دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 صفر 1442هـ/30-09-2020م, 10:36 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير قد سمع

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.



1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:

أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.


المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:

أ: علّة تحريم موالاة الكفار.

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
2. حرّر القول في:

سبب
نزول سورة الصف.
3.
فسّر قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.


المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله:
{لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
2. حرر
القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.
ب: عظمة القرآن.

2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.

3. فسّر قوله تعالى:

{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1442هـ/1-10-2020م, 12:24 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

من الفوائد المستفادة من الآيات أعلاه:
1) من قوله تعالى: " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " أن أحذر من تسويل الشيطان وتزيينه للمعصية مهما كانت، لأنه بعد أن يوقع الناس بحبائله يتبرأ منهم ومن أفعالهم، فيتركهم في ألم اللوم والحزن واجترار عاقبة ما فعلوه.
2) من قوله تعالى: " إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ " أن أعلم أن الهدف الأعلى لدى الشيطان هو ليس مجرد إيقاع الناس بالمعاصي، بل إيقاعهم في الشرك والكفر، لذلك، علي أن لا أغتر بتسويله ووساوسه وأقلل من أثره بأن أعلى ما يستطيعه هو إيقاعي بالمعصية، بل أعلم أ ن له خطوات، ونهايتها هي الشرك.
3) من قوله تعالى: " فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا " أن النار هي مصير كل من يتبع الشيطان، وكفى بهذا الجزاء رادعا عن الإقبال على متابعة الشيطان.
4) من قوله تعالى: " وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ " أن أعلم أن هذا العقاب ليس فقط لليهود أو مشركي قريش الذين أخبرت الآيات عنهم، بل هو جزاء كل ظالم شابههم في فعلهم.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:

أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
نزلت آيات سورة الممتحنة في حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ " فحين غزا النبي صلى الله عليه وسلم غزاة فتح مكة، كتب حاطب إلى المشركين من أهل مكة يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم، ليتخذ بذلك يدا عندهم، لا شكا ونفاقا، لذلك قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب الذي قال فيه: "يا رسول اللّه، إنّي كنت امرأً ملصقًا في قريشٍ، وكان لي بها مالٌ وأهلٌ، ولم يكن من أصحابك أحدٌ إلّا وله بمكّة من يمنع أهله وماله، فكتبت إليهم بذلك وواللّه-يا رسول اللّه-إنّي لمؤمنٌ باللّه ورسوله. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "صدق حاطبٌ، فلا تقولوا لحاطبٍ إلّا خيرًا". فشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بصدقه، لأن ما فعله رضي الله عنه لم يكن عن شك أو نفاق أو كفر، بدليل أنه لما علم عمر رضي الله عنه بذلك واستأذن النبي بقتله قائلا: دعني أضرب عنق هذا المنافق، دافع النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "أنه قد شهد بدرا، ما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم". وقد قال تعالى: " وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ" ، فالله العليم بما كان وبما سيكون أخبر بعد بدر أنه قد غفر لهم، والله يعلم بما خفي وبما أعلن وبما سيكون بالمستقبل من حاطب، ومع ذلك غفر لهم لعلمه سبحانه بإيمانهم الصادق، بدليل نداء الله لحاطب وبقية المؤمنين في الآية: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا"، فأثبت له الإيمان، وتيقن النبي صلى الله عليه وسلم أن ما فعله حاطب لم يكن عن كفر أو موالاة للكفار وإنما مصانعة لهم لتكون له عليهم يدا.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرة الله بنصرة دينه بالأقوال والأفعال والأنفس والأموال في جميع الأحوال، وبالاستجابة لله ولرسوله بالقيام بالأوامر واجتناب النواهي، وبتعلم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والدعوة والحث على ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد أهل الباطل بالسنان تحت راية الجهاد الحقيقية وباللسان بالرد على أهل الباطل وإقامة الحجة عليهم والتحذير منهم.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

جاء في تفسير الآية عدة أقوال للمفسرين، يمكن اختصارها إلى قولين، هما:
القول الأول: أي كما يئس الأحياء من قراباتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك، لأنهم لا يعتقدون بعثا ولا نشورا، فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدونه، فقد يئس أحياء الكفار من بعث ورجوع موتاهم لكفرهم بالآخرة وبالبعث.
قاله ابن عباس والحسن البصري وقتادة وابن جرير وذكره ابن كثير، وهو حاصل أقوال السعدي والأشقر.
القول الثاني: أي كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير، فعندما ماتوا وأفضوا إلى الآخرة وشاهدوا حقيقتها، علموا علم اليقين أنهم لا نصيب لهم فيها، فيئسوا من كل خير في الآخرة.
قاله الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود، ومجاهد وعكرمة ومقاتل واختاره ابن جرير وذكره ابن كثير وهو حاصل قول السعدي.

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

اشتملت الآيات على كثير من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى عظيمة الشأن، بديعة البرهان، فقد بيّن سبحانه لعباده من هو ربهم وخاقهم ومعبودهم، وهذا من رحمته سبحانه بنا، أن عرّفنا بنفسه الشريفة، فقال تعالى: "هو الله" المعبود المألوه الذي تألهه القلوب، " لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ" لا رب غيره، ولا مألوه سواه، فكل ما عبد من دونه فهو باطل لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لكماله العظيم وإحسانه الشامل وتدبيره العام، فكل أحد غيره فقير عاجز ناقص، لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولا ضرا. " عَالِمُ الْغَيْبِ" العالم بما غاب عن الإحساس، " وَالشَّهَادَةِ" والعالم بما حضر وهو المرئي المشاهد بالعيون، وهذا يدل على شمول علم الله وعمومه، فالله تعالى يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنا، فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء من جليل وحقير وصغير وكبير حتى الذر في الظلمات. " هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ" ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع المخلوقات، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، وهذا كقوله تعالى: "ورحمتي وسعت كل شيء". ثم أكد سبحانه عموم إلهيته وانفراده بها لتقرير هذا المعنى لدى الخلق فقال سبحانه: " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ"، فلا يستحق المحبة ولا التعظيم على الحقيقة إلا هو، فهو " الْمَلِكُ" المالك لجميع الأشياء والممالك، المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة، فجميع العالم السفلي والعلوي وأهلهما – ما خلا الله – مماليك لله فقراء مدبرون. وهو سبحانه مع ملكه لخلقه إلا أنه لا يظلمهم كما يقع من كثير من ملوك الأرض، لأنه " الْقُدُّوسُ" الطاهر من كل عيب، المنزه عن كل نقص، المعظم الممجد المبارك الذي لا يستحق التعظيم على الحقيقة إلا هو سبحانه، تقدسه الملائكة الكرام، ويقدسه كل من عرفه حق المعرفة، قد سلم الخلق من ظلمه لأنه " السَّلَامُ"، السالم من العيوب والنقائص بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله. وهو الحق الذي أرسل الحق من الرسل والأنبياء وما جاءوا به من الآيات البينات والبراهين القاطعات لأنه " الْمُؤْمِنُ" الذي صدّق رسله بما جاءوا به، وصدّق المؤمنين في إيمانهم، وعده الصدق وقوله الحق. ومن دلائل وجوب توحيده بالعبادة كذلك أنه "الْمُهَيْمِنُ" الشاهد على خلقه بأعمالهم الرقيب عليهم، القائم على كل نفس بما كسبت، " الْعَزِيزُ" الذي عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته، فقد قهر كل شيء، وخضع له كل شيء، القاهر الغالب غير المغلوب، وأيضا لجبروته، فهو " الْجَبَّارُ" الذي لا تليق الجبرية إلا له، فأذعنت له سائر الخلق، الذي لا تطاق سطوته، ومع ذلك فهو الجبار الذي جبر خلقه على ما يشاء، المصلح لأمورهم، المتصرف بها بما فيه صلاحهم، فيجبر الكسير ويغني الفقير، فمن علم ذلك عن ربه علم أنه "الْمُتَكَبِّرُ" الذي له الكبرياء والعظمة، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجور وعن كل سوء، لا يليق التكبر إلا له لعظمته، أما المخلوق الناقص بكل وجه من الوجوه لا يستحق التكبر، بل يصبح التكبر في حقه صفة ذم، قال تعالى في الحديث القدسي: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدا منهما عذبته. ثم نزه سبحانه نفسه عن كل ما وصفه به المشركون فقال تعالى: "سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ". فتعالى الله عما يشركون.
ومن جملة أسمائه وصفاته سبحانه والتي منها نعلم أنه لا يستحق أن يعبد سواه: أنه "الْخَالِقُ" المقدر للأشياء وجميع المخلوقات على مقتضى إرادته ومشيئته الذي إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون. ولا يظنن ظان أنه فقط يقدر الأشياء دون تنفيذه، بل هو " الْبَارِئُ " الذي ينشئ الأشياء المبروءات المنفذ لما قدره، القادر على تنفيذه، لا يعجزه شيء، على الصورة التي يريد لأنه " الْمُصَوِّرُ " الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصورة التي يريدها على الهيئات التي يشاؤها، فقد قال تعالى: "في أي صورة ما شاء ركبك". هذا هو الله ربنا، الذي " لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " الكثيرة التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا هو سبحانه، له صفات الكمال، التي تدل على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقص في شيء منها بوجه من الوجوه، ومن حسنها أنه يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من عباده أن يدعوه ويسألوه بها. وإن من كماله في كونه له الأسماء الحسنى والصفات العلى أنه " يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" فجميع من في السماوات والأرض مفتقرون إليه على الدوام، يسبحون بحمده، وينطقون بتنزيهه بلسان الحال وبلسان المقال، فيسألونه حوائجهم، فيعطيهم من فضله وكرمه ما تقتضيه رحمته وحكمته، لأنه "هُوَ الْعَزِيزُ" الذي لا يرام جنابه، الذي إذا أراد شيئا فهو يكون، ويكون ضمن حكمته لأنه الْحَكِيمُ" ذو الحكمة في قدره وشرعه.
فسبحان الله ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، وسبحان الله عما يصفه به الواصفون المشركون المنتقصون منه سبحانه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1442هـ/2-10-2020م, 12:44 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

الأولى: لا بد من معرفة مكايد الشيطان حتى يحفظ عنها، فإنما يريد الشيطان أن يوقع الإنسان في الكفر والمعصية، كما قال الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ}.

الثانية: لا ينفع الخوف المجرد، بل لا بد معه من اجتناب ما يسخط الله، فإن الخوف لا يخلص الشيطان من عقاب الله تعالى كما قال: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)}.

الثالثة: كون الإنسان يغتر بالشيطان لا يبرئه من العقاب، كما قال تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا}، فلا بد من الاستعاذة بالله واللجوء إليه وحده.

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.
قد بين الله تعالى أن الكفار عدوه وعدو المؤمنين، فموالاتهم تخالف العقل والمروءة، بل قد تخرج من الإسلم إذا كانت موالاة تامة، فإن الموالاة قد تكون سببا لنصرتهم.

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
تشتمل هذه الآية على المقاصد العالية، منها:
- تسلية لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما أصاب من الكفّار من قومه وغيرهم.
- أمر له صلى الله عليه وسلم بالصبر على الآذى في الدعوة إلى الله.
- بيان حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان به، والإكرام، والقيام بأوامره وغيرها.
- نهي للمؤمنين عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى في الآية الأخرى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تكونوا كالّذين آذوا موسى فبرّأه اللّه ممّا قالوا وكان عند اللّه وجيهًا}.
- بيان أن العمل بمخالفة العلم يكون سببا للزيغ والعقوبة.
- بيان أن الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}.

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.
الأقوال الواردة في سبب نزول سورة الصف:

الأول: نزلت في قوم من المنافقين، كانوا يعدون المسلمين النصر، ولا يفون لهم بذلك. ذكره ابن كثير عن ابن زيد.
وهذا القول مخالف لظاهر الآية إذ نادى الله تعالى عباده باسم الإيمان.

الثاني: نزلت في رجال كاذبين، يقولون ما لم يفعلوا، ذكره ابن كثير عن قتادة والضحاك. وذكره مالك عن زيد بن أسلم كما قال ابن كثير.

الثالث: نزلت في نفرٍ من الأنصار، فيهم عبد اللّه بن رواحة، قالوا في مجلسٍ: "لو نعلم أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه، لعملنا بها حتّى نموت". فأنزل اللّه هذا فيهم. فقال عبد اللّه بن رواحة: "لا أبرح حبيسًا في سبيل اللّه حتّى أموت. فقتل شهيدًا". ذكره ابن كثير عن مجاهد.
وهذا القول لا يوافق السياق وما فيه من التوبيخ والإنكار.

الرابع: نزلت حين وقع عند الصحابة السؤال عن أحب الأعمال إلى الله. قاله عبد اللّه بن سلام كما ذكره ابن كثير، وأورد في هذا ما رواه الإمام أحمد وابن أبي حاتم والترمذي عنه.
وذكر الترمذي أنه قد خولف محمد بن كثير في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعي، فروى ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن سلام -أو: عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام، وأنه رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. ذكره ابن كثير فقال:"وهكذا رواه الإمام أحمد، عن يعمر، عن ابن المبارك، به، وكذا رواه الوليد بن يزيد، عن الأوزاعي، كما رواه ابن كثير".

الخامس: نزلت حين تمنى المؤمنون فرضية الجهاد عليهم، فلما فرض نكل عنه بعضهم. قاله ابن عباس رضيه الله عنهما، وقاله أيضا مقاتل بن حيان.
أما قول ابن عباس فذكره عنه ابن كثير من طريق علي بن أبي طلحة، وذكره أيضا الأشقر.
أما قول مقاتل بن حيان فذكره ابن كثير.
وهذا القول قول جمهور المفسرين، واختاره أيضا الطبري كما ذكر ابن كثير وأورد نظائر هذه الآية، منها قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} [النساء: 77، 78]، وقوله تعالى: {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت} الآية [محمد: 20].
وهذا القول يقارب الذي قبله.

السادس: أنها تعم كل من يعد عدةً، أو يقول قولا لا يفي به، ذكره ابن كثير والسعدي.
ومثل ابن كثير بما روى الإمام أحمد وأبو داود، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة قال: "أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [في بيتنا] وأنا صبيٌّ قال: فذهبت لأخرج لألعب، فقالت أمّي: "يا عبد اللّه: تعال أعطك". فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "وما أردت أن تعطيه؟ ". قالت: "تمرًا". فقال: "أما إنّك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة".

3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.
خاطب الله تعالى عباده بأعظم وصف عنده، وصف الإيمان فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)} فحثهم بهذه السؤال على ما يخلصهم من العذاب ويقربهم إلى ربهم تعالى. وبين فيم تكون هذه التجارة قائلا: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} فبين أن الإخلاص والمتابعة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هما الشرطان لقبول الأعمال، وأن الاختبار يقع في الأنفس بالجهاد في السبيل الله وفي الأموال بالإنفاق في سبيله تعالى، {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)} فهذه أحب الأعمال إلى الله وأقرب طريق يوصل إليه تعالى وجنته، فقد قال تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
وإن تفعلوا ذلك {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} فما ربحت التجارة إلا إذا كان المشتري هو الله تعالى، فقد قال تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون}، وذلك لأنه تعالى هو الذي يغفر الذنوب وحده، ويدخل برحمته ومنه من يشاء من عباده جنته.
ولا يقتصر ثواب الله على هذا، بل هو يثيب من آمن وجاهد في سبيله في الدنيا كما بين ذلك بقوله: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} وهو نصر على الأعداء.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 10:24 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

1- على المؤمن أن يحذر عداوة عدوه الملازم له ، وألا يجري خلف وسواوسه ودعواته، فالندامة كل الندامة في الاغترار به واجابه دعوته، قال تعالى:((كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ).

2- علينا أن نعلم أن الشيطان يبدأ مع العبد بالمعاصي والصغائر حتى يصل به إلى الكفر ، فلايستصغر العبد المعصية مهما صغرت،فالعاقبة البراءة من العبد والفرار منه، فهو لايملك حجة وبرهان بما دعى العبد إليه من المعاصي والكفر، قال تعالى:( فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ).

3- الحذر من غرور المنافقين بمولاتهم لليهود ، وأن العبد يجب عليه مولاة أهل الايمان ، والبراءة من الشرك والنفاق، قال تعالى:(فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ).


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

قبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عذر حاطب لانه فعله مصانعة لقريش، وماكان له عندهم من المال والولد، لا عن محبة ومودة لهم ، ومولاة لهم، لان ذلك مناف للايمان ومخالف لملة ابراهيم عليه السلام، ومخالف ايضا للعقل الصحيح الذي يدعو صاحبه للحذر من العدو ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) ، والله اعلم .

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

النصرة تكون بالقول والعمل لا بالأماني المجردة، والحرص على الدعوة والجهاد بالقول والسنان ، ودحض الباطل في ميادينه ، وإقامة الحجج والتحذير منه وأهله، ومن أبواب النصرة نشر العلم الشرعي تعليمه وأوله الوحيين كتاب الله وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهكذا وفوقه كان المهاجرين والانصار للنبي صلى الله عليه وسلم ،فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أيّام الحجّ: "من رجلٌ يؤويني حتّى أبلّغ رسالة ربّي، فإنّ قريشًا قد منعوني أن أبلّغ رسالة ربّي" فبايعه وآزره الانصار - الأوس والخزرج- رضي الله عنهم وارضاهم،

ومن قبلهم الحواريون لنبي الله عيسى عليه السلام حين قال: {من أنصاري إلى اللّه}؟ {قال الحواريّون نحن أنصار اللّه} فنحن أنصارك على ما أرسلت به وموازروك على امرك؛ وقد بعثهم دعاةً إلى النّاس في بلاد الشّام في الإسرائيليّين واليونانيّين، والله اعلم.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
1- أي: الكفّار الأحياء قد يئسوا من الأموات، قاله الحسن البصري، ذكره ابن كثير ،والاشقر.
2-أي: كما يئس الكفّار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الّذين ماتوا، قاله قتادة والضّحّاك،ذكره ابن كثير عن ابن جرير.
3-أي: كما يئس الكفّار الّذين هم في القبور من كلّ خيرٍ، ذكره ابن كثير، والسعدي .
4- أي:كما يئس هذا الكافر إذا مات وعاين ثوابه واطّلع عليه،قاله ابن مسعود رضي الله عنه ،ومجاهد، وعكرمة، ومقاتل، وابن زيد، والكلبي، ومنصور، وهو اختيار ابن جرير، ذكره ابن كثير ، والسعدي.

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

يخبرنا الله تعالى في هذه الايات عن اسمائه وصفاته العلى ، فيقول:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)

أي: لا إله إلّا هو ولا رب غيره، ولا إله للوجود سواه، لكمالِه العظيمِ، وإحسانِه الشامِلِ، وتدبيرِه العام. وكلّ ما يعبد من دونه فباطل، وأنّه عالم الغيب والشّهادة فلايخفى عليه شي في الارض ولا في السماء، وكل ماسواه اليه فقير.
(هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) الذي اتصف بصفة الرحمة الواسعة الشّاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما، قال تعالى: {ورحمتي وسعت كلّ شيءٍ} [الأعراف: 156]، وقال {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة} [الأنعام: 54]، وقال {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون}[يونس: 58].

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)

{هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك} أي: المالك لجميع الأشياء المتصرّف فيها بلا ممانعةٍ ولا مدافعةٍ.
{القدّوس} قيل: أي الطّاهر.وقيل: أي المبارك،وقيل: تقدّسه الملائكة الكرام.
{السّلام} أي: من جميع العيوب والنّقائص؛ بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
{المؤمن} قيل: أمّن خلقه من أن يظلمهم، وقيل: أمّن بقوله إنّه حق، وقيل: صدّق عباده المؤمنين في إيمانهم به.
{المهيمن} قيل: أي الشّاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى:رقيب عليهم.
{العزيز} أي: الّذي قد عزّ كلّ شيءٍ فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه؛ لعزّته وعظمته وجبروته وكبريائه؛ ولهذا قال: {الجبّار المتكبّر} أي: الّذي لا تليق الجبرّية إلّا له، ولا التّكبّر إلّا لعظمته، وورد في الصّحيح: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذّبته".
وقيل الجبّار: الّذي جبر خلقه على ما يشاء.
وقيل:الجبّار: المصلح أمور خلقه، المتصرّف فيهم بما فيه صلاحهم.
وقيل المتكبّر: يعني عن كلّ سوءٍ.

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.

{الخالق البارئ المصوّر} كما قال تعالى: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك} [الانفطار: 8] أي: الذي إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون على الصفة التي يريد، والصورة التي يختار.
{له الأسماء الحسنى} التامة الكاملة ، ومن كماله ان جميع من في السماوات والارض دائموا الحاجة اليه مفتقرون اليه ، يسبحون بحمده بالغداة والعشي .
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الذي له العزة والحكمة التامة ،فلا يريد شَيئاً إلا ويكون، ولا يكون شيئاً إلا لحكمة ومصلحة.

والله أعلم .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 10:38 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- التعوذ من وساوس الشيطان وأقاوله فإن له قولا يلقيه على الإنسان والإكثار من ذكر الله { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر}
2- التثبت من كل قول يرد عليّ بأنه ليس منافيا للإيمان أو مما يغضب الله { إذ قال للإنسان اكفر} فإن من الإنس لشياطين يلقون يالسموم مدسوسة في عسل الحق.
3- الإيمان بعدل الله في الآخرة والخوف من عقابه باتباع الشيطان وحبائله لأن عاقبة ذلك النيران{ فكان عاقبتهما أنهما في النار خالديْن فيها}


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
سبب قبول الرسول صلى الله عليه وسلم عذر حاطب: لأنه فعل ذلك مصانعة لقريش لأجل ما كان له عندهم من الأموال والأولاد ولم يكن من قريش نفسها بل حليفا لعثمان وكان من المهادرين ومن أهل بدر فعلم إيمانه وجهاده وأنه لم يفعل ذلك كفرا بل خوفا على أهله.
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.ب
القيام بدين الله والحرص على تنفيذه على الغير وجهاد من عانده ونابذه بالأبدان والأموال وتعلم كتاب الله وسنة نبيه وتعليمه والحث عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
1- كما يئس الكفار الأحياء من قراباتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم بهم بعد ذلك....ابن عباس وقتادة والضحاك وذكره ابن كثير والسعدي لاعتقادهم عدم البعث وزاد الأشقر.
2- كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير،؛يئس إذا مات وعاين ثوابه واطلع عليه ...ابن مسعود ومجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد واختاره ابن جرير ذكره ابن كثير والسعدي

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
يخبر الله تعالى في هذه الآيات العظيمة الجليلة عن نفسه بأسماء مثلى تصف الكمال الذي لانقص فيه بأي وجه من الوجوه وبالصفات العليا فهو الله المعبود بحق المستحق للألوهية والعبودية على خلقه اجمعين لنا اتصف يه من كمال في الذات وفي الصات {الذي لا إله إلا هو} فلا يستحق أن تصرف العبادات إلا له سبحانه فهو الإله المعبود بحق { عالم الغيب والشهادة} وكيف اعبد غيره وهو ربي الذي لا تخفى عليع خافيه في السماوات والأرض مما نراه ومما لا نراه يعلم الغيب ولا نعلمه فحق علينا تقواه { هو الرحمن الرحيم} فيرانا على سوء أعمالنا وبكنه يرحمنا ويغفر لنا فهو الواسع الرحمة الشاملة للبر والفاجر رحيم المؤمنين وهاديهم إلى صلاحهم في الدنيا والآخرة
{هو الله الذي لا إله إلا هو} تأكيد بعد تقرير لتقر هذه الحقيقة في القلوب وتتطلعىإلى معرفة المزيد عن هذا الإله العظيم فييلبي الله هذه النهمة والشوق إلى معرفته ويسمي نفسه بأسماء لا تزيد المحب له إلا محبة وتعظيما فهو { الملك} المالك لكل شيء المتصرف فيه بما يشاء المدبر لأمور عباده وخلقه { القدوس السلام} وهو الطاهر المنزه عن كل عيب في ذاته أو صفاته أو أفعاله فلا يخاف العبد ظلما ولا رهقا بل يطمئن إلى عدله وكماله تقدسه الملائكة فحق علينا ان نقدسه نحن بنو آدم {المؤمن} وهو الذي أرسل رسله إلى عباده وايدهم بالمعجزات وصدق رسالاتهم وأمن عباده من الظلم والجور {المهيمن } الرقيب علينا وعلى جميع خلقه العالم بأفعالنا شاهد علينا أفلا نحسن العمل { العزيز} الغالب الذي لا يغلبه أحد عزيز الجانب والمنعة فلا يعجزه عقاب من عاند رسله وجحد دينه {الجبار} الذي قهر خلقه بجبروته وعظمته وأصلح حالهم وجبر قلوب المستضعفين فهو جابرالكساسرة ليردعهم جابر المساكين ليعينهم كل بما يصلح حاله { المتكبر } الذي لا يجوز الكبر إلا له فهو كمال في حقه نقص في حق غيره فالعظمة إزاره والكبرياء رداءه {سبحان الله عما يشركون} فحق أن ينزه ربنا العظيم عن كل ما ينسبه إليه المشركون من النقائص والولد والصاحبة بل هو { الله } الذي لا إله غيره المتصف بجميع صفات الكمال {الخالق } الذي قدر كل مخلوقاته قبل خلقها {البارئ} ثم أوجدها على ما قدرها {المصور } بالصورة التي شاءها تبارك الله أحسن الخالقين {له الأسماء الحسنى } فهذه الأسماء التي ذكرت في الآيات ليست هي فقط أسماؤه بل له من الأسماء ما لا يحصيها إلا هو ويجمعها وصف الحسنى أي بلوغ الغاية والمنتهى في الحسن والكمال {يسبح له ما في السماوات والأرض} فاستحق التنزيه والتقديس والتعظيم من كل ما في السماوات والأرض {وهو العزيز} المنتقم ممن لم ينزهه ويعظمه {الحكيم} الذي يضع كل شيء في الموضع المناسب والوقت المناسب فقد يؤخر عقابه لحكمة يراها ويشاءها سبحانه..

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 11:46 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر
1- الشيطان عرف الله و عرف مقامه و أنه الذي يستحق العبادة ,وحده ، فخشي عقابه، و لا زال الإنسان يستجيب لوسوسته و لا زال هناك من لا يعرف الله ، إعلم تسلم .. ( إني أخاف الله رب العالمين ).
2- إذا خفت الله تبرأت من جميع ما يغضبه ، فكن منه خائفاً تكن له طائعاً. ( قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين )
3_ تتبع خطوات الشيطان بوسوسة صحبة سيئة ، فانظر من تصاحب و انشد صحبة تخاف الله رب العالمين تنجو . ( إني أخاف الله رب العالمين )
4- آمن الشيطان لربوبية الله و تجد من يقول أنه لا ربوبي و من ينكر وجود الله بالكلية ، فيالاسفه هذه العقول و من تبعها ، فآمن تأمن.
5_ الصاحب ساحب , يُزين لك المعصية في الدنيا ، فيسحبك لارتكابها ، فيكون سبباً لسحبك للنار في الآخرة ، فادعو اللهم صحبة تسحب للجنة ( فكان عاقبتهما أنهما في النار ).
6_ الكفر يوجب الخلود في النار ، و كذلك الإيمان يوجب الخلود في الجنة ، فإذا أردتها فاعمل لها و اعص شيطانك . (إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ) (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ) .
7- الكفر ظلم للنفس ، اتباع الشيطان ظلم للنفس ، لذا استحق العقوبة ، أسباب النجاة في عصيانه . (وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ).
المجموعة الثانية
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)
1_ من لوازم الإيمان التبرؤ من الكفر و أهله و معاداة أعداء الله و هو من أعظم ما يتقرب به الى الله فينال العبد رضاه ( الدليل مناداة الله المؤمنين بصفة الإيمان في الآيات ).
2- الموالاة سببها بداية المودة ، و نحن أمرنا بالإحسان لهم فقط ، فمن أحبهم والاهم و لا بد ، و هذا مُخرج المؤمن من إيمانه و سبب لضلاله (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ).
3- الكافر عدو لله ، فكيف يوالي المؤمن من عادى الله و رسوله ، ما هكذا شيم المرؤة ، توالي من عادى الله و يعاديك بسبب إيمانك و يريد بك السوء (وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ) .
.4- الكفار كفروا بالحق الذي لا شك فيه ، و من كان هذا فعله فهو فاسد و على ضلال ، فكيف يوالي المسلم الفاسد
.5- الكفار و أن أظهروا المودة فقلوبهم فيها غل و حقد و يتمنون للمسلمين الشر و الموت ظفروا بهم (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)
6- الأجر الذي يترتب على طاعة الله بالتبرؤ من الشرك و أهله ، و معاداة أعداء الله ،و جهادهم ، لهو من أعظم ما يتقرب به العبد لله طالباً رضاه ..
7- هذه الموالة سبباً للضلال {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}؛ لأنَّه سَلَكَ مَسْلَكاً مُخالِفاً للشرْعِ والعَقْلِ والمُروءَةِ.
• يا أيها الذين آمنوا لا تتناول قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ).
8- أن الله غضب عليهم بسبب كفرهم به و بالبعثة فكيف يوالي المسلم من غضب الله عليه و لعنه .
9-انهم لا يتركون معصية الا ارتكبوها فهم لا يعملون الآخرة بل لدنيا و موالاتهم لن تأتي بالخير ، فلن ينصحوا إلا بكل ما هو فاسد و خاصة في الدين .

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف
1- تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم بسبب ما فعله معه كفار قريش و هم قومه .
2- أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالصبرعلى ما يجد من قومه .
3- نهيٌ و تهديد لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن يكونوا كأصحاب موسى عليه السلام فيؤذوا النبي صلى الله عليه و سلم
3_بيان إضلال الله لعباده ليس ظلما لهم و لكن جزاء عملهم.
.
2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف
1- القول الأول : أنها نزلت عندما تمنى جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الجهاد إذ جلسوا للتدارس ، فقالوا فيما بينهم لو أنهم يعلمون أحب الأعمال إلى الله ، فنزلت السورة ، قاله عبد الله بن سلام ( في رواية عن الإمام أحمد ، بن أبي حاتم ، الترمذي )، و قاله كلاً من بن عباس ، زيد بن أسلم ، مقاتل ، قاله و اختاره بن جرير ،ذكر ذلك عنهم بن كثير و اختاره .
و استدل بن كثير بالآية ( ألم ترى ألى الذين قيل لهم كفوا ايديكم و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية و قالوا ربنا لما كتبت علينا القتال ..)
كما ذكر بن كثير الأحاديث الدالة على ذلك و منها
عن عبد اللّه بن سلامٍ قال: تذاكرنا: أيّكم يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيسأله: أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه؟ فلم يقم أحدٌ منّا، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلينا رجلًا فجمعنا فقرأ علينا هذه السّورة، يعني سورة الصّفّ كلّها. رواه الإمام أحمد و روى بن أبي حاتم شبه باختلاف يسير و روى مثله الترمذي و بن كثير بإسناد آخر.

و ذكر بن كثير قول ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} قال: كان ناسٌ من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أنّ اللّه -عزّ وجلّ-دلّنا على أحبّ الأعمال إليه، فنعمل به. فأخبر اللّه نبيّه أنّ أحبّ الأعمال إيمانٌ به لا شكّ فيه، وجهاد أهل معصيته الّذين خالفوا الإيمان ولم يقرّوا به. فلمّا نزل الجهاد كره ذلك أناسٌ من المؤمنين، وشقّ عليهم أمره، فقال اللّه سبحانه: {يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}؟.

2- نزلت في قوم كانوا يقولون قاتلنا و لم يقاتلوا ، قاله قتادة و الضحاك ، ذكر ذلك عنهم بن كثير، و قاله الأشقر و اختاره.
3- نزلت في قومٍ من المنافقين، كانوا يعدون المسلمين النصر، ولا يفون لهم بذلك. ، قاله بن يزيد ذكر ذلك عنه بن كثير
و القول الراجح هو قول الجمهور أنها نزلت عندما تمني أصحاب النبي الجهاد و قاله و اختاره بن جرير و بن كثير
3. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.
سورة الصف سورة حملت بين آياتها معاني عظيمة ، عتاب و تسلية و حث و توجيه و ترغيب
تدرج هو من حكمة الله تعالى أن يهيأ قلوبهم لمحبة طاعته و محبة الجهاد ، عاتبهم بأن أظهر لهم بغضه للأمر عامة ، أن يقول الإنسان ما لا يفعل ، و بين لهم أن من كان قبلهم و فعل فعلهم كان من الظالمين فنفرهم من التولي عن إطاعة أمره و سلى نبيه بأن حاله هو حال الأنبياء من قبله فعليه الصبر ، ثم جاءت هذه الآيات لترغبهم فيما كانت نفوسهم تنفر منه و بين لهم رحمة منه فضله و وصفه بالتجارة ( هل أدلكم على تجارة ) هل أرشدكم إلى ما فيه ربحكم، وصفه لأعمال يحبها بالتجارة ، مما يقرب الأمر للنفوس فهناك تجارة للدنيا فيها الربح و فيها الخسارة و تجارة الآخرة فيها الربح و فيها الخسارة و تجارة الآخرة نجاة ( تجارة تنجيكم ) نجاة في الدنيا ( لنحيينه حياة طيبة ) هذا في الدنيا ، نجاة من قيض العيش و نكده و في الآخرة نجاة من النار و عذابها ، هذا من اشترى الآخرة و عمل لها بعملها ، و بين الله عملها فقال ( تؤمنون بالله و رسوله ) تؤمنون ، قلوبكم صدقت و آمنت و تسير في طريق الإيمان ثابتة ، بالله و رسوله و هذا له لوازمه ، طاعة الله و طاعة رسوله و من أوامره التي هي أعلى سنام الإسلام ،الجهاد في سبيل الله ، لذا ذكره هنا الله فقال ،( و تجاهدون في سبيل الله بأموالهم و أنفسكم ) تبذلون الغالي و الرخيص ، قدم المال على النفس لأنه أيسر في البذل ، و متى قاوموا شح أنفسهم قدموا أنفسهم في سبيل الله ، لأجل نصرة دينه و رفع رايته، و هذه الأعمال خير يعود عليكم أثره في الدنيا و الآخرة ، خير مما يعود عليكم من تجارة الدنيا ، خير من تضيعكم لأخراكم بدنياكم ، و لا يستجيب إلا من علم ، فمن علم حقيقة الإيمان و ما يلزمه و علم معنى الاسلام لاستسلم لأوامر الله ، من علم فضل الجهاد ما تولى عنه و أعرض و خشي أعداء الله ، و ليعلي الله من همتهم و يُعظم الأجر الآخري ، بداء به تنبيهاً أنه الأولى بالطلب ،( يغفر لكم ذنوبكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار و مساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم )
يستر ذنوبكم عن غيركم و يعفو عنكم و منها ما قام منكم من الخوف من الجهاد و فتال الأعداء و كل الصغائر و الكبائر بالتوبة تجب ما قبلها ، و متى كان ذلك رزقهم الجنة و نعيمها ، بساتين كثيفة كثيرة تحري من تحتها و من تحت القصور و لهم مساكن وصفها بالطيبة و هذا من ابلغ الوصف فماذا يريد الإنسان لينعم غير مساكن يملؤها السكينة و هنأة العيش، في نعيم مقيم لا ينتهي و هذا الأجر و الثواب هو الفوز العظيم الذي لا يقابله فوز ، من فاز به هو من يقال له ربح البيع .
و لمزيد ترغيب من الله لهم ، ذكر ما يعود عليهم من الخير في الدنيا لأنه هو الحكيم العليم يعلم ضعف النفوس و يعلم حبها لعاجل البشرى (و أخرى تحبونها نصر من الله و فتح مبين )
يعلم أنهم ينظرون إلى ما بعد القتال ، يريدون شيئا محسوسا ، و هذا مما يدفع النفس على الصبر و انتظار أمر الله ، وعد من الله حق ، نصر من الله ، ليس بقوتكم ، ليس بعددكم و عدادكم ، بل هو فضل من الله عليكم ، استحقاقه بما قام في قلوبكم من إيمان و با ستسلامكم لأمره بالجهاد ( و فتح مبين ( بشرى لهم بفتح مكة و فتح قلوب الناس ، فتح يراه القاصي و الداني ، ترفع به راية الإسلام عاليا و قد كان و فتحت مكة بفضل الله .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 11:59 AM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

المجلس الثامن : مجلس مذاكرة القسم الثاني من جزء قد سمع
مجلس مذاكرة تفسير سور : الحشر [من آية 11 حتى نهايتها] ، والممتحنة ، والصف.

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية ، وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى : { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17) } [الحشر].

1 - الحذر من الكفر ومن يأمر به ؛ فان عاقبته النَّار وبئس المصير ، قال تعالي : { فكان عاقبتهما أنهما في النَّار }.
2 - الحذر من تزيين الشيطان وتزيينه للكفر والمعاصي ، قال تعالي : { إذ قال للانسانِ اكفر }.
3 - الخوف من الله رب العالمين ، والعمل بهذا الخوف وعدم الكفر به ، حيث أن الشيطان يخاف الله ولكن لم يعمل بهذا الخوف ، بل كان يأمر بالكفرِ به عز وجل ؛ قال تعالي : { فلما كفر قال إنِّي برئ منك إنِّي أخاف الله رب العالمين }.
4 - براءة أهل الكفر والمعاصي بعضهم من بعض ، في الدنيا والآخرة ، فَما الفائدة من اتباعهم الا الشقاء وعذاب الله عز وجَلَّ ، وأنهم لن يغنوا عنك شئ ، بل سيتبرئون منك ، قال تعالي : { فلما كفر قال اني برئ منك }.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية : ( المجموعة الثالثة )
1. بيّن ما يلي :
أ: سبب نزول قوله : { لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين } الآية.

سبب نزول الآية ما رواه الإمام أَحْمد والشيخان ، من حديث أسماء بنت أبي بكرٍ رضي اللّه عنهما ؛ قالت : قدمت أمّي وهي مشركةٌ في عهد قريشٍ إذ عاهدوا ، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت : يا رسول اللّه ، إنّ أمّي قدمت وهي راغبةٌ ، أفأصلها ؟ قال : " نعم ، صلي أمّك ".
وَما رواه الإمام أَحْمد وابن جرير وابن أبي حَاتِم من حديث عبد اللّه بن الزّبير ؛ قال : قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا ؛ صناب وأقطٌ وسمنٌ ، وهي مشركةٌ ، فأبت أسماء أنْ تقبل هديتها تدخلها بيتها ، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ : { لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين } إلى آخر الآية ، فأمرها أن تقبل هديّتها ، وأن تدخلها بيتها.
وفي روايةٍ لأحمد وابن جريرٍ : قتيلة بنت عبد العزّى بن [عبد] أسعد ، من بني مالك بن حسلٍ.
وزاد ابن أبي حاتمٍ : في المدّة الّتي كانت بين قريشٍ ، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وَأما ما أخرجه البزار من أن قتيلة هي أم عائشة وأسماء رضي الله عنهما ؛ فقد أنكره ابن كثير رحمه الله ؛ لأنّ أمّ عائشة هي أمّ رومان ، وكانت مسلمةً مهاجرةً ، وأمّ أسماء غيرها ، كما هو مصرّحٌ باسمها في هذه الأحاديث المتقدّمة.

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
من أبرز صفات المنافقين ما أخبرنا به جل وعلا عن المنافقين ؛ كعبد اللّه بن أبيٍّ وأضرابه ، من نصرة أهل الْكِتابَ والمشركين ، فإنهم قد بعثوا إلى يهود بني النّضير يعدونهم النّصر من أنفسهم ، فقال تعالى : { ألم تر إلى الّذين نافقوا يقولون لإخوانهم الّذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحدًا أبدًا وإن قوتلتم لننصرنّكم } ، قال اللّه تعالى : { واللّه يشهد إنّهم لكاذبون } ، وأخبرنا جل وعلا أيضاً بصفةٍ أخري غالبة عليهم ، وهي : الكذب فيما يوعدون.

2. حرر القول في :
المراد بـ { الذين من قبلهم } ، في قوله تعالى : { كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ }.

{ كمثل الّذين من قبلهم } ؛ للسلف رحمهم الله في المراد بـ { الذين من قبلهم } في الآية ؛ قولان :
1 - قيل : يعني كمثل ما أصاب كفّار قريشٍ يوم بدرٍ. كما قال مجاهدٌ ، والسّدّيّ ، ومقاتل بن حيّان.
2 - وقيل : يعني : يهود بني قينقاع. كما قال ابن عبّاسٍ ، وقتادة ، ومحمد ابن إسحاق ، ورجحه ابن كثير رحمه الله ؛ فقَالَ : وهذا القول أشبه بالصّواب ، فإنّ يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا. اهـ.

3. فسّر قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ } يُبين لنا ربنا جل وعلا ويوضح أنَّ من أشد أنواع الظلم ؛ الذين يكذبون عَلَيْه جل وعلا ، فيختلقون الكذب عَلَيْه بجعل الأنداد والشركاء من دونه ، ويختلقون الكذب علي دينه ونبيه صلي الله عَلَيْه وسلم والمسلمين ، وأنه جل وعلا لا يوفقهم الي ما فيه رشدهم وسدادهم { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.
{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ } ؛ وهؤلاء المكذبون يريدون أن يطفئوا نور الله بكذبهم هذا وافتراءهم ، ولا يعلمون أن : { وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } ؛ فالله مكمل نوره على رغم أنوفهم ؛ بإظهارِ دينه في مشارق الأرض ومغاربها وإعلاء كلمته ، ولو كَرِهَ الكافرونَ وبَذَلُوا بسببِ كَراهَتِه كلَّ مَا قَدَرُوا عليهِ مِمَّا يَتَوَصَّلُونَ به إلى إطفاءِ نورِ اللَّهِ ؛ فإِنَّهم مَغلوبونَ.
ثم يخبرنا تعالي بسببَ الظهورِ والانتصارِ للدِّينِ الإسلاميِّ ، الْحِسِّيِّ والمَعْنويِّ ؛ فيقول جل وعلا : { هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون } ؛ فهو جل وعلا الذي بعث رسوله محمدًا صلّى الله عليه وسلّم بدين الإسلام ، الذي يحتوي علي العِلْمِ النَّافعُ والعمل الصالح ، وذلك { ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون } ؛ أي : ليُعْلِيه على جميع الأديان بالحجة والبرهان ، على رغمِ أنوف المشركين ، الذين يكرهون أن يُمَكَّن له في الأرض.
وإظهار الدين يتضمن أمرين :
الأول : إظهار نفْسُ الدِّينِ ، فهذا الوَصْفُ مُلازِمٌ له في كلِّ وقْتٍ ، فلا يُمْكِنُ أنْ يُغالِبَه مُغالِبٌ أو يُخاصِمَه مُخاصِمٌ إلاَّ فَلَجَه وبَلَسَه وصارَ له الظُّهورُ والقَهْرُ.
الثاني : إظهار المنتسيبين إليه ، إذا قَامُوا بهِ ، واستَنَارُوا بنُورِه ، واهْتَدَوْا بهَدْيِهِ في مَصالِحِ دِينِهم ودُنياهُم ، فكذلكَ لا يَقُومُ لهم أحَدٌ ، ولا بُدَّ أنْ يَظْهَرُوا على أهْلِ الأديانِ ، وإذا ضَيَّعُوا واكْتَفَوْا منه بِمُجَرَّدِ الانتسابِ إليهِ لم يَنْفَعْهم ذلكَ ، وصارَ إهمالُهم له سَبَبَ تَسليطِ الأعداءِ عليهم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1442هـ/3-10-2020م, 11:48 PM
براء القوقا براء القوقا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 120
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)
فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17))

1. الحذر من اتباع خطوات الشيطان وعدم الاغترار بالتسويل والتزيين فإنه الله قد سماه عدو والعدو لايطاع." كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر"

2. الاستعاذة بالله من شر الشيطان وشركه في كل حال."كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر"

3. التفقه في مداخل الشيطان وتلبيس إبليس أي معرفة شروره للحذر من الوقوع في كمائنه "كمثل الشيطان..."


المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

لأنه لم يفعل ذلك ارتدادا عن دينه ولابغضا لمحمد صلى الله عليه وسلم، إنما ليكون هذا الأمر يد له عند قريش يحمون به أهله في مكة.

ولأنه ممن شهد بدرا ونصر الإسلام في وقت حرج
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "إنّه قد شهد بدرًا، ما يدريك لعلّ اللّه اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى:*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرته بالقول والفعل، وذلك بأن يدافع عن دين الله ويجاهد من أجل أن يقيمه في نفسه ومن حوله، ويبذل في سبيل ذلك النفس والمال والولد.

وأيضا بنصرة دينه بإظهار الحق ودفع الحجج والشبهات عنه، والدعوة إليه وتعليمه.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

*فيه قولان* :

🔹 القول الأول: كما يئس الكفّار الأحياء من بعث من في القبور ( قاله ابن كثير ورواه عن ابن عباس و الضحاك والحسن البصري وقاله السعدي والأشقر)


🔹القول الثاني: كما يئس الأموات من الكفار من حصول الثواب والأجر لهم.( ذكره ابن كثير عن مجاهد، وعكرمة، ومقاتل، وابن زيدٍ، والكلبي،وقاله السعدي) وهو اختيار ابن جرير.


3.*فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
يثني سبحانه وتعالى على نفسه بذكر جميل صفاته وعظيم أسمائه فهو الإله المعبود بغاية الحب مع غاية الذل، فأثبت سبحانه الألوهية له وحده، ونفاه عن غيره فلا مألوه ولامعبود بحق إلا هو، فكل إله غير باطل لايملك لنفسه -فضلا عن غيره- نفعا ولاضرا..

ثم وصف سبحانه سعة علمه، فقد أحاط علمه كل ماشوهد وماغاب عن المحسوسات، يعلم السر وماأخفى، وماكان وما لم يكن. وهو الرحمن الرحيم الذي رحم عباده فخلقهم ورزقهم وهيأ لهم ماتستقيم به شؤون حياتهم، فما من نعمة إلا وهي من أثر رحمته سبحانه.


( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)
ثم أكد سبحانه استحقاقه الألوهية وحده فهو:

الْمَلِكُ : المالك المتصرف بمخلوقاته لايخرجون عن أمره.

الْقُدُّوس السَّلَام: أي الطاهر من كل عيب، المنزه السالم من كل نقص.
ُ الْمُؤْمِن: وهو سبحانه المصدق رسله بالمعجزات والبينات، وهو الذي يصدق عباده المؤمنين ما وعدهم.
ُ الْمُهَيْمِنُ: وهو الشاهد على عباده الرقيب على أعمالهم.
الْعَزِيزُ: صاحب العزة الذي لايغالب ولايمانع ولايقهر.
الْجَبَّارُ: وهو عظيم الجبر لعباده يجبر كسيرهم ويطعم فقيرهم، وهو أيضا جبار لاتطاق سطوته.

الْمُتَكَبِّرُ :صاحب الكبرياء والعظمة ، المتكبر عن كل نقص وعيب.

سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون: فتقدس وتنزه سبحانه من له هذه الصفات ان يكون له شريك معه في الخلق والملك.

هُوَ اللَّهُ الْخَالِق ُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ: وهو المقدر للأشياء، يبرأها وينفذها ويصورها على الصفة التي يريد ويشاء سبحانه.

لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى: صاحب الأسماء البالغة الحسن والجمال الكاملة من كل الوجوه.

يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض: ومن كماله سبحانه افتقار كل المخلوقين له فالكون كله في تسبيح وتنزيه دائم له.
ِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)
كيف لا وهو العزيز الذي لا يغالب والحكيم الذي لايقدر قدرا ولايشرع شرعا إلا عن حكمة بالغة.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 صفر 1442هـ/4-10-2020م, 03:03 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ المجموعة الرابعة ⚪

🔸سؤال عام 🔸
‎استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
‎(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر


🔶 الفوائد 🔶

📝. في كتاب الله تعالى صورة كاملة واضحة المعالم ، فيها تفصيل وتبيين لهوية عدونا اللدود الأول

الشيطان ، من يكون ؟ وماهي إمكاناته ومدى عداوته وامتداد سطوته وقوة اختراقه للقلوب

والنفوس ، ( أعرف عدوك )هذا أول الطريق لهزيمته وقهره وجهاده ، لم نُترك سدى لنواجه هذا العدو المتربص الحقود

ولكن ضعفت علاقتنا بكتاب بربنا وأصابها الخلل والقصور فلم نعي رسائل القرآن ، تنعته لنا وتصفه وتبصرنا

ضعفه وقلة حيلته فهو مخلوق ضعيف مربوب لرب عظيم قادر { إني أخاف الله رب العالمين } يتولى أوليائه المتقين

المجاهدين لعدوهم بسلاح الإيمان واليقين بموعود رب العالمين.


📝 صح عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قوله في الشيطان : الحمد لله الذي رد كيده إلي الوسوسة

{ كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر }

فَلَو أننا في هذه المعركة التى لا تنتهي معه استوعبنا هذا التقرير النبوي وتعاملنا مع وساوسه في

مهدها وأول ظهورها بمدافعتها بما تعبدنا لله به من استعاذة وأذكار ومعوذات و تتبعنا معاني هذه التعاويذ

العظيمة الشديدة وآمنّا بما وضع الله فيها من حفظه ومنعته وقوة عزته سبحانه ، لكان حالنا مع الشيطان حال أخر


📝 في الصلاة بالذات هناك الكثير من الضبابية وعدم وضوح للرؤية عندنا في عمل الشيطان وماهية وطبيعة صرفه

لنا عن عقل ما نقول فيها واستحضار دواعي الخشوع وحضور القلب، لقد تتبعت هذا في العديد من الكتب

التى تناولت موضوع الخشوع في الصلاة ، بداية من التفاسير ، وشروح الأحاديث الصحيحة التى لها تعلق

بهذا المعنى ، فكانت الحاصلة : أننا دخلنا الصلاة ونحن مهزومون ابتداء ،فقد القينا سلاحنا قبل

الشروع فيها ، وذلك لمفاهيم ومورثات ، ورثنها جيلاً بعد جيل ، من هذه القديمات الخاطئات :

أن الصلاة الخاشعة حكرٌ على الصالحين المقربين ، وأن تلاعب الشيطان أمر مسلمٌ به لا كفاك عنه

بل وتروى في ذلك أحاديث موضوعة تتلقاها الأجيال بالقبول والتصحيح ، في حين لا تتدبر الأجيال المسلمة
خ
المتعاقبة ، قوله سبحانه : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خَاشِعُون }


1 - بين ما يلي :

🔷 أهمية محاسبة النفس ، وعاقبة من غفل عنها

لعل أكثر ما كان يميز الصحابة رضي الله عنهم ، وهم خير من وطئ الثرى بعد الإنبياء ، أنهم كانوا يعيشون

في الدنيا وهم يتراءون الآخرة في ليلهم ونهارهم ، فلا يكاد يغيب عنهم تذكرها وعلاماتها وبداياتها من زمن النزع

والحشرجة وحتى القيام للبعث والنشور ، حتى آحلامهم ورؤاهم كانت كثيراً ما تدور حول الآخرة وجنتها الخالدة

ومنازل المؤمنين فيها ومراقي المحسنين وجوار نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم ، فأورثهم هذا الحضور القوي

لحقيقة الآخرة في قلوبهم ، مراقبة الله في السر والعلن ومن ثَم محاسبة النفس فلا يحاسب نفسه الإ من علم

أن الله كان عليه رقيباً حسيباً ، وقد سطر لنا التاريخ صوراً عجيبةً من هذه المحاسبة للنفس ، من مقدمهم وأولهم

الصدّيق أبو بكر وهو يُخرج لسانه ويمسكه ويقول : هذا أوردني الموارد ، والفاروق عمر وتلك السيرة العطرة

التي ماكانت لتكون لولا أن بين جنبتي صدره رضي الله عنه قلباً متيقضاً ونفساً محاسبة

فلابد لنا من وقت نحاسب فيه أنفسنا ونخلوا بها ونلومها ، ولايزال المؤمن يحاسب نفسه ويقرّعها ويلزمها

أن افعلي كذا ولا تفعلي كذا ولما تفعلي كذا ، حتى تعتاد المحاسبة وتُسرع بالرجوع والفيئة ، وتؤخر هوى النفس

وشهواتها وهذا هو *واعظ الله *في قلب كل مؤمن

وعلى ضده من أرخى لنفسه العنان وتركها تصول وتجول بلا رقيب منها ولا حسيب ، فتعتاد هذه الغفلات

وتتماهى في الزلات ، ويصعب عليها حينها العودة والأوبة لأنها لم تفطم الإعلى كِبر ، بل هي في كل وادٍ لها

مرتعٌ خصيب ترعاه ولا تتجافه ، ولربمازُين لصاحب هذه النفس السارحة ماهو فيه من ترك المحاسبة وتتابع الغفلة

حتى رأى عيوب نفسه ونقصانها جمالاً وكمالاً ( نعوذ بالله من الخذلان )


🔶 عظمة القرآن


وصف الله كتابه بأنه العظيم فقال عز من قائل : { ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم } الحجر87
فكيف بكلام وصفه الاله العظيم بأنه عظيم ،فهو علىٌ كريم ، فمن عظمته علوه على كل الكتب المنزلة قبله
فهو مصدق لها مهيمنٌ عليها ، نزل به أكرم الملائكة وأعظمهم قدراً جِبْرِيل الأمين ، معجزٌ ، لا ينقضي إعجازه بل له في كل أمة وجيل ، عطاء يتجدد ، و منح تتعدد
أعطى الجيل الاول والقوم الذي أنزل عليهم ، إيماناً أرسخ من الجبال الراسيات ، أقاموا به خلافة
التوحيد وفتحوا به القلوب والأمصار ، و فتح َ بعظيم هداياته وكريم بيانه العقول والفهوم ، فصارت أمة العرب
في قرون التابعين والسلف الصالحين ، أمة العلم والتمدن والحضارة و التجربة العلمية
زكى قلوبهم وهذب نفوسهم وقوُم بجميل تربيته الفريدة الفذة سلوكهم وأخلاقهم ، فدخلت أمم الارض في
دين الحق والهدى لما رأوْا من أثره العجيب فيهم ،
يتنزل على القلوب فتخشع بعد القسوة وتلين بعد الجفوة ، ويسمعه القريب والبعيد فتأخذه الرهبة
له تأثير ليس لكلام غيره مثله أثراً وذكرى ، ألم يقل سبحانه في محكم تنزيله :

{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله }
لعظيم مواعظه وشديد زواجره ، ومخاطبته للنفوس من منافدها القريبة ، يخاطب وجدانها ، ويحدث عقولها
ببيان عالٍ يتجلى الجمال والكمال في تناسب ألفاظه وتناسق آياته ودلالة السياق على المقصود دلالة لا مزيد
عليها بل هي تعطي المعنى حقه حتى تفيه وفاءً مبهراً مبدعاً
وما ذاك إلا لعظمته ، بياناً ، وهدايةً ومعنىً وعطاءً غير ممنون ، فسبحان ربي العظيم الذي أنزله.



2 - حرّر القول في معنى الفتنة في قوله تعالى. :

{ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا }

🔷 أورد *ابن كثير * في معنى الفتنة عن جمع من السلف ، عن ابن عباس و مجاهد والضحاك وقتادة

وابن جرير ، أن المراد بالفتنة : أي لا تسلطهم علينا بذنوبنا فيعذبوننا ويتغلبون علينا ويمنعوننا من بعض

شعائر الإيمان والدين ثم لا يزدادوا بتغلبهم وتسلطهم علينا الإ فتنةً وطغياناً وبعداً عن الحق ، يقولون

لوكانوا على الهدى والحق ما غلبناهم وقهرناهم

هذا حاصل كلامهم ،. كما ذكره *ابن كثير * وهو موافق لما ذكره *السعدي* و *الأشقر *


3 - فسر قوله تعالى :


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.


🔶 التفسير 🔶


🔸مامن تغيير يُحدثه الآدامي في حياته يُماثل تغييره لمعتقده وإيمانه الذي يُوقِن به

🔸أن ينتقل من الكفر إلى الإيمان ومن التيه إلى النجاة

🔸أن يتخذ هذا القرار المصيري في قوة وجزم ويتحمل تبعات هذا الخيار وما يمليه عليه

من واجبات وما يُلزمه من عهود وموايثق ، كما أعطاه الايمان اليقين والقرار وسكون النفس

وما أحقه من حقوق له بموجب هذا الإيمان ، فهاهي المرأة في زمن النبوة الأول تهاجر مختارة

وتواجه صنوفاً من الصعوبات في هجرتها هذه ، بدايةً من مورث الجاهلية ونظرته الدونية للأنثى

وأنها مخلوق تبعٌ للرجل ، ومن عداء مجتمعي لهذا الدين الحق ودفاعه باستماتة على

عقيدة قدسها الأبناء واعتقدوها تأسياً بالآباء والأجداد { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على

آثارهم مقتدون } ، ثم ضعف الأنوثة وقلة درايتها ومفاوز السفر وخوف الواشي ، وما يكتنف

الرحلة من مجهول وغيب ، * ولكنه الإيمان متى خالطت بشاشته القلوب * يُهون الصعاب ويُقرب

البعيد ، وفي ارض الإيمان وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم تصل إلى المحطة الإخيرة :

{ يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنان مهاجرات فامتحنوهن } بشهادة : لا إله إلا الله وأن

محمداً رسول الله وأن يحلفن أنهن خرجن راغبات طائعات لله ورسوله ، غير متبرماتٍ من

حياةٍ يتركنها ، أو عشير سئمن العيش معه فهن يتحججن بالإسلام للفرار منه

{ فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هنّ حل لهم ولا هم يحلون لهن }

فإن بلغ علمكم فيهن وهو الظن الغالب، أنهن صادقات، بالقسم وظهور القرآئن ، فهذا هو منتهى

علمكم فيهن لأن : { الله أعلم بإيمانهن } فليس لنا الإ ظواهر الخلق وما يُبدون والله أعلم بالسرائر

وما يُخفون ولم نكلف مالا يسعنا علمه ولم يُؤمر الأنبياء فضلاً عن من هو دونهم أن يُفٓتش عما

في الضمائر، والخبايا ، ولو كان العيش بما يُظن ويُحقَق لما استقام عيش الناس ولما تساكنوا

وتخالطوا ، وتصاهروا وتعارفوا وآنس بعضهم بعضاً

ولما اختارت هذه المؤمنة حياة الإيمان حُرِمَت على الكافر المشرك أن تكون له حليلة وزوج ، لأنها في

سبيل المهتدين وهو في حزب المحادّين المشاقين لله ورسوله ، فالإيمان هو من يضع لأهله كيف

تكون حياتهم وأخذهم وردهم وعطائهم وقبضهم ، من يوالون وممن يتبرءون ، ولوكان زوجاً حميماً

طالت عشرته ، فلا تبقى مع مسلمة بعد إسلامها في عصمة كافر ، ولا يُبقِي مسلمٌ كافرةً في

عصمته وكنفه ، على أن لا نتجاوز العدل والقسط الذي قامت عليه السموات والأرض ، فيُعطى

الكافر المشاق ، الذي هاجرت زوجه وفارقته بالإسلام ما كان أمهرها وأصدقها ، ويُعطى المسلم

الذي أبت زوجه الإ أن تبقى على موروث الآباء الأشقياء ، يُعوض ما أنفق عليها مما استحل به

نكاحها ، فإن أبى عليه أوليائها ذلك ، ومنعوه حقه الفائت أُعطي من مال الفي أ والغنيمة :

{ وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر

وأسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ،ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم } فلا نكاح الا

بمهر وصداق ، حقٌ للمرأة محفوظ ، فإذا هاجرت وفارقت الكافر ورغب المسلم في التزوج بها ، فله

ذلك متى رغبت على أن يُصدقها مهرها ، تلك أحكام الله وشرائعه تتنزل على أناس كانوا في جاهليةٍ

وبعدٍ عن العدل ، لا يضيع فيها حق الآدامي كلٌ بحسب مكانه وموقعه وملابساتٍ وأحداثٍ تغشاه

وتنزل به ، فمن حكمته سبحانه أن المسلمة المهاجرة من مكة إلى المدينة لا تُرد إلى وليها بخلاف

المهاجر الرجل الذي نصت معاهدة الحديبية على رده عهداً وميثاقاً ، لما في ردها من كبير ضُر يلحقها

في دينها ولضعفها ومخافة فتنتها ، وأن لا تزوج مسلمة بكافر حكماً قاراً يسري على كل مسلمةٍ

حتى يوم الدين فإن أصل القوامة في الزواج للرجل والمرأة تحته تبعٌ له ، وما أقدر الرجل أن يُنشأ

أبنائه على دينه ، أو أن يستهين بدينها ويسخر منه ، وقصص التاريخ فيها من هذا ما يصلح مثالاً
اً
وثانياً وثالثاً ( نسأل الله الثبات ) فشرع الله ودينه أقوم حكماً وأهدى سبيلاً ،

{ واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون } اتقوه عند الرغبة وحصول ما يناسب مقصود النفس ويوافق

حاجاتها ، حمداً وشكراً بالطاعة والإنقياد ، واتقوه( سبحانه) ، عند المكروهات ومالا للنفس

حظ فيه ، بالسمع والطاعة ، أو الكف والتخلي إن كان الحكم كذلك ، فهذه علامة إيمانكم وصدق

تعبدكم لربكم ، { الذي أنتم به مؤمنون } تذكير يلامس شغاف قلوب سكنها الإيمان بربها

وملأ اليقين بأن هذه الدنيا دار أختبار يتلوه اختبار قرارة وجدانها ، فهاجرت وانقادت

وجاهدت ، وحريٌ بها أن تنقاد وتُسلَم لهذا الرب الحكيم العليم .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 صفر 1442هـ/5-10-2020م, 01:39 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.


أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.

المجموعة الأولى:

ج2: معنى قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولّوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}.
قد تناول المفسّرون في تفسير هذه الآية عدّة مسائل مترابطة، لابد من تحديدها وفهمها حتى يمكننا الخروج بما قصد إليه كل مفسّر في تفسير الآية.
فأولها: المراد بالقوم الذين غضب الله عليهم.

الكفار الذين نهى الله المؤمنين عن موالاتهم هم من وصفهم بقوم غضب الله عليهم على اختلاف بين المفسّرين في تعيينهم بين قائل بأنهم جميع طوائف الكفار وبين من قال هم اليهود خاصّة.
وثانيها: معنى يأسهم من الآخرة.

أي من ثوابها ونعيمها،وهناك معنى آخر في الآية ذكره السعدي والأشقر، وهو أن اليأس من الآخرة معناه عدم اعتقاد وقوعها.
وثالثها: معنى يأس الكفار من أصحاب القبور.
-القول الأول:أن المراد أن هؤلاء الكفار قد حرموا من خير الآخرة ويئسوا من ثوابها ونعيمها في حكم الله فليس لهم منها نصيب، كما يئس الكفار الذين هم في القبور حين أفضوا إلى الدار الآخرة وشاهدوا حقيقة الأمر وعلموا علم اليقين أنهم لا نصيب لهم منها.
- القول الثاني:أن المراد أن هؤلاء الكفار قد أنكروا الآخرة فلا يوقنون بها البتة بسبب كفرهم فقد يئسوا منها كيأسِ الكفار الأحياء من الأموات أن يرجعوا إليهم فيجتمعوا بهم أو يبعثهم الله عز وجل، فهم لا يعتقدون بعثاً ولا نشوراً.
وبعد ضبط هذه المسائل يمكننا في النهاية حصر كلام المفسّرين الثلاثة في تفسير الآية.
والهدف من هذا العرض أن نسير بهدوء وتدرّج في فهم كلام المفسّرين في الآية من خلال ضبط جميع مسائلها.



1: إيمان جلال.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ج2: اقتصر ابن كثير في معنى يأسهم من الآخرة على أنه يأس من ثوابها ونعيمها ولم يذكر إنكارهم لوقوعها صراحة وإن كان محتملا بحسب القوم المغضوب عليهم، فاليهود والنصارى غير منكرين للآخرة وإن كانوا آيسون منها لكفرهم.

2: رفعة القحطاني.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ج2: اقتصرت على تفسير شطر الآية الأخير دون بقية المسائل.


3: هنادي الفحماوي.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ج2: اقتصرت على تفسير شطر الآية الأخير دون بقية المسائل.


4: براء القوقا.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ج2: تحتاج إجابتك لمزيد من التوضيح.
ج2: اقتصرت على تفسير شطر الآية الأخير دون بقية المسائل.

المجموعة الثانية:
1: فروخ الأكبروف.أ+

أحسنت بارك الله فيك.

2: رولا بدوي:أ+
أحسنت بارك الله فيك.

المجموعة الثالثة
1: محمد أحمد صخر.ب+
أحسنت بارك الله فيك.
ج1ب:كما أن صداقتهم ونصرتهم صداقة وهمية تتكشف عند الشدائد.
ومن الصفات المشتركة بينهم وبين اليهود الجبن والضعف والهلع؛ لدرجة أنهم لا يقوون على قتال المسلمين مواجهة إلا حالة كونهم مجتمعين ومحصنين بالحصون المنيعة.
وشدة العداوة والفرقة بينهم، حتى مع كونهم مجتمعين في الظاهر.

ج3: اجتهد وفقك الله في التفسير بأسلوبك.



المجموعة الرابعة:
1: سعاد مختار.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ج2،2"الفتنة" مصدر، قد تأتي بمعنى الفاعل وبمعنى المفعول، وعليه ينحصر معنى الآية في قولين -بحسب ما ذكره المفسّرون الثلاثة- :
الأول: أن تكون "فتنة" بمعنى "مفتونين"، ومعنى الآية: ربنا لا تسلّط علينا الكفار فيفتنونا عن ديننا ويمنعونا من إقامة شعائره، وهذا معنى قول ابن عباس الذي ذكره عنه ابن كثير، وذكره السعدي.
الثاني: أن تكون "فتنة" بمعنى "فاتنين" والمعنى: ربنا لا تسلّط علينا الكفار ولا تسلّط علينا عذابا من عندك فنكون بذلك فاتنين للذين كفروا، فإنهم لما يرون ما حلّ بنا من العذاب والهزيمة يقولون لو كان هؤلاء على الحقّ ما أصابهم هذا، فيصدّهم ذلك عن الإسلام ويغترّوا بما هم عليه من الباطل ويظنّون أنه الحقّ وربما جرّأهم ذلك على المؤمنين، وهذا حاصل قول مجاهد والضحّاك وقتادة الذي نقله عنهم ابن كثير، وأشار إليه السعدي والأشقر.
ولعل القول الأول أنسب للسياق لأن المقام مقام دعاء للمؤمنين.

رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 صفر 1442هـ/5-10-2020م, 07:44 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعنون بقية المسائل ذكر الاختلاف ف المراد بالكفار ؟
أم شيء آخر؟
جزاكم الله خيرا.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 ربيع الأول 1442هـ/29-10-2020م, 06:11 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

عامّ لجميع الطلاب
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1. يوم القيامة لن نجد من نلقي عليه اللوم على كفرنا، حتى الشيطان الذي زين لنا العمل حتى وقعنا في الشرك، سيتبرأ منا. فاللوم كل اللوم على من أطاعه ((كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ))
2. إن قابلت في الحياة شخص يحثك على عمل الشر ويدّعي أنه مناصرك، تذكر الآية ((كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ)).
3. عاقبة الداعي للشرك والمدعو الذي أطاعه نار جهنم خالدين فيها ((فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)).

المجموعة الأولى:
.1بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه صدقهم بقوله وأن فعله ليس ارتداداً عن الدين ولا كفرا، والسبب الرئيسي أن حاطب من المهاجرين الذين شهدوا معركة بدر، وقد قال الله تعالى لأهل بدر أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
أن يكونوا أنصار الله تعالى في جميع أحوالهم بأقوالهم وأفعالهم وذلك باتباع أوامر الله تعالى ورسوله واجتناب نواهيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
فيها قولان:
القول الأول: كما يئس الكفار الأحياء من الذين في القبور أن يجتمعوا بهم لعدم إيمانهم بالبعث والنشر. قال به ابن عباس والحسن البصري وقتادة رواه ابن جرير، ذكرهم ابن كثير. وقال به الأشقر.
القول الثاني: كما يئس الكفار الذين في القبور من كل خير، قال به الأعمش عن ابن مسعود وقال به مجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور وقد اختاره ابن جرير. ذكرهم ابن كثير.

3. فسّر قوله تعالى:
{
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
- هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
هو الله المألوه المعبود لا إله إلا هو وحده فلا إله للوجود سواه -سبحانه-.
- عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
يعلم كل ما غاب عن إحساسنا وما شهده بصرنا فلا يخفى عليه شيء
- هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
هو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء
-هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
كرره للتأكيد والتقرير
-الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
الملك: المالك لكل شيء في السموات والأرض، المتصرف فيها بقدرته وعلمه سبحانه.
القدوس: المُقدس الطّاهر تقدسه الملائكة الكرام.
-السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ
السلام: السالم من جميع العيوب والنقائض بكماله -سبحانه- في ذاته وصفاته وأفعاله.
المؤمن: أمن خلقه من أن يظلمهم وصدق عباده المؤمنين في إيمانهم به -سبحانه-.
- الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ
المهيمن: الشهيد على خلقه بأعمالهم رقيب عليهم.
العزيز: قد عز كل شيء فقهره، لا يغالب ولا يمانع.
-الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
لا يليق الجبرية -خضوع كل شيء له- إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته.
- سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
تنزيه عام عن كل ما وصفه به المشركين والمعاندين.
- هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
الخالق: المقدر للأشياء على مقتضى إرادته ، البارئ: المنشئ الموجد، المصور: ينفذ ما يريد إيجاده على الصورة والصفة التي يريدها سبحانه.
- لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
له الأسماء الكثيرة وقد ورد في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسماً، منها من علمناه من القرآن ومن الرسل ومنها من احتفظ الله تعالى بها في علم الغيب عنده. كلها أسماء حسنى تدل على كمال صفاته -سبحانه- وعظمتها.
-يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جميع من في السماوات والأرض يسبحون بحمده ويسألونه من فضله
-وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
والله العزيز الذي لا يريد شيئا إلا ويكون، الحكيم في شرعه وقدره فلا يكون شيء إلا لحكمة أو مصلحة لا يعلمها إلا هو -سبحانه-.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 ربيع الأول 1442هـ/7-11-2020م, 06:59 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح قلندة مشاهدة المشاركة
عامّ لجميع الطلاب
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1. يوم القيامة لن نجد من نلقي عليه اللوم على كفرنا، حتى الشيطان الذي زين لنا العمل حتى وقعنا في الشرك، سيتبرأ منا. فاللوم كل اللوم على من أطاعه ((كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ))
2. إن قابلت في الحياة شخص يحثك على عمل الشر ويدّعي أنه مناصرك، تذكر الآية ((كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ)).
3. عاقبة الداعي للشرك والمدعو الذي أطاعه نار جهنم خالدين فيها ((فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)).

المجموعة الأولى:
.1بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه صدقهم بقوله وأن فعله ليس ارتداداً عن الدين ولا كفرا، والسبب الرئيسي أن حاطب من المهاجرين الذين شهدوا معركة بدر، وقد قال الله تعالى لأهل بدر أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
أن يكونوا أنصار الله تعالى في جميع أحوالهم بأقوالهم وأفعالهم وذلك باتباع أوامر الله تعالى ورسوله واجتناب نواهيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
فيها قولان:
القول الأول: كما يئس الكفار الأحياء من الذين في القبور أن يجتمعوا بهم لعدم إيمانهم بالبعث والنشر. قال به ابن عباس والحسن البصري وقتادة رواه ابن جرير، ذكرهم ابن كثير. وقال به الأشقر.
القول الثاني: كما يئس الكفار الذين في القبور من كل خير، قال به الأعمش عن ابن مسعود وقال به مجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور وقد اختاره ابن جرير. ذكرهم ابن كثير.

3. فسّر قوله تعالى:
{
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
- هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
هو الله المألوه المعبود لا إله إلا هو وحده فلا إله للوجود سواه -سبحانه-.
- عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
يعلم كل ما غاب عن إحساسنا وما شهده بصرنا فلا يخفى عليه شيء
- هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
هو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء
-هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
كرره للتأكيد والتقرير
-الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
الملك: المالك لكل شيء في السموات والأرض، المتصرف فيها بقدرته وعلمه سبحانه.
القدوس: المُقدس الطّاهر تقدسه الملائكة الكرام.
-السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ
السلام: السالم من جميع العيوب والنقائض بكماله -سبحانه- في ذاته وصفاته وأفعاله.
المؤمن: أمن خلقه من أن يظلمهم وصدق عباده المؤمنين في إيمانهم به -سبحانه-.
- الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ
المهيمن: الشهيد على خلقه بأعمالهم رقيب عليهم.
العزيز: قد عز كل شيء فقهره، لا يغالب ولا يمانع.
-الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
لا يليق الجبرية -خضوع كل شيء له- إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته.
- سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
تنزيه عام عن كل ما وصفه به المشركين والمعاندين.
- هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
الخالق: المقدر للأشياء على مقتضى إرادته ، البارئ: المنشئ الموجد، المصور: ينفذ ما يريد إيجاده على الصورة والصفة التي يريدها سبحانه.
- لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
له الأسماء الكثيرة وقد ورد في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسماً، منها من علمناه من القرآن ومن الرسل ومنها من احتفظ الله تعالى بها في علم الغيب عنده. كلها أسماء حسنى تدل على كمال صفاته -سبحانه- وعظمتها.
-يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جميع من في السماوات والأرض يسبحون بحمده ويسألونه من فضله
-وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
والله العزيز الذي لا يريد شيئا إلا ويكون، الحكيم في شرعه وقدره فلا يكون شيء إلا لحكمة أو مصلحة لا يعلمها إلا هو -سبحانه-.
وفقكِ الله وبارك فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24 ربيع الثاني 1442هـ/9-12-2020م, 06:26 PM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
• انتقاء الصحبة الصالحة التي تدعو للخير ، فالعدو الأشر لا يؤمن مكره وخذلانه والتبرؤ من صاحبه بعد وقوعه في المعصية "فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ "
• ادعُ الناس للخير وتجنب الباطل فالداعي والعامل في الجزاء على حد سواء ، فالداعي للشر يلحق فاعله في الجزاء " فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا"
• استشعر مراقبة الله وقربه فأبذل وسعي لما يرضيه ولا يسخطه ، فالشيطان خاف عقابه وهو رجيم فكيف بعباده وهو سبحانه رحيم بهم " إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
• قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: صناب وأقطٌ وسمنٌ، وهي مشركةٌ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديّتها، وأن تدخلها بيتها.

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
• الكذب ، وشهد الله أنهم كاذبون
• وإخلاف الوعد ، فقد تخلفو عن نصرة اليهود
• الجبن والخوف ، فقد كانو يخافون من الناش أكثر من خوفهم من الله ، ولا يقاتلون إلا إذا ضمنوا التحصين.
• الخيانة، وذلك في تخلفهم يوم بدر

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
• القول الأول/ كفّار قريشٍ يوم بدر، قاله مجاهدٌ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان ذكره ابن كثير والسعدي
• القول الثاني/ يهود بني قينقاع، قاله ابن عباس وقتادة ومحمد بن إسحاق ذكره ابن كثير ورجحّه
وهذا القول أشبه بالصّواب، فإنّ يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا
• القول الثالث/ كفار المشركين وهو أعم من القولين الأولين ، ذكره الأشقر، وقد يرجع قوله للأول كونه أشار إلى قتلهم في بدر.

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
أي أنه لا أحد أظلم ممن يفتري الكذب على الله فيجعل له شركاء وأنداد، فهذا لا عذر له لأنه يدعى إلى التوحيد والإسلام الذي هو خير الأديان وأوضحها فإن مكثوا على ظلمهم فالله لا يهدي القوم الظالمين

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)
يريدون رد الحق بإشاعة الباطل من أقوالهم الفاسدة كمن يحاول إطفاء شعاع الشمس بفمه وهذا أمر محال، فمحاولتهم لكبت الإسلام مستحيله فالله سبحانه تكفل بحفظ دينه وإظهاره ولو كره ذلك الكافرون

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
فسبب النصر أنه سبحانه أرسل رسوله بالهدى وهو العمل النافع والعمل الصالح وأرسله بدين الحق الذي لايعتريه النقص والذي يتعبد به لرب العالمين، ليظهر نبيه ودينه على سائر الأديان ويجعله منتصرًا عليهم عاليًا عنهم ولو كره ذلك المشركون فإنه كائن لا محاله.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 جمادى الأولى 1442هـ/22-12-2020م, 09:28 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المري مشاهدة المشاركة
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
• انتقاء الصحبة الصالحة التي تدعو للخير ، فالعدو الأشر لا يؤمن مكره وخذلانه والتبرؤ من صاحبه بعد وقوعه في المعصية "فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ "
• ادعُ الناس للخير وتجنب الباطل فالداعي والعامل في الجزاء على حد سواء ، فالداعي للشر يلحق فاعله في الجزاء " فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا"
• استشعر مراقبة الله وقربه فأبذل وسعي لما يرضيه ولا يسخطه ، فالشيطان خاف عقابه وهو رجيم فكيف بعباده وهو سبحانه رحيم بهم " إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
• قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: صناب وأقطٌ وسمنٌ، وهي مشركةٌ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديّتها، وأن تدخلها بيتها.

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
• الكذب ، وشهد الله أنهم كاذبون
• وإخلاف الوعد ، فقد تخلفو عن نصرة اليهود
• الجبن والخوف ، فقد كانو يخافون من الناش أكثر من خوفهم من الله ، ولا يقاتلون إلا إذا ضمنوا التحصين.
• الخيانة، وذلك في تخلفهم يوم بدر

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
• القول الأول/ كفّار قريشٍ يوم بدر، قاله مجاهدٌ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان ذكره ابن كثير والسعدي
• القول الثاني/ يهود بني قينقاع، قاله ابن عباس وقتادة ومحمد بن إسحاق ذكره ابن كثير ورجحّه
وهذا القول أشبه بالصّواب، فإنّ يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا
• القول الثالث/ كفار المشركين وهو أعم من القولين الأولين ، ذكره الأشقر، وقد يرجع قوله للأول كونه أشار إلى قتلهم في بدر.

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
أي أنه لا أحد أظلم ممن يفتري الكذب على الله فيجعل له شركاء وأنداد، فهذا لا عذر له لأنه يدعى إلى التوحيد والإسلام الذي هو خير الأديان وأوضحها فإن مكثوا على ظلمهم فالله لا يهدي القوم الظالمين

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)
يريدون رد الحق بإشاعة الباطل من أقوالهم الفاسدة كمن يحاول إطفاء شعاع الشمس بفمه وهذا أمر محال، فمحاولتهم لكبت الإسلام مستحيله فالله سبحانه تكفل بحفظ دينه وإظهاره ولو كره ذلك الكافرون

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
فسبب النصر أنه سبحانه أرسل رسوله بالهدى وهو العمل النافع والعمل الصالح وأرسله بدين الحق الذي لايعتريه النقص والذي يتعبد به لرب العالمين، ليظهر نبيه ودينه على سائر الأديان ويجعله منتصرًا عليهم عاليًا عنهم ولو كره ذلك المشركون فإنه كائن لا محاله.
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir