دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو القعدة 1441هـ/15-07-2020م, 10:16 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي


س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ذو القعدة 1441هـ/18-07-2020م, 05:25 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

المسائل التي اشتملت عليها مقدمة تفسير بن عطية الأندلسي
في تفسيره المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ)
:
المقدمة
1-التعريف بنفسه:
هو الإمام الفقيه القاضي أبو محمد عبد الحق ابن الفقيه الإمام الحافظ أبي بكر، ولقب ببن عطية الأندلسي لأنه من الأندلس.
2- حمد الله تعالى والثناء عليه.
3- بيان فضل القرآن الكريم.
4- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- طلبه للعلم ونصيحته لطلاب العلم:
فقال أن من طلب العلم وعزم على الوصول عليه أن يأخذ من كل علم طرفا خيارا، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا، ولن يرتقي هذا النجد ويبلغ هذا المجد حتى ينضي مطايا الاجتهاد ويصل التأويب بالإسئاد ويطعم الصبر ويكتحل بالسهاد.
6- أفضل العلوم وأشرفها:
قال في مقدمته مبينا لماذا اختار تفسير كتاب الله، (فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالا وأرسخها جبالا وأجملها آثارا وأسطعها أنوارا علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).
منهجه في التفسير:
1- الإيجاز في التفسر:
قال في مقدمته: (فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالا وأرسخها جبالا وأجملها آثارا وأسطعها أنوارا علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).
2- اثبات أقوال السلف، والرجوع إلى المعنى اللغوي الصحيح.
3- البعد عن أقوال الملحدين وأقوال أهل الباطن، والتنبيه إن وجدت.
4- إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها مبينا معاني ألفاظها.
باب في فضل القرآن الكريم:
ذكر فيه الشيخ من الآيات وتفسيرها عن القرآن مثل تفسير أنس رضي الله عنه للعروة الوثقى،وذكر جملة من الأحاديث وأقوال الصحابة تبين فضل القرآن الكريم وأنه طريق النجاة والفوز والفلاح، ولكن لم يذكر السند وتخريج ما ذكر من أحاديث وأقوال ألصحابة.
باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
1- بيان أهمية اللعة العربية:
ذكر فيها روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
2- بيان فضل التفقه في القرآن ، وجاء بأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال للصحابة تثبت ذلك، وأيضا لم يذكر الإسناد ولم يذكر تخريج الأحاديث والأقوال.
3- ذم من يقرأ القرآن ولا يعرف تفسيره.
باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
1- بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم تعلم التفسير من جبريل وعلمه للصحابة.
2- التحذير من تفسير القرآن بالرأي وجاء بالحديث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ))، وبين المعنى فقال (قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
3- تورع السلف من التفسير في بعض آيات القرآن كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم .
4- بيان فقه علي بن أبي طالب وبن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم.
5- ذكر مراتب المفسرين.
باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
ذكر قول العلماء في الأحرف السبعة، فمنها:
- معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال وهذا القول ضعفه حيث قال (لأن هذه لا تسمى أحرفا وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.).
- قول القاضي أبو بكر بن الطيب قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة
منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
- وزعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وإلا بطل معنى الحديث.
-ومنها قول ثابت بن قاسم: لو قلنا من هذه الأحرف لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بها القرآن.
وهناك أقوال أخرى واستفاض الشيخ في ذلك الباب وضعف أقوال .
باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
وضح في هذا الباب كيف جمع القرآن في عهد أبو بكر وفي عهد عثمان رضي الله عنهما، وذكر تاريخ وضع النقاط والتشكيل والتحزيب والتعشير.
باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
ذكر في هذا الباب قول من قال أن في القرآن ألفاظ أعجمية وهناك من عارض ذلك كما ذكر: (قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش ).
نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
بين اختلاف العلماء في بيان إعجاز القرآن ثم رجح هذا القول وأيده وبينه وهو :
(وهذا هو القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه .
ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا
فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة وبهذا النظر يبطل قول من قال إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد....).
باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
في هذا الباب حذر من بعض الألفاظ التي يستخدمها المفسرين أثناء التفسير والتي يجب عدم استخدامها في حق الله تعالى، مثل (حكى الله)، واعتذر أن وقع في هذا الخطأ
باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
شرح في هذا الباب معنى سورة وآية وبين أسماء القرآن وفسر معانيها.
جزاكم الله خير وبوركتم
أعتذر عن أي تقصير

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ذو القعدة 1441هـ/18-07-2020م, 07:28 PM
حسن صبحي حسن صبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 213
افتراضي

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
اشتملت مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي على مسائل يمكن إجمالها فيما يلى :
المسألة الأولى:بعض الأدلة الواردة في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به.
· قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
· وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
· وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
· وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
· وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
· وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
· وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
· وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
· وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
· وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
المسألة الثانية : فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
· قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن .
· ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
· قال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
· قال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
· قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
· قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
· قال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
· قال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
· كان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
المسألة الثالثة:تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
كان كثير من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.
من هؤلاء المفسرين :
· علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
· قال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
· كان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه.
· عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
· قال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل ما أخذ عن الصحابة فحسن متقدم ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
قرأ مجاهد على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
· وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
· ثم جاء محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
· ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما .
· مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
المسألة الرابعة:معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)).
اختلف العلماء فى ذلك إلى أقوال :
الأول: أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
قال ابن شهاب في كتاب مسلم: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.

الثانى: المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
وحكى صاحب الدلائل عن بعض العلماء وقد حكى نحوه القاضي أبو بكر بن الطيب قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة :
1- منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: (هن أطهرُ)وأطهرَ.
2- ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل:(ربنا باعِد)وباعَد.
3- ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل:(ننشرها) وننشزها.
4- ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: (كالعهن المنفوش)و(كالصوف المنفوش) .
5- ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل :(وطلح منضود)و(طلع منضود).
6- ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: (وجاءت سكرة الموت بالحق)] و(سكرة الحق بالموت).
7- ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
· ذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه.
الثالث: وذكر القاضي أيضا: أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب.
· إذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.

الرابع: قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وقد زعم قوم أن معنى الحديث أنه نزل على سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
· فأما الأحرف السبعة التي صوب رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءة بجميعها وهي التي راجع فيها فزاده وسهل عليه لعلمه تعالى بما هم عليه من اختلافهم في اللغات فلها سبعة أوجه وسبع قراءات مختلفات وطرائق يقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن أو معظمه حسبما تقتضيه العبارة في قوله: ((أنزل القرآن)) فإنما يريد به الجميع أو المعظم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها ويدل على ذلك قول الناس: حرف أبي وحرف ابن مسعود ونقول في الجملة: إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: انتهى ما جمعت من كلام القاضي أبي بكر رضي الله عنه وإطلاقه البطلان على القول الذي حكاه فيه نظر لأن المذهب الصحيح الذي قرره آخرا من قوله ونقول في الجملة إنما صح وترتب من جهة اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وهو اختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.
واستدلال القاضي رضي الله عنه بأن لغة عمر وأبي وهشام وابن مسعود واحدة فيه نظر لأن ما استعملته قريش في عبارتها ومنهم عمر وهشام وما استعملته الأنصار ومنهم أبي وما استعملته هذيل ومنهم ابن مسعود قد يختلف ومن ذلك النحو من الاختلاف هو الاختلاف في كتاب الله سبحانه فليست لغتهم واحدة في كل شيء وأيضا فلو كانت لغتهم واحدة بأن نفرضهم جميعا من قبيلة واحدة لما كان اختلافهم حجة على من قال: إن القرآن أنزل على سبع لغات لأن مناكرتهم لم تكن لأن المنكر سمع ما ليس في لغته فأنكره وإنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وعساه قد أقرأه ما ليس من لغته واستعمال قبيلته.
فكأن القاضي رحمه الله إنما أبطل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قصد في قوله: ((على سبعة أحرف)) عد اللغات التي تختلف بجملتها وأن تكون سبعا متباينة لسبع قبائل تقرأ كل قبيلة القرآن كله بحرفها ولا تدخل عليها لغة غيرها بل قصد النبي عليه السلام عنده عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب وغير ذلك ولا مرية أن هذه الوجوه والطرائق إنما اختلفت لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.
وصحيح أن يقصد عليه السلام عد الأنحاء والوجوه التي اختلفت في القرآن بسبب اختلاف عبارات اللغات.
وصحيح أن يقصد عد الجماهير والرؤوس من الجملة التي نزل القرآن بلسانها وهي قبائل مضر فجعلها سبعة وهذا أكثر توسعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن الأنحاء تبقى غير محصورة فعسى أن الملك أقرأه بأكثر من سبعة طرائق ووجوه.
قال القاضي في كلامه المتقدم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: والشرط الذي يصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
واختلفوا في التسمية وأكثروا وأنا ألخص الغرض جهدي بحول الله:
فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسبما تقدم.
قال ثابت بن قاسم: لو قلنا من هذه الأحرف لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بها القرآن.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق: وهذا نحو ما ذكرناه وهذه الجملة هي التي انتهت إليها الفصاحة وسلمت لغاتها من الدخيل ويسرها الله لذلك ليظهر آية نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه وسبب سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم فأما اليمن وهي جنوبي الجزيرة فأفسدت كلام عربه خلطة الحبشة والهنود على أن أبا عبيد القاسم بن سلام وأبا العباس المبرد قد ذكرا أن عرب اليمن من القبائل التي نزل القرآن بلسانها.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق: وذلك عندي إنما هو فيما استعملته عرب الحجاز من لغة اليمن كالعرم والفتاح.
-
فأما ما انفردوا به كالزخيخ والقلوبي ونحوه فليس في كتاب الله منه شيء.
-
وأما ما والى العراق من جزيرة العرب وهي بلاد ربيعة وشرقي الجزيرة فأفسدت لغتها مخالطة الفرس والنبط ونصارى الحيرة وغير ذلك.
-
وأما الذي يلي الشام وهو شمالي الجزيرة وهي بلاد آل جفنة وابن الرافلة وغيرهم فأفسدها مخالطة الروم وكثير من بني إسرائيل.
-
وأما غربي الجزيرة فهي جبال تسكن بعضها هذيل وغيرهم وأكثرها غير معمور.
فبقيت القبائل المذكورة سليمة اللغات لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم ويقوي هذا المنزع أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأمم العرب وتجرد أهل المصرين البصرة والكوفة لحفظ لسان العرب وكتب لغتها لم يأخذوا إلا عن هذه القبائل الوسيطة المذكورة ومن كان معها وتجنبوا اليمن والعراق والشام فلم يكتب عنهم حرف واحد وكذلك تجنبوا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف لأن السبي والتجار من الأمم كثروا فيها فأفسدوا اللغة وكانت هذه الحواضر في مدة النبي صلى الله عليه وسلم سليمة لقلة المخالطة فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى:{فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.
وكذلك اتفق لقطبة بن مالك إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة {والنخل باسقات} [ق: 10] ذكره مسلم في باب القراءة في صلاة الفجر إلى غير هذا من الأمثلة.
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف ولم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن وكان معرضا أن يبدل هذا وهذا حتى يكون غير الذي نزل من عند الله وإنما وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما وقد اختلفتا ((هكذا أقرأني جبريل)) هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة؟.
وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) [المزمل: 6] فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9].
ثم إن هذه الروايات الكثيرة لما انتشرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف وقرأ القرآن كثير من غير العرب وقع بين أهل الشام والعراق ما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
فمعنى هذا إذا اختلفتم فيما روي وإلا فمحال أن يحيلهم على اختلاف من قبلهم لأنه وضع قرآن فكتبوا في القرآن من كل اللغات السبع مرة من هذه ومرة من هذه وذلك مقيد بأن الجميع مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ عليه واستمر الناس على هذا المصحف المتخير وترك ما خرج عنه مما كان كتب سدا للذريعة وتغليبا لمصلحة الألفة وهي المصاحف التي أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن تحرق أو تخرق.
فأما ابن مسعود فأبى أن يزال مصحفه فترك ولكن أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء من الشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت.
ثم أن القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
· وأما شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
· كان المصحف غير مشكول ولا منقوط وقد وقع لبعض الناس خلاف في بعض ما ذكرته في هذا الباب ومنازعات اختصرت ذلك كراهة التطويل وعولت على الأسلوب الواضح الصحيح والله المرشد للصواب برحمته.
المسألة الخامسة: جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره .
· كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
· بقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.
· قام عثمان رضى الله عنه بجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما.
· قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة وذلك مستقصى في موضعه موفى إن شاء الله تعالى.
· ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب .
· شكل المصحف ونقطه ،روي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
· وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
· ذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
· أما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
المسألة السادسة:الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق .
اختلف الناس في هذه المسألة على أقوال :
· قال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
· ذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6].
قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28].
قال أبو موسى الأشعري: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
وكذلك قال ابن عباس في القسورة: إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة.
قال ابن عطية رحمه الله : القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش وكسفر مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس إلى الشام وسفر عمر بن الخطاب وكسفر عمرو بن العاصي وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
المسألة السابعة: مما قال العلماء في إعجاز القرآن .
اختلف الناس في إعجاز القرآن بم هو؟
· فقال قوم: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
· وقال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
وهذان القولان إنما يرى العجز فيهما من قد تقررت الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه ،وأما من هو في ظلمة كفره فإنما يتحدى فيما يبين له بينه وبين نفسه عجزه عنه وأن البشر لا يأتي بمثله ويتحقق مجيئه من قبل المتحدي .
· كفار العرب لم يمكنهم قط أن ينكروا أن رصف القرآن ونظمه وفصاحته متلقى من قبل محمد صلى الله عليه وسلم
فإذا تحديت إلى ذلك وعجزت فيه علم كل فصيح ضرورة أن هذا نبي يأتي بما ليس في قدرة البشر الإتيان به إلا أن يخص الله تعالى من يشاء من عباده.
· القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.
· وجه الإعجاز أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول.
· جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة وبهذا النظر يبطل قول من قال إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
· والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
· كان العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام ألا ترى ميز الجارية نفس الأعشى وميز الفرزدق نفس جرير من نفس ذي الرمة ونظر الأعرابي في قوله عز فحكم فقطع إلى كثير من الأمثلة اكتفيت بالإشارة إليها اختصارا فصورة قيام الحجة بالقرآن على العرب أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: (فأتوا بسورة من مثله) قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميز منه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر على مثله فصح عنده أنه من عند الله تعالى.
· حال الناس مع إعجاز القرآن :
منهم من آمن وأذعن ومنهم من حسد كأبي جهل وغيره ففر إلى القتال ورضي بسفك الدم عجزا عن المعارضة حتى أظهر الله دينه ودخل جميعهم فيه ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الأرض قبيل من العرب يعلن كفره.
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة فإن الله تعالى إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكأن السحر في مدة موسى قد انتهى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في مدة محمد عليهم الصلاة والسلام.
المسألة الثامنة: الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
· إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: (قصيه) ، ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: (ألست بربكم) ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
· استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه .
قال القاضي أبو محمد عبد الحق: وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
· استعملت العرب أشياء في ذكر الله تعالى تنحمل على مجاز كلامها فمن ذلك:
1- قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
2- وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
3- ومن ذلك قولهم الله يدري كذا وكذا، والدراية إنما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يتيسر ذلك.
قال أبو علي واحتج بعض أهل النظر على جواز هذا الإطلاق بقول الشاعر الجوهري: لا همَّ لا أدري وأنت الداري
· قال أبو علي: وهذا لا ثبت فيه لأنه يجوز أن يكون من غلط الإعراب.
قال ابن عطيه رحمه الله: إن الطريقة كلها عربية لا يثبت للنظر المنخول شيء منها
وقد أنشد بعض البغداديين: لا همَّ إن كنت الذي بعهدي .... ولم تغيرك الأمور بعدي
· وقد قال العجاج: فارتاح ربي وأراد رحمتي
وقال الآخر: قد يصبح الله إمام الساري
وقال الآخر: يا فقعسى لم أكلته لمه .....لو خافك الله عليه حرمه
· وقال أوس: أبني لبينى لا أحبكم ..... وجد الإله بكم كما أجد
· وقال الآخر: وإن الله ذاق عقول تيم ..... فلما راء خفتها قلاها
· ومن هذا الاستعمال الذي يبنى الباب عليه قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.
المسألة التاسعة: تفسير أسماء القرآن.
ورد فى المقدمة أربعة أسماء للقرآن :
1- القرآن :مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا.
ومنه قول حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: [البسيط]
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ..... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أي: قراءة
وقال قتادة: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى:(إن علينا جمعه وقرآنه) أي تأليفه.
2- الكتاب : وهومصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
3- الفرقان:وسمى بذلك لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر.
4- الذكر : وسمي بذلك لأنه يذكر الناس بآخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
المسألة العاشرة : المراد بالسورة والآية.
ورد فى المراد بالسورة قولان :
الأول :البقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب، وبهذا تقرأ قبيلة تميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة.
ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس: [المتقارب] فبانت وقد أسأرت في الفؤاد ..... صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.
ومنهم من لا يهمز فيرى أنها سهلت همزتها ، حيث أن قريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها .
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
الثانى :الرتبة الرفيعة من المجد والملك ، ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة ..... ترى كل ملك دونها يتذبذب
فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.
وأما الآية : وهى بمعنى العلامة في كلام العرب .
فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية .
وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ذو القعدة 1441هـ/18-07-2020م, 09:00 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابات اسئلة مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.

المسائل التي اشتملت عليها المقدمة:

المسألة الأولى: شرف علم التفسير
علم التفسير هو أشرف العلوم لأنه متعلق بفهم كتاب الله وهو أكثر العلوم قربة من محبة الله ورضوانه لما في كتاب الله من الحض على الصالحات والنهي عن السيئات.

المسألة الثانية:المراد بقوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5].

ذكر ابن عطية أن المفسرين قالوا في معنى هذه الآية أنه علم معانيه والعمل به.

المسألة الثالثة: أسلوب ابن عطية في في تأليف الكتاب

ذكر ابن عطية أن قصده في الكتاب أن يكون جامعا وجيزا محررا كما أنه لا يذكر القصص الا لحاجة في بيان معنى الآية وينسب أقوال العلماء الى قائليها متبعا مذهب السلف الصالح المعتمد على فهم اللغة العربية الخالي من الإلحاد الذي وقع فيه أهل الباطن كما أنه ينبه على اقوال العلماء إذا جاء في كلامهم ما ينحو الى قول أهل الباطن كما أنه يذكر في تفسيره ما ورد في الآية من أحكام أو نحو او لغة أو معنى او قراءة حسب رتبة الفاظها كما أنه يذكر القراءات المستعملة والشاذة.

المسألة الرابعة: ذكر ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ونبهاء العلماء في فضل القرآن وصورة الاعتصام به

أورد ابن عطية أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن الكريم منها قوله صلى الله عليه وسلم (اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف). كما أورد اثارا عن الصحابة في فضله منها قول ابن مسعود "إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن".

المسألة الخامسة : إعراب القرآن وعلاقته بالتفسير

حث النبي صلى الله عليه وسلم على فهم كتاب الله وإعرابه قال ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)) وقال ابن عطية إن اعراب القرآن اصل في الشريعة لان بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.

المسألة السادسة : معنى حديث (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)

المعنى ان يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيقول فيه برأيه دون النظر في أقوال العلماء أو اقتضته قوانين اللغة.

المسألة السابعة : المراد بنزول القرآن على سبعة أحرف

ذكر ابن عطية إن المراد أن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الاسماء والصور وأن ذلك متفرق في كتاب الله .

المسألة الثامنة: القراء السبعة والقراءات المتواترة والشاذة

تتبع القراء ما روي لهم من اختلافات خاصة ما وافق خط المصحف وترتب أمر القراء السبعة المتواترة وبها يصلى لثبوت الإجماع عليها اما القراءات الشاذة فلا يصلى بها.

المسألة التاسعة: ما ورد في ترتيب الآيات والسور

ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان في السور ما لم يرتب فذلك الذي ريب وقت الكتب.

المسألة العاشرة : ما ورد في نقط المصحف وتحزيبه

ذكر ابن عطية ان أول من قام به الحجاح بأمر من عبد الملك بن مروان وقيل أبو الأسود الدؤلي او نصر بن عاصم.

المسألة الحادية عشرة : ما جاء في القرآن من الألفاظ التي تتعلق بلغات العجم

نزل القرآن بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها الى من لسان آخر وأما ما جاء في بعض هذه الالفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها.

المسألة الثانية عشرة: ذكر ما جاء في إعجاز القرآن

القول الذي عليه الجمهور أن تحدي الله للعرب ان يأتوا بمثله انما هو بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.

المسألة الثالثة عشرة : بعض الألفاظ المستعملة في التفسير

يقتضي الإيجاز استعمال بعض الألفاظ مثل خاطب الله وشرًف الله بالذكر وهي أفعال لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع والنظير في مثل هذا موجود في كلام العرب ونقل عن بعض الصحابة.

المسألة الرابعة عشرة: ما جاء في أسماء القرآن معنى السورة والاية

القرآن وهو الكتاب والفرقان والذكر والسورة بالهمزة معناها البقية من الشيء و بدون همز ويحتمل المعنى الاول او مشبهة بسور البناء والآية العلامة في كلام العرب.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1441هـ/19-07-2020م, 01:07 AM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي




س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
المسالة الأولى : - محاضرة تفسير ابن عطية ( المقدمة )
بدأ المولف كتابه بحمد الله بمحامد كثرة و أثناء عليه ثناء جميلا ثم الصلاة على النبي المصطفى عليه الصلاة و السلام وذكر نبذة عن نسبه وهو الشيخ الإمام الفقيه القاضي أبو محمد عبد الحق ابن الفقيه الإمام الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية وهو الداخل إلى الأندلس ابن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكرم المحاربي من ولد زيد بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان من أهل غرناطة رحمه الله ونفعه والمسلمين بما دون. ثم ذكر نبذة عن سيرته و كيف جال بين العلوم ينهل من هذا وهذا و ما يكابده طالب العلم من السهر لدراسته و التبحر في علمه ثم اختار من بين تلك العلوم علم تفسير القران الكريم فشرف العلم على قدر شرف المعلوم وقال عن علم تفسير القران الكريم ((فوجدت أمتنها حبالا وأرسخها جبالا وأجملها آثارا وأسطعها أنوارا علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي استقل بالسنة والفرض ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض هو العلم الذي جعل للشرع قواما واستعمل سائر المعارف خداما منه تأخذ مبادئها وبه تعتبر نواشئها فما وافقه منها نصع وما خالفه رفض ودفع فهو عنصرها النمير وسراجها الوهاج وقمرها المنير.))
ثم وصف كتاب الله وكيف تبحرا فيه حتى انه لم يتمكن من حفظ كل ما تعلمه من تفسير و ما فتح الله له من فوائد فيه مما جعله يعمل بقوله صلى الله عليه وسلم ((قيدوا العلم بالكتاب)) فأخذ يقيد الفوائد و المعارف التي فتح الله بها عليه
واختتم خطبته رحمه الله تعالى بسؤال الله عز وجل أن يجعل عمله خالصا لوجهه الكريم و أن ينفعه به في الدنيا و الاخرة و أن ينتفع به قارئه
المسألة الثانية : فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به
ذكر الشيخ في هذه عدد أثار عن النبي صلى الله عليه وسلم و عن الصحابة و عن نبهاء العلماء في فضل القران المجيد و صورة الاعتصام به و منها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال (( كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم))
وقال عليه السلام ((أفضل عبادة أمتي القرآن))
روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((أفضكم من تعلم القرآن وعلمه))
وقال عبد الله بن مسعود: إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة على عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
المسألة الثالثة:- فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
قال تعالى (( إنا أنزلناه قران عربيا لعلكم تعقلون))يوسف2
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((عربيته فالتمسوها في الشعر((
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب))
ثم قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269]قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة:الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن:والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
المسألة الرابعة :- ما جاء في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ))
وقد بين القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه:معنى الحديث وهو أن يتكلم المرء في القران و تفسيره دون أن ينظر في قواعد العربية و الأصول بحيث يكون كلامه نابع من رأيه وهواه أما من قال في القران بناءً على ما جاء في العربية و النحو و قواعد الفقه فلا يدخل في الحديث المذكور
وقد أشتهر بعض الصحابة بالتفسير منهم علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس وهو الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اللهم علمه التأويل ، ومن التعابعين كمجاهد و سعيد بن جبير
ثم إن محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
-
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
المسألة الخامسة:- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
اختلف الناس في معنى هذا الحديث فذهب فريق من العلماء إلى أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه:والشرط الذي يصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أباح الله عز وجل التلاوة بهذه الأحرف السبعة وهي التي قام جبريل عليه السلام ب عارضاته
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما وقد اختلفتا ((هكذا أقرأني جبريل))هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة؟.
وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) [المزمل: 6]فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم}فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
ولابد أن تكون القراءة مروية عن النبي صلى تالله عليه وسلم ، لانه اذا لم تكن مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم لبطل الاية (( إنا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون))
كما أن القراءة الغير متواترة او الشاذة لا يجوز الصلاة بها

كان المصحف غير مشكول ولا منقوط وقد وقع لبعض الناس خلاف في بعض ما ذكرته في هذا الباب ومنازعات اختصرت ذلك كراهة التطويل وعولت على الأسلوب الواضح الصحيح والله المرشد للصواب برحمته.
المسألة السادسة:- جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان القران في صدور الرجال وفي الصحف و الجريد و اللخاف حيث كان بعض الصحابة يكتبون ، ولما استحر القتل يوم اليمامة في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه فخاف الصحابة من قتل حفاظ القران فقترح عمر على ابي بكر الصديق رضي الله عنه ان يجمع القران فكلف أبو بكر رضي الله عنه زيد في ذلك فقام زيد و مجموعة من الصحابة الحفاظ بالمهمة فتم جمع القران وتم اداعه عند حفصة بنت عمر بن الخطاب و في عصر عثمان بن عفان انتشر في الامصار مصاحف عدة كمصحف عبدالله بن مسعود و مصحف أبي و غيرها و قد كان فيه قليل من الاختلاف الذي جعل بعضهم ينكر لبعض قراءته و خوفا من وقوع الفتنة كون الخليفة عثمان بن عفن فريق من الحفاظ لكتابة مصحف واحد للامة كلها و فعلا و لله الحمد كان ذلك و اخذ عثمان بن عفان غير المصحف الذي تم نسخه بحرق جميع المصاحف فأجتمعت الامة على مصف واحد
أما ترتيب السور فقد ورد رتب بعضا منها زيد رضي الله عنه أثناء كتابة المصحف وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب أما الايات داخل السور فقد كانت مرتبة حسب ماجاء بها جبريل عليه السلام
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال:بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار
المسألة السابعة :- الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
تكلم الشيخ في هذا فقال ما معنه ورد أن يوجد في القران كلمات ليست عربية و انما جاءت من لغة الحبشة و غيرهم منها ((إنا ناشئة الليل ))فقالوا ناشئة كلمة حبشية و كذلك قالوا قسورة كلمة حبشية
لذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ فقد تكون من مخالطة العرب العاربة من العجم فدخلت هذه الكلمات في لغاتهم فهذه و غيرها من الكلمات قد تكون في الأصل عجمية واستخدمتها العربية و دخلت فيهم فهي عربية بهذا الوجه
المسألة الثامنة :- مما قال العلماء في إعجاز القرآن
اختلف الناس فيما كان اعجاز القران على قولين
القول الأول:على كلام الله الذات في براعته وسبكه و نظم كلماته
القول الثاني: كان التحدي في قصصه و انباءه الصادقة و الغيوب المسردة
ولاشك ان القران الكريم معجز في كلا القولين الا ان الكافر بما في القران فلا يظهر التحدي في القول الثاني عنده حيث انه أصلا لا يؤمن بالله عز وجل و انما يظهر التحدي عند الكافر على القول الأول حيث أن العرب كان قد اشتهروا باللبلاغة و الفصاحة و الشعر و سبك الكلمات و المعاني و عندما تحداهم القران بأن يأتوا بعشر ايات منه ولم يتمكنوا وأظهروا عجزهم في ذلك
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة فإن الله تعالى إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكأن السحر في مدة موسى قد انتهى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في مدة محمد عليهم الصلاة والسلام
المسألة التاسعة:- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
تكلم المؤلف هنا عن إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع كقول المفسر خاطب الله تعالى مؤمن آل فرعون بقوله ، أو قوله حكى الله عن قصة أم موسى حين قالت قصيه ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته حين قال (( ألست بربكم )) فهذه الأفعال ليس فيها دليل صريح يدل انها مسندة الى الله عز وجل
قال القاضي أبو محمد عبد الحق:وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
قد أنشد بعض البغداديين: [الرجز]
لا همَّ إن كنت الذي بعهدي ....ولم تغيرك الأمور بعدي
وقد قال العجاج:فارتاح ربي وأراد رحمتي
وقال الآخر: قد يصبح الله إمام الساري
وقال الآخر:
يا فقعسى لم أكلته لمه .....لو خافك الله عليه حرمه
وقال أوس:
أبني لبينى لا أحبكم .....وجد الإله بكم كما أجد
المسألة العاشرة : تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
و القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا
وقال قتادة:القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه}[القيامة: 17]أي تأليفه.
وهذا نحو قول الشاعر عمرو بن كلثوم: [الوافي]
أما الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر:(واكتبها بأسيار)أي: اجمعها.
وأما الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
وأما الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
وأما السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة.
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس: [المتقارب]
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد .....صدعا على نأيها مستطيرا
وأما الآية فهي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1441هـ/19-07-2020م, 08:46 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

مسائل مقدمة تفسير ابن عطية (المحرر الوجيز):

منزلة علم التفسير:
أعظم العلوم تقريبا إلى الله تعالى وتخليصا للنيات ونهيا عن الباطل وحضا على الصالحات
منهج ابن عطية في تفسيره:
-ذكر أقوال العلماء من السلف في تفسير الآية مع نسبة كل قول الى قائله، والتنبيه على بعضها مما يفهم منه غير منهج السلف.
-مراعاة التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
-تبيين معاني الألفاظ بجميع محتملاتها.
-إيراد القراءات كلها المتواتر والشاذ منها.
-الاقتصار في ذكر القصص على ما له تعلق مباشر بالآية.
-الإيجاز وعدم الاستطراد.
-ذكر جملة من الأحاديث والآثار في فضل القرآن والاعتصام به :
منزلة وفضل القرآن:
-القرآن داع للإيمان:قال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم
-القرآن رحمة: وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} قال: الإسلام والقرآن.
-القرآن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم: مر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
-الاعتصام بالقرآن سبيل النجاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
-قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} قال: هي القرآن.
-وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا))
-وقال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ((عليكم بالقرآن)).
-وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
-أفضل العبادات القرآن: قال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)).
-وذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
-أصحاب القرآن هم أفضل الأمة : روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
-وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله)
-القرآن شفيع لصاحبه:
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
-وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
2.فضل قراءة القرآن:
-روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله)
-وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه).
-وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
-وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
-وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي: من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
-الشاق في القرآن له أجران: قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
-فضل قراءة سور بعينها (سورة البقرة):
-قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
-وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
3.الأمر بتعلم القرآن وتعليمه والحث على ذلك:
-قال عبد الله بن عمرو بن العاص: (وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل).
-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
4.فضل تدبر القرآن والعمل به:
-قال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
-قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}
-قال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
-وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
-وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
-قيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
-التدبر يورث العلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
-وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب.
من تدبره العمل به: قرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
-وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
-وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
-اومرت امرأة على عيسى ابن مريم عليه السلام فقال طوبى لبطن حملك ولثديين رضعت منهما فقال عيسى: طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبع ما فيه.
-وقال عبد الله بن مسعود: إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
من مظاهر التدبر الخشوع عند تلاوة القرآن:
-روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
-ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
- من تدبر السلف:روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} فأن أنة عيد منها عشرين يوما.

باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه:
فضل تعلم اللغة العربية لأنها وسيلة لفهم القرآن:
-روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
-وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
-أثر الجهل بالعربية وأنه قد يؤدي الى الافتراء على الله:
قال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.

فضل علم التفسير :
من أوتي التفسير أوتي خيرا كثيرا، قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث
-العلم بالتفسير من الفقه: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
-أهمية العلم بالتفسير وذم الجهل به: وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وقال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل -يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
-فضل أهل التفسير: وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
-اجتهاد السلف في طلب التفسير: وقال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.

باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين:
-التورع عن القول في القرآن بلا علم:
- لم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم الآيات التي لا يعلم تأويلها إلا الله: روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
فلم يفسر رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا علم له به من مجمل القرآن والمغيبات كوقت قيام الساعة مما لا يعلمه الا الله.
-ذم القول في القرآن بالرأي:
-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
-المقصود بالقول بالرأي:
أن يفسر القرآن من تلقاء النفس دون علم ونظر في أقوال العلماء فهذا هو المذموم.لا أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر،
-تورع السلف عن التفسير خشية القول فيه بالرأي:
كان من السلف من يتجنب الكلام في التفسير خشية أن يتكلم على الله بلا علم احتياطاً منهم وتورعاً كابن المسيب وعامر الشعبي.

أبرز المفسرين وطبقاتهم:
أبرز المفسرين من الصحابة:
أولهم علي بن أبي طالب،
وثانيهم عبدالله بن عباس
يليهم عبدالله بن مسعود
وأبي بن كعب
و زيد بن ثابت
وعبد الله بن عمرو بن العاص
عبدالله بن عباس:
-أخذ عن علي بن أبي طالب والمحفوظ عنه أكثر من المحفوظ عن علي
-أبرز تلامذته: مجاهد، وسعيد بن جبير.
-ما ورد في فضله وثناء الصحابة عليه:
قال صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين))
كان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
قال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق
-أبرز المفسرين من التابعين:
الحسن بن أبي الحسن، مجاهد، وسعيد بن جبير، وعلقمة.
يليهم عكرمة، والضحاك بن مزاحم
-المفسرين من اتباع التابعين:
عبد الرزاق، والمفضل، وعلي بن أبي طلحة، والبخاري
-ثم جاء الطبري: وكان تفسيره جامعاً ومسنداً واعتمد عليه من بعده
-المفسرين من المتأخرين :
أبو إسحاق الزجاج
و أبو علي الفارسي
وأبو بكر النقاش
وأبو جعفر النحاس
مكي بن أبي طالب رضي الله عنه
وأبو العباس المهدوي رحمه الله

باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
المراد بالأحرف السبعة:
اختلف الناس في معنى هذا الحديث اختلافا شديدا:
الأول: هي سبعة أوجه فما دونها، كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ، وكاللغات التي في أف، وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة، وهذا قول ضعيف.
الثاني: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي: أمر ونهي، ووعد ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال، وهذا ضعيف لأمرين:
1- لأن هذه لا تسمى أحرفاً
2- ولأن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة إجماعاً.

الثالث: وقيل هي سبعة أوجه متعلقة بما يتغير حركته أو معناه أو صورته إما بالإعراب أو باختلاف الحروف أو الزيادة والنقصان والتقديم والتأخير، ذكره الباقلاني عن بعض العلماء.

الرابع: وقيل أن هذه السبعة الأحرف هي التي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)، ذكره الباقلاني.
ولكن المراد في هذا الحديث ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف هنابمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي على وجه وطريقة هي ريب وشك، فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.

الخامس: ذكر أنه ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب) ذكره الباقلاني
وقال: وهذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه وطرائق وغير السبعة التي هي قراءات ووسع فيها وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.
وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.

السادس: قيل أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وإلا بطل معنى. الحديث، قالوا: وتعرف بعض الوجوه بمجيء الخبر به ولا نعرف بعضها إذا لم يأت به خبر.

السابع: وقال قوم ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث.

الثامن: أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها، فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:(أنزل القرآن على سبعة أحرف) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح و الأوجز في اللفظة،وهذا القول مال إليه أبو عبيد وابن عطية وكثير من أهل العلم.
واستدلوا على اختلاف لغات القبائل فيما بينهم باختلاف الصحابة في فهمهم للآيات من خلال الشواهد التالية:
- أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع، قول تعالى:{فاطر السماوات والأرض}
-وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
-وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.
-وكذلك اتفق لقطبة بن مالك إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة {والنخل باسقات}،

التاسع: أن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها، وهو قول الباقلاني، وهذا القول يؤول الى القول السابق، لأن هذه الوجوه والطرائق إنما اختلفت لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.

اختلاف لغات العرب وعلاقتها بالأحرف السبعة:
ليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (على سبعة أحرف) هو عدّ اللغات التي تختلف بجملتها وأن تكون سبعا متباينة لسبع قبائل تقرأ كل قبيلة القرآن كله بحرفها ولا تدخل عليها لغة غيرها بل المراد عد الوجوه و الأنحاء التي اختلفت في القرآن بسبب اختلاف عبارات اللغات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.
فالقبائل العربية تستعمل عبارات مختلفة في لغاتها كقريش الذي منهم عمر وهشام، وكما تستعمله الأنصار الذي منهم أبي، وكما عند هذيل ومنهم ابن مسعود، ومن هذا النحو من الاختلاف كان الاختلاف في كتاب الله فليست لغتهم واحدة في كل شيء
والمراد باختلاف اللغات ليس هو تباينها كلياً حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر
وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.
و مناكرتهم في القراءات فيما بينهم لم تكن لأن المنكِر سمع ما ليس في لغته فأنكره وإنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وعساه قد أقرأه ما ليس من لغته واستعمال قبيلته.
القبائل التي نزل الأحرف السبعة بلغاتها:
ولغات القبائل السبعة التي نزل القرآن بلسانها هي: قبائل مضر
وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
والقبائل هي:
قريش، وهي الأصل والقاعدة.، ثم بنو سعد بن بكر
لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم كنانة، وهذيلا، وثقيفا، وخزاعة ، وأسدا، وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها، ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب.
-سبب جعلها سبعة:
جعلها سبعة لأن الأنحاء تبقى غير محصورة فعسى أن الملك أقرأه بأكثر من سبعة طرائق ووجوه.
-سبب اختصاص لغات تلك القبائل من دون غيرها:
لأنها هي التي انتهت إليها الفصاحة وسلمت لغاتها من الدخيل ويسرها الله لذلك ليظهر آية نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه، وسبب سلامتها: أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم،
أما ما عداها فقد فسدت لغاتها بسبب المخالطة كاليمن وهي جنوبي الجزيرة فأفسدت كلام عربه خلطة الحبشة والهنود على أن أبا عبيد القاسم بن سلام وأبا العباس المبرد قد ذكرا أن عرب اليمن من القبائل التي نزل القرآن بلسانها، وإنما هو فيما استعملته عرب الحجاز من لغة اليمن كالعرم والفتاح.فأما ما انفردوا به كالزخيخ والقلوبي ونحوه فليس في كتاب الله منه شيء.
- وأما ما والى العراق من جزيرة العرب وهي بلاد ربيعة وشرقي الجزيرة فأفسدت لغتها مخالطة الفرس والنبط ونصارى الحيرة وغير ذلك.
- وأما الذي يلي الشام وهو شمالي الجزيرة وهي بلاد آل جفنة وابن الرافلة وغيرهم فأفسدها مخالطة الروم وكثير من بني إسرائيل.
وأما غربي الجزيرة فهي جبال تسكن بعضها هذيل وغيرهم وأكثرها غير معمور.
فبقيت القبائل المذكورة سليمة اللغات لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم
- ويقوي هذا:
أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأمم العرب وتجرد أهل المصرين البصرة والكوفة لحفظ لسان العرب وكتب لغتها لم يأخذوا إلا عن هذه القبائل الوسيطة المذكورة ومن كان معها، وتجنبوا اليمن والعراق والشام فلم يكتب عنهم حرف واحد وكذلك تجنبوا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف
لأن السبي والتجار من الأمم كثروا فيها فأفسدوا اللغة.

الأحرف السبعة كلها متلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الأحرف السبعة التي صوب رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءة بجميعها و التي راجع فيها فزاده فلها سبعة أوجه وسبع قراءات مختلفات وطرائق يقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن أو معظمه ويدل على ذلك قوله: (أنزل القرآن) فإنما يريد به الجميع أو المعظم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها ويدل على ذلك قول الناس: حرف أبي وحرف ابن مسعود.
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف ولم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: (فاقرؤوا ما تيسر منه) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
- والأدلة على أن الأحرف السبعة متلقاة ما يلي:
1- أنه ولو كان من تلقاء أنفسهم لذهب إعجاز القرآن وكان معرضا أن يبدل هذا وهذا حتى يكون غير الذي نزل من عند الله.
2-قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف) يبين أن الأحرف السبعة كلها متلقاة عن جبريل.
3- قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وهشام بن حكيم في قراءة كل منهما لسورة الفرقان وقد اختلفتا (هكذا أقرأني جبريل) وهذا يدل على أنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة.
4-قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد، ومعنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
الحكمة من إنزال القرآن على سبعة أحرف:
تسهيلاً وتوسعة على الأمة لعلمه تعالى بما هم عليه من اختلافهم في اللغات فقد يشق على بعض الألسنة بسبب اختلاف اللغات أن تقرآ بلغة واحدة.
الأحرف السبعة في مصحف عثمان:
لما انتشرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الروايات وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف وقرأ القرآن كثير من غير العرب وقع بين أهل الشام والعراق نزاع في قراءاتهم فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فخشي عثمان أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى فتجرد لجمع القرآن واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش"أي فيما روي وإلا فمحال أن يحيلهم على اختلاف من قبلهم، فكتبوا في القرآن من كل اللغات السبع مرة من هذه ومرة من هذه وذلك مقيد بأن الجميع مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ عليه.
فجمع الناس على ما في مصحف عثمان وأمر ان يحرق ما عداه وترك ما خرج عنه سدا للذريعة وتغليبا لمصلحة الألفة، ولكن بقيت بعض المصاحف لم تحرق كمصحف ابن مسعود.
مصحف ابن مسعود:
سبب بقاء مصحف ابن مسعود:
لأنه رضي الله عنه أبى أن يزال مصحفه فترك.
حكم القراءة بمصحف ابن مسعود:
أبى العلماء قراءته لسببين:
1- سدا للذريعة،
2- ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه.
ولكن يستفاد منه من جهة التفسير، ويعتقد صحته فيما ثبت.
علاقة القراءات السبعة بالأحرف السبعة:
أن القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.

حكم الصلاة بالقراءة الشاذة:
- شاذ القراءات لا يجوز أن يصلى به وذلك لأنه:
- لم يجمع الناس عليه
المعتقد في القراءات الشاذة:
-أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
-وهناك من يروي ولا يوثق به ويروى عنه لأجل التنبيه كأبي السمال.

-سبب كثرة الاختلاف في ما يخص القراءات أن المصحف غير مشكول ولا منقوط :
كان المصحف غير مشكول ولا منقوط وقد وقع لبعض الناس خلاف في بعض ما ذكرته في هذا الباب ومنازعات اختصرت ذلك كراهة التطويل وعولت على الأسلوب الواضح الصحيح والله المرشد للصواب برحمته.


باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
أولاً:جمع القرآن:
-الجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان متفرقاً في صدور الرجال و متفرقاً في الصحف مكتوباً في اللخاف وجريد النخل والخزف ونحو ذلك.
-الجمع في عهد أبي بكر:
-جُمع القرآن في عهد أبي بكر بإشارة من عمر بن الخطاب وعهد الى زيد بن ثابت بذلك، وسبب الجمع في عهده مخافة أن يذهب القرآن مع أشياخ القراء لما استحر من القتل في اليمامة.
-اجتهد زيد بن ثابت في ما عهد إليه من الجمع حتى أنه قد سقطت آية من آخر براءة فما وجدت إلا عند خزيمة بن ثابت وقيل عند أبي خزيمة الأنصاري.
-الجمع في عهد عثمان:
-بقيت الصحف بعد أبي بكر عند عمر ثم عند ابنته حفصة،
- ثم على عهد عثمان كانت قد انتشرت صحفٌ في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود، ومصحف أبي، وغيره، وكان الناس يقرؤونها باختلاف قراءات الأحرف السبعة التي أنزل بهاالقرآن.
- ولأجل ما وقع من الاختلاف بين الناس في القراءات انتدب عثمان لجمع المصاحف وأمر زيد بن ثابت بذلك، معه ثلاثة من قريش، سعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن الحارث، وابن الزبير. وكان معتمدهم في ذلك على المصحف الذي كان مع حفصة.
- وأمرهم أن يحتكموا عند اختلافهم مع زيد الى لسان قريش، كما وقع معهم في كلمة (التابوت) فأثبتت بالتاء لأنه لسان قريش لا بالهاء.
- جمع القرآن ونسخ منه نسخاً وجهه عثمان الى الآفاق وأحرق ما سواه

ترتيب الآيات ووضع البسملة وترتيب السور:

ترتيب الآيات:
ترتيب الآيات هو توقيفي منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
-وكذا البسملة بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وأمر منه في بداية كل سورة إلا سورة براءة فلم يأمر بذلك.
ترتيب السور:
منها ما كان مرتباً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل، كما جاء في الآثار.
ومنها ما كان ترتيبها على عهد عثمان رضي الله عنه

شكل المصحف ونقطه:
اختلف في أول من نقط المصحف، فقيل:
هو الحجاج بأمر من عبد الملك بن مروان.
هو أبو الأسود الدؤلي بأمر من زياد بن أبي سفيان.
وقيل نصر بن عاصم.
-تحزيب المصحف:
اختلف فيه فقيل :
الحسن ويحيى بن يعمر بأمر من الحجاج.
-وضع الأعشار:
قيل أن الحجاج وضعه، وقيل المأمون.

-أول من ألف في اختلاف القراءات:
يحيى بن يعمر ألف كتابه القراءات
ثم جاء ابن مجاهد فألف كتاباً في القرآءات.

باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق:
هل في القرآن ألفاظ أعجمية؟
قيل في ذلك قولين:
أن في القرآن من كل لغة.
أنه لا يوجد في القرآن ألفاظ أعجمية، وأن القرآن نزل بلسان عربي،
وهؤلاء اختلفوا في توجيههم لما ورد فيه من بعض الألفاظ، مما ذكر أنه من لغات أخرى كالحبشية
كقول ابن عباس في قوله {إن ناشئة الليل}: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل، وكذا ما قال في لفظة قسورة
وقول أبو موسى الأشعري في قوله: {يؤتكم كفلين من رحمته}: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
فاختلفوا في ذلك على قولين:
الأول: أن تلك الألفاظ هي مما توافقت فيه اللغات فتكلمت به العرب مع غيرهم بلفظ واحد، و إلى هذا القول ذهب الطبري.
واستبعد ابن عطية هذا القول لأنه يبعد أن تتفق اللغتان إلا ما شذ، وإنما يكون أحداهما أصل والأخرى فرع، ورجح القول الثاني، وهو:
أنه لما كان للعرب خلطة مع الأقوام الأخرى علقت بلسانهم مثل تلك الألفاظ فغيروا منها وعربوها واستعلموها في خطابهم وأشعارهم وأصبحت تجري مجرى كلامهم العربي الفصيح فهي عربية من هذا الوجه وإن كانت أعجمية في أصلها فوقع بها البيان ونزل بها القرآن وجهل العربي بها فهو كجهله بلغة غيره. وإليه ذهب ابن عطية.

نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
وجه الإعجاز في القرآن:
بم وقع الإعجاز؟
اختلف الناس في ذلك على أقوال:
الأول: والصحيح منها أن الإعجاز وقع في نظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه. وهو الذي عليه الجمهور.
وذلك أن كل معجزة نبي كانت من جنس ما برع فيه قومه، ولما كان العرب أرباب الفصاحة البيان جاء نظم القرآن بالغاية القصوى من الفصاحة والنظم بحيث أنه لو انتزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد، وعلم العرب مع أنهم مظنة المعارضة أنهم لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله وعجزوا وأنه ليس كلام بشر سواء أظهر ذلك وأقروا به كما أقر بذلك المغيرة، أم كان بينه وبين نفسه، وسواء آمنوا أم كفروا
ويبين ذلك أن الله تعالى محيطاً بكل علم ومن ذلك إحاطته بالكلام والبيان وترتيب الألفاظ ووضع كل منها في ترتيب منتظم كل لفظة تصلح أن تلي ما قبلها من أول القرآن الى آخره، مع جهل البشر وقصوره ونسيانه وذهوله وعدم إحاطته،
-وكون القرآن معجز بهذا المعنى يظهر لكل الناس مؤمنهم وكافرهم بل إن العرب قديماً كانت تظهر لهم من أوجه الإعجاز ما لا يظهر لنا لسلامة ذوقهم وجودة قريحتهم يومئذٍ.
وبهذا ثبت كون القرآن معجزاً من عند الله لا من عند بشر وثبت بذلك أن النبي مرسل من عند الله، ويظهر خطأ من قال بالصرفة وهو القول الثاني.

القول الثاني: قول من قال بالصرفة:
-قالواأن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وأنهم صرفوا عنه وفيه وقع عجزها

-بيان خطأ قول من قال بالصرفة:
لأن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في مقدور أحد من البشر لقصور البشر عنه وعن الإحاطة بما في مثله من البيان والنظم والفصاحة.
القول الثالث:
أن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
ولكن هذا القول يجعل التحدي مقصوراً على المؤمن، وإنما المقصود بالتحدي هم جميع الناس مؤمنهم وكافرهم.

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى:
-حكم إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع:
وذلك مما قد يرد في ألفاظ بعض المفسرين،كقولهم في التفسير (حكى الله، وخاطب، وشرف.. )
-يجوز استعمالها إذا كان القصد منها نسبتها للآيات القرآنية وليس القصد أنها من صفات الله تعالى، ويه ترد في كلام المفسرين طلباً للإيجاز والاختصار، والأولى تركه.
-ويشبه ذلك ما ورد عن سعد بن معاذ:عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.
-وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.

-استعمال العرب لهذا الأسلوب :
استعمل العرب هذا وهو جاري مجرى كلامها وإن لم يكن ذلك ما يعتمد عليه في مثل هذه المسألة، وذلك مثل:
-ما أنشده بعضهم: لا همَّ إن كنت الذي بعهدي .... ولم تغيرك الأمور بعدي
-وكقول الآخر: يا فقعسى لم أكلته لمه .....لو خافك الله عليه حرمه
-ومن ذلك قولهم:الله يدري كذا وكذا، والدراية إنما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يتيسر ذلك.

باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية:
أولاً: أسماء القرآن.
من أسماء القرآن:
القرآن.
الكتاب.
الفرقان.
الذكر.
-بيان معنى ( القرآن):
اختلف في أصل معناه على قولين، فقيل:
-هو مصدر من قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة
ويشهد لهذا قول حسان بن ثابت: ضحوا بأشمط عنوان السجود به ,, يقطع الليل تسبيحا وقرآنا، أي قراءة.
-وقيل هو من قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا، ومنه تفسير قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} أي تأليفه، ونحوه ما قال عمرو بن كلثوم: ذراعي بكرة أدماء بكر ..... هجان اللون لم تقرأ جنينا ، أي لم تجمع ولدا.
والقول الأول هو الأرجح.
- معنى الكتاب:
مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
- الفرقان وسبب تسميته بذلك:
هو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
-الذكر وسبب تسمية القرآن بذلك:
اختلف الناس في وجه تسمية القرآن بالذكر، فقيل:
-سمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
-وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
-وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
ثانياً: السورة :
فيها لغتين فيقال سؤرة وسؤر، بالهمز، ويقال: سورة بدون همز، وجمعه سور بفتح الواو.
ومعنى السورة :
فقيل في ذلك عدة أقوال:
أن أصله مهموز من قولهم سؤرة، وسؤر، أو سورة بالتسهيل، ومعناه البقية من الشيء والقطعة منه بهذا.
كسؤر الشراب ومنه قول الأعشى: فبانت وقد أسأرت في الفؤاد ..... صدعا على نأيها مستطيرا،
وقيل هو من سورة بدون الهمز، تشبيها لها بسور البناء بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة.
وقيل هو من الرتبة الرفيعة،
ومنه قول النابغة: ألم تر أن الله أعطاك سورة . ترى كل ملك دونها يتذبذب
ثالثاً:الآية:
أصلها:
اختلف في ذلك على أقوال:
- أصلها أيية على وزن فعلة بفتح العين، تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
-وقيل أصلها آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى تخفيفاً
- وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفاً للتخفيف.
وقال بعض الكوفيين: أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.
-ومعنى آية: علامة، ومنه قول الأسير: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
-سبب تسميتها بذلك:
قيل في ذلك أقوال:
-أن الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها فسميت آية لهذا -وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام، كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا
-وقيل لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 ذو الحجة 1441هـ/22-07-2020م, 10:29 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
الإجابة :
أولا : خطبة ابن عطية :
واشتملت بعد ذكر نسب الشيخ القاضي أبي محمد ، حمد الله على نعمة التوحيد، والخلق ،والهداية إلى شرعه ،وإنزال القرآن ،فيه كمال الدين ورواء الباحثين ، والصلاة على رسول الله الذي شرفه الله بالاصطفاء والشفاعة والرسالة الخالدة إلى قيام الساعة .
أن طلب شرف العلم وتحصيله ، وبلوغ مرتبة العالم الذي يشار إليه بالبنان ، يتطلب الأخذ من كل علم بطرف ، مما يتطلب بذل الأوقات وسهر الليالي وثني الركب عند العلماء وطول الصبر والمصابرة .
ثم يتخير علما من هذه العلوم ليبرز فيه ، ويُعرف به ، فيبذل فيه غاية الجهد والوسع ، يتتبع مفرداته ، ويضبط أصوله وفروعه ، ويدفع ما يرد علي من الاعتراضات ، حتى يصبح فيه مرجعا لأهل عصره ومن بعدهم .
اختيار أبي محمد القاضي بعد سبره العلوم علم كتاب الله ؛ فهو أشرف العلوم و أمتنها و أرسخها ، عليه قوام الشرع ، ومصدر المعارف ، فهو أعظم العلوم تقريبا إلى الله تعالى . راجيا أن يرحمه الله فينجيه من النار لاشتغاله بكتابه فكرا دائما و نظرا متواصلا ، وترداد لآيه .
توجه أبي محمد إلى التأليف بعدما بلغ مرتبة من الفهم ، ورأى أن ماجمعه من العلم تغلب على قوة الحفظ ، وشعر يتفلت بعضه من صدره .
فبدأ بالتأليف في علم التفسير ومعاني القرآن طامحا أن يكون مُؤَلَّفه جامعا وجيزا محررا ، مثبتا لأقوال العلماء منسوبة إليهم ، ممحصا من الإلحاد والعقائد الفاسدة ، ساردا تفسيره حسب رتبة الألفاظ من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة ، قاصدا الإيجاز وحذف فضول القول .


ثانيا : باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به .
ما ورد في فضل القرآن والاعتصام به .
أنه النجاة وقت الفتن . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
أنه العروة الوثقى التي أمرنا أن نستمسك بها .قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} . قال: هي القرآن.
ما ورد في أنه مصدر العلوم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
قيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب .
ما ورد في فضل قراءة القرآن .
قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله)) .
وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)).
قال عبد الله بن عمرو بن العاصي: من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
حدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
ما ورد في التأثر بالقرآن .
روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما .
ما ورد في الحث على تدبره والعمل به .
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
قال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).


ثالثا :باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
مما ذكر من الآثار في هذا الباب :
ما رواه ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.

رابعا : باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين .
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
وبين القاضي أبو محمد أن المقصود مغيبات القرآن التي لا سبيل إليها إلا بتوقيف من الله .
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
بين القاضي أبو محمد أن المقصود من تكلم في كتاب الله برأيٍ مجرد لا تقتضيه قوانين العلوم ولا يعزوه لعالم معتبر ، أما من اعتمد على قوانين علم يجيده فليس بمقصود .
إمام المفسرين علي بن أبي طالب ، قال عنه ابن عباس : ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
ويأتي بعده ابن عباس رضي الله عنهما ، وإن كان المحفوظ عنه أكثر وقد أثنى عليه علي بن أبي طالب وقال عنه : كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق . وحث على الأخذ عنه ، ووصفه ابن مسعود بترجمان القرآن .
ويأتي بعدهما عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبدالله بن عمرو بن العاص
و المفسرون من التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة ، ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم .
ثم حمل التفسير العدول من كل طبقة كعبدالرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم .
وكان لابن جرير الطبري شأن في جمع أشتات التفسير والاهتمام بالإسناد .
وقد برز من المتأخرين في التفسير أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وابو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس ومكي بن ابي طالب وأبو العباس المهدوي .

خامسا : باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
اختلف الناس في معنى هذا الحديث على أقوال :
الأول : أي على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإليّ ونحوي وقصدي واقرب وجئ .وقال القاضي أبو محمد وهذا قول ضعيف .
الثاني : هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام قاله ابن شهاب ، وقال القاضي أبو محمد : وهذا كلام محتمل .
الثالث : أي : معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وضعّف هذا القول القاضي أبو محمد لأن هذه لا تسمى أحرفا ، والتوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام بالإجماع .
الرابع : قول حكاه القاضي أبو بكر بن الطيب وبعض العلماء مفاده أن الاختلاف في القراءة له سبعة أوجه بالنظر في الحركة والمعنى والصورة
1- ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
2- ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
3 - ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
4 - ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)
5 - ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} و(طلع منضود)
6 - ما يتغير بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} و(سكرة الحق بالموت).
7 - ما يتغير بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).

سادسا : باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
ذكر جمع القرآن .
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن غير مجموع ، بل متفرقا في صدور الصحابة ، ومنهم من كتب شيئا منه على ما تيسر من صحف وجريد وغيره مما يمكن الكتابة عليه .
في عهد أبي بكر الصديق جمع القرآن بإشارة من عمر بن الخطاب بعد أن قتل عدد من القراء الحفظة ، حيث كلف بذلك زيد بن ثابت وشارك معه بعض القراء ، لكنه جمع غير مرتب السور .ثم بقيت هذه الصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة بنت عمر في خلافة عثمان ، ومن الفتوحات انتشرت صحف كتبت عن بعض القراء كابن مسعود وأبيّ وبعض الصحابة في الشام ، وكان بينها اختلاف .
ثم أمر عثمان بن عفان زيد بن ثابت بجمعه بعد أن ذكر له حذيفة حال المسلمين واختلافهم في القراءة بعد عودته من غزوة أرمينية ، وقرن به بعض الصحابة ، لكن هذا الجمع كان له مرجع وهو ما كان عند حفصة من صحف ، وكان مرتب الآيات في السور على ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم ، أما ترتيب السور فكان بعضها بترتيب النبي صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل ، وما لم يرتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرتب باجتهاد زيد وعثمان ومن معهم من الصحابة المكلفين بالجمع . وكان بدون شكل ولا نقط .
أما شكل المصحف ونقطه .فكان من عمل الحجاج بعد أمر عبدالملك بن مروان ، وزاد على شكل المصحف ونقطه تحزيبه ، عندما أمر الحجاج الحسن ويحيى بن يعمر .
وذكر المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ، أسنده إليه الزبيدي في كتاب الطبقات ، وذكر أبو الفرج أن نقطه بأمر من زياد بن أبي سفيان . لكن الجاحظ ذكر أن أول من نقط المصحف نصر بن عاصم .
أما وضع الأعشار فكان بأمر من المأمون العباسي ، وقيل فعله الحجاج .

سابعا : باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق .
ورد في تعلق بعض ألفاظ كتاب الله بلغات العجم قولان :
الأول : أن كتاب الله من كل لغة . وهذا قول أبي عبيدة وغيره .
الثاني : وهو قول الطبري وغيره أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة .ووافقه القاضي أبو محمد .
أما تعليل الطبري للأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات ، بأنه من توارد اللغتين فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد ، مثل قوله تعالى: {إن ناشئة الليل} . قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ، ومثل قوله تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} .
قال أبو موسى الأشعري: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة ، وكذلك قال ابن عباس في القسورة: إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة. فلم يوافقه عليه القاضي أبو محمد ؛ وعلل لهذه الألفاظ بأن العرب العاربة كان له مخالطة لسائر الألسنة بتجارات ورحلات كرحلات قريش ، وسفر الأعشى وهو حجة في اللغة إلى الحيرة ومخالطتهم ، فعلقت بهم ألفاظ أعجمية غيرت بعضها للتخفيف وبقيت بعضها كما هي ، ودرج استعمالها بين العرب حتى استعملت في أشعارهم ومحاوراتهم حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان ، فنزل بها القرآن .
فإن جهل العربي شيئا منها فكجهله بلغة غيره من العرب كجهل ابن عباس بمعنى فاطر .


ثامنا : نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
اختلف الناس في إعجاز القرآن بم هو ؟ على أقوال :
الأول : أنه الكلام القديم الذي هو صفة الذات ، فوقع الإعجاز ؛ لأن العرب لا تطيق ذلك .
الثاني : أنه بالأنباء الصادقة والغيوب المسرودة .
لكن هذين القولين لا يتحقق الإعجاز فيهما إلا لمن تقرر الإيمان في نفسه ، أم الكافر فلا يدرك هذا الإعجاز .
أم القول الثالث : الذي عليه الجمهور وهو الصحيح ، أن الإعجاز وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ، مما يدل على إحاطة الله بالعلم كله ، وبالكلام كله ، فاللفظة في القرآن تأتي في غاية الفصاحة موقعا ومعنى وترتيبا ، وكذا جميع ألفاظ القرآن ، مما يعجز عنه فصحاء العرب مجتمعين ، لأنه ليس في قدرة أحد من المخلوقين الإتيان بهذا .
وحال فصحاء العرب مع القرآن التي لم يفصحوا عنها ، ومثلهم مثل الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون .فعرفوا أنه لا يقدر بشر على مثله . فمنهم من أقرّ وآمن ، ومنهم من جحد وكفر .
فبقي القرآن معجزة خالدة للعرب أرباب الفصاحة .

تاسعا : باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ذكر بعض الأصوليين عدم جواز قول : حكى الله ، وخاطب الله ، وشرّف الله ونحوه من عبارات ، التي قد يسوقها المفسرون بقصد الإيجاز في العبارة ، وكذلك المحدثون والفقهاء وغيرهم .
فقال القاضي أبو محمد : أن هذا الاستعمال في سياق الكلام المراد منه حكت الآية أو اللفظ ، واستعمال ذلك عربي شائع وعليه مشى الناس . وإن كان القاضي أبو محمد يجتهد في أن يتحفظ منه بقدر ما يستطيع ، لكنه يعتذر عما وقع فيه المفسرون .
ومن هذا الاستعمال قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.

عاشرا : باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
ذكر في الباب ثلاث مسائل : الأولى : أسماء القرآن ، والثانية : التسمية بالسورة ، والثالثة : التسمية بالآية .
ورد للقرآن عدة أسماء :
أشهرها القرآن . وهو مصدر قرأ ، وقال قتادة : معناه التأليف ، وقرأ الرجل إذا جمع وألف قولا . قال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ) أي : تأليفه .
الكتاب : وهو مصدر كتب إذا جمع ، ومنها كتيبة لاجتماع نفر من المحاربين .
الفرقان : وهو مصدر فرق بين الحق والباطل فرقا وفرقانا .
الذكر : إما لأنه ذكّر الناس آخرتهم وإلههم ، أو أن فيه ذكر الأمم الماضية والانبياء ، أو أنه ذكر وشرف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن علم به .
أما المسألة الثانية : السورة .
أما تميم وغيرهم فيهمزون فيقولون سؤرة ، وهي عندهم البقية من الشيء و القطعة منه ، ومنه سؤر الشراب .
و أما قريش ومن جاورها من العرب فهي بدون همز ، ولها معنيان : القطعة من الشيء ، إلا أنها سهلت همزتها . أو التشبيه بسورة البناء ، أي القطعة منه .فالبناء يبنى قطعة بعد قطعة .

أما المسألة الثالثة : الآية .
وهي العلامة في كلام العرب . ولسبب تسميتها بذلك أقوال :
لأنها جملة تامة من القرآن ، وهي علامة على صدق الآتي بها ، وعلى عجز المتحدَّى بها .
لأنها جملة وجماعة كلام ، والعرب تقول جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها .
واختلف علماء اللغة في وزن ( آية ) على أقوال :
سيبويه : فَعَلَة ، أصلها : أيَيَة
الكسائي : فاعلة ، أصلها آيية ، فحذفت الياء الأولى .
مكي : على وزن دابّة فأصلها آيّة ثم سهلت الياء المثقلة .
الفراء : وزنها فَعْلَة ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف .وحكاه أبو علي عن سيبويه .
بعض الكوفيين : على وزن فَعِلَة ، أصلها أيِيَة ، فأبدلت الياء الأولى ألفا لثقل كسر الياء وانفتاح ما قبلها .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 ذو الحجة 1441هـ/24-07-2020م, 10:14 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية

تعليق عام:
أحسنتم، بارك الله فيكم، وأشكر لكم جهدكم وحرصكم.
- في هذا التطبيق نتعلم أحد أنواع التلخيص التي ينبغي أن يتعلمها طالب علم التفسير، ومقدمات التفسير - كما تعلمون - غنية بمسائل علوم القرآن، علاوة على أنها توضح منهج المفسر في تفسيره.
- أكثر المقدمات التي سيطلب منكم تلخيصها بإذن الله هي لتفاسير مهمة، بعضها درستم منها بالفعل مثل تفسير ابن كثير وتفسير ابن عطية، وبعضها ستعتمدون عليها كثيرًا في المراحل القادمة بإذن الله.
- المطلوب في هذا التطبيق - كما هو موضح في رأس السؤال- استخلاص المسائل، ثم تلخيص ما ورد تحت كل مسألة
وأنتم هنا بحاجة لاستعادة بعض المهارات، مثل استخلاص المسائل، والتحرير العلمي، والأمر يشبه إلى حد كبير ما تعلمتموه في المهارات الأساسية في التفسير.
- لا يصح استخلاص عنوان مسألة دون تحرير ما ورد تحتها، ولا يصح إجمال ما قيل في الفصل في عبارة واحدة.
- وإجمالا أوضح لكم الأهداف من هذا التطبيق ليتبين لكم طريقة تلخيصه بإذن الله:
1. التدرب على التلخيص العلمي.
2.. التعرف على منهج ابن عطية في تفسيره.
3. التعرف على بعض مسائل علوم القرآن التي ذكرها ابن عطية في مقدمة تفسيره.



التقويم:

منى حامد: هـ
بارك الله فيكِ، اختصرتِ كثيرًا، وهذا الاختصار مُخلٌ، وفرقٌ كبير بين الاختصار والتلخيص، ونحنُ إذ نمدح الاختصار الذي فيه التعبير عن المعنى بأقل الألفاظ، لكن لا نقبل أن يكون الاختصار بطريقة حذف أهم المسائل أو عدم تحريرها أو الاقتصار على قول دون بقية الأقوال في تحرير المسائل.
أنتظر إعادتكِ بارك الله فيكِ.


حسن صبحي: هـ
بارك الله فيك.
- لماذا لم تذكر مسائل خطبة الكتاب على أهميتها، وفيها سبب التأليف ومنهجه في التفسير وغير ذلك!
- الأدلة الواردة في فضل القرآن، هذا عنوان فصل يصلح استنباط الكثير من المسائل منه
إما أن تصنف فضائل القرآن، وتضع كل دليل تحته
مثلا: فضل تلاوة القرآن، فضل تدبر القرآن، شفاعة القرآن في أهله ... وغير ذلك
فكل حديث يصلح أن تستنبط منه مسألة، ثم تضع الدليل تحتها.
وهذه الملحوظة في بقية الفصول.
- الأحرف السبعة:
هذه المسألة صعبة، لكنها مهمة جدًا، يلزمك قراءة الفصل جيدًا، والتفريق بين قول ابن عطية، وبين ما ينقله عن غيره، مثلا ما ينقله عن أبي بكر الطيب.
وقد ينقل كلام أحد العلماء ثم ينتقده، فتنقل كلام العالم الآخر على أنه كلام ابن عطية وهذا خطأ.
تحت القول الثاني، ذكرت قولان:
الأول: أنه أمر ونهي ووعد ووعيد ....
والثاني: ما نقل عن صاحب الدلائل.
وكل منهما قول منفصل.
وأرجو مراجعة التعليقات العامة قبل إعادة التلخيص.

محمد العبد اللطيف: هـ
لديك مهارة في التعبير عن المعنى بأقل الألفاظ، ستساعدك كثيرًا بإذن الله عند إرادة التلخيص بصورة صحيحة
فالمطلوب هنا ليس مجرد التعبير عما ورد في الفصل بعبارة واحدة
ولكن استخلاص كل المسائل، وتحرير ما ورد تحتها، وأرجو قراءة التعليقات على الإخوة والأخوات أعلاه، مع التعليق العام ثم إعادة التلخيص.

ميمونة التيجاني: هـ
بارك الله فيكِ، المطلوب استخلاص عناوين المسائل أولا، ثم تحرير ما ورد تحتها
والخطأ في تلخيصكِ، هو أنكِ لم تستخلصي عناوين للمسائل بداية، بل لخصتِ كلام المؤلف في فقرات
وبعضها منسوخ من كلامه.


آسية أحمد: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، أؤكد فقط على بعض الملحوظات:
- حبذا لو نسقتِ عناوين المسائل الفرعية كذلك بحيث يسهل عليكِ بعد ذلك قراءتها ومراجعة المقدمة بمجرد النظر.
- أثر عائشة في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، لا يصح، وتوجيه ابن عطية على افتراض صحته.
- تحرير المراد في الأحرف السبعة:
القول السادس والسابع، ليسا قولين مستقلين، وإنما استدراكات لبعض العلماء على بعض الأقوال، ورد عليهم ابن عطية فراجعيها مرة أخرى.

خليل عبد الرحمن: هـ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
- خطبة ابن عطية:
نستخلص المسائل ثم نحرر ما ورد تحتها كما فعلت في العنصر التالي.
- فضل القرآن المجيد:
حبذا لو نسقت عناوين المسائل الفرعية، حتى تظهر لك، أو على الأقل ميزها بعلامة مثلا ( _ ) ونحو ذلك.
- الباب الثالث: نستخلص المسائل أولا ثم نحرر ما ورد تحتها.
- الأحرف السبعة:
أغفلت القول الذي رجحه ابن عطية، أنها بمعنى سبع لغات.
وقول ابن عطية : [ قال ابن شهاب في كتاب مسلم: " بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام".
قال ابن عطية: وهذا كلام محتمل.]
هذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.
- وفي المجمل، تلخيصك جيد، لكن ينقصك وضع عناوين للمسائل، ثم تلخيص ما ورد تحتها
فأذا أردت المراجعة سهل عليك قراءة المسائل بنظرة سريعة.




ختامًا، لا أريد أن أشق عليكم بطلب الإعادة، ولكن الغرض ليس مجرد إنجاز واجب، يضاف إلى قائمة المهام التي تم إنجازها في هذا البرنامج
ولكن المطلوب تحصيل مهارة معينة تنفعكم في مشواركم العلمي كله، فإذا قرأتم كتابًا سهل عليكم تلخيصه في وقت قصير بطريقة نافعة، طريقة العلماء ومن سار على دربهم
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وينفع بنا الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 ذو الحجة 1441هـ/4-08-2020م, 09:52 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي

المسألة الأولى: مقدمة التفسير ابن عطية :
•بعد أن عرف الشيخ بنفسه، وقد يفهم من أسلوب الكتابة، أن الإمام قد أملى تفسيره على طلابه.
• ثم حمد الله و أثنى عليه سبحانه و تعالى كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه، وبين فضل الله على عباده ومن أعظم نعمه على عباده نزول القرآن على أفضل خلقه صلى الله عليه وسلم؛ و بيان بلاغة القرآن الذي أعجز الفصحاء وأخرس البلغاء، وبين أن من اختار علماً من العلوم، فلن يناله براحة الجسد والركون إلى الكسل، وإنما يناله بالاجتهاد ومكابدة النفس والهوى.وبيّن أنه لم يجد أفضل من اختيار كتاب الله بالعكوف عليه حفظا ودراسة، وأنه من يتدبر كتاب الله ويعكف عليه فهو على الجادة السليمة، وهو على بينة من نفسه، ومن يقف على تدبر آياته بإخلاص وحب يفتح عليه الله من الفوائد والنكات ما لا يحصى و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.ومن ثم من فتح الله عليه بهذا الفضل العظيم عليه أن يقيد هذا العلم بالعمل، اتباعاَ لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم:" قيدوا العلم بالكتاب". ( وعلق الشيخ الطيار حفظه الله في شرحه للمقدمة، أن هذا الحديث لا يصح اسناده للرسول صلى الله عليه وسلم).
• وفي هذه المقدمة يبين ما سوف ينتهجه الإمام في تفسيره وهذا في قوله: " ولنقدم بين يدي القول في التفسير...."
• بينَّ منهجه في التفسير، في انه جامعاً وجيزاً محرراً، وهذا له علاقة بإسم التفسير، واتباع أصول اللغة العربية، وذكر أنه يفند أقوال من سبقوه من المفسرين، ويرد على ما يراه مخالف.

المسألة الثانية:باب ما ورد في السنة و سير السلف في فضل القرآن:
• هذا الباب يقوم على أمرين: أحدهما: ذكر الأحاديث النبوية والآثار في فضل القرآن، والثاني: صور من الاعتصام بالقرآن والعمل به.
• الاعتصام بكتاب الله سبيل النجاة من الفتن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم)).
• و القرآن هو حجة على كل زمان و هو المتجدد لكل الأزمنة و الأجناس كما أجاب جعفر الصادق عندما سئل لماذا صار الشعر و الخطب يمل ما أعيد منها و القرآن لا يمل؟
• و في بيان شرف حملة القرآن مكانة عظيمة، فلقد روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: " أشراف أمتي حملة القرآن".
• و بيان تعلمه و تعليمه كما ذكر في الحديث عن عثمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "أفضلكم من تعلم القرآن و علمه" .
• بيان حب استماع الملائكة للقرآن: و وواقعة استماع الملائكة لتلاوة أسيد بن حضير أثناء تلاوته لسورة البقرة.
• فضل تدبر القرآن والعمل به، وأن الله قد يسره للحفظ.

المسألة الثالثة: نزول القرآن بلسان عربي مبين:
• روي ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم : فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم: " عربيته فالتمسوها في الشعر". ( وعلق الشيخ الطيار، أن هذها الأثر لا يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد ذكر القاضي أبو محمد أن أبو العالية قد فسر قوله تعالى:" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراَ كثيراَ" ففسر الحكمة فهم القرآن.ولقد كان السلف من شدة اعتنائهم بالقرآن وتفسيره يشدوا الرحال إلى بلاد الله ؛إذا علموا أن تفسير هذه الآية عند أحدهم.
• والمراد من " أعربوا القرآن"، أي أظهروا عربيته من جهة اللفظ ومن جهة المعنى.
• وقول ابن عطية :" إعراب القرآن أصل في الشريعة...."، هو بيان العربية من جهة اللفظ ومن جهة المعنى، مثل قوله تعالى: : والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء"، فالمراد بالقرء، إما الحيض، وإما الطهر
• ولذلك على من يقرأ القرآن أن يعلم تفسيره، ويفهم ويتدبر القرآن؛ ولا يكون كمن جاءه كتاب من ملكه ليلا وليس عنده مصباح فتداخلته روعة لا يدري ما فيه، ولذلك أوصوا أن من يقرأ القرآن عليه أن يتدبره و يعلم تفسيره، ثم أورد الآثار التي تفيد حرص السلف على فهم المعنى، وعلى فهم الوجوه المحتملة للمفردة القرآنية.
المسألة الرابعة: التكلم في القرآن بغير علم إثم كبير ومراتب المفسرين:
• يروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ". ولقد أشار القاضي أبو محمد أن هناك غيبيات لا يعلمها إلا الله كموعد قيام الساعة ومثل هذه الغيبيات تروى موقوفة لا يقال فيها برأي.
• وأوضح الإمام ابن عطية، أن للتفسير أصول يجب على المفسر أن يتعلمها ويتبعها حتى يكون أهل للاجتهاد.
• هناك من تصدر للتفسير من الصحابة، وهو مؤيد له، كعلي ابن أبي طالب وهناك ترجمان القرآن؛ كما شهد له ابن مسعود رضي الله عنهم جميعا،وهو الذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم :" اللهم فقه في الدين و علمه التأويل"،كم قال صلى الله عليه وسلم، فكان ابن عباس يتصدر مجالس الصحابة الكبار، ويعد أول من كان له تفسير لطول زمانه وتخصصه في هذا العلم، وببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له، وكان هناك من تلاميذه من التابعين، كمجاهد وهو من أكثر تلاميذ ابن عباس علماً به وكتابةً عنه، ولقد قرأ عليه القرآن قراءة تدبر وفهم، وكان أيضاً من تلاميذ ابن عباس، سعيد بن الجبير.
• وبالنسبة لطبقة أخرى من التابعين، كانوا يتحرجون من التصدي للتفسير و يعيبون على من جلس إلى الناس يفسر لهم الآيات، ومن هؤلاء سعيد بن المسيب وعامر الشعبي.
• ثم توالى العلماء الذين شهد لهم الناس بالرسوخ في العلم و الثبات مثل الطبري الذي يعد المفسرين عالة عليه، وكان و لا يزال تفسيره من المراجع التي يرجع إليها.

المسألة الخامسة: تفصيل حديث:"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف":
• اختلف العلماء في تأويل معنى "سبعة أحرف"، فهناك من العلماء من فسرها بأنها هي السبعة أوجه فما دونها كتعال و أقبل وإلي و نحوي وقصدي وأقرب وجئ وكاللغات في أف و لقد ضعفه ابن عطية.
• وهناك من ذهب ان الأحرف السبعة إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لا يختلف في حلال ولا حرام.ولقد قال ابن عطيه أنه محتمل هذا الكلام.
• وقال آخرون أنه أمر و نهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وضعفه ابن عطيه وأرجع إلى ان هذا لا يسمى أحرفاً،و لأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال و لا في تحليل حرام و لا في أي شئ مما ذكر.
• و أدرج ابن عطية قول القاضي أبو بكر بن الطيب، في أن وجوه الاختلاف في القراءة تقع في سبعة أوجه أحداهما: ما تتغير حركته و لا يزول معناه و لا صورته: "هن أطهرُ" و أطهرَ. ثانيهما: منها ما لا يتغير صورته و لكن يتغير معناه بإختلاف إعرابه :"ربنا باعِد" وباعَد.
ثالثا: ما تبقى صورته و يتغير معناه باختلاف حروفه: " ننشرها" و"ننشزها".
رابعاً: ما تتغير صورته ومعناه: (وطلح منضود)، و (طلع منضود).
خامساً: ما تتغير صورته و يبقى معناه كقوله: (كالعهن المنفوش)، و(كالصوف المنفوش).
سادساً: التقديم و التأخير، (وجاءت سكرة الموت بالحق){ ق:19}، (وسكرة الحق بالموت).
سابعاً: ومنها بالزيادة و النقصان كقوله:( تسع و تسعون نعجة أنثى).
•و لقد علق القاضي أبو محمد على حديث الرسول صلى الله عليه و سلم:( ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).قال هذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما المراد هنا بالحرف أي الجهة و الطريقة، كما في قوله تعالى:" ومن الناس من يعبد الله على حرف".فبين ان الحديث هنا على سبع طرائق من تحليل و تحريم. و لقد عقب القاضي أبو محمد، ان اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وهو اختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر و إنما هو أن قريشاً استعملت في عباراتها شيئا و استعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وهكذا.
•و دلل على ذلك بأن المناكرة بين عمر ابن الخطاب و أبي و هشام لم يكن أساس الخلاف فيها على إنكار اللغة و لكن كان الخلاف يكمن في اختلاف القراءة التي يقرأ بها و التي تختلف عن قراءة صاحبه. فكل منهم قال: أنه قد أقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة مختلفة. و لقد أشار القاضي أبو محمد أن المقصود من حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عند ابن عطية عد الوجوه الطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب. و لقد أشار القاضي أبو محمد أن أكثر العلماء ومنهم أبو عبيد إلى أن القرآن أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها، ولقد أشار أن أصل الحروف السبعة يعود إلى قبيلة قريش حيث أن النبي صلى الله عليه و سلم منها ثم بنو سعد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استرضع منهم و نشأ و ترعرع في البادية.وعندما شب الرسول صلى الله عليه و سلم خالط سائر القبائل مثل خزاعة و أسدا و غيرهم.
• و لقد أشار ابن عطية أن هذه القبائل التي امتازت بالفصاحة و سلامة اللغة على عكس جنوب اليمن الذي شابت عربيتهم دخن من الوفود الهندية التي كانت تتاجر معهم.وهناك ما والى العراق من الجزيرة العربية حيث كانت عربيتهم قد شابها ما شابها من مخالطة بلاد فارس.
•وعندما توسعت رقعة الأمة الإسلامية و دخلت الأمم في دين الله أفواجا تجرد أهل البصرة و الكوفة لحفظ لسان العرب و حفظ اللغة وأخذوا عن هذه القبائل المذكورة.و لقد اختار القرآن أفصح الأقوال و أوجزها لوصول المعنى بسهولة و يسر ففي قوله تعالى:" ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق"، أي احكم بيننا و لقد كانت بنت ذي يزن تقول لزوجها تعالى أفاتحك أي أحكامك. و قد فهم معنى الآية ابن عباس رضي الله عنه من قولها.واباحة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم بالقراءة بالأحرف السبع من باب التيسير على الأمة، و لا يجوز ابدال لف من قراءة بقراءة أخرى فعلى كل من يقرأ يلتزم بقرائته التي يقرأ بها.و لذلك عندما هرع حذيفة بن اليمان إلى عثمان رضي الله عنه بأن يدرك الأمة قبل وقوع الفتنة و ذلك بعد أن هاله ما يقوم بين الناس من صراعات و فتن.فجمع عثمان رضي الله عنه علماء الصحابة و جمعوا القرآن على لسان قريش إذا ما وقع بينهم خلاف و ذلك لتوحيد أمة الإسلام و المسلمين.

مسألة ذكر مراحل جمع القرآن
• كان القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متفرقاً في صدور الرجال، وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وفي لخاف.
• سبب جمع القرآن الأول على عهد أبو بكر الصديق، بسبب استشهاد عدد من القراء يوم اليمامة، والذي أشار على سيدنا أبو بكر، هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وعَهِد أبو بكر رضي الله عنه،إلى زيد بن ثابت مهمة جمع القرآن.
• وبقاء هذه النسخة بعد سيدنا أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عند أمنا حفصة بنت الخطاب رضي الله عنهما.
• ثم جاء الجمع الثاني على عهد عثمان بن عفان، بعد غزوة أرمينية، ومخافة اختلاف الأمة على القرآن، فجمع على لغة قريش، وعَهِد إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم.
• ترتيب الآيات هو توقيفي من عند الله، وترتيب السور، أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتباً في زمن النبي عليه السلام، وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتابة.
• وأما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله، فتجرد لذلك الحجاج بواسط وزاد تحزيبه، وأول من نقط المصاحف أبو الأسود الدوؤلي، وذكر الإمام ابن عطية أنه ذكر أيضاً نصر بن عاصم، وبالنسبة للتخميس والتعشير فهو غير موجود الآن.

مسألة الألفاظ التي في القرآن هل هي عربية اصيلة أم عُربت؟
• ذكر الإمام رأي الطبري، أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان، وهو ما اتفق الإمام ابن عطية مع الطبري غلى ما ذهب إليه، وقال أن العرب العاربة كان لها مخالطة لسائر الألسنة بتجارات ورحلتي قريش، فأخذت قريش هذه الالفاظ وعربتها.

مسألة في إعجاز القرآن
• بينّ القاضي محمد أن إعجاز القرآن وقع بالكلام القديم ( وهذا المصطلح خاص بعلماء الأشاعرة المتقدمين)، وهناك من قال أن التحدي وقع بالأنباء الصادقة والغيوب المسردة.
• وذكر القاضي محمد أن هذا الإعجاز لا يصلح إلا لمن أقر بالشريعة، ولا يصلح للكفرة، ولكن من المشهود أنه يقع التحدي العقلي لمن لا يؤمن بالقرآن، مثل عدم إيمان أبو لهب.
• وأشار القاضي محمد أن الجمهور متفقون على أن التحدي بالقرآن إنما وقع بنظمه وصحة معاني وتوالي فصاحة ألفاظه، ووجه الإعجاز أن الله محيط بكل شئ، وهو سبحانه وتعالى يحيط أن هذه اللفظة القرآنية تصلح في هذا الموضع.
• وأبطل قول من قال بالصرفة، وقال أن الصحيح؛ أن الإتيان بمثل هذا القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، وذلك مشهود من عدم قدرة الوليد بن المغيرة على وصف القرآن، عندما أدهشه سلاسة ألفاظه، لم يجد غير وصفه بأنه سحر.

مسألة أدب المفسر في كلامه عن أفعال الله تعالى
• بيان إلزام إسناد أفعال إلى الله تعالى بتوقيف من الشرع.
• بيان ضرورة التأدب مع الله عندما يكتب المفسر في تفسيره.
• بيان تورع ابن عطية مع الله تعالى.
• ذكر كيف كانت عادة العرب استعمال أشياء في ذكر الله تعالى تنحمل على مجاز كلامها، ودلل على ذلك بقول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم ( فاغفر فداء لك ما اقتفينا)،
• وأشار أن عبارات الشعراء قد يشوبها الخلل والعبارات الناقصة.

مسألة أسماء القرآن وذكر السورة والآية:
• شرع ابن عطية فيذكر معاني أسماء القرآن ودلالة معانيها:
• ذكر من أسماء القرآن: الكتاب والفرقان والذكر
• وذكر القرآن مصدر: قرا القرآن إذا تلا القرآن، أي يقرأ القرآن، والقرآن، أي جمعه وتأليفه.
• ومن أسمائه كتاب، وهو مصدر من كتب غذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها.
• والفرقان أي يفرق بين الحق والباطل، والذكر لتذكير الناس بالآخرة وإلههم.
• وأما السورة، فذكر أن قريش وقبائل هذيل وسعد بن بكر يقولون سورة بدون همزة، بينما تميم يهمزونها، فيقولون سؤرة.
• والسؤرة بالهمزة، أي كالبقية من الشي والقطعة منه.
• وأما من لا يهمز، فيراها بسورة البناء، أي القطعة منه.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 ذو الحجة 1441هـ/8-08-2020م, 05:56 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إعادة إجابات أسئلة مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي ـ المحرر الوجيز

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.

المسائل التي اشتملت عليها المقدمة:

- خطبة تفسير ابن عطية

أ١- أهداف تأليف ابن عطية لهذا الكتاب:
أراد ابن عطية بعد طلبه للعلم الكتابة في علم يستنفد فيه غاية الوسع يجوب آفاقه ويتتبع أعماقه ويضبط أصوله ويحكم فصوله ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه ويعنى بدفع الاعتراضات عليه حتى يكون لأهل ذلك العلم كالحصن المشيد والذخر العتيد يستندون فيه إلى أقواله ويحتذون على مثاله.

٢- أسباب اختيار ابن عطية لعلم كتاب الله:
- ان شرف العلم على قدر شرف المعلوم فكان كتاب الله أشرفها مقاما.
- انه العلم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
- انه العلم الذي جعل للشرع قواما واستعمل سائر العلوم خداما.
- انه اقرب العلوم تقريبا إلى الله تعالى وتخليصا للنيات ونهيا عن الباطل وحضا على الصالحات.

٣- بيان المراد بالثقل في قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5]:
قال ابن عطية : قال المفسرون أي علم معانيه والعمل بها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قيدوا العلم بالكتاب)

٤- أسلوب ابن عطية في تأليف هذا الكتاب:
ذكر ابن عطية أن قصده في الكتاب أن يكون جامعا وجيزا محررا كما أنه لا يذكر القصص الا لحاجة في بيان معنى الآية وينسب أقوال العلماء الى قائليها متبعا مذهب السلف الصالح المعتمد على فهم اللغة العربية الخالي من الإلحاد الذي وقع فيه أهل الباطن كما أنه ينبه على اقوال العلماء إذا جاء في كلامهم ما ينحو الى قول أهل الباطن كما أنه يذكر في تفسيره ما ورد في الآية من أحكام أو نحو او لغة أو معنى او قراءة حسب رتبة الفاظها كما أنه يذكر القراءات المستعملة والشاذة.

- باب ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ونبهاء العلماء في فضل القرآن وصورة الاعتصام به

٥ - فضل تعلم كتاب الله والعمل به وأنه عصمة من الفتن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: (كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم).
روي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: (أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
قال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: (عليكم بالقرآن).
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.

٦- بيان أجر تلاوة القرآن وأنه أفضل العبادة:
قال صلى الله عليه وسلم: (اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف).
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله).
قال عليه السلام: (ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك).
قال عليه السلام: (أفضل عبادة أمتي القرآن).
روى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن).

٧- بيان شرف حملة القرآن وفضل تدبره والعمل به وشفاعته لأصحابه:
روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه).
يروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
قال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

- باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه

٨- بيان فضل علم التفسير والحث على تعلم اعراب القرآن:
قال صلى الله عليه وسلم (أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة).
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
قال ابن عطية إن اعراب القرآن اصل في الشريعة لان بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.

- باب ماقيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين

٩- بيان قول عائشة رضي الله عنها "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل":
قال ابن عطية معنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمل ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته مالم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور و كرتبة خلق السموات والارض.

١٠- معنى حديث (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ):
قال ابن عطية المعنى ان يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيقول فيه برأيه دون النظر في أقوال العلماء أو اقتضته قوانين اللغة كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.

١١- بيان حال السلف مع علم التفسير :
كان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.

١٢- مراتب المفسرين من السلف:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه صدر المفسرين والمؤيد فيهم.
عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه.
عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل ما أخذ عن الصحابة فحسن متقدم.
من المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.
عبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي .
أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي.

- باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)

١٣- بيان الاختلاف في المراد بالأحرف السبعة:
ورد في المراد بها اقوال:
الأول أنها فيما يتفق ان يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل والي ونحوي وقصدي وأقرب وجئ وكاللغات التي في أف و كالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهو قول فريق من العلماء وذكر ابن عطية ان هذا قول ضعيف.
الثاني أنها في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام وهو قول ابن شهاب وقال ابن عطية هذا كلام محتمل.
الثالث انها معاني كتاب الله وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال وقال ابن عطية ان هذا ضعيف لان هذا لا يسمى احرفا وأن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شئ من المعاني المذكورة.
الرابع انها وجوه اختلاف في القراءة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ. ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت) ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى) وهو قول أبي بكر بن الطيب وذكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)) وقال ابن عطية أن هذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هي التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافه اوإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}.
الخامس ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)) قال القاضي ابن الطيب هذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه وطرائق وغير السبعة التي هي قراءات ووسع فيها وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.
السادس أنه أنزل على سبع لغات مختلفات قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وقد زعم قوم أن معنى الحديث أنه نزل على سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
قال ابن عطية انتهى ما جمعت من كلام القاضي أبي بكر رضي الله عنه وإطلاقه البطلان على القول الذي حكاه فيه نظر لأن المذهب الصحيح الذي قرره آخرا من قوله ونقول في الجملة إنما صح وترتب من جهة اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وهو اختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.
قال ابن عطية أصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات .

١٤- بيان القراءات المتواترة والشاذة:
تتبع القراء ما روي لهم من اختلافات خاصة ما وافق خط المصحف وترتب أمر القراء السبعة المتواترة وبها يصلى لثبوت الإجماع عليها اما القراءات الشاذة فلا يصلى بها.

- باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره

١٥- بيان جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن:
لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور .
بقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.

١٦- بيان جمع عثمان ابن عفان رضي الله عنه للقرآن:
لما قدم حذيفة من غزوة أرمينية انتدب عثمان لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير .

١٧- بيان ما ورد في ترتيب الآيات والسور:
ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان في السور ما لم يرتب فذلك الذي ريب وقت الكتب.

١٨- ما ورد في نقط المصحف وتحزيبه:
ذكر ابن عطية ان أول من قام به الحجاج بأمر من عبد الملك بن مروان وقيل أبو الأسود الدؤلي او نصر بن عاصم.

- باب في ذكر الالفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق

١٩- بيان ما جاء في القرآن من الألفاظ التي تتعلق بلغات العجم:
قال ابن عطية : نزل القرآن بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها الى من لسان آخر وأما ما جاء في بعض هذه الالفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها.

- نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن

٢٠- بيان الاختلاف في المراد بإعجاز القرآن:
التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات
التحدي وقع بما في القرآن من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة
قال ابن عطية ان هذين القولين عند من تقررت الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه.
لم ينكر كفار العرب لم يمكنهم قط أن رصف القرآن ونظمه وفصاحته متلقى من قبل محمد صلى الله عليه وسلم فإذا تحديت إلى ذلك وعجزت فيه علم كل فصيح ضرورة أن هذا نبي يأتي بما ليس في قدرة البشر الإتيان به إلا أن يخص الله تعالى من يشاء من عباده.
قال ابن عطية هذا هو القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا.

- باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى

٢١- بيان بعض الألفاظ المستعملة في التفسير:
يقتضي الإيجاز استعمال بعض الألفاظ مثل خاطب الله وشرًف الله بالذكر وهي أفعال لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع والنظير في مثل هذا موجود في كلام العرب ونقل عن بعض الصحابة.

- باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية

٢٢- بيان ما جاء في أسماء القرآن :
هو القرآن وهو الكتاب والفرقان والذكر.

٢٣- بيان معنى السورة والاية:
السورة بالهمز ة معناها البقية من الشيء و بدون همز وتتحمل المعنى الاول او مشبهة بسور البناء والآية العلامة في كلام العرب.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 ذو الحجة 1441هـ/11-08-2020م, 03:18 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

إعادة الواجب
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
الإجابة:
مسائل المقدمة:
بعد أن عرف نفسه وحمد الله وأثنى عليه، بين الآتي:
- فضل القرآن الكريم: القرآن الكريم فضله كبير وعظيم فهو كلام الله تعالى، وبين الله تعالى فيه الوعد والوعيد والأمر والنهي وفيه أتم الله علينا شرعه ، فمن تمسك به فاز وأفلح فهو حبل الله المتين وهو الكتاب المعجز الذي لا تنقضي عجائبه للعلماء والفصحاء فالحمد لله رب العالمين.
- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل بلغ الرسالة وأدى الأمانة وحمل عبء الدعوة وهو خير خلق الله تعالى.
- طلبه للعلم ونصيحته لطلاب العلم:
فقال أن من طلب العلم وعزم على الوصول عليه أن يأخذ من كل علم طرفا خيارا، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا، ولن يرتقي هذا النجد ويبلغ هذا المجد حتى ينضي مطايا الاجتهاد ويصل التأويب بالإسئاد ويطعم الصبر ويكتحل بالسهاد.
- أفضل العلوم وأشرفها:
قال في مقدمته مبينا لماذا اختار تفسير كتاب الله، فشرف العلم على قدر شرف المعلوم، فهو علم كتاب الله ، وهو قوام الشرع و تخدمه علوم اللغة والبلاغة وعلوم القرآن.
- منهج الشيخ في التفسير:
· يعلق ما يتخيل لي في المناظرة من علم التفسير وترتيب المعاني.
· تفسيره جامعا وجيزا محررا لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به.
· يثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم.
· ينبه على ما ترد فيه شبهات من ألفاظ في تفاسير الثقات من المفسرين ويسرد التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
· ذكر أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوي رحمه الله مفرق للنظر مشعب للفكر.
· يذكر جميع القراءات مستعملها وشاذها ويذكر معانيها على حسب القراءة بإيجاز ذون فضول الكلام.
باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به:
ذكر في هذا الباب أدلة فضل القرآن الكريم من الأحاديث ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
- قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
-وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب
- وقيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
- وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
- وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن))، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
- وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: 3].
- وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
- وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
- وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا}فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
في هذا الباب بين أهمية اللغة العربية وجاء بالحديث عن ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر))، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب))، وعن بن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر، وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل، وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
ضوابط التفسير وذم الجرأة على تفسير القرآن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)، قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
وهناك من السلف من توقف عن تفسير القرآن تورعا كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي.
مراتب المفسرين:
- صدرهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما، وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب، وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه، - وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
- ومن الصحابة عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص .
- ومن التابعين مجاهد وسعيد بن جبير و الحسن بن أبي الحسن وعلقمة وغيرهما .
- وذكر عن السدي رحمه الله أن عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر وفي هذا يجب البحث.
- ثم بعد التابعين كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
- محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
- ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وغيرهم.
باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
اختلف العلماء في تفسير هذا الحديث، على عدة أقوال:
- قول أنها ما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
- في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام ، قاله بن شهاب.
- معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، وذكر القاضي أبو بكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه))..
- وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ، ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد، ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}، ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ،ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت)، ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى)، قاله القاضي أبو بكر بن الطيب .
- قول بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك، قاله القاضي أبو محمد.
- سبعة أوجه من أسماء الله تعالى قاله القاضي الطيب، وجاء في الحديث عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب))، وعلق الشيخ عن هذا القول (وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.)
- قول أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وأنه هناك ما ذكر ووصل لنا وهناك ما لم يذكر.
- قول سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
- سبعة أوجه وسبع قراءات مختلفات وطرائق يقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن أو معظمه قاله بن عطية ، واستدل على ذلك قول الناس: حرف أبي وحرف ابن مسعود ونقول في الجملة: إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها.
- قول أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول قول القاضي أبو محمد ، قال بن عطية لو قلنا من هذه الأحرف لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بها القرآن، وذلك أن قبائل العرب في اليمن والشام والعراق خالطتها لغات أخرى فلم تسلم عربيتها من اختلاط اللغات واستدل على ذلك بالأدلة التالية
عن بن عباس اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى:{فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم..
وأيضا قول عثمان لأبي رضي الله عنهما عند جمع القرآن في عهده : "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".

باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
الجمع الأول
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان القرآن الكريم محفوظ في صدور الرجال ومتفرقا في اللخاف والصحاف ، في عهد أبو بكر رضي الله عنه بعد موقعة اليمامة استشهد الكثير من الحفاظ فأشار عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجمع القرآن ، فكلف بذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
في هذا الجمع سقطت الآية من آخر براءة حتى وجدها زيد عند خزيمة بن ثابت وذكره البخاري إلا أنه قال فيه مع أبي خزيمة الأنصاري ، والطبري ذكر أن هذا كان في الجمع الثاني.
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
الجمع الثاني
هذا الجمع كان في عهد عثمان بن عفان حيث أنه انتشرت في الأمصار نسخ كثيرة بالقراءات كمصحف أبي ومصحف ابن مسعود، فلما رجع حذيفة من غزوة أرمينية أخبر الخليفة باختلاف القراءات وأنه سبب للاختلاف والفرقة فقام عثمان بجمع القرآن فانتدب لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ذكره البخاري و الترمذي وغيرهما.
وقال البخاري الجمع الثاني فقد زيد آية من سورة الأحزاب: {من المؤمنين رجال} [الأحزاب: 33] فوجدها مع خزيمة بن ثابت.
وقال الطبري فيما روي: إنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاصي وحده وهذا ضعيف.
وقال الطبري أيضا: إن الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوا في التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق وتروى بالحاء غير منقوطة وتروى بالخاء على معنى ثم تدفن، ورواية الحاء غير منقوطة أحسن.
وقيل أن ترتيب السور كان من زيد ومن معه ، أما ترتيب الآيات فمن النبي صلى الله عليه وسلم، وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.
شكل المصحف ونقطه
كان بأمر من عبد الملك بن مروان حيث كلف به الحجاج في واسط.
أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ،و أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر ذكرهم الزبيدي عن المبرد.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
تحزيبه وتعشيره
كان ذلك أيضا قام به الحجاج في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وقيل أن تعشيره قام به المأمون العباسي.
جمع القراءات
الحجاج أمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.

باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذه المسألة:
- منهم من قال إن في كتاب الله تعالى من كل لغة قاله أبو عبيدة وغيره.
- منهم من قال أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ذكره الطبري.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر
وحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
بالنسبة لإعجاز القرآن فهو متفق عليه أما وجه الإعجاز هنا جاء الاختلاف على عدة أقوال:
- قول إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها

- وقولإن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
- وقول أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ، وهذا قول الجمهور.
وقال القاضي عبد الحق :"ونحن تبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام ألا ترى ميز الجارية نفس الأعشى وميز الفرزدق نفس جرير من نفس ذي الرمة ونظر الأعرابي في قوله عز فحكم فقطع إلى كثير من الأمثلة اكتفيت بالإشارة إليها اختصارا فصورة قيام الحجة بالقرآن على العرب أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: {فأتوا بسورة من مثله}[البقرة: 23]قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميز منه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر على مثله فصح عنده أنه من عند الله تعالى".

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ذكر المفسر في هذا الباب ألفاظ تستخدم من قبل المفسرين لا ينبغي استخدامها تعظيما لله تعالى مثل: خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} [الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
فقال القاضي أبو محمد عبد الحق :"وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك".

باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
معنى أسماء القرآن
تحرير القول في معنى القرآن:
- قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة.
- التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه.
الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع.
الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
الذكر سمي ذلك على 3 أقوال :
- لأنه يذكر الناس بالآخرة.
- وأنه فيه ذكر الأمم الماضية.
- لأنه فيه شرف ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والعلماء وكل من شرفه الله في كتابه والله أعلم.
معنى السورة
سورة إما :
- مهموزة كتميم كلها وغيرهم ، و يكون معناها كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
- أو غير مهموزة كقريش ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة وهنا يكون معناها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة ، وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها.
ومن معاني سوة الرتبة الرفيعة من المجد والملك.
معنى الآية
العلامة في كلام العرب وسبب تسميتها آية:
- لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم .
- وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
-وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.
ومن جهة اللغة والصرف:
ووزن آية عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
وقال الكسائي: أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقيل أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي}[آل عمران: 146].
وقال بعض الكوفيين: أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.
جزاكم الله خير وبوركتم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 ذو الحجة 1441هـ/16-08-2020م, 11:59 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا نصر زيدان مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي

المسألة الأولى: مقدمة التفسير ابن عطية :
•بعد أن عرف الشيخ بنفسه، وقد يفهم من أسلوب الكتابة، أن الإمام قد أملى تفسيره على طلابه.
• ثم حمد الله و أثنى عليه سبحانه و تعالى كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه، وبين فضل الله على عباده ومن أعظم نعمه على عباده نزول القرآن على أفضل خلقه صلى الله عليه وسلم؛ و بيان بلاغة القرآن الذي أعجز الفصحاء وأخرس البلغاء، وبين أن من اختار علماً من العلوم، فلن يناله براحة الجسد والركون إلى الكسل، وإنما يناله بالاجتهاد ومكابدة النفس والهوى.وبيّن أنه لم يجد أفضل من اختيار كتاب الله بالعكوف عليه حفظا ودراسة، وأنه من يتدبر كتاب الله ويعكف عليه فهو على الجادة السليمة، وهو على بينة من نفسه، ومن يقف على تدبر آياته بإخلاص وحب يفتح عليه الله من الفوائد والنكات ما لا يحصى و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.ومن ثم من فتح الله عليه بهذا الفضل العظيم عليه أن يقيد هذا العلم بالعمل، اتباعاَ لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم:" قيدوا العلم بالكتاب". ( وعلق الشيخ الطيار حفظه الله في شرحه للمقدمة، أن هذا الحديث لا يصح اسناده للرسول صلى الله عليه وسلم).
• وفي هذه المقدمة يبين ما سوف ينتهجه الإمام في تفسيره وهذا في قوله: " ولنقدم بين يدي القول في التفسير...."
• بينَّ منهجه في التفسير، في انه جامعاً وجيزاً محرراً، وهذا له علاقة بإسم التفسير، واتباع أصول اللغة العربية، وذكر أنه يفند أقوال من سبقوه من المفسرين، ويرد على ما يراه مخالف.

المسألة الثانية:باب ما ورد في السنة و سير السلف في فضل القرآن:
• هذا الباب يقوم على أمرين: أحدهما: ذكر الأحاديث النبوية والآثار في فضل القرآن، والثاني: صور من الاعتصام بالقرآن والعمل به.
• الاعتصام بكتاب الله سبيل النجاة من الفتن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم)).
• و القرآن هو حجة على كل زمان و هو المتجدد لكل الأزمنة و الأجناس كما أجاب جعفر الصادق عندما سئل لماذا صار الشعر و الخطب يمل ما أعيد منها و القرآن لا يمل؟
• و في بيان شرف حملة القرآن مكانة عظيمة، فلقد روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: " أشراف أمتي حملة القرآن".
• و بيان تعلمه و تعليمه كما ذكر في الحديث عن عثمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "أفضلكم من تعلم القرآن و علمه" .
• بيان حب استماع الملائكة للقرآن: و وواقعة استماع الملائكة لتلاوة أسيد بن حضير أثناء تلاوته لسورة البقرة.
• فضل تدبر القرآن والعمل به، وأن الله قد يسره للحفظ. [الدليل]

المسألة الثالثة: نزول القرآن بلسان عربي مبين:
• روي ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم : فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم: " عربيته فالتمسوها في الشعر". ( وعلق الشيخ الطيار، أن هذها الأثر لا يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد ذكر القاضي أبو محمد أن أبو العالية قد فسر قوله تعالى:" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراَ كثيراَ" ففسر الحكمة فهم القرآن.ولقد كان السلف من شدة اعتنائهم بالقرآن وتفسيره يشدوا الرحال إلى بلاد الله ؛إذا علموا أن تفسير هذه الآية عند أحدهم.
• والمراد من " أعربوا القرآن"، أي أظهروا عربيته من جهة اللفظ ومن جهة المعنى.
• وقول ابن عطية :" إعراب القرآن أصل في الشريعة...."، هو بيان العربية من جهة اللفظ ومن جهة المعنى، مثل قوله تعالى: : والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء"، فالمراد بالقرء، إما الحيض، وإما الطهر
• ولذلك على من يقرأ القرآن أن يعلم تفسيره، ويفهم ويتدبر القرآن؛ ولا يكون كمن جاءه كتاب من ملكه ليلا وليس عنده مصباح فتداخلته روعة لا يدري ما فيه، ولذلك أوصوا أن من يقرأ القرآن عليه أن يتدبره و يعلم تفسيره، ثم أورد الآثار التي تفيد حرص السلف على فهم المعنى، وعلى فهم الوجوه المحتملة للمفردة القرآنية.
المسألة الرابعة: التكلم في القرآن بغير علم إثم كبير ومراتب المفسرين:
• يروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ". ولقد أشار القاضي أبو محمد أن هناك غيبيات لا يعلمها إلا الله كموعد قيام الساعة ومثل هذه الغيبيات تروى موقوفة لا يقال فيها برأي.
• وأوضح الإمام ابن عطية، أن للتفسير أصول يجب على المفسر أن يتعلمها ويتبعها حتى يكون أهل للاجتهاد.
• هناك من تصدر للتفسير من الصحابة، وهو مؤيد له، كعلي ابن أبي طالب وهناك ترجمان القرآن؛ كما شهد له ابن مسعود رضي الله عنهم جميعا،وهو الذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم :" اللهم فقه في الدين و علمه التأويل"،كم قال صلى الله عليه وسلم، فكان ابن عباس يتصدر مجالس الصحابة الكبار، ويعد أول من كان له تفسير لطول زمانه وتخصصه في هذا العلم، وببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له، وكان هناك من تلاميذه من التابعين، كمجاهد وهو من أكثر تلاميذ ابن عباس علماً به وكتابةً عنه، ولقد قرأ عليه القرآن قراءة تدبر وفهم، وكان أيضاً من تلاميذ ابن عباس، سعيد بن الجبير.
• وبالنسبة لطبقة أخرى من التابعين، كانوا يتحرجون من التصدي للتفسير و يعيبون على من جلس إلى الناس يفسر لهم الآيات، ومن هؤلاء سعيد بن المسيب وعامر الشعبي.
• ثم توالى العلماء الذين شهد لهم الناس بالرسوخ في العلم و الثبات مثل الطبري الذي يعد المفسرين عالة عليه، وكان و لا يزال تفسيره من المراجع التي يرجع إليها.

المسألة الخامسة: تفصيل حديث:"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف":
• اختلف العلماء في تأويل معنى "سبعة أحرف"، فهناك من العلماء من فسرها بأنها هي السبعة أوجه فما دونها كتعال و أقبل وإلي و نحوي وقصدي وأقرب وجئ وكاللغات في أف و لقد ضعفه ابن عطية.
• وهناك من ذهب ان الأحرف السبعة إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لا يختلف في حلال ولا حرام.ولقد قال ابن عطيه أنه محتمل هذا الكلام. [هذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس]
• وقال آخرون أنه أمر و نهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وضعفه ابن عطيه وأرجع إلى ان هذا لا يسمى أحرفاً،و لأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال و لا في تحليل حرام و لا في أي شئ مما ذكر.
• و أدرج ابن عطية قول القاضي أبو بكر بن الطيب، في أن وجوه الاختلاف في القراءة تقع في سبعة أوجه أحداهما: ما تتغير حركته و لا يزول معناه و لا صورته: "هن أطهرُ" و أطهرَ. ثانيهما: منها ما لا يتغير صورته و لكن يتغير معناه بإختلاف إعرابه :"ربنا باعِد" وباعَد.
ثالثا: ما تبقى صورته و يتغير معناه باختلاف حروفه: " ننشرها" و"ننشزها".
رابعاً: ما تتغير صورته ومعناه: (وطلح منضود)، و (طلع منضود).
خامساً: ما تتغير صورته و يبقى معناه كقوله: (كالعهن المنفوش)، و(كالصوف المنفوش).
سادساً: التقديم و التأخير، (وجاءت سكرة الموت بالحق){ ق:19}، (وسكرة الحق بالموت).
سابعاً: ومنها بالزيادة و النقصان كقوله:( تسع و تسعون نعجة أنثى).
•و لقد علق القاضي أبو محمد على حديث الرسول صلى الله عليه و سلم:( ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).قال هذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما المراد هنا بالحرف أي الجهة و الطريقة، كما في قوله تعالى:" ومن الناس من يعبد الله على حرف".فبين ان الحديث هنا على سبع طرائق من تحليل و تحريم. و لقد عقب القاضي أبو محمد، ان اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وهو اختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر و إنما هو أن قريشاً استعملت في عباراتها شيئا و استعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وهكذا.
•و دلل على ذلك بأن المناكرة بين عمر ابن الخطاب و أبي و هشام لم يكن أساس الخلاف فيها على إنكار اللغة و لكن كان الخلاف يكمن في اختلاف القراءة التي يقرأ بها و التي تختلف عن قراءة صاحبه. فكل منهم قال: أنه قد أقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة مختلفة. و لقد أشار القاضي أبو محمد أن المقصود من حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عند ابن عطية عد الوجوه الطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب. و لقد أشار القاضي أبو محمد أن أكثر العلماء ومنهم أبو عبيد إلى أن القرآن أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها، ولقد أشار أن أصل الحروف السبعة يعود إلى قبيلة قريش حيث أن النبي صلى الله عليه و سلم منها ثم بنو سعد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استرضع منهم و نشأ و ترعرع في البادية.وعندما شب الرسول صلى الله عليه و سلم خالط سائر القبائل مثل خزاعة و أسدا و غيرهم.
• و لقد أشار ابن عطية أن هذه القبائل التي امتازت بالفصاحة و سلامة اللغة على عكس جنوب اليمن الذي شابت عربيتهم دخن من الوفود الهندية التي كانت تتاجر معهم.وهناك ما والى العراق من الجزيرة العربية حيث كانت عربيتهم قد شابها ما شابها من مخالطة بلاد فارس.
•وعندما توسعت رقعة الأمة الإسلامية و دخلت الأمم في دين الله أفواجا تجرد أهل البصرة و الكوفة لحفظ لسان العرب و حفظ اللغة وأخذوا عن هذه القبائل المذكورة.و لقد اختار القرآن أفصح الأقوال و أوجزها لوصول المعنى بسهولة و يسر ففي قوله تعالى:" ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق"، أي احكم بيننا و لقد كانت بنت ذي يزن تقول لزوجها تعالى أفاتحك أي أحكامك. و قد فهم معنى الآية ابن عباس رضي الله عنه من قولها.واباحة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم بالقراءة بالأحرف السبع من باب التيسير على الأمة، و لا يجوز ابدال لف من قراءة بقراءة أخرى فعلى كل من يقرأ يلتزم بقرائته التي يقرأ بها.و لذلك عندما هرع حذيفة بن اليمان إلى عثمان رضي الله عنه بأن يدرك الأمة قبل وقوع الفتنة و ذلك بعد أن هاله ما يقوم بين الناس من صراعات و فتن.فجمع عثمان رضي الله عنه علماء الصحابة و جمعوا القرآن على لسان قريش إذا ما وقع بينهم خلاف و ذلك لتوحيد أمة الإسلام و المسلمين.

مسألة ذكر مراحل جمع القرآن
• كان القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متفرقاً في صدور الرجال، وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وفي لخاف.
• سبب جمع القرآن الأول على عهد أبو بكر الصديق، بسبب استشهاد عدد من القراء يوم اليمامة، والذي أشار على سيدنا أبو بكر، هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وعَهِد أبو بكر رضي الله عنه،إلى زيد بن ثابت مهمة جمع القرآن.
• وبقاء هذه النسخة بعد سيدنا أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عند أمنا حفصة بنت الخطاب رضي الله عنهما.
• ثم جاء الجمع الثاني على عهد عثمان بن عفان، بعد غزوة أرمينية، ومخافة اختلاف الأمة على القرآن، فجمع على لغة قريش، وعَهِد إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم.
• ترتيب الآيات هو توقيفي من عند الله، وترتيب السور، أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتباً في زمن النبي عليه السلام، وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتابة.
• وأما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله، فتجرد لذلك الحجاج بواسط وزاد تحزيبه، وأول من نقط المصاحف أبو الأسود الدوؤلي، وذكر الإمام ابن عطية أنه ذكر أيضاً نصر بن عاصم، وبالنسبة للتخميس والتعشير فهو غير موجود الآن.

مسألة الألفاظ التي في القرآن هل هي عربية اصيلة أم عُربت؟
• ذكر الإمام رأي الطبري، أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان، وهو ما اتفق الإمام ابن عطية مع الطبري غلى ما ذهب إليه، وقال أن العرب العاربة كان لها مخالطة لسائر الألسنة بتجارات ورحلتي قريش، فأخذت قريش هذه الالفاظ وعربتها.
[هناك فرق بين قول الطبري وابن عطية
والمسائل الخلافية نحرر الخلاف فيها بذكر جميع الاقوال]

مسألة في إعجاز القرآن
• بينّ القاضي محمد أن إعجاز القرآن وقع بالكلام القديم ( وهذا المصطلح خاص بعلماء الأشاعرة المتقدمين)، وهناك من قال أن التحدي وقع بالأنباء الصادقة والغيوب المسردة.
• وذكر القاضي محمد أن هذا الإعجاز لا يصلح إلا لمن أقر بالشريعة، ولا يصلح للكفرة، ولكن من المشهود أنه يقع التحدي العقلي لمن لا يؤمن بالقرآن، مثل عدم إيمان أبو لهب.
• وأشار القاضي محمد أن الجمهور متفقون على أن التحدي بالقرآن إنما وقع بنظمه وصحة معاني وتوالي فصاحة ألفاظه، ووجه الإعجاز أن الله محيط بكل شئ، وهو سبحانه وتعالى يحيط أن هذه اللفظة القرآنية تصلح في هذا الموضع.
• وأبطل قول من قال بالصرفة، وقال أن الصحيح؛ أن الإتيان بمثل هذا القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، وذلك مشهود من عدم قدرة الوليد بن المغيرة على وصف القرآن، عندما أدهشه سلاسة ألفاظه، لم يجد غير وصفه بأنه سحر.

مسألة أدب المفسر في كلامه عن أفعال الله تعالى
• بيان إلزام إسناد أفعال إلى الله تعالى بتوقيف من الشرع.
• بيان ضرورة التأدب مع الله عندما يكتب المفسر في تفسيره.
• بيان تورع ابن عطية مع الله تعالى.
• ذكر كيف كانت عادة العرب استعمال أشياء في ذكر الله تعالى تنحمل على مجاز كلامها، ودلل على ذلك بقول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم ( فاغفر فداء لك ما اقتفينا)،
• وأشار أن عبارات الشعراء قد يشوبها الخلل والعبارات الناقصة.
[في هذا الباب تحدث ابن عطية عن مسألة
هل يجوز قول " حكى الله " مثلا
وهكذا سائر الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها، وتكثر في كلام المفسرين
وهذه الأفعال لم يثبت أنها صفات لله عز وجل
فهل يجوز استعمالها؟
هذا هو أساس المسألة التي أراد مناقشتها فإن اتضحت لكِ فراجعي قراءة الفصل ليتضح لكِ الجواب بإذن الله فهو غير واضح في تحريرك]


مسألة أسماء القرآن وذكر السورة والآية:
• شرع ابن عطية فيذكر معاني أسماء القرآن ودلالة معانيها:
• ذكر من أسماء القرآن: الكتاب والفرقان والذكر
• وذكر القرآن مصدر: قرا القرآن إذا تلا القرآن، أي يقرأ القرآن، والقرآن، أي جمعه وتأليفه.
• ومن أسمائه كتاب، وهو مصدر من كتب غذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها.
• والفرقان أي يفرق بين الحق والباطل، والذكر لتذكير الناس بالآخرة وإلههم.
• وأما السورة، فذكر أن قريش وقبائل هذيل وسعد بن بكر يقولون سورة بدون همزة، بينما تميم يهمزونها، فيقولون سؤرة.
• والسؤرة بالهمزة، أي كالبقية من الشي والقطعة منه.
• وأما من لا يهمز، فيراها بسورة البناء، أي القطعة منه.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ
بعض الفقرات يحسن أن يصاغ لها مسألة فرعية تحت العنصر الرئيسي
مثلا:
- فضل القرآن: وقد استنبطتِ بالفعل بعض الفضائل لكن بقي توضيح المسألة وتمييزها بلون مختلف.
- فصل مسألة لتأليف القرآن، وأخرى لنقط المصحف وتشكيله (على سبيل المثال )
- مراحل جمع القرآن: صياغة عنوان واضح لكل مرحلة
- المسائل الخلافية نميز الأقوال كما تعلمنا في طريقة تحرير المسائل الخلافية
القول الأول: .... واستدلوا بـ - إن وجد الدليل-
القول الثاني: ....
الراجح: كذا ولكذا ..

تنظيم التلخيص يعينكِ على حسن مراجعته بسهولة، والأصل فيه وضوح المسائل مع جودة تحريرها
التقويم: ج+
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 12:17 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إعادة إجابات أسئلة مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي ـ المحرر الوجيز

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.

المسائل التي اشتملت عليها المقدمة:

- خطبة تفسير ابن عطية

أ١- أهداف تأليف ابن عطية لهذا الكتاب:
أراد ابن عطية بعد طلبه للعلم الكتابة في علم يستنفد فيه غاية الوسع يجوب آفاقه ويتتبع أعماقه ويضبط أصوله ويحكم فصوله ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه ويعنى بدفع الاعتراضات عليه حتى يكون لأهل ذلك العلم كالحصن المشيد والذخر العتيد يستندون فيه إلى أقواله ويحتذون على مثاله.

٢- أسباب اختيار ابن عطية لعلم كتاب الله:
- ان شرف العلم على قدر شرف المعلوم فكان كتاب الله أشرفها مقاما.
- انه العلم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
- انه العلم الذي جعل للشرع قواما واستعمل سائر العلوم خداما.
- انه اقرب العلوم تقريبا إلى الله تعالى وتخليصا للنيات ونهيا عن الباطل وحضا على الصالحات.

٣- بيان المراد بالثقل في قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5]:
قال ابن عطية : قال المفسرون أي علم معانيه والعمل بها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قيدوا العلم بالكتاب)
[من المهم أن ننتبه إلى مقصد الكاتب من إيراد المسألة، حتى نحسن صياغتها
فابن عطية هنا لم يقصد بيان المراد بالثقل - بداية - وإنما قصد الاستدلال بالآية على اختياره للتفسير كتخصص وعزمه على الكتابة فيه
فيضاف هذا إلى تحرير المسألة السابقة]

٤- أسلوب ابن عطية في تأليف هذا الكتاب:
ذكر ابن عطية أن قصده في الكتاب أن يكون جامعا وجيزا محررا كما أنه لا يذكر القصص الا لحاجة في بيان معنى الآية وينسب أقوال العلماء الى قائليها متبعا مذهب السلف الصالح المعتمد على فهم اللغة العربية الخالي من الإلحاد الذي وقع فيه أهل الباطن كما أنه ينبه على اقوال العلماء إذا جاء في كلامهم ما ينحو الى قول أهل الباطن كما أنه يذكر في تفسيره ما ورد في الآية من أحكام أو نحو او لغة أو معنى او قراءة حسب رتبة الفاظها كما أنه يذكر القراءات المستعملة والشاذة.

- باب ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ونبهاء العلماء في فضل القرآن وصورة الاعتصام به

٥ - فضل تعلم كتاب الله والعمل به وأنه عصمة من الفتن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: (كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم).
روي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: (أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه).
قال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: (عليكم بالقرآن).
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.

٦- بيان أجر تلاوة القرآن وأنه أفضل العبادة:
قال صلى الله عليه وسلم: (اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف).
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله).
قال عليه السلام: (ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك).
قال عليه السلام: (أفضل عبادة أمتي القرآن).
روى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن).

٧- بيان شرف حملة القرآن وفضل تدبره والعمل به وشفاعته لأصحابه:
روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه).
يروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
قال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

- باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه

٨- بيان فضل علم التفسير والحث على تعلم اعراب القرآن:
قال صلى الله عليه وسلم (أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة).
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
قال ابن عطية إن اعراب القرآن اصل في الشريعة لان بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.

- باب ماقيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين

٩- بيان قول عائشة رضي الله عنها "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل":
قال ابن عطية معنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمل ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته مالم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور و كرتبة خلق السموات والارض.

١٠- معنى حديث (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ):
قال ابن عطية المعنى ان يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيقول فيه برأيه دون النظر في أقوال العلماء أو اقتضته قوانين اللغة كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.

١١- بيان حال السلف مع علم التفسير :
كان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.

١٢- مراتب المفسرين من السلف:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه صدر المفسرين والمؤيد فيهم.
عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه.
عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل ما أخذ عن الصحابة فحسن متقدم.
من المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.
عبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي .
أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي.

- باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)

١٣- بيان الاختلاف في المراد بالأحرف السبعة:
ورد في المراد بها اقوال:
الأول أنها فيما يتفق ان يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل والي ونحوي وقصدي وأقرب وجئ وكاللغات التي في أف و كالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهو قول فريق من العلماء وذكر ابن عطية ان هذا قول ضعيف.
الثاني أنها في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام وهو قول ابن شهاب وقال ابن عطية هذا كلام محتمل.
[هذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس]

الثالث انها معاني كتاب الله وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال وقال ابن عطية ان هذا ضعيف لان هذا لا يسمى احرفا وأن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شئ من المعاني المذكورة.
الرابع انها وجوه اختلاف في القراءة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ. ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت) ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى) وهو قول أبي بكر بن الطيب وذكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)) وقال ابن عطية أن هذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هي التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافه اوإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}.
الخامس ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)) قال القاضي ابن الطيب هذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه وطرائق وغير السبعة التي هي قراءات ووسع فيها وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.
السادس أنه أنزل على سبع لغات مختلفات قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وقد زعم قوم أن معنى الحديث أنه نزل على سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
قال ابن عطية انتهى ما جمعت من كلام القاضي أبي بكر رضي الله عنه وإطلاقه البطلان على القول الذي حكاه فيه نظر لأن المذهب الصحيح الذي قرره آخرا من قوله ونقول في الجملة إنما صح وترتب من جهة اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وهو اختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.
قال ابن عطية أصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات .

١٤- بيان القراءات المتواترة والشاذة:
تتبع القراء ما روي لهم من اختلافات خاصة ما وافق خط المصحف وترتب أمر القراء السبعة المتواترة وبها يصلى لثبوت الإجماع عليها اما القراءات الشاذة فلا يصلى بها.

- باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره

١٥- بيان جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن:
لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور .
بقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.

١٦- بيان جمع عثمان ابن عفان رضي الله عنه للقرآن:
لما قدم حذيفة من غزوة أرمينية انتدب عثمان لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير .

١٧- بيان ما ورد في ترتيب الآيات والسور:
ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان في السور ما لم يرتب فذلك الذي ريب وقت الكتب.

١٨- ما ورد في نقط المصحف وتحزيبه:
ذكر ابن عطية ان أول من قام به الحجاج بأمر من عبد الملك بن مروان وقيل أبو الأسود الدؤلي او نصر بن عاصم.

- باب في ذكر الالفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق

١٩- بيان ما جاء في القرآن من الألفاظ التي تتعلق بلغات العجم:
قال ابن عطية : نزل القرآن بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها الى من لسان آخر وأما ما جاء في بعض هذه الالفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها.

- نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن

٢٠- بيان الاختلاف في المراد بإعجاز القرآن:
التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات
التحدي وقع بما في القرآن من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة
قال ابن عطية ان هذين القولين عند من تقررت الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه.
لم ينكر كفار العرب لم يمكنهم قط أن رصف القرآن ونظمه وفصاحته متلقى من قبل محمد صلى الله عليه وسلم فإذا تحديت إلى ذلك وعجزت فيه علم كل فصيح ضرورة أن هذا نبي يأتي بما ليس في قدرة البشر الإتيان به إلا أن يخص الله تعالى من يشاء من عباده.
قال ابن عطية هذا هو القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا.

- باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى

٢١- بيان بعض الألفاظ المستعملة في التفسير:
يقتضي الإيجاز استعمال بعض الألفاظ مثل خاطب الله وشرًف الله بالذكر وهي أفعال لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع والنظير في مثل هذا موجود في كلام العرب ونقل عن بعض الصحابة.

- باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية

٢٢- بيان ما جاء في أسماء القرآن :
هو القرآن وهو الكتاب والفرقان والذكر.

٢٣- بيان معنى السورة والاية:
السورة بالهمز ة معناها البقية من الشيء و بدون همز وتتحمل المعنى الاول او مشبهة بسور البناء والآية العلامة في كلام العرب.


بارك الله فيك ونفع بك
أؤكد فقط أن المسائل الخلافية نستوعب عند تحريرها جميع الأقوال
ولا نكتفي بما رجحه ابن عطية.
التقويم:أ
وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 12:29 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
إعادة الواجب
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
الإجابة:
مسائل المقدمة:
بعد أن عرف نفسه وحمد الله وأثنى عليه، بين الآتي:
- فضل القرآن الكريم: القرآن الكريم فضله كبير وعظيم فهو كلام الله تعالى، وبين الله تعالى فيه الوعد والوعيد والأمر والنهي وفيه أتم الله علينا شرعه ، فمن تمسك به فاز وأفلح فهو حبل الله المتين وهو الكتاب المعجز الذي لا تنقضي عجائبه للعلماء والفصحاء فالحمد لله رب العالمين.
- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل بلغ الرسالة وأدى الأمانة وحمل عبء الدعوة وهو خير خلق الله تعالى.
- طلبه للعلم ونصيحته لطلاب العلم:
فقال أن من طلب العلم وعزم على الوصول عليه أن يأخذ من كل علم طرفا خيارا، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا، ولن يرتقي هذا النجد ويبلغ هذا المجد حتى ينضي مطايا الاجتهاد ويصل التأويب بالإسئاد ويطعم الصبر ويكتحل بالسهاد.
- أفضل العلوم وأشرفها:
قال في مقدمته مبينا لماذا اختار تفسير كتاب الله، فشرف العلم على قدر شرف المعلوم، فهو علم كتاب الله ، وهو قوام الشرع و تخدمه علوم اللغة والبلاغة وعلوم القرآن.
- منهج الشيخ في التفسير:
· يعلق ما يتخيل لي في المناظرة من علم التفسير وترتيب المعاني.
· تفسيره جامعا وجيزا محررا لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به.
· يثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم.
· ينبه على ما ترد فيه شبهات من ألفاظ في تفاسير الثقات من المفسرين ويسرد التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
· ذكر أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوي رحمه الله مفرق للنظر مشعب للفكر.
· يذكر جميع القراءات مستعملها وشاذها ويذكر معانيها على حسب القراءة بإيجاز ذون فضول الكلام.
باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به:
ذكر في هذا الباب أدلة فضل القرآن الكريم من الأحاديث ومنها:
[يمكنكِ استنباط عدد من المسائل من هذه الأحاديث وتصنيفها عليها، وتأملي طريقة الأخ محمد العبد اللطيف أعلاه]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
- قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
-وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب
- وقيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
- وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
- وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن))، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
- وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: 3].
- وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
- وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
- وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا}فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
في هذا الباب بين أهمية اللغة العربية وجاء بالحديث عن ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر))، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب))، وعن بن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر، وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل، وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
ضوابط التفسير وذم الجرأة على تفسير القرآن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)، قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
وهناك من السلف من توقف عن تفسير القرآن تورعا كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي.
مراتب المفسرين:
- صدرهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما، وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب، وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه، - وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
- ومن الصحابة عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص .
- ومن التابعين مجاهد وسعيد بن جبير و الحسن بن أبي الحسن وعلقمة وغيرهما .
- وذكر عن السدي رحمه الله أن عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر وفي هذا يجب البحث.
- ثم بعد التابعين كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
- محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
- ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وغيرهم.
باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
اختلف العلماء في تفسير هذا الحديث، على عدة أقوال:
- قول أنها ما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
- في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام ، قاله بن شهاب.
[هذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس]

- معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، وذكر القاضي أبو بكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه))..
- وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ، ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد، ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}، ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ،ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت)، ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى)، قاله القاضي أبو بكر بن الطيب .
- قول بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك، قاله القاضي أبو محمد.
- سبعة أوجه من أسماء الله تعالى قاله القاضي الطيب، وجاء في الحديث عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب))، وعلق الشيخ عن هذا القول (وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.)
- قول أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وأنه هناك ما ذكر ووصل لنا وهناك ما لم يذكر.
- قول سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
- سبعة أوجه وسبع قراءات مختلفات وطرائق يقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن أو معظمه قاله بن عطية ، واستدل على ذلك قول الناس: حرف أبي وحرف ابن مسعود ونقول في الجملة: إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها.
- قول أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول قول القاضي أبو محمد ، قال بن عطية لو قلنا من هذه الأحرف لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بها القرآن، وذلك أن قبائل العرب في اليمن والشام والعراق خالطتها لغات أخرى فلم تسلم عربيتها من اختلاط اللغات واستدل على ذلك بالأدلة التالية
عن بن عباس اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى:{فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم..
وأيضا قول عثمان لأبي رضي الله عنهما عند جمع القرآن في عهده : "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".

باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
الجمع الأول
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان القرآن الكريم محفوظ في صدور الرجال ومتفرقا في اللخاف والصحاف ، في عهد أبو بكر رضي الله عنه بعد موقعة اليمامة استشهد الكثير من الحفاظ فأشار عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجمع القرآن ، فكلف بذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
في هذا الجمع سقطت الآية من آخر براءة حتى وجدها زيد عند خزيمة بن ثابت وذكره البخاري إلا أنه قال فيه مع أبي خزيمة الأنصاري ، والطبري ذكر أن هذا كان في الجمع الثاني.
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
الجمع الثاني
هذا الجمع كان في عهد عثمان بن عفان حيث أنه انتشرت في الأمصار نسخ كثيرة بالقراءات كمصحف أبي ومصحف ابن مسعود، فلما رجع حذيفة من غزوة أرمينية أخبر الخليفة باختلاف القراءات وأنه سبب للاختلاف والفرقة فقام عثمان بجمع القرآن فانتدب لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ذكره البخاري و الترمذي وغيرهما.
وقال البخاري الجمع الثاني فقد زيد آية من سورة الأحزاب: {من المؤمنين رجال} [الأحزاب: 33] فوجدها مع خزيمة بن ثابت.
وقال الطبري فيما روي: إنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاصي وحده وهذا ضعيف.
وقال الطبري أيضا: إن الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوا في التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق وتروى بالحاء غير منقوطة وتروى بالخاء على معنى ثم تدفن، ورواية الحاء غير منقوطة أحسن.
وقيل أن ترتيب السور كان من زيد ومن معه ، أما ترتيب الآيات فمن النبي صلى الله عليه وسلم، وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.
شكل المصحف ونقطه
كان بأمر من عبد الملك بن مروان حيث كلف به الحجاج في واسط.
أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ،و أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر ذكرهم الزبيدي عن المبرد.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
تحزيبه وتعشيره
كان ذلك أيضا قام به الحجاج في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وقيل أن تعشيره قام به المأمون العباسي.
جمع القراءات
الحجاج أمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.

باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذه المسألة:
- منهم من قال إن في كتاب الله تعالى من كل لغة قاله أبو عبيدة وغيره.
- منهم من قال أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ذكره الطبري.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر
وحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
بالنسبة لإعجاز القرآن فهو متفق عليه أما وجه الإعجاز هنا جاء الاختلاف على عدة أقوال:
- قول إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها

- وقولإن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
- وقول أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ، وهذا قول الجمهور.
وقال القاضي عبد الحق :"ونحن تبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام ألا ترى ميز الجارية نفس الأعشى وميز الفرزدق نفس جرير من نفس ذي الرمة ونظر الأعرابي في قوله عز فحكم فقطع إلى كثير من الأمثلة اكتفيت بالإشارة إليها اختصارا فصورة قيام الحجة بالقرآن على العرب أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: {فأتوا بسورة من مثله}[البقرة: 23]قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميز منه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر على مثله فصح عنده أنه من عند الله تعالى".

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ذكر المفسر في هذا الباب ألفاظ تستخدم من قبل المفسرين لا ينبغي استخدامها تعظيما لله تعالى مثل: خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} [الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
فقال القاضي أبو محمد عبد الحق :"وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك".

باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
معنى أسماء القرآن
تحرير القول في معنى القرآن:
- قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة.
- التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه.
الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع.
الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
الذكر سمي ذلك على 3 أقوال :
- لأنه يذكر الناس بالآخرة.
- وأنه فيه ذكر الأمم الماضية.
- لأنه فيه شرف ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والعلماء وكل من شرفه الله في كتابه والله أعلم.
معنى السورة
سورة إما :
- مهموزة كتميم كلها وغيرهم ، و يكون معناها كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
- أو غير مهموزة كقريش ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة وهنا يكون معناها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة ، وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها.
ومن معاني سوة الرتبة الرفيعة من المجد والملك.
معنى الآية
العلامة في كلام العرب وسبب تسميتها آية:
- لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم .
- وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
-وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.
ومن جهة اللغة والصرف:
ووزن آية عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
وقال الكسائي: أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقيل أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي}[آل عمران: 146].
وقال بعض الكوفيين: أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.
جزاكم الله خير وبوركتم ونفع بكم

بارك الله فيكِ ونفع بك
- القاضي أبو محمد = هو نفسه ابن عطية
- حاولي تمييز رؤوس المسائل بلون مختلف، واستنباط مسائل فرعية تحت العناصر الرئيسة، وراجعي التعليق على الأخت رشا والأخ محمد للفائدة.
التقويم: أ
زادكِ الله توفيقا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11 محرم 1442هـ/29-08-2020م, 02:12 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
- نسبه :
قال : قال الشيخ الإمام الفقيه القاضي أبو محمد عبد الحق ابن الفقيه الإمام الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية وهو الداخل إلى الأندلس ابن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكرم المحاربي من ولد زيد بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان من أهل غرناطة رحمه الله ونفعه والمسلمين بما دون.
-الدعاء بالرشاد والهداية
حيث بدأ كلامه بقوله ارشدنى الله وإياك وهذا ما سار عليه العلماء في رسائلهم وخطبهم
-فضل علم التفسير على غيره من العلوم
فاختار افضل العلوم واشرفها ، وهو علم التفسير ، ومراده بهذا أن يكون هذا العلم لمن بعده كالحصن المشيد والذخر العتيد يستندون فيه إلي أقواله ويحتذون على مثاله
-مقصد المؤلف :-
حرص المؤلف على جمع وتحرير أقوال المفسرين وبيان معاني القران وألفاظه بإيجاز فهو يختار وينتخب .
-منهج ابن عطية :
1- أن يقيد العلم امتثالا لقوله تعالى [ إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ] وقوله عليه الصلاة والسلام [ قيدوا العلم بالكتاب ] فقصد إلي جمع ما يتخيل إليه في المناظرات من علم التفسير وترتيب المعاني في مؤلف جامع ووجيز.
2- ذكر أنه لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الاية إلا به
3- إثبات أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلق من السلف الصالح رضي الله عنهم
4- انه ينقلها خالية من أهل القول بالرموز والقول بعلم الباطن وما كان من لفظ ينحو إلي شيء من أغراض الملحدين نبه عليه.
5- سرد التفسير بحسب رتبة ألفظ الاية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى او قراءة .
6- تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير كتب التفسير
7- ايراد جميع القراءات مستعملها وشاذها
8- بيان المعاني وجميع محتملات الألفاظ مع الحرص الايجاز وحذف فضول الكلام .
9- أنه في كتابته لعلم التفسير ذكر أنه حمل فيه خواطره
-فضل القران وصور الاعتصام به
فذكر ماورد عن النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة في ذلك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
- من قرا القران وهو علية شاق
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
- قسوة القلب تمنع الخشية
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
-حال السلف مع القران
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
-فضل تعلم القران وتعليمه
روى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ أفضلكم من تعلم القران وعلمه ]
وقال ابن مسعود : إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وغن أدب الله القران
-ميراث النبي عليه الصلاة والسلام
مر اعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القران فقال : ما صنع هؤلاء ؟ فقال له ابن مسعود : يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم
-وصية ابي الدرداء :
قال رجل لأبي الدرداء : إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القران بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة
-أحسن الناس قراءة
روى أبو هريرة ان رسول الله صلى الله علية وسلم سئل عن احسن الناس قراءة أو صوتا بالقران فقال : الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى
--فضل تعلم التفسير :
قال ابن عباس : الذي يقرأ ولا يفسر كااعرابي الذي يهذ الشعر
وقال مجاهد : أحب الخلق إلي الله أعلمهم بما أنزل

فالمؤلف ساق اثار واحاديث لبيان فضل القران والعمل به وان طريق العمل بالقران هو ببيان معانيه وتعلم التفسير ، [فالمقصود تهيئة القارء لمعرفة تفسير كلام الله تعالى فينشط في فهم معانية] كما ذكر الشيخ مساعد الطيار

-فضل تفسير القران والكلام على لغته والنظر في اعرابه
أورد المؤلف احاديث كقول قال صلى الله عليه وسلم [ أعربوا القران والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب ]

قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه اعراب القران أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانية التي في الشرع .
والمقصود هنا في أعربوا القران : أي اظهروا عربيته ، فيظهر عربيته من جهة اللفظ ومن جهة المعنى
- قال الحسن : والله ما أنزل الله اية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها
- وكان ابن عباس يبدأ في مجلس بالقران ثم بالتفسير ثم بالحديث
- وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول : ما من شيئ إلا وعلمه في القران ولكن رأي الرجل يعجز عنه

- باب ما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين .
- ذم من قال بالقران برأيه

ما روى أن رسول الله علية الصلاة والسلام قال [ من تكلم في القران برأيه فأصاب فقد أخطا
فذكر ابن عطية أن معنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب فيتسور علية برأيه دون النظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول ثم وضح فقال وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانية ويقول كل واحد باجتهاده المبنى على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه
- تورع العلماء
ثم ضرب مثلا على ذلك بسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وتعظيمهم لتفسير القران وتوقفهم عنه تورعا مع ادراكهم وتقدمهم
[COLOR="blue"]طبقات المفسرين
1- علي بن ابي طالب
2- عبدالله بان عباس
3- عبدالله بن مسعود
4- ابي بن كعب
5- زيد بن ثابت
6- عبدالله بن العباس
- ابرز المفسرين من التابعين
الحسن بن ابي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة ثم عكرمة والضحاك بن مزاحم
ويليهم المفسرين من اتباع التابعين كا عبدالرزاق والمفضل والبخارى ومن بعدهم الطبري حيث امتدحه ابن عطية بان تفسيره جامعا ومسندا ثم ذكر المفسرين المتاخرين كالزجاج والنقاش والنحاس ومكى بن ابي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوى
- دقة ابن عطية في اختيار الألفاظ الموجزة
حيث ذكر المبرزين من المتأخرين فقال الزجاج والفارسي فإن كلامهما منخول و لفظ [ منخول تعنى في معجم المعاني اسم المفعول من نخل ونخل الشيء غربله وصفاه واختار لبابه وغربل مسالة ونخلها : بالغ في تفحصها وتمحيصها ونخل قضية : أمعن فيه بحثا وتدقيقا ومحصها وتفحصها بترو وامعان نظر ] وابن عطية اختار هذه اللفظة الموجزة [ منخول ] لبيان هذا كله لكي يمتدح كلامهما .ثم ذكر ان الناس استدركت على النحاس ، وكذلك امتدح المهدوى بانه متقن التأليف .

- بيان معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام [ إن هذا القران أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه ]
حيث قال ان الناس اختلفوا في معنى هذا الحديث اختلافا شديدا
وذكر فيها عدة أقوال :
القول الأول : ان تلك الحروف البعة عل سبعة أوجه كتعال وأقبل وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وذكره فريق من العلماء ، وذكر ابن عطية ان هذا القول ضعيف
القول الثانى : أن تلك السبعة الاحرف إنما هي في الامر الذي يكون واحد لا يختلف في حلال ولا حرام ذكره ابن شهاب في كتاب مسلم وقال عنه ابن عطيه هذا كلام محتمل
القول الثالث : ان المراد بالسبعة الاحرف معانى كتاب الله تعالى وهى امر ونهى ووعد ووعيد وقصص وامثال ذكره فريق من العلماء، وذكر ابن عطية انه ضعيف لان هذه لا تسمى أحرفا ، وأيضا الإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغير شيء من المعانى المذكورة
القول الرابع : ما حكاه بعض العلماء ومنهم أبو بكر الطيب قال : تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
ثم ذكر أبو بكر بن الطيب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
قال القاضي أبو محمد: فهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.
وذكر القاضي أيضا: أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)
وأما ابن عطية فقال : الذي يصح به القول هو أن معنى الحديث المروى عن النبي عليه الصلاة والسلام والذي مال كثير من أهل العلم إليه كأبي عبيد وغيره هو أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها ، ثم قال فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك ثم ذكر مثال على ذلك فقال : ان ابن عباس لم يعلم معنى [ فاطر ] حتى اختصم عليه اعرابيان في بئر فقال : احدهما انا فطرتها فقال : ابن عباس : ففهمت حينئذ قوله تعالى [ فاطر السموات والأرض ]
ثم ذكر أن الاباحة في الحرف السبعة هو التخفيف على الناس والتوسعة عليهم ، ثم ذكر اختلاف الناس بعد اتساع الفتوحات واختلاطهم بغير العرب وقصة حذيفة بن اليمان حتى جمع الخليفة عثمان بن عفان المسلمين على المصحف الامام وأمر بحرق ما سواه منعا للاختلاف وسدا للذريعة وتغليبا لمصلحة العباد
وامرهم فقال [ إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش ]
- مصحف ابن مسعود:
وأما ما ذكره ابن عطية عن ابن مسعود من أن في مصحفه شيء من التفسير فهذا خطأ من المؤلف فلم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم أن كتبوا في مصاحفهم شيء غير القران وانما هذا قول من بعض العلماء لما راو بعض القراءات تخالف الثابت المتواتر فقالوا إنها على وجه القراءة التفسيرية والصحيح أنها قراءة شاذة ، و الدليل أن الصحابة كانوا يقولون فسر ابن مسعود اية كذا
- ما ثبت به الاجماع بالقراءة السبع :
ثم بين المؤلف رحمه الله أن ما ثبت بالاجماع عليه من القراءات السبع هوما مضت به الامصار وبها يصلى وترك ما عداها من القراءات الشاذة .
[COLOR="blue"]باب ذكر جمع القران وشكله ونقطة وتحزيبه وتعشيره
ذكر المؤلف سبب جمع القران وهو أن القران كان مجموع في صدور الرجال وفي الجريد والخاف فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر بجمع القران حتى لا يضيع ، فامر زيد بتتبعه وكتابته ، ثم بقي المصحف عند ابي بكر ثم عمر ومن بعده ابنته حفصة رضوان الله عليهم حتى كان الجمع الأخير في خلافة عثمان رضي الله عنه فجمعهم على المصحف الامام واحرق المصاحف الأخرى وذلك خوفا من الاختلاف من بعد قصة حذيفة بن اليمان
- ترتيب القران توقيفي :
ذكر المؤلف رحمه الله أن ترتيب المصحف كان توقيفي من النبي عليه الصلاة والسلام
- اول من امر بشكل القران :
وأن شكل القران ونقطه كان قد أمر به عبد الملك بن مروان وتجرد لذلك الحجاج وزاد تحزيبه وبقي الناس بهذها زمن طويلا حتى ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات
- بيان ذكر الالفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذه المسألة :
القول الأول : إن في كتاب الله تعالى من كل لغة قاله أبو عبيدة
القول الثانى أ أن القران ليس فيه لفظة إلا وهى عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلي سائر اللغات انما اتفقت في لفظة واحدة ذكره الطبري
أم المؤلف ابن عطية رحمه الله فيرى أن ما علق بلغة العرب من ألفاظ أعجمية واستعملتها في اشعارها أن العرب عربتها فهى عربية بهذا الوجه وان ما ذهب إليه الطبري من ان اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل احدهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا
- بيان ما قال العلماء في إعجاز القران
- اول من الف في القراءات
يحي بن يعمر ثم من بعده ابن مجاهد
- اختلف الناس في اعجاز القران بما هو ؟
على قولين : القول الأول :إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها
والقول الثانى : إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.

فاما القول الأول فهو من مذهب الاشاعرة لأنهم يرون الكلام القديم هو القائم بالنفس ويعبر عنه بالمعاني كما يقولون وعليه فهم لايرون أن الله تعالى يتكلم ويحدث منه الحرف والصوت مع ثبوت ذلك في الاثار النبوية ولهذا القول ضعيف فكيف يكون الاعجاز في شيء لا يمكن ادراكه ؟، على حسب مذهبهم وقولهم
واما القول الثاني فيرى المؤلف ان الاعجاز ليس في الاخبار بالغيوب وأنما الصحيح أن التحدي وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالى فصاحته ألفاظه وقال هذا هو القول الذي عليه الجمهور ثم ذكر ابن عطية ان وجه الاعجاز أن القران كلام الله تعالى المحيط علمه بكل شيء فترتبت ألفاظه بعلمه وأحاطته وتبين المعنى تلو المعنى فجاء نظم القران في الغاية القصوى من الفصاحة وبهذا يبطل قول من قال ان العرب كان بمقدرتها أن تاتى بمثل القران فقامت الحجة عليهم وهم ارباب الفصاحة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالاطباء وموسى بالسحرة عليهما السلام
- بيان ذكر الألفاظ التي يقتضي الايجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ذكر ابن عطية يرحمه الله أن ايجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلي اسناد أفعال إلى الله تعالى لم يات إسنادها بتوقيف من الشرع كقول خاطب الله بهذه الاية المؤمنين وحكى الله تعالى عن أم موسى وأن هذه الطريقة استعملها المفسرون والمحدثون والفقهاء وذكر أن بعض الأصوليين قالوا : أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه .
ثم ذكر أن من قال هذا من باب الاخبار فلا اشكال في ذلك ولكنه يتورع عن هذا
- باب في تفسير القران وذكر السورة والاية
- أسماء القران
قال ابن عطية ان من اسمائه القران والكتاب والفرقان والذكر
- بيان معنى القران :
- ثم ذكر معنى القران على قولين :
القول الأول : ان القران مصدر من قرأ إذا تلا
القول الثانى : معناه التأليف فاله قتادة واستدل بقوله تعالى [ إن علينا جمعه وقرأنه ] أي تأليفه
وقال ابن عطية القول الأول اقوى واستشهد ببيت لحسان بن ثابت يرثي عثمان ابن عفان رضي الله عنهما
ضحوا بأشمط عنوان السجود به & يقطع الليل تسبيحا وقرانا
أي قراءة
- معنى الكتاب
وأما الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
-[COLOR="blue"] معنى الفرقان
وأما الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
- معنى الذكر
وأما الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
- وأما السورة :
فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة.
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
- وأما الآية فهي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
- سبب التسمية بالاية
فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 11:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
- نسبه :
قال : قال الشيخ الإمام الفقيه القاضي أبو محمد عبد الحق ابن الفقيه الإمام الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية وهو الداخل إلى الأندلس ابن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكرم المحاربي من ولد زيد بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان من أهل غرناطة رحمه الله ونفعه والمسلمين بما دون.
-الدعاء بالرشاد والهداية
حيث بدأ كلامه بقوله ارشدنى الله وإياك وهذا ما سار عليه العلماء في رسائلهم وخطبهم
-فضل علم التفسير على غيره من العلوم
فاختار افضل العلوم واشرفها ، وهو علم التفسير ، ومراده بهذا أن يكون هذا العلم لمن بعده كالحصن المشيد والذخر العتيد يستندون فيه إلي أقواله ويحتذون على مثاله
-مقصد المؤلف :-
حرص المؤلف على جمع وتحرير أقوال المفسرين وبيان معاني القران وألفاظه بإيجاز فهو يختار وينتخب .
-منهج ابن عطية :
1- أن يقيد العلم امتثالا لقوله تعالى [ إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ] وقوله عليه الصلاة والسلام [ قيدوا العلم بالكتاب ] فقصد إلي جمع ما يتخيل إليه في المناظرات من علم التفسير وترتيب المعاني في مؤلف جامع ووجيز.
2- ذكر أنه لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الاية إلا به
3- إثبات أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلق من السلف الصالح رضي الله عنهم
4- انه ينقلها خالية من أهل القول بالرموز والقول بعلم الباطن وما كان من لفظ ينحو إلي شيء من أغراض الملحدين نبه عليه.
5- سرد التفسير بحسب رتبة ألفظ الاية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى او قراءة.
6- تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير كتب التفسير
7- ايراد جميع القراءات مستعملها وشاذها
8- بيان المعاني وجميع محتملات الألفاظ مع الحرص الايجاز وحذف فضول الكلام .
9- أنه في كتابته لعلم التفسير ذكر أنه حمل فيه خواطره
-فضل القران وصور الاعتصام به
فذكر ماورد عن النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة في ذلك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
- من قرا القران وهو علية شاق
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
- قسوة القلب تمنع الخشية
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
-حال السلف مع القران
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
-فضل تعلم القران وتعليمه
روى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ أفضلكم من تعلم القران وعلمه ]
وقال ابن مسعود : إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وغن أدب الله القران
-ميراث النبي عليه الصلاة والسلام
مر اعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القران فقال : ما صنع هؤلاء ؟ فقال له ابن مسعود : يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم
-وصية ابي الدرداء :
قال رجل لأبي الدرداء : إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القران بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة
-أحسن الناس قراءة
روى أبو هريرة ان رسول الله صلى الله علية وسلم سئل عن احسن الناس قراءة أو صوتا بالقران فقال : الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى
[يمكنكِ إعادة النظر في ترتيب المسائل بما يجعلها أكثر ترابطًا]

--فضل تعلم التفسير :
قال ابن عباس : الذي يقرأ ولا يفسر كااعرابي الذي يهذ الشعر
وقال مجاهد : أحب الخلق إلي الله أعلمهم بما أنزل

فالمؤلف ساق اثار واحاديث لبيان فضل القران والعمل به وان طريق العمل بالقران هو ببيان معانيه وتعلم التفسير ، [فالمقصود تهيئة القارء لمعرفة تفسير كلام الله تعالى فينشط في فهم معانية] كما ذكر الشيخ مساعد الطيار
[المطلوب أن نستخرج من كلامه المسائل، لا أن نجمل معنى ما قاله]
-فضل تفسير القران والكلام على لغته والنظر في اعرابه
أورد المؤلف احاديث كقول قال صلى الله عليه وسلم [ أعربوا القران والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب ]

قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه اعراب القران أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانية التي في الشرع .
والمقصود هنا في أعربوا القران : أي اظهروا عربيته ، فيظهر عربيته من جهة اللفظ ومن جهة المعنى
- قال الحسن : والله ما أنزل الله اية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها
- وكان ابن عباس يبدأ في مجلس بالقران ثم بالتفسير ثم بالحديث
- وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول : ما من شيئ إلا وعلمه في القران ولكن رأي الرجل يعجز عنه

- باب ما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين .
- ذم من قال بالقران برأيه

ما روى أن رسول الله علية الصلاة والسلام قال [ من تكلم في القران برأيه فأصاب فقد أخطا
فذكر ابن عطية أن معنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب فيتسور علية برأيه دون النظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول ثم وضح فقال وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانية ويقول كل واحد باجتهاده المبنى على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه
- تورع العلماء
ثم ضرب مثلا على ذلك بسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وتعظيمهم لتفسير القران وتوقفهم عنه تورعا مع ادراكهم وتقدمهم
[color="blue"]طبقات المفسرين
1- علي بن ابي طالب
2- عبدالله بان عباس
3- عبدالله بن مسعود
4- ابي بن كعب
5- زيد بن ثابت
6- عبدالله بن العباس
- ابرز المفسرين من التابعين
الحسن بن ابي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة ثم عكرمة والضحاك بن مزاحم
ويليهم المفسرين من اتباع التابعين كا عبدالرزاق والمفضل والبخارى ومن بعدهم الطبري حيث امتدحه ابن عطية بان تفسيره جامعا ومسندا ثم ذكر المفسرين المتاخرين كالزجاج والنقاش والنحاس ومكى بن ابي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوى
- دقة ابن عطية في اختيار الألفاظ الموجزة
حيث ذكر المبرزين من المتأخرين فقال الزجاج والفارسي فإن كلامهما منخول و لفظ [ منخول تعنى في معجم المعاني اسم المفعول من نخل ونخل الشيء غربله وصفاه واختار لبابه وغربل مسالة ونخلها : بالغ في تفحصها وتمحيصها ونخل قضية : أمعن فيه بحثا وتدقيقا ومحصها وتفحصها بترو وامعان نظر ] وابن عطية اختار هذه اللفظة الموجزة [ منخول ] لبيان هذا كله لكي يمتدح كلامهما .ثم ذكر ان الناس استدركت على النحاس ، وكذلك امتدح المهدوى بانه متقن التأليف .
[هذه تضاف للمنهج في التفسير]
- بيان معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام [ إن هذا القران أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه ]
حيث قال ان الناس اختلفوا في معنى هذا الحديث اختلافا شديدا
وذكر فيها عدة أقوال :
القول الأول : ان تلك الحروف البعة عل سبعة أوجه كتعال وأقبل وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وذكره فريق من العلماء ، وذكر ابن عطية ان هذا القول ضعيف [معاني الكلمات المترادفة]
القول الثانى : أن تلك السبعة الاحرف إنما هي في الامر الذي يكون واحد لا يختلف في حلال ولا حرام ذكره ابن شهاب في كتاب مسلم وقال عنه ابن عطيه هذا كلام محتمل
[هذا ليس قولا مستقلا وإنما في توضيح الكلام الذي قبله]
القول الثالث : ان المراد بالسبعة الاحرف معانى كتاب الله تعالى وهى امر ونهى ووعد ووعيد وقصص وامثال ذكره فريق من العلماء، وذكر ابن عطية انه ضعيف لان هذه لا تسمى أحرفا ، وأيضا الإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغير شيء من المعانى المذكورة
القول الرابع : ما حكاه بعض العلماء ومنهم أبو بكر الطيب قال : تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
ثم ذكر أبو بكر بن الطيب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
قال القاضي أبو محمد: فهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.
وذكر القاضي أيضا: أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)
وأما ابن عطية فقال : الذي يصح به القول هو أن معنى الحديث المروى عن النبي عليه الصلاة والسلام والذي مال كثير من أهل العلم إليه كأبي عبيد وغيره هو أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها ، ثم قال فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك ثم ذكر مثال على ذلك فقال : ان ابن عباس لم يعلم معنى [ فاطر ] حتى اختصم عليه اعرابيان في بئر فقال : احدهما انا فطرتها فقال : ابن عباس : ففهمت حينئذ قوله تعالى [ فاطر السموات والأرض ]
ثم ذكر أن الاباحة في الحرف السبعة هو التخفيف على الناس والتوسعة عليهم ، ثم ذكر اختلاف الناس بعد اتساع الفتوحات واختلاطهم بغير العرب وقصة حذيفة بن اليمان حتى جمع الخليفة عثمان بن عفان المسلمين على المصحف الامام وأمر بحرق ما سواه منعا للاختلاف وسدا للذريعة وتغليبا لمصلحة العباد [من هذ الفقرة نستخرج عناصر أخرى منها الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف، والجمع العثماني للقرآن وأثره على الأحرف السبعة]
وامرهم فقال [ إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش ]
- مصحف ابن مسعود:
وأما ما ذكره ابن عطية عن ابن مسعود من أن في مصحفه شيء من التفسير فهذا خطأ من المؤلف فلم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم أن كتبوا في مصاحفهم شيء غير القران وانما هذا قول من بعض العلماء لما راو بعض القراءات تخالف الثابت المتواتر فقالوا إنها على وجه القراءة التفسيرية والصحيح أنها قراءة شاذة ، و الدليل أن الصحابة كانوا يقولون فسر ابن مسعود اية كذا [هذه المسألة غير مناسبة بهذه الصياغة في هذا الموضع]
- ما ثبت به الاجماع بالقراءة السبع :
ثم بين المؤلف رحمه الله أن ما ثبت بالاجماع عليه من القراءات السبع هوما مضت به الامصار وبها يصلى وترك ما عداها من القراءات الشاذة . [الأولى بيان علاقة الأحرف السبعة بالقراءات السبعة أولا]
[color="blue"]باب ذكر جمع القران وشكله ونقطة وتحزيبه وتعشيره
ذكر المؤلف سبب جمع القران وهو أن القران كان مجموع في صدور الرجال وفي الجريد والخاف فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر بجمع القران حتى لا يضيع ، فامر زيد بتتبعه وكتابته ، ثم بقي المصحف عند ابي بكر ثم عمر ومن بعده ابنته حفصة رضوان الله عليهم حتى كان الجمع الأخير في خلافة عثمان رضي الله عنه فجمعهم على المصحف الامام واحرق المصاحف الأخرى وذلك خوفا من الاختلاف من بعد قصة حذيفة بن اليمان
- ترتيب القران توقيفي :
ذكر المؤلف رحمه الله أن ترتيب المصحف كان توقيفي من النبي عليه الصلاة والسلام [يفضل تخصيص مسائل لجمع القرآن ثم ترتيب القرآن مع استيعابها، فقد فرق بين ترتيب الآيات وترتيب السور
ويفضل أن تجعليها قبل مسائل شكل القرآن ونقطه وتحزيبه]

- اول من امر بشكل القران :
وأن شكل القران ونقطه كان قد أمر به عبد الملك بن مروان وتجرد لذلك الحجاج وزاد تحزيبه وبقي الناس بهذها زمن طويلا حتى ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات
- بيان ذكر الالفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذه المسألة :
القول الأول : إن في كتاب الله تعالى من كل لغة قاله أبو عبيدة
القول الثانى أ أن القران ليس فيه لفظة إلا وهى عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلي سائر اللغات انما اتفقت في لفظة واحدة ذكره الطبري
أم المؤلف ابن عطية رحمه الله فيرى أن ما علق بلغة العرب من ألفاظ أعجمية واستعملتها في اشعارها أن العرب عربتها فهى عربية بهذا الوجه وان ما ذهب إليه الطبري من ان اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل احدهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا
- بيان ما قال العلماء في إعجاز القران
- اول من الف في القراءات
يحي بن يعمر ثم من بعده ابن مجاهد [هذه المسألة متأخرة عن موضعها ولم تستوعبي ما ذكر فيها]
- اختلف الناس في اعجاز القران بما هو ؟
على قولين : القول الأول :إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها
والقول الثانى : إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.

فاما القول الأول فهو من مذهب الاشاعرة لأنهم يرون الكلام القديم هو القائم بالنفس ويعبر عنه بالمعاني كما يقولون وعليه فهم لايرون أن الله تعالى يتكلم ويحدث منه الحرف والصوت مع ثبوت ذلك في الاثار النبوية ولهذا القول ضعيف فكيف يكون الاعجاز في شيء لا يمكن ادراكه ؟، على حسب مذهبهم وقولهم
واما القول الثاني فيرى المؤلف ان الاعجاز ليس في الاخبار بالغيوب وأنما الصحيح أن التحدي وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالى فصاحته ألفاظه وقال هذا هو القول الذي عليه الجمهور ثم ذكر ابن عطية ان وجه الاعجاز أن القران كلام الله تعالى المحيط علمه بكل شيء فترتبت ألفاظه بعلمه وأحاطته وتبين المعنى تلو المعنى فجاء نظم القران في الغاية القصوى من الفصاحة وبهذا يبطل قول من قال ان العرب كان بمقدرتها أن تاتى بمثل القران فقامت الحجة عليهم وهم ارباب الفصاحة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالاطباء وموسى بالسحرة عليهما السلام
- بيان ذكر الألفاظ التي يقتضي الايجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ذكر ابن عطية يرحمه الله أن ايجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلي اسناد أفعال إلى الله تعالى لم يات إسنادها بتوقيف من الشرع كقول خاطب الله بهذه الاية المؤمنين وحكى الله تعالى عن أم موسى وأن هذه الطريقة استعملها المفسرون والمحدثون والفقهاء وذكر أن بعض الأصوليين قالوا : أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه .
ثم ذكر أن من قال هذا من باب الاخبار فلا اشكال في ذلك ولكنه يتورع عن هذا
- باب في تفسير القران وذكر السورة والاية
- أسماء القران
قال ابن عطية ان من اسمائه القران والكتاب والفرقان والذكر
- بيان معنى القران :
- ثم ذكر معنى القران على قولين :
القول الأول : ان القران مصدر من قرأ إذا تلا
القول الثانى : معناه التأليف فاله قتادة واستدل بقوله تعالى [ إن علينا جمعه وقرأنه ] أي تأليفه
وقال ابن عطية القول الأول اقوى واستشهد ببيت لحسان بن ثابت يرثي عثمان ابن عفان رضي الله عنهما
ضحوا بأشمط عنوان السجود به & يقطع الليل تسبيحا وقرانا
أي قراءة
- معنى الكتاب
وأما الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
-[color="blue"] معنى الفرقان
وأما الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
- معنى الذكر
وأما الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
- وأما السورة :
فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة.
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
- وأما الآية فهي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
- سبب التسمية بالاية
فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
من الجيد الاطلاع على مصادر أخرى لشرح المقدمة وتوضيح عباراتها لكن لا يلزمكِ تلخيص مسائل الشرح، بل الأهم - بعد ما فهمت ألفاظ المقدمة جيدًا - أن تلخصي مسائل المقدمة فقط
وأرجو أن تعتني بصياغة عناوين المسائل وحسن ترتيبها
وأن تراجعي تلخيص الإخوة والأخوات أعلاه للفائدة
التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir