دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > كتاب الحج

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 02:32 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي كتاب الحج

كِتَـابُ الحَـجِّ

  #2  
قديم 13 ذو القعدة 1429هـ/11-11-2008م, 06:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

كِتَابُ الحَجِّ
1- الحجُّ لُغةً: القصدُ، وشرعًا: القصدُ إلى البيتِ الحرامِِ؛ لأعمالٍ مخصوصةٍ، في زمنٍ مخصوصٍ.
وابتدأَ المصنفُ بـ ( الصلاةِ )؛ لأنها أهمُّ أركانِ الدينِ بعد الشهادتيْنِ.
وثنَّى بـ ( الزكاةِ )؛ لأنها قرينتُهَا في آياتِ القرآنِ الكريمِ.
وثلَّثَ بـ ( الصيامِ ) لكونِهِ يَجِبُ كلَّ سنةٍ، ويُطِيقُهُ ويقومُ بهِ الجمهورُ من المسلمينَ.
وأخَّر ( الحجَّ )؛ لأنَّهُ لا يجبُ إلا مرَّةً في العمرِ، ولا يجبُ إلا على القادرينَ، وهم أقلُّ من العاجزينَ.
وقد ثبتَ بالكتابِ، والسُّنَّةِ، وإجماعِ الأمَّةِ، فوجوبُهُ معلومٌ من الدينِ بالضرورةِ.
وفُرِضَ سنةَ تسعٍ من الهجرةِ، ولم يَحُجَّ النبيُّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلا مرَّةً واحدةً، سنةَ عشرٍ، بعد أنْ طهَّرَ البيتَ من آثارِ الشركِِ.
أمَّا فضلُهُ فقد وردتْ فيهِ النصوصُ الكثيرةُ الصحيحةُ، ومنهَا: " الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ".
أمَّا حِكَمُهُ وأسرارُهُ، فأكثرُ من أنْ تُحْصَى، ولا يوَفِّيهَا ـ بيانًا ـ إلا التصانيفُ المستقلَّةُ في الأسفارِ المطوَّلةِِ.
وَلْنُلِمَّ بِنُبْذَةٍ منهَا ليقفَ القارئُ علَى قُلٍّ من كُثْرٍ من أسرارِ شريعتِهِ الرشيدةِ وأهدافِهَا الحميدةِ، فيرَى أنَّ لهُ دينًا يهدفُ ـ بعباداتِهِ ـ إلَى صلاحِ الدِّينِِ والدنيا.
فهذا المؤتمرُ الإسلاميُّ العظيمُ وهذا الاجتماعُ الحاشدُ، فيهِ من المنافعِ الدينيَّةِِ والدنيويَّةِ والثقافيَّةِ والاجتماعيَّةِ والسياسيَّةِ، ما يفوتُ الحصرَ والعدَّ.
أمَّا الدينيَّةُ، فما يقومُ بهِ الحاجُّ من هذهِ العبادةِِ الجليلةِ، التي تشتملُ علَى أنواعٍ من التذلُّلِ والخضوعِ، بين يديِ اللَّهِِ تعالَى.
فمنهَا تقحُّمُ الأسفارِ، وإنفاقُ الأموالِ، والخروجُ من ملاذِّ الحياةِِ، بخلعِ الثيابِ واستبدالِهَا بإزارٍ ورداءٍ، حاسرَ الرأسِ، وترْكِ الطِّيبِ والنساءِ، وترْكِ الترفُّهِ بأخذِ الشعورِ والأظفارِ، ثم التنقُّلُ بينَ هذهِ المشاعرِِ. كلُّ هذا بقلوبٍ خاشعةٍ، وأعينٍ دامعةٍ، وألسنةٍ مكبِّرةٍ ملبِّيةٍ, قد حدَا بهم الشوقُ إلَى بيتِ ربِّهم، ناسينَ ـ في سبيلِ ذلك ـ الأهلَ والأوطانَ والأموالَ، والنفسَ والنفيسَ، فما ترَى ثوابُهم عندَ ربِّهم؟!
أمَّا الثقافيَّةُ، فقد أمرَ اللَّهُ بالسيرِ في الأرضِ، للاستبصارِ والاعتبارِ.
ففيهِ من معرفةِ أحوالِ الناسِ، والاتِّصالِ بهم، والتعرُّفِ علَى شؤونِ الوفودِِ، التي تمثِّلُ أصقاعَ العالِمِ كلِّهِ، ما يزيدُ الإنسانَ بصيرةً وعلمًا، إذا تحاكَّ بعلمائِهم، واتَّصلَ بنُبَهائِهم، فيجدُ لكلِّ عِلْمٍ وفنٍّ طائفةً تمثِّلُهُ.
أمَّا الاجتماعيَّةُ والسياسيَّةُ، فإنَّ الحجَّ مؤتمرٌ عظيمٌ، يضمُّ وفودًا متنوِّعةَ العلومِ، مختلفةَ الثقافاتِ، متباينةَ الاتِّجاهاتِ والنَّزعاتِ، فإذا اجتمعَ كلُّ حزبٍ بحزبِهِ، وكلُّ طائفةٍ بشَبيهتِهَا، ومثَّلُوا ( لجانَ الحكومةِ الواحدةِ ) ودرَسوا وضعَهم الغابرَ والحاضرَ والمستقبلَ، ورأَوْا ما الذي أخَّرَهم، وما الذي يُقدِّمُهم، وما هي أسبابُ الفُرقةِ بينَهم، وما أسبابُ الائتلافِ والاجتماعِ، وتوحيدِ الكلمةِ.
وبحَثوا شئونَهم الدينيَّةَ والسياسيَّةَ، والاجتماعيَّةَ، والاقتصاديَّةَ، علَى أساسِ المحبةِِ والوِئامِ، وبرُوحِ الوحدةِ والالتئامِ
أصبحوا يدًا واحدةً ضدَّ عدوِّهم، وقوَّةً مرهوبةً في وجهِ المعتديِ عليهم.
وبهذا يصيرُ لهم كِيانٌ مستقلٌّ خاصٌّ، لهُ مميزاتُهُ وأهدافُهُ ومقاصدُهُ.
يُسْمع صوتُهُ، ويُصْغَى إلَى كلمتِهِ، ويُحْسَبُ لهُ ألفُ حسابٍ.
وبهذا يعودُ للمسلمينَ عزُّهم، ويرجعُ إليهم سُؤْدُدُهم، ويَبْنونَ دولةً إسلاميَّةً، دُسْتورُهَا كتابُ اللَّهِ وسنَّةُ رسولِهِ، وشعارُهَا العدلُ والمساواةُ، وهدفُهَا الصالحُ العامُّ، وغايتُهَا الأمنُ والسلامُ.
حينئذٍ تتَّجِهُ إليهم أنظارُ الدنيا، وتُسَلِّمُ الزِّمامَ إليهم، فَيُمْسِكونَهُ بأيديهم، ويُقَوِّضونَ مجالسَ بُنِيتْ علَى الظلمِ والبغيِ، ويبنونَ علَى أنقاضِها، العدلَ والإحسانَ.
وبهذا يَقِرُّ السلامُ، ويَسْتَتِبُّ الأمنُ، وتتَّجِهُ المصانعُ التي تَصْنَعُ للموتِ الذريعِ أسلحةَ الدمارِ والخرابِ، إلَى أنْ تَخْتَرِعَ المعداتِ التي تساعدُ علَى التثميرِ والتصنيعِ، وإخراجِ خيراتِ الأرضِ، فتُحَقِّقُ حكمةَ اللَّهِ بخلقِهِ، ويَحِلُّ الخصبُ والرخاءُ، والأمنُ والسلامُ مكانَ الجدبِ والغلاءِ، والخوفِ والدماءِ.
ولكن لا بدَّ لكمالِ تحقُّقِ أعمالِ هذا ( المؤتمرِ ) من لغةٍ موحَّدةٍ، يتفاهمونَ بهَا.
وأوْلَى اللغاتِ بذلك ( لغةُ القرآنِ ).
كما أنَّهُ لا بدَّ من التنظيمِ، والتنسيقِ، والرعايةِ من الحاكِمِينَ.
وإذا عَلِمْتَ ثمراتِ هذهِ الاجتماعاتِ الإسلاميَّةِ، فهِمتَ جيدًا ـ أيُّهَا المسلمُ المؤمنُ ـ أنَّ لك دينًا عظيمًا، جليلَ القدرِ، يُقصدُ منهُ ـ بعدَ عبادةِ اللَّهِ ـ صلاحُ الكونِ واتِّساقُهُ؛ لأنَّ الاجتماعَ هو أعظمُ وسيلةٍ لجمعِ الأمَّةِ وتوحيدِ الكلمةِ.
ولذا فإنَّهُ عُنِيَ بالاجتماعاتِ عنايَّةً عظيمةً؛ تحقيقًا للمقاصدِ الكريمةِ. ففُرِضَ علَى أهلِ المَحَلَّةِِ الاجتماعُ في مسجدِهم كلَّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ.
وفُرِضَ عَلَى أَهْلِ البَلدِ عَامَّةً الاجتماعُ للجمعةِ في كلِّ أسبوعٍ.
وفُرِضَ علَى المسلمينَ الاجتماعُ في كلِّ عامٍ.
وهذا موضوعٌ خطيرٌ طويلٌ، نكتفِي منه بهذهِ الإشارةِ.
نسألُ اللَّهَ تَعَالَى أنْ يُعلِيَ كلمتَهُ، ويُظهرَ دينَهُ، ويَنْصُرَ أولياءَهُ، ويَذِلَّ أعداءَهُ، إنَّهُ قويٌّ عزيزٌ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحج, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir