المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
الدرجة الأولى: الأئمة الثقات الذين عرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فؤلاء بأعلى مراتبهم.
الدرجة الثانية:صالحون مقبولون لا مطعن في عدالتهم لكن لا اشتغال لهم بالعلم؛ فهؤلاء تقبل روايتهم ويحتج بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
الدرجة الثالثة:درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتج بها إلا أن تقوى برواية آخرين ، وهم على أصناف:
-صالح غير متهم بالكذب ؛ لكنه ضعيف في الضبط يقع منه الخطا في الرواية
-مجهول الحال .
-من اختلف فيه الأئمة النقاد في توثيقه .
.الدرجة الرابعة :الذين لا تعتبر روايتهم وهم على أصناف :
-الذي كثر منه الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز فاستحق أن يترك.
--المتهم بالكذب.
--غلاة المبتدعة.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
-تفسيرهم القرآن بالقرآن.
مثال ذلك قال قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا}قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذاب واصب} أي دائم).رواه عبد الرزاق عن معمر.
-تفسيرهم القرآن بالسنة.
مثال ذلك عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك) قال قتادة: (و(أقم الصلاة لذكري)).رواه مسلم في صحيحه
-تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة.
مثال ذلك؛ تفسير مجاهد لقوله تعالى :{ .أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266}
قال مجاهد: سمعت ابن عباس قال: (هو مثل المفرّط في طاعة الله حتى يموت).رواه ابن جرير في تفسيره
-تفسيرهم القرآن بلغة العرب
مثال ذلك ما رواه ابن أبي شيبة عن شريك، عن بيانٍ، عن عامرٍ [الشعبي] {فإذا هم بالسّاهرة}قال: « بالأرض، ثمّ أنشد أبياتًا لأميّة: وفيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ».
-تفسيرهم القرآن بالاجتهاد،
. وأما اجتهادهم في التفسير؛
كان التابعون يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقرب إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم، وتتلمذهم عليهم، وإحسان اتّباعهم إيّاهم.
ويقع منهم اتّفاق كثير في التفسير، ويقع بينهم اختلاف أكثره من قبيل اختلاف التنوّع.وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد فيردّ.
كما أثر عن عبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)؟).
فقول عبيدة هذا اجتهاد منه في فهم النص أن من شهد أول الشهر وهو مقيم فلا يحل له أن يفطر إذا سافر في ذلك الشهر، وهذا قول مهجور،خالف الأصول الصحيحة من كتب الله وسنة رسوله .
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
-1القران نزل بلغة العرب؛ أي خاطبهم باللغة التي يعرفونها و يفقهون معانيها ؛ ودلالتها وأساليبها ؛ وما ذلك إلا لأجل أن يفقهوا و يعقلوا الخطاب الرباني
قال تعالى :: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}.
الخطاب في هذه الآية للعرب الذين أنزل القرآن بلسانهم ليعوه ويعقلوه؛ وفي هذا دلالة بيّنة على أنه خطاب يعرفون مفرداته وأساليبه؛ ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه، ليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سَنن كلامها.
2-قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}..
وقال تعالى :{ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما}
القران وصفه الله تعالى بالاستقامة في ألفاظه ومعانيه وهداياته؛وعدم الاعوجاج ؛ ووصفه بالفصاحة العالية والبلاغة المحكمة ؛ وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم. فلا خلل فيه و لا ضعف؛ وما ذلك الا ليسهل على العرب فهمه وتعقل معانيه فلا يضربوا بعضه بعضا ؛بل يصدقوا بعضه بعضا
- 3- الأحداث و الوقائع أحسن دليل على القران يهدى للتي هي أقوم؛ ويتبن به الحق بمقتضى ما تعرفه العرب من لغتهم؛ وذلك ما كان يحصل للعرب من عقل معانيه من مجرد سماعه.
قال البيهقي: (في حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: «جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: اقرأ علي، فقرأ عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}.
قال: أعد، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر»).
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلافهم على نوعين
الأول:اختلاف لا أثر له على المعنى ؛كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.وهو اختلافهم لا أثر له على المعنى
الثاني :اختلاف له أثر على المعنى، ومن أمثلته
- اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ هل هو على النصب أو الرفع؟
فمن أهل العلم من جعلها في محل رفع فاعل ترجع على الله فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له،
ومنهم من جعلها في محل نصب مفعولاً ؛ ترجع على المخلوقات و المعنى: . ألا يعلم مخلوقَه.
والذي يتّصل بالتفسير اللغوي هو الصنف الثاني دون الأوّل.
ومن فوائد معرفة الإعراب أنّه يعين على تخريج بعض أقوال المفسّرين، وعلى استكشاف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
-الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
-الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
-توجيه القراءات.
-الإعراب.
-تلمّس العلل البيانية.
-الاشتقاق.
-التصريف.
-تناسب الألفاظ.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير
1-التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
2-:أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
3-:أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
يقصد بالتفسير بالرأي المذموم: تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.
من ذلك أن يُفسر القران بمجرد الرأي؛ مع الإعراض عن آثار السلف
فكل من كان مقصّراً في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في التفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليّته في الحديث وعلوم اللغة أوقعَه نظرُه ورأيه في أخطاء،