دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1438هـ/30-11-2016م, 02:21 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ربيع الأول 1438هـ/30-11-2016م, 05:58 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

معنى اهدنا: أي دلنا وأرشدنا ووفقنا لاتباع هداك؛ وهذا يتضمن سؤال الله هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والإلهام:
فبالأولى: يُبصر المرءُ الحقّ ويتبيّن حقيقته وعلاماته، ويبصر الباطل ويتبيّن حقيقتَه وعلاماته؛ فيميّز الحقَّ من الباطل.
وبالثانية: يٌوفَّق المرء لاتّباع هدى الله تعالى، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، وتصديق خبره، فيحبِّب الله إليه الإيمانَ والعمل الصالحَ، ويعينه عليه.
فالهداية الأولى هي العلم والهداية الثانية هي العمل بما تعلم ولا تتحقق الهداية ولا تصح إلا بهما .

= والهداية هي منة من الله سبحانه وتعالى ولذلك كان الدعاء بحصولها من أنفع الدعاء لأن الناس كلهم ضالون إلا من هداهم الله كما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جلّ وعلا أنه قال: [يا عبادي كلّكم ضالّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم]،
ولذلك قال عنه شيخ الإسلام أنه أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه فقال:
(أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب) ا.هـ.

=واشتمل هذا الدعاء على سؤال الله:
-أصل الهداية؛ بأن يهدينا للإسلام الصحيح الخالي من الشرك ونواقض الإسلام، ويجنبنا الكبائر.
-ودرجة المتقين؛ الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات فنجوا من العذاب وفازوا بالنعيم.
-ودرجة المحسنين؛ وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه.
فكل هذا يشمله هذا الدعاء والناس يتفاوتون على حسب ما يقصدونه بهذا الدعاء لذا كانوا على درجات وكل درجة هم فيها متفاوتون لا يحصي ذلك إلا الله سبحانه وتعالى.


=================================================================================================
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
فهذه أوصاف تخص الصراط وهذا من الحكم لاختياره على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج،
-قال ابن القيم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً؛ مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول). قال: (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط) ا.هـ.
-وقال ابن جرير: أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه.
-وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين وهي كذلك في قراءة ابن كثير المكي، وقد نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.


=================================================================================================
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
والأظهر أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، فإن أوجه الإنعام كثيرة لا يعلمها إلا المنعم بها سبحانه وتعالى ومنها:
الإنعام بالتوفيق والاجتباء، والإعانة، وصرف المعوقات التي تعترض المنعم عليهم على الصراط،
ومنها الوقاية من الفتن التي تعرض لهم ومن كيد الشيطان الذي يريد إخراجهم عن الصراط،
ومنها الوقاية من شر النفس،

فالعبد محتاج إلى إنعام يعرفه الطريق وإنعام حتى يريد سلوكه وإنعام يزيل له القواطع والمعوقات، وإنعام يثبته عليه حتى يجد ثمرته ويصل للمراد،
فحصل من إبهام متعلق الإنعام هنا عموم ما يحتاجه العبد من الإنعام.


=================================================================================================
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
تتضح الحكمة من هذا التكرار؛ بمعرفة معنى الصراط في كل موضع من الموضعين:
=ففي الموضع الأول: المقصود فيه بيان الصراط المستقيم، الذي ينبغي أن يسلكه العبد وهو الطريق الصحيح السهل المستقيم المفضي إلى العاقبة الحسنة، ودل عليه بالتعريف والعهد الذهني،
ففي هذا الموضع تم بيان الطريق الذي يُسلك لأنه الذي يؤدي للمطلوب وهو الصراط المستقيم.
=وفي الموضع الثاني: أضاف الصراط للمنعم عليهم؛ الذين يقتدى بهم وتطمئن النفس لسلوك طريقهم لأنهم فازوا بفضل الله وثوابه؛
فكأنه هنا أراد لمن عرف الصراط المستقيم أن يطمئن وتقوى عزيمته على التمسك به وعدم الخروج عنه فطمئنه بأنه الطريق الذي يسلكه من أراد الفوز والنجاة.

-وقد ضرب ابن القيم رحمه الله مثالاً جميلاً يتبين به الفرق بين الموضعين حيث قال:
وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسى به في سلوكها أَنِسَت واقتحمتها فتأمله)ا.هـ.


=================================================================================================
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
سبب توافقهم هو أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون،
-فقد صح هذا عن صحّ هذا التفسير عن مجاهد بن جبر وهو من خاصة أصحاب ابن عباس ومن أعلمهم بالتفسير، وينسب إلى ابن مسعود ولا يصح النسبة إليه.
-وصح عن جماعة من التابعين منهم: مجاهد، وزيد بن أسلم، والسدي، والربيع بن أنس البكري.
-وقال به من تابعي التابعين: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

= وتظافرت الأقوال على بيان سبب هذه التسمية:
أن سبب الغضب على اليهود أنهم علموا الحق ولم يعملوا به بل كانوا أهل عناد وشقاق وحرب للحق وقتل للأنبياء فاستحقوا الغضب من الله،
وأما النصارى فإنهم ضلوا لأنهم عبدوا الله عن جهل، فاتبعوا الرجال وابتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله ووقعوا في الكفر والشرك.


والحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1438هـ/1-12-2016م, 02:11 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
يتفاضل السائلون في سؤالهم الله الهداية على وجوه منها:
1- حضور القلب عند الدعاء.
2- الإحسان في الدعاء.
3- مقاصد الإنسان في الدعاء، فكلما كان مقصده أعظم وأراد الهداية التامة كلما كان أكمل.


س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم.
المراد بالصراط المستقيم هو ما فسره الله به في الآية التالية بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
إلا أن عبارات السلف تنوعت في القول بالمراد بالصراط المستقيم وإن كانت لا تختلف في مدلولها على ذلك وإنما في تبيينها لهذا المدلول ونستعرض أقوالهم في هذا:
1- أنه دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها، والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها؛ فكلّ ما أمر الله به ونهى عنه فهو من شريعة الإسلام، وكل عبادة صحيحة يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى فهي من اتّباع دين الإسلام، ومن سلوك الصراط المستقيم.
ودليله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد وغيره.
2-أنه كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهذا القول صحيح باعتبار أن من اتبع القرآن فقد اتبع الصراط المستقيم.
ودليله:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم). رواه ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وغيرهم.
3- أنه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
ودليله: روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
4-أنه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
ودليله: عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه.
ولكن يجب أن ينبه أن هذا القول كان بعد مقتل عثمان، فكانت مناسبة قوله هو تذكير الناس بأن ما اجتمعت عليه الأمة في السابق هو الصراط المستقيم لا الفرقة التي يعيشونها الآن والنزاعات والخلافات.
5- أنها الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر ورواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.
وفي الحقيقة أن كل هذه الأقوال متلازمة ولا تتعارض وقد علق ابن كثير عليها بقول موجز جيد فقال:(وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.


س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
فيه ثلاث فوائد وقد ذكرها ابن القيم رحمه الله:
1- التنبيه على علة الإنعام وهي الهداية.
2- قطع التعلق بالأشخاص والتقليد المطلق، واستشعار أن سبب الاتباع هو الطاعة لأوامر الله مخلصين له الدين.
3- الإيجاز والبلاغة بذكر وصف منطبق على الجميع بدل تعدادهم وسرد طبقاتهم.


س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ذكر في ذلك أوجه عدة منها:
1- مراعاة لفواصل الآيات. ذكره ابن عاشور
2- تقدم اليهود على النصارى في الزمن. ذكره ابن القيم
3- لقرب اليهود جغرافيا في ذلك الزمان من رسول الله بخلاف النصارى لذا قدمهم لقربهم وبالتالي أولويتهم في الحديث عنهم. ذكره ابن القيم
4- لأن اليهود أغلظ كفرا من النصارى وذلك لكونهم خالفوا عن علم لا عن جهل لذا قدم ذكرهم. ذكره ابن القيم وابن عثيمين
5- لإفادة الترتيب في التعوذ، التعوذ من الأقوى ثم الأضعف. ذكره ابن عاشور
6- لمقابلة الغضب الإنعام لذا قدم المغضوب عليهم على الضالين. ذكره أبو حيان الأندلسي وذكر ابن القيم أنه أحسن الوجوه
7- لأن أول ذنب عصي به الله كان من جنس المغضوب عليهم حيث أنه كان عن معرفة وعلم، وذلك لمعصية إبليس السجود لآدم عن علم، فناسب تقديم الخطيئة الأقدم. ذكره فاضل السمرائي


س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
1- لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم، وأنه بغضبه فإن عموم الخلق غاضبون بكثرتهم ، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله، ونظير هذا في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وكما في صحيح ابن حبان من حديث عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
2- أن ذلك جار مجرى بقية الآيات في القرآن، حيث إذا كانت دالة على إحسان الله أسندت إليه، وإن كانت دالة على غضبه وعقابه حذف ذكر الفاعل أو ذكر من كان سببا في حصول هذا الفعل له تأدبا مع الله ولئلا يفهم أن في ذلك عذر لصاحبه. ذكر ذلك ابن القيم
3- أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم . ذكره ابن القيم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ربيع الأول 1438هـ/2-12-2016م, 09:22 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة
المجموعة الأولى:

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشمل هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
ويشمل هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
ولذلك فإن من لم يعرف الحقّ لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إرادة صحيحة له فهو غير مهتدٍ.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال
جرير بن عطيّة بن الخطفي:
أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم

وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفي قراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط) بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.
وكلّها متفقة في المعنى.
قال بعض أهل اللغة إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
الأظهر أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، وذلك لما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونه.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكره في كلّ موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره.
ففي الموضع الأول كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن
كما أن فيه تفصيل بعد إجمال ليتمكّن الوصف الأوّل من النفوس ثمّ يعقب بالتفصيل المبيّن لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 10:23 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
المعنى الأول والأصوب وقواه ابن القيم رحمه الله وصاحب المقرر:
الجمع لتعظيم الله تعالى وإظهار عظمة تفرده وشدة فاقتنا وافتقارنا وحاجة جميع العباد والمخلوقات إلى كرمه ورحمته وجوده وربوبتيه..الخ. والجمع أبلغ في إظهار المسكنة والذلة بين يديه.
المعنى الثاني: أن العبد يقولها بالجمع طلبا للهداية لنفسه ولإخوانه المسلمين، واستجلابا لدعاء الملَك له، وذكره ابن كثير رحمه الله.
المعنى الثالث: إظهار حاجة كل عضو وجزء في الإنسان لربه ولهدايته له في كل شأنه ولكله، وقد ضعف هذا القول ابن تيمية رحمه الله لمخالفته لعادة اللغة في إطلاق لفظ الإنسان. والله تعالى أعلم.
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
أل التعريف هنا للعهد الذهني، وفائدة التعريف الحصر والتشريف. كقولي الصراط الحق الفاضل الشريف الذي لا صراط يبلغني إليك سواه.
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
أنه نوع من اختلاف التنوع، فعبر كل منهم بالمثل أو بجزء من المعنى أو بما يقتضيه حال السائل ولا تعارض بينها، تحمل عليها جميعا. فالنبي صلى الله عليه وسلم والذين معه مؤمنين، ومن المؤمنين صديقين وشهداء وصالحين، والملائكة والنبيين هم أعلام أهل الإيمان، فكلها حاصلها واحد في النهاية والله تعالى أعلم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
تطلق الهداية في الغالب على الهداية الدينية، وتطلق أحيانا على الهداية الفطرية في سائر الكائنات، كقوله تعالى: {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} وقوله تعالى: {فهديناه النجدين} على أحد أوجه تفسيرها.
والهداية الشرعية الدينية هدايتان؛ هداية التوفيق والإلهام وهي لله وحده سبحانه، وهداية الدلالة والإرشاد كقوله تعالى {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}، وترد في القرآن تارة بهذا وتارة بالأولى، ولا تتحقق الهداية وتتم إلا بتحقق المرتبتين، إرشاد ودليل مع توفيق وإنعام من الله تعالى على العبد فتتم هدايته بفضل الله ورحمته.
والعباد في تقبلهم لهدايات الله على درجات:
فأدناهم الذين معهم أصل الإرشاد والدلالة مع توفيق الله لهم على ضعف منهم في الانتفاع، فيقصرون في الطاعات ويأتون الموبقات، على سلامة في أصول المعتقدات.
وأوسطهم، المتقون الذين هدوا فأجابوا وقاموا بالواجبات وانتهوا عن المحرمات.
وأعلاهم المحسنون الذين امتثلوا الهدى ثم اجتهدوا في إحسانه والارتقاء في منازله.
وأصحاب كل درجة متفاوتون كلٌ بحسب، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}.
وإذا علم العبد بمراتب الهداية ودرجاتها، واستحضرها في سؤاله الله الهداية سواء في الصلاة عند قراءة الفاتحة أو خارجها، علت همته في سؤاله، وعلم أنه لا يسأل تحصيل حاصل بل يسأل مزيد ورقي فأخبت وخضع وتذلل وأظهر المسكنة والفاقة فكان أرجى وأقرب للإجابة، كذلك قارن بين حاله وحال المهتدين ممن أنعم الله عليهم، فكسر في نفسه الكبر والعجب والرياء وطمحت نفسه للأعلى وتصبرت على الفتن والبلاء بتذكرها لما كان في المهتدين قبله، والله تعالى أعلم.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصارى مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
للعلماء في ذلك كلام كثير، منه:
قول ابن جرير الطبري رحمه الله: أن كل طائفة ذُكِرت بأبين صفاتها، وأشهر علاماتها.
قول ابن عطية رحمه الله: كل طائفة ذكرت بأكثر أفعالها شناعة وما استحقته على ذلك، فكثر في اليهود إتيان ما يغضب الله عليهم من قتل للأنبياء وغيره، وكثر في النصارى الضلال والجهل.
قول ابن القيم وابن كثير رحمهما الله: [وكأنه قريب من الأول] أن كل طائفة ذكرت بأخص ما استحقته على أفعالها، فاليهود معاندون والنصارى جهال، والعنيد يغضب عليه والجاهل يضل.
قول الشارح: تذكير التالي لكتاب الله بمسببات استحقاق كل طائفة لما وسمت به فيتجنبه، فنزل الغضب على من علم ولم يتبع، ووجبت الضلالة على من أعرض وجهل وابتدع، فيحرص على اجتناب الحالين. والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 03:06 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

لأنّ الهداية إلى الصراط المستقيم تتضمن أموراً كثيرة ، وإن كانت الهداية إلى الإسلام أصلها ، لكن من هُدي إلى الإسلام يحتاج إلى :
1- تثبيت قلبه عليه ، لأنّ القلب يتقلب ، ذهب إليه ابن جرير ، وأبو إسحاق ، والزجاج وغيرهم .
2- ويحتاج إلى الهداية التفصيلية ، لأن الهداية الإجمالية لا تغني عنها .
3- ويحتاج إلى الوقاية من الفتن ، التي تعرض على كل شخص في يومه وليلته ، ومن لم يهده الله ضلّ بها .
4- أنّ الهداية تقوم على العلم والعمل ، وهما يتفاضلان فالمؤمن يحتاج إلى البصيرة في دينه ، وإلى التوفيق للعمل الصالح ، والعصمة من الضلال في كل أموره .
5- أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية بما يناسب حاله ، فهو محتاج إلى هداية الله له في كل امر منها ، ومن لم يهده الله لم يهتد .
6- أن الهداية درجات فهو يطلب الزيادة من الهداية ، وليس للهداية حدّ تنتهي به فلا يزال العبد مستزيدا ربه منها .

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟

وردت فيها عدة أقوال جميعها تتلازم ولا تتعارض .
القول الأول : أنه دين الإسلام - ويشمل مراتب الدين كلها - وهذا أشهر الأقوال وأصلها ، وهو قول جابر بن عبد الله ، ورواية الضحاك عن ابن عباس ، وهو قول محمد بن الحنفية ، وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو قول جمهور المفسرين .
يمكن أن يُستدل لهذا القول بحديث النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضرب الله مثلا صراطا مستقيما .... الشاهد منه( والصراط الإسلام ) ) رواه أحمد ، وابن نصر المروزي ، وابن أبي عاصم ، والطحاوي ، والحاكم ، والبيهقي ، وغيرهم من طريق معاوية بن صالح .
القول الثاني : أنه كتاب الله تعالى ، وهو رواية صحيحة عن ابن مسعود أنه قال : ( إنّ هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون : يا عباد الله هذا الطريق ، فاعتصموا بحبل الله فإنّ الصراط المستقيم كتاب الله ) .رواه الطبراني في الكبير ، والحاكم في المستدرك .
القول الثالث : ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهذا القول رواية عن ابن مسعود ، روى الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله قال : ( الصراط الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه الطبراني .
القول الرابع : هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر ، وهو قول ابن عباس ، ورواية عن أبي العالية الرياحي ،
عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى (الصراط المستقيم ) قال: ( هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: (صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ). رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.
وسبب هذا القول ظهور الفرق بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، فأرادا ابن عباس وابو العالية أن يبينا للناس أن الصراط المستقيم هو ما كانت الأمة مجتمعة عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر .
القول الخامس :هو الحق ، وهو قول مجاهد بن جبر ، وهذا القول وصف للصراط المستقيم بأنه الحق وأن كل ماسواه باطل .
الموقف منها :- قبولها جميعا ، فهي كلها صحيحة ومتلازمة ، فإنّ من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم واقتدى بأبي بكر وعمر فقد اتّبع الحق واتبع الإسلام والقرآن ، هذا خلاصة قول ابن كثير .
- الأمانة في النقل ، وعدم الاكتفاء بما نقل في كتب المفسرين المتأخرين ، وإنما يحسن بطالب العلم المتقدم الرجوع إلى المصادر الأصلية ، والإتيان بنص أقوال السلف، أو حكايتها بما لا يخل بالمعنى .

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
يأتي الإنعام في القرآن على معنيين :
1- إنعام عام : للمؤمنين والكافرين ، وهو للفتنة والابتلاء ، قال تعالى : ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ) وهذا الإنعام حجة على العباد ، ودليلٌ على المنعم سبحانه ليخلصوا له العبادة قال تعالى : ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنّى تؤفكون ) .
2- إنعام خاص ، وهو الإنعام بالهداية والتوفيق والاجتباء والوقاية من الفتن وشر الشيطان وشر النفس ، وهو منّة من الله تعالى على بعض عباده ، وهو المقصود بالآية .
ودليله من القرآن أيضا قوله تعالى : ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا ) .

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟

1- إبهام ذكر الغاضب هنا لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم ، وأنه غضب الملك الجبار الذي يغضب لغضبه من في السماوات والأرض ، فيجد أثر ذلك الغضب في كل أحواله ، فمن فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم .
2- لأن ذلك جاء على طريقة القرآن المعهودة من إضافة أفعال الإحسان والرحمة والجود إلى الله ، وحذف أفعال العدل والجزاء والعقوبة ، أو إسناده إلى من كان سبباً فيه تأدّباً مع الله ، وفي قوله ( الضالين ) كما أنه أسند الفعل إلى من قام به لئلّا يفهم من ذلك نوع عذر لهم ، مع أنّ ضلالهم بقضاء الله وقدره ، ذكره ابن القيم .
3- أنه أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم ، بخلاف إسناد الفعل إلى الله فيفيد عنايته بهم وتشريفه وتكريمه ، ذكره ابن القيم .

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم ، ووصف النصارى بأنهم ضالون ، في حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال). رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن خزيمة في التوحيد ، وصححه جماعة من أهل العلم .
كما جاء في لقرآن وصف كل منهم بذلك في عدة آيات منها قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين تولّوا قوماً غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم ) وهم المنافقون الذين تولوا اليهود .
وقوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء سبيل ) .
وقد توافقت أقوال السلف على ذلك ، فقد روي عن ابن مسعود وابن عباس تفسير المغضوب عليهم بأنهم اليهود ، والضالين بأنهم النصارى .
وأن سبب غضب الله على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا فهم أهل عناد وشقاق وحسد وقسوة قلب ، يكتمون الحق ويحرفونه ويعادون أولياء الله لذلك استحقوا الغضب .
وأن النصارى ضلوا لأنهم عبدوا الله على جهل متبعين أهواءهم ، مبتدعين في دينهم ، متخذين أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 05:08 PM
إحسان التايه إحسان التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 178
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
نشأ هذا السؤال بعد السلف وتتلخص أقوال أهل العلم أن المعنى: تثبتنا على الهدى كما قال الزجاج وجماعة من اللغويين.
ومما ورد عن ابن تيمية كلام كثير وشرح مفصل في الرد عن الذين أساؤوا في فهم هذه المسألة حينما قالوا: المؤمن قد هدي إلى الصراط المستقيم، فأي فائدة في طلب الهدى؟
فقد قد كان يجيب بعضهم أن المراد منه: ألزم قلوبنا الهدى فحذف الملزوم، وقال بعضهم زدني هدى.
وورود هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يطلب العبد الهداية إليه، فإن المراد به العمل بما أمر الله وترك مانهى عنه في جميع الأمور.
والإنسان وأن كان أقر بأن محمد رسول الله وأن القرآن حق على سبيل الإجمال فأكثر ما يحتاج إليه من العلم بما ينفعه ويضره وما أمر به وما نهى عنه في تفاصيل الأمور وجزيئاتها لم يعرفه، وماعرفه فكثير منه لم يعلمه، ولو قدر أنه بلغه كل أمر ونهي في القرآن والسنة، فالقررآن والسنة إنما تذكر فيهما الأمور العامة الكلية، لا يذكر ما يخص به كل عبد.
ولهذا أمر الإنسان في مثل ذلك بسؤال الهدى إلى الصراط المستقيم والهدى يتناول التالي:
التعريف بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مفصلا، وبما يدخل في أوامره الكليات، وإلهام العمل بعلمه، فإن مجرد العلم بالحق لا يحصل به الإهتداء إن لم يعمل بعلمه، ولهذا قال سبحانه وتعالى في حق موسى وهارون: ((وآتيناهما الكتاب المستبين()وهديناهما الصراط المستقيم))
وتلخيص الجواب على هذا السؤال: أن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية، لكنه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوعة ومتجددة وبيان ذلك من وجوه:
1. الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان، فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين وإلى الإعانة على الطاعة والعصمة من الضلالة في كل أمر من أموره.
2. الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3. القلب يتقلب وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليله كثيرة ومتنوعة ومن لم يهده الله تعالى ضل بها، وكم أصابت الإنسان المقصر من فتنة تضرر بها وبعقوبتها ولو أنه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لسلم من شر كثير.
5. لكل عبد حاجات خاصة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمده الله بتلك الهدايات وإن لم يهده الله تعالى لم يهتد.

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
تنوعت عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم بعبارات لا اختلاف في مدلولها، وإن اختلفت مسالكهم في الدلالة على هذا الصراط، والمحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبدالله ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي وهو قول جمهور المفسرين. وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها، فكل ما أمر الله به ونهى عنه فهو من شريعة الإسلام، وكل عبادة صحيحة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى فهي من اتباع دين الإسلام، ومن سلوم الصراط المستقيم.
استدل بعض المفسرين لهذا القول بحديث النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعرجوا وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح لك شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك أن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم). رواه أحمد والشاهد: الصراط الإسلام
القول الثاني: هو كتاب الله تعالى وهو رواية صحيحة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
واستدل بعض المفسرين لهذا القول بما رواه الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث وصف القرآن المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر مابعدكم، وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم).
وهذا القول صحيح في نقسه باعتبار أن من اتبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.
القول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله قال: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني في الكبير والبهيقي في شعب الإيمان ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه والطرف الآخر الجنة).
القول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: الصراط المستقيم، قال: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه، قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما) رواه الحاكم موقوفا على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعا على أبي العالية.
وهذا القول له سبب وإنما قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي بعد مقتل عثمان وظهور الفرق، فأرادا أن يبينا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك مما أحدث بعده، فإن كل تلك الفرق كانت تقول بالانتساب إلى الإسلام.
القول الخامس: هو الحق وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنه الحق، لأن كل ما اتبع سواه فهو باطل.
فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم. قال ابن كثير: وكل هذه الأقوال صحيحة وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر، فقد اتبع الحق ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب الله وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق لعضها بعضا ولله الحمد.
ومما ينبغي التنبه له أن بعض هذه الأقوال تجوز في اختصارها وروايتها بالمعنى بعض المفسرين، حتى زعم بعضهم أن الصراط المستقيم هو حب أبي بكر وعمر، وهذا نقل مخل، وإن كان حب الشيخين من الدين، لكن الأمانة في نقل الأقوال تقتضي الإتيان بنصها أو التعبير عنها بما لا يخل بالمعنى.

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
النوع الأول: إنعام عام، وهو إنعام فتنة وإبتلاء كما قال تعالى: ((فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ))
وهذا الإنعام عام للمؤمنين والكافرين كما قال تعالى: ((كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)).
وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جلا وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نعمه كما بين تعالى ذلك في قوله: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)).
النوع الثاني: الإنعام الخاص، وهو إنعام منة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عزوجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمن به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.
والإنعام المقصودة هنا هو الإنعام الخاص بالهداية والتوفيق والاجتباء، وهو المقصود في قوله تعالى: ((أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)).


س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
كلام أهل العلم في بيان الحكمة من ذلك يتلخص في أمور:
1. توحيد الرب جل وعلا، والتصريح بذكر إنعامه وحده، وأنه لولا إنعامه لم يهتد أحد إلى الصراط المستقيم، فكان ذكر الضمير أدل على التوحيد من قول (المنعم عليهم).
2. أن ذلك أبلغ في التوسل والثناء على الله تعالى، فإن ذلك يقتضي أن كل مهتد إلى الصراط المستقيم فإنما اهتدى بما أنعم الله عليه، فيتوسل بسابق إنعامه على كل من أنعم عليهم بأن يلحقه بهم وأن ينعم عليه كما أنعم عليهم.
قال ابن عاشور: فيقول السائلون: اهدنا الصراط المستقيم الصراط الذين هديت إليه عبيد نعمك مع مافي ذلك من التعريض بطلب أن يكونوا لاحقين في مرتبة الهدى بأولئك المنعم عليهم، وتهمما بالاقتداء بهم في الأخذ بالأسباب التي ارتقوا بها إلى تلك الدرجات.
3. أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرع إليه.
4. مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعم ونسبة النعمة إليه.
قال ابن القيم رحمه الله: الإنعام بالهداية يستوجب شكر المنعم بها، وأصل الشكر ذكر المنهم والعمل بطاعته، وكان من شكره إبراز الضمير المتضمن لذكره تعالى الذي هو أساس الشكر وكان في قوله (( أنعمت عليهم)) من ذكره وإضافته النعمة إليه ما ليس في ذكر المنعم عليهم لو قاله فضمن هذا اللفظ الأصلين وهما الشكر والذكر المذكوران في قوله: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)).

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ووصف النصارى بأنهم ضالون.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود وتفسير الضالين بالنصارى.
وهذا الوصف له سبب، فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.
وقد تظافرت أقوال السلف على أن:
• سبب الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا، فهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم، لكنهم أهل عناد وشقاق وكبر وحسد وقسوة قلب، يكتمون الحق ويحرفون الكلم عن مواضعه ويعادون أولياء الله، فاستخقوا غضب الله.
• النصارى ضلوا لأنهم عبدوا الله على جهل، متبعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربهم ما ليس لهم به علم، فكانوا ضلالا لأنهم ضيعوا ما أنزل الله إليهم من العلمـ، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم وغلوا في دينهم، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، بطاعتهم فيما يشرعون لهم من العبادات وفي تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، فبذلك ضلوا ضلالاً بعيدا.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 07:10 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي


المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشمل الدعاء سؤال الله الهداية بنوعيها هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والإلهام.
- فبهداية الدلالة والإرشاد يُبصر المرءُ الحقّ ويتبيّن حقيقته وعلاماته، ويبصر الباطل ويتبيّن حقيقتَه وعلاماته؛ فيميّز الحقَّ من الباطل، وهذه الهداية يتفاضل فيها المهتدون تفاضلاً كبيراً.
- وبهداية التوفيق والإلهام يٌوفَّق المرء لاتّباع هدى الله تعالى، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، وتصديق خبره، فيحبِّب الله إليه الإيمانَ والعمل الصالحَ، فيكون مهتدياً حقاً.
وهذه الهداية هي أصل الفلاح والفوز، ولا يكون العبد مهتديا حقا إلا بتحقيق الهدايتين فيكون جامعاً بين العلم النافع والعمل الصالح.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
أصل الصاد في صراط منقلبة عن سين لأن معناها في اللغة يسرط أي يسع أو يبتلع، فسمي سراطا لأنه يسترط المارة أي يسعهم ويبتلعهم وهي قراءة ابن كثير (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط) بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.
قال ابن الجزري: (ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض) . أي كلها متفقة في المعنى.
والصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: (أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم) ا.هـ.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول) .
قال: (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط) ا.هـ..
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
أظهر الأقوال أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونهونظيره قوله تعالى: { إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} أقوم في كل شيء وحذف المتعلق لإرادة العموم ليشمل الاستقامة في كل الأمور.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
الأول معرّفاً باللام، والثاني معرّفاً بالإضافة؛
في كلّ موضع له حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره.
الموضع الأول: هو للطريق الصحيح الذي هو أهم للسائل أن يُهدى إليه وهو الصراط المستقيم، المفضي إلى العاقبة الحسنة، وهو طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
الموضع الثاني: الصراط بالذين يستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسى به في سلوكها أَنِسَت واقتحمتها فتأمله) ا.هـ.
وقال ابن عاشور الحكمة من ذكر مرتين أن الصراط المذكور أولا فيه إجمال ليستقر في نفوسهم والثاني مفصلا ليبين حدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لأنه صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون
عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)). رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن خزيمة في التوحيد، وابن حبان والطبراني في الكبير إلا أن من رواته عباد بن حبيش مجهول.
ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، وتفسير الضالين بالنصارى.
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم
.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1438هـ/4-12-2016م, 02:52 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
ورد في القرآن فعل اهدى على أشكال عدة فتارة يتعدى بإلى وتارة باللام وتارة يتعدى بنفسه وهذا حسب ما يقتضيه السياق والمعنى المراد في الآية والذي يليق مع المعاني التي اشتملت عليها هذه السورة هو التعدية بنفسه لكي يشمل جميع أنوع الهداية لأن الهداية على مراتب :
- هداية الدلالة والإرشاد (وهي هداية علمية )
- هداية التوفيق والإلهام (وهي هداية عملية )
ولا تكتمل الهداية إلا باجتماعهما والمهتدون على درجات والمؤمن يحتاج إلى البصيرة في الدين والإعانة على الاستقامة والطاعة وإلى العصمة من الضلالة
لأن القلب كثير التقلب والفتن التي تعصف به كثيرة وب فتنة تعرض له تهلكه فهو بحاجة إلى الهداية وان يثبته الله عليها وان يختم له به وايضا لتشمل الآية كل أحوال القاصدين على اختلاف مراتبهم ومقاصدهم في سؤال الله تعالى الهداية سواء من كان مقصدهم جمع مراتب الهداية في جميع شؤونهم وبلوغ أعلى مراتبها أو من هم دونهم.. وقد تكلم بين ابن القيم رحمه الله عن هذا وقال: أن المؤمن إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} فهو يطلب من الله أن يعرفه هذا الصراط ويبينه له ويعرفه له ويعلمه كيفية سلوكه ويقدره عليه ويثبته في سيره فقال رحمه الله : " ... فهو طالب من الله أن يعرفه إياه ويلهمه إياه ويقدره عليه فيجعل في قلبه علمه وإرادته والقدرة عليه فجرد الفعل من الحرف وأتى به مجردا معدى بنفسه ليتضمن هذه المراتب كلها ولو عدي بحرف تعين معناه وتخصص بحسب معنى الحرف فتأمله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها " .


س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
1. من الجهة البيانية :
- يسمى هذا بالوصف الكاشف لتأكيد استقامته كما في قوله تعالى (ولم يجعل له عوجا(1) قيما ) أكد استقامة الكتاب بنفي العوج عنه.
- وأما إن اعتبر زائدا فهو إذا مؤكد للتقييد المستفاد من التعريف في لفظ الصراط.

2. من جهة لطائف ما يستفاد من المعاني : فيستفاد أن الصراط صواب كله لاعوج فيه ولا ضلال وفي اتباعه النجاة فمن هدي إليه فقد هدي إلى الحق . قال ابن جرير رحمه الله: (وإنما وصفه الله بالاستقامة لأنه صواب لاخطأ فيه ) أسأل الله أن يهدينا جميعا وأهالينا..ويثبتنا.

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
المراد الإنعام الخاص بهداية التوفيق والاصطفاء والعصمة من الفتن وشر النفس ولشيطان وصرف العوائق ، وكما سبق في جواب السؤال الأول من حاجة العبد للهداية في جميع أحواله وأحيانه في معرفة الصراط ، وفي التوفيق للقصد إليه والاعانة على العمل بما يقتضيه ذلك وللثبات والصبر .. فالإنعام يشمل كل ذلك وغيره مما لايعلمه العبد أنعم علينا ببالتعريف بسبيل الهدى وأعطى العبد الإرادة لاتباع الهدى واعانه على ذلك وصرف القواطع عنه وثبته بتثبيته وأكرمه بأن سخر له أعوانا ، ولما كان العبد قد يجهل ما فيه نفعه وما يسأل الله تعالى من نعمه كان من إنعام الله تعالى عليه أن علمه أن يسأله بهذا الوصف الجامع الذي يشمل كل ما فيه خير وكل يجتاجه العباد على اختلافهم ، وعلى اختلاف الإنعام أيضا .

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.

الآية وإن كان المراد فيه اليهود والنصارى ، ولكن لاينبغي حصر هذا الوصف عليهم فقط ، فهو يشملهم ويشمل كل من اتصف بما حذرنا منه مما استوجبوا به الغضب والضلال ، فسبب كون اليهود معضوبا عليهم أنهم علموا الحق ولم يعملوا به ، فكل من علم الحق ولم يعمل به فهو عرضة أن يكون مغضوبا عليه . وأما النصارى فهم استحقوا وصف الضلال لأنهم عبدوا الله تعالى بجهل ، وسلكوا بأذواقهم ولم يتبعوا ما أنزل الله إليهم من كتب ولا ما أرشدتهم إليهم الرسل ، بل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . وفي المسلمين أيضا من هذا ومن هذا وكم نرى من يعبد الله على غير هدى الكتاب والسنة بل بأهوائهم وأذواقهم ، وكما روى عن سفيان بن عيينة رحمه الله " أن من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى " وقد حذرنا الله تعالى في كتابه فقال تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) وقال تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل} وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من التشبه بهم " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال:فمن ." ولكن الله وحده سبحانه من يعلم من يستحق المغفرة ممن يستحق العقوبة .فنسأل الله تعالى الهداية والثبات وأن يعافينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
اختلف أهل العلم في هذه اللا :
- فقيل أنها زائدة قاله معمر بن المثنى ورده الفراء وابن جرير.
- أنها بمعنى غير : معنى قول الفراء.
- حتى لا يتوهم أن الضالين عطف على الذين أنعمت عليهم قول مكي والواحدي .
- مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى غير .
والذي اختاره ابن القيم رحمه الله تعالى أن لا هنا للتاكيد ولبيان أن الضالين هو وصف لطائفة أخرى غير "المغضوب عليهم" ولو قيل: "غير المغضوب عليهم والضالين" لأوهم ذلك أن الوصفين لنفس الطائفة فكانت اللام هنا لبيان أن السبل الأخرى المزيغة عن هذا الصراط المستقيم ليست سبيلا واحدا وصف سلاكيه الحائدين عن الصراط مشترك بين المذكور وهو كونهم ضلالا مغضوبا عليهم بل المقصود أنه غير صراط هؤلاء وصراط هؤلاء.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 8 ربيع الأول 1438هـ/7-12-2016م, 01:59 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة



المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}.
هذه الآية شملت نوعي الدعاء، دعاء العبادة ودعاء المسألة، وكلاهما يجب على الداعي أن يستحضرهما في دعائه {اهدنا الصراط المستقيم}، وكلما كان استحضاره لهما أكمل، كان أسعد بإجابة الله تعالى له.
- فأما معاني العبادة التي يشملها قول {اهدنا الصراط المستقيم} فإخلاص العبادة لله والاستعانة به والتوسّل إليه، و
شهود الاضطرار إلى هدايته، مع ما يصاحب ذلك من خوفه ورجائه ومحبته والتوكل عليه وحسن الظنّ به.
- وأما السؤال فيشمل الأكمل والأعلى لجميع أنواع الهداية هداية الدلالة وهداية التوفيق، وأعلى درجات الاهتداء وهي هداية المحسنين، وهكذا يجب أن يكون طموح الداعي، فيسأل الله تعالى أن يبصّره بالحقّ ويعرّفه بتفاصيله ويوفقه للعمل به ويلحقه بالدرجات العلى للمهديين من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين.


1: علاء عبد الفتاح أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتتك الإشارة إلى كلام ابن عاشور في الحكمة من تكرار لفظ "الصراط".

2: ضحى الحقيل أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- س5: فاتك الاستدلال للكلام.

3: هدى مخاشن ب

بارك الله فيك ونفع بك.
- اعتمادك على النقل من الدروس كبير، فأرجو تجنّب ذلك مستقبلا، وفقك الله.


المجموعة الثانية:
4: نورة الأمير أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأحيّيك على الكتابة بأسلوبك.
- اختصرتِ نوعا ما في السؤال الأول، فيجب أن تفصّلي كيف يكون حضور القلب سببا في التفاضل، ومعنى الإحسان، إذ ليس معنى التعبير بأسلوب الطالب أن يختصر اختصارا فوق الحدّ.


المجموعة الثالثة:
5: سارة المشري أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- س2: يقتصر في هذا السؤال على تسمية الأقوال فقط، ثم بيان الموقف منها ببيان تلازمها وعدم تناقضها، وما يجب على طالب التفسير من دراسة هذه الأقوال من مصادرها الأصلية وتفهّمها ومعرفة أسبابها.

6: إحسان التايه ج+

بارك الله فيك ونفع بك.
- يرجى تلخيص الإجابات بأسلوبك.
- تراجع إجابة السؤال الرابع على إجابة الأخت سارة.


المجموعة الرابعة:
7: أم أسامة بنت يوسف أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- س3: يجب التمثيل لاختلاف السلف في بيان المنعم عليهم في السورة؛ وذلك حتى تظهر مناسبة جوابك لما ذكروه.
- س5: تلخيصك للأقوال يحتاج إلى مراجعة ليتبيّن الفرق بين الأقوال الأربعة المذكورة، ويمكن توضيحها كالآتي:
1: أن هذا وصف أطلق على كل طائفة لتُعرف وتتميز به، وهو ما قصد إليه ابن جرير.
2: أن اليهود صدرت منهم أفعال سابقة استوجبت لهم غضبا خاصّا -كالاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء-، بخلاف النصارى فإنهم ضلّوا من أول كفرهم - شأنهم شأن أي كافر-، ولم يصدر منهم شيء من هذه الأفعال.
3: أن اليهود وصفوا بالغضب لعنادهم وردّهم الحقّ بعد معرفته فلم يكن ضلالهم ضلالا محضا، فهذه زيادة منهم استوجبت غضب الله عليهم، والنصارى وصفوا بالضلال لجهلهم بالحقّ.
4: أن الوصفين ذكرا منفصلين لأجل التنبيه على سببي سلب نعمة الهداية وهما:
ترك العمل بالعلم بعد معرفته مما يوجب غضب الله.
أو الإعراض عن العلم وعدم تعلمه فيضلّ عن الحقّ ويبتدع في الدين ما ليس فيه.


المجموعة الخامسة:
8: أم البراء الخطيب أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح، وجعلكم أئمة للهدى ومنارات للدجى.


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المجموعة الأولى:



س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
تشمل الهداية العملية والعلمية فمنها :
- الهداية العلمية وهي الدلالة والإرشاد ،كما في قوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى}، فتؤدي الهداية العلمية العلم بالحق والبصيرة بالدين .
- الهداية العملية وهي التوفيق والإلهام ،كما في قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء}، فتؤدي الهداية العملية إلى إرادة الحق والعمل به .
فإذن من لم يعرف الحقّ لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إرادة صحيحة له فهو غير مهتدٍ.
- ويطلق لفظ الهدى على معانٍ أخر كما في قوله تعالى: {الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى} المراد به الإلهام الفطري لكلّ الكائنات بما تقوم به مصالحها، وهذا من دلائل ربوبيّته تعالى.

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
- الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى:
أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم).
- وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفي قراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط) بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.
وكلّها متفقة في المعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب.
- ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
الأظهر أن الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونه.
وهذا نظير حذف متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة والسياسة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويقرب إلى الله عز وجل، وتتحقق به النجاة والسلامة مما يخشى ضرره.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكر الصراط أولاً معرّفاً باللام، ثمّ ذكره معرّفاً بالإضافة، وكل موضع له حكمة وفائدة عظيمه فمنها:
الموضع الأول: كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لأنه صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون.
حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)). رواه أحمد والترمذي.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14 ربيع الأول 1438هـ/13-12-2016م, 01:13 AM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي


المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
دعاء العبد ربه أن يرشده ويوفقه ويهديه إلى الطريق السديد في جميع أمور حياته وإلى أن يوافق عمله لأوامر الدين الإسلامي مطابقة وسلامة من الخطأ ووقاية من الغضب والظلال وتوسل إلى الله بإخلاص واستعانة به على قضاء الحوائج في كل يوم والصراط المستقيم هو الإسلام والحق والإتباع للكتاب والسنة. والهداية لا تكون إلا من الله تعالى وقال تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط هو الطريق الممتد بلا عوج الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
وهو وصف جامع لما يوصل إلى رضوان الله تعالى واختلف السلف في معنى الصراط المستقيم اختلاف تنوع يمكن الجمع بينه وهو بمعنى الدين الاسلام والاتباع لله ورسوله وطريق الحق واستدلو بأحاديث:
-((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم))
-«تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا»
- (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله)
-«الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم»
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
الحذف للدلالة على العموم بحيث يعم من كل من أنعم عليهم فيطلب العبد أن يكون من أهلهم فطريق الهداية يحتاج لتوفيق وتمكين
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكره بأل التعريف يفيد توجيه السائل بدعائه الله أن يهديه الصراط الصحيح الواحد المعروف
وذكره بدون أل التعريف مع المضاف إليه يفيد ويصف هذا الصراط أنه لا يناله إلا ذو نعمة وشأن عند الله والذي اختارهم الله وقد سلكوه وفازوا وفلحوا بفضل الله .
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
التوافق لا يعني اقتصار المعنى وعدم عمومه ولكن سبب الغضب على اليهود أنه لم يعملوا ولم يعبدوا مع علم والنصارى ضلوا لأنهم عملوا وعبدوا على جهل

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 11:50 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

- الهداية مبنية على العلم والعمل فيحتاج المؤمن للهداية في كل وقت لزيادة العلم وزيادة العمل .
- الداية الإجمالية إلى الدين لا تغني عن الهداية التفصيلية لكل وقت ولكل وعمل .
- الفتن كثيرة في هذه الحياة والعبد المؤمن يحتاج للهداية في كل حين ليستطيع الوقوف أمام الفتن .
- القلب يتقلب في كل لحظة فيحتاج العبد إلى الهداية لتثبيت قلبه على الهداية .
- لكل عبد سؤال خاص في الهداية تناسب حاله .

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
- دين الإسلام .
- القرآن
- ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
- الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه .
- الحق .
هذه الأقوال كلها أقوال تفسيرية بالمثال وإلا فكل هذه المعاني يشملها الصراط المستقيم الذي فسره الله بالآية ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فهو تفسير جامع لكل معاني الصراط ومانع لغير معانيه أن يدخل فيه

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
- الإنعام العام وهو إنعام فتنة وابتلاء للكافرين والمؤمنين على السواء ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ) , وهو حجة على العباد ودليل على المنعم جل جلاله ليخلصوا له العبادة دون غيره.
- الإنعام الخاص وهو إنعام منة واجتباء وهو إنعام بالهداية على المؤمنين , وهذا هو الإنعام المقصود في قوله تعالى ( أنعمت عليهم ) .

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
- إسناد الإنعام إليه فيه
= توحيد الرب سبحانه وأنه هو المنعم وحده .
= من تمام شكر النعمة ذكر وشكر المنعم سبحانه .
= هذا أبلغ في التوسل إليه والتذلل بين يديه سبحانه لتحصيل نعمة الهداية وأن الهداية إنما حصلت بنعمة الله .
= هذا أبلغ في تحقيق العبودية والتضرع إليه سبحانه .
- عدم إسناد الغضب إليه سبحانه هو جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن فهو يسند الإحسان والخير إليه ولا يسند الشر إليه لئلا يقع في النفس ما لا يصح من المعاني فيه سبحانه و تأدباً مع الله جل جلاله .

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
المغضوب عليهم هم اليهود , لأنهم أتاهم العلم فلم يعملوا به .
الضالين هم النصارى فلم يعلموا أصلا وضلوا عن هدى الله فعبدوا الله على جهل متبعين شهواتهم وأهوائهم .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 21 ربيع الثاني 1438هـ/19-01-2017م, 07:59 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

يشمل نوعي الهداية وهما : هداية الدلالة والإرشاد ، وهداية التوفيق والإلهام
فبالأولى يتبين له الحق وعلاماته وطريقه ، والباطل وعلاماته وطريقه ، ويميز بينهما.
وبالثانية: يعمل بما علمه الله إياه ، ويتبع سبيل الهدى بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه ، واقتفاء أثر أنبياء الله الصالحين.
فيكون جامعا بين العلم النافع والعمل الصالح الذي هو سبب الخير والفوز والفلاح.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
نقل ابن جرير إجماع أهل اللغة على أن الصراط هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ا.ه.
فهو الطريق الواضح ؛ الواسع ؛ السهل ؛ الذي يوصل للمطلوب ، فإذا انتفت صفة من هذه الصفات فإنه لا يسمى صراطا.
وأصل الصاد في الصراط سين كقراءة ابن كثير، ولكنها انقلبت إلى صاد وكتبت كذلك لتحتمل الأوجه كلها من قراءتها بالسين أو بالصاد أو بالزاي .
وقد نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
حذف المتعلق قد ورد في مواضع عديدة من كتاب الله ، وقد تلمس العلماء سبب ذلك وخرجوا بأقوال بديعة .
والأقرب أن سبب حذفه في هذا الموضع هو إرادة العموم ، ليدخل في ذلك كل نعمة امتن الله بها عليهم فحصل لهم بها تمام الهداية ، من النعم الدنيوية والأخروية
وله نظائر في القرآن كقوله تعالى (ألهاكم التكاثر) فحذف المتكاثر به ليعم به جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة من الرياسات والأموال والجاه والضيعات والأولاد وغيرها مما تتعلق به أغراض النفوس ويلهيها عن طاعة الله . قاله السعدي .
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
الحكمة من ذلك أن لكل واحدة منهما فائدة ومعنى زائد على الأخرى.
فالأولى المقصود منها بيان أن هذا الصراط سهلٌ واضح مستقيم يوصل سالكه إلى المطلوب.
والثانية توضح أن هذا السبيل قد سلكه الصالحين من قبل ليستأنس العبد ويثبت على ذلك ويحصل له الأمن في قلبه ويطلب من الله بصدق وإخلاص أن يجعله في عداد من أنعم عليهم ففازوا و أفلحوا
ففي الثانية زيادة و تأكيد .
وهذا هو مفهوم ما ذكره ابن القيم رحمه الله مختصرا.
وقد ذكر ابن عاشور فائدة أخرى وهو أن فيها إجمال بعد تفصيل
فقد ذكر في الأولى صفة الصراط ثم بين في الثانية أحوال سالكيه و أحكامهم..
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
السبب أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم ؛ والنصارى بالضالين .
فاليهود قوم كان عندهم علم لكنهم تركوا العمل به فقد قال الله عنهم أنهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم ومع ذلك تكبروا وجحدوا فاستحقوا غضب الله .
وأما النصارى فقد عبدوا الله على جهل ولم يكن لديهم علم فاستحقوا الوصف بالضلال.
وهذا لا يعني خروج من عداهم بل هذا الوصف له سبب ، لذلك من فعل أي السببين كان فيه شبه بهم وكان له مثل جزاءهم .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 02:24 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشمل الدعاء طلب الهداية بنوعيها هداية الإرشاد وهداية التوفيق والهداية الإجمالية للصراط والتفصيلية في كل أمور العبد، وأن يجعله الله تعالى من أصحاب الدرجة العليا من درجات المهتدين متوسلا في ذلك بما ذكر قبله من الحمد والثناء على الله تعالى .

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط في لغة العرب هو الطريق المستقيم الواضح الواسع السهل الموصل للمطلوب
قال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
للدلالة على العموم فالعبد يحتاج لنعم كثيرة لتتم له الهداية في أمور كثيرة.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
الحكمة من تكرار ذكر الصراط أن لكل موضع ذكر فيه الصراط كان لمناسبة وحكمة
ففي قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ) ذكر معرف البيان ماهيته فالأهم للسائل أن يوضح سؤاله وهو الصراط المستقيم الواضح الواسع السهل الموصل
وفي قوله تعال (صراط الذين أنعمت عليهم ) فأضاف الصراط للسالكيه ليستأنس بهم ويعلم أنه صراط مسلوك من قبله.
وفيه تفصيل بعد إجمال.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنهم ضالون، قال صلى الله عليه وسلم ( المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى) لهذا توافقت أقوال السلف في تفسيرها.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir