبغي للمسلم أن لا يغتر بهم ولا يثق، كما يجب أن لا يثق بالشيطان الموسوس بالكفر والإلحاد والرذيلة.
2-أن يحذر المسلم تزيين الشيطان ومطاوعته ، فإنه يوسوس بالإنسان حتى يضله، ثم يتخلى عنه ويتركه يلاقي مصيرة ، ويتبرأ منه، قال تعالى " فلما كفر قال إني بريئ منك" وجه الدلاله : كما أن المنافقين يتركون من أعطوهم عهدا ويتخلون عنهم ، فيجب الحذر منهم ، كما يحذر الإنسان من الشيطان الذي يوسوس ثم يتخلى ويتبرأ من الإنسان.
3-أن يتعظ المسلم من سوء عاقبة من اتبع المنافقين او اتبع وسوسة الشيطان ، فإن جزاء ذلك إلى النار الفاعل و المفعول ، وذلك جزاء الظالمين، فينبغي أن يدرك المسلم خطورة الأمر .
قال تعالى " فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها"
وجه الدلالة : أن مصير الداعي إلى الضلال و متبعة إلى النار وبئس المصير.
إجابة أسئلة المجموعة 3
ج1- سبب نزول قوله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين .."
ذكر الإمام أحمد عن أسماء بنت أبي بكر قالت : قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا ، فأتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله : إن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصلها ، قال : نعم ، صلي أمك ، أخرجاه .
وفي رواية أخرى : قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بهدايا ، فأبت أسماء قبولها ،فسألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت الآيات ، وأمرها بقبول هديتها.
ج1/: ب
أبرز صفات المنافقين :
1- أن من صفتهم الكذب الدائم مع الآخرين .
2- من صفتهم الجبن والخوف الشديد والذعر .
3- عدم صبرهم على القتال .
4- نقضهم للعهود و المواثيق.
5- عدم الفقه وعدم الفهم والغباء .
6- عداوتهم فيما بينهم شديدة .
7- قلوبهم متباغضة متنافرة كارهة .
8- لا عقل لهم ولا لب ولا فكر.
9- الاختلاف و التناقض والتناحر .
10- نذالتهم وتخليهم عن أصحابهم .
11- نسيان الله سبحانه، وإهمال العمل الصالح.
ج2: تحرير القول في المراد ب" الذين من قبلهم" في قوله " كمثل الذين من قبلهم قريبا"
أي أن المراد :
1- كفار قريش يوم بدر ، وذكره مجاهد وأورده السعدي والأشقر .
2- أنهم يهود بني قينقاع ، وهو قول ابن عباس وقتاده.
ورحجه ابن كثير، بأنه أشبه بالصواب ،فإن يهود بني قينقاع كان رسول الله قد أجلاهم قبل هذا ،
وهو الراجح.
ج3: تفسير قوله " ومن أظلم ممن افترى على الله 7-9
يبين الله سبحانه وتعالى أن من أعظم الظلم افتراء الكذب على الله ، وجعل أنداد وشركاء له سبحانه ، وقد وصلهم التوحيد وعرفوه وقامت عليهم الحجة وانقطعت عنهم المحجة ، وهذا من أعظم الظلم من الإنسان لنفسه ،بنصرهم للباطل وردهم الحق،
ومثلهم مثل الذي يريد أن ينفخ ليطفئ الشمس بفمه ، وهيهات له، وقد تكفل الله بنصر دينه وإعلاء كلمته ونصره الحق وإظهاره في الآفاق ، فقد أرسل الله رسوله بالعلم النافع والعمل الصالح مما يهدي لدار الكرامة والجلال ، فهو الدين الحق الواضح الظاهر على كل دين.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 07:34 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر من آية 10، الممتحنة ، الصف
ج1:: ثلاث فوائد سلوكية ووجه الدلالة من قوله " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر ..16-17
1- أن لا يغتر الإنسان بمكائد الشيطان ودسائسه ووساوسه ويحذر من ذلك ، فهو داع إلى الكفر ، ويديم التعوذ منه ، قال تعالى " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر " ووجه الدلالة : أن المنافقين لا كلمة عندهم ولا عهد ولا ميثاق ، فينبغي للمسلم أن لا يغتر بهم ولا يثق، كما يجب أن لا يثق بالشيطان الموسوس بالكفر والإلحاد والرذيلة.
2-أن يحذر المسلم تزيين الشيطان ومطاوعته ، فإنه يوسوس بالإنسان حتى يضله، ثم يتخلى عنه ويتركه يلاقي مصيرة ، ويتبرأ منه، قال تعالى " فلما كفر قال إني بريئ بريء منك" وجه الدلاله : كما أن المنافقين يتركون من أعطوهم عهدا ويتخلون عنهم ، فيجب الحذر منهم ، كما يحذر الإنسان من الشيطان الذي يوسوس ثم يتخلى ويتبرأ من الإنسان.
3-أن يتعظ المسلم من سوء عاقبة من اتبع المنافقين او اتبع وسوسة الشيطان ، فإن جزاء ذلك إلى النار الفاعل و المفعول ، وذلك جزاء الظالمين، فينبغي أن يدرك المسلم خطورة الأمر .
قال تعالى " فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها"
وجه الدلالة : أن مصير الداعي إلى الضلال و متبعة إلى النار وبئس المصير.
إجابة أسئلة المجموعة 3
ج1- سبب نزول قوله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين .."
ذكر الإمام أحمد عن أسماء بنت أبي بكر قالت : قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا ، فأتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله : إن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصلها ، قال : نعم ، صلي أمك ، أخرجاه .
وفي رواية أخرى : قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بهدايا ، فأبت أسماء قبولها ،فسألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت الآيات ، وأمرها بقبول هديتها.
ج1/: ب
أبرز صفات المنافقين :
1- أن من صفتهم الكذب الدائم مع الآخرين .
2- من صفتهم الجبن والخوف الشديد والذعر .
3- عدم صبرهم على القتال .
4- نقضهم للعهود و المواثيق.
5- عدم الفقه وعدم الفهم والغباء .
6- عداوتهم فيما بينهم شديدة .
7- قلوبهم متباغضة متنافرة كارهة .
8- لا عقل لهم ولا لب ولا فكر.
9- الاختلاف و التناقض والتناحر .
10- نذالتهم وتخليهم عن أصحابهم .
11- نسيان الله سبحانه، وإهمال العمل الصالح.
ج2: تحرير القول في المراد ب" الذين من قبلهم" في قوله " كمثل الذين من قبلهم قريبا"
أي أن المراد :
1- كفار قريش يوم بدر ، وذكره مجاهد وأورده السعدي والأشقر .
2- أنهم يهود بني قينقاع ، وهو قول ابن عباس وقتاده.
ورحجه ابن كثير، بأنه أشبه بالصواب ،فإن يهود بني قينقاع كان رسول الله قد أجلاهم قبل هذا ،
وهو الراجح.
ج3: تفسير قوله " ومن أظلم ممن افترى على الله 7-9
يبين الله سبحانه وتعالى أن من أعظم الظلم افتراء الكذب على الله ، وجعل أنداد وشركاء له سبحانه ، وقد وصلهم التوحيد وعرفوه وقامت عليهم الحجة وانقطعت عنهم المحجة ، وهذا من أعظم الظلم من الإنسان لنفسه ،بنصرهم للباطل وردهم الحق،
ومثلهم مثل الذي يريد أن ينفخ ليطفئ الشمس بفمه ، وهيهات له، وقد تكفل الله بنصر دينه وإعلاء كلمته ونصره الحق وإظهاره في الآفاق ، فقد أرسل الله رسوله بالعلم النافع والعمل الصالح مما يهدي لدار الكرامة والجلال ، فهو الدين الحق الواضح الظاهر على كل دين.احرص وفقك الله على ذكر الآيات أثناء التفسير .

أحسنت بارك الله فيك.
الدرجة: أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 02:23 AM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 216
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- علينا الحذر من مكائد الشيطان فهو لا يكون ناصحا للإنسان بل كل همه الإيقاع به ليكون من أصحاب السعير{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.
2- شياطين الجن ومثلهم شياطين الإنس يزينون للإنسان الشر حتى إذا واقعه أعلنوا براءتهم مما حدث وخذلوه{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } فعلينا ألا نعتمد على أن أحدًا سيتحمل وزر أخطاءنا بل، سنحاسب على كل صغير وكبير ولن يحمل وزرنا أحد في ذلك اليوم الذي يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ... فكيف بمن هو عدو لنا ويمكر بنا!.
3- من أطاع الشيطان فهو ظالم لنفسه حتما فعليه التوبة والانتهاء عند حدود الله {وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} .


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
وذلك لأنه ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أن حاطبا رضي الله عنه مؤمنا بالله وبه فهو لم يكن منافقا يظهر الكفر بل هو من أصحاب بدر وأصحاب بدر لهم مزية على غيرهم كما ورد في الحديث ولذا فهو -أي: حاطب رضي الله عنه- صادق في قوله بأنه ما فعل ذلك إلا مصانعة لقريش ليكون له يدا عليهم حيث له أهل وأموال في قريش وهو ليس من قريش أنفسهم بل حليفا فدفعه خوفه عليهم للكتابة لقريش لا حبا فيهم ولعلمه بأن الله ناصر حزبه ومتم أمره مهما فعل البشر.
قال علي رضي الله عنه: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها". فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. قلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا حاطب، ما هذا؟". قال: لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه صدقكم". فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنه قد شهد بدرا، ما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
بأن يكون المؤمن فداء لهذا الدين بنفسه وأهله وماله وبكل ما يملك ويحب، وألا يقصر في نصرته بالسيف والسنان وبالكتابة والبنان متى استطاع لذلك ومن ذلك الدعوة لدين الله بالعلم فيتعلم العلم ليرفع الجهل عن نفسه ولينفع إخوانه وليدعو غير المسلمين له.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
فيها تفسيران:
1- كما يئس الكفار في علم الله من عودة الأموات من أقربائهم وغيرهم فلا مطمع لهم بعودة الميت للحياة في عُرْفهم لأنهم لا يؤمنون بالبعث والحياة الآخرة، وهذا القول ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2- كما يئس الكفار من كل خير حين عاينوا الموت وصاروا من أصحاب القبور لعلمهم حينذاك بفداحة خطأهم في إنكار الرسالة والبعث حين كانوا أحياءً، وهذا القول ذكره ابن كثير والسعدي.

3. فسّر قوله تعالى:
{
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
لما ذكر الله أن من تأثير القرآن الذي هو كلام الله أنه لو أنزله على جبل لتصدع من خشية منزِّله ، عقّب بهذه الآيات يعرفنا بنفسه ويعدد عدد من صفاته التي جعلت من كلامه بذاك الثقل والعظمة ، فقال {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} فهو الإله المعبود الحق الذي ما عداه مما يعبد فهو لا يستحق العبادة فهو المتصف بالعلم المطلق لجميع المشاهدات والغيبيات بخلاف البشر الذين علمهم قاصر وبخلاف الجمادات التي ليس لها علم البتة ، {هُوَ الرَّحْمَنُ} بجميع خلقه التي وسعت رحمته جميع الموجودات في العالم السفلي والعلوي من حيوان ونبات وجماد وبر وفاجر، وهو {الرَّحِيمُ } بأوليائه وأهل طاعته خاصة فيسددهم ويوفقهم لما فيه صلاحهم في أُخْراهم ، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } وكرر تذكيرنا بأنه لأجل هذه الصفات وما سيذكره من صفاته فهو الإله الحق الذي يستحق الثقلين أن يؤلهوه ويصرفوا له أنواع العباداتفهو { الْمَلِكُ } الذي ملك جميع العوالم وبما فيها، {الْقُدُّوسُ } الذي تنزه عن كل النقائص والعيوب، { السَّلَامُ } أي: السالم منها ومن ظلم عباده، {الْمُؤْمِنُ} الذي صدق رسله بالمعجزات وأيدهم بما على مثله يؤمن البشر والذي صدقه عباده في وعده ووعيده وسائر قوله، {الْمُهَيْمِنُ} الرقيب على خلقه الشهيد الذي لا تخفى عليه خافية ، { الْعَزِيزُ } الذي من عزه قهر أعدائه وامتنع عنهم ولا برام جنابه وما شاءه كان بخلاف غيره ، {الْجَبَّارُ} الذي تجبر بسلطانه وقهره على كل جبار عاتٍ من خلقه والذي جبر كسر عباده المساكين جسديا ونفسيا وروحيا، {الْمُتَكَبِّرُ} الذي تكبر عن النقائص والعيوب وعن أن يصيبه أحد من خلقه بسوء،{ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ولذا نزه نفسه المتصفة بكل صفات الكمال السابقة الذكر عن أن يشرك به عباده المعبودات الناقصة من كل وجه، فهو المستحق للعبادة لكونه فوق ما اتصف { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} لهم ولكل ما في الكون فهو قدّر وجودهم وخلقهم، { الْبَارِئُ} فقدِر على ما أراد من خلقهمعلى غير مثال سابق ، {الْمُصَوِّرُ} بل وصورهم على ما أراد من هيئات وصفات وألوان ، {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } فمن كان هذا له هذه الأسماء التي بلغت الغاية في الحسن وفي الكمال منتهاه كان حقا على كل من في السموات السبع والأرضين السبع أن ينزههوه عن أي النقائص والعيوب جلها ودقيقها صغيرها وكبيرها ، لأنه العزيز في ذاته وفي ملكه الحكيم في صنعه وفعله وشرعه وقدره. فسبحانه ربي ما أعظمه وما أحلمه وأكرمه ما قدرناه حق قدره ولا عبدناه حق عبادته؛ فالله أسأل أن يغفر التقصير ويشكر لنا القليل.



رد مع اقتباس
  #20  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 09:18 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحدة المقطري مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- علينا الحذر من مكائد الشيطان فهو لا يكون ناصحا للإنسان بل كل همه الإيقاع به ليكون من أصحاب السعير{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.
2- شياطين الجن ومثلهم شياطين الإنس يزينون للإنسان الشر حتى إذا واقعه أعلنوا براءتهم مما حدث وخذلوه{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } فعلينا ألا نعتمد على أن أحدًا سيتحمل وزر أخطاءنا بل، سنحاسب على كل صغير وكبير ولن يحمل وزرنا أحد في ذلك اليوم الذي يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ... فكيف بمن هو عدو لنا ويمكر بنا!.
3- من أطاع الشيطان فهو ظالم لنفسه حتما فعليه التوبة والانتهاء عند حدود الله {وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} .


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
وذلك لأنه ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أن حاطبا رضي الله عنه مؤمنا بالله وبه فهو لم يكن منافقا يظهر الكفر بل هو من أصحاب بدر وأصحاب بدر لهم مزية على غيرهم كما ورد في الحديث ولذا فهو -أي: حاطب رضي الله عنه- صادق في قوله بأنه ما فعل ذلك إلا مصانعة لقريش ليكون له يدا عليهم حيث له أهل وأموال في قريش وهو ليس من قريش أنفسهم بل حليفا فدفعه خوفه عليهم للكتابة لقريش لا حبا فيهم ولعلمه بأن الله ناصر حزبه ومتم أمره مهما فعل البشر.
قال علي رضي الله عنه: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها". فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. قلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا حاطب، ما هذا؟". قال: لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه صدقكم". فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنه قد شهد بدرا، ما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
بأن يكون المؤمن فداء لهذا الدين بنفسه وأهله وماله وبكل ما يملك ويحب، وألا يقصر في نصرته بالسيف والسنان وبالكتابة والبنان متى استطاع لذلك ومن ذلك الدعوة لدين الله بالعلم فيتعلم العلم ليرفع الجهل عن نفسه ولينفع إخوانه وليدعو غير المسلمين له.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
فيها تفسيران:
1- كما يئس الكفار في علم الله من عودة الأموات من أقربائهم وغيرهم فلا مطمع لهم بعودة الميت للحياة في عُرْفهم لأنهم لا يؤمنون بالبعث والحياة الآخرة، وهذا القول ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2- كما يئس الكفار من كل خير حين عاينوا الموت وصاروا من أصحاب القبور لعلمهم حينذاك بفداحة خطأهم في إنكار الرسالة والبعث حين كانوا أحياءً، وهذا القول ذكره ابن كثير والسعدي.

3. فسّر قوله تعالى:
{
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
لما ذكر الله أن من تأثير القرآن الذي هو كلام الله أنه لو أنزله على جبل لتصدع من خشية منزِّله ، عقّب بهذه الآيات يعرفنا بنفسه ويعدد عدد من صفاته التي جعلت من كلامه بذاك الثقل والعظمة ، فقال {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} فهو الإله المعبود الحق الذي ما عداه مما يعبد فهو لا يستحق العبادة فهو المتصف بالعلم المطلق لجميع المشاهدات والغيبيات بخلاف البشر الذين علمهم قاصر وبخلاف الجمادات التي ليس لها علم البتة ، {هُوَ الرَّحْمَنُ} بجميع خلقه التي وسعت رحمته جميع الموجودات في العالم السفلي والعلوي من حيوان ونبات وجماد وبر وفاجر، وهو {الرَّحِيمُ } بأوليائه وأهل طاعته خاصة فيسددهم ويوفقهم لما فيه صلاحهم في أُخْراهم ، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } وكرر تذكيرنا بأنه لأجل هذه الصفات وما سيذكره من صفاته فهو الإله الحق الذي يستحق الثقلين أن يؤلهوه ويصرفوا له أنواع العباداتفهو { الْمَلِكُ } الذي ملك جميع العوالم وبما فيها، {الْقُدُّوسُ } الذي تنزه عن كل النقائص والعيوب، { السَّلَامُ } أي: السالم منها ومن ظلم عباده، {الْمُؤْمِنُ} الذي صدق رسله بالمعجزات وأيدهم بما على مثله يؤمن البشر والذي صدقه عباده في وعده ووعيده وسائر قوله، {الْمُهَيْمِنُ} الرقيب على خلقه الشهيد الذي لا تخفى عليه خافية ، { الْعَزِيزُ } الذي من عزه قهر أعدائه وامتنع عنهم ولا برام جنابه وما شاءه كان بخلاف غيره ، {الْجَبَّارُ} الذي تجبر بسلطانه وقهره على كل جبار عاتٍ من خلقه والذي جبر كسر عباده المساكين جسديا ونفسيا وروحيا، {الْمُتَكَبِّرُ} الذي تكبر عن النقائص والعيوب وعن أن يصيبه أحد من خلقه بسوء،{ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ولذا نزه نفسه المتصفة بكل صفات الكمال السابقة الذكر عن أن يشرك به عباده المعبودات الناقصة من كل وجه، فهو المستحق للعبادة لكونه فوق ما اتصف { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} لهم ولكل ما في الكون فهو قدّر وجودهم وخلقهم، { الْبَارِئُ} فقدِر على ما أراد من خلقهمعلى غير مثال سابق ، {الْمُصَوِّرُ} بل وصورهم على ما أراد من هيئات وصفات وألوان ، {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } فمن كان هذا له هذه الأسماء التي بلغت الغاية في الحسن وفي الكمال منتهاه كان حقا على كل من في السموات السبع والأرضين السبع أن ينزههوه عن أي النقائص والعيوب جلها ودقيقها صغيرها وكبيرها ، لأنه العزيز في ذاته وفي ملكه الحكيم في صنعه وفعله وشرعه وقدره. فسبحانه ربي ما أعظمه وما أحلمه وأكرمه ما قدرناه حق قدره ولا عبدناه حق عبادته؛ فالله أسأل أن يغفر التقصير ويشكر لنا القليل.



أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة : أ+

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 09:18 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحدة المقطري مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- علينا الحذر من مكائد الشيطان فهو لا يكون ناصحا للإنسان بل كل همه الإيقاع به ليكون من أصحاب السعير{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.
2- شياطين الجن ومثلهم شياطين الإنس يزينون للإنسان الشر حتى إذا واقعه أعلنوا براءتهم مما حدث وخذلوه{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } فعلينا ألا نعتمد على أن أحدًا سيتحمل وزر أخطاءنا بل، سنحاسب على كل صغير وكبير ولن يحمل وزرنا أحد في ذلك اليوم الذي يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ... فكيف بمن هو عدو لنا ويمكر بنا!.
3- من أطاع الشيطان فهو ظالم لنفسه حتما فعليه التوبة والانتهاء عند حدود الله {وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} .


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
وذلك لأنه ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أن حاطبا رضي الله عنه مؤمنا بالله وبه فهو لم يكن منافقا يظهر الكفر بل هو من أصحاب بدر وأصحاب بدر لهم مزية على غيرهم كما ورد في الحديث ولذا فهو -أي: حاطب رضي الله عنه- صادق في قوله بأنه ما فعل ذلك إلا مصانعة لقريش ليكون له يدا عليهم حيث له أهل وأموال في قريش وهو ليس من قريش أنفسهم بل حليفا فدفعه خوفه عليهم للكتابة لقريش لا حبا فيهم ولعلمه بأن الله ناصر حزبه ومتم أمره مهما فعل البشر.
قال علي رضي الله عنه: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها". فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. قلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا حاطب، ما هذا؟". قال: لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه صدقكم". فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنه قد شهد بدرا، ما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
بأن يكون المؤمن فداء لهذا الدين بنفسه وأهله وماله وبكل ما يملك ويحب، وألا يقصر في نصرته بالسيف والسنان وبالكتابة والبنان متى استطاع لذلك ومن ذلك الدعوة لدين الله بالعلم فيتعلم العلم ليرفع الجهل عن نفسه ولينفع إخوانه وليدعو غير المسلمين له.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
فيها تفسيران:
1- كما يئس الكفار في علم الله من عودة الأموات من أقربائهم وغيرهم فلا مطمع لهم بعودة الميت للحياة في عُرْفهم لأنهم لا يؤمنون بالبعث والحياة الآخرة، وهذا القول ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2- كما يئس الكفار من كل خير حين عاينوا الموت وصاروا من أصحاب القبور لعلمهم حينذاك بفداحة خطأهم في إنكار الرسالة والبعث حين كانوا أحياءً، وهذا القول ذكره ابن كثير والسعدي.

3. فسّر قوله تعالى:
{
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
لما ذكر الله أن من تأثير القرآن الذي هو كلام الله أنه لو أنزله على جبل لتصدع من خشية منزِّله ، عقّب بهذه الآيات يعرفنا بنفسه ويعدد عدد من صفاته التي جعلت من كلامه بذاك الثقل والعظمة ، فقال {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} فهو الإله المعبود الحق الذي ما عداه مما يعبد فهو لا يستحق العبادة فهو المتصف بالعلم المطلق لجميع المشاهدات والغيبيات بخلاف البشر الذين علمهم قاصر وبخلاف الجمادات التي ليس لها علم البتة ، {هُوَ الرَّحْمَنُ} بجميع خلقه التي وسعت رحمته جميع الموجودات في العالم السفلي والعلوي من حيوان ونبات وجماد وبر وفاجر، وهو {الرَّحِيمُ } بأوليائه وأهل طاعته خاصة فيسددهم ويوفقهم لما فيه صلاحهم في أُخْراهم ، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } وكرر تذكيرنا بأنه لأجل هذه الصفات وما سيذكره من صفاته فهو الإله الحق الذي يستحق الثقلين أن يؤلهوه ويصرفوا له أنواع العباداتفهو { الْمَلِكُ } الذي ملك جميع العوالم وبما فيها، {الْقُدُّوسُ } الذي تنزه عن كل النقائص والعيوب، { السَّلَامُ } أي: السالم منها ومن ظلم عباده، {الْمُؤْمِنُ} الذي صدق رسله بالمعجزات وأيدهم بما على مثله يؤمن البشر والذي صدقه عباده في وعده ووعيده وسائر قوله، {الْمُهَيْمِنُ} الرقيب على خلقه الشهيد الذي لا تخفى عليه خافية ، { الْعَزِيزُ } الذي من عزه قهر أعدائه وامتنع عنهم ولا برام جنابه وما شاءه كان بخلاف غيره ، {الْجَبَّارُ} الذي تجبر بسلطانه وقهره على كل جبار عاتٍ من خلقه والذي جبر كسر عباده المساكين جسديا ونفسيا وروحيا، {الْمُتَكَبِّرُ} الذي تكبر عن النقائص والعيوب وعن أن يصيبه أحد من خلقه بسوء،{ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ولذا نزه نفسه المتصفة بكل صفات الكمال السابقة الذكر عن أن يشرك به عباده المعبودات الناقصة من كل وجه، فهو المستحق للعبادة لكونه فوق ما اتصف { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} لهم ولكل ما في الكون فهو قدّر وجودهم وخلقهم، { الْبَارِئُ} فقدِر على ما أراد من خلقهمعلى غير مثال سابق ، {الْمُصَوِّرُ} بل وصورهم على ما أراد من هيئات وصفات وألوان ، {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } فمن كان هذا له هذه الأسماء التي بلغت الغاية في الحسن وفي الكمال منتهاه كان حقا على كل من في السموات السبع والأرضين السبع أن ينزههوه عن أي النقائص والعيوب جلها ودقيقها صغيرها وكبيرها ، لأنه العزيز في ذاته وفي ملكه الحكيم في صنعه وفعله وشرعه وقدره. فسبحانه ربي ما أعظمه وما أحلمه وأكرمه ما قدرناه حق قدره ولا عبدناه حق عبادته؛ فالله أسأل أن يغفر التقصير ويشكر لنا القليل.



أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة : أ

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:18 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

- أن الداعي للباطل مهما لمع ومهما بالغ بالتودد سيتخلى عن المدعو يوما ما و لو في الآخرة فمن كان له قلب فليبتعد عن داعي للشر قبل أن يتخلى عنه و عن صنيعه بين يدي الله [قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ]
- أن الشيطان يرده خوفه من الله أحيانا و هذا فيه أعظم النذارة و أبلغ الزجر عن طريق الفساد فإذا كان الشطان وهو رأس كل شر يرده خوفه أحيانا لعلمه بشديد عقاب الله فغيره أحق و أولى [إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ]
- أن من لميتعظ و يتغير في هذه الدنيا فمصيره مع من سار على طريقه ، فمن قدم الشيطان و رضي به قائدا له و دليلا فسيكون في العاقبة معه [فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ]

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه كان ممن شهد بدرا و أخبر عليه الصلاة و السلام بأن أهل بدر لهم خاصية ليست لغيرهم فلعل الله قد غفر لهم و كتبهم من أصحاب الجنة

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

يكون بالقول و الأفعال و يكون في النفس و الغير
فينصر الله بالذب عن دينه باللسان و الدعوة إليه و تبيين الطريق الموصلة إليه و دحر الحجج الباطلة و نشر العلم
و يكون بالفعل كذلك من السير بمنهج محمد صلى الله عليه وسلم و الاقتداء به و العمل بشرعه
و يكون في النفس بتطبيق المأمور واجتناب المنهي عنه
و في الغير بالدعوة إلى الحق و نشر الخير و الحرص على هداية الناس

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

قيل الكفار الأحياء قد يئسوا من الأموات أن يرجعوا إليهم و هذا قول الحسن و قتادة و الضحاك ذكره ابن كثير
و قيل كما يئس الكفار الذين في القبور من كل خير و هذا قول مجاهد و عكرمة و مقاتل و ابن زيد و الكلبي و منصور و هو اختيار ابن جرير ذكره ابن كثير
و لعل القولين و الله أعلم لا تعارض بينهما
فالكفار الذين يئسوا من الآخرة كيأسهم من عودة من مات هم من ييأس حين يعاين الآخرة فلا شيء يطمعون فيه لأنهم كفروا و كذبوا.

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

حين يكون الحديث عن الله و عن صفاته و أسمائه يكون الحديث عظيما، و كل آية كان هذا شأنها فهي أعظم من غيرها، و هنا في هذه الآيات هو حديث عن العظمة و الكمال هو حديث عن الخالق جل في علاه، يخبر هو عن نفسه [هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ] فهو الإله المألوه الذي لا يستحق العبادة غيره، فالحق له وحده أن يعبد، و لا معبود بحق سواه سبحانه، و هو يعلم كل شيء سواء مشاهدا أم غائبا ، صغيرا أم كبيرا، ليس كمثله شيء، يستوي عنده عالم الغيب و الشهادة، فعلمه شامل عام، لا يعزب عنه مثقال ذرة و لا أصغر من ذلك و لا أكبر، فيالها من عظمة لا تحيط بها العقول، و صاحب هذا العلم الشامل هو متصف بالرحمة التي وسعت كل شيء، فهو رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما، و هذا من كمال عظمته و سعت رحمه فمع علمه بكل شيء، و إحاطته بكل ما يكون إلا أنه يرحم و يتجاوز و يمهل فلا يعجل العقوبة و لا يبادر للعاصي بالنكال بل يرحمه و يمهله و يؤخره سبحانه.
[هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ]
كرر سبحانه التأكيد بتوحده و تفرده في العبودية سبحانه، و أنه هو المالك لكل شيء و هو المتصرف في مخلوقاته، فكلهم عبيد له و هو مالكهم بيده أمرهم و إليه يرجع شأنهم فهم منه و إليه، خلقوا بغير اختيار و سيعودون إليه راغمين، و هو القدوس الطاهر من كل عيب و السالم من كل نقص، تقدسه الملائكة و تعظمه و تجله، و هو المؤمن الذي أمن خلقه أن يظلمهم فقد حرم الظلم و جعله محرما بين خلقه، و صدق رسله عليهم الصلاة و السلام بما أخبروا به و بما دلوا عليه و ما جاؤوا به، و هو المهيمن الذي يشهد على عباده بأعمالهم و يراقبهم و يعلم كل شيء عنهم و لا يخفى عليه خافية، فهو صاحب القوة وهو العزيز الذي لا يغالب بل يقهر و يغلب فكل شيء خاضع له ، و من كان كذلك فهو الجبار الذي له العظمة التي تذعن لها جميع الخلاق و هو مع ذلك يجبر الكسير ويغني الفقير فيجبر ضعفهم و عجزهم ، و له سبحانه الكبرياء و العظمة فلا عيوب و لا نقائص بل هو منزه عنها سبحانه .
[هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ]
و الله سبحانه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فهو يخلق ما يشاء و يوجده من العدم و يصوره على الصورة التي يريدها سبحانه، و هذا لا يقدر عليه غير الله، فلا يشاركه فيه أحد و لا يستطيعه غيره سبحانه.
و الله له الأسماء الحسنى الكثيرة التي لا يحصيها غيره و هي في غاية الحسن و الكمال لأنه أسماؤه سبحانه و منها تكون صفاته فلا شيء أعظم منها و لا شيء يدانيها فهي تصف الخالق و تعظمه في نفوس عباده و لا يعظمه من لا يعرفه و لا يعرفه من لا يعلم بأسمائه و صفاته، و كلما كان العبد بالله و بأسمائه و صفاته أعلم كان تعظيمه له أكمل، و من كان هذا وصفه فكل شيء يسبحه و ينزهه و يصمد إليه و يسأله الحوائج فهو عزيز الذي متى ما أراد شيئا فإنه يكون و هو الحكيم بأفعاله جل في علاه.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:06 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم محمد مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

- أن الداعي للباطل مهما لمع ومهما بالغ بالتودد سيتخلى عن المدعو يوما ما و لو في الآخرة فمن كان له قلب فليبتعد عن داعي للشر قبل أن يتخلى عنه و عن صنيعه بين يدي الله [قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ]
- أن الشيطان يرده خوفه من الله أحيانا و هذا فيه أعظم النذارة و أبلغ الزجر عن طريق الفساد فإذا كان الشطان وهو رأس كل شر يرده خوفه أحيانا لعلمه بشديد عقاب الله فغيره أحق و أولى [إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ]
- أن من لميتعظ و يتغير في هذه الدنيا فمصيره مع من سار على طريقه ، فمن قدم الشيطان و رضي به قائدا له و دليلا فسيكون في العاقبة معه [فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ]

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه كان ممن شهد بدرا و أخبر عليه الصلاة و السلام بأن أهل بدر لهم خاصية ليست لغيرهم فلعل الله ق.د غفر لهم و كتبهم من أصحاب الجنة
وأنّ فعله ذلك ما كان إلا مصانعة لقريش ليحموا أهله وأمواله.
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

يكون بالقول و الأفعال و يكون في النفس و الغير
فينصر الله بالذب عن دينه باللسان و الدعوة إليه و تبيين الطريق الموصلة إليه و دحر الحجج الباطلة و نشر العلم
و يكون بالفعل كذلك من السير بمنهج محمد صلى الله عليه وسلم و الاقتداء به و العمل بشرعه
و يكون في النفس بتطبيق المأمور واجتناب المنهي عنه
و في الغير بالدعوة إلى الحق و نشر الخير و الحرص على هداية الناس

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

قيل الكفار الأحياء قد يئسوا من الأموات أن يرجعوا إليهم و هذا قول الحسن و قتادة و الضحاك ذكره ابن كثير
و قيل كما يئس الكفار الذين في القبور من كل خير و هذا قول مجاهد و عكرمة و مقاتل و ابن زيد و الكلبي و منصور و هو اختيار ابن جرير ذكره ابن كثير
و لعل القولين و الله أعلم لا تعارض بينهما
فالكفار الذين يئسوا من الآخرة كيأسهم من عودة من مات هم من ييأس حين يعاين الآخرة فلا شيء يطمعون فيه لأنهم كفروا و كذبوا.

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

حين يكون الحديث عن الله و عن صفاته و أسمائه يكون الحديث عظيما، و كل آية كان هذا شأنها فهي أعظم من غيرها، و هنا في هذه الآيات هو حديث عن العظمة و الكمال هو حديث عن الخالق جل في علاه، يخبر هو عن نفسه [هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ] فهو الإله المألوه الذي لا يستحق العبادة غيره، فالحق له وحده أن يعبد، و لا معبود بحق سواه سبحانه، و هو يعلم كل شيء سواء مشاهدا أم غائبا ، صغيرا أم كبيرا، ليس كمثله شيء، يستوي عنده عالم الغيب و الشهادة، فعلمه شامل عام، لا يعزب عنه مثقال ذرة و لا أصغر من ذلك و لا أكبر، فيالها من عظمة لا تحيط بها العقول، و صاحب هذا العلم الشامل هو متصف بالرحمة التي وسعت كل شيء، فهو رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما، و هذا من كمال عظمته و سعت رحمه فمع علمه بكل شيء، و إحاطته بكل ما يكون إلا أنه يرحم و يتجاوز و يمهل فلا يعجل العقوبة و لا يبادر للعاصي بالنكال بل يرحمه و يمهله و يؤخره سبحانه.
[هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ]
كرر سبحانه التأكيد بتوحده و تفرده في العبودية سبحانه، و أنه هو المالك لكل شيء و هو المتصرف في مخلوقاته، فكلهم عبيد له و هو مالكهم بيده أمرهم و إليه يرجع شأنهم فهم منه و إليه، خلقوا بغير اختيار و سيعودون إليه راغمين، و هو القدوس الطاهر من كل عيب و السالم من كل نقص، تقدسه الملائكة و تعظمه و تجله، و هو المؤمن الذي أمن خلقه أن يظلمهم فقد حرم الظلم و جعله محرما بين خلقه، و صدق رسله عليهم الصلاة و السلام بما أخبروا به و بما دلوا عليه و ما جاؤوا به، و هو المهيمن الذي يشهد على عباده بأعمالهم و يراقبهم و يعلم كل شيء عنهم و لا يخفى عليه خافية، فهو صاحب القوة وهو العزيز الذي لا يغالب بل يقهر و يغلب فكل شيء خاضع له ، و من كان كذلك فهو الجبار الذي له العظمة التي تذعن لها جميع الخلاق و هو مع ذلك يجبر الكسير ويغني الفقير فيجبر ضعفهم و عجزهم ، و له سبحانه الكبرياء و العظمة فلا عيوب و لا نقائص بل هو منزه عنها سبحانه .
[هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ]
و الله سبحانه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فهو يخلق ما يشاء و يوجده من العدم و يصوره على الصورة التي يريدها سبحانه، و هذا لا يقدر عليه غير الله، فلا يشاركه فيه أحد و لا يستطيعه غيره سبحانه.
و الله له الأسماء الحسنى الكثيرة التي لا يحصيها غيره و هي في غاية الحسن و الكمال لأنه أسماؤه سبحانه و منها تكون صفاته فلا شيء أعظم منها و لا شيء يدانيها فهي تصف الخالق و تعظمه في نفوس عباده و لا يعظمه من لا يعرفه و لا يعرفه من لا يعلم بأسمائه و صفاته، و كلما كان العبد بالله و بأسمائه و صفاته أعلم كان تعظيمه له أكمل، و من كان هذا وصفه فكل شيء يسبحه و ينزهه و يصمد إليه و يسأله الحوائج فهو عزيز الذي متى ما أراد شيئا فإنه يكون و هو الحكيم بأفعاله جل في علاه.أسلوبك في التفسير حسن ومؤثر بارك الله فيك.
أحسنت نفع الله بك .
الدرجة: أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 23 ربيع الثاني 1440هـ/31-12-2018م, 11:36 PM
نور اليافعي نور اليافعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 229
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.


ثلاث فوائد سلوكية :
1- التحذير من وسوسة الشيطان وأنه يضل الانسان ثم يتخلى عنه ويتركه لمصيره المحتوم ( كمثل الشيطان إذا قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك ) )
2- أهل النفاق لا يغرك وعودهم بالنصر والوقوف معك فهم في النهاية مخذولون مدحورون لقوله ( كمثل الشيطان ) تشبيه حال اهل النفاق ووعودهم بحال الشيطان ووسوسته للإنسان ثم التخلي عنه
3- الظالم لنفسه المتبع لوسوسة الشيطان واهل النفاق مصيره إلى النار فليحذر المؤمن والمسلم من اتباع طرقهم المفضيه للهلاك وليمنع نفسه عن ظلم نفسه وظلم الآخرين قال تعالى ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين )


المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.


جاءت أم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وهي مشركة
فجاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم : أن أمي جاءت وهي راغبة فهل أصلها ؟
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم (نعم صلي أمك )

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.


أبرز صفات المنافقين :
1- يقولون ما لا يفعلون
2- يناصرون أعداء الله ويحرضوهم على المؤمنين ويوعدوهم كذبا وزورا بالمناصرة وان جد الجد نكصوا وهربوا
3- يتولون الكفار من دون المؤمنين


2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.

المراد بالذين من قبلهم
يهود بني قينقاع الذين اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن خانوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم
وقيل المراد كفار قريش وما أصابهم بعد غزوة بدر من القتل والأسر وانتصار المسلمين وقتل صناديد الكفر فكان هذا عبرة لهم لئلا ينكثوا العهد بدليل ان هذا حصل بعد غزوة بدر بقليل


3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }



يحذرنا المولى من الظلم والكذب والافتراء ، ويخبرنا أن أشد الظلم وأشد الإفتراء هو الكذب على الله ، مع أن هذا المفتري يدعى إلى الإسلام ، وبينت له الحجج والبراهين ، فلا مجال للإعراض وقد تبين الحق من الباطل ، فمن ترك الدين واعرض بل وافترى ، فهو أشد الظالمين المفترين ، الذين لا يهديهم الله عز وجل .
شبه حال هذا المفترى كمن ينفخ ، يحاول إطفاء النور العظيم ، نور الله ولا يستطيع ذلك أبدا، فالله متم نوره ولو كره الكافرون ، ولو حاولوا إطلاق المقالات الفاسدة والشبهات المتراكمة والشكوك ، فإن كل ذلك يذهب ، وتبقى الحقيقة الناصحة البينة
التي بعث بها الأنبياء وهو دين الحق والطريق الصحيح ، الذي من سلكه اهتدى في الدنيا والآخرة ، ومن التزم به واسترشد فهو المنتصر لا محالة ، وهذه بشارة من الله له بالنصر والتمكين ، رغم بغض المشركين وحربهم التي لا تنتهي ،والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 4 جمادى الأولى 1440هـ/10-01-2019م, 12:08 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور اليافعي مشاهدة المشاركة

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.


ثلاث فوائد سلوكية :
1- التحذير من وسوسة الشيطان وأنه يضل الإنسان ثم يتخلى عنه ويتركه لمصيره المحتوم ( كمثل الشيطان إذا قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك ) )
2- أهل النفاق لا يغرك وعودهم بالنصر والوقوف معك فهم في النهاية مخذولون مدحورون لقوله ( كمثل الشيطان ) تشبيه حال أهل النفاق ووعودهم بحال الشيطان ووسوسته للإنسان ثم التخلي عنه
3- الظالم لنفسه المتبع لوسوسة الشيطان واهل النفاق مصيره إلى النار فليحذر المؤمن والمسلم من اتباع طرقهم المفضيه للهلاك وليمنع نفسه عن ظلم نفسه وظلم الآخرين قال تعالى ( فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ) أحسنتِ، مع التوصية بالعناية بهمزة القطع.


المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.


جاءت أم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وهي مشركة
فجاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم : أن أمي جاءت وهي راغبة فهل أصلها ؟
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم (نعم صلي أمك )

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.


أبرز صفات المنافقين :
1- يقولون ما لا يفعلون
2- يناصرون أعداء الله ويحرضوهم على المؤمنين ويوعدوهم كذبا وزورا بالمناصرة وان جد الجد نكصوا وهربوا
3- يتولون الكفار من دون المؤمنين
ولعل في الاطلاع على الإجابات الممتازة مزيد فائدة.

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.

المراد بالذين من قبلهم
يهود بني قينقاع الذين اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن خانوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم
وقيل المراد كفار قريش وما أصابهم بعد غزوة بدر من القتل والأسر وانتصار المسلمين وقتل صناديد الكفر فكان هذا عبرة لهم لئلا ينكثوا العهد بدليل ان هذا حصل بعد غزوة بدر بقليل


3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }



يحذرنا المولى من الظلم والكذب والافتراء ، ويخبرنا أن أشد الظلم وأشد الإفتراء هو الكذب على الله ، مع أن هذا المفتري يدعى إلى الإسلام ، وبينت له الحجج والبراهين ، فلا مجال للإعراض وقد تبين الحق من الباطل ، فمن ترك الدين واعرض بل وافترى ، فهو أشد الظالمين المفترين ، الذين لا يهديهم الله عز وجل .
شبه حال هذا المفترى كمن ينفخ ، يحاول إطفاء النور العظيم ، نور الله ولا يستطيع ذلك أبدا، فالله متم نوره ولو كره الكافرون ، ولو حاولوا إطلاق المقالات الفاسدة والشبهات المتراكمة والشكوك ، فإن كل ذلك يذهب ، وتبقى الحقيقة الناصحة البينة
التي بعث بها الأنبياء وهو دين الحق والطريق الصحيح ، الذي من سلكه اهتدى في الدنيا والآخرة ، ومن التزم به واسترشد فهو المنتصر لا محالة ، وهذه بشارة من الله له بالنصر والتمكين ، رغم بغض المشركين وحربهم التي لا تنتهي ،والحمد لله رب العالمين .يحسن عرض الجزء من الآية قبل تفسيرها
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
الدرجة: ب+
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir