سورة الفرقان
قوله عز وجل: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} (25: 21) معناه: لا يخافون لقاءنا.
قال الفراء: لا يستعمل الرجاء بمعنى الخوف إلا في النفي. وقال غيره: يستعمل مطلقًا، والاستقراء يمنعه. والدال على المجاز هاهنا أنهم ما عملوا خيرًا حتى يرجوا عليه خيرًا فلا يحسن ذمهم بنفي مسبب انتفى سببه. ولأنهم عملوا القبيح،
[فوائد في مشكل القرآن: 202]
وهو سبب الخوف فحسن ذمهم، بنفي مسبب لم ينتف سببه بل هو متحقق، وشأن العقلاء أنه إذا تحقق سبب توقع مسببه، فلما لم يتوقعوه خرجوا عن حيز العقلاء.
قوله عز وجل: {قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} (25: 57).
المستثنى منه، ما هو؟
والجواب: أن الاستثناء منقطع، وهذا بخلاف قولنا: لا أقول لك شرًا إلا أن تشتمني. فإن معناه: لا أقول لك في قوت من الأوقات شرًا إلا في وقت شتمك إياي، ولا بسبب من الأسباب إلا بسبب أن تشتمني. ويسمونه الاستثناء من أعم العام.