دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 شعبان 1438هـ/27-04-2017م, 02:53 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية..

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
س2: ما المراد بالبسملة؟
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟


المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
س3: ما المراد بالعالمين.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 11:39 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المجموعة الرابعة
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
معاني الربوبية الخلق والرزق والملك والتدبير والرعاية والإصلاح واسم الرب هو الجامع لهذه المعاني جميعها،
ففي لسان العرب يطلق لفظ الرب على هذه المعاني اطلاقاً صحيحا،
وشواهد هذه المعاني مبثوثة في معاجم اللغة، ودلائل النصوص عليها ظاهرة بيّنة.
وربوبية الله لخلقه نوعان:
-عامة : وهي الخلق والملك والتدبير والإنعام وهي للخلق جميعا.
-خاصة: لأوليائه تربية خاصة بالتوفيق والإصلاح والتسديد والنصرة والإعانة .والحفظ. والله هو الرب بهذه الإعتبارات جميعاً.

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟

اتفقت المصاحف على حذف الألف في كتابة {بسم الله} في فواتح السور وفي قول الله تعالى: {بسم الله مجريها ومرساها}، وإثباتها {فسبّح باسم ربّك} ، و{اقرأ باسم ربّك}،اتباعاً للرسم العثماني
وعلل العلماء سبب حذف الألف بأقوال أشهرها قول الفراء وهو أمّن اللبّس في (بسم الله )
وقال الجمهور :للتخفيف لكثرة استعمالها.
وذكر علل أخرى
فقال الزجاج: (وسقطت الألف في الكتاب من {بسم اللّه الرحمن الرحيم}، ولم تسقط في: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}؛ لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال)ا.هـ.
وبنحو ما قال الزجاج قال جماعة من أهل اللغة.
وقال أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع في رسم مصاحف الأمصار" : (اعلم انه لا خلاف في رسم ألف الوصل الساقطة من اللفظ في الدرج إلا في خمسة مواضع فإنها حذفت منها في كل المصاحف.
فأولها: التسمية في فواتح السور وفي قوله في هود " بسم الله مجرها ومرسها " لا غير ذلك لكثرة الاستعمال فأما قوله " بإسم ربك الذي " و " باسم ربك العظيم " وشبهه فالالف فيه مثبتة في الرسم بلا خلاف)ا.ه.


س3: ما المراد بالعالمين.
للعلماء أقوال في المراد بالعالمين أشهرها قولين:
الأول: جميع العالمين أي جميع أصناف المخلوقات في السموات والأرض
في البر والبحر ، وهذا قول أبي العالية
وقتادة وتبيع الحميري وقال به جمهور المفسرين.
وبهذا التفسير فسر الشيخ محمد الشنقيطي (ت1395)رحمه الله فقال رحمه الله في تفسير سورة الفاتحة: (قوله تعالى: {رب العالمين} لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}).
وهذا من أحسن ما يستدل به على هذا القول.

الثاني: الأنس والجنّ، واشتهر هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنه وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج.
وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن قيس بن الربيع عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلّ: {ربّ العالمين} قال: (ربّ الجنّ والإنس). لكن قيس بن الربيع اختلفت أقوال أهل العلم فيه ، ففي مثل حاله لا تقبل روايته منفرداً ، ولكن وردت روايات عدة من طرق لا تخلو من مقال عن أصحاب ابن عباس فروي عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة، ففي تظافر هذه الرويات مع اختلاف مخارجها دليل على أن هذا القول محفوظ عن أصحاب ابن عباس.
استُدلّ له بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } ، والمراد بهم هنا المكلّفون من الإنس والجن.
وهذا القول صحيح من حيث المعنى والدلالة ويتبين هذا بالجمع بين أمرين:
1-أن التعريف في العالمين للعهد الذهني وليس للجنس فيكون هذا اللفظ من العام المراد به الخصوص.
2- أن الرب بمعنى الإله ،كما في حديث سؤال العبد في قبره: من ربّك؟ أي: من إلهك الذي تعبده؟
فمن معنى الرب الإله المعبود ،فالله هو الرب وهو الإله ، وما عبد من دون الله فليس بإله حقيقة وليس برب ، قال تعالى: ﴿وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا﴾ وقوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾
قال عدي بن حاتم للرسول صلى الله عليه وسلم : لسنا نعبدهم...) الحديث
ففهم من قوله ( أربابا) ألهه تعبد ،فمعنى إتخاذ الرب أي عبادته لأنه الربوبية تستلزم العبادة.
فبهذا يتبين صحة ما ذهب إلية ابن عباس واصحابه ، ولعل صارفهم لهذا المعنى أن الخطاب للمكلفين من الإنس والجنّ كما قال تعالى:( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون) فهم أولى بخطاب العبادة .
هذا توجيه قول ابن عباس وأصحابه ولكن القول الأول أعمّ ، وله دلالة صحيحة واضحة وهو قول جمهور المفسرين.
وهناك قول ثالث: هم أصناف الخلق الروحنيين وهم الإنس والجن والملائكة ، وهذا قول ابن قتيبة في كتابه ( تفسير غريب القرآن) وأسند الثعلبي هذا القول لإبي عمرو بن العلاء من غير اسناد، وعلى معنى آخر
قال الثعلبي: (وقال أبو عمرو بن العلاء: هم الروحانيون، وهو معنى قول ابن عباس: كل ذي روح دبّ على وجه الأرض)ا.هـ.
علة هذا القول:
-هذا القول لا يصح عن أبي عمرو بن العلاء ولا ما ذكره الثعلبي عن ابن عباس.
-كما أن ابن قتيبة اضطرب قوله في كتبه.
-ودعوى تخصيص المراد من غير حجة معتبرة يستند إليها دعوى باطلة.
وذكر الثعلب أقوال أخرى ضعيفة نقلت عنه.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
تعرض بعض المفسرين لهذه المسألة ، فاختلفوا على أقوال :
القول الأول:لا تكرار ، لأن البسملة ليست آية من الفاتحة ، وهذا قول ابن جرير
ويعترض على هذا القول:
-لا يلزم من اختيار المفسر مذهب من مذاهب العدّ ، ترك المذاهب الأخرى .كما في القراءات
-مع اختيار المفسر قول وترك غيره فإن الأمر باقي ،فإنه لا ينكر على من قرأ البسملة قبل الفاتحة ولو لم يعدها آية من الفاتحة.
القول الثاني: التكرار لأجل التأكيد ، ذكره الرازي في تفسيره، قال: (التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد كون الله تعالى رحمانا رحيما من أعظم المهمات).
القول الثالث: التكرار للتنبية،على علة استحقاقه الحمد ذكره البيضاوي.
وهذان القولان مستندهما الاجتهادلإلتماس الحكمة.ويظهر أنه لم تكن مشكلة عند السلف لقلة من بحث فيها . لكن لما أثير السؤال فإنه اصبح لابد من الجواب عليه.
وللإجابة على مثل هذا السؤال يرتب الجواب على مراتب :
-البحث في الأقوال المأثورة فإن لم يوجد انتقل للمرتبة الثانية.
-النظر في سياق الآيات فإنه قد يتبين الأمر فإن لم يتبين انتقل الى المرتبة الثالثة.
-النظر في مقاصد الآيات ، فإن لم يتبين وكل الأمر لعالمه سبحانه وبحمده.
وبالنسبة لهذا السؤال ننظر في سياق الآيات:
-(الرحمن الرحيم ) في البسملة، غرض البسملة الإستعانة والتبرك بذكر اسمه واستصحابه في تلاوته وتدبره وفهمه والإهتداء به ،فالمناسبة في ذكر هذين الإسمين هنا لا تخفى حيث لا تتحقق هذا المقاصد إلا برحمته، كما قال تعالى :( الرحمن علم القرآن) فتعلم القرآن والإهتداء به لا ينال إلا برحمه الله.
فبتعبد العبد بذكر هذين الإسمين ،يمتلئ قلبه توكلاً وتعلقاً بالله ورجاءاً أن يرزقه تفهم كتابه والإهتداء به.
-وفي قوله( الحمدلله رب العالمين * الرحمن الرحيم) نجد أنها جاءت بعد حمده على ربوبيته للعالمين . ومن معاني رحمته أنها وسعت كل شيء ، فرحمته وسعت جميع العالمين . فيكون بذكرها هنا من باب تقديم الثناء على الله قبل ذكر مسألته.
وأيضاً ربما والله أعلم لتدل على أن ربوبيته ربوبية رحمة وليست ربوبية جبروت وظلم ، فرحمته سبقت عضبه سبحانه وبحمده. وبهذا يتبين الحكمة من ترتيب الآيات وأنه ترتيب محكم رصين لحكمة بالغة قد نعلمها وقد تخفى علينا.
وقد أساء من حَمَلَ على من عدّ البسملة آية من الفاتحة لأنه من عدها آية فإنه يكون تكرار هذين الإسمين لغولاً لا فائدة منه.
وهذه زلة لاتنبغي لمؤمن وذلك أنه إذا اختار قراءة من القراءات أو مذهباً للعدّ أن يخطئ ويطعن في غيره،فيما صح عند أهل العلم بل يعتقد صحته والأختيار فيه واسع والإجتهاد فيه مسوغ.


س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
معنى ( إياك نستعين ) أي نستعين بك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك ، فلا قدرة لنا على ذلك إلا بإعانتك لنا،
ونستعينك وحدك على جميع أمورنا دقها وجلها فلا قدرة لنا على جلب أو دفع ضرّ إلا بعونتك .

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الإلتفات في الخطاب هو :تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب
فائدته:
-تنويع لاسلوب الخطاب والبيان في مقامات الكلام لدفع الملل والسأم.
-التنبيه على اسلوب جديد ،يستدعي المخاطب للتفكر فيه.
-لتنبيه السامع أو القارئ لمقصد الخطاب.

الحكمة منه في سورة الفاتحة:
أنه لما أثنى العبد على ربه في أول السورة كأنه حضر وامتثل بين يديه وصار في حضرته فخاطبه ( إياك نعبد وإياك نستعين)
ويدل هذا على ان أول السورة ثناء من الله على نفسه ليعلم عباده كيف يثنون عليه.
قال ابن كثير رحمه الله: (وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك)ا.هـ
وأيضا والله أعلم إرشاد لعباده بأن يقدموا الثناء عليه سبحانه وبحمده عند سؤالهم حاجاتهم ،وأن يختاروا من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ما يناسب حاجتهم فهم في هذه السورة العظيمة كانت حاجتهم أهم وأعظم الحاجات ، وهي الهداية للصراط المستقيم فقدموا حمده على ربوبيته للعالمين ووصفوها بالرحمة ورحمته وسعت كل شيء ورحمته الخاصة بعبادة المؤمنين وبملكه التام يوم الجزاء . كأن لسان حالهم يسأله بأن يربيهم التربية الخاصة بأوليائة من التوفيق والتسديد لطريقه المستقيم ودفع الصوارف عنهم مع ربوبيته العامة من خلق ورزق وغيره. وأن يرحمهم رحمة خاصة تهدي قلوبهم لما فيه النجاة يوم الدين . والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 01:17 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الرابعة:
بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
(الرَّبُّ) هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية، فلفظ الربّ يطلق على هذه المعاني في لسان العرب إطلاقاً صحيحاً، وشواهد هذه المعاني مبثوثة في معاجم اللغة، ودلائل النصوص عليها ظاهرة بيّنة.
س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
ورد في ذلك أقوالاً أشهرها:
1-أَمْنُ اللبس في {بسم الله} وهو قول الفرَّاء.
2- إرادة التخفيف لكثرة الاستعمال، وهو قول جماعة من العلماء، وذكر بعضهم عللاً أخرى.
قال الزجاج: (وسقطت الألف في الكتاب من {بسم اللّه الرحمن الرحيم}، ولم تسقط في: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}؛ لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال)ا.هـ.
س3: ما المراد بالعالمين.
اختلف المفسرون في المراد بالعالمين في هذه الآية على أقوال كثيرة أشهرها قولان صحيحان:
القول الأول: المراد جميع العالَمين، وهو قول أبي العالية الرياحي، وقتادة، وتبيع الحميري، وقال به جمهور المفسّرين.
والقول الثاني: المراد بالعالمين في هذه الآية: الإنس والجنّ، وهذا القول مشتهر عن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج.
وقد استُدلّ له بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} ، والمراد بهم هنا المكلّفون من الإنس والجن.
وهذا القول صحيح المعنى والدلالة،لكن القول الأوّل أعمّ منه، وله دلالة صحيحة ظاهرة، وهو قول جمهور المفسّرين.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي(ت:1393هـ) رحمه الله في تفسير سورة الفاتحة: (قوله تعالى: {رب العالمين} لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}).
وهذا من أحسن ما يُستدلّ به على ترجيح القول الأول.
وفي هذه المسألة قول ثالث: وهو أن المراد بالعالمين "أصناف الخلق الرّوحانيّين، وهم الإنس والجن والملائكة، كلّ صنف منهم عالم"، وهذا قول ابن قتيبة الدينوري ونصّ عبارته في كتابه "تفسير غريب القرآن".
وهذا القول نسبه الثعلبي إلى أبي عمرو بن العلاء من غير إسناد، وعلى معنى آخر.
ولا يصح عنه.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
في ذلك على أقوال:
القول الأول: أنه لا تكرارَ هنا لأن البسملة ليست آية من الفاتحة، وهذا قول ابن جرير.
وهذا القول يعترض عليه من وجهين:
أحدهما: أنّ اختيار المفسّر لأحد المذاهب في العدّ لا يقتضي بطلان المذاهب الأخرى، كما أنّ اختياره لإحدى القراءتين لا يقتضي بطلان الأخرى.
والوجه الآخر: أنَّ المسألة باقية على حالها حتى على اختياره؛ إذ لا إنكار على من قرأ البسملة قبل الفاتحة ولو لم يعدَّها آية من الفاتحة.
والقول الثاني: التكرار لأجل التأكيد، وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره، قال: (التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد كون الله تعالى رحمانا رحيما من أعظم المهمات).
والقول الثالث: التكرار لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد، وهذا القول ذكره البيضاوي.
وهذان القولان مستندهما الاجتهاد بالنظر في التماس الحكمة من التكرار.
س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
أي نستعينك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك؛ فإنا لا نقدر على ذلك إلا بأن تعيننا عليه، ونستعينك وحدَك على جميع أمورنا؛ فإنّك إن لم تعنّا لم نقدر على جلبِ النفعِ لأنفسنا ولا دفع الضرّ عنها.
س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
هو تحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب ،وفائدته هي :
تنويع الخطاب، والبيان عن التنقّل بين مقامات الكلام، والتنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكّر في مناسبته، واسترعاء الانتباه لمقصده.
قال ابن كثير رحمه الله: (وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك)ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 05:53 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم ( الله) هو الاسم العلم على الله وهو أخص أسماؤه سبحانه، وهو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وأعرف المعارف على الاطلاق.
قال ابن القيم- رحمه الله-: ( هذا الاسم هو الجامع، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}).
وقال أبو سليمان الخطابي: (وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يُدْعَ به شيء سواه)ا.هـ.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:

المعنى الأول: هو الإسم الجامع لجميع معاني الجلال والكمال والجمال، وهو يدل لزوما على سائر الأسماء الحسنى.
المعنى الثاني: هو سبحانه المألوه المعبود في السماوات والأرض، وهو سبحانه الأله الحق لا إله سواه.

س2: ما المراد بالبسملة؟

البسملة هي على طريقة النحت عند العرب، ومعناها ( بسم الله الرحمن الرحيم)، فهي اختصار قولك: ( بسم الله)
ونقل الأزهري وغير قول الشاعر: لقد بسلمات [ بسملت ] هند غداة لقيتها***فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
بسملت: أي: قالت: بسم الله .
وأكثر استعمال أهل العلم ( البسملة) في قول: بسم الله الرحمن الرحيم.
وأكثر ما تستعمل التسمية لقول : (بسم الله)
وقد يستعمل اللفظان معا، ويُدرك المعنى من السياق.

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الحمد : هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة
والحمد لله تعالى هو الحمد المستغرق للجنس، فهو سبحانه له كل المحامد، وهو المستحق للحمد على الحقيقة. وسبحانه له كمال الحمد، فالله [ فالله محمودٌ على ] محمودا غلى كل حال لما اتصف به من صفات الجمال والجلال والكمال والعظمة.
والثناء : الثناء في أصل الغة مأخوذة من الفعل ( أثنى ) ، و أثنى في اللغة أي أشاد و مدح و أظهر الخصال الطيبة و الحميدة، و الثناء على الله جل و علا ليس كثناء على أحد، والفرق بين الثناء والحمد:
1-أن الثناء تكرار للحمد وتثنيته، وقد جاء في الحديث: (فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).
والتمجيد هو كثرة ذكر صفات المحمود على جهة التعظيم.
2- أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
للاضافة معنيان:
1-أنها بمعنى ( في) أي المالك في يوم الدين
2-أنها بمعنى ( اللام): أي هو سبحانه المالك ليوم الدين.
وكلا المعنيين حق لله تعالى ويفيدان الحصر.
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
لتقديم المفعول على الفعل وجوه ذكرها أهل العلم:
1-للحصر، فهو اثبات العبادة لله وحده دون سواه، مع اختصار اللفظ وعذوبته، ومثله قوله تعالى: ( بل إياه تدعون) في قوله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون} ، فحصر الدعاء لله وحده
2-تقديم ذكر المعبود جل وعلا تعظيما وأجلالا
3-اقادة الحرص على التقرب من الله تعالى والزلفى إليه,
قال ابن القيم-رحمه الله-: (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره)ا.هـ.

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
أقسام الاستعانة:
1-: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يستصحب المستعين في قلبه معها المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب ، وهذه لا تجوز إلا لله تعالى المستحق للعبادة.وللك قُدم (اياك) على ( نستعين). وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فمن لوازم العبادة أن يستعين الله بأن يجل له النفع ويدفع عنه الضر.
2- أن تكون الاستعانة من باب بذل السبب، وهو أن تطلب العون ممن يستطيع أن يعينك في أمرك، مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن الانسان هو مجرد سبب والله تعالى مسبب الأسباب . ولكنها تكون غير مشروعة إن تعلق القلب بالسبب.
فمن عرف هذا سعى لإخلاص قلبه وعبادته واستعانته بالله تعالى، فالتجأ بصدق إلى الله تعالى وفوّض أمره لله وإن اتخذ الأسباب واستعان بمن يستطيع معونته، فهو يعرف أن الله نقدر السبب والمسبب، أنه سبحانه بيده النفع والضر، فبذل جهده لاتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويبذل الأسباب وقلبه مطمئن مخلص لربه، فحصل له من جلب المنافع ودفع الشرور ما تطيب به نفسه .


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 07:29 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجموعة الثالثة

س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
(الرحيم) على وزن فعيل من أوزان المبالغة التي تكون بمعنى العظمة ومعنى الكثرة.
والله تعالى هو الرحيم بالمعنيين؛ فهو عظيم الرحمة، وكثير الرحمة.
والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة:
- فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة حتى إن البهيمة لترفع رجلها لصغيرها يرضعها من رحمة الله عز وجل كما جاء ذلك في الحديث.
- وأما الرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم وإعاذتهم وإغاثتهم ونصرهم على أعدائهم ونحو ذلك كلها من آثار الرحمة الخاصة.

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
اختلف اللغويون في معنى الباء في (بسم الله) على أقوال منها :
1- للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.
2- للابتداء، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وأبي منصور الأزهري وجماعة.
3- للمصاحبة والملابسة، واختاره ابن عاشور.
4- للتبرك، أي أبدأ متبرك باسم الله ، وهذا المعنى مأخوذ من قول بعض السلف أن البسملة رسمت في المصاحف للتبرك .
والراجح أن هذه المعاني كلها صحيحة لا تعارض بينها .
فيصحّ أن يستحضرَ المبسملَ عندَ بسملته هذه المعاني جميعاً، ولا يجد في نفسه تعارضاً بينها.
وقد ذكرت بعض الأقوال الضعيفة في معنى الباء ، منها :
1- قيل : زائدة، وهو قول ضعيف جداً .
2- قيل: هي للقسم ، والقسم يفتقر إلى جواب، ولا ينعقد إلا معلوماً.
3- قيل: للاستعلاء ، وهذا القول يكون صحيحاً إذا كان معنى الاستعلاء عند التسمية مطلوباً؛ كالتسمية عند الرمي، وفي أعمال الجهاد، وسائر ما يطلب فيه الاستعلاء كما قال الله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون}
وهذا المعنى لا يُراد إذا كانت التسمية لما يراد به التذلل لله تعالى والتقرّب إليه كما في التسمية لقراءة القرآن.

س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
بين الحمد والشكر عموم وخصوص :
- فالحمد أعم باعتبار أنه يكون على ما أتصف به المحمود من صفات حسية وعلى من أحسن به المحمود ، أما الشكر أخص لأنه في مجازاة مقابل النعمة والإحسان .
- والشكر أعم باعتبار أنه يكون بالقلب واللسان والعمل ، وأما الحمد يكون بالقلب واللسان .
وقد قال بهذا شيح الإسلام ابن تيمية وكذلك ابن القيم .
وقد ذهب ابن جرير الطبري والمبرّد وجماعة من أهل العلم إلى أن الحمد يطلق في موضع الشكر، والشكر يطلق في موضع الحمد، وأنه لا فرق بينهما في ذلك.
وهذا القول إنما يصحّ فيما يشترك فيه الحمد والشكر؛ وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان.

س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
في هذه الآية قراءتان سبعيتان متواترتان:
الأولى: {مالك يوم الدين} وهي قراءة عاصم والكسائي.
والثانية: {ملك يوم الدين} وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.
بيان معنى القراءتين
أمَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وتفيد الاختصاص ، فهو اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله؛ فكلّ موك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم، ويأتونه كما خلقهم أوَّل مرة مع سائر عباده عراة حفاة غرلاً؛ كما قال الله تعالى: {يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
فهو صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه
وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً إذ يأتيه الخلق كلّهم فرداً فرداً لا يملكون شيئاً، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا يملك بعضهم لبعضٍ شيئاً { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}.
فهو صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى،
- والموقف الصحيح من هذا الاختلاف فهو الجمع بين المعنيين فإن فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك، فالله تعالى هو المالك الملِك، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه، ولا يبقى مِلكٌ غير مِلكه.

س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
الناس في العبادة والاستعانة على أقسام:
- الذين أخلصوا العبادة والاستعانة لله تعالى؛ وهم على درجات لا يحصيهم إلا من خلقهم؛ لأن المسلمين يتفاضلون في إخلاص العبادة وفي الاستعانة تفاضلاَ كبيراً.
- من فرط أو قصر في إخلاص العبادة والاستعانة؛ فيحصل لهم بسبب ذلك آفات وعقوبات.
فالتقصير في إخلاص العبادة تحصل بسببه آفات عظيمة تحبط العمل أو تنقص ثوابه كالرياء والتسميع وابتغاء الدنيا بعمل الآخرة، والتقصير في الاستعانة تحصل بسببه آفات عظيمة من الضعف والعجز والوهن.
- من يؤدي هذه العبادات لله لكن لا يؤديها كما يجب؛ فيسيء فيها ويخلّ بواجباتها لضعف إخلاصه وضعف إيمانه.

س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
اجتهد العلماء في التماس الحكمة من تكرار (إياك) مرتين :
- قال ابن عطية: (وتكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام).
- قال ابن القيم: (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف).
- وقال ابن كثير: (وكرّر للاهتمام والحصر).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 11:31 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.

س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة قول بسم الله الرحمن الرحيم
فالبسملة اسم لهذه الكلمة دال عليها بطريقة النحت اختصارا.
والأصل في البسملة أنها اختصار قولك بسم الله.
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
1 أن الثناء تكرير الحمد وتثنيته ولذلك جاء في الحديث "فاذا قال الحمد لله رب العالمين." قال الله حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي."
والتمجيد هو كثرة ذكر صفات المحمود على جهة التعظيم.
2 أن الحمد لا يكون الا على الحسن والاحسان والثناء يكون على الخير وعلى الشر
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
لهذه الأضافة معنيان:
1 اضافة على معنى في أي هو المالك في يوم الدين ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيء.
2 اضافة على معنى الام أي هو المالك ليوم الدين
قال ابن السراج "مالك يوم الدين أي يملك مجيئه ووقوعه
وكلا الاضافتين تقتضي الحصر
وكلاهما حق والكمال الجمع بينهما.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
1 افادة الحصر وهو اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه فكأنه يفيد نعبدك ولا نعبد غيرك
2 تقديم ذكر المعبود جل جلاله
3 افادة الحصر على التقرب فهو أبلغ من لا نعبد الا اياك
وقال ابن القيم "وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين ففيه أدبهم مع الله بتق\يم اسمه على فعلهم
وفيه الاهتمام وشدة العناية به وفيه ايذان للاختصاص المسمى بالحصر
فهو في قوة لا نعبد الا اياك ولا نستعين الا بك.
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
الاستعانة هي طلب العون والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار
وهي قسمان
1 استعانة عبادة وهي التي يصاحبه معان تعبدية
تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر
2 استعانة التسبب وهي بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوها من المعاني التعبادية وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
وحكم استعانة السبب بحسب
السبب وحكم الغرض فاذا كان الغرض مشروعا والسبب مشروعا كانت الاستعانة مشروعة واذا كان الغرض محرما والسبب محرما كانت الاستعانة غير جائزة
فان تعلق القلب بالسبب كان ذلك شرك أصغر من شرك الأسباب.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 11:33 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
بناءه على وزن فعلان ، وهو السعة وبلوغ الغاية ، رحمته وسعت كل شيء ، وهو اسم يختص به الله وحده سبحانه دون سواه .
قال أبو إسحاق الزجاج: (ولا يجوز أن يقال " الرحمن " إلّا للّه، وإنما كان ذلك لأن بناء (فعلان) من أبنية ما يبالغ في وصفه، ألا ترى أنك إذا قلت (غضبان)، فمعناه: الممتلئ غضباً، فـ"رحمن" الّذي وسعت رحمته كل شىء، فلا يجوز أن يقال لغير الله: "رحمن")ا.هـ.
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
لاخلاف في أن البسملة ،قرآن منزل وهي آية من القرآن الكريم ، وإنما الخلاف في العدد ،قالَ أبو بكرٍ البيهقيُّ (ت:458هـ): (لم يختلف أهل العلم في نزول {بسم الله الرحمن الرحيم} قرآنا، وإنما اختلفوا في عدد النزول).
وذكر أقوال في ذلك :
١/لا تعدّ آيةً من سورة الفاتحة، ولا من أوّل كلّ سورة، وهذا قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، وحُكي عن سفيان الثوري.
٢/هي آية من سورة الفاتحة دون سائر السور ، وهي رواية عن الشافعي ، وعليه العد الكوفي والمكي .
٣/ أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة، وهو قول سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي.
٤/ وقيل هي جزء من الآية الأولى من كل سورة ، وآية من سورة الفاتحة ، ذكره الشافعي ، وحكاه الرازي ، وابن تيمية ، والجوزي ، وهو قول ضعيف .
٥/ وقيل لاتعد من آيات السور ، بل هي مستقلة في أول كل سورة ، قاله بعض الحنفية ورواه أحمد .
فبذلك تواتر النقل بذكرها عند بداية السور ، وأن الصحابة جردوا المصحف مما سوى القرآن ، وكتبوها للفصل بين السور ، قال أبو بكر البيهقي :(وفي إثبات الصحابة رسمها حيثُ كتبوها في مصاحفهم دلالةٌ على صحةِ قولِ من ادَّعى نزولَها حيث كُتِبَت، والله أعلم)ا.هـ.
وبإتفاق أهل العدد على عدم عدها آية في كل سوره غير الحمد لله رب العالمين ، وهو قول صحيح لاشك فيه ، بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك}). رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وغيرهم.
وكذلك حديث حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود عن زرّ بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كأين تعدها؟)
قال: قلت له: (ثلاثا وسبعين آية)
فقال: (قط، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة) الحديث، رواه أحمد في مسنده، وتابع حماداً على هذه الرواية منصور بن المعتمر كما عند النسائي في الكبرى؛ فقولهما أرجح من قول من قال: (بضعاً وسبعين).
وسورة الأحزاب قد أجمع أهل العدد على أنها ثلاث وسبعون آية من غير البسملة، لا خلاف بينهم في ذلك.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
بين الحمد والمدح عموم وخصوص ،
فالحمد يكون عن رضا ومحبة ، فبذلك يكون أخص من المدح ، ويكون الحمد على اعتقاد حسن صفات المحمود وأفعاله .
والمدح أعم من الحمد ، لأنه قد يكون مدحاً من غير رضا طمعاً في كف شر ، أو نوال خير ،وقد يكون مدحاً لمفسد على أن عمله على أنه عمل غير محمود وباطل .
والحمد أعم من المدح ، فالحمد بالقلب واللسان ، والمدح باللسان فقط .
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
معناها : نطيع أوامرك ،ونجتنب نواهيك ، وننذل لعظمتك وجبروتك ، ونخضع لك ، ونخلص العبادة لك وحدك لاشريك لك فلا معبود بحق سواك وحدك سبحانك .
والعبادة هي والعِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ.
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
متعلق الإستعانة يرجع إلى معنين :-
-نستعينك على عبادتك .
-ليس لنا غنى عنك على قضاء حوائجنا وأمورنا ، فنستعين بك ونتوكل عليه .
وكلاهما صواب ،فالأول طلب العون من الله سبحانه ،على أداء حقه ،والآخر طلب العون على مايحتاجه المخلوق ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يفيد الجمع بين المعنيين؛ فقال في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.
والحكمة من حذفه ، أن جميع مايناله العبد من جلب خير ،أو دفع مضرة ،أو دوام نعمة ،لايكون إلا بعون الله وتسديده .
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
ذكر فيها أقوال :
١/مراعاة لفواصل الآيات في السور ، ذكره البيضاوي وعاشور .
٢/وقيل أنه لافرق في تقديم بعضها على بعض ،ومما قال ابن جرير :( : (لمَّا كان معلومًا أن العبادة لا سبيلَ للعبد إليها إلا بمعونة من الله جلّ ثناؤه، وكان محالا أن يكون العبْد عابدًا إلا وهو على العبادة مُعان، وأن يكون مُعانًا عليها إلا وهو لها فاعل ...) .
٣/ أن العبادة أعم من الاستعانة ، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص، وهذا القول ذكره البغوي في تفسيره.
٤/ الإستعانة وسيلة للعبادة المقصودة ، قول ابن تيمية وذكره ابن كثير في تفسيره .
قال ابن تيمية: (قال في الفاتحة: {إياك نعبد وإياك نستعين} فقدَّم قوله: {إياك نعبد} لأنه المقصود لنفسه [تعالى] على قوله: {وإياك نستعين} لأنه وسيلة إلى ذلك، والمقاصد مقدمة في القصد والقول على الوسائل).ا.هـ.
٥/ بيان أن عبادة العبد لاتكون إلا بعون الله وتوفيقه ، فبذلك يذهب العجب ويستوجب الشكر لله ،وهذا فضل من الله ،ذكره البيضاوي وألمح له ابن مسعود .
٦/ وقيل أن العبادة هي تقرب لله سبحانه ، فهي أجدر بالمناجاة ، والإستعانه هي تيسير للمخلوق ، فناسب أن يقدم ماكان من فعل وصنع العبد .. بتصرف من قول ابن عاشور
وقد تتعدد الأقوال في ذلك ، فالقرآن الكريم تميز بالفصاحة والبيان والبلاغة ،فلذلك قد يجتمع في المسألة الواحدة من المسائل البيانية حِكَمٌ متعدّدة ويتفاوت العلماء في إدراكها وحسن البيان عنها .
-فمن له عناية بعلم البيان ، قد يتبين له حكم عديدة ، ودلائل غفل عنها الكثيرون ، كما فعل ابن القيم واستفاد من أصلها من شيخ الإسلام ابن تيمية ،فقال رحمه الله: (تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها.
- ولأن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة.
- ولأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.

- ولأن "الاستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس.
- ولأن "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له.
- ولأن "العبادة" لا تكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.
- ولأن "العبادة" حقّه الذي أوجبه عليك، و"الاستعانة" طلب العون على "العبادة"، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.

- ولأن "العبادة" شكر نعمته عليك، والله يحب أن يُشكر، والإعانة فعله بك وتوفيقه لك .
-ولأن الكون متعلق بمشيئته ، فالكفار أهل مشيئته ، والمؤمنون أهل محبته .
وذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وجهاً حسناً فقال: (وإتيانه بقوله: {وإياك نستعين} بعد قوله: {إياك نعبد} فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر ..

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 شعبان 1438هـ/29-04-2017م, 11:36 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
يطلق اسم الرب عند العرب كما هو مبين بمعاجم اللغة والنصوص الظاهرة البينة: على جميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية
وربوبية الله تعالى لخلقه على نوعين:
نوع عام لكل المخلوقات : بالخلق والملك والإنعام والتدبير
نوع خاص لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}
أشهر الأقوال بسبب حذفها قولان :
أَمْنُ اللبس في {بسم الله} وهو قول الفرَّاء،
وإرادة التخفيف لكثرة الاستعمال، وهو قول الزجاج وجماعة من العلماء منهم،
وقد اتفقت المصاحف على حذف الألف في كتابة {بسم الله} في فواتح السور في قول الله تعالى: {بسم الله مجريها ومرساها}، وإثباتها في نحو {فسبّح باسم ربّك} ، و{اقرأ باسم ربّك}، ولم يختلف علماء رسم المصاحف في التزام هذا التفريق اتّباعاً للرَّسم العثماني.

س3: ما المراد بالعالمين.
اختلفوا المفسّرين في المراد بالعالمين على أقوال كثيرة أشهرها قولان صحيحان :
القول الأول: المراد جميع العالَمين، فالإنس عالَم، والجنّ عالَم، وكلّ صنف من الحيوانات عالَم، وكلّ صنف من النباتات عالم، إلى غير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى من عوالم الأفلاك والملائكة والجبال والرياح والسحاب والمياه، وغيرها من العوالم الكثيرة والعجيبة ، وهو قول أبي العالية الرياحي، وقتادة، وتبيع الحميري، وقال به جمهور المفسّرين . ومن أحسن ما يُستدلّ به على ترجيح هذا القول الأولهو تفسير القرآن بالقرآن كما بين الشيخ الشنقيطي في تفسير سورة الفاتحة: (قوله تعالى: {رب العالمين} لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}).

القول الثاني: الإنس والجنّ، وهذا القول مشتهر عن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج. وتوجيه هذا القول أن المكلفون بالعبادة هم الجن والإنس واستُدلّ له بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) } وهذا القول صحيح المعنى والدلالة،

وبيان ذلك بالجمع بين أمرين:
أحدهما: أن يكون التعريف في (العالمين) للعهد الذهني، وليس للجنس؛ فيكون هذا اللفظ من العامّ الذي أريد به الخصوص.
والآخر: أن يكون لفظ (ربّ) بمعنى (إله) ؛ كما في حديث سؤال العبد في قبره: من ربّك؟ أي: من إلهك الذي تعبده؟
فلفظ (الربّ) من معانيه (الإله المعبود) ، والله تعالى هو (الربّ) وهو (الإله) ، وما عبد من دون الله فليس بإلهٍ على الحقيقة، وليس برب على الحقيقة، وإنما اتُّخِذَ رباً، واتُّخِذَ إلها، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا﴾ وقوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾
قال عدي بن حاتم: (يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم)... الحديث، ففهم عَديٌّ رضي الله عنه من هذا اللفظ معنى العبادة، لأن اتخاذ الشيء رباً معناه عبادته، إذ الربوبية تستلزم العبادة.
لكن القول الأوّل أعمّ منه، وله دلالة صحيحة ظاهرة، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهناك قول ثالث: وهو أن المراد بالعالمين "أصناف الخلق الرّوحانيّين، وهم الإنس والجن والملائكة، كلّ صنف منهم عالم"، وهذا قول ابن قتيبة الدينوري ونصّ عبارته في كتابه "تفسير غريب القرآن". وقد اضطرب قوله في هذه المسألة في كتبه
وهذا القول أيضاً نسبه الثعلبي إلى أبي عمرو بن العلاء من غير إسناد،ولا يصحّ هذا القول

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة.
اختلف المفسّرين في الحكمة من تكرار ذكر {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة على أقوال ،
1- لا تكرارَ هنا لأن البسملة ليست آية من الفاتحة وهذا قول ابن جرير. وهذا القول يعترض عليه اختيار المرء قراءة من القراءات أو مذهباً من مذاهب العدّ لا يقتضي بطلان المذاهب الأخرى، وأنَّ المسألة باقية على حالها حتى على اختياره؛ إذ لا إنكار على من قرأ البسملة قبل الفاتحة ولو لم يعدَّها آية من الفاتحة.
وقد أساء من حَمَل على من يعدّ البسملة آية من الفاتحة ؛ بأنه لو كانت الآية من الفاتحة لكان تكرار هذين الاسمين لغوا لا معنى له، وهذه زلَّة لا ينبغي أن تصدر من مؤمن،
2- تكرار لأجل التأكيد، ذكره الرازي أو لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد ذكره البيضاوي
وهذا اجتهاد يلتمس فيه معرفة الحكمة من التكرار ويبدو أن السلف لم يكن عندهم بمشكل
ولكن بما أنه أير السؤال لابد من الجواب عليه وهذا يكون على مراحل متتالية :
النظر في الأقوال المأثورة إن وجدت؛
فإن لم يجد المفسّر قولاً مأثوراً صحيحاً انتقل إلى النظر في سياق الكلام، وهو أصلٌ مهمّ في الجواب عن مثل هذه الأسئلة؛
فإن أعياه ذلك انتقل إلى النظر في مقاصد الآيات.
فإن لم يتبيّن له الجواب توقَّف، ووكل الأمر إلى عالمه.
وفي هذه المسألة يكشف السياق عن مقصد تكرار ذكر الاسمين في هذين الموضعين.
1- في البسملة الاستعانة بالله تعالى والتبرّك بذكر اسمه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به؛ وأن التوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة الله تعالى
2-وفي {الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم} جاء فيه ذكر هذين الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيّته العامّة للعالمين؛ فيكون لذكر الاسمين في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله تعالى وسعتها لجميع العالمين، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء، وأنه تعالى عظيم الرحمة كثير الرحمة فيكون ذكر هذين الاسمين من باب الثناء على الله تعالى تقدمة بين يدي مسألته.
وإذا ظهر الفرق بين مقصد ذكر هذين الاسمين في البسملة، وبين ذكرهما بعد الحمد ؛ ظهر للمتأمّل معنى جليل من حكمة ترتيب الآيات على هذا الترتيب البديع المحكَم.


س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}.
على معنيين :
- نستعينك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك ؛ فإنا لا نقدر على ذلك إلا بأن تعيننا عليه،
- نستعينك على قضاء حوائجنا، وجميع شؤوننا؛ فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك ؛ فإنّك إن لم تعنّا لم نقدر على جلبِ النفعِ لأنفسنا ولا دفع الضرّ عنها.

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
هو تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب
فائدته :
1- تنويع الخطاب،
2- البيان عن التنقّل بين مقامات الكلام،
3- التنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكّر في مناسبته، واسترعاء الانتباه لمقصده.
الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة:
العبد لما أثنى على الله كأنه اقترب وحضر بين يديه سبحانه يسأله مسألته في الهداية إلى طريق الصالحين وأن يبعده عن طريق المغضوب عليهم والضالين
وفي سورة أرشد الله عباده كيف يثنون عليه بجميل صفاته الحسنى كما علمهم في بدايتها كيف يثني هو سبحانه على نفسه بصفاته الحسنى الكريمة

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 01:00 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
كلمة تجمع كل معاني الربوبية من الخلق والرزق والإحياء والإماتة والملك والتدبير والإصلاح والرعاية، ويشمل الربوبية بنوعيها العام والخاص
فالربوبية العامة لجميع الخلق بخلقهم وملكهم وتدبيرهم ,ورزقهم .
والربوبية الخاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
فمعنى الرب يشمل هذه الاعتبارات كلها.
س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
في الرسم العثماني كتبت (بسم الله ) في فواتح السور وقوله (بسم الله مجريها) في سورة هود بحذف الألف وإثباتها في {فسبّح باسم ربّك} ، و{اقرأ باسم ربّك} فاتبع علماء الرسم ذلك في كتابتهم للمصاحف ,ثم اجتهد علماء اللغة وعلماء الرسم في معرفة أسباب فقالوا في ذلك عدة أسباب أشهرها:
- الخوف من وقوع اللبس في {بسم الله} وهو قول الفرَّاء.
- إرادة التخفيف لكثرة الاستعمال، وهو قول جماعة من العلماء.منهم الزجاج وأبو عمر الداني .

س3: ما المراد بالعالمين.
اختلف في المراد بالعالمين على عدة أقوال وهي كالتالي :
- المراد به الأمة الواحدة من الجنس الواحد وفي كل قرن عالم من هذه العوالم فالإنس عالم والجن عالم والملائكة عالم والحيوانات عالم وكل نوع منها عالم لوحده والنباتات عالم وكل نوع منها عالم والرياح والسحاب والأفلاك جميعها عوالم فسبحان من أحصاهم وعدهم وسيرهم في نظام دقيق لا يختل توازنه إلا بإذنه تعالى ويدل عليه قوله تعالى كما قال الله تعالى: ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) وهو قول أبي العالية الرياحي، وقتادة، وتبيع الحميري، وقال به جمهور المفسّرين.وهو ما رجحه ابن تيمية .
- المراد بالعالمين في هذه الآية: الإنس والجنّ، وهوقول ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج.
وقد رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما من طرق عن قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلّ: {ربّ العالمين} قال: (ربّ الجنّ والإنس).
وقيس بن الربيع الأسدي مختلف فيه، كان شعبة يُثني عليه، وقال عفّان: ثقة، وليَّنه الإمام أحمد، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك.
وقد كان محمودَ الأمر لكنّه تولّى منصباً فساء حفظه ووقع في حديثه ما يُنكر.
قال محمد بن عبيد: (لم يكن قيس عندنا بدون سفيان، ولكنه استُعمل، فأقام على رجل الحدّ فمات، فطفى أمره).
سبب اعتبار هذا القول بعد ما طعن فيه العلماء :
- تعددت رواياته عن أصحاب ابن عباس؛ فروي عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة بأسانيد لا تخلو من مقال ، لكن تعدد الروايات وتظافرها على هذا القول مع اختلاف مخارجها دليل على أنَّ هذا القول محفوظ عن أصحاب ابن عباس.
- وأيده قول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } ، والمراد بهم هنا المكلّفون من الإنس والجن.
- أن التعريف في (العالمين ) للعهد الذهني وليست للجنس فيكون من العام الذي أريد به الخصوص .
- أن يكون لفظ (ربّ) بمعنى (إله) ؛ كما في حديث سؤال العبد في قبره: من ربّك؟ أي: من إلهك الذي تعبده؟
- وقوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ فالربوبية تدل على العبادة كما فهم ذلك
عدي بن حاتم: (يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم).
كل هذا يبين أن القول المروي عن ابن عباس وأصحابه صحيح في نفسه، باعتبارأن الخطاب للمكلّفين الذين هم الإنس والجنّ، كما قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}؛ فهم أولى من يراد بلفظ العالمين؛ لأنهم المكلفون بالعبادة, لكن القول الأوّل أعمّ منه، وله دلالة صحيحة ظاهرة، وهو قول جمهور المفسّرين.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
العلماء في ذلك على عدة أقوال وهي كالتالي
· أنه لا تكرارفي الآية لإن البسملة ليست آية من الفاتحة وهو قول ابن جرير , وهذا يعترض عليه بأمرين :
- أن اختيار المفسر مذهب واحد في العد أو في القراءات لا يعني بطلان الأخرى .
- كما أن اختياره لقول أن البسملة ليست آية من الفاتحة لا يلغي المسألة لإنه لا إنكار على من قرأها قبل الفاتحة
· لأجل التأكيد، وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره، قال: (التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد كون الله تعالى رحمانا رحيما من أعظم المهمات).
· لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد، وهذا القول ذكره البيضاوي.
ومصدر القولين الأخيرين الاجتهاد لإنه لم يؤثر شيء عن السلف في هذا المعنى , ولما كان للسؤال من جواب فتكون الإجابة بالنظر في مقاصد الآيات وسياق الكلام ,فعند تأملنا للموضع الأول لهذين الإسمين :
- نجده في البسملة والغرض من البسملة قبل القراءة طلب العون من الله تعالى بأن يفيض من رحمته على قلب العبد من الإيمان والتوكل عليه فإذا حصل له مطلوبة من الإعانة وخضوع قلبه كان ذلك أدعى أن تحصل له رحمة الله .
- الموضع الثاني في ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بعد (الحمد لله رب العالمين )فتكون عبارة عن الثناء على الله تعالى قبل مسألته في باقي السورة ويكون هذا الثناء بذكر عظيم صفة رحمته سبحانه التي وسعت كل من في السموات ومن في الأرض .
وبمعرفة هذين المقصدين يتبين لنا عظمة هذا القرآن وترتيبه على هذا النسق وكل ذلك لحكمة جليلة يعلمها من أنزل هذا الكتاب على هذا الترتيب .

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
معنى الاستعانة بالله تعالى : أي نستعين بك وحدك ونخلص لك وحدك على أداء العبادات كما ينبغي لنا ونستعين بك وحدك في قضاء أمورنا الدنيوية فإننا لا نملك لإنفسنا نفعا ولا ضرا .
وهي من أعظم العبادات لإنها تشمل الدعاء والتوكل وطلب العون والنصرة و الهداية والكفاية وغيرها مما يقوم به العبد من قول وعمل يرجو به نفعا أو يدفع به مضرة فهو استعانة .
· فائدة تقديم (إياك )
- الحصروهوَ إثباتُ الاستعانة بالله تعالى ونفي الاستعانة بغيره فكأنَّهُ يقولُ: نستعين بك ولا نستعين بغيرك مع اختصار اللفظ وعذوبته.
- تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.
- يفيد رغبة العبد في التقرّب إلى الله تعالى .

· فائدة التعبير بالفعل المضارع في قوله ( نستعين )
ليدل على استمرار الاستعانة بالله تعالى في كل وقت وحين وفي كل أمر .


· فائدة حذف متعلق الاستعانة
لما لم يذكر المستعان عليه في الآية تكلم في ذلك العلماء فقالوا :
- الاستعانة بالله في أمور العبادة فقط .
- وقيل نستعين بالله في قضاء حوائجنا وجميع شؤوننا .
- والراجح الجمع بين المعنيين, لما يدل عليه حذف المتعلق من العموم فيشمل أمور الدنيا والآخرة من طلب الخير ودفع الضر .
- وكلا الأمرين حق فالأوَّل طلب الإعانة على أداء حقّ الخالق جلّ وعلا، والآخر طلب الإعانة على ما يحتاجه المخلوق, ويؤيد ذلك ما روى عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يفيد الجمع بين المعنيين؛ فقال في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.

· تحقيق الاستعانة بالله تعالى يكون بأمرين :
- طلب العون من الله تعالى بقلب صادق واعتقاد أن النفع والضر بيد الله تعالى لا يعجزه شيء مع تفويض الأمر لله تعالى .
- ملازمة شرع الله في اتخاذ الأسباب المشروعة في كل أمر يريده , وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فقوله (احرص على ما ينفعك) أي في أمور دينك ودنياك.
وقوله (واستعن بالله) أي اطلب عونه لتحقيق ما ينفعك.
وقوله (ولا تعجز) لأنَّ العجز هو: ترك بذل السبب مع إمكانه.
فتبيَّن بذلك أنَّ من يترك بذل السبب الممكن غير محقّقٍ للاستعانة, ومن حقّق الاستعانة أعانه الله، والله لا يخلف وعده.

· أقسام الاستعانة :
- استعانة تعبدية :وهي التي يصاحبها خوف ورجاء ومحبة وهي التي لا يجوز صرفها لغير الله تعالى ومن صرف شيئا لغير الله فهو مشرك ودل الله عليها بقوله (إياك نعبد وإياك نستعين )وهي ملازمة للعبادة , فما عبد إله إلا ليجلب له الخير ويدفع عنه الضر .
- استعانة سبب : الاستعانة بشيء ليحصل له مطلوب وهي مجردة من العبادة كالاستعانة بالقلم عند الكتابة والطبيب عند العلاج وغيره .بشرط أن يعتقد أن مسبب الأسباب هو الله وأنه النافع الضار .

· أقسام الناس في الاستعانة :
- يتفاوت الناس في الاستعانة بالله تعالى فأعلاهم درجة ومنزلة أعظمهم استعانة بالله في أمور عبادته وطاعته لربه وكلما كان العبد محبا لربه كان أحرص على الاستعانة بالله تعالى , ومن كان كذلك تجده أعظم الناس راحة في قلبه , وأرضاهم عن الله تعالى وأقداره وأكثرهم شكرا لله تعالى .
- ومن الناس من يستعين بالله عزوجل في أمور الدنيا فإذا حصل له مطلوبه فرح بذلك ورضي , وإذا منع ابتلاء تسخط وجزع ويغفل تماما عن أمر الآخرة فهؤلاء شابهوا الكفار في ايثارهم للدنيا وحبهم لها فيخشى عليهم أن تكون طيباتهم عجلت لهم .
- أو تكون استعانته ناقصة فيحصل له بسبب ذلك أضرارا كثيرة,
من الضعف والعجز والوهن وإذا حصل له ما يحِبُّ فقد يحصل منه عجب واغترار بما يملك من الأسباب، وإن أصابه ما يكره فقد يصاب بالجزع وضعف الصبر.فلذلك نجد كثير من الناس يعانون من القلق والاكتئاب لعدم راحتهم النفسية .
س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
- هو تحول الخطاب من الغيبة إلى الخطاب
- فائدته :
1) تنويع الخطاب .
2) بيان الانتقال بين مقامات الكلام.
3) التنبيه على نوع جديد من الخطاب والتفكّر في مناسبته, والتنبه لمقصده .
الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة :
بدأت السورة بالثناء على الله تعالى بماله من صفات الربوبية والرحمة الواسعة والملك العظيم الذي يجازي كلا بما يستحقه من عمل خيرا كان أو شرا من غير أن يظلم أحدا أو ينسى أحدا أو يغيب عنه أحد فإذا قام بقلب العبد من المحبة والخوف والرجاء بعد ثناءه على الله تعالى يتحول إلى ضمير المخاطب ويستشعر وكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى فيسأل الله الهداية والثبات على الحق وسلوك طريق المؤمنين فإذا قامت هذه المعاني في قلبه كان ذلك أحرى أن يستجاب له .

والحمد لله رب العالمين ,,,

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 01:19 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
(الرحمن)
على وَزن "فَعْلان" ومعناه ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء وهو اسم مختصّ بالله تعالى، لا يُسمَّى به غيره.
قال أبو إسحاق الزجاج: (ولا يجوز أن يقال " الرحمن " إلّا للّه، وإنما كان ذلك لأن بناء (فعلان) من أبنية ما يبالغ في وصفه، ألا ترى أنك إذا قلت (غضبان)، فمعناه: الممتلئ غضباً، فـ"رحمن" الّذي وسعت رحمته كل شىء، فلا يجوز أن يقال لغير الله: "رحمن")ا.هـ.
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
اختلف العلماء فى هذه المسأله على أقوال:

القول الأول: لا تعدّ آيةً من سورة الفاتحة، ولا من أوّل كلّ سورة، وهذا قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، وحُكي عن سفيان الثوري.
والقول الثاني: أنها آية في سورة الفاتحة دون سائر سور القرآن الكريم، وعليه العدّ الكوفي والمكي كما تقدّم، وهو رواية عن الشافعي.
والقول الثالث: أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة، وهو قول سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي.
القول الرابع: أنها آية من الفاتحة، وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة، وهو رواية عن الشافعي، وقول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره، وذكره شيخ الإسلام وابن كثير وابن الجزري، وهو قول ضعيف.
القول الخامس: أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: (هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها)ا.ه.
والقول الخامس هو الراجح أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، أنَّها آية من الفاتحة في بعض القراءات دون بعض.
ومن ادلة ذلك

1- أنها كانت يفصل بها بين السور، وأنّها من كلام الله تعالى، وقد صحّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) في غير ما سورة:
في صحيح مسلم من حديث علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك رضي الله ، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله قال: «أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر} ».
2- تواتر النقل عن جماعة من القراء بقراءة البسملة في أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة، والبسملة فيها رواية عن عاصم.
3- أن الصحابة رضي الله عنهم اجمعوا على تجريد المصحف مما سوى القرآن، وكتبوا {بسم الله الرحمن الرحيم} للفصل بين السورولم يكتبوا (آمين) لأنها ليست قرآناً، مع أنَّ قول آمين بعد الفاتحة من السنن الثابتةوهذا يدل على انها من القرأن المنزل

فكلّ ذلك من الدلائل الدالة على أنّ {بسم الله الرحمن الرحيم} قرآن منزّل، ولا ينبغي الاختلاف في ذلك، وإنما الخلاف السائغ: الخلاف في العدد.

وبناء على ما استقرّت عليه المذاهب في العدّ؛ فإنّ هذه المسألة لها فرعان:
الفرع الأول: عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة، و هى آية من الفاتحة في العدّ الكوفي والمكي، وليست آية منها عند باقي أهل العدد.
والفرع الثاني: عدّ البسملة الآية الأولى في كلّ سورة عدا براءة.
وقد اتّفقت مذاهب العدّ على عدم عدّ البسملة آية، وإن كانوا يقرؤون بها في أوّل كلّ سورة غير براءة، لكنَّهم لا يعدّونها من آيات السورة.
ومن ادلة ذلك
. حديث شعبة عن قتادة عن عباس الجُشَميِّ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك}). رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وغيرهم.
والراجح
عدم عدّ البسملة آية، وإن كانوا يقرؤون بها في أوّل كلّ سورة غير براءة
قال علم الدين السخاوي(ت:643هـ): (وأما إثباتها آية في أول كل سورة فلم يذهب إليه أحدٌ من أهل العدد)ا.هـ.
و يعتبر القول بعدّها آية من كلّ سورة قد تكون صحيحة عن بعض القراء الأوائل، وأنّها مما تختلف فيه الأحرف السبعة.

س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
الفرق بين الحمد والمدح
وبين الحمد والمدح عموم وخصوص:
- فالمدح أعمّ من الحمد من وجهين
الاول باعتبار أن الحمد يكون عن رضا ومحبة، والمدح لا يقتضي أن يكون كذلك؛ بل قد يمدح المرء من لا يحبّه طمعاً في نوال خيره أو كفّ شرّه.
والثانى باعتبار أن الحمد لا يكون إلا على اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه، والمدح قد يكون مدحاً على ما ليس بحسن؛ كما يمدح أهل الباطل بعض المفسدين بإفسادهم مع أن أمرهم غير محمود.
- والحمد أعمّ من المدح
باعتبار أن المدح إنما يكون باللسان، والحمد يكون بالقلب واللسان.
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}.
أي نُخلِص لك العبادة؛ فنطيع أوامرك محبّة وخوفاً ورجاء خاضعين مستكينين لك وحدك لا شريك لك.
والعِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ.

س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
حذف متعلّق الاستعانة هنا يفيد عمومَ ما يُستعان بالله عليه؛ ليشملَ كلَّ ما يحتاج العبد فيه إلى عون ربّه لجلب نفع أو دفع ضرّ في دينه ودنياه أو دوام نعمة قائمة، أو دوام حفظ من شرّ، فكلّ ذلك مما لا يناله العبد إلا بعون ربّه جلّ وعلا.
وقد روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يفيد الجمع بين المعنيين؛ فقال في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.



س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
وأشهر الأقوال في هذه المسألة ستة أقوال:
القول الأول: الحكمة مراعاة فواصل الآيات في السورة، وهذا القول ذكره البيضاوي وجهاً وكذلك النسفي وابن عاشور وغيرهم.
والقول الثاني: أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة والعكس ، وهذا القول قاله ابن جرير وهذا القول فيه نظر.
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانة ، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص، وهذا القول ذكره البغوي في تفسيره.

القول الرابع: أنه لبيان أن عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة الله تعالى وتوفيقه وهذا مما يستوجب الشكر ويذهب العجب فلذلك ناسب أن يتبع قوله: (إياك نعبد) بـ(إياك نستعين) للاعتراف بفضل الله تعالى في توفيقه للعبادة والإعانة عليها، وهذا القول ذكره البيضاوي وجها، وألمح إليه أبو السعود.

القول الخامس: قول ابن عاشور إذ قال في التحرير والتنوير: (ووجه تقديم قوله { إياك نعبد } على قوله : { وإياك نستعين } أن العبادة تَقَرُّبٌ للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة ، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك ـ.
القول السادس: أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها، وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه، وقال به ابن كثير في تفسيره.
وذكر بن تيمية عدة أقوال اخرى
- ولأن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة.
- ولأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.
- ولأن "العبادة" المطلقة تتضمن "الاستعانة" من غير عكس، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولا ينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته، فكانت العبادة أكمل وأتم، ولهذا كانت قسم الرب.
- ولأن "الاستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس.
- ولأن "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له.
- ولأن "العبادة" لا تكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.
- ولأن "العبادة" حقّه الذي أوجبه عليك، و"الاستعانة" طلب العون على "العبادة"، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.
- ولأن "العبادة" شكر نعمته عليك، والله يحب أن يُشكر، والإعانة فعله بك وتوفيقه لك، فإذا التزمت عبوديته، ودخلت تحت رقها أعانك عليها، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم، والعبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
- ولأن {إياك نعبد} له، و{إياك نستعين} به، وما له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه، وما به متعلق بمشيئته، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته،

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 03:41 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
اسم الله (الرحمن):
هو اسم من أسماء الله تعالى، لا يُسمَّى به غيره،على وَزن "فَعْلان" وهي من صيغ المبالغة التي تدلّ على معنى السعة وبلوغ الغاية،مثل غضبان أي الممتلئ غضب،
ومعناه :أي ذو الرحمة الواسعة ،التي وسعت رحمته كل شيء،
قال تعالى:{ورحمتي وسعت كل شئ)الأعراف
ولا يجوز تسمية غير الله بذلك الأسم.
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
اختلف العلماء في عدّ البسملة في أول كل سورة عدا سورة براءة والفاتحة على أقوال:
القول الأول: لا تعدّ آيةً من سورة الفاتحة، ولا من أوّل كلّ سورة، قاله أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، وحُكي عن سفيان الثوري.
والقول الثاني: أنها آية في سورة الفاتحة دون سائر سور القرآن الكريم، وعليه العدّ الكوفي والمكي ، قاله الشافعي.
والقول الثالث: أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة، قاله سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي.
والدليل:
- قال علي بن الحسن بن شقيق: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان الثوري، قال: (بسم الله الرحمن الرحيم في فواتح السور من السور). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
القول الرابع: أنها آية من الفاتحة، وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة، قاله الشافعي، والرازي ، وذكره شيخ الإسلام وابن كثير وابن الجزري، وهو قول ضعيف.
القول الخامس: أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، قاله أحمد، وقول لبعض الحنفية،
وهوالراجح و اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: (هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها)اهـ
والدليل:عن أنس بن مالك رضي الله ، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله قال: «أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر} ».رواه مسلم

وأيضاً أجمع الصحابة رضي الله عنهم على تجريد المصحف مما سوى القرآن، وكتبوا {بسم الله الرحمن الرحيم} للفصل بين السور.
ولم يكتبوا (آمين) لأنها ليست قرآناً، مع أنَّ قول آمين بعد الفاتحة من السنن الثابتة.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
وبين الحمد والمدح عموم وخصوص أيضاً:
- فالمدح أعمّ من الحمد؛وذلك:
1-لأن الحمد إنما يكون عن رضا ومحبة، والمدح لا يقتضي أن يكون كذلك؛ بل قد يمدح المرء من لا يحبّه طمعاً في نوال خيره أو كفّ شرّه.
2-لأن الحمد لا يكون إلا على اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه، والمدح قد يكون مدحاً على ما ليس بحسن؛ كما يمدح أهل الباطل بعض المفسدين بإفسادهم مع أن أمرهم غير محمود.
3- والحمد أعمّ من المدح لأن المدح يكون باللسان، والحمد يكون بالقلب واللسان.

س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
أي نُخلِص لك العبادة؛ فنطيع أوامرك محبّة وخوفاً ورجاء خاضعين مستكينين لك وحدك لا شريك لك.
والعِبادةُ لغة هي:الطاعة مع الخضوع ،يقال طريق معبد أي مذلل.
والعبادة شرعاً (باعتبار الفعل ):التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ ،
(كمال الحب مع كمال الذل).
والعبادة شرعاً (باعتبار المفعول): العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
وحذف متعلّق الاستعانة يفيد عمومَ ما يُستعان بالله عليه؛ ليشملَ كلَّ ما يحتاج العبد فيه إلى عون ربّه لجلب نفع أو دفع ضرّ في دينه ودنياه أو دوام نعمة قائمة، أو دوام حفظ من شرّ، فكلّ ذلك مما لا يناله العبد إلا بعون ربّه جلّ وعلا،فالعبد لاينفك لحظة من لحظات حياته من الاستعانه بربه ،فهو يحتاج إلى عونه بعدد أنفاسه ،روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما فقال في قوله تعالى: ({وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها). أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
من المتقرر في نفوسنا أن الله تعالى عليم حكيم ،يضع الأشياء في مواضعها ،وأن الله قد أحكم كتابه غاية الإحكام،وأن القرآن الكريم قد بلغ قمة الفصاحة وحسن البيان ،وقداجتهد المفسرون في معرفة الحكمة من تقديم {إياك نعبد }على{إياك نستعين} على أقوال كثيرة أشهرها ستة أقوال:
القول الأول :الحكمة مراعاة فواصل الآيات في السورة،ذكره البيضاوي والنسفي وابن عاشور.
القول الثاني: أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة والعكس،وأنهلمَّا كان معلومًا أن العبادة لا سبيلَ للعبد إليها إلا بمعونة من الله جلّ ثناؤه، وكان محالا أن يكون العبْد عابدًا إلا وهو على العبادة مُعان،ذكره ابن جرير.وهذا القول فيه نظر.
القول الثالث: أن العبادة أعم من الاستعانة ، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص، ذكره البغوي.
القول الرابع: أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها، قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير .
القول الخامس: أنه لبيان أن عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة الله تعالى وتوفيقه وهذا مما يستوجب الشكر ويذهب العجب فلذلك ناسب أن يتبع قوله: (إياك نعبد) بـ(إياك نستعين) للاعتراف بفضل الله تعالى في توفيقه للعبادة والإعانة عليها، ذكره البيضاوي وجها، وأبو السعود.
القول السادس: أن العبادة تَقَرُّبٌ للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة ، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك، ولأن الاستعانة بالله تتركب على كونه معبوداً للمستعين به ولأن من جملة ما تطلب الإعانة عليه العبادة فكانت متقدمة على الاستعانة في التعقل،ذكره ابن عاشور.
-وقيل (تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها.
-و قيل ولأن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة.
- وقيل لأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.
- وقيل لأن "العبادة" المطلقة تتضمن "الاستعانة" من غير عكس، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولا ينعكس، لأن صاحب الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته، فكانت العبادة أكمل وأتم، ولهذا كانت قسم الرب.
- وقيل لأن "الاستعانة" جزء من "العبادة" من غير عكس.
- وقيل لأن "الاستعانة" طلب منه، و"العبادة" طلب له.
- وقيل لأن "العبادة" لا تكون إلا من مخلص، و"الاستعانة" تكون من مخلص ومن غير مخلص.
- وقيل لأن "العبادة" حقّه الذي أوجبه عليك، و"الاستعانة" طلب العون على "العبادة"، وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته.
- وقيل لأن "العبادة" شكر نعمته عليك، والله يحب أن يُشكر، والإعانة فعله بك وتوفيقه لك، فإذا التزمت عبوديته، ودخلت تحت رقها أعانك عليها، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم، والعبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى، وهكذا أبدا، حتى يقضي العبد نحبه.
- وقيل لأن {إياك نعبد} له، و{إياك نستعين} به، وما له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه، وما به متعلق بمشيئته، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته، فهذه الأسرار يتبين بها حكمة تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين})ا.هـ ذكره ابن القيم في مدارج السالكين.
-وقيل فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، ذكره محمد الأمين الشنقيطي.
وإلى غير ذلك من الحكم التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 4 شعبان 1438هـ/30-04-2017م, 05:55 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
معنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.

س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دال عليها بطريقة النحت اختصارا.
قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار)ا.هـ
والأصل في البسملة أنها اختصار قولك: (بسم الله)، وقد ورد لفظ البسملة في شواهد لغوية احتجّ بها بعض أهل اللغة، ومن ذلك ما أنشده الخليل بن أحمد وغيرهم .
قال الشاعر :
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها ... فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمِلُ
(بَسْمَلَتْ) أي: قالت: (بسم الله) استغراباً أو فزعاً.

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
1)أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، ولذلك جاء في الحديث المتقدّم: (فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).
والتمجيد هو كثرة ذكر صفات المحمود على جهة التعظيم، ولذلك قال في الحديث: (وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي).
2)أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر،كما جاء في الحديث الذي في الصحيحين : مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجبت) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: (وجبت).
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: (هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض).

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة في مالك يوم الدين لها معنيان:
1) إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين.
2) إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
1) لغرض الحصر ، وهو اثبات الحكم للمذكور ونفي ما سواه ، كأنه قول : نعبدك ولا نعبد غيرك .
2) تقديم ذكر المعبود سبحانه وتعالى .
3) إفادة الحرص على التقرب .

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
الاستعانة على قسمين :
1) استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب .
حكمه :فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر
2) استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، و هذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
حكمه : استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرما أو كان السبب محرما لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركا أصغر من شرك الأسباب.

فائدة معرفة هذه الأقسام :
1) استعانة العبادة :هذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر.
2) استعانة التسبب : فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبدية.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 5 شعبان 1438هـ/1-05-2017م, 06:07 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم) .
(الرحيم) الرحيم صيغة مبالغة في الرحمة ، والرحيم تدل على أمرين :
1- عظم رحمة الله تعالى .
2-كثرة رحمة الله عزوجل .
أنواع الرحمة :
1- رحمة عامة :
وهي التي يرحم الله بها كل المخلوقات حتى البهائم ، ومن آثار رحمته العامة أن البهيمة ترفع رجلها لترضع صغيرها .
ورحمة خاصة:
وهي التي يختص بها الله تعالى عباده المؤمنين من هداية وحفظ ورعاية ونصر واستجابة وتأييد .

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
معاني الحروف تتغير بحسب السياق والمقاصد وما يحتمله الكلام وليس جامداً في كل الأحوال ،سيتبين لنا هذا الأمر من خلال استعراض معاني الباء ،ومن أشهر الأقوال في معنى الباء في ( بسم الله ) :
1-الباء للاستعانة :
وقد ضعف بعض أهل العلم هذا المعنى ، وحجتهم أن الإستعانة تكون بالله وليس بإسمه ، والرد على هذا القول أن من يستعين باسم الله لا شك هو مستعين بالله لا تعارض بينهما .
2- الباء للابتداء .
3- الباء للمصاحبة : وهو قول سيبويه الذي قال بأن باء الجر للإلزاق عالعموم ، وابن عاشور سمّاها المصاحبة والملازمة .
أنواع الإلزاق :
1- حسي : مثاله أمسكت بالقلم .
2- معنوي : مثاله قرأت بشغف .
ويندرج تحت هذين النوعين أنواع أخرى كالاستعانة والتبرك والاستفتاح وغيرها ، وقد ينوي القائل هذه المعاني مجتمعة أو متفرقة ، وجميل أن ينوي بها المؤمن عدة معاني ليزداد أجراً وانتفاعاً .
ومن أمثلة اجتماع المعاني في الباء ، قوله تعالى :( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ، فالباء هنا قد تعني الاستعانة أو السببية ،أو الملابسة ، أو التبرك ،وكلها أقوال لا تعارض بينها .
الأقوال الضعيفة في الباء في (بسم الله ) :
1- الباء للقسم : فالقسم يحتاج إلى جواب فأين جواب القسم ؟، ولا ينعقد إلا معلوماً .
2- الباء زائدة : وهو قول ضعيف جداً.
3- الباء للاستعلاء : وهنا يجب ان ينتبه أن الاستعلاء يكون مطلوباً في بعض الأحيان كالقتال والرمي و ما شابهها ، أما في مواضع التذلل والخضوع لله فلا ينبغي .

س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
الحمد والشكر من المعاني المتقاربة ، وقد فرق بينهما العلماء بعدة أمور
1- قول ابن تيمية وابن القيم :
فقالوا إن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته، فالشكر مقابل النعم ،ويكون بالقلب واللسان والجوارح
والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب ، فالحمد مقابل ما صفات الله العظيمة وأسمائه الحسنى ،ويكون بالقلب واللسان دون الجوارح .
2-قول ابن جرير الطبري والمبرد وجماعة :
لا فرق بين الحمد والشكر ، وهذا القول صحيح إن دل على المعاني المشتركة بين الحمد والشكر .


س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
القرائتان الواردتان فيها :
1- ( ملك يوم الدين ) :
الملك هنا هو صاحب كمال التصرف والتدبير والنفوذ ، فالكل تحت قهره وأمره وملكه ، والمعنى هنا يستلزم تعظيم الله وتمجيده والتوكل عليه والإنابة إليه .
2- ( مالك يوم الدين ):
الذي يملك كل شيء يوم الدين ، فلا منازع لملكه في ذلك اليوم ، ويأتي جميع الخلق وهم محتاجون لرحمة الله ،لا يملكون نفعاً ولا ضراً، قال تعالى : { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}. فيالعظمة المالك المدبر .
واجتماع معاني الملك يدل على عظم ملك الله وكمال ملك الله سبحانه وتعالى . فإن من الملوك في الدنيا من لايملك ، ومن الناس من يملك وليس بملك . فسبحان الله مالك وملك يوم الدين .
أمَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه.
وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله؛ فكلّ موك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم، ويأتونه كما خلقهم أوَّل مرة مع سائر عباده عراة حفاة غرلاً؛ كما قال الله تعالى: {يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً إذ يأتيه الخلق كلّهم فرداً فرداً لا يملكون شيئاً، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا يملك بعضهم لبعضٍ شيئاً { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ).

س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
أقسام الناس في العبادة والاستعانة :
1- المخلصون : الذين أخلصوا العبادة وحققوا الاستعانة ،وهم أكثر الناس اطمئناناً وانشراحاً للصدر والخلق متفاوتون في هذه المنزلة كل بحسب درجة ايمانه .
2-المقصرون : التقصير في إخلاص العبادة يؤدي إلى أمراض خطيرة كالرياء والعجب التي تحبط العمل .
والتقصير في الاستعانة يؤدي إلى ضعف وجزع عند حصول المكاره ، واعتداد بالنفس عند حصول المحامد .

س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
أقوال العلماء في الحكمة من تكرار ( إياك ) :
1-ابن عطية : تكرارها لاختلاف الفعلين ، ولتأكيد معاني الفعلين .
2- ابن القيم : للدلالة على الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره ، فقولنا ( إياك أحب وإياك أخاف ) تعطي معنى أقوى من قولنا ( إياك أحب وأخاف ).
3- ابن كثير : كرر للاهتمام والحصر .


استغفر الله العظيم وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 5 شعبان 1438هـ/1-05-2017م, 08:32 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
في المسألة عدة أقوال:
1-أنه لا يوجد تكرارَ لأن البسملة ليست آية من الفاتحة، وهذا قول ابن جرير.
نقض الشيخ عبد العزيز الداخل هذا القول للأسباب التالية:
-لوجود مذهب آخر للعد وقراءة أخرى ؛ فاختيار أحدهما لا يبطل الأخرى .
-أنَّ البسملة تقرأ قبل الفاتحة ولو لم يعدها آية منها ؛ مما يبقي الاقتران موجود .
2-أن التكرار للتأكيد ، وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره، وقال: أن وجود التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد صفتي الرحمان والرحيم من أعظم المهمات.
3-أن التكرار لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد، وهذا القول ذكره البيضاوي.
4-بين الشيخ عبد العزيز أنه لم يجد قولاً عن السلف في هذه المسألة حيث أنها لم تكن مشكلة عندهم .لكن إثارة السؤال ألزم الجواب عليه. وفسره تبعاً لسياق الكلام ومقاصد الآيات ؛ فالسياق يكشف عن مقصد تكرار ذكر الاسمين في هذين الموضعين.
فالموضع الأول: البسملة، للإستعانة والتبرك بذكر اسمه سبحانه واستصحابه على تلاوة القرآن وتدبّره وتفهّمه والاهتداء به؛ فالتوفيق لتحقيق هذه المقاصد إنما يكون برحمة الله تعالى، وذكر هذين الاسمين يفيض على قلب القارئ من الإيمان والتوكّل ما يعظم به رجاؤه لرحمة ربّه، وإعانته على تحقيق مقاصده من التلاوة.
والموضع الثاني: {الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم} فذكر الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيّته العامّة للعالمين يناسب معاني رحمة الله تعالى وسعتها لجميع العالمين، وأنَّ رحمته وسعت كلّ شيء، وأنه تعالى عظيم الرحمة كثير الرحمة فيكون ذكر هذين الاسمين من باب الثناء على الله تعالى تقدمة بين يدي مسألته التي سيسألها في هذه السورة.
5- أنه لو كانت الآية من الفاتحة لكان تكرار هذين الاسمين لغوا لا معنى له، بين الشيخ عبد العزيز أن هذا القول فيه إساءة وأنه زلَّة لا ينبغي أن تصدر من مؤمن ؛ فاختيار المرء قراءة من القراءات أو مذهباً من مذاهب العدّ لا يسوّغ له الطعن في غيره مما صحّ عند أهل ذلك العلم،

س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
-متعلق الجار والمجرور المحذوف المؤخَّر، فيه أقوال:
1-تعلق بالفعل الذي يراد فعله :
- فعند القراءة يقدر باسم الله أقرأ، وعند الكتابة يقدر باسم الله أكتب.
2-تعلق باسم أوفعل حسب اختيار معنى الباء:
-من رأى الباء للابتداء: التقدير: باسم الله أبدأ، أو باسم الله ابتدائي. فعند البصريين المحذوف مبتدأ، والجار والمجرور خبره، والتقدير: ابتدائي بسم الله، أي كائن باسم الله؛ فالباء متعلقة بالكون والاستقرار. قاله أبو البقاء العكبري
-عند الكوفيون المحذوف فعلٌ تقديره ابتدأت، أو أبدأ، فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف. قاله أبو البقاء العكبري
وقد ورد في القرآن تعلّق الجارّ والمجرور في مثل هذا الموضع بالاسم وبالفعل:
فمثال تعلّقه بالاسم قول الله تعالى: {وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها}
ومثال تعلّقه بالفعل قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك}.
-الحكمة من حذفه ذكرها النحاة وأبو القاسم السهيلي في نتائج الفكر :
1-تقديم اسم الله تعالى فلا يُقدّم عليه شيء.
2-التخفيف لكثرة الاستعمال.
3- ليصلح تقدير المتعلّق المحذوف في كلّ موضع بحسبه.
فالقارئ يقدّره بما يدلّ على القراءة من اسم أو فعل، والكاتب كذلك، وكلّ من سمّى لغرض من الأغراض كالأكل والشرب والنوم وغيرها يصحّ أن يقدّر اسماً أو فعلا من ذلك الغرض يكون متعلّقاً بالجار والمجرور.

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
معنى {الحمد لله}
الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة.
معنى التعريف واللام في قوله تعالى {الحمد لله }
لهما معنيان هما:
1-معنى التعريف التمام والكمال، أي الحمد التامّ الكامل من كلّ وجه وبكلّ اعتبار لله تعالى وحده؛ فالله تعالى لا يكون إلا محموداً على كلّ حال، وفي كلّ وقت، ومن كلّ وجه، وبكلّ اعتبار ؛ فهو تعالى محمود على كلّ ما اتّصف به من صفات الكمال والجلال والجمال. وفِي جميع أمره. وعلى خلقه وقضاءه . فملأ حمدُه تعالى كلَّ شيء؛ {وإن من شيء إلا يُسبّح بحمده}.
واللام هنا للاختصاص ؛ لأنَّ الحمدَ معنىً أُسند إلى ذاتٍ ومعنى الاختصاص هنا هو الحصر ، كما تقول: "الجنة للمؤمنين" أي لا يدخلها غيرهم.فهو مختصٌّ بالله تعالى لا يُطلق على غيره.
2-معنى التعريف استغراق الجنس، أي كلّ حمد فالله هو المستحقّ له، فكلّ ما في الكون مما يستحقّ الحمد؛ فإنما الحمد فيه لله تعالى حقيقة لأنه إنما كان منه يكون ومعنى اللام الاختصاص للأولوية والأحقية، كما يقال: الفضل للمتقدّم، أي هو أولى به وأحقّ.فكلّ ما اتصفوا به من صفات يحمدوا عليها فهو من آثار علم الله ورحمته وحكمته، .كلّ حمدٍ حقيقته أنه لله تعالى لأنه هو المانّ به، وهو من آثار حمده، فما أَعْطَى أحدٌ من خلقهِ شيئاً يُحمدُ عليه إلا مما أعطاه الله، ولا اتّصف أحدٌ من خلق الله بصفة يُحمد عليها إلا لأنَّ الله تعالى هو الذي جبله عليها وخلقه على تلك الصفة، ووفّقه لما اتصف به من السجايا والأخلاق الحميدة.
وكلاهما يتواردان على المعنيين ؛ فإذا أريد المعنى الأول للحمد؛ فالاختصاص يفيد معنى الأولوية والأحقية.
وإذا أريد المعنى الثاني للحمد فالاختصاص يفيد معنى الحصر.
معنى (الرَّبّ)
(الرَّبُّ) هو الخالق الرازق المالك المدبر المصلح
وأنواع الربوبية :
1-عامة لكل المخلوقات بالخلق والملك والإنعام والتدبير،
2-خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
المراد بالعالمين:
أن المفسّرين اختلفوا في المراد بالعالمين في هذه الآية على أقوال كثيرة أشهرها قولان صحيحان:
القول الأول: المراد جميع العالَمين، وهو قول أبي العالية الرياحي، وقتادة، وتبيع الحميري، وقال به جمهور المفسّرين.
والقول الثاني: المراد بالعالمين في هذه الآية: الإنس والجنّ، وهذا القول مشتهر عن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة، وروي أيضاً عن ابن جريج.
وقد رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما من طرق عن قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله عزّ وجلّ: {ربّ العالمين} قال: (ربّ الجنّ والإنس).
وقد استُدلّ لهذا القول بقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} ، والمراد بهم هنا المكلّفون من الإنس والجن.
وبهذا القول يكون التعريف في (العالمين) للعهد الذهني، وليس للجنس؛ فيكون هذا اللفظ من العامّ الذي أريد به الخصوص. كما أنه يكون لفظ (ربّ) بمعنى (إله) ؛ فالربوبية تستلزم الألوهية باعتبار الخطاب للمكلّفين الذين هم الإنس والجنّ، كما قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}؛ فهم أولى من يراد بلفظ العالمين؛ لأنهم المكلفون بالعبادة.
رجح الشيخ الداخل كلا القولين ومال إلى الأول أكثر للإجماع عليه .وأيده بتفسير الشنقيطي(ت:1393هـ) في : (قوله تعالى: {رب العالمين} حيث فسرها بقوله تعالى : {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}).
وقال الداخل :(أن الخلاف في بعض أوجه التفسير الصحيحة كالخلاف في القراءات الصحيحة؛ فيجوز أن يستحضر القارئ أحد المعاني عند قراءته إذا لم يمكن الجمع بينها).
معنى {ربّ العالمين}
هي ربوبية عامة ؛فهو خالقها وفِي هذا الخلق دقائق وعجائب تظهر حكمة الله جل وعلا وسعة علمه، وعظيم قدرته، فتبارك الله رب العالمين.
- وهو المالك لها جميعاً له الملك المطلق والتصرّف التامّ، فيبقيها متى شاء، ويفنيها إذا شاء، ويعيدها إذا شاء. فلا تملك جميع المخلوقات لنفسها نفعاً ولا ضراً إلا بإذنه جل وعلا.
- وهو مدبر هذه العوالم دبَّر أمرها، وسيّر نظامها، وقدّر أقدارها، وساق أرزاقها، وأعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى.
- وهو المصلح لها الحافظ المنعم المتفضل فهو الغني الحميد ، وهم الفقراء إليه في كل أحوالهم وأزمانهم
- وهو ربّ العالمين الذي يستدل بربوبيته على كثير من أسمائه الحسنى وصفاته العليا من الخلق والإحاطة والغنى والقوة والسعة والعظمة والحكمة وغيرها من الصفات فهو المستحقّ للعبادة وحده لا شريك له لأن لا ربٌّ لهم سواه، ولهذا قال تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}؛ فاحتجّ على توحيد العبادة باسم الربوبية. ولا صلاح للعالمين إلا بأن يكون ربه واحدا، كما قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}

-مسائل استطرادية:
الفرق بين الحمد والشكر
أنّ الحمد أعمّ من وجه، والشكر أعمّ من وجه آخر.
- فالحمد أعمّ؛ لانه مجازاة للصفات والأفعال ، والشكر أخصّ لأنه يكون مجازاة على الأفعال
- والشكر أعمّ من الحمد لكونه بالقلب واللسان والعمل؛ كما قال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكرا}. والحمد يكون بالقلب واللسان، ذكره ابن تيمية وابن القيم .وقيل أنه لا فرق بينهما ونبه الشيخ الداخل على أن هذا القول يصحّ فيما يشترك فيه الحمد والشكر؛ وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان.
الفرق بين الحمد والمدح :
أن الحمد أعم لأنه باللسان والقلب لأن فيه محبة
و لا يكون إلا على اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه، والمدح قد يكون العكس ولا يكون الا باللسان .
الفرق بين الحمد والثناء
أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، كما في الحديث: (فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).
أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، كما في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
● معنى العبادة في اللغة
- الطاعة مع الخضوع والعبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، و الطريقَ المُعَبّد هو المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة
ومن ذلك قول طَرَفَة بن العَبْد:
تُبَارِي عِتَاقًا نَاجياتٍ وأَتْبَعت ... وَظِيفًا وظيفًـا فـوق مَـوْرٍ مُعَبَّـدِ
و ما أنشده الخليل في العين لمن لم يسمّه:
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى ... ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
قاله ابن جرير والأزهري
● معنى العبادة شرعاً
-هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة. قاله ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية).لا يدخل في الأعمال والأقوال الأزمنة والأمكنة التي يحبها الله ،كما لا يدخل فيها العبادات الشركية والبديعة لأن الله تعالى لا يحبها ولا يرضاها ولا يقبلها، وإن كانت داخلةً في اسم العبادة لغة.
كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾
و العبادة لا تكون إلا بتذلل وخضوع يصحبها المحبة، والانقياد، والتعظيم.
و تكونُ بالقلبِ واللسانِ والجوارحِ، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بإخلاصِ العبادةِ له وَحْدَه لا شَريكَ له؛ قال اللهُ تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)﴾

س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
الاستعانة هي طلب العون في جلب المنافع ودفع المضارّ.وتشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها.لأن كل ما يقوم به العبد من قول أو عمل يرجو به تحصيلَ منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
وعند الإطلاق يدخل في معناها الاستعاذة والاستغاثة لأن الاستغاثة: طلب الإعانة على تفريج كربة.
يحتاج العبد إلى الاستعانة بالله تعالى في جميع حالاته؛ فهو محتاج إلى الهداية والإعانة عليها، وتثبيت قلبه على الحق، ومغفرة ذنبه وستر عيبه وحفظه من الشرور والآفات وقيام مصالحه.فهو حارث همام له مطالب كثيرة
يحتاج إلى الإستعانة بالله على تحقيقها، لأن ما يطلبه من خير الدنيا والآخرة لا يناله إلا بإذن الله وهدايته ومشيئته، وأن لنيل ذلك أسباباً هدى الله إليها وبيَّنها.
تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
1-صدق التجاء القلب إلى الله تعالى بطلب العون والتفويض والإيمان بأن النفع والضر بيده جل وعلا، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء.
2- بذل الأسباب الحلال التي أرشد إليها وبينها، فيبذل في كل مطلوب ما أذن الله تعالى به من الأسباب.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين بقوله: (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟
في هذه المسألة أقوال لأهل العلم:
1-المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فرد منهم، ذكره ابن كثير.
2-إن ذلك ألطف في التواضع من (إياك أعبد) لما في الثاني من تعظيمه نفسه.
3-إنّ ذلك أبلغ في التعظيم والتمجيد، لأن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته أي نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية، وهذا كما يقول العبد للملك المعظم شأنه: نحن عبيدك ومماليكك وتحت طاعتك ولا نخالف أمرك؛ فيكون هذا أبلغ في الثناء والتعظيم من الإفراد .وهو قول ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد.وقال مثله ابن عاشور .وقال الشيخ الداخل أن {نعبد} و{نستعين} إخبار والإتيان بضمير الجمع في مقام الإخبار أبلغ في التعظيم والتمجيد، من (إيَّاك أعبد).والإتيان بضمير الجمع في مقام الطلب أبلغ في التوسّل، فأضاف إلى التوسّل بالتوحيد التوسّل بكرمه تعالى في إعانة إخوانه المؤمنين؛ كأنّ المعنى (أعنّي كما أعنتهم) فهي في معنى (اهدني فيمن هديت).
4- الإتيان بضمير الجمع أغيظ للمشركين، وأبلغ في الثناء على الله، إذ يعلمون أن المسلمين صاروا في عِزة ومَنَعة . قاله ابن عاشور
5-النون للتعظيم الذي يُشعِر به شرفُ العبادة، وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره،

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 شعبان 1438هـ/11-05-2017م, 04:20 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة



أحسنتم جميعًا ، بارك الله فيكم ونفع بكم.
والملحوظة العامة أن معظمكم أكثر من النسخ دون العمل على تحرير المسألة جيدًا ، وهذا مخالف لمقصود المجلس.

المجموعة الأولى :
1: كوثر التايه : أ+
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ، بإجابتكِ الكثير من الأخطاء الإملائية ، اضطررتُ لتعديل بعضها لإفادتها معنى خطأ في حق الله تعالى ؛ فأرجو مراعاة تجنب ذلك فيما يُستقبل.

شيماء طه : ب+
أحسنتِ أختي الفاضلة ، ولو استدللتِ في التفريق بين الحمد والثناء بحديث أنس بن مالك الذي فيه أنهم مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا ، ومروا بأخرى فأثنوا عليها شرًا.
وفاتكِ إجابة السؤال الأول وهذا سبب النقص في الدرجة.

3: هيا أبو داهوم : أ+


المجموعة الثانية :

بدرية صالح : أ+
س2: وأصل الخلاف في مسألة عد البسملة آية ، يرجع إلى اختيار كل إمام للقراءة التي يقرأ بها ، وإن كان في اتفاق أهل العدد على عدم عد البسملة آية في أول كل سورة - عدا الفاتحة اختلفوا فيها ، وعدا براءة لا تبدأ بالبسملة - ، ما يشعر بأن هذا هو الصواب ، واستدل الشيخ لهذا القول بأثرين في سورة الملك وسورة الأحزاب.
س4: في إجابتك على معنى " إياك نعبد " نقدم كلمة نخلص العبادة لك.
س5: الحكمة = إفادة عموم ما يُستعان بالله عليه.

عائشة أبو العينين : أ+
س2: الأدلة التي ذكرتيها تحت القول الخامس هي في بيان أن البسملة قرآن ، وليس في إثبات أنها لا تعد ضمن آيات كل سورة - عدا الفاتحة في بعض الأقوال -.
س6: الأقوال الأخرى لابن القيم وليس ابن تيمية وإن كان استفاد بعضها من شيخه ابن تيمية.

3: مها شتا : أ+
س2: نفس الملحوظة ، الدليل الذي ذكرتيه تحت القول الخامس هو في إثبات أن البسملة من القرآن ، لكن ليس فيها دليل على عدها أو عدم عدها آية من السور ، واستدل الشيخ للقول الخامس بإجماع أهل العدد على ذلك - فيما عدا الفاتحة اختلفوا فيها - ، وبأثرين في سورة الملك والأحزاب.


المجموعة الثالثة :
هناء هلال : أ+
س3:
تصحيح : " فالحمد أعم باعتبار أنه يكون على ما أتصف به المحمود من صفات حسية [ حسنة ] "

ريم الحمدان :ب+
س2: الإلزاق - وهو قول سيبيويه في معنى الباء عامة - يرجع إليه الأقوال الأربعة ، التبرك والاستعانة والمصاحبة والابتداء ، وقول سيبويه في معنى الباء كحرف جر عامة ، وليس في باء " بسم " خاصة ، لكن استفيد منه في الجمع بين هذه الأقوال وبيان المناسبة بينها.
وفاتكِ القول بأنها للتبرك.
س3: الحمد في مقابلة صفات الله الحسنى ، وفي مقابل أفعاله أيضًا ، لكن الشكر مقابلة النعم فقط.
س6: كلام ابن القيم كمثال ضربه في الحب والخوف ، لكن معنى الآية في العبادة والاستعانة !
- تم الخصم للتأخير.

المجموعة الرابعة :

مضاوي الهطلاني : أ+
س2: ما الفرق بين قول الزجاج وأبي عمرو الداني وقول الجمهور ؟!
فقال الزجاج: (وسقطت الألف في الكتاب من {بسم اللّه الرحمن الرحيم}، ولم تسقط في: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}؛ لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال)ا.هـ.

وقال أبو عمرو الداني في كتابه : " ... فأولها: التسمية في فواتح السور وفي قوله في هود " بسم الله مجرها ومرسها " لا غير ذلك لكثرة الاستعمال "

فاطمة الزهراء محمد : أ
- س2 : نفس الملحوظة.
وقول الزجاج : " وسقطت في الكتاب .. "
معطوف على قوله : " سقطت الألف في اللفظ .. " مبينًا أن ألف " باسم " ألف وصل فلا تنطق في اللفظ ، ثم عطف على ذلك - بعد تفصيل - قوله : " وسقطت في الكتاب .. ".
علق الدكتور عبد الجليل عبده شلبي في تحقيقه للكتاب أن الصحيح : " وسقطت في الكتابة ... "
ويكون معنى قول الزجاج أنه اجتمع سقوط الألف في اللفظ والكتابة في قوله : " بسم الله الرحمن الرحيم " ؛ فيكون سقوط الألف في اللفظ لأنها ألف وصل ، وفي الكتابة لكثرة الاستعمال ، هذا ما فهمته من كلامه ويمكن الرجوع للأصل لوضوح المعنى أكثر ، والله أعلم.
س4: فاتكِ بيان رأي الشيخ عبد العزيز الداخل في المسألة ، وتوضيحه لمناسبة التكرار.

نبيلة الصفدي : أ+
عابدة المحمدي : أ

أثني على إجاباتكِ واجتهادكِ في استخلاص الأقوال دون الاعتماد الكلي على النسخ.
س3:
القول الأول : جميع العالمين ، أي كل ما سوى الله تعالى ، والعالمين مفردها عالم ، وعالم جمع لا مفرد له من لفظه يطلق على كل الجنس الواحد ، وعلى الأمة الواحدة من كل جنس ، وعلى كل قرن منها ..
هكذا يُفضل ترتيب توضيحكِ لهذا القول.
- فاتكِ بيان القول الثالث في المسألة وعلته.


المجموعة الخامسة :

ميسر ياسين : ج+
س1: خلطتِ بين مسألة فائدة تكرار " الرحمن الرحيم " ، وبين مسألة فائدة اقتران " الرحمن " و " الرحيم " ، أي لماذا لم يكتفِ بأحد الاسمين إن كان كلاهما يدل على الرحمة ؟؟ ، هذا هو المطلوب.
س3: إجابتكِ تحتاج لتوضيح معنى " اللام " في قوله { لله } وتوضيح علاقتها بمعنيي التعريف في { الحمد }.
قلتِ : " فإذا أريد المعنى الأول للحمد؛ فالاختصاص يفيد معنى الأولوية والأحقية.
وإذا أريد المعنى الثاني للحمد فالاختصاص يفيد معنى الحصر. "
ويبدو أنها منسوخة من الدرس ، لكن ترتيبك لمعنيي التعريف في إجابتك غير الترتيب المذكور في الدرس ، فكان قولكِ أعلاه خطأ.
وللتوضيح الاختصاص يأتي على معنيين :
1: الأولوية والأحقية ، وهو على معنى أن لام التعريف تفيد استغراق الجنس ، أي كل صفة يُحمد عليها خلقه فالله أولى وأحق بالحمد عليها.
2: الحصر ، وهو على معنى أن التعريف يفيد التمام والكمال ؛ فالله وحده هو من يتصف بصفات الكمال والجلال.
- تم الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 16 شعبان 1438هـ/12-05-2017م, 02:49 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.

اسم (الله) جل جلاله هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الاطلاق وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، وأسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: أنه اسم الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى؛ يقول ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى) .ا فهو الخالق البارئ المصوّر، وهو الملك الغنيّ الرازق، وهو المجيد الجامع لصفات المجد والعظمة والكبرياء، وهو العظيم الذي له جميع معاني العظمة؛ عظيم في ذاته، عظيم في مجده، عظيم في قوته وبطشه، عظيم في كرمه وإحسانه ورحمته، عظيم في حلمه ومغفرته .
والمعنى الثاني: هو المألوه المعبود الذي لا يستحق العبادة وحده، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} .

س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة هي قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً.
قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة،وهو جنس من الاختصار) والأصل في البسملة أنها اختصار قول: (بسم الله)، وقد ورد لفظ البسملة في شواهد لغوية احتجّ بها بعض أهل اللغة، ومن ذلك ما أنشده الخليل بن أحمد وأبو منصور الأزهري وأبو علي القالي وغيرهم من قول الشاعر:
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها ... فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمِلُ)
واشهر ما يطلق عليه اسم البسملة هي كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم).
وأكثر ما يستعمل أهل العلم لفظ "البسملة" لقول (بسم الله الرحمن الرحيم).
و التسمية لقول (بسم الله).
وقد يقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
بين الحمد والثناء عموم وخصوص فالحمد أعمّ لما للمحمود صفات حسنة يستحق أن يُحمد عليها بالقلب واللسان،وعلى ما كان له من احسان، ويكون عن رضا ومحبة، والشكر أخصّ لأنه يكون مجازاة مقابل النعمة والإحسان، وقد يمدح المرء من لا يحبّه طمعاً في نوال خيره أو كفّ شرّه.
ومن أجمع العبارات في ذلك قول ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته. والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب).
وبين الشيخ الداخل حفظه الله تعالى هذا الكلام فقال :(ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا. ومتعلقه: النعم، دون الأوصاف الذاتية،فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس. فإن الشكر يقع بالجوارح. والحمد يقع بالقلب واللسان)ا.هـ.
وذهب ابن جرير الطبري وجماعة من أهل العلم إلى أن الحمد يطلق في موضع الشكر، والشكر يطلق في موضع الحمد، وأنه لا فرق بينهما في ذلك.
ونبه الشيخ حفظه الله أن هذا القول إنما يصحّ فيما يشترك فيه الحمد والشكر؛ وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان .

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
ورد في إضافة مالك يوم الدين معنيان تقتضيان الحصر وكلاهما حق والكمال الجمع بينهما.
- الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين .
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟

ورد في تقديم المفعول (إيَّاك) على الفعل (نعبد) ثلاث فوائد جليلة:
- الأول : إفادة الحصر والاختصاص وهوَ إثبات الحكم له ونفيه عما عداه،كقوله تعالى :(بل إياه تدعون)
- الثاني : تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله وذلك تأدباً مع الله تعالى .
- الثالث:من الحكم الإهتمام والعناية وشدة الحرص على التقرب ويظهر من قوله(إياك نعبد) فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).
وأورد الشيخ حفظه الله كلاماً جامعاً حسناً عن ابن القيم رحمه الله تعالى حيث قال : (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به،وفيه الإيذان بالاختصاص،المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره) .
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ذكر العلماء أن الاستعانة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول: استعانة تعبدية وهي تقوم في قلب العبد محبة ورهبة ورجاء ورغبة،وهي ملازمة للعبادة فكل عابدٌ مستعين،وقدأوجبها تعالى لنفسه،ووجب على العبد إخلاصها له تعالى،ومن صرفها لغيره فقد أشركٌ وكفر،وورد في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي.
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا،وهي كمن يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم،فهذه ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية،وحكمها بحسب حكم السبب والغرض الذي أنشئت له فإن كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً
لم تصح تلك الاستعانة،لدخولها في الشرك الأصغر.

- وفائدة معرفة هذه الآقسام،تجعل العبد يسعى في اخلاص جميع اعماله الظاهرة والباطنة لله وحده فيبذل الجهد ويسعى بصدق مع تفويض الأمر لله تعالى وإن اتخذ الأسباب واستعان بمن يستطيع معونته،لأنه يعرف أن الله هو الذي بيده مقادير الأمور يقدر السبب والمسبب، فيحصل له طمأنينة في القلب وتوكلٌ على الرّب ،وتسليمّ للأمر .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 19 شعبان 1438هـ/15-05-2017م, 10:10 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.

اسم (الله) جل جلاله هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الاطلاق وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، وأسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: أنه اسم الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى؛ يقول ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى) .ا فهو الخالق البارئ المصوّر، وهو الملك الغنيّ الرازق، وهو المجيد الجامع لصفات المجد والعظمة والكبرياء، وهو العظيم الذي له جميع معاني العظمة؛ عظيم في ذاته، عظيم في مجده، عظيم في قوته وبطشه، عظيم في كرمه وإحسانه ورحمته، عظيم في حلمه ومغفرته .
والمعنى الثاني: هو المألوه المعبود الذي لا يستحق العبادة وحده، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} .

س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة هي قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً.
قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة،وهو جنس من الاختصار) والأصل في البسملة أنها اختصار قول: (بسم الله)، وقد ورد لفظ البسملة في شواهد لغوية احتجّ بها بعض أهل اللغة، ومن ذلك ما أنشده الخليل بن أحمد وأبو منصور الأزهري وأبو علي القالي وغيرهم من قول الشاعر:
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها ... فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمِلُ)
واشهر ما يطلق عليه اسم البسملة هي كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم).
وأكثر ما يستعمل أهل العلم لفظ "البسملة" لقول (بسم الله الرحمن الرحيم).
و التسمية لقول (بسم الله).
وقد يقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
بين الحمد والثناء عموم وخصوص فالحمد أعمّ لما للمحمود صفات حسنة يستحق أن يُحمد عليها بالقلب واللسان،وعلى ما كان له من احسان، ويكون عن رضا ومحبة، والشكر أخصّ لأنه يكون مجازاة مقابل النعمة والإحسان، وقد يمدح المرء من لا يحبّه طمعاً في نوال خيره أو كفّ شرّه.
ومن أجمع العبارات في ذلك قول ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته. والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب).
وبين الشيخ الداخل حفظه الله تعالى هذا الكلام فقال :(ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا. ومتعلقه: النعم، دون الأوصاف الذاتية،فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس. فإن الشكر يقع بالجوارح. والحمد يقع بالقلب واللسان)ا.هـ.
وذهب ابن جرير الطبري وجماعة من أهل العلم إلى أن الحمد يطلق في موضع الشكر، والشكر يطلق في موضع الحمد، وأنه لا فرق بينهما في ذلك.
ونبه الشيخ حفظه الله أن هذا القول إنما يصحّ فيما يشترك فيه الحمد والشكر؛ وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان .

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
ورد في إضافة مالك يوم الدين معنيان تقتضيان الحصر وكلاهما حق والكمال الجمع بينهما.
- الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين .
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟

ورد في تقديم المفعول (إيَّاك) على الفعل (نعبد) ثلاث فوائد جليلة:
- الأول : إفادة الحصر والاختصاص وهوَ إثبات الحكم له ونفيه عما عداه،كقوله تعالى :(بل إياه تدعون)
- الثاني : تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله وذلك تأدباً مع الله تعالى .
- الثالث:من الحكم الإهتمام والعناية وشدة الحرص على التقرب ويظهر من قوله(إياك نعبد) فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).
وأورد الشيخ حفظه الله كلاماً جامعاً حسناً عن ابن القيم رحمه الله تعالى حيث قال : (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به،وفيه الإيذان بالاختصاص،المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره) .
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ذكر العلماء أن الاستعانة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول: استعانة تعبدية وهي تقوم في قلب العبد محبة ورهبة ورجاء ورغبة،وهي ملازمة للعبادة فكل عابدٌ مستعين،وقدأوجبها تعالى لنفسه،ووجب على العبد إخلاصها له تعالى،ومن صرفها لغيره فقد أشركٌ وكفر،وورد في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي.
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا،وهي كمن يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم،فهذه ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية،وحكمها بحسب حكم السبب والغرض الذي أنشئت له فإن كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً
لم تصح تلك الاستعانة،لدخولها في الشرك الأصغر.

- وفائدة معرفة هذه الآقسام،تجعل العبد يسعى في اخلاص جميع اعماله الظاهرة والباطنة لله وحده فيبذل الجهد ويسعى بصدق مع تفويض الأمر لله تعالى وإن اتخذ الأسباب واستعان بمن يستطيع معونته،لأنه يعرف أن الله هو الذي بيده مقادير الأمور يقدر السبب والمسبب، فيحصل له طمأنينة في القلب وتوكلٌ على الرّب ،وتسليمّ للأمر .

أحسنتِ لكن السؤال الثالث ذكرتِ الفرق بين الحمد والشكر والمطلوب ذكر الفرق بين الحمد والثناء.
التقويم : ب
تم الخصم للتأخير.
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 12:15 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الإطلاق.
قال ابن القيّم رحمه الله: ( هذا الاسم هو الجامع، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}).
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.


س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
وذلك من وجهين:
الأول: أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، ولذلك جاء في الحديث : (فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).

والوجه الثاني: أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، كما في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».


س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة في مالك يوم الدين لها معنيان:
المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.

وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما.


س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
1-إفادة الحصر؛ فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ.
والثانية: تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله. والثالثة: إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين : فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
حكمها: بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.
وفائدة معرفتها التفريق بين استعانة العبد بخالقه واستعانته بغيره وما ينشأ في القلب من نية واعتقاد متعلق بها لئلا يقع في محظور يجهله ويجهل حكمه ويزداد إيمانه واستعانته بالله ويقينه به ، رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 29 ذو القعدة 1438هـ/21-08-2017م, 06:34 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي


المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم الله تبارك وتعالى اسم مم أسمائه جلّ وعلا الحسنى ، له خصائص ومعاني:
q من خصائصه:

1-
أنّه اسم جامع للأسماء الحسنى.
قال ابن القيّم رحمه الله: ( هذا الاسم هو الجامع، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى})اهـ.
2- يعتبر أخصّ أسماءه تعالى.
3-وأعرف المعارف على الإطلاق.

4- لا يسمّ أحد غيره تعالى به.
قال أبو سليمان الخطابي: (وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يُدْعَ به شيء سواه)ا.هـ.


q معنى اسم الله تعالى:
لهذا الاسم معنيين جليلين متلازمين :
1- الإله الجامع لصفات الكمال والجلال والجمال ، ويدل على سائر الأسماء الحسنى بالتضمن واللزوم ،
قال ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى)ا.هـ.
*
فيتضمّن كمال الألوهية له تعالى وهو معنى جامع لكلّ ما يُؤلَّه الله تعالى لأجله، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته.
* ويستلزم كمال ربوبيّة الله تعالى وكمال ملكه وتدبيره، وما يدلّ على ذلك من أسمائه وصفاته.

2-
وأنّه المألوه : أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد غيره، كما بيّن ذلك قوله تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض}
أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
والعبادة يلزم منها ثلاثة أمور :المحبة العظيمة، والتعظيم والإجلال ، والذل والخضوع والانقياد.
==============================
س2: ما المراد بالبسملة؟
البسملة هي قول (بسم الله الرحمن الرحيم).
فالعرب تستخدم طريقة النحت في الدلالة على الكلمات من باب الاختصار،
قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار)ا.هـ.
وهي طريقة قديمة استخدمها الجاهليون في أشعارهم منها قول
عبد يغوث بن وقاص الحارثي:

وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
فكلمة ( عبشمية) من عبد شمس، وكذلك كلمة (البسملة) من بسم الله، وأصلها موجود في شواهد لغوية احتجّ بها بعض أهل اللغة، فقد أنشد الخليل بن أحمد وأبو منصور الأزهري وأبو علي القالي وغيرهم من قول الشاعر:
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها ... فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمِلُ
(بَسْمَلَتْ) أي: قالت: (بسم الله) استغرابا أو فزعا، ويكثر استخدامها من قبل أهل العلم ، ولها لفظ آخر يدل عليها وهو التسمية .
============================
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
والفرق بينهما يظهر من وجهين:
الأول: من حيث التكرار.
فالثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، ولذلك جاء في الحديث عن فضل الفاتحة :
(فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).

الثاني:من حيث وجه كون كل منهما .
فالحمد لا يكون إلا على الحُسن والإحسان.
وأمّا الثناء فيكون على الخير و الشر.
ومما يدل على ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».
==============================

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
للإضافة معنيان :
1: إضافة على معنى (في) الظرفية فيكون المعنى:(أنّه المالك في يوم الدين)، فلا يملك أحد دونه شيئاً في ذلك اليوم.
2: إضافة على معنى اللام، فيكون المعنى: أنّههو المالك ليوم الدين.
ذكر أبو حيان قول ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه).

والإضافتين تقتضيان الحصر، فكلاهما حق، والجمع بينهما كمال للمعنى.
==============================
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟

تتعدد الحكمة من تقديم المفعول على الفعل وقد ذكر ابن القيم
في كتابه "مدارج السالكين" فقال:
(وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره)ا.هـ.

فالخلاصة من تقديم المفعول هو :
-
الحصر؛ ومعناه إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه؛وعليه يكون المعنى: نعبدك وحدك، ولا نعبد غيرك، أو
(لا نعبد إلا إياك).
- تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.
- يفيد الحرص على التقرب؛ فهو أبلغ من قول:لا نعبد إلا إياك.

==============================
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

الاستعانة قسمين:
الأول: استعانة العبادة،
تتعلق بأعمال القلوب من الرجاء والخوف والرغب والرهب..وهذه العبادة لا تصرف إلا لله وحده ، ولابد من الإخلاص لله تعالى في طلبها ،
قال تعالى:(إيّاك نعبد وإيّاك نستعين)،فتقديم المعمول يفيد الحصر.


الثاني: استعانة التسبب متعلقة ببذل الأسباب رجاء نفعها في تحصيل المطلوب مع الاعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
وهذا النوع ليس من العبادة لخلوّه من المعاني التعبّدية،كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة.

أمّا حكمها فهو بحسب حكم السبب والغرض فإذا كانا مشروعين كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كانا محرمين لم تجز تلك الاستعانة، لأن تعلق القلب بالسبب يكون حكمه شركاً أصغر من شرك الأسباب.

أمّا فائدة معرفة هذه الأقسام :
- اتقاء الوقوع في المحظور كالتعلق بالأسباب والركون إليها .
- طمأنينة القلب بمعرفة أنّ الأسباب لا تقدّم ولا تؤخر وأنّ النفع والضر بيد الله وحده .

هذا والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 5 ذو الحجة 1438هـ/27-08-2017م, 03:10 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
الرحمن جل جلاله أي ذو الرحمة الواسعة التى وسعت كل شىء وهو اسم مختص بالله جل وعلا لا يسمى به غيره ولا يجوز ذلك.
وبناء هذا الاسم على وزن فعلان دلالة على السعة وبلوغ الغاية وهو صفة قائمة به سبحانه وتعالى آثارها ظهرت على جميع الخلائق في السماوات والأرض.

س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.

الخلاف في ذلك على أقوال:
القول الأول:
أنها ليست آية من السور عدا سورة الفاتحة ، وعليه العدّ الكوفي والمكي وهو رواية عن الشافعي.
القول الثاني:
أنهاآية في أول كل سورة عدا سورة براءة، وهو قول سفيان الثوري وعبد الله بنالمبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي.
القول الثالث:
أنهاجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة، وهورواية عن الشافعي، وقول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره، وذكره شيخالإسلام وابن كثير وابن الجزري، وهو قول ضعيف.
القول الرابع:
أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور ، فلا تعد مع آيات السور، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: (هو أوسط الأقوال وبه تجتمعالأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله،وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها)ا.ه.
والراجح في تلك المسألة كما قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله :
أن الخلاف في ذلك مثله كمثل الاختلاف في القراءات ولا شك أن البسملة من كلام الله تعالى وأنه يفصل بها بين السور ودليل ذلك:
- أن الصحابة رضي الله عنهم كتبوها في القرآن بينما لم يكتبوا " آمين " فهي ليست قرآنًا مع أنها من السنن الثابتة بعد الفاتحة.
- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأها في غير ما سورة كما قال
أنس بن مالك رضي الله: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله قال: «أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر} ».

س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟

1- المدح أعمّ من الحمد وذلك باعتبار:
- أن الحمد يقتضي تفاعل القلب بالرضا والمحبة من العبد فهو من لوازم الحمد وأما المدح فلا يقتضي ذلك فقد يمدح العبد نفاقًا والعياذ بالله من لا يحبّه طمعاً في قضاء حاجة منه.

- أن الحمد لا يكون إلا على الأمر الحسن أواعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه وأما المدح فقد يكون على الحسن والقبيح سواء وذلك كما يمدح أهل الباطل بعض المفسدين بإفسادهم في الأرض وهذا أمر على الحقيقة مذموم.

2- الحمد أعمّ من المدح باعتبار أن المدح إنما يكون باللسان فقط وإن لم يقام في القلب أعمال وأما الحمد فيكون ولا بد بعمل القلب أولًا ثم اللسان.

س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
أي نخصك وحدك يارب بالعبادة إخلاصًا وإقرارًا بتوحيده جل وعلا ومحبة وتعظيمًا وخشية وتذللا.

س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
الحذف غالبًا ما يفيد معنى العموم وهنا يفيد عموم ما يستعين العبد عليه بالله جل وعلا من دفع ضر أو جلب نفع أو غير ذلك مما يستجد من أحوال في حياة كل إنسان.

س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
الحكمة في ذلك على أقوال عند أهل العلم:
القول الأول:
الحكمة مراعاة فواصل الآيات في السورة. وهذا القول ذكره البيضاوي وجهاً وكذلك النسفي وابن عاشور وغيرهم.

القول الثاني:
أنه لا فرق في المعنى بين تقديم العبادة على الاستعانة والعكس. وهو خلاصة ما قاله ابن جرير
وهذا القول فيه نظر قاله الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.
القول الثالث:
أن العبادة أعم من الاستعانة ، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص، وهذا القول ذكره البغوي في تفسيره.

القول الرابع:
أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها، وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه، وقال به ابن كثير في تفسيره.

القول الخامس:
أنه لبيان أن عبادة العبد لربه لا تكون إلا بإعانة الله تعالى وتوفيقه وهذا مما يستوجب الشكر ويذهب العجب فلذلك ناسب أن يتبع قوله: (إياك نعبد) بـ(إياك نستعين) للاعتراف بفضل الله تعالى في توفيقه للعبادة والإعانة عليها، وهذا القول ذكره البيضاوي وجها، وألمح إليه أبو السعود.

القول السادس:
أن العبادة تقربًا إلى الخالق جل وعلا فهي أولى بالتقديم في المناجاة على الإستعانة التى هي لنفع المخلوق. وهو وجه مما قاله ابن عاشور.

والواجب في تلك المسألة جمع ما يحتمله السياق ويناسب مقاصد الآيات كما عمل على ذلك ابن القيم رحمه الله ووما قاله في ذلك:
- أن {إياك نعبد} متعلق بألوهيته واسمه "الله"، {وإياك نستعين} متعلق بربوبيته واسمه "الرب" فقدم {إياك نعبد} على {إياك نستعين} كما قدم اسم "الله" على "الرب" في أول السورة.
- وأن {إياك نعبد} قِسْم "الرب"؛ فكان من الشطر الأول، الذي هو ثناء على الله تعالى، لكونه أولى به، و{إياك نستعين} قِسْم العبد؛ فكان من الشطر الذي له، وهو " {اهدنا الصراط المستقيم} " إلى آخر السورة.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 جمادى الآخرة 1439هـ/13-03-2018م, 11:40 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي


المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.

هو اسم جامع لمعاني الربوبية ،ومن معانيها :الخلق والرزق والتدبير والملك والإصلاح والرعاية ويدل عليه لغة العرب وتشهد له النصوص الشرعية

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
التمس علماء اللغة والرسم عللا لحذف الألف من {بسم الله} منها:
-أمن اللبس،قول الفراء
-لكثرة الإستعمال ، قول جماعة من العلماء فقال به الزجاج وأبو عمرو الداني

س3: ما المراد بالعالمين
هو اسم جمع لاواحد له من جنسه ويشمل أفرادا كثيرة فكل صنف عالم
قال ابن كثير :العوالم أصناف المخلوقات التى خلقها الله في البر والبحر والسماوات كل صنف عالم
وكل قرن وجيل من تلك المخلوقات يسمى عالما أيضا،وهذا القول هو قول الجمهور
وهناك أقوال أخرى في المراد بالعالمين منها:
-الإنس والجن ،وهو مروى عن ابن عباس وأصحابه سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة بأسانيد فيها ضعف ولكن تكرار ورود القول عنهم مع اختلاف مخارج هذه الروايات يشير إلى أن هذا القول اشتهر عنهم ويعضده قوله تعالى {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}أي المكلفين من الثقلين
وهذا القول صحيح المعنى وصحيح الدلالة أيضا من جهتين:
من جهة معنى {ال}في العالمين أن يكون المراد بها العهد الذهني وليس الجنس
ومن جهة كون معنى {رب}أي إله ويشهد لذلك ماروي في السنة عند سؤال الملكين العبد في قبره من ربك؟ أي من إلهك الذي تعبده؟
وهذا القول مع أنه صحيح في نفسه من جهة أن الخطاب للمكلفين من الإنس والجن ولكن القول الأول أعم منه والاختلاف بينهما من قبيل اختلاف القراءات فيستحضر القارىء هذا المعنى تارة والذي قبله تارة أخرى
القول الثالث:الإنس والجن والملائكة ،من أصناف الخلق الروحانيين ،قال به ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ونسبه الثعلبي إلى عمروبن العلاء من غير إسناد بمعنى آخر ولايصح عنه
وهناك أقوالا أخرى ذكرها الثعلبي لكنها ضعيفة
والقول الراجح هو قول جمهور المفسرين ويبينه قول الشيخ الشنقيطى رحمه الله:
لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}).
.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
اختلف المفسرون في ذكر الحكمة من ذلك على أقوال :
- القول الأول :ليس بتكرار ،قال به ابن جرير :ليس بتكرار إذ البسملة ليست آية من الفاتحة،وهذا القول يعارض من وجهين :
-الأول :أن اختياره القول بأن البسملة ليست آية من الفاتحة لايعنى بطلان القول الآخر بأنها منها وهذا كالقول في القراءات تماما
-الثاني :أنه حتى على قوله بأن البسملة ليست آية من الفاتحة إلا أنه لاتنكر قراءتها قبلها فيبقى السؤال كماهو
-القول الثاني:أن الحكمة من التكرار التأكيد على معنى كون الله تعالى رحمن رحيما ،قاله الرازي وقال هذا في القرآن كثير
-القول الثالث:أن حكمة التكرار التنبيه على علة استحقاقه تعالى للحمد ،قاله البيضاوى،وكلا القولين الأخيرين مبناهما الاجتهاد والنظر
ويلاحظ أن هذه المسألة ليس فيها أقوال محفوظة عن السلف ممايشير إلى أنها لم تكن محل سؤال لديهم ،ولكن لما كان السؤال فإنه لابد من الجواب عنه:والجواب عن مثل هذه الأسئلة يكون على مراتب :أولها النظر في الأقوال المأثورة عن السلف ؛فإن لم يوجد ينظر في السياق ؛فإن لم يوجد ينظر في مقاصد الآيات
والجواب عن هذا السؤال ليس فيه مايؤثر عن السلف ولكن مايوجهه سياق الآيات :فإن سياق الآيات يجيب عن هذا التساؤل فالبدء بالبسملة التى هى طلب العون والبركة من الله بذكر اسمه تعالى حال قراءته وتدبره طالبا منه العون على الفهم والتدبر والإهتداء بالقرآن ومناسبة ذكر هذين الإسمين في هذا الموضع ظاهرة؛إذ أن التوفيق لهذه الأمور الهامة هى من آثار رحمة الله وأن استشعار القارىء لهذا المعنى حال قراءته يجعله في حال من الرغبة والطمع في رحمة ربه أن يفيض عليه من بركاته وفتوحاته وأن ينفعه بالقرآن العظيم
وأما الموضع الثانى لذكر هذين الإسمين فهو بعد ذكر الحمد على ربوبيته للعالمين وربوبيته للعالمين بالخلق والرزق والتدبير والإنعام كل ذلك من آثار رحمته تعالى فبرحمته خلقهم وأعدهم وأمدهم وبرحمته يرزقهم ويعافيهم وبرحمته يدبرهم ويربيهم وبرحمته يهديهم فظهر بذلكأن ذكر هذين الإسمين يكون من قبيل الثناء على الله تعالى بين يدي مسألة العبد

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
أي نستعين بك وحدك لابغيرك على عبادتك فإنه لاحول لنا ولاقوة إلا بك فإن لم تعنا ما قمنا بما أمرتنا به ولا انتهينا عما نهيتنا عنه
وكماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولاتصدقنا ولاصلينا

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟

معنى الإلتفات في الخطاب:أي التحول من حال إلى حال وهنا التحول من حال الغيبة إلى حال الخطاب
وفائدته:
-تنويع الخطاب والتنبيه على الانتقال لنوع جديد من الخطاب يستدعي التفكر في مناسبته ومقصده
والحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة ذكرها ابن كثير :
أن العبد لما أثنى على الله تعالى بصفات الكمال كأنه حضر بين يديه واقترب منه فقال إياك نعبد وإياك نستعين
قال :فكأن أول السورة خبر فيه الثناء على الله بأسمائه وصفاته وفي ضمنه إرشاد العباد أن يثنوا عليه سبحانه وتعالى بذلك

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 28 جمادى الآخرة 1439هـ/15-03-2018م, 10:50 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.

هو اسم جامع لمعاني الربوبية ،ومن معانيها :الخلق والرزق والتدبير والملك والإصلاح والرعاية ويدل عليه لغة العرب وتشهد له النصوص الشرعية

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
التمس علماء اللغة والرسم عللا لحذف الألف من {بسم الله} منها:
-أمن اللبس،قول الفراء
-لكثرة الإستعمال ، قول جماعة من العلماء فقال به الزجاج وأبو عمرو الداني
[سبب الحذف يحمل عليهما مجتمعين، التخفيف مع أمن اللبس في الوقت ذاته، فإنه لو أريد التخفيف وحصل اللبس لم يمكن حذفها.]

س3: ما المراد بالعالمين
هو اسم جمع لاواحد له من جنسه ويشمل أفرادا كثيرة فكل صنف عالم
قال ابن كثير :العوالم أصناف المخلوقات التى خلقها الله في البر والبحر والسماوات كل صنف عالم
وكل قرن وجيل من تلك المخلوقات يسمى عالما أيضا،وهذا القول هو قول الجمهور
وهناك أقوال أخرى في المراد بالعالمين منها:
-الإنس والجن ،وهو مروى عن ابن عباس وأصحابه سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة بأسانيد فيها ضعف ولكن تكرار ورود القول عنهم مع اختلاف مخارج هذه الروايات يشير إلى أن هذا القول اشتهر عنهم ويعضده قوله تعالى {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}أي المكلفين من الثقلين
وهذا القول صحيح المعنى وصحيح الدلالة أيضا من جهتين:
من جهة معنى {ال}في العالمين أن يكون المراد بها العهد الذهني وليس الجنس
ومن جهة كون معنى {رب}أي إله ويشهد لذلك ماروي في السنة عند سؤال الملكين العبد في قبره من ربك؟ أي من إلهك الذي تعبده؟
وهذا القول مع أنه صحيح في نفسه من جهة أن الخطاب للمكلفين من الإنس والجن ولكن القول الأول أعم منه والاختلاف بينهما من قبيل اختلاف القراءات فيستحضر القارىء هذا المعنى تارة والذي قبله تارة أخرى
القول الثالث:الإنس والجن والملائكة ،من أصناف الخلق الروحانيين ،قال به ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ونسبه الثعلبي إلى عمروبن العلاء من غير إسناد بمعنى آخر ولايصح عنه
وهناك أقوالا أخرى ذكرها الثعلبي لكنها ضعيفة
والقول الراجح هو قول جمهور المفسرين ويبينه قول الشيخ الشنقيطى رحمه الله:
لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما}).
.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
اختلف المفسرون في ذكر الحكمة من ذلك على أقوال :
- القول الأول :ليس بتكرار ،قال به ابن جرير :ليس بتكرار إذ البسملة ليست آية من الفاتحة،وهذا القول يعارض من وجهين :
-الأول :أن اختياره القول بأن البسملة ليست آية من الفاتحة لايعنى بطلان القول الآخر بأنها منها وهذا كالقول في القراءات تماما
-الثاني :أنه حتى على قوله بأن البسملة ليست آية من الفاتحة إلا أنه لاتنكر قراءتها قبلها فيبقى السؤال كماهو
-القول الثاني:أن الحكمة من التكرار التأكيد على معنى كون الله تعالى رحمن رحيما ،قاله الرازي وقال هذا في القرآن كثير
-القول الثالث:أن حكمة التكرار التنبيه على علة استحقاقه تعالى للحمد ،قاله البيضاوى،وكلا القولين الأخيرين مبناهما الاجتهاد والنظر
ويلاحظ أن هذه المسألة ليس فيها أقوال محفوظة عن السلف ممايشير إلى أنها لم تكن محل سؤال لديهم ،ولكن لما كان السؤال فإنه لابد من الجواب عنه:والجواب عن مثل هذه الأسئلة يكون على مراتب :أولها النظر في الأقوال المأثورة عن السلف ؛فإن لم يوجد ينظر في السياق ؛فإن لم يوجد ينظر في مقاصد الآيات
والجواب عن هذا السؤال ليس فيه مايؤثر عن السلف ولكن مايوجهه سياق الآيات :فإن سياق الآيات يجيب عن هذا التساؤل فالبدء بالبسملة التى هى طلب العون والبركة من الله بذكر اسمه تعالى حال قراءته وتدبره طالبا منه العون على الفهم والتدبر والإهتداء بالقرآن ومناسبة ذكر هذين الإسمين في هذا الموضع ظاهرة؛إذ أن التوفيق لهذه الأمور الهامة [المهمّة] هى من آثار رحمة الله وأن استشعار القارىء لهذا المعنى حال قراءته يجعله في حال من الرغبة والطمع في رحمة ربه أن يفيض عليه من بركاته وفتوحاته وأن ينفعه بالقرآن العظيم
وأما الموضع الثانى لذكر هذين الإسمين فهو بعد ذكر الحمد على ربوبيته للعالمين وربوبيته للعالمين بالخلق والرزق والتدبير والإنعام كل ذلك من آثار رحمته تعالى فبرحمته خلقهم وأعدهم وأمدهم وبرحمته يرزقهم ويعافيهم وبرحمته يدبرهم ويربيهم وبرحمته يهديهم فظهر بذلكأن ذكر هذين الإسمين يكون من قبيل الثناء على الله تعالى بين يدي مسألة العبد

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
أي نستعين بك وحدك لابغيرك على عبادتك فإنه لاحول لنا ولاقوة إلا بك فإن لم تعنا ما قمنا بما أمرتنا به ولا انتهينا عما نهيتنا عنه
وكماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولاتصدقنا ولاصلينا

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟

معنى الإلتفات في الخطاب:أي التحول من حال إلى حال وهنا التحول من حال الغيبة إلى حال الخطاب
وفائدته:
-تنويع الخطاب والتنبيه على الانتقال لنوع جديد من الخطاب يستدعي التفكر في مناسبته ومقصده
والحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة ذكرها ابن كثير :
أن العبد لما أثنى على الله تعالى بصفات الكمال كأنه حضر بين يديه واقترب منه فقال إياك نعبد وإياك نستعين
قال :فكأن أول السورة خبر فيه الثناء على الله بأسمائه وصفاته وفي ضمنه إرشاد العباد أن يثنوا عليه سبحانه وتعالى بذلك
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خصمت نصف درجة على التأخير.
التقويم: أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir