دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 02:44 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

القسم الثاني: [من درس التفسير بأقوال الصحابة إلى درس الاجتهاد في التفسير]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.


المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 10:27 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروةطرق التفسير
المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من أصحاب كلّ طبقة.
1/ طبقة كبار التابعين. عاصروا كبار الصحابة وتلقوا عنهم العلم. ومن هؤلاء: الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، علقمة بن قيس النخعي.
2/ طبقة أواسط التابعين. ومن هؤلاء: سعيد بن جبير، مجاهد بن جبر، عكرمة مولى بن عباس.
3/ طبقة صغار التابعين. ومن هؤلاء: ابن شهاب الزهري، أبو إسحاق السبيعي، محمد بن المنكدر التيمي.
س: بيّنتعظيم التابعين لشأن التفسير.
ج: التابعون كما جاءت عنهم الآثار الصحيحة كانوا على قدر عظيم من تعظيم القول في القرآن، وقد نقلت عنهم الأخبار والوصايا في ذلك.
*قال عبيد الله بن عمر:(لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبدالله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع).رواه ابن جرير.
*وقال مسروق بن الأجدع:(اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله).رواه أبو عبيدة.
*وقال إبراهيم النخعي:(كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه)رواه أبو عبيدة.
*وقال القاسم بن محمد:(لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم).رواه الدارمي.


س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
ج:تفسير التابعين على مراتب ثلاث:
· حجة قاطعة للنزاع.
· مرجح قوي.
· محل اعتبار ونظر.
فالمرتبة الأولى حجية تفسير التابعين تكون في حال اتفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:(إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).والإجماع عند التابعين يعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالفة.


س: تحدّث عنعناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
ج: عناية علماء التفسير من الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي تظهر في تفسيرهم لغريب القرآن وبيان معانيه وإعرابه وحسن تلاوته، ويرجع ذلك إلى عنايتهم الكبيرة باللغة العربية ومعرفتهم الواسعة بفنونها وحفظ شواهدها من الأشعار والخطب. وقد تميز كثير من الصحابة والتابعين في ذلك وتفاضلوا،وكان بعضهم أكثر تمكنا من بعض، على الرغم من كون جميعهم من أهل طبقة الاحتجاج والذي كان قبل سريان اللحن إلى لغة العرب.
*والصحابة رضوان الله عليهم مع علمهم الواسع باللغة وسلامة لسانهم من العجمة واللحن كان لهم اهتمام وحرص على التفقه في العربية وحثهم وتواصيهم على الطلب وسؤال الفصحاء المعربين. فقد جاء عن عمر بن زيد قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري(أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي،وتمعددوا فإنكم معديون) رواه ابن أبي شيبة.
وقال أبي بن كعب رضي الله عنه:(تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه).
وقد ورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حفظه لأمثلة كثيرة للشواهد الشعرية والحجج اللغوية.
*أما كبار التابعين فقد عاصروا الصحابة وتلقوا العلم منهم وساروا على نهجهم في التفنن في اللغة العربية والتفقه فيها وكل ذلك قبل سريان اللحن كما سبق.
س: بيّن أهمية التفسير البياني ومايلزم من يسلك هذا المسلك.
ج:التفسير البياني من أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية، وهو أسلوب بلاغي يعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته، وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير إلى غير ذلك من أنواع البيان.وهو كثير مستفيض والإحاطة به غير ممكنة.
وقد كان للعلماء عناية كبيرة به ظهر ذلك في تصنيفاتهم المتفرقة في الكتب أو تأليفات المستقلة المفردة.
* وتكمن أهميته فيأن له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن،ويكشف عن المعاني المرادة ويرفع الإشكال، ويستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض.
*ومن أمثلة التفسير البياني في قول الله تعالى:(والفتنة أشد من القتل)وقوله تعالى:(والفتنة أكبر من القتل).ففي الآيتين بيان لوجه من أوجه التفسير البياني وهو ما يكون من لطائف اختيار بعض الألفاظ على بعض.
الآية الأولى كان سياق الخطاب موجه للمؤمنين، والمراد بالفتنة؛ الإفتتان في الدين فيكون المعنى: أيها المؤمنون إن كنتم تألمون من القتل، فالفتنة في الدين التي تجعل من المؤمن كافرا وتوجب عليه العذاب والخلود في جهنم هي أشد عند الله من القتل وهو ثابت على دينه يلقى الله مؤمنا موحدا فتوجب له النعيم والفلاح الأبدي.فناسب كلمة أشد.
بينما في الآية الثانية سياق الخطاب في تعداد الكبائر التي وقع فيها المشركون. قال تعالى:(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل)ذكر الله في الآية بعض الآثام التى ارتكبها الكفار ثم بيّن ما هو أكبر من ذلك وهو إخراج المؤمنين من مكة. فناسب كلمة أكبر.
*ومن أراد أن يسلك هذا المسلك ودراسة هذا العلم والإبحار فيه فعليه أن يعلم أن كلام العلماء فيه على درجات فمنه:
· ما هو ظاهر الدلالة بيّن الحجة.
· ومنها ما يدق مأخذه ويلطف منزعه.
· ومنها ما هو محل نظر وتأمل لا يجزم بثبوته ولا نفيه.
· ومنها ما هو خطأ بيّن لمخالفته لنص أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.
فعليه أن يحذر ويُحذر إن كان في بعض ما يذكرونه يخالف صحيح الاعتقاد أو كان فيه تكلف.

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابهومظاهره وآثاره.
ج: الانحراف في التفسير اللغوي هو مخالفة المنهج الصحيح في التفسير والأخذ بالألفاظ القرآنية في غير طريقها الصحيح بما يوافق أهواء الفرق والطوائف الضالة في إثبات معتقداتهم الباطلة التي تخالف النصوص المحكمة.
وبعض أهل البدع يكون ماهرا في دس أفكارهم الباطلة وأرائهم المنحرفة في مسائل لغوية ومتى ما أقيم التعارض بينهما من عالم خبير عرف علة خطأهم وبيّنه وفند حججهم الباطلة.
وللانحراف أسباب ومظاهر وآثار:
فأسبابه:
1/ إعراضهم عن النصوص المحكمة وإجماع السلف وهذا أعظم الأسباب.
2/ اتباعهم للمتشابه ويرجع ذلك لهوى في نفوسهم وزيغ في قلوبهم.
3/ وجدوا في الانحراف اللغوي تسويغا لبعض معتقداتهم وتشكيك في مسائل الاعتقاد الصحيح.
ومظاهره:
1/ التعدي على نصوص الاعتقاد الصحيحة ومقابلتها بأفكار باطلة والتشكيك فيها.
2/ مناصرة أقوال أهل الأهواء بحجج لغوية واهية.
3/ إقامة دعاوى باطلة تتعارض مع النصوص المحكمة زاعمين بالجمع بينهما لترويج أفكارهم المنحرفة.
4/ضعف العناية بالسنة دفع بالبعض ازدراء أهل الحديث والطعن فيهم، وأهل الحديث من خيرة الأمة وبهم تنصر السنة.
5/ الدعوى إلى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.
وآثاره:
آثاره خطيرة على المتعاطي والمتلقي، فهو مسلك وطريق مخالف للنصوص المحكمة الذي عليه اجماع المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وقد توعد الله من خالف سبيل المؤمنين كما جاءت بذلك نصوص الكتاب والسنة.

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
ج:أصول ومراتب دلالات طرق التفسير ليست مستقلة وإنما ينبني بعضها على بعض ويتبع كل أصل ما سبقه من أصول وهي على خمس:
الأول: التفسير المستند على دلالة نصية من الكتاب والسنة. وهذا أصل الدلالات وحاكم عليها.
الثاني: الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين وهي دلالة الإجماع. فإن إجماعهم في تفسير آية حجة.
الثالث: دلالة الأثر وهو أقل المراتب. ويُعنى به حصيلة الأقوال التي تظهر للمفسر من أقوال الصحابة والتابعين ممن لم يتحقق فيه الإجماع.
ويشترط في قول الصحابي:
· صحة إسناد القول للصحابي.
· عدم وجود علة يبين أنه أخطأ.
· أن يكون الصحابي اعتمد على نص منسوخ ليس فيه نكارة.
وأما قول التابعي إذا كان مخالفة لقول وقع عليه الإجماع فلا يعني بطلان الإجماع أو قدح فيه، ولكن إذا تابعه أحد صارت المسألة خلاف، وإذا هجر قوله دل على خطئه.
الرابع: دلالة اللغة. ويُعنى به تفسير الآية على ما يحتمله السياق من المعاني اللغوية، بشرط أن لا يخالف النص أو الإجماع أو أقوال السلف وإلا كانت مردودة ولا يؤخذ بها.
الخامس: دلالة الاجتهاد. والاجتهاد له حدود تضبطه، ومن ذلك:
1/ تحريم القول على الله بلا علم.
2/وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتحريم معصيته.
3/وجوب اتباع سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وتحريم مخالفتهم.
4/ بيان أن القرآن نزل بلسان عربي مبين لفهمه والتفكر فيه والعمل به.

وتظهر أهمية معرفة هذه المراتب في:
*أن التفسير بكل طرقه له أحكام وضوابط يجب الالتزام بها. فليس هو باب يدخله كل من أراد، ولا هو علم تقبل فيه الأقوال بل لابد من شروط.
*الجهود العظيمة والعناية الكبيرة في حفظ وصيانة هذا العلم مقابل الانفتاح المعرفي الواسع.
*أن كل اجتهاد في تفسير الآيات له حدود تضبطه وتبين أوجه صحته أو ضعفه قبولا وردا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 02:49 PM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
ج/
الدرجة الأولى : الأئمة الثقات الذين عرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فؤلاء بأعلى مراتبهم.
الدرجة الثانية: صالحون مقبولون لا مطعن في عدالتهم لكن لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين ، فؤلاء تقبل روايتهم ويحتج بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
الدرجة الثالثة: درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتج بها إلا أن تقوى برواية آخرين ، وهم على أصناف:
أ- صالحون غير متهمين بالكذب لكنهم ضعفاء في الضبط يقع منهم الخطأ في الرواية.
ب- مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يعرف حالهم.
ج- من اختلف فيهم الأئمة النقاد فمنهم من وثقهم ومنهم من ضعفهم ، فمن كان في حاله تفصيل يلحق بالدرجة الأولى في بعض مروياته ويلحق بالثالثة في غيرها.
الدرجة الرابعة : الذين لا تعتبر روايتهم وهم على أصناف :
أ- الذين كثر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز فاستحقوا الترك.
ب- المتهمين بالكذب.
ج- غلاة المبتدعة.

س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
ج/
1) تفسيرهم القرآن بالقرآن ، ومنها ما روي عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: (كما بدأكم تعودون) قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: (كما بدأكم تعودون)؟ ألم تسمع قوله: (فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة)).
2) تفسيرهم القرآن بالسنة ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك) قال قتادة: (و(أقم الصلاة لذكري)).
3) تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة ، ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: (إلا ما ظهر منها): الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)).
ففسّر الآية بقول الصحابي ثم استدل له من القرآن، وهذا مما يدل على أخذهم تفسير الصحابة بتفهم لا بتقليد محض.
4) تفسيرهم القرآن بلغة العرب ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: (الزبانية) قال: (الزبانية في كلام العرب الشرط).
5) تفسيرهم القرآن بالاجتهاد ، فكانوا يجتهدون في فهم النص وفيما لم يبلغهم فيه نص وكانوا أقرب إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم من الصحابة ، وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد فيرد ،كما روى ابن جرير من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)؟).
فقول عبيدة هذا اجتهاد اجتهده في فهم النص أن من شهد أول الشهر وهو مقيم فلا يحل له أن يفطر إذا سافر في ذلك الشهر، وهذا قول مهجور، وصريح عمل النبي صلى الله عليه وسلم لما سافر في فتح مكة على خلافه، وكذلك أقوال الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة على خلافه.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
ج/
1) أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي فيفهمون من دلائل الخطاب ما يعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية والخشية والبكاء كما قال الله تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) بل ربما تلي القرآن على الكافر فتفكر فيه ثم أسلم لما تبين له من الحق.
2) قال تعالى : (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)، والتفكر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هو معرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه.
3) قال تعالى (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين * أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون * أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون)
والأمر بالتدبر والتفكر وتوجيه الخطاب بذلك إلى قوم كفار لم يؤمنوا دليل بين على أنه أمر ممكن لهم بما يعرفون من العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقهوهم في معانيه أو يوضحوا لهم ما هو واضح لديهم من دلائل الخطاب.

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
ج/ إن اختلاف الإعراب له صنفين:
- الصنف الأول : اختلاف لا أثر له على المعنى ، فيكون في أصول النحو وتطبيقات قواعده ، ومن أمثلته اختلافهم في قوله تعالى (إن هذان لساحران) فقد اختلف النحاة في إعراب (هذان) على أقوال عديدة لا أثر لها على المعنى.
حيث قال أبو إسحاق الزجاج: (وهذا الحرف من كتاب اللَّه عز وجل مشكل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره، ونحن نذكر جميع ما قاله النحويون ونخبر بما نظن أنه الصواب واللَّه أعلم).
ثم خلص بعد بحثه المسألة إلى قوله: (والذي عندي - واللّه أعلم - وكنت عرضته على عالمينا محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي فقبلاه وذكرا أنه أجود ما سمعاه في هذا، وهو أن "إن" قد وقعت موقع "نعم"، وأن اللام وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران)ا.هـ.
- الصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، ومن أمثلته: اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة) فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أن المراد بالنافلة الهبة. ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي: (وقوله: نافلة فيه وجهان من الإعراب، فعلى قول من قال: النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من (وهبنا) أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة. وعليه النافلة مصدر جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من (يعقوب) أي: وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق).

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1) الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2) الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3) توجيه القراءات.
4) الإعراب.
5) تلمّس العلل البيانية.
6) الاشتقاق.
7) التصريف.
8) تناسب الألفاظ.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
الشرط الأول: التأهل في العلوم التي يحتاج إليها الباب الذي يجتهد فيه ، وهذا يتجزأ حيث أن لكل باب ما يتطلبه.
الشرط الثاني : أن يعرف موارد الاجتهاد وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
الشرط الثالث: أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تبنى عليها دلالة الاجتهاد ، فلا يخالف باجتهاده نصاً ولا إجماعاً ، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكل اجتهاد خالف أياً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
ج/ المراد به تفاسير أهل البدع الذين يفسرون القرآن بآرائهم المجردة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم ، بأن يقولون في القرآن بالرأي المجرّد، والإعراض عن آثار من سلف، فمن كان مقصراً في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في التفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليته في الحديث وعلوم اللغة أوقعه نظرُه ورأيه في أخطاء ولا سيما إذا صاحب ذلك الاجتهاد في غير موارد الاجتهاد، وإرادة الانتصار لمذهب أو رأي.

والله أعلم وجزاكم الله خيرا ً ،،

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 02:55 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثانية
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
1- طبقة كبار التابعين : وهم الذين عاصروا كبار الصحابة وتلقوا منهم وأخذوا عنهم
ومنهم : الربيع بن خثيم ، ومسروق بن الأجدع الهمداني ، وزر بن حبيش الأسدي

2- طبقة أواسط التابعين : هم الذين عاصروا صغار الصحابة كابن عباس وابن عمر وتلقوا منهم ،
ومنهم : مجاهد بن جبر ، عكرمة مولى ابن عباس ، الحسن البصري

3- طبقة صغار التابعين : من لهم رؤية لبعض الصحابة لكنه لم يسمع من أحد منهم وهؤلاء أخذوا عن كبار التابعين
منهم الأعمش رأى أنسا ولم يسمع منه ، ومنهم ابن شهاب الزهري ، ومنهم أيوب السختياني .

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
تلقى التابعون علوم التفسير من الصحابة فلازموهم وأخذوا طريقتهم ، وأهم ما أخذوه منهم توقيرهم لكلام الله وتهيبهم للحديث فيما لا علم لهم أو الحديث في التفسير مما يشكون في صحته فكانوا يقولون أن التفسير رواية عن الله فكانوا يحذرون من الغلط فيها ...
وإن مما روي أن ابن المسيب سئل عن قوله تعالى ( في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) فلم يدر ما يقول ، فقال له ابن أبي مليكة وكان عنده : ألا أخبرك ما حضرت من ابن عباس ؟ ( وكان ابن عباس سئل عنها فقال: أياما سماها الله تعالى لا أدري ما هي أكره أن أقول فيها ما لا أعلم ) ، قال ( ابن أبي مليكة ) فأخبرته فقال للسائل : هذا ابن عباس قد اتقى أن يقول فيها وهو أعلم مني ) فذه الرواية تدل على سيرهم على منهج الصحابة في تقواهم وحذرهم من القول في كتاب الله مالا يعلم
ومن ذلك ما روي عن الشعبي أنه قال : ( أدركت أصحاب عبد الله وأصحاب علي وليسوا هم لشيء من العلم أكره منهم لتفسير القرآن )
وما قاله عبيد الله بن عمر : ( لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير ، منهم : سالم بن عبد الله والقاسم بن محمد وسعيد بن المسيب ونافع )
وقال يزيد بن أبي يزيد : ( كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام وكان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع )
فمثل هذه الأقوال وغيرها مما يدل على تعظيم التابعين للتفسير والقول في كتاب الله وتهيبهم للقول فيما لا علم لهم به ...
أما ما علموا به ولهم فيهم مرجع شرعي فكانوا يروونه لأنهم مأمورون بتبليغ ما علموا وعدم كتمانه ... تنفيذا لقوله تعالى ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) ، وكذلك ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار )
فلذلك روي عنهم التفسير فيما علموا به .

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
تختلف تفاسير التابعين في حجيتها ... فمنها ما هو حجة قاطعة ومنها ما هو مرجح قوي ومنها ما هو محل اعتبار ونظر
🔹 فيكون تفسير التابعين حجة إذا اتفقوا فيه ولم يختلفوا ، فيكون اتفاقهم إجماعا ، والإجماع يعرف بالشهرة وعدم المخالف ..
قال ابن تيمية : ( إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة )
- وإذا اختلفوا على اقوال بحيث لا يمكن الجمع بينها فيطلب الترجيح بين الأقوال بطرق الترجيح المعروفة بين العلماء ولا يعتبر قول أحدهم حجة على الآخر
قال ابن تيمية ( متى اختلف التابعون لم يكون بعض أقوالهم حجة على بعض )

- ويكون مرجحا قويا إذا تعددت الروايات عن جماعة منهم على قول واحد أو علم بالقرائن أن هذا التفسير مروي من صحابي لا اجتهادا من التابعي ولا من الإسرائيليات .. فهذا يرجح قوله على غيره ما لم توجد فيه علة
- ويكون محل اعتبار إذا صح عن التابعي وكانت دلالته محتملة ولم يوقف على ما يرده

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
اهتم الصحابة والتابعون بعدهم بالتفسير اللغوي لعلمهم أن القرآن لا يفهم حق الفهم إلا بمعرفة العربية وعلومها وأساليبها لأنه إنما نزل ( بلسان عربي مبين ) كما أوصوا غيرهم بتعلم العربية والاهتمام بها لأنها وسيلة فهم القرآن ، ورغم فصاحتهم وعلمهم بالعربية إلا أنهم حرصوا على التفقه فيها وسؤال الفصحاء المعربين وحفظ الحجج اللغوية والشواهد الشعرية والخطب وغيرها ... فقد قال الإمام عاصم بن أبي النجود ( كان زر بن حبيش أعرب الناس ، وكان عبدالله بن مسعود يسأله عن العربية )

وقد كتب عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري ( أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي وتمعددوا فإنكم معديون )
وقال أبي بن كعب ( تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه )
فكانوا يفسرون ما أشكل عليهم بأشعار العرب لأنه ديوانهم ويطلبون بغيتهم فيه ، وكذلك إعراب القرآن فيما اشتبه عليهم ...
فقد قال ابن عباس ( إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب )
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ( شهدت ابن عباس وهو يسأل عن عربية القرآن فينشد الشعر )

🔹ومعرفة الصحابة والتابعين بلغة العرب تتفاوت ويتفاضلون فيها ، ومن أشهر من عرف عنه التفسير بلغة العرب من الصحابة ابن عباس ، وله حوار مطول في غريب القرآن يسأل بالكلمة منها فيأتي بدليل عليه يفسرها من كلام العرب ... وروي عنه كثير من تفسيره بالشعر من ذلك :
- في قوله تعالى ( إلا اللمم ) قال : الذي يلم بالذنب ثم يدعه ، ألم تسمع قول الشاعر : إن تغفر اللهم تغفر جما .... وأي عبد لك لا ألما .
- وكذلك لما سئل عن ( وثيابك فطهر ) قال : لا تلبسها على معصية ولا على غدرة ، ثم قال : ألم تسمع قول غيلان الثقفي :
وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست .... ولا من غدرة أتقنع

- وكذلك عن ( والليل وما وسق ) قال : وما جمع ، ألم تسمع قول الشاعر : مستوسقات لو يجدن سائقا .

🔹وقد سار التابعون على نفس النهج في التفسير فيما أشكل بلغة العرب خصوصا أن طبقتهم كانت قبل فشو اللحن ...
- فقد سئل إبراهيم النخعي عن ( إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) قال : قالوا فيه غيرالحق ، ألا ترى المريض إذا هذى قال غير الحق .
-وكذلك قال قتادة في الزبانية : الزبانية في كلام العرب الشرط

- وقال الشعبي عن الساهرة : ( الأرض ، ثم أنشد أبياتا لأمية : وفيها لحم ساهرة وبحر )

- وكذلك عن علقمة في قوله تعالى ( ختامه مسك ) قال : ليس بخاتم ختم ولكن ختامه خلطه ، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطيب خلطه مسك ، خلطه كذا وكذا )

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
🔹أهمية التفسير البياني :
التفسير البياني هو الذي يعنى بكشف حسن بيان النظم القرآني ولطيف عباراته وحكم اختيار لفظة على لفظة وتقديم تركيب على آخر أو لفظة على أخرى ولطائف التشبيهات والاستعارات والإيجاز والإطناب والإظهار والإضمار واللف والنشر والقصر والتوكيد وأساليب اللغة كالاستفهام والتعجب والنداء وغيرها ... فكل ذلك مما يعنى به التفسير البياني ...
وأهمية هذا التفسير تكمن في كثير من الأمور منها :
1- التدليل على إعجاز القرآن الكريم .. فبيان القرآن وبلاغته أحد أهم وجوه إعجازه ، ذلك أنه جاء بلسان عربي مبين ومع ذلك أعجز العرب عن معارضته والإتيان بمثله مع أنهم أهل الفصاحة والبلاغة .

2- أنه يظهر قدرة الله المطلقة على كل شيء ومن ذلك بلوغ غاية الحسن والبيان بما لا يطيقه الخلق ولو اجتمعوا ...

3- يظهر سعة علم الله تعالى ومن ذلك علمه بالألفاظ ودلالاتها وأي لفظة أحسن في هذا الموضع وأبلغ من غيرها ، فكما قال ابن عطية ( كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد )

4- إعانة الحافظ على حفظه لكتاب الله تعالى خصوصا فيما يجد من متشابهات الألفاظ ، فيوقفه هذا النوع من التفسير على بعض اللطائف في المواضع المتشابهة وفي فائدة كل لفظة في مكانها فيعينه على تثبيتها مثال ذلك قوله تعالى ( والفتنة أشد من القتل ) بعد ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم )
وقوله ( والفتنة أكبر من القتل ) بعد ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله )
فمما قيل في ذلك أن الفتنة هي الافتتان في الدين ، فلما كانت الموازنة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد حتى يقدم المؤمن على القتال موقنا أن ما سيصيبه من القتال أخف مما لو ترك القتال وتعرض للفتنة في دينه
وأما الثانية فسياقها تعدد الآثام الكبار التي وقع فيها المشركون فبين أن فتنة المؤمن عن دينه أكبر إثما من كل تلك الآثام الكبار ...
وغيرها كثير في توجيه متشابه الكتاب ...

5- تذوق جمال البيان القرآني ... إذ أن هذا النوع من التفسير يلفت إلى جماليات النص القرآني وبديع نظامه مما يجعل متأمله يدرك قول الوليد بن المغيرة ( إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله ) ... وقول غيره عند سماعه القرآن ( ما أحسن هذا ) ، وهذا التذوق يعين على التدبر والفهم والخشوع والتأثر وتحرك القلب لما سمع وتلا من كتاب الله فيعمل به .

6- يساعد في الكشف عن المعاني المرادة ورفع الإشكال فيما حصل فيه إشكال

7- يساهم في الترجيح بين الأقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض

8- له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن

🔹ما يلزم من يسلك هذا المسلك :
- ألا يتصدى لهذا النوع من التفسير إلا بعد أن يكون عنده تبحر في علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة حتى لا يكثر غلطه ويقع في كتاب الله بما لا يجوز .
- أن لا يجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمله واجتهاده
- أن لا يخالف في تفسيره صريح نص أو إجماع
إذ أن كثيرا من المفسرين البيانيين يغيب عنهم في تأملاتهم معارضة بعض أوجه تفسيرهم لصريح نص أو إجماع فيكون ذلك مردودا عليهم باطلا غير مقبول ، وكثير من ذلك أدخل أصحابه في ضلالات وبدع ما أنزل الله بها من سلطان .
- أن لا يتعصب لما رآه وظهر له ويذم من خالفه كما يحدث من كثير من المتأخرين في ذمهم لكثير من تفاسير السلف واتهامهم بضعف التأمل وقلة الدراية بأساليب البيان .
- أن يعلم أن هذا الباب فيه وعورة في مسلكه لأن كلام العلماء فيه منه ما هو ظاهر الدلالة ومنه ما هو خفي يحتاج لتأمل لدركه ومنه ما لا يجزم بثبوته أو نفيه ومنه ما هو مردود باطل ، فيحذر وينتبه لما يقع بين يديه منه

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
التفسير اللغوي كغيره من أنواع التفسيرات التي تعتمد في كثير منها على الاجتهاد ناله من التحريف الكثير إما مغالاة أو تكلفا وتعسفا أو ليا لأعناق النصوص ... وكانت هذه الانحرافات في أنواع مختلفة منه كالتفسير البياني الذي استخدمه بعض متكلمي المعتزلة ليخدم تأويلاتهم الفاسدة ، وكذلك الوقف والابتداء إذ تعسفوا فيه ووقفوا على مواضع جعلوا المعنى يختل فيها وقطعوا الكلام عن بعضه ليخدمهم ...
🔹ومن أهم أسبابه :
- الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف واتباع المتشابه منه ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) فكثيرا ما يستند أصحاب الأهواء إلى مستند لغوي لتبرير ضلالاتهم وتأويلاتهم الفاسدة ، وبالتأمل يظهر أن لا حجة صحيحة على كلامهم إذا لا يمكن أن يتعارض ما أجمع عليه من صحيح الاعتقاد مع الأدلة اللغوية الصحيحة ...
ومن ذلك ما فسره الزمخشري ل( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ) ليثبت باطل اعتقاده في صفة العلو لله واستوائه على العرش من خلال تفسيره للفظة ( يؤمنون ) وحملها على لزوم أن يكون الإيمان بغيب ...

ومتى حصل تعارض بين التفسيراللغوي وأصل اعتقادي صحيح عرف بطلان المأخذ اللغوي والمستندةالذي استند له صاحبه .
🔹ومن مظاهره :
1- مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالتها وإقامة الاحتمالات اللغوية لتشتيت النظر فيها
2- التمحل لنصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى حجة لغوية
3- إقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليجمع بينها وبين منهج يروج له
4- ضعف العناية بالسنة وازدراء أهل الحديث ورميهم بسوء الفهم وضعف الحجة
5- دعوى ضرورة إعادة وتجديد تفسير القرآن القائم على نبذ أقوال السلف والتفسير بمعزل عما قالوه .

🔹ومن آثاره :
1- من كان من المروجين والمفسرين والمنحرفين والمبتدعين فقد ضل سواء السبيل إذ أنه قد اتبع غير سبيل الله والمؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعهم بإحسان .... وهؤلاء توعدهم الله بعذاب شديد في الآخره ، ويكله إلى ضلاله ونفسه في الدنيا وأي خطر أعظم من أن يوكل الإنسان لنفسه وأهوائه ...
2- وإن كان ممن صدق بباطلهم واتبعهم عليه فهو متبع أئمة ضلال وينبغي أن يبين له ويرشد لأن البدع والضلالات درجات فليحذر ...

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
إن طرق التفسير كلها متداخلة متشاركة لا يفسر بأحدها بمعزل عن كل غيرها ... وإن لهذه الطرق أصولا و مراتب ودلالات ينبني بعضها على بعض :
1- الأصل الأول : ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات ، فدلالة النص الصريح هي أصل الدلالات والحاكمة عليها والمبينة لحدودها ...
- فإذا ظفر المفسر بدلالة نصية صريحة فإنه لا يحتاج معها إلى اجتهاد ، إذ لا اجتهاد في موضع النص ، وكل اجتهاد خالف النص مردود .

2- الأصل الثاني : دلالة الإجماع ، وهي مستفادة من أقوال الصحابة والتابعين
- فإذا أجمعوا على تفسير فإجماعهم حجة لا تجوز مخالفته ... وهو مبني على ما قبله إذ لا يمكن أن يقع إجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من قرآن أو سنة .

3- الأصل الثالث : دلالة الأثر ، ويقصد بها ما حصل عليه المفسر من أقوال الصحابة والتابعين مما ليس فيه إجماع ...
- وهذه أقل من المرتبيتين الأوليين ، ومترتبة عليهما ، إذ كل قول خالف الأصلين الأول والثاني فهو مردود .
مع الأخذ بعين الاعتبار أن مخالفة الصحابي إذا صح الإسناد إليه ولم تقدح قوله علة تبين أنه أخطأ أو اعتمد على نص منسوخ ولم ينكر عليه من الصحابة فإن مخالفته تلك تنقض الإجماع فتكون المسألة مسألة خلاف لا إجماع .
وإذا خالف التابعي قولا وقع عليه الاتفاق فلا ترفع مخالفته الإجماع بشرط أن لا يتابع على قوله كأن يهجر قوله ولا يتابعه عليه أحد لأن هجران العلماء لقوله دليل إجماعهم على خطئه ، وأما إن توبع على قوله كانت مسألة خلاف .
ومسائل الخلاف منها:
مسائل خلاف قوي يكون لأصحاب كل قول حجة وله حظ من النظر ويكثر فيها الترجيح بين العلماء ، ومنها مسائل الخلاف الضعيف التي يكون القول المرجوح فيها ظاهر الضعف ...

4- الأصل الرابع : دلالة اللغة وذلك بتفسيرالآية بما يحتمله السياق من معان لغوية .
- وهي مترتبة على المراتب قبلها فيشترط لقبولها أن لا تخالف نصا ولا إجماعا ولا أقوال السلف .
- وكل تفسير لغوي خالف فيه صاحبه نصا أو إجماعا أو أقوال السلف كان مردودا .

5- الأصل الخامس : دلالة الاجتهاد ، وهي أن يجتهد المفسر في تفسيره للنصوص بما امتلك من أدوات الاجتهاد والاستدلال والنظر
- وهي مترتبة على الأصول قبلها فكل اجتهاد خالف فيه المجتهد نصا أو إجماعا أو أقوال السلف أو الدلالات اللغوية الصحيحة فهو مردود .

🔹أهمية معرفة هذه المراتب :
- تعرف المجتهد بحدوده في التفسير فلا يكون الباب مفتوحا على مصراعيه لمن شاء أن يقول في كتاب الله ما شاء ... بل يعرف المجتهد أنه يحرم عليه مخالفة نص صريح أو القول على الله بغير علم ، ووجوب اتباعه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريم معصيته ووجوب اتباع سبيل المؤمنين ...
- صون التفسير من الخطأ والزلل ،... وحفظه من انحرافات المنحرفين وضلالات المبتدعين ... إذ كل ما خالف أصلا من كتاب وسنة أو إجماع أو قول سلف أو دلالات لغوية صحيحة فاسد ومردود
- معرفة المفسر لمراتب الأدلة التي يفسر بها تعينه على ترتيب تفسيره فلا يتكلف ولا يتعسف ولا يتخطى دلالة النص الصريح إلى الاجتهاد أو إلى التفسير اللغوي ومثل ذلك ..
- يعرف بم ينعقد الإجماع وبم ترفع دعوى الإجماع
- تقوية الملكة التفسيرية للمفسر وزيادة علمه إذ أن دراسة مسائل الخلاف القوي تعين المفسر وتكسبه معرفة في كيفية الترجيح ومعرفة الراجح من المرجوح وعلل ذلك ...
- تعين المفسر على البحث في طرق الجمع بين الأدلة إذا علم صحتها وصحة إسنادها وكان ظاهرها التعارض ...

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 05:34 PM
الصورة الرمزية نوره عبدالجبار القحطاني
نوره عبدالجبار القحطاني نوره عبدالجبار القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بلاد التوحيد.
المشاركات: 129
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.

1_عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ) ، وهو من كبار التابعين وعلمائهم، ومن خاصة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
2_عكرمة البربري مولى ابن عباس (ت:104هـ)
لزم ابن عباس وخدمه، وأخذ منه علماً كثيراً، وكان ابن عباس يعتني بتعليمه، ويلزمه بذلك لما رأى من ذكائه وفهمه ونجابته، وأذن له بالفتوى في حياته.
3_ أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)
وهو من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالاً له.
4_ زِر بن حُبيش بن حُباشة الأسدي (ت: 82هـ)
الإمام المقرئ المفسر، من المخضرمين، من كبار التابعين وأجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفد على عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبدالرحمن بن عوف .
5_ الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود.

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو مالك الغفاري، و غيرهم .
الطبقة الثانية: نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، و غيرهم .
الطبقة الثالثة : رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، مثل : يزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
من ذلك: أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبين الصواب فيها.
ومن ذلك: أن يعتمد على اجتهاد يتبين خطؤه.
ومن ذلك: أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبيّنوا خطأه.
ومن ذلك: أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.


س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.

كانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، حتى تنافسوا في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة،
وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، والاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع، حتى توصلوا ببيانهم إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل.
فلما نزل القرآن بلسان عربي مبين؛ على أحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان ، بهرهم حسنه ، وأدهشهم بيانه ، فاستولى على المرتبة العليا من البيان بلا منازع يدانيه ,
فتيقنوا أنه لا طاقة لأحد أن يأتي بمثله، ولا بقريب منه، وأن المتعرض لمعارضته إنما يُعرض نفسه للهزء بها، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته , فلما تحداهم الله تعالى لم
يقدروا على معارضة كلامه ولا الإتيان بمثله , مع حرصهم على رد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بكل سبيل أمكنهم ,
قال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34)}.
و القرآن قد تضمن من حسن البيان، وتفنن الخطاب ، وتنوع الأساليب، وضرب الأمثال التي تعرف العرب معانيها وتدرك مقاصدها ما يكفي ويشفي من يبتغي الهدى

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
توجيه القراءات: هو علم شريف لطيف عُني به جماعة من المفسرين، ومن العلماء من أفرده بالتصنيف كما فعل أبو منصور الأزهري، وابن خالويه، وأبو علي الفارسي،
وابن جنّي، وابن زنجلة، ومكي بن أبي طالب، وابن أبي مريم الفسوي، وغيرهم.
واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسرون.
مثال : قال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم).

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول: طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدمين؛ فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية، ومنهم من لا يفسر القرآن، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة.
الطريق الثاني: الاجتهاد , كان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام،
ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها، ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديه بالسماع ,
غير أنه ينبغي التنبه إلى أمرين:
أحدهما: أنه ليس كل ما تحتمله اللفظة من المعاني يقبل في التفسير
و رد بعض الاحتمالات اللغوية يرجع غالباً إلى ثلاثة أسباب
1_أن يقوم دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات اللغوية في تفسير الآية.
2_ أن يعارض الاحتمال اللغوي دليلاً صحيحاً من كتاب أو سنّة أو إجماع.
3_أن لا يلتئم الاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة عند إفرادها مع السياق ولا مناسبة الآية ولا مقصدها.
والأمر الآخر: أن التفسير اللغوي منه ما هو محلّ إجماع، ومنه ما هو محلّ خلاف واجتهاد، وقد يقع الخطأ والاختلاف في التفسير اللغوي كما هو واقع في غيره من العلوم

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير وفي غيره من مسائل الدين في موارده الصحيحة وبمراعاة حدوده وآدابه سنّة متّبعة؛ فقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، وهو إمام المجتهدين
صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه، واجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون المهديّون الذين أمرنا باتّباع سنّتهم، وجرى عليها عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ فكانوا أئمة للمجتهدين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 05:38 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
الدرجة الأولى[font="&amp]: [/font]الأئمة الثقات[font="&amp] [/font]الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم[font="&amp].
[/font]
والدرجة الثانية[font="&amp]: [/font]صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم[font="&amp] [/font]يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين
فهؤلاء تقبل[font="&amp] [/font]مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق[font="&amp] [/font]منهم[font="&amp].
[/font]
والدرجة الثالثة[font="&amp]: [/font]درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وأهل هذه[font="&amp] [/font]الدرجة على أصناف[font="&amp]:
[/font]
أ[font="&amp]- [/font]فمنهم صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاء[font="&amp] [/font]في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم[font="&amp].
[/font]
ب[font="&amp]- [/font]وصنف مجهولو[font="&amp] [/font]الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم[font="&amp].
[/font]
ج[font="&amp]- [/font]وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم[font="&amp] [/font]من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم؛ فهؤلاء منهم من يكون في حاله تفصيل فيلحق بالدرجة[font="&amp] [/font]الأولى في بعض مروياتهم، ويلحق بالثالثة في غيرها في تفصيل كثير لأحوال تعارض الجرح[font="&amp] [/font]والتعديل تدرس في علوم الحديث[font="&amp].

[/font]
والدرجة الرابعة[font="&amp]: [/font]الذين لا تعتبر روايتهم، وهؤلاء على[font="&amp] [/font]أصناف[font="&amp]:
[/font]
أ- فمنهم[font="&amp] [/font]الذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا[font="&amp] [/font]الترك[font="&amp].
[/font]
ب- ومنهم[font="&amp] [/font]المتّهمون بالكذب[font="&amp].
[/font]
ج[font="&amp]- [/font]ومنهم[font="&amp] [/font]غلاة المبتدعة[font="&amp].
[/font]
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسيرعند التابعين.
1-تفسيرهم القرآن بالقرآن[font="&amp]:
[/font]
منها[font="&amp]: [/font]ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى[font="&amp]: {[/font]وله[font="&amp] [/font]الدين واصبا[font="&amp]} [/font]قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول[font="&amp]: {[/font]عذاب[font="&amp] [/font]واصب[font="&amp]} [/font]أي دائم[font="&amp]).
[/font]
فالأول مثال على[font="&amp] [/font]التفسير المتصل، والثاني على التفسير المنفصل[font="&amp].

2 [/font]
-تفسيرهم القرآن بالسنة:
منها[font="&amp]: [/font] عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه[font="&amp] [/font]وسلم، قال[font="&amp]: «[/font]من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا[font="&amp] [/font]ذلك[font="&amp]» [/font]قال قتادة: (و[font="&amp]{[/font]أقم الصلاة[font="&amp] [/font]لذكري[font="&amp]}).
[/font]
وصحّ هذا التفسير عن سعيد[font="&amp] [/font]بن المسيب أيضاً[font="&amp].

[/font]
3- تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة:
،[font="&amp] [/font]فله أمثلة كثيرة ؛ منها: ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق[font="&amp] [/font]السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال[font="&amp]: {[/font]إلا ما ظهر[font="&amp] [/font]منها[font="&amp]}: [/font]الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول[font="&amp]: {[/font]خذوا زينتكم عند كل مسجد[font="&amp]}).
[/font]
ففسّر الآية بقول الصحابي ثم استدلّ له من القرآن، وهذا مما يدلّ[font="&amp] [/font]على أخذهم تفسير الصحابة بتفهّم لا بتقليد محض[font="&amp].
[/font]
ويدخل في هذا النوع تفسيرهم القرآن بما عرفوه من وقائع التنزيل[font="&amp] [/font]وأحواله
4- تفسيرهم القرآن بلغة العرب[font="&amp]:
[/font]
منها[font="&amp]: [/font]ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في[font="&amp] [/font]قوله تعالى[font="&amp]: {[/font]الزبانية[font="&amp]} [/font]قال[font="&amp]: «[/font]الزبانية في كلام العرب الشرط[font="&amp]».
[/font]
5- اجتهادهم في التفسير
؛[font="&amp] [/font]فكانوا يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقرب[font="&amp] [/font]إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم، وتتلمذهم[font="&amp] [/font]عليهم، وإحسان اتّباعهم إيّاهم[font="&amp].
[/font]
ويقع منهم[font="&amp] [/font]اتّفاق كثير في التفسير، ويقع بينهم اختلاف أكثره من قبيل اختلاف[font="&amp] [/font]التنوّع[font="&amp].
[/font]
وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد[font="&amp] [/font]فيردّ
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحقبما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
1-أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من[font="&amp] [/font]دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قال[font="&amp] [/font]الله تعالى[font="&amp]: { [/font]وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم[font="&amp] [/font]تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع[font="&amp] [/font]الشّاهدين[font="&amp]}

[/font]
2-إذا تُلي القرآن على الكافر[font="&amp] [/font]فتفكّر فيه ثم أسلم لما تبيّن له من الحقّ كما أسلم بسبب ذلك فئام لا[font="&amp] [/font]يُحْصَون[font="&amp].
[/font]
ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما[font="&amp] [/font]من حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه[font="&amp] [/font]وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى[font="&amp] [/font]الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية[font="&amp]: {[/font]أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض[font="&amp] [/font]بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون[font="&amp]}
[/font]
قال[font="&amp]: [/font]كاد قلبي[font="&amp] [/font]أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي[font="&amp]).
[/font]
وقال تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلّم[font="&amp] [/font]فيما أنزل إليه[font="&amp]: {[/font]فاقصص القصص لعلهم يتفكرون[font="&amp]}[/font]،[font="&amp] [/font]والتفكّر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هو[font="&amp] [/font]معرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه[font="&amp].
[/font]
وبيان الحقّ لهم بياناً مفصَّلاً[font="&amp] [/font]متتَبّعاً شاملاً لا يشذّ عنه شيء في جمل يسيرة بيّنة أدعى لتوافرهم على التفكّر[font="&amp] [/font]فيه وتدبّره[font="&amp]. [/font]فإن القوم الكفار لم يؤمنوا؛ دليل بيّن على أنّه أمر ممكن لهم بما يعرفون[font="&amp] [/font]من العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقّهوهم في معانيه، ولا ليوضّحوا لهم ما هو[font="&amp] [/font]واضح لديهم من دلائل الخطاب، ولا سيّما الأصول البيّنة المحكمة من الإيمان بالله[font="&amp] [/font]والكفر بالطاغوت واتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق بالبعث والحساب[font="&amp] [/font]والجزاء، وغير ذلك من الأصول البيّنة في كتاب الله تعالى[font="&amp].
[/font]
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعرابعلى التفسير.
وهذا الاختلاف على[font="&amp] [/font]صنفين[font="&amp]:
[/font]
الصنف[font="&amp] [/font]الأول[font="&amp]: [/font]الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في[font="&amp] [/font]بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه
، كاختلافهم في قوله تعالى[font="&amp]: {[/font]إن هذان لساحران[font="&amp]}.
[/font]
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال[font="&amp] [/font]عديدة[font="&amp].

[/font]
مثل أنّ "إنْ" قد وقعت موقع "نعم"، وأنَّ اللام[font="&amp] [/font]وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران[font="&amp])[/font]ا.هـ[font="&amp].
[/font]
محمّد بن يزيد هو المبرّد شيخ الزجاج[font="&amp].
[/font]
والاختلاف في هذه المسألة ليس له أثر على المعنى سوى الفوارق[font="&amp] [/font]البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب[font="&amp].

[/font]
والصنف الثاني[font="&amp]: [/font]الاختلاف الذي له أثر على[font="&amp] [/font]المعنى
[font="&amp]- [/font]منها[font="&amp]: [/font]اختلاف العلماء في في إعراب "نافلة" في قوله[font="&amp] [/font]تعالى[font="&amp]: {[/font]ووهبنا له إسحاق ويعقوب[font="&amp] [/font]نافلة[font="&amp]}
[/font]
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛[font="&amp] [/font]ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة[font="&amp].
[/font]
ومن[font="&amp] [/font]أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق،[font="&amp] [/font]وزدناه يعقوب زيادة[font="&amp].
[/font]

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1-تفسير القرآن بالقرآن[font="&amp][/font]
فمنه ما تكون دلالته نصيّة ظاهرة، لا[font="&amp] [/font]يُحتاج معها إلى اجتهاد، ومنه مسائل كثيرة هي محلّ اجتهاد ونظر كما تقدّم بيانه[font="&amp].

[/font]
2- تفسير القرآن بالسنّة[font="&amp] [/font]
[font="&amp]

[/font]
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة[font="&amp].
4[/font]
- تفسير القرآن بأقوال[font="&amp] [/font]التابعين
[font="&amp]
[/font]
5- تفسير القرآن بلغة العرب
س: ما الذييشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
الشرط[font="&amp] [/font]الأول[font="&amp]: [/font]التأهّل في العلوم التي يُحتاج[font="&amp] [/font]إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه[font="&amp].
[/font]
والشرط[font="&amp] [/font]الثاني[font="&amp]: [/font]أن يعرف موارد الاجتهاد، وما[font="&amp] [/font]يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ[font="&amp].
[/font]
والشرط الثالث[font="&amp]: [/font]أن لا[font="&amp] [/font]يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف[font="&amp] [/font]باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة[font="&amp].
[/font]
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو[font="&amp] [/font]اجتهاد مردود[font="&amp]. [/font]

س: ما المراد بالتفسيربالرأي المذموم؟
ويعنون به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق[font="&amp] [/font]أهواءهم ومذاهبهم[font="&amp] [/font]كالقول في القرآن
1- بالرأي المجرّد، والإعراض عن[font="&amp] [/font]آثار من سلف
2- فإنّ من كان مقصّراً في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في[font="&amp] [/font]التفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليّته في الحديث وعلوم اللغة أوقعَه نظرُه[font="&amp] [/font]ورأيه في أخطاء، إذ كان مثله كمثل السائر بغير نور ولا عدّة
3-إذا صاحب[font="&amp] [/font]ذلك الاجتهاد في غير موارد الاجتهاد، وإرادة الانتصار لمذهب أو[font="&amp] [/font]رأي.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 05:40 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
الدرجة الأولى: الأئمة الثقاتالذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.
والدرجة الثانية: صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لميكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين
فهؤلاء تقبلمروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثقمنهم.
والدرجة الثالثة: درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وأهل هذهالدرجة على أصناف:
أ- فمنهم صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاءفي الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
ب- وصنف مجهولوالحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهممن وثّقهم ومنهم من ضعّفهم؛ فهؤلاء منهم من يكون في حاله تفصيل فيلحق بالدرجةالأولى في بعض مروياتهم، ويلحق بالثالثة في غيرها في تفصيل كثير لأحوال تعارض الجرحوالتعديل تدرس في علوم الحديث.

والدرجة الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم، وهؤلاء علىأصناف:
أ- فمنهمالذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّواالترك.
ب- ومنهمالمتّهمون بالكذب.
ج- ومنهمغلاة المبتدعة.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسيرعند التابعين.
1-تفسيرهم القرآن بالقرآن:
منها: ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ولهالدين واصبا} قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذابواصب} أي دائم).
فالأول مثال علىالتفسير المتصل، والثاني على التفسير المنفصل.

2
-تفسيرهم القرآن بالسنة:
منها: عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليهوسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلاذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاةلذكري}).
وصحّ هذا التفسير عن سعيدبن المسيب أيضاً.

3- تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة:
،فله أمثلة كثيرة ؛ منها: ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاقالسبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهرمنها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).
ففسّر الآية بقول الصحابي ثم استدلّ له من القرآن، وهذا مما يدلّعلى أخذهم تفسير الصحابة بتفهّم لا بتقليد محض.
ويدخل في هذا النوع تفسيرهم القرآن بما عرفوه من وقائع التنزيلوأحواله
4- تفسيرهم القرآن بلغة العرب:
منها: ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة فيقوله تعالى: {الزبانية} قال: «الزبانية في كلام العرب الشرط».
5- اجتهادهم في التفسير
؛فكانوا يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقربإلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم، وتتلمذهمعليهم، وإحسان اتّباعهم إيّاهم.
ويقع منهماتّفاق كثير في التفسير، ويقع بينهم اختلاف أكثره من قبيل اختلافالتنوّع.
وقد يقع منهم خطأ في الاجتهادفيردّ
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحقبما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
1-أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون مندلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قالالله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهمتفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا معالشّاهدين}

2-إذا تُلي القرآن على الكافرفتفكّر فيه ثم أسلم لما تبيّن له من الحقّ كما أسلم بسبب ذلك فئام لايُحْصَون.
ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهمامن حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليهوسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلىالله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرضبل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبيأن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).
وقال تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلّمفيما أنزل إليه: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}،والتفكّر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هومعرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه.
وبيان الحقّ لهم بياناً مفصَّلاًمتتَبّعاً شاملاً لا يشذّ عنه شيء في جمل يسيرة بيّنة أدعى لتوافرهم على التفكّرفيه وتدبّره. فإن القوم الكفار لم يؤمنوا؛ دليل بيّن على أنّه أمر ممكن لهم بما يعرفونمن العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقّهوهم في معانيه، ولا ليوضّحوا لهم ما هوواضح لديهم من دلائل الخطاب، ولا سيّما الأصول البيّنة المحكمة من الإيمان باللهوالكفر بالطاغوت واتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق بالبعث والحسابوالجزاء، وغير ذلك من الأصول البيّنة في كتاب الله تعالى.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعرابعلى التفسير.
وهذا الاختلاف علىصنفين:
الصنفالأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم فيبعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه
، كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوالعديدة.

مثل أنّ "إنْ" قد وقعت موقع "نعم"، وأنَّ اللاموقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران)ا.هـ.
محمّد بن يزيد هو المبرّد شيخ الزجاج.
والاختلاف في هذه المسألة ليس له أثر على المعنى سوى الفوارقالبيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.

والصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر علىالمعنى
- منها: اختلاف العلماء في في إعراب "نافلة" في قولهتعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوبنافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومنأعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق،وزدناه يعقوب زيادة.

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1-تفسير القرآن بالقرآن
فمنه ما تكون دلالته نصيّة ظاهرة، لايُحتاج معها إلى اجتهاد، ومنه مسائل كثيرة هي محلّ اجتهاد ونظر كما تقدّم بيانه.

2- تفسير القرآن بالسنّة


3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4
- تفسير القرآن بأقوالالتابعين

5- تفسير القرآن بلغة العرب
س: ما الذييشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
الشرطالأول: التأهّل في العلوم التي يُحتاجإليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
والشرطالثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، ومايسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث: أن لايخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالفباجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهواجتهاد مردود.

س: ما المراد بالتفسيربالرأي المذموم؟
ويعنون به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافقأهواءهم ومذاهبهمكالقول في القرآن
1- بالرأي المجرّد، والإعراض عنآثار من سلف
2- فإنّ من كان مقصّراً في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين فيالتفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليّته في الحديث وعلوم اللغة أوقعَه نظرُهورأيه في أخطاء، إذ كان مثله كمثل السائر بغير نور ولا عدّة
3-إذا صاحبذلك الاجتهاد في غير موارد الاجتهاد، وإرادة الانتصار لمذهب أورأي.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 01:08 AM
علي الدربي علي الدربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 98
افتراضي

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
ورد في فضل التابعين نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تبين فضلهم وسابقتهم في الإسلام، وتتلمذهم على يد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والله قد أشار إليهم في كتابه بقوله سبحانه: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه.. الآية"؛
فأثنى عليهم بشرط اتباع الصحابة بإحسان.
وأما من السنة:
فعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه
ومنها: عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني» صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟

الصنف الأول: مفسّرون يفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره، ومن هؤلاء: أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، وزيد بن أسلم، والضحاك بن مزاحم، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم كثير.
فهؤلاء لهم أقوال في التفسير يرويها عنهم أصحاب كتب التفسير المسندة، ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير، ونقل التفسير عمّن تقدّم.
والصنف الثاني: نَقَلةٌ للتفسير؛ عماد عنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير، ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ولا يكاد يُظفر لهم بأقوال في التفسير إلا نادراً.
وهؤلاء قد حفظوا للأمّة علماً كثيراً بحفظهم تفسير الصحابة رضي الله عنهم، وتفسير كبار التابعين.

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.

الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وكان منهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية.
والطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي.
ومن هذه الطبقة: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي (ت: 69هـ)، وهو تابعيّ ثقة فصيح اللسان، عالم بالعربيّة، أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلْقه، روى عن عمر وعثمان وعليّ وجماعة من كبار الصحابة.
الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم: ابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني(ت: نحو 90هـ)، ونصر بن عاصم الليثي(ت:89هـ) وعنبسة بن معدان المهري الملّقب بعنبسة الفيل.
الطبقة الرابعة:طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها، ومن أهل هذه الطبقة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي(ت: 129هـ) وعيسى بن عمر الثقفي(ت: 149هـ) وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي (ت:154هـ).
والطبقة الخامسة: طبقة حماد بن سلمة البصري (ت: 167هـ) والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي (ت:168هـ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (ت:170هـ) وهارون بن موسى الأعور (ت:170هـ) والأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد (ت: 177هـ ).
والطبقة السادسة: طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر (ت: 180هـ)، وخلف بن حيّان الأحمر (ت: نحو 180هـ) ويونس بن حبيب الضَّبِّي (ت:183هـ) وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي (189هـ) وأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي (ت: 195هـ) ويَحيى بن سلاَّم البصري (ت:200هـ)، وغيرهم كثر؛ وهؤلاء من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية.
ومنهم من صنّف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي، ويحيى بن سلام البصري، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش الأوسط.
والطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ (ت: 225هـ)، وصالح بن إسحاق الجرمي (ت:225هـ)، وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي(ت:230هـ)، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي (ت:231هـ) ، وغيرهم كثير.
والطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي (ت:240هـ)، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ)، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني (ت:247هـ)، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي (ت: 250هـ)، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني (ت:255هـ).
والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري (ت: 275هـ)، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ)، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري(ت:282هـ)، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي(ت:284هـ)، وغيرهم.
والطبقة العاشرة: طبقة يَموتَ بنِ المزرَّعِ العَبْدِي (ت: 304هـ)، ومحمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) وكُرَاع النَّمْلِ علي بنُ الحسَن الهُنَائِي (ت: 310هـ) ، وأبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدَة(ت: 311هـ)، وإبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج (ت:311هـ)، وغيرهم.
والطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني (ت: 330هـ) ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس(ت:338هـ)، وعبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت:340هـ)، وغيرهم.
والطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت: 366هـ) وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت: 368هـ)، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي (ت: 370هـ)، والحسين بن أحمد ابن خالويه (ت:370هـ)، وغيرهم.
فهؤلاء الأعلام من أكثر من أخذت عنهم علوم العربية، على اختلاف أوجه عناياتهم اللغوية بالقرآن الكريم؛ فمنهم من يغلب عليه العناية بالنحو والإعراب، ومنهم المشتهر بالقراءات وتوجيهها، ومنهم المعتني بمعاني المفردات والأساليب، ومنهم المشتغل بالتصريف والاشتقاق، إلى غير ذلك من أوجه العناية اللغوية بالقرآن الكريم.

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.

النوع الأول: بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية، وهو أشهر الأنواع وأنفعها، وأشدّها صلة بالتفسير، إذ يكون به الكشف عن معنى اللفظ، ومعرفة مقاصد الأساليب، وأكثر عناية السلف اللغوية كانت بهذا النوع.
ومن معاني المفردات: ما يتّفق عليه العلماء، ومنها ما يختلفون فيه، فمن ذلك أن تكون اللفظة من المشترك اللفظي فيفسّرها بعضهم بمعنى من معانيها، ويفسّرها آخرون بمعنى آخر، ثمّ يختلف المفسّرون بعد ذلك؛ فمنهم من يختار أحد الأقوال لقرينة مرجّحة، ومنهم من يذهب إلى الجمع بين تلك المعاني.
والجمع – إذا أمكن- أولى من الترجيح ما لم يكن لاختيار أحد المعاني قرينة ظاهرة، أو مناسبة بيّنة.
ومن أمثلة ذلك اختلافهم في معنى "عسعس" على قولين:
القول الأول: أدبر، وقد روي عن عليّ بن أبي طالب، وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس ومجاهد، وقال به قتادة وزيد بن أسلم.
والقول الثاني: أقبل، وهو الرواية الأخرى عن ابن عباس ومجاهد، وروي عن الحسن البصري وسعيد بن جبير.
وقد حكى جماعة من علماء اللغة القولين، واستشهد أبو عبيدة للقول الأول بقول عَلْقَمَة التميمي:
حتى إذا الصبح لها تنفّسا ... وانجاب عنها ليلها وعسعسا
وللقول الثاني بقول عِلْقَة بن قرط التيميّ:قوارباً من غير دجنٍ نسّسا ... مدّرعات الليل لمّا عسعسا
وحكى القولين جماعة من المفسّرين، واختار بعضهم المعنى الأول كما فعل البخاري وابن جرير.
وأما الأساليب فمعرفة معانيها ومقاصدها له أثر بالغ في التفسير، وإن لم يكن في الجملة لفظ يستدعي التفتيش عن معناه في كتب اللغة، فمعرفة معنى الأسلوب قدر زائد على معرفة معاني الألفاظ المفردة، ولا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب؛ فإذا تبيّن معنى الأسلوب تبيّن معنى الآية للمتأمّل، ولذلك أمثلة كثيرة:
منها: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فسّر بالتعجب وفسّر بالاستفهام، وللسلف واللغويين قولان مشهوران في هذه الآية عمادهما على تفسير معنى الأسلوب.
ومما ينبغي أن يُتنبّه له أن المفسّر قد يصيب في معرفة الأسلوب ثمّ يقع الخطأ في تقرير المعنى على ذلك الأسلوب.
النوع الثاني: بيان معاني الحروف، وهو من أجلّ أنواع التفسير اللغوي، وبه تحلّ كثير من الإشكالات في التفسير، وتعرف أوجه التفريق والجمع بين الأقوال.
والغفلة عن معاني الحروف قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية، وقد يقع ذلك لبعض كبار المفسّرين.
وقد اعتنى المفسّرون بمعاني الحروف عناية حسنة، ولا سيّما بعض من كتب في معاني القرآن، وقد أفرده جماعة من العلماء بالتصنيف؛ ومن أهمّ المؤلفات فيه وأشهرها: رصف المباني للمالقي، والجنى الداني للمرادي، ومغني اللبيب لابن هشام النحوي، وقد نظمها البيتوشي في منطومة سماها "كفاية المُعاني في حروف المعاني" وهي منظومة حسنة، وأعدّ الأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة موسوعة في معاني الحروف القرآنية، وجمع ما قيل في معانيها في كتب التفسير والعربية.
النوع الثالث: الإعراب، وهو من أكثر ما يُعنى به النحويون لأسباب من أجلّها الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، والترجيح بينها.
ومن أول من صنّف في إعراب القرآن:
ومن مسائل الإعراب مسائل بيّنة عند النحاة لا يختلفون فيها، ومنها مسائل مشكلة يختلف فيها كبار النحاة.

وهذا الاختلاف على صنفين:
الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه، كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.
والصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا له أمثلة كثيرة:
- منها: اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق. ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به}.
النوع الرابع: توجيه القراءات، وهو علم شريف لطيف عُني به جماعة من المفسّرين، ومن العلماء من أفرده بالتصنيف كما فعل أبو منصور الأزهري، وابن خالويه، وأبو علي الفارسي، وابن جنّي، وابن زنجلة، ومكي بن أبي طالب، وابن أبي مريم الفسوي، وغيرهم.
واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
ومن الاختلاف في القراءات ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين، وقد يُعنى به بعض القرّاء والنحاة؛ كما قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي.
وكلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
النوع الخامس: التفسير البياني، وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وقد قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
وكلام العلماء في هذا النوع كثير مستفيض، وممن عُني به من المفسّرين: الزمخشريّ، والرازي، وأبو السعود، والآلوسي، وابن عاشور، غير أنه ينبغي أن يُحذر من بعض ما يذكرونه مما يخالف صحيح الاعتقاد، وما يكون فيه تكلّف.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيّم، كلام حسن كثير في هذا النوع متفرّق في كتبهم.
والتفسير البياني له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.

لعلم الوقف والابتداء صلة وثيقة بالتفسير وذلك لتعلّقه ببيان المعنى؛ قال ابن الأنباري: (ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه معرفة الوقف والابتداء فيه).
ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناءً على التفسير اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
وإذا وقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.

ومن الأمثلة على ذلك أيضاً الوقف في قوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} فمن وقف على {اليوم} كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير.
ومن وقف على {عليكم} ثمّ ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..} كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم.

س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
1-تفسير القرآن بالقرآن؛ من موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كما تقدّم من تفسير السجّيل بالطين.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,
ومن أمثلة ذلك: قول ابن كثير: (وقوله: {والقلم} الظّاهر أنّه جنس القلم الّذي يُكتَب به كقوله: {اقرأ وربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم} فهو قسمٌ منه تعالى، وتنبيهٌ لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة الّتي بها تنال العلوم)ا.هـ

2. تفسير القرآن بالسنّة فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية؛ فإنّ من المفسّرين من يجتهد في تفسير آية فيخرج بقول يعارض حديثاً صحيحاً وهو لا يعلم به أو عزب عنه عند اجتهاده؛ فيتعقّبه من يبيّن ذلك.
ومن أمثلة ذلك قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم}: (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب «أمهاتهم» أي يقال: "يا فلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»)..
وهذا القول ذكره الثعلبي والبغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد، ولا يصحّ عنه.

3. تفسير القرآن بأقوال الصحابة؛
فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع.
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير، وهذا باب واسع عظيم النفع للمفسّر.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.

4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين؛ فيدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
ويضاف إليها الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الاجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التعارض.

5. وأما تفسير القرآن بلغة العرب؛ فقد مضى الحديث عن موارد الاجتهاد فيه، وأهمّها الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف، وضبط الألفاظ العربية رواية ودراية، والتمييز بين لغات العرب، وتعرّف أوجه الاختلاف والتوافق بينها، ومعرفة الإعراب، وتلمّس العلل البيانية، وتوجيه القراءات، ومعرفة الاشتقاق والتصريف، والاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية إلى غير ذلك من الأبواب الواسعة للاجتهاد اللغوي في تفسير القرآن.

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
التعبير بمصطلح (التفسير بالاجتهاد) أولى من (التفسير بالرأي) لأسباب منها:
** أنه أقرب إلى استعمال السلف؛
وما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع، وما أنكره عليهم السلف فلا يعدّ من الاجتهاد المعتبر.
** ولأن المشتهر عند السلف التحذير من التفسير بالرأي، ولا يعنون بذلك الاجتهاد في موارده المعتبرة.
** وكذلك
لأن أهل الرأي المعروفين من أهل العراق أتباع حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن وزفر بن الهذيل وغيرهم كان لهم اجتهاد في التفسير فمنه ما أحسنوا فيه وأصابوا، ومنه ما أخطأوا فيه وردّ عليهم من السلف من بيّن خطأهم مما يُعدّ من التفسير بالرأي المذموم كإنكارهم عليهم بدعة الإرجاء وما تأوّلوه من النصوص فيها، وأقوالهم فيما خالفوا فيه الأحاديث الصحيحة التي لم يكن لهم من العناية بجمعها ودراستها ما لأهل الحديث المعروفين به.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 07:22 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي


المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
الدرجة الأولى :الأئمة الثقات الذين عرف عنهم اهتمامهم واشتغالهم بالعلم .
الدرجة الثانية:صالحون مقبولون عدول لا يطعن في ضبطهم لكن لم يعرف عنهم اشتغالهم بالعلم كغيرهم من الأئمة فهؤلاء تقبل روايتهم ويحتج بها إلا إذا خالفت من هم أوثق منهم.
الدرجة الثالثة:من تعتبر روايتهم ولكن لا يحتج بها إلا أن تقوى بروايات أخرى وهم على أصناف:
- صالحون غير متهمين بالكذب لكنهم ضعفاء في الضبط فيقع في رواياتهم الخطأ.
- مجهولو الحال تعرف أسماءهم ولا يعرف حالهم.
- اختلف فيهم الأئمة فمنهم من وثقهم ومنهم من ضعفهم.
الدرجة الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم ومنهم:
- من كثر منهم الخطأ والخلط فأصبحوا متروكين.
- المتهمون بالكذب.
- غلاة المبتدعة.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
1- تفسيرهم القرآن بالقرآن:
كقول قتادة في قول الله تعالى: (وله الدين واصبا) قال: دائما ألا ترى أنه يقول: (عذاب واصب) أي دائم.
2- تفسير القرآن بالسنة:
ومثاله ما رواه قتادة عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك) قال قتادة: و(أقم الصلاة لذكري).
3- تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة:
- ومثاله ما روي عن مجاهد في قول الله تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
قال مجاهد: سمعت ابن عباس قال:( هو مثل المفرّط في طاعة الله حتى يموت).
قال مجاهد: (أيود أحدكم أن تكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله، كمثل هذا الذي له جنة؟ فمثله بعد موته كمثل هذا حين أحرقت جنته وهو كبير لا يغني عنها شيئا، وأولاده صغار، ولا يغنون عنه شيئا، وكذلك المفرط بعد الموت، كل شيء عليه حسرة).
فأخذ أصل المعنى من ابن عباس وزاده شرحا وتفصيلا وهذا مما يدل على أنهم كانوا يأخذون قول الصحابة بتفهم لا بتقليد محض .
- وكان منهم من يعتني بجمع أقوال الصحابة في مسائل التفسير كما روي عن مجاهد في قول الله تعالى: (ويمنعون الماعون) قال : كان علي يقول: (هي الزكاة) ،وقال ابن عباس : (هي العارية).
- ويدخل في هذا النوع تفسيرهم القرآن بما عرفوه من وقائع التنزيل ومثاله ما روي عن سعيد ابن المسيب في قول الله تعالى: (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) قال: (إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردَّ الميراثَ إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدَّعَين ميراثا ممن ادَّعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية).
4- تفسيرهم القرآن بلغة العرب:
ومثاله ما روي عن قتادة في قول الله تعالى:(الزبانية) قال: (الزبانية في كلام العرب الشرط).
5- اجتهادهم في تفسير القرآن :
كانوا يجتهدون في فهم النصوص وفي ما ليس فيه نص وكان اجتهادهم أقرب للصواب من غيرهم لأنهم أخذوا عن الصحابة ولقربهم من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ويقع بينهم اتفاق كثير واختلاف معظمه اختلاف تنوع وقد يقع منهم الخطأ في الاجتهاد فيرد مثاله ما روي عن عبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)).
وهذا قول مهجور وصريح عمل النبي صلى الله عليه وسلم لما سافر في فتح مكة على خلافه وكذلك أقوال الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة على خلافه وهجران القول من دلائل ضعفه.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
أعترف العرب بفصاحة القرآن وبيانه وعجز المشركون عن معارضته أوالإتيان بمثله وكان يكفيهم بما يعرفون من العربية أن يتلى عليهم القرآن فتقوم عليهم الحجة بذلك كما قال الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته) ومن الدلائل على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي:
1- قول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) دليل على أن القرآن نزل بلسان عربي واضح في ألفاظه ومعانيه فهو خطاب تفهم العرب معانيه وأساليبه وهم من يعتنون باللغة العربية والبيان والشعر وكانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها ما لم تبلغه أمة من الأمم .
قال أبو منصور الأزهري: (نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَبٌ، أولو بَيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جَلّ ذِكْره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشؤوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مُشْكِلِه وغريب أَلْفَاظه حاجةَ المولَّدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يُعَلَّمَه، وَلا يَفهم ).
2- أن القرآن يسمعه العالم والجاهل والحاضر والبادي فيفهمون من دلائل الخطاب ما يرى أثره عليهم من الخشية والبكاء كما قال الله تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين) فتلاوته تلاوة بينة كافية في تعريفهم الحق.
3- أن القرآن كان يتلى على المشرك فيسلم لما تبين له من الهدى.
فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء المشركين يوم بدر وما أسلمت يومئذ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب فقرأ بالطور فلما بلغ هذه الآية: (أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون) قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي.
فبمجرد سماع الآية والتفكر فيها كاد قلبه أن يطير لما علمه من الهدى والحق دون حاجة إلى شرح أو تفسير.
4- قول الله تعالى: (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) فالتفكر سبيله معرفة وفهم الخطاب ودلالاته للتوصل للمعاني وتبين المقاصد و القصص بفتح القاف ليست جمع قصة ولكن المعنى: (اتل عليهم هذا البيان المفصل الذي لم يدع شيئا مشتبها ولا ملتبسا) فما تقتضيه هذه الآية من الأمر بالتدبر والتفكر دليل أنهم لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفسروا لهم معانيه، ولا ليوضحوا لهم ما هو واضح لديهم من دلائل الخطاب.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
الإعراب من أكثر ما يعنى به النحاه لما له من تأثير على فهم المعنى ومن فوائدة أنه يعين على تخريج بعض أقوال العلماء ويعين في استكشاف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير.
و مسائل الإعراب منها ماهو واضح لا اختلاف فيه عند النحاه ومنها ما اختلفوا فيه وهذا الاختلاف يكون على نوعين:
الأول: مالا تأثير له على المعنى .
الثاني: ما له تأثير على المعنى ومن أمثلته:
- اختلافهم في إعراب (من) في قول الله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) على قولين:
الأول: أنها فاعل فيكون المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
الثاني: أنها مفعول فيكون المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
- اختلافهم في إعراب (نافلة) في قول الله تعالى: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة) على قولين:
الأول: نائب مفعول مطلق فيكون المراد بالنافلة الهبة.
الثاني: حال من يعقوب فيكون المراد بالنافلة الزيادة أي وهبنا له إسحاق وزدناه يعقوب زيادة.

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
الاجتهاد داخل في كل طرق التفسير وفي كل طريق موارد للاجتهاد:
فأما طريق تفسير القرآن بالقرآن فله موارده ومداخلة ومنها:
1- الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير.
2- الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى.
3- الاجتهاد في بيان تقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدل على ذلك من آيات أخرى.
4- الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي.
5- الاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى.
6- الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بدلالة آية أخرى.
7- الاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بدلالة آيات أخرى.
وأما تفسير القرآن بالسنة فله موارده:
1- الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسنادا ومتنا.
2- الاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة من حديث نبوي يفسر الآية أو يبين بعض معناها.
3- الاجتهاد في معرفة أسباب النزول.
4- الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صح من الأحاديث.
5- الاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صح من الأحاديث.
وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فله موارده:
1- الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير.
2- الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
3- الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة.
4- الاجتهاد في التمييز بين ما يحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يحمل على الرفع .
5- الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات.
6- الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة.
7- الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
8- الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وتصنيف مسائل الخلاف.
وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين فله موارده:
كما تقدم فيما ذكر في موارد الجتهاد في تفسير القرآن بأقوال الصحابة ولكن أقوال الصحابة التي تحمل على الرفع يحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
بالإضافة إلى:
الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط.
وأما تفسير القرآن بلغة العرب فله موارده:
1- الاجتهاد في الاستدلال لصحة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
2- الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يعبر عنه المجتهد عبارة حسنة .
3- الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسرين.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
1- التأهل في العلوم التي يحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه.
2- أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يصح أن يجتهد فيه مما لا يصح.
3- أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلا من الأصول فلا يخالف باجتهاده نصا ولا إجماعا ولا قول السلف ولا دلالة اللغة.
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
يقصد به تفاسير أهل البدع الذين يفسرون القرآن بآرائهم المجردة وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم ويعرضون عن آثار السلف.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 10:42 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

☀القسم الثاني من دروة طرق التفسير ☀
: [من درس التفسير بأقوال الصحابة إلى درس الاجتهاد في التفسير]

المجموعة الأولى:
📌س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
أثنى الله تعالى على التابعين في القرآن الكريم بعد ثنائه على الصحابة الكرام فقال :
﴿وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾ [التوبة:100
📍و قد نبّه النبي صلى الله عليه و سلم على فضل التابعين في عدّة أحاديث منها :
- حديث ابن مسعود - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( خير الناس قرني، ثمّ الّذين يلونهم ، ثمّ الّذين يلونهم )) متفق عليه
- و حديث واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني و صاحبني، و الله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني و صاحب من صاحبني)) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
🔦 فهذه الأحاديث تدل دلالة بيّنة على فضل التابعين للصحابة بإحسان ، و مما يدل على شرفهم و فضلهم تسميتهم بالتّابعين ؛ لأنّهم إنّما نالوا أفضليتهم هذه
بإحسان اتّباعهم لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم .

📌 س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
📍الصنف الأول :
مفسرون فسّروا القرآن الكريم بما عرفوا من طرق تفسيره و منهم :
- أبو العالية الرياحي - و سعيد بن المسيّب
- و سعيد بن جبير - و مجاهد بن جبير
- و عكرمة مولى ابن عباس - وعامر الشعبي
- و الحسن البصري - و قتادة بن دعامة السدوسي
- و زيد بن أسلم - و الضحاك بن مزاحم
- و محمد بن كعب القرظي .........وغيرهم كثير
⬅هؤلاء : لهم أقوال في التفسير يرويها عنهم أصحاب كتب التفسير المسندة ، و منهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير ، و نقل التفسير عمّن تقدم مثل:
- أبو العالية يروي كثيراً عن أبيّ بن كعب ، و أبي موسى الأشعري ، و ابن عباس ، و أنس بن مالك
> و له أقوال تروى عنه في التفسير
و كذلك : - سعيد بن المسيّب - و سعيد بن جبير
- و جاهد - و عكرمة - و قتادة - و زيد بن أسلم
و غيرهم جمعوا بين القول في التفسير و نقله.
📍الصنف الثاني :
نقلة للتفسير ؛ عماد عنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير ، و نقل تفاسير الصحابة و التابعين - رضي الله عنهم- و لا يكاد يُظفر لهم بأقوال في التفسير إلا نادراً
⬅و هؤلاء : حفظوا للأمة علماً كثيراً بحفظهم تفسير الصحابة - رضي الله عنهم- و تفسير كبار التابعين.

📌 س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
1⃣الطبقة الأولى : طبقة الصحابة - رضي الله عنهم- ، و كان منهم علماء يفسرون الغريب و يبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها ، و قد نزل القرآن بلغتهم.
2⃣الطبقة الثانية : طبقة كبار التابعين ، و عامّتهم من عصر أهل الاحتجاج ، و كان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي ، و من هذه الطبقة :
* أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي ، تابعي ، ثقة مأمون ، فصيح اللسان ، عالم بالعربية، حسن الرأي
و التدبير ، قال الذهبي : [ أمره علي - رضي الله عنه- بوضع النحو ، فلما أراه أبو الأسود ما وضع ، قال :
ما أحسن هذا النحو الّذي نحوت ، و من ثمّ سُمّي النّحو نحواً ] و له أقوال في التفسير تروى عنه ، و أبيات يستشهد بها ، و المحفوظ منها قليل .
3⃣الطبقة الثالثة : الّذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي ، و هم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم : - ابنه عطاء - و يحيى بن يعمر العدواني ، و هو أكثر من يروي عنه التفسير ، و هو أوّل من نقط المصاحف ، و قد أخذ النّقط عن أبي الأسود .
4⃣الطبقة الرابعة : طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود ، و عامّتهم من صغار التابعين ، و هم جماعة من علماء اللغة المتقدمين الّذين شافهوا الأعراب ، و كانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية و تدوينها.
ومن أهل هذه الطبقة : عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي - و عيسى بن عمر الثقفي
- و أبو عمرو بن العلاء المازني التميمي
◀و هؤلاء : مع علمهم بالعربية و فصاحتهم كانوا من القراء المعروفين الّذين تؤخذ عنهم القراءة .
⏪و شارك في هذه الطبقة جماعة من فقهاء التابعين منهم : محمد بن سيرين - و قتادة - و إسحاق بن سويد
🔸لكن عناية أولئك بالعربية أظهر و أشهر .
5⃣الطبقة الخامسة : طبقة :
- حماد بن سلمة البصري
- و المفضّل بن محمد الضّبي
- و الخليل بن أحمد الفراهيدي
- و هارون بن موسى الأعور
- و الأخفش الأكبر عبد الحميد بن عبد المجيد
◀هؤلاء : في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة ، و منهم من شافه الأعراب و أخذ عنهم .
6⃣الطبقة السادسة : طبقة :
- سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر
- و خلف بن حيّان الأحمر
- و يونس بن حبيب الضّبي
- و علي بن حمزة الكسائي
- و أبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي
- و يحيى بن سلاّم البصري
- و يحيى بن المبارك اليزيدي
- و محمد بن إدريس الشافعي
- و النضر بن شميل المازني
- و أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء
- و أبي عبيدة معمر بن المثنّى
- و محمد بن المستنير البصري المُلقب بقُطْرب
- و أبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني
- و الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة البلخي
- و أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري
- و عبد الملك بن قُرَيب الأصمعي
- و أبي عبيد القاسم بن سلاّم الهروي
◀و هؤلاء : من أعلام اللغة الكبار ، و لهم مصنفات كثيرة ، و في مصنفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات و ما يتصل بها من مسائل لغوية .
7⃣الطبقة السابعة : طبقة :
- إبراهيم بن يحيى اليزيدي
- و صالح بن إسحاق الجرمي
- و أبي مِسحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي
- و محمّد بن زياد ابن الأعرابي
- وأبي نصرأحمد بن حاتم الباهلي صاحبالأصمعي
- و محمد بن سلام الجُمحي
- و محمد بن سعدان الضرير
- و عبد الله بن محمد التّوّزي
- و عبد الله بن يحيى اليزيدي
8⃣الطبقة الثامنة : طبقة :
- أبي العَمَيْثَل عبد الله بن خُليد الأعرابي
- و يعقوب بن إسحاق ابن السّكّيت
- و أبي عثمان بكر بن محمد المازني
- و أبي عكرمة عامر بن عمران الضّبي
- و أبي حاتم سَهْل بن محمد السِجسْتاني
9⃣الطبقة التاسعة : طبقة :
- أبي سعيد الحسن بن الحسين السُّكّري
- و عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري
- و أبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري
- و اليمان بن أبي اليمان البندنيجي
- و إبراهيم بن إسحاق الحربي
- و محمد بن يزيد المبرد
- و أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني
- و المفضّل بن سلمة الضّبي
🔟الطبقة العاشرة: طبقة :
- يَموتَ بن المزرّع العَبدي
- و محمد بن جرير الطبري
- و كُراع النّمْلِ علي بن الحسن الهُنائي
- و أبي علي الحسن بن عبد الله الأصفهاني المعروف بلُغْدة
- و إبراهيم بن السّريّ الزجاج
- و الأخفش الصغير علي بن سليمان
- و أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي
- و نفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي
1⃣1⃣الطبقة الحادية عشرة : طبقة :
- أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري
- و أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني
- و أبي جعفر أحمد بن محمد النحّاس
- و عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي
- و غلام ثعلب أبي عمر الزاهد
- و عبد الله بن جعفر ابن درستويه
- و أبي الطّيّب اللغوي
- و أبي علي إسماعيل بن القاسم القالي
1⃣2⃣ الطبقة الثانية عشرة : طبقة :
- القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني
- و أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي
- و أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري
- و الحسين بن أحمد ابن خالويه
- و أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي
- و أبي بكر الزبيدي
- و علي بن عيسى الرمّاني
- و أبي سليمان حمد بن محمد الخطّابي
- و أبي الفتح عثمان بن جني الموصلي
- و أبي نصر الجوهري
- و أحمد بن فارس الرازي
◀هؤلاء الأعلام من أكثر من أخذت عنهم علوم العربية .
📌س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
إن لتفسير القرآن بلغة العرب مسارات متعددة و أوجه متنوعة عُني العلماء بها قديماً و حديثاً و من تلك الأنواع :
1⃣النوع الأول : بيان معاني المفردات و الأساليب القرآنية ، و هو أشهر الأنواع و أنفعها ، و أشدّها صلة بالتفسير ، إذ به يكون الكشف عن معنى اللفظ ،
و معرفة مقاصد الأساليب ، و أكثر عناية السلف اللغوية كانت بهذا النوع .
و من مسائل هذا النوع ما يتفق عليه العلماء
و منها ما يختلفون فيه ، و للاختلاف أسبابه و آثاره ؛ من ذلك أن تكون اللفظة من المشترك اللفظي فيفسرها بعضهم بمعنى من معانيها ، و آخرون بمعنى آخر ، ثمّ يختلف المفسرون بعد ذلك
من أمثلة ذلك : لفظ : { الفلق } يطلق في اللغة على :
الصبح ، و على الخلق كلّه ، و على تبيّن الحق بعد إشكاله ، و على المكان المطمئن بين ربوتين ، و على مِقطرة السجّان ، و على اللّبن المتفلق الذي تميز ماؤه
و على الداهية .
و مثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر من معنى يؤخذ بما يحتمل السياق منها
2⃣النوع الثاني : بيان معاني الحروف ، و هو من أجلّ أنواع التفسير اللغوي ، و به تحلّ كثير من الإشكالات في التفسير ، و تعرف أوجه التفريق و الجمع بين الأقوال .
3⃣ النوع الثالث : الإعراب ، و هو من أكثر ما يُعنى به النحويون لأسباب :
- من أجلّها الكشف عن المعاني
- و التعرف على علل الأقوال
- و الترجيح بينها
4⃣النوع الرابع : توجيه القراءات ، و هو علم شريف لطيف عُني به جماعة من المفسّرين ، و من العلماء من أفرده بالتصنيف كما فعل أبو منصور الأزهري .
5⃣النوع الخامس : التفسير البياني ، و هو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن :
- حسن بيان القرآن ، و لطائفه و عباراته
- و حِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض
- و دواعي الذكر و الحذف
- و لطائف التشبيه و التمثيل
- و التقديم و التأخير
- و الإظهار و الإضمار
- و التعريف و التنكير
- و الفصل و الوصل
- و اللف و النّشر
- و تنوع معاني الأمر و النهي
- و الحصر و القصر
- و التوكيد و الاستفهام
إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة .

📌س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
إن في مسائل الوقف مسائل اختلف فيها العلماء و ذلك نظراً لختلافهم في فهم المعنى ، و اختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير ، و دلك لتعلق علم الوقف و الابتداء بالتفسير تعلق ظاهر ، و كلام العلماء فيه بحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة و التفسير و ما أدّاه اجتهادهم فيه ، و من أمثلته:
الوقف في قوله تعالى :{ قالَ لاَ تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليومَ يغفرُ الله لكم و هُو أَرحم الرّاحمين }
- فمن وقف على : { اليوم } كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته ، و هو أرجح الوجهين في التفسير ، قال الأخفش :( و قال :{ لا تثريب عليكم اليوم} ( اليوم) وقفٌ ثم استئناف
فقال :{ يغفر الله لكم } فدعا لهم بالمغفرة مستأنفاً )ا ه
- و من وقف على :{ عليكم } ثمّ ابتدأ { اليوم يغفر الله لكم ...} كان المعنى : خبرٌ من يوسف عليه السلام - و هو نبيٌّ يوحى إليه- بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم .
*ألاحظ : أن في اختلافهم تنوع في المعاني و الله أعلم

📌س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير
يدخل في جميع طرق التفسير غير مزايل لها ، و في كل طريق موترد للاجتهاد :
1⃣طريق تفسير القرآن بالقرآن :
منه ما تكون دلالته نصيّة ظاهرة ، لا يُحتاج معها إلى اجتهاد ، و منه مسائل كثيرة هي محلّ اجتهاد و نظر . و يدخل الاجتهاد في عامة أنواع تفسير القرآن بالقرآن ، و لهذا الاجتهاد موارد و مداخل منها:
📍الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير و إن لم يكن يُقرأ بها
📍و الاجتهاد في تفسير لفظة بلغظة أخرى
📍و الجتهاد في بيان الإجمال و تقييد المطلق ، و تخصيص العام باستخراج ما يدل على ذلك من آيات أخرى
📍و الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي ؛ كما فعل عليّ و ابن عباس في مسألة أقل مدّة الحمل
📍و الاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها .
📍 الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية
بما يقوّيها بدلالة آية أخرى
مثاله : قول ابن كثير : ( و قوله :{ و القلم } الظّاهر أنّه جنس القلم الّذي يُكتب به كقوله :{ اقرأ و ربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم}
فهو قسمٌ منه تعالى ، و تنبيهٌ لخلقه على ما أنعم به عليهم من تعليم الكتابة التي بها تنال العلوم )اهـ
فهذا استدلال منه لتقوية قول من فسّر القلم بأنه جنس الأقلام ، في مقابل من فسّر القلم هنا بالقلم الذي كتب به في اللوح المحفوظ
📍و الاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى و هو باب واسع يحتاج فيه المجتهد إلى حسن الاستحضار و قوّة الاستنباط
و من أمثلته : قول الحسن البصري- رحمه الله -:
( قاتل الله أقواماً يزعمون أنّ إبليس من ملائكة الله ، و الله تعالى يقول : { كان من الجنّ} . رواه ابن أبي شيبة
2⃣تفسير القرآن بالسنة : فمن موارد الجتهاد فيه:
📍الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً و متناً ؛ بالتحقق من صحّة الإسناد ، و سلامة المتن من العلّة القادحة
📍الاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية و حديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها ، أو يعين على معرفة تفسيرها .
📍و الاجتهاد في معرفة أسباب النزول و أحواله
📍و الاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما يصحّ من الأحاديث
📍و الاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبويّة
مثاله : قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قوله تعالى :{ يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم }
و قول من قال : إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب : أمهاتهم ، أي يقال : يافلان ابن فلانة ) قول باطل بلا شك ، و قد ثبت في الصحيحين من حديث ابنرعمر مرفوعاً :(( يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال : هذه غدرة فلان ابن فلان )) و هذا القول ذكره الثعلبي و البغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد و لا يصح عنه .
3⃣تفسير القرآن بأقوال الصحابة : يدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
📍منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير و هو باب واسع ، فالتفاسير المسندة لم تحط بأقوال الصحابة في التفسير ؛ فيحتاج إلى النظر في دواوين السنّة و الأجزاء الحديثيّة
📍و منها الاجتهاد في تحقق ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة
📍و منها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة ، و معرفة مآخذها و تخريجها على أصول التفسير
📍الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة و ما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب
📍الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات و تمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير
📍الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصاً و استخراجاً
📍الاجتهاد في الجمع و الترجيح بين أقوال الصحابة
4⃣تفسير القرآن بأقوال التابعين :
يدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال .
5⃣تفسيررالقرآن بلغة العرب : من موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي :
📍الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية و إعلال بعضها
📍و الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدل على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة
📍و الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين ، و هو باب واسع للاجتهاد ، و له أمثلة كثيرة نافعة منها :
- اختلاف المفسرين في معاني التعريف ( بأل) في بعض الألفاظ القرآنية مما يخرّج على أحد ثلاثة معاني : التعريف لإرادة الجنس ، و التعريف للعهد الذهني أو الذكري .
و منه اختلاف المفسرين في معاني الفلق، و القلم و غيره .

📌س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الأولى بالتعبير مصطلح : التفسير بالاجتهاد
🔸لأنه الأقرب إلى استعمال السلف ، و ما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع ، و ما أنكر عليهم فلا يعد من الاجتهاد المعتبر
◀ذلك لأن إطلاق مصطلح التفسير بالرأي عند جماعة من أهل التفسير قسموه إلى قسمين:
1- تفسير بالرأي المحمود
2- تفسير بالرأي المذموم
⬅و هذا التقسيم و إن بدا واضحاً من جهة التنظير المجرد إلا أن في تنزيله على أحوال المفسرين من أهل العلم يثير إشكالات منها :
- تحذير جماعة من السلف من التفسير بالرأي ، و هم يعنون به : القول في القرآن بالرأي المجرد ، و الإعراض عن آثار من سلف
- أن أهل الرأي المعروفين من أهل العراق كان لهم اجتهاد في التفسير منه ما أحسنوا فيه و أصابوا ، و منه ما أخطأوا فيه و ودّ عليهم من السلف من بيّن خطأهم ، و هؤلاء : تصنيفهم من أهل الرأي المذموم لا يصح ؛ لأنهم جماعة من الأئمة المعروفين بالعلم و الفقه في الدّين .
و لا يصح إطلاق القول في تصنيفهم بأنّهم من أهل الرأي المحمود لما فيه من تزكية آرائهم التي أخطأوا فيها ، و أنكرها عليهم السلف .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 شعبان 1437هـ/22-05-2016م, 01:00 AM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.

ج1/التابعين على درجات متفاوته:
الدرجة الأولى:الأئمة الثقات الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.



الدرجة الثانية:صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين؛ فهؤلاء تقبل مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.

الدرجة الثالثة:درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين ؛ وهآؤلاء على أصناف:
1- صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية

2- وصنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
3- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم.

س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
ج2/ طرق التفسير عند التابعين:
1- تفسيرهم القرآن بالقرآن:
ومن أمثلته:ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا}.قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول : {عذاب واصب} أي دائم.
2- تفسيرهم القرآن بالسنة:
ومن أمثلته:ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : "من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك"قال قتادة: ( {وأقم الصلاة لذكري.})
وصحّ هذا التفسير عن سعيد بن المسيب أيضاً.
3- تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة:
ومن أمثلته: ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال : {إلا ما ظهر منها }الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}.)
ففسّر الآية بقول الصحابي ثم استدلّ له من القرآن، وهذا مما يدلّ على أخذهم تفسير الصحابة بتفهّم لا بتقليد محض.
4- تفسيرهم القرآن بلغة العرب ، ومن أمثلته: ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في " قوله تعالى :{الزبانية }قال: «الزبانية في كلام العرب الشرط ".
5- تفسيرهم القرآن بالاجتهاد ، فكانوا يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقرب إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم، وتتلمذهم عليهم، وإحسان اتّباعهم إيّاهم.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي

ج3/ - أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء،
كما قال الله تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}.
- أن القرءان كان يُتلى على بعض المشركين فيتفكروا فيه ثم يُسلمون لما يتبين لهم من الحق.
ومن أمثلة ذلك:
ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية : {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).
فهذه التلاوة البيّنة التي سمعها جبير بن مطعم وهو كافر كفته لمعرفة الحقّ حتى كاد قلبُه أن يطير من قوة هذه المعرفة التي لم يحتج معها إلى تفسير غير تلاوة تلك الآيات تلاوة بيّنة فكانت سبب إسلامه.
- أنّ العرب قد اعترفوا للقرآن بأعلى رتب الفصاحة والبيان، وعجز المشركون عن معارضته والإتيان بمثله؛ مع حرصهم على ردّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بكلّ سبيل أمكنهم.
ومن أمثلة ذلك:
قال البيهقي: (في حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: «جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: اقرأ علي، فقرأ عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) }.
قال: أعد، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر" ).


س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
ج5/ قد يؤثر اختلاف الإعراب في كلمة معينة في الآية على تفسير الآية ومن أمثلة ذلك:
- اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
- اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
* فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
* ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي: (وقوله: نافلة فيه وجهان من الإعراب، فعلى قول من قال: النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من {وهبنا} أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة. وعليه النافلة مصدر جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من {يعقوب} أي: وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق).

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
ج6/الاجتهاد في التفسير اللغوي له مداخل وموارد منها:
1- الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وذلك أن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق، ومنها ما اختُلف فيه، وللنقل علل وآفات يقع الاجتهاد في اكتشافها وقبولها وردّها.
2- الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
3- توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4- الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن .
5- تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.
6- الاشتقاق.
7- التصريف
8- تناسب الألفاظ.
9- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
10- والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
11- والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة.
ومن أمثلته:
اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.
ومن ذلك اختلاف المفسّرين في معاني الفلق، والوسواس، والقلم، والطور، والفجر، ونظائرها؛ على أقوال يمكن تخريجها على أصلين لغويين:
الأصل الأول: أن المراد بالتعريف في هذه الألفاظ الجنس، أي جنس الفلق؛ فيدخل في ذلك جميع ما يُفلق من الأمور الحسية والمعنوية، وجنس "الوسواس"، أي كل ما يوسوس؛ فيدخل في ذلك وسوسة الشيطان، ووسوسة النفس، وجنس الأقلام، وهكذا.
والأصل الثاني: أن المراد بها العهد الذهني.
والذين سلكوا هذا المسلك ذهبت كل طائفة منهم إلى ما تراه أولى بالعهد الذهني، ففسّر جماعة من المفسّرين الفلق بأنه فلق الصباح، وفسّر جماعة الوسواس بالشيطان الرجيم، وفسّر جماعة القلمَ بالقلم الذي كُتب به في اللوح المحفوظ، وفسّر جماعة الطور بالجبل الذي نادى الله فيه موسى.
وما قيل في معنى التعريف يقال نظيره في معاني الحروف والمفردات والأساليب.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
ج7/ معنى الاجتهاد المعتبر : أن القول الذي يخرج به المفسر صاحب الاجتهاد له حظ من النظر ؛ فقد يكون قولًا راجحًا له أدلة وقرائن صحيحة وقد يكون قولًا مرجوحًا عند مجتهدين آخرين.
· ولذلك يُشترط للمفسّر المجتهد ليكون اجتهاده معتبرًا ثلاثة شروط:
الشرط الأول:التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
والشرط الثاني:أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث:أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
** وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
ج8/ التفسير بالرأي المذموم المراد به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.ويُعرِضون عن آثار السلف ، ويقصرون في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في التفسير، ويعتمدون على آرأئهم ونظرهم مع ضعف أهليّتهم في الحديث وعلوم اللغة فيوقعَهم نظرُهم وآرأئهم في أخطاء.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15 شعبان 1437هـ/22-05-2016م, 01:36 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
Post

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير*

القسم الثاني: [من درس التفسير بأقوال الصحابة إلى درس الاجتهاد في التفسير]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.



المجموعة الرابعة:


س1: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.*

التابعون على درجات متفاوتة لتفاوتهم في:
- إحسان الاتباع
- وفي ضبط المرويات
- وفي الاجتهاد والفهم
ولقبوا مرويات التابعين لابد من تحقق شرطيّ: العدالة، والضبط ولذلك فإن التابعين على درجات:
الدرجة الأولى: الأئمة الثقات الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.*
والدرجة الثانية: صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين؛ فهؤلاء تقبل مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
والدرجة الثالثة: درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وأهل هذه الدرجة على أصناف:
أ- فمنهم صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.*
ب- وصنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم؛ فهؤلاء منهم من يكون في حاله تفصيل فيلحق بالدرجة الأولى في بعض مروياتهم، ويلحق بالثالثة في غيرها في تفصيل كثير لأحوال تعارض الجرح والتعديل تدرس في علوم الحديث.
والدرجة الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم، وهؤلاء على أصناف:
أ- فمنهم الذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
ب- ومنهم المتّهمون بالكذب.
ج- ومنهم غلاة المبتدعة.*



س2: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.

اتّبع التابعون منهج الصحابة رضي الله عنهم في تفسيرهم للقرآن، ففسّروا القرآن ب:
1.القرآن،منها: ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {كما بدأكم تعودون} قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: {كما بدأكم تعودون}؟ ألم تسمع قوله: {فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة}).*
ومنها: ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا} قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذاب واصب} أي دائم).
فالأول مثال على التفسير المتصل، والثاني على التفسير المنفصل.
2. وفسّروا القرآن بالسنة، ومن أمثلته ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاة لذكري}).
3. وفسّروه بأقوال الصحابة وما بلغهم عنهم من وقائع التنزيل،
روى عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).
ففسّر الآية بقول الصحابي ثم استدلّ له من القرآن، وهذا مما يدلّ على أخذهم تفسير الصحابة بتفهّم لا بتقليد محض.
وكان منهم من يعتني بجمع أقوال الصحابة في مسائل التفسير كما روى عبد الرزاق من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {ويمنعون الماعون} قال: كان عليّ يقول: «هي الزكاة» وقال ابن عباس: «هي العارية».
ويدخل في هذا النوع تفسيرهم القرآن بما عرفوه من وقائع التنزيل وأحواله؛ كما روى ابن جرير*من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني سعيد بن المسيب: أن الله قال: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عققدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}.
قال سعيد بن المسيب: (إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردَّ الميراثَ إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدَّعَين ميراثا ممن ادَّعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية).
4. وفسّروه بلغة العرب،*ومن أمثلتة:
ما رواه ابن أبي شيبة عن شريك، عن بيانٍ، عن عامرٍ [الشعبي] {فإذا هم بالسّاهرة} قال: « بالأرض، ثمّ أنشد أبياتًا لأميّة: وفيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ».*
5. واجتهدوا رأيهم في فهمهم للنص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقرب إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم، وتتلمذهم عليهم، وإحسان اتّباعهم إيّاهم.*
ويقع منهم اتّفاق كثير في التفسير، ويقع بينهم اختلاف أكثره من قبيل اختلاف التنوّع.
وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد فيردّ، كما روى ابن جرير عن عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}؟).
فقول عبيدة هذا اجتهاد اجتهده في فهم النصّ، فخرج بهذا القول الذي قال به وهو أن من شهد أوّل الشهر وهو مقيم فلا يحلّ له أن يفطر إذا سافر في ذلك الشهر، وهذا قول مهجور، وصريح عمل النبي صلى الله عليه وسلم لما سافر في فتح مكة على خلافه، وكذلك أقوال الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة على خلافه.*
وهجران القول من دلائل ضعفه، وخطأ المجتهد في اجتهاده.*





س3: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.*


من خصائص القرآن المتعلقة بأسلوبه ولغته: (أنه لا يعلو على أفهام العامة، ولا يقصر عن مطالب الخاصة)
فهو كلام واحد يخاطب به العلماء والعامة، والملوك والسوقة، والأذكياء ومن دونهم، والصغير والكبير، والذكر والأنثى، ويرى فيه كلٌّ منهم مطلبه، ويدرك من معانيه ما يكفيه.
يقرأ فيه العالم فيدرك فصاحته، وتهيمن عليه بلاغته، ويملكه بيانه، وتنجلي له علومه ومعارفه، وتدهشه أخباره وأبناؤه، فيذعن لربه، ويؤمن بشرعه.*
ويقرأ فيه العامي أيضاً فيشعر باجلإله، ويذوق حلاوته، ولا يلتوي عليه فهمه، فتدركه هيمنته، ويستولي عليه بيانه، وتغشاه هدايته، فيخضع قلبه، وتدمع عيناه، فينقاد له ويذعن،*ذلك:
- *بأن القرآن نزل بلسان عربيّ (مبين)، على أحسن ما تعرفه العرب من فنون الخطاب ودلائله.
قال الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}.
فوصفه بأنه مبين؛ لحُسن إفادته المعاني الجليلة بمفردات وأساليب تدلّ على المراد دلالة بيّنة، وهو مبين في ألفاظه ومعانيه وهداياته.*
فألفاظه وتراكيبه في غاية الحسن والفصاحة؛ ليس فيها تنافر ولا تعقيد، ولا ضعف ولا تعسف.
ومعانيه سامية جليلة؛ مستقيمة بيّنة؛ ليس فيها محال ولا غموض، ولا تناقض ولا اختلاف.*
وهداياته مرشِدَة للحقّ، مُيَسَّرة للعمل، متّسقة متآلفة غير متعارضة ولا متخالفة.

- وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}.
والخطاب في هذه الآية للعرب الذين أنزل القرآن بلسانهم ليعوه ويعقلوه؛ وفي هذا دلالة بيّنة على أنه خطاب (يعرفون مفرداته وأساليبه)؛ ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه، ليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سَنن كلامها.

- وقال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
فوصفه (بالاستقامة) التي لا تشوبها شائبة عوج ولا اختلاف؛ ولا خلل ولا ضعف؛ بل هو مستقيم في ألفاظه ومعانيه وهداياته؛ في الذروة العليا من الفصاحة وحسن البيان، محكم غاية الإحكام، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
قال ابن جرير: (يقول: جعلناه قرآنا عربيا إذْ كانوا عرباً، ليفهموا ما فيه من المواعظ، حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته، فينيبوا إلى عبادته وإفراد الألوهة له، ويتبرؤوا من الأنداد والآلهة).

- وقال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
فهو كتاب فصّله الله تعالى بعلمه فجعله (تبياناً وتفصيلاً لكل شيء بلسان عربي مبين)، والتفصيل والتبيين من دلائل الإفهام بما يُعرف به المعنى ويدرك به المقصد.
قال ابن جرير رحمه الله: (يقول: فصلت آيات هذا الكتاب قرآنا عربيا لقوم يعلمون اللسان العربي)ا.هـ.
فكلّ من يعرف اللسان العربي معرفة حسنة يشهد لهذا القرآن بأنه في غاية الحسن التي لا يطيقها البشر، وأنه لا مطعن فيه بوجه من الوجوه.*

وكانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم،*وكان لهم من العناية بلسانهم وبيانهم ما وصلوا فيه لرتبة عالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبته، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.

فلمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين؛ على أحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه، فاستولى على المرتبة العليا من البيان بلا منازع يدانيه، ولا منافس يساميه، من قول خطيب، ولا شعر شاعر، وتيقّنوا أنه لا طاقة لأحد أن يأتي بمثله، ولا بقريب منه، وأنّ المتعرّض لمعارضته إنما يعرّض نفسه للهزء بها، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته.*


وقد اجتمعت قريش لينتدبوا رجلاً من أعلمهم بالشعر والسحر والكهانة يجادل النبي صلى الله عليه وسلم ليثنيه عن دعوته فوقع اختيارهم على عتبة بن ربيعة؛ فذَكر له ما ذَكر، وعَرَضَ عليه ما عَرَض من جمع المال له حتى يكون أغناهم والتزويج والتتويج بالملك في القصة المشهورة ليثنيَه عن دعوته؛ فلمّا قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بهت وتحيّر ورجع إلى قومه بغير الوجه الذي ذهب به، كما في مصنف ابن أبي شيبة ومسند أبي يعلى ومستدرك الحاكم من حديث الأجلح بن عبد الله الكندي، عن الذَّيَّال بن حرملة الأسدي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (اجتمعت قريش يوماً؛ فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي فرَّق جماعتنا وشتَّت أمرَنا وعابَ ديننا؛ فليكلّمه، ولينظرْ ماذا يردّ عليه، فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: أنت يا أبا الوليد؛ فأتاه عتبة...) الحديث.*
وفي مرسَل محمد بن كعب القرظي أن ذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون.*
فقالوا: يا أبا الوليد، فقم فكلمه؛ فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا ابن أخي إنك منَّا حيث قد علمت من السِّطَةِ في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى من آبائهم، فاستمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها؛ لعلك أن تقبل منها بعضها.*
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قل يا أبا الوليد أسمع)).
فقال: "يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالا، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد شرفا، شرَّفناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك.
وإن كنت تريد مُلْكا مَلَّكْناك.*
وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك؛ طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه؛ فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه. ولعل هذا الذي يأتي به شعر جاش به صدرك، فإنكم لعمري يا بني عبد المطلب. تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد).
حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أفرغت، يا أبا الوليد؟))
قال: نعم.
قال: (( فاستمع مني )).
قال: أفعل.*
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بسم الله الرحمن الرحيم . حم . تنزيل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا} فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عليه.
فلما سمعها عتبة أنصت له، وألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه؛ حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة؛ فسجد فيها.*
ثم قال: (( قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت؛ فأنت وذاك )).
فقام عتبة إلى أصحابه.
فقال بعضهم لبعض يحلف بالله: لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به؛ فلما جلس إليهم، قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟*
فقال: ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت لمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة.
يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه؛ فوالله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت نبأ؛ فإنْ تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فمُلْكُه مُلْكُكُم، وعزُّه عزكُّم، كنتم أسعد الناس به.
قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه.*
فقال: هذا رأيي لكم، فاصنعوا ما بدا لكم). رواه ابن إسحاق في السيرة قال: حدثنا يزيد بن زياد عن محمد بن كعب فذكره؛ وهذا مرسل حسن رجاله ثقات، وقد صرّح فيه ابن إسحاق بالتحديث، ويشهد له ما تقدّم من حديث جابر، وفيه – عند البيهقي في دلائل النبوة – أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ حتى بلغ {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم أن يكف عنه).
وروى الحاكم في المستدرك والبيهقي في دلائل النبوة من طريق معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رقَّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال: يا عم! إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا.*
قال: لم؟*
قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتَعَرَّض لما قِبَله.
قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا.
قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له.
قال: وماذا أقول؟!! فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن.*
والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إنَّ لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى، وأنه ليحطم ما تحته.
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر فيه، فلما فكر، قال: «هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره، فنزلت {ذرني ومن خلقت وحيدا}).
وهذا حديث إسناد متصل ورجاله ثقات إلا أنّه أُعِلَّ برواية حماد بن زيد له عن أيوب عن عكرمة مرسلاً، وحمّاد أثبت من معمر في أيوب.*
وكذلك رواه معمر عن عباد بن منصور عن عكرمة مرسلاً كما في تفسير عبد الرزاق.*
قال البيهقي: (في حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: «جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: اقرأ علي، فقرأ عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}.*
قال: أعد، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر»).
والمقصود أنّ العرب قد اعترفوا للقرآن بأعلى رتب الفصاحة والبيان، وعجز المشركون عن معارضته والإتيان بمثله؛ مع حرصهم على ردّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بكلّ سبيل أمكنهم.
وفي هذا من الأدلة ما يكفي على أنّ العرب تعرف من خطاب القرآن ما يكفي لبيان الهدى، وإفهام المعنى، وقيام الحجة.
وأن هذا القرآن قد تضمّن من حسن البيان، وتفنن الخطاب ، وتنوع الأساليب، وضرب الأمثال التي تعرف العرب معانيها وتدرك مقاصدها ما يكفي ويشفي من يبتغي الهدى.*
فكان يكفيهم بما يعرفون من العربية أن يُتلى عليهم القرآن تلاوة بيّنة؛ فتقوم عليهم الحجّة بذلك؛ كما قال الله تعالى: {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته}.
وقال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82}
وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمره به ربّه جلّ وعلا؛ فبلّغ البلاغ المبين؛ فآمن به مَنْ آمن عن معرفةٍ بالحقّ الذي أنزله الله عليه، ولم يُعْرِضْ منهم مَن أعرض بسبب التباس في بيانه أو نقص في حجّته، بل لله الحجة البالغة والبيان التام، وإنما أعرضوا لكفرهم وعنادهم واستكبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى.*

ومن دلائله إفادة القرآن للهدى وبيان الحقّ بما تعرفه العرب من سَنن كلامها أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}
ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوه من الحقّ الذي تلي عليهم إذْ كانت تلاوته تلاوة بيّنة كافية في تعريفهم الحق.
بل ربّما تُلي القرآن على الكافر فتفكّر فيه ثم أسلم لما تبيّن له من الحقّ كما أسلم بسبب ذلك فئام لا يُحْصَون.
ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}*
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).*
فهذه التلاوة البيّنة التي سمعها جبير بن مطعم وهو كافر كفته لمعرفة الحقّ وأثرّت فيه تأثيراً بالغاً حتى كاد قلبُه أن يطير من قوة هذه المعرفة التي لم يحتج معها إلى تفسير غير تلاوة تلك الآيات تلاوة بيّنة فكانت سبب إسلامه.*
- وقال تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلّم فيما أنزل إليه: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}، والتفكّر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هو معرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه.*
والقَصص بفتح القاف ليست جمع قِصَّة، وإنما هي مَصْدر قائم مقام المفعول، أي: اتل عليهم هذا البيان المفصَّل الذي لم يدع شيئاً مشتبهاً ولا ملتبساً، بل فرق بين أهل الحقّ وأهل الباطل بتفصيله الحسن البيّن في أعمال الفريقين وأحوالهما وجزائهما.*
كما قال تعالى: {والله يقصُّ الحقّ وهو خير الفاصلين}، وقال تعالى: {ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم}.
قال أبو منصور الأزهري: (قولُه: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} : أَي: أحسنَ الْبَيَان، والقاصُّ الَّذِي يَأْتِي بالقِصَّة مِن فصها يُقَال: قصصتُ الشَّيْء إِذا تَتَبعتُ أثَرَه شَيْئا بعد شَيْء).
ثم ذكر من الشواهد على ذلك قوله تعالى: {وقالت لأخته قصّيه} ، وقوله: {فارتدا على آثارهما قصصا}.*
فقَصّ الأثر تتبّعه حتى تعرف غايته وتتبيّن، وكذلك قَصُّ الحديثِ هو تتبّعه بتفصيل بيّن حتى تتضح غايته.
وبيان الحقّ لهم بياناً مفصَّلاً متتَبّعاً شاملاً لا يشذّ عنه شيء في جمل يسيرة بيّنة أدعى لتوافرهم على التفكّر فيه وتدبّره.*
وقد قال الله تعالى: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}.
فما تقتضيه هذه الآية ونظائرها من الأمر بالتدبر والتفكر وتوجيه الخطاب بذلك إلى قوم كفار لم يؤمنوا؛ دليل بيّن على أنّه أمر ممكن لهم بما يعرفون من العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقّهوهم في معانيه، ولا ليوضّحوا لهم ما هو واضح لديهم من دلائل الخطاب، ولا سيّما الأصول البيّنة المحكمة من الإيمان بالله والكفر بالطاغوت واتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق بالبعث والحساب والجزاء، وغير ذلك من الأصول البيّنة في كتاب الله تعالى.
والمقصود من كلّ ما تقدّم إقامة الدلائل على أن خطاب القرآن كان بلسان عربيّ مبين تعرف العربُ أساليبه ومن طرق التفسير الصحيحة التفسير بلغة العرب؛ ذلك بأن القرآن نزل بلسان عربيّ مبين، على أحسن ما تعرفه العرب من فنون الخطاب ودلائله.*
قال أبو منصور الأزهري: (نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَبٌ، أولو بَيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جَلّ ذِكْره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشؤوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مُشْكِلِه وغريب أَلْفَاظه حاجةَ المولَّدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يُعَلَّمَه، وَلا يَفهم ضُروبه وَأَمْثَالَه، وطُرَقه وأساليبَه حتّى يُفَهَّمَها)ا.هـ.






س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.

من أوجه عناية العلماء بالتفسير اللغوي؛ عنايتهم بالإعراب، وهو من أكثر ما يُعنى به النحويون، وذلك لأسباب من أجلّها الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، والترجيح بينها.
* ومسائل الإعراب منها مسائل بيّنة عند النحاة لا يختلفون فيها، ومنها مسائل مشكلة يختلف فيها كبار النحاة.*وهذا الاختلاف على صنفين:
- الصنف الأول: الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى.
-*والصنف الثاني: الاختلاف الذي له أثر على المعنى(وهو المتصل بالتفسير اللغوي)
*ومن أمثلتة :
*اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.*
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي: (وقوله: نافلة فيه وجهان من الإعراب، فعلى قول من قال: النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من {وهبنا} أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة. وعليه النافلة مصدر جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.*
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من {يعقوب} أي: وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق).

ومعرفة الإعراب تعين على تخريج بعض أقوال المفسّرين، وعلى استكشاف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير.*




س5: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.*

اجتهاد العلماء في التفسير اللغوي له موارد ومداخل منها:*
1. الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وذلك أن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق، ومنها ما اختُلف فيه، وللنقل علل وآفات يقع الاجتهاد في اكتشافها وقبولها وردّها، وينبني على هذا الاجتهاد ما ينبني من الأحكام اللغوية المترتبة على الاجتهاد في ثبوت السماع.*
2. الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
3. توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4. الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.*
5. تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.*
6. الاشتقاق.
7. *التصريف.
8. *تناسب الألفاظ.
9. *الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
10. *والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.*
11. والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد،كاختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.*واختلافهم**في معاني الحروف والمفردات والأساليب.*




س6: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟

*يُشترط للمفسّر المجتهد ثلاثة شروط ليُعتبر اجتهاده في التفسير:
- الشرط الأول: التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.*
- والشرط الثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.*
- والشرط الثالث: أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.*
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.*

والقول الذي يخرج به صاحب الاجتهاد المعتبر في التفسير قول له حظّ من النظر، وهذا هو معنى الاعتبار.*
ثم قد يكون هذا القول قولاً راجحاً يقيم له المجتهد أدلّة أو قرائن صحيحة ترجّحه، وقد يكون مرجوحاً عند مجتهدين آخرين بحسب ما يؤدّيهم إليه اجتهادُهم.*
بينما قول*الاجتهاد غير المعتبر في التفسير؛ لا يُعتدّ به في الموازنة بين الأقوال التفسيرية، ولا يحكى إلا على سبيل التنبيه أو التعجب.




س7: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟

التفسير بالرأي هو: تفسير القرآن بالاجتهاد:
- فإن كان مستمدا من القرآن والسنة وكان صاحبه عالما باللغة العربية، وأساليبها، وبقواعد الشريعة وأصولها، *واجتهاده منضبط بحدود وآداب، وله موارد ودلالات، ولم يكن اعتماده على مجرّد نظره ورأيه،⬅ فهذا التفسير معتبر، ويسمى ب(الرأي المحمود). وأجازه العلماء رحمهم الله تعالى
- وإن خلا التفسير من ذلك وكان الاعتماد فيه على الآراء المجردة،*وبما يوافق الأهواءهم والمذاهب، وكان فيه إعراض عن آثار من سلف⬅ كان (الرأي مذموما )، لاسيما وإن صادف ذلك*ضعف الأهليّه والآلة في الحديث واللغة وعلومهما. * وهذا (لا يكون معتبرا؛ وليس اجتهادا)
وأكثر الذين فسروا القرآن بمجرد الرأي هم أهل الأهواء والبدع، الذين اعتقدوا معتقدات باطلة ليس لها سند ولا دليل.*
وهذا النوع حرام لا يجوز، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام) ودليل ذلك:
قوله تعالى: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)
وقوله سبحانه: (ولا تقف ما ليس لك به علم)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) رواه الإمام أحمد والترمذي وقال:حديث حسن صحيح
وقال*صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) رواه الترمذي وأبو داوود

















----------------
دوأعتذر عن النسخ واللصق في هذا المجلس

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 شعبان 1437هـ/22-05-2016م, 02:13 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
من أعلام المفسرين من التابعين :

1. الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود..
روى ابن أبي شيبة عن بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال :{بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك).
2. عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ) ، وهو من كبار التابعين وعلمائهم، ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
3. مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛ الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
4. زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
الإمام المقرئ المفسّر، من المخضرمين، من كبار التابعين وأجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفد على عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.
روى ابن سعد عن عاصم بن أبي النجود:(كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية).
5. أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)
وهو من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالاً له.
روى ابن جرير عن ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
هؤلاء النقلة على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى:نقلة ثقات،
امثلتهم : قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو مالك الغفاري، وأبو نضرة العبدي، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو بشر اليشكري، والربيع بن أنس البكري، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وغيرهم.
والطبقة الثانية : نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة،
أمثلتهم :
أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بن جدعان.
والطبقة الثالثة : رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث،
أمثلتهم : يزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
الأقوال غير معتبرة : هي التي يتبيّن خطؤها، ومتى استبان خطأ القول فلا يُعتد به في الجمع والترجيح.
ومن أمثلته :
1- أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
2- أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
3- أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبيّنوا خطأه.
4- أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
كانت العرب وقت نزول القرآن قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم :
1- فقد تنافسوا في الفصاحة
2- وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها
3- واحتجوا عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع، حتى توصّلوا ببيانهم إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل.
4- واتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم
5- كانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
6- وصلوا الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبته، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.
- فلمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين؛ على أحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان، بهرهم حسنه، وأدهشهم بيانه، فاستولى على المرتبة العليا من البيان بلا منازع يدانيه، ولا منافس يساميه، من قول خطيب، ولا شعر شاعر، وتيقّنوا أنه لا طاقة لأحد أن يأتي بمثله، ولا بقريب منه، وأنّ المتعرّض لمعارضته إنما يعرّض نفسه للهزء بها، فصانوا أنفسهم عن قصد معارضته.
- وقد علموا أنّه لو كان من قول البشر لما أعيا فصحاءهم أن يأتوا بمثله أو بقريب منه، وَلَاجترؤوا على ادّعاء معارضته كما يعارض الشعراء والخطباء بعضهم بعضاً
- فلمّا تحدّاهم الله تعالى لم يقدروا ولم يجترؤوا على معارضة كلامه ولا الإتيان بمثله.
وقد أنزل الله تعالى تحدّيهم في غير ما آية؛ فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}
- وقال تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)} وغير ذلك من آيات التحدى بمعجزة القرآن

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
- المراد بعلم توجيه القراءات : هو علم شريف لطيف اعتنى به بعض المفسّرين،
- واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون ،
- ومثاله : قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى:{مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
- ومنه ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين وقد يعتنى ى به بعض القرّاء والنحاة
- ومثاله : كما قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ}تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).
- وكلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
- العلماء الذين أفردوه بالتصنيف :
- أبو منصور الأزهري، وابن خالويه، وأبو علي الفارسي، وابن جنّي، وابن زنجلة، ومكي بن أبي طالب، وابن أبي مريم الفسوي، وغيرهم

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول:
- نقل كلام العرب في معاني المفردات والأساليب الوارد نظيرها في القرآن
- فمن العلماء من لا يتطرق لتفسير القرآن رغم سعة علمهم بلسان العرب، وكثرة ما حفظوه من أخبارهم وأشعارهم، ومعرفتهم بأوجه الإعراب والاشتقاق؛ فكانوا إذا سئلوا عن شيء من التفسير أو شرح الحديث ذكروا ما يعرفون من كلام العرب، وتوقّفوا عن التفسير ما لم يكن ظاهراً بيّنا لهم ، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة.
- من العلماء المشتهرين بذلك :يونس بن حبيب الضبّي، والأصمعي وغيرهما.
- مثاله : قال أبو منصور الأزهري (370هـ) : (قال محمد بن سلام: سألت يونس عن هذه الآية [يريد {لأحتنكنّ ذريّته}] فقال: يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتى عليه.
ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكتُ دابّتي، أي: ألقيت في حِنْكِها حَبْلاً وقُدْتها به).
فذكر يونس المعنيين عن العرب، وتورع عن تفسير الآية بأي منهما.
- وقد اختلف العلماء في تفسير الآية اختلافاً يدور على هذين المعنيين
- وللعلماء طرق ومناهج في نقل كلام العرب، وتمييز مراتب الرواة عن العرب، وأحكام المرويات اللغوية وعللها، وفي كلّ ذلك كلام كثير يُبحث في مظانّه.

- والطريق الثاني: الاجتهاد
- من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب ولغتهم وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام، ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها، ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديه بالسماع.
- وقد يتفقون في اجتهادهم وقد يختلفون فما أجمعوا عليه فهو حجّة لغوية مقبولة، وما اختلفوا فيه فينظر في نوع خلافهم ويُرجّح بين أقوالهم إذا لم يمكن الجمع بينها،
- غير أنّه ينبغي التنبّه إلى أمرين:
- الأمر الأول : أنه ليس كلّ ما تحتمله اللفظة من المعاني يقبل في التفسير؛
- فالمعاني اللغوية وإن ثبتت بطريق صحيح فلا يشترط أن تفسر الآية بها؛ ذلك أن التفسير بالاحتمال اللغوي إذا عارض ما هو أولى منه فإنه يُرَدّ،
- وردّ بعض الاحتمالات اللغوية يرجع غالباً إلى ثلاثة أسباب:
- 1. أن يقوم دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات اللغوية في تفسير الآية؛ فحينئذ لا يجوز تفسير الآية بغيره من الاحتمالات وإن كانت صحيحة الإطلاق من جهة اللغة.
- 2. أن يعارض الاحتمال اللغوي دليلاً صحيحاً من كتاب أو سنّة أو إجماع.
- 3. أن لا يتفق الاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة عند إفرادها مع السياق ولا مناسبة الآية ولا مقصدها.
- والأمر الثانى : أن التفسير اللغوي منه ما هو محلّ إجماع، ومنه ما هو محلّ خلاف واجتهاد، وقد يقع الخطأ والاختلاف في التفسير اللغوي كما هو واقع في غيره من العلوم، لكن لا يُمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة وبين قول متفق عليه عند السلف.

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
- الاجتهاد في التفسير وفي غيره من مسائل الدين في موارده الصحيحة وبمراعاة حدوده وآدابه سنّة متّبعة ؛ فقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، وهو إمام المجتهدين صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه، واجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون المهديّون الذين أمرنا باتّباع سنّتهم، وجرى عليها عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ فكانوا أئمة للمجتهدين ، والحاجة إلى الاجتهاد في التفسير ماسة في كلّ عصر من العصور ،
ومن أمثلة الآثار الواردة عن الصحابة في الاجتهاد
ما روى عن مسروق، قال: كتب كاتب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "هذا ما أرى اللهُ أميرَ المؤمنين عمرَ"؛ فانتهره عمر رضي الله عنه، وقال: (لا، بل اكتب: " هذا ما رأى عمر؛ فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر). رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار والبيهقي في الكبرى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15 شعبان 1437هـ/22-05-2016م, 06:02 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
التابعون على درجات متفاوتة لتفاوتهم في إحسان الاتباع وفي ضبط المرويات وفي الاجتهاد والفهم ففضيلتهم مشروطة بإحسانهم اتّباع الصحابة رضي الله عنه واتّصافهم بالعدالة والضبط، ولذلك فإنّ التابعين على درجات:
الدرجة الأولى:
الأئمة الثقات الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.
الدرجة الثانية:
صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين؛ فهؤلاء تقبل مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
الدرجة الثالثة:
درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وأهل هذه الدرجة على أصناف:
أ- فمنهم صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
ب- وصنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم؛ فهؤلاء منهم من يكون في حاله تفصيل فيلحق بالدرجة الأولى في بعض مروياتهم، ويلحق بالثالثة في غيرها في تفصيل كثير لأحوال تعارض الجرح والتعديل تدرس في علوم الحديث.

الدرجة الرابعة:
الذين لا تعتبر روايتهم، وهؤلاء على أصناف:
أ- فمنهم الذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
ب- ومنهم المتّهمون بالكذب.
ج- ومنهم غلاة المبتدعة.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
التابعون اتبعوا منهج الصحابة رضي الله عنهم في تفسيرهم للقرآن
ففسروا القرآن بخمسة طرق:
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة وما بلغهم عنهم من وقائع التنزيل
4- تفسير القرآن بلغة العرب
5- الاجتهاد فيما لم يبلغهم فيه نص، وفي فهمهم للنص.

ذكر الأمثلة :
الطريقة الأولى : أمثلة تفسير القرآن بالقرآن :
1- ما رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن داوود بن أبي هند عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم..}
قال: إنما أنزلت في اليهود والنصارى، ألا ترى لقول: {كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} بذنوب أذنبوها، وكانت زيادة في كفرهم، ثم ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب، فقال الله جل وعز: {لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون}
قال: لو كانوا على هدى قبل توبتهم، ولكنهم على ضلالة).
2- ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا} قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذاب واصب} أي دائم).
فالأول مثال على التفسير المتصل، والثاني على التفسير المنفصل.
الطريقة الثانية : أمثلة تفسير القرآن بالسنة
مثال: ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاة لذكري}).
وصحّ هذا التفسير عن سعيد بن المسيب أيضاً.
الطريقة الثالثة :أمثلة تفسير القرآن بأقوال الصحابة
1- ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).
2- ما رواه ابن جرير في تفسيره عن ابن جريج، عن مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) }
قال مجاهد: سمعت ابن عباس قال: (هو مثل المفرّط في طاعة الله حتى يموت).
قال ابن جريج، وقال مجاهد: (أيود أحدكم أن تكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله، كمثل هذا الذي له جنة؟ فمثله بعد موته كمثل هذا حين أحرقت جنته وهو كبير لا يغني عنها شيئا، وأولاده صغار، ولا يغنون عنه شيئا، وكذلك المفرط بعد الموت، كل شيء عليه حسرة).
فأخذ أصل المعنى من ابن عباس، وزاده شرحاً وتفصيلاً.
الطريقة الرابعة : أمثلة تفسير القرآن بلغة العرب
1- ما رواه ابن أبي شيبة عن شريك، عن بيانٍ، عن عامرٍ [الشعبي] {فإذا هم بالسّاهرة} قال: « بالأرض، ثمّ أنشد أبياتًا لأميّة: وفيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ».
2- ما رواه ابن أبي شيبة أيضاً عن شريكٌ، عن فراتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: « القانع السّائل، ثمّ أنشد أبياتًا للشمّاخ: لَمَال المرء يصلحه فيغني ... مفاقرَهُ أعفّ من القنوع».
3- ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي، عن علقمة، في قوله: {ختامه مسك} قال: (ليس بخاتم يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطيب خلطه مسك، خلطه كذا وكذا).
الطريقة الخامسة :الاجتهاد فيما لم يبلغهم فيه نص، وفي فهمهم للنص.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
· العرب أصحاب بلاغة وفصاحة وكان من عادتهم أن يعارض الشعراء بعضهم بعضا وكانت كلّ قبيلة تأنف أن يتحدّاها شاعر أو خطيب فلا يتصدّى له من شعرائها وخطبائها من يجيبه،فلمّا تحدّاهم الله تعالى بقوله {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)} لم يقدروا على معارضة كلامه ولا الإتيان بمثله وعارضوه بالكذب فقالوا: هو سحر، وقالوا: كهانة، وقالوا: شعر.
· القصص التي تبين تأثر اصحاب البلاغة فيهن بالقرآن
مثال :
عندمااجتمعت قريش لينتدبوا رجلاً من أعلمهم بالشعر والسحر والكهانة يجادل النبي صلى الله عليه وسلم ليثنيه عن دعوته فوقع اختيارهم على عتبة بن ربيعة؛ فذَكر له ما ذَكر، وعَرَضَ عليه ما عَرَض من جمع المال له حتى يكون أغناهم والتزويج والتتويج بالملك في القصة المشهورة ليثنيَه عن دعوته؛ فلمّا قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بهت وتحيّر ورجع إلى قومه بغير الوجه الذي ذهب به،وقال بعد سماعه للقرآن :ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت لمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة.
يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه؛ فوالله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت نبأ؛ فإنْ تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فمُلْكُه مُلْكُكُم، وعزُّه عزكُّم، كنتم أسعد الناس به.
قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه.
فقال: هذا رأيي لكم، فاصنعوا ما بدا لكم

· أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).

· قال أبو منصور الأزهري: (نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَبٌ، أولو بَيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جَلّ ذِكْره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشؤوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مُشْكِلِه وغريب أَلْفَاظه حاجةَ المولَّدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يُعَلَّمَه، وَلا يَفهم ضُروبه وَأَمْثَالَه، وطُرَقه وأساليبَه حتّى يُفَهَّمَها)

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
الإعراب: وهو من أكثر ما يُعنى به النحويون لأسباب من أجلّها الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، والترجيح بينها.
وهذا الاختلاف على صنفين:
1- الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه،
2- الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا له أمثلة كثيرة:
المثال الأول:
اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به}.
المثال الثاني:
اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي: (وقوله: نافلة فيه وجهان من الإعراب، فعلى قول من قال: النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من {وهبنا} أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة. وعليه النافلة مصدر جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من {يعقوب} أي: وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق).
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.

اجتهاد العلماء في التفسير اللغوي له موارد ومداخل منها:
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وذلك أن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق، ومنها ما اختُلف فيه، وللنقل علل وآفات يقع الاجتهاد في اكتشافها وقبولها وردّها، وينبني على هذا الاجتهاد ما ينبني من الأحكام اللغوية المترتبة على الاجتهاد في ثبوت السماع.
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
3: توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4:الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.
5:تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.
6: الاشتقاق.
7: التصريف.
8: تناسب الألفاظ.
9- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
10- الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
11- الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين

أمثلة :

أ: اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.
ومن ذلك اختلاف المفسّرين في معاني الفلق، والوسواس، والقلم، والطور، والفجر، ونظائرها؛ على أقوال يمكن تخريجها على أصلين لغويين:
الأصل الأول: أن المراد بالتعريف في هذه الألفاظ الجنس، أي جنس الفلق؛ فيدخل في ذلك جميع ما يُفلق من الأمور الحسية والمعنوية، وجنس "الوسواس"، أي كل ما يوسوس؛ فيدخل في ذلك وسوسة الشيطان، ووسوسة النفس، وجنس الأقلام، وهكذا.
والأصل الثاني: أن المراد بها العهد الذهني.
والذين سلكوا هذا المسلك ذهبت كل طائفة منهم إلى ما تراه أولى بالعهد الذهني، ففسّر جماعة من المفسّرين الفلق بأنه فلق الصباح، وفسّر جماعة الوسواس بالشيطان الرجيم، وفسّر جماعة القلمَ بالقلم الذي كُتب به في اللوح المحفوظ، وفسّر جماعة الطور بالجبل الذي نادى الله فيه موسى.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
1- التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
2- أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
3- أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.
والقول الذي يخرج به صاحب الاجتهاد المعتبر في التفسير قول له حظّ من النظر، وهذا هو معنى الاعتبار.
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟

التفسير بالرأي المذموم
المراد به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.

والمشتهر عند جماعة من السلف التحذير من التفسير بالرأي، ولا يعنون بذلك الاجتهاد في موارد الاجتهاد في التفسيروإنما كانوا يعنون به القول في القرآن بالرأي المجرّد، والإعراض عن آثار من سلف، فإنّ من كان مقصّراً في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في التفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليّته في الحديث وعلوم اللغة أوقعَه نظرُه ورأيه في أخطاء، إذ كان مثله كمثل السائر بغير نور ولا عدّة، ولا سيّما إذا صاحب ذلك الاجتهاد في غير موارد الاجتهاد، وإرادة الانتصار لمذهب أو رأي.
ومما ينبغي الانتباه له أن أهل الرأي المعروفين من أهل العراق أتباع حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن وزفر بن الهذيل وغيرهم كان لهم اجتهاد في التفسير فمنه ما أحسنوا فيه وأصابوا، ومنه ما أخطأوا فيه وردّ عليهم من السلف من بيّن خطأهم مما يُعدّ من التفسير بالرأي المذموم وتصنيف هؤلاء من أهل الرأي المذموم لا يصحّ؛ لأنهم جماعة من الأئمة المعروفين بالعلم والفقه في الدين.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 شعبان 1437هـ/22-05-2016م, 01:17 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الرابعة:

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.

الدرجة الأولى: الأئمة الثقات الذين عرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فؤلاء بأعلى مراتبهم.
الدرجة الثانية:صالحون مقبولون لا مطعن في عدالتهم لكن لا اشتغال لهم بالعلم؛ فهؤلاء تقبل روايتهم ويحتج بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
الدرجة الثالثة:درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتج بها إلا أن تقوى برواية آخرين ، وهم على أصناف:
-صالح غير متهم بالكذب ؛ لكنه ضعيف في الضبط يقع منه الخطا في الرواية
-مجهول الحال .
-من اختلف فيه الأئمة النقاد في توثيقه .
.الدرجة الرابعة :الذين لا تعتبر روايتهم وهم على أصناف :
-الذي كثر منه الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز فاستحق أن يترك.
--المتهم بالكذب.
--غلاة المبتدعة.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.

-تفسيرهم القرآن بالقرآن.
مثال ذلك قال قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا}قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذاب واصب} أي دائم).رواه عبد الرزاق عن معمر.
-تفسيرهم القرآن بالسنة.
مثال ذلك عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك) قال قتادة: (و(أقم الصلاة لذكري)).رواه مسلم في صحيحه
-تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة.
مثال ذلك؛ تفسير مجاهد لقوله تعالى :{ .أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266}
قال مجاهد: سمعت ابن عباس قال: (هو مثل المفرّط في طاعة الله حتى يموت).رواه ابن جرير في تفسيره

-تفسيرهم القرآن بلغة العرب
مثال ذلك ما رواه ابن أبي شيبة عن شريك، عن بيانٍ، عن عامرٍ [الشعبي] {فإذا هم بالسّاهرة}قال: « بالأرض، ثمّ أنشد أبياتًا لأميّة: وفيها لحم ساهرةٍ وبحرٍ».
-تفسيرهم القرآن بالاجتهاد،
. وأما اجتهادهم في التفسير؛
كان التابعون يجتهدون في فهم النص، وفيما لم يبلغهم فيه نص، وكانوا أقرب إلى الصواب لقربهم من مشكاة النبوة وأخذهم عن الصحابة رضي الله عنهم، وتتلمذهم عليهم، وإحسان اتّباعهم إيّاهم.
ويقع منهم اتّفاق كثير في التفسير، ويقع بينهم اختلاف أكثره من قبيل اختلاف التنوّع.وقد يقع منهم خطأ في الاجتهاد فيردّ.
كما أثر عن عبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)؟).
فقول عبيدة هذا اجتهاد منه في فهم النص أن من شهد أول الشهر وهو مقيم فلا يحل له أن يفطر إذا سافر في ذلك الشهر، وهذا قول مهجور،خالف الأصول الصحيحة من كتب الله وسنة رسوله .

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
-1القران نزل بلغة العرب؛ أي خاطبهم باللغة التي يعرفونها و يفقهون معانيها ؛ ودلالتها وأساليبها ؛ وما ذلك إلا لأجل أن يفقهوا و يعقلوا الخطاب الرباني
قال تعالى :: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}.
الخطاب في هذه الآية للعرب الذين أنزل القرآن بلسانهم ليعوه ويعقلوه؛ وفي هذا دلالة بيّنة على أنه خطاب يعرفون مفرداته وأساليبه؛ ودلائله ومراميه، وفحواه وإيماءه، ليس فيه ما يخالف ما تعرفه العرب من سَنن كلامها.
2-قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}..
وقال تعالى :{ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما}
القران وصفه الله تعالى بالاستقامة في ألفاظه ومعانيه وهداياته؛وعدم الاعوجاج ؛ ووصفه بالفصاحة العالية والبلاغة المحكمة ؛ وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم. فلا خلل فيه و لا ضعف؛ وما ذلك الا ليسهل على العرب فهمه وتعقل معانيه فلا يضربوا بعضه بعضا ؛بل يصدقوا بعضه بعضا
- 3- الأحداث و الوقائع أحسن دليل على القران يهدى للتي هي أقوم؛ ويتبن به الحق بمقتضى ما تعرفه العرب من لغتهم؛ وذلك ما كان يحصل للعرب من عقل معانيه من مجرد سماعه.
قال البيهقي: (في حديث حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: «جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: اقرأ علي، فقرأ عليه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}.
قال: أعد، فأعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر»).

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
اختلافهم على نوعين
الأول:اختلاف لا أثر له على المعنى ؛كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.وهو اختلافهم لا أثر له على المعنى
الثاني :اختلاف له أثر على المعنى، ومن أمثلته
- اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ هل هو على النصب أو الرفع؟

فمن أهل العلم من جعلها في محل رفع فاعل ترجع على الله فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له،
ومنهم من جعلها في محل نصب مفعولاً ؛ ترجع على المخلوقات و المعنى: . ألا يعلم مخلوقَه.
والذي يتّصل بالتفسير اللغوي هو الصنف الثاني دون الأوّل.
ومن فوائد معرفة الإعراب أنّه يعين على تخريج بعض أقوال المفسّرين، وعلى استكشاف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
-الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
-الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
-توجيه القراءات.
-الإعراب.
-تلمّس العلل البيانية.
-الاشتقاق.
-التصريف.
-تناسب الألفاظ.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير
1-التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
2-:أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
3-:أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.


س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
يقصد بالتفسير بالرأي المذموم: تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.
من ذلك أن يُفسر القران بمجرد الرأي؛ مع الإعراض عن آثار السلف
فكل من كان مقصّراً في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في التفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليّته في الحديث وعلوم اللغة أوقعَه نظرُه ورأيه في أخطاء،


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 17 شعبان 1437هـ/24-05-2016م, 04:39 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير
المجموعة الأولى:
1: علي الدربي أ+
2: مريم أحمد حجازي أ+


المجموعة الثانية:
3: سناء بنت عثمان أ+
4: هناء محمد علي أ+


المجموعة الثالثة:
5: نورة عبد الجبار أ
- يراجع جواب الأخت حنان في بيان مظاهر عناية العرب باللسان العربي.

- المراد بعلم توجيه القراءات - للفائدة -:
تخريج معاني القراءات وإعرابها وطريقة أداء ألفاظها على أصول لغوية.

6: حنان علي محمود أ+
- يراجع التعليق السابق على سؤال المراد بتوجيه القراءات.


المجموعة الرابعة:
7: أحمد الشواف أ
- بقيت موارد أخرى للاجتهاد في التفسير اللغوي، ويراجع درس: الاجتهاد في التفسير.

8: محمد حسين داوود ب+
- المطلوب بيان موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي فقط، مع التنبيه على أنك لم تجب على السؤال كاملا.

9: رضوى محمود أ
- المطلوب بيان موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي فقط.

10: إيمان شريف أ+

11: منيرة جابر الخالدي أ
- أطلت جدا في سؤال بيان دلائل إفادة القرآن الهدى بمجرّد خطابه اللغوي، وكان الأولى بك أن تلخّصي ما جاء تحت هذه الفقرة.

12: منى محمد مدني أ+

13: عقيلة زيان ب+
- بقيت موارد أخرى للاجتهاد في التفسير اللغوي، ويراجع درس: الاجتهاد في التفسير.
- خصمت نصف درجة بسبب التأخر.

وفقكم الله.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 18 شعبان 1437هـ/25-05-2016م, 05:08 PM
عفاف فالح الجهني عفاف فالح الجهني غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 132
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
ولذلك فإنّ التابعين على درجات:
الدرجة الأولى: الأئمة الثقات الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.
والدرجة الثانية: صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين؛ فهؤلاء تقبل مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
والدرجة الثالثة: درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وأهل هذه الدرجة على أصناف:
أ- فمنهم صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
ب- وصنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم؛ فهؤلاء منهم من يكون في حاله تفصيل فيلحق بالدرجة الأولى في بعض مروياتهم، ويلحق بالثالثة في غيرها في تفصيل كثير لأحوال تعارض الجرح والتعديل تدرس في علوم الحديث.

والدرجة الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم، وهؤلاء على أصناف:
أ- فمنهم الذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
ب- ومنهم المتّهمون بالكذب.
ج- ومنهم غلاة المبتدعة.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
تفسيرهم القرآن بالقرآن:
كقول قتادة في قول الله تعالى: (وله الدين واصبا) قال: دائما ألا ترى أنه يقول: (عذاب واصب) أي دائم.
2- تفسير القرآن بالسنة:
ومثاله ما رواه قتادة عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك) قال قتادة: و(أقم الصلاة لذكري).
3- تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة:
- ومثاله ما روي عن مجاهد في قول الله تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
قال مجاهد: سمعت ابن عباس قال:( هو مثل المفرّط في طاعة الله حتى يموت).
قال مجاهد: (أيود أحدكم أن تكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله، كمثل هذا الذي له جنة؟ فمثله بعد موته كمثل هذا حين أحرقت جنته وهو كبير لا يغني عنها شيئا، وأولاده صغار، ولا يغنون عنه شيئا، وكذلك المفرط بعد الموت، كل شيء عليه حسرة).
فأخذ أصل المعنى من ابن عباس وزاده شرحا وتفصيلا وهذا مما يدل على أنهم كانوا يأخذون قول الصحابة بتفهم لا بتقليد محض .
- وكان منهم من يعتني بجمع أقوال الصحابة في مسائل التفسير كما روي عن مجاهد في قول الله تعالى: (ويمنعون الماعون) قال : كان علي يقول: (هي الزكاة) ،وقال ابن عباس : (هي العارية).

4- تفسيرهم القرآن بلغة العرب:
ومثاله ما روي عن قتادة في قول الله تعالى:(الزبانية) قال: (الزبانية في كلام العرب الشرط).
5- اجتهادهم في تفسير القرآن :
كانوا يجتهدون في فهم النصوص وفي ما ليس فيه نص وكان اجتهادهم أقرب للصواب من غيرهم لأنهم أخذوا عن الصحابة ولقربهم من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ويقع بينهم اتفاق كثير واختلاف معظمه اختلاف تنوع وقد يقع منهم الخطأ في الاجتهاد فيرد مثاله ما روي عن عبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)).
وهذا قول مهجور وصريح عمل النبي صلى الله عليه وسلم لما سافر في فتح مكة على خلافه وكذلك أقوال الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة على خلافه وهجران القول من دلائل ضعفه.

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.

1-أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي فيفهمون من دلائل الخطاب ما يعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية والخشية والبكاء كما قال الله تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين) بل ربما تلي القرآن على الكافر فتفكر فيه ثم أسلم لما تبين له من الحق.
2-التفكر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هو معرفتهم باللسان العربي ودلائل خطاب قفال تعالى : (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)،

3-الأمر بالتدبر والتفكر وتوجيه الخطاب بذلك إلى قوم كفار لم يؤمنوا دليل بين على أنه أمر ممكن لهم بما يعرفون من العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقهوهم في معانيه أو يوضحوا لهم معانيه
.قال تعالى (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين * أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون * أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون).
[COLOR="red"]س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.[/COLOR
الاختلاف الاول :الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم فيبعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه
، كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوالعديدة.

مثل أنّ "إنْ" قد وقعت موقع "نعم"، وأنَّ اللاموقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران)
محمّد بن يزيد هو المبرّد شيخ الزجاج.
والاختلاف في هذه المسألة ليس له أثر على المعنى سوى الفوارقالبيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.

والاختلاف الثاني :الاختلاف الذي له أثر على المعنى :
منها: اختلاف العلماء في في إعراب "نافلة" في قولهتعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوبنافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومنأعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق،وزدناه يعقوب زيادة.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وذلك أن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق .
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
3: توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4:الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.
5:تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.
6: الاشتقاق.
7: التصريف.
8: تناسب الألفاظ.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
يشترطط في المفسر ليكون اجتهادا معتبرا في التفسير بشروط وهي
الشرط الأول:التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه .
والشرط الثاني:أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث:أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
** وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
المراد به تفاسير أهل البدع الذين يفسرون القرآن بآرائهم المجردة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم ، بأن يقولون في القرآن بالرأي المجرّد، والإعراض عن آثار من سلف، فمن كان مقصراً في تحصيل أقوال من مضى من الصحابة والتابعين في التفسير، واعتمد على رأيه ونظره مع ضعف أهليته في الحديث وعلوم اللغة أوقعه نظرُه ورأيه في أخطاء ولا سيما إذا صاحب ذلك الاجتهاد في غير موارد الاجتهاد، وإرادة الانتصار لمذهب أو رأي.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 25 شعبان 1437هـ/1-06-2016م, 07:18 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
الربيع بن خثيم الثوري ( ت 61هـ ) : كان عالما حكيما عابدا , وهو من أصحاب ابن مسعود
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال: بشر المخبتين)، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك) رواه ابن أبي شيبة
عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ من كبار التابعين وعلمائهم، ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود
زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ) : كان مفسرا مقرئا ، ومن المخضرمين، من كبار التابعين , وكان فقيها و فصيحاً عالماً بالعربية, وفد على عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف
قال عاصم بن أبي النجود (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية ) رواه ابن سعد.
وعن عاصم عن زرّ أنه قال : (خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبدالرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها)رواه ابن سعد في الطبقات .
أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ) :من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالاً له.
قال ابن أبي مليكة : ( رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله ) رواه ابن جرير.
قال مجاهد(لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم]كانت؟) رواه الدارمي وابن جرير.
عكرمة البربري مولى ابن عباس (ت:104هـ : ( لزم ابن عباس وخدمه، وأخذ منه علماً كثيراً، اعتنى ابن عباس بتعليمه , وكان يلزمه بذلك لما رأى من ذكائه وفهمه ونجابته، وأذن له بالفتوى فيحياته
عن عكرمة، قال ابن عباس (انطلق فأفت، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته ) ذكره الذهبي.

س: بيّن طبقات نقلة التفسير منالتابعين.
النقلة للتفسير : هم الذين يعتمدون على رواية أحاديث التفسير، ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ويندر أن تجد لهم أقوال في التفسير .
وهم على ثلاث طبقات :
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي.
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب.
والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في يعدون من متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
أقوال المفسرين على قسمين : أقوال معتبرة وأقوال غير معتبرة .
فالأقوال غير المعتبرة : هي التي يتبيّن خطؤها، ومتى استبان خطأ القول فلا يُعتد به في الجمع والترجيح
وأمثلة ذلك:
أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
أن ينكر أهلُ العلم هذاالقول ويبيّنوا خطأه.
أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
بلغت العرب بعنايتها بلغتها وقت نزول القرآن مبلغا ويمكن بيان ذلك من عدة نقاط :
1- كانوا يتنافسون في الفصاحة , ويتفاخرون بالقصائد والخطب والأمثال وحسن البيان والاحتجاج عند المخاصمة .
2- وكان لهم حكام فصحاء بلغاء يتحاكم إليهم المتخاصمون والمتفاخرون بالبلاغة , ويعتبر حكمهم , فمن حُكم له بالبلاغة كانت له مفخرة ومن لم يحكم له كانت له مذلة ومنقصة .
3-كانوا إذا اجتمعوا في مجمع أو وفدت قبيلة على قبيلة نمّقوا من خطبهم وأشعارهم ليعرضوا فصاحتهم وحسن بيانهم ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعةشأنهم، وعلوّ قدرهم، وتخليد مآثرهم.
4- وكانوا يتخذون من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه : لسانه وقلبه)
5- وكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم
6- وكان من الشعراء من يفتخر بكثرة إنشادِ شعرِهِ وتَمَثُّلِ النَّاسِ به، كما قال المسيّب بن عَلَس الضُّبَعي، وهو خال الأعشى الشاعر
فلأهدينّ مع الرياح قصيدةً]...[/منّي مغلغلةً إلى القعقاعِ
ترد المياهَ فما تزال غريبةً في الناس بين تمثُّل وسَمَاعِ
وكان الشعر ديوان العرب ليس لهم كتب، وإنما يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم
8- وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم حتى كان منهم من يميّز بين أشعار الشعراء كما نميّز بين الأصوات؛ وكما يعرف القافةُ الأشباه.
وحالهم هذا دليل على فهمهم الخطاب العربي وتمييز رتبته ومعرفة فنونه وأساليبه وتنوع دلائله لذلك تحداهم الله ببلاغة القرآن , فعجزوا أن يأتوا بمثله أو ببعضه رغم بلوغهم هذه الرتبة العالية .
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
يمكن القول بأن علم توجيه القراءات : هو العلم الذي يعنى بتبيين الحجج التي تقوي القراءة أو تبين وجه نشوئها .
اهتم به المفسرون ومن العلماء من أفرده بالتصنيف كما فعل أبو منصور الأزهري، وابن خالويه،وابن جني .
- واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
ومن أمثلته :
1- قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ)
والحجة لمن طرحهاأن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا2
- وقال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ...)
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ )مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَحَتَّى يَطْهُرْنَفالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون (يَطهُرن) الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)ا.هـ
- ومن الاختلاف في القراءات ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين، وقد يُعنى به بعض القرّاء والنحاة.
ومن أمثلته : ماقال أبو عليّ الفارسي: قوله تعالى: (الصِّراطَ )تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي.
فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة .
والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير،وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر.
ويحسن التنبيه إلى أن توجيه العلماء منه ما تكون حجته ظاهرة بينة ,ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب به المجتهد وقد يخطيء.

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
الطريق الأول: طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدّمين؛ فإما أن يذكرالقول عنهم في المسألة اللغوية، وإما أنه لا يفسّر القرآن، وإنما يكتفي بذكر مايعرفه عن العرب في تلك المسألة.
وهذا مما اشتهر عن جماعة من علماء اللغةالمتقدّمين أنهم يتهيّبون تفسير القرآن مع سعة علمهم بلسان العرب كما يُذكر ذلك عن يونس بن حبيب الضبّي، والأصمعي وغيرهما.
قال أبو منصور الأزهري (370هـ) : (قال محمدبن سلام: سألت يونس عن هذه الآية [يريد {لأحتنكنّذريّته}] فقال: يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتىعليه.
ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكتُ دابّتي، أي: ألقيت في حِنْكِها حَبْلاً وقُدْتهابه).
فذكرالمعنيين عن العرب، وتورع عن تفسير الآية بأي منهما. وقد اختلف العماء في الآية على هذين القولين .

والطريق الثاني: الاجتهاد
فمن علماء اللغة من يجتهد في فقهكلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبطالمعاني وأحكام الكلام، ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها،ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديهبالسماع.
ومما يجتهدون فيه ما يقع الاتفاق عليه،وهو كثير في مسائل التفسير اللغوي. وهذا يعد حجّةلغوية مقبولة.
ومنه ما يختلفون فيه؛ وما اختلفوا فيه فينظر في نوع خلافهم ويُرجّح بين أقوالهم إذا لميمكن الجمع بينها،غير أنّه ينبغي التنبّه إلى أمرين:
أحدهما: أنه ليس كلّ ما تحتمله اللفظة منالمعاني يقبل في التفسير , فالاحتمال اللغوي لمعنىاللفظة إذا عارض ما هو أولى منه فإنه يُرَدّ.
والأمر الآخر: أن التفسير اللغوي منه ما هو محلّ إجماع، ومنه ما هو محلّ خلاف واجتهاد، وقديقع الخطأ والاختلاف في التفسير اللغوي كما هو واقع في غيره من العلوم، لكن لايُمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة وبين قول متفق عليه عندالسلف.
س: بيّن حكم الاجتهاد فيالتفسير.
هو سنة لمن كان أهلا لذلك، ولم يتعدّ حدود الله تعالى في اجتهاده.
فللمجتهد أجران إن أصاب على اجتهاده وعلى موافقته للصواب , وله أجر إن أخطأ على اجتهاده , لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم(إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) متّفق عليه من حديث بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص،عن عمرو بن العاص رضي الله عنه

والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 2 رمضان 1437هـ/7-06-2016م, 10:31 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني لطرق التفسير

المجموعة الثالثة:
س1: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود. قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك
مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛ الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
وقال علي بن المديني: (ما أقدم على مسروقٍ أحداً من أصحاب عبد الله، صلى خلف أبي بكرٍ، ولقي عمراً وعلياً، ولم يرو عن عثمان شيئاً، وزيد بن ثابت وعبد الله والمغيرة وخباب بن الأرت
زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
الإمام المقرئ المفسّر، من المخضرمين، من كبار التابعين وأجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفد على عمر، ولزم ابن مسعود و كان ابن مسعود يسأله عن العربية وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.
أبو العالية رُفيع بن مهران الرياحي (ت: 93هـ)
الإمام القارئ المفسّر الفقيه، تابعيّ مخضرم، أدرك الجاهلية، وأسلم في خلافة أبي بكرٍ الصديق، وقرأ القرآن على عمر وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت. وكان مملوكاً لامرأة من بني رياح فأعتقته سائبة لله. وكان عابداً عالماً كثير تلاوة القرآن، حسن التفقّه فيه، وكان ابن عباس يُحبّه ويُكرمه ويقدّمه.
سعيد بن المسيب المخزومي (ت:94هـ) ولد في خلافة عمر ورآه، وكان حريصاً على طلب العلم حسن الحفظ والفهم؛ فاجتمع له علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة، وتفقه على زيد بن ثابت، وحفظ عن أبي هريرة حديثاً كثيراً، واعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى قال يحيى بن سعيد الأنصاري: (كان يقال: ابن المسيب راوية عمر).

س2: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.

النقلة على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو مالك الغفاري، و آخرون.
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب، وسماك بن حرب الذهلي، وعلي بن زيد بن جدعان.
والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

س3: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.

هي التي يتبيّن خطؤها، ومتى استبان خطأ القول فلا يُعتد به في الجمع والترجيح.
ومن ذلك: أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
ومن ذلك: أن يعتمد المفسر على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
ومن ذلك: أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبيّنوا خطأه.
ومن ذلك: أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.
أقوال المفسّرين على قسمين:
القسم الأول: .
• الأقوال المعتبرة هي التي لها نصيب من النظر و الاعتبار، و قد نهج صاحبها المنهج السليم من حيث الإلمام بأقوال السلف و الاعتماد على مصادر التفسير المعروفة و الثقة. فالرأي يعتبر أداة للمصادر الأربعة. ومعنى اعتبار القول أنه يمكن الجمع بينه وبين الأقوال الأخرى أو الترجيح بينه وبين الأقوال الأخرى.
القسم الثاني :
الأقوال غير المعتبرة التي ثبت خطؤها و عدم استنادها إلى مصدر ثقة ؛ و عدم انتهاج صاحبها إلى المصادر الأربعة.

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
• كانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، حتى تنافسوا في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، والاحتجاج عند المخاصمة. وكان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها. حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه). والقلب هو الذي يُمدّ اللسان بحسن الفكرة، وطرق الإبانة عن المقصد. و قال صل الله عليه و سلم: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت، فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب)) . و لقد أوتي عليه الصلاة و السلام جوامع الكلم.
• كان الشعر ديوان العرب ليس لهم كتب، وإنما يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم حتى كان منهم من يميّز بين أشعار الشعراء كما نميّز بين الأصوات؛ وكما يعرف القافةُ الأشباه، فلا يشتبه عليه شعر شاعر بغيره؛ فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم، وأشعار القبائل والموالي، حتى إنّ منهم من يميّز شعر الرجل من شعر أبيه، وإن كان يحتذي بمثاله، وينسج على منواله.
والمقصود من ذكر عناية العرب بلسانهم وبيانهم، وحفظهم لأشعارهم ومآثرهم وآثارهم، وتمييزهم بين الصحيح والمنحول، والفاضل والمفضول، بيان ما وصلوا إليه من الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبته، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.جاء القرآن تحدي لهم يتحداهم صراحة.
لذلك اعترف العرب للقرآن بأعلى رتب الفصاحة والبيان و كان بمثابة التحدي لهم، وعجز المشركون عن معارضته والإتيان بمثله؛ مع حرصهم على ردّ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بكلّ سبيل أمكنهم.

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.

توجيه القراءات، وهو علم شريفو لقد اعتنى به العلماء،
واختلاف القراءات منه :
- ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
- ومنها ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين، وقد يُعنى به بعض القرّاء والنحاة؛ (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
وكلام العلماء في توجيه القراءات :
- منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة،
ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
طرق التفسير اللغوي
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول: نقل كلام العرب في معاني المفردات والأساليب الوارد نظيرها في القرآن، وما يتّصل ببيان المعنى القرآني من كلام العرب أو علماء اللغة المتقدّمين؛ فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية، ومنهم من لا يفسّر القرآن، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة.
وقد اشتهر عن جماعة من علماء اللغة المتقدّمين أنهم يتهيّبون تفسير القرآن مع سعة علمهم بلسان العرب، وكثرة ما حفظوه من أخبارهم وأشعارهم، ومعرفتهم بأوجه الإعراب والاشتقاق؛ فكانوا إذا سئلوا عن شيء من التفسير أو شرح الحديث ذكروا ما يعرفون من كلام العرب، وتوقّفوا عن التفسير ما لم يكن ظاهراً لهم بيّنا؛
والطريق الثاني: الاجتهاد
وكان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام، ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها، ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديه بالسماع. واجتهاد العلماء في التفسير اللغوي فرع عن اجتهادهم في فقه كلام العرب وتفسير ما يروى من خطبهم وأشعارهم وأمثالهم.
ومما يجتهدون فيه ما يقع الاتفاق عليه، وهو كثير في مسائل التفسير اللغوي، ومنه ما يختلفون فيه؛ فما أجمعوا عليه فهو حجّة لغوية مقبولة، وما اختلفوا فيه فينظر في نوع خلافهم ويُرجّح بين أقوالهم إذا لم يمكن الجمع بينها، غير أنّه ينبغي التنبّه إلى أمرين:
أحدهما:
أنه ليس كلّ ما تحتمله اللفظة من المعاني يقبل في التفسير؛ فالمعاني اللغوية وإن ثبتت بطريق صحيح من نقل ثابت أو قياس صحيح فلا تقتضي أن تفسر الآية بها؛ ذلك أن التفسير بالاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة إذا عارض الحقيقة الشرعية فيرد الاحتمال اللغوي، وردّ بعض الاحتمالات اللغوية يرجع غالباً إلى ثلاثة أسباب:
1. أن يقوم دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد الاحتمالات اللغوية في تفسير الآية؛ فحينئذ لا يجوز تفسير الآية بغيره
2. أن يعارض الاحتمال اللغوي دليلاً صحيحاً من كتاب أو سنّة أو إجماع.
3. أن لا يلتئم الاحتمال اللغوي لمعنى اللفظة عند إفرادها مع السياق ولا مناسبة الآية ولا مقصدها.
والأمر الآخر:
أن التفسير اللغوي منه ما هو محلّ إجماع، ومنه ما هو محلّ خلاف واجتهاد، وقد يقع الخطأ والاختلاف في التفسير اللغوي كما هو واقع في غيره من العلوم، لكن لا يُمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة وبين قول متفق عليه عند السلف.

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.

وهو من الطرق المشروعة المعتبرة إذا قام به من هو أهل لذلك، ولم يتعدّ حدود الله تعالى في اجتهاده.ومن تعدّاها كان خاطئاً آثماً. و يعتبر الاجتهاد هو الرأي و هو أداة للمصادر المعروفة من طرق التفسير
ويُرجى للمجتهد المتّقي التوفيق للصواب؛ ومضاعفة الثواب؛ فيثاب على اجتهاده و يعتبر رأيه ينصب تحت الرأي المحمود، وإن أخطأ من غير تعدٍّ ولا تفريط رُجيت له المغفرة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر »
والاجتهاد سُنّة لمن تأهّل له:
والاجتهاد في التفسير وفي غيره من مسائل الدين في موارده الصحيحة وبمراعاة حدوده وآدابه سنّة متّبعة؛ فقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، وهو إمام المجتهدين صلى الله عليه وسلم، كما سبق بيانه، واجتهد من بعده خلفاؤه الراشدون المهديّون الذين أمرنا باتّباع سنّتهم، وجرى عليها عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 3 رمضان 1437هـ/8-06-2016م, 02:27 PM
مريم عادل المقبل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة طرق التفسير الثاني ...
المجموعة الاولى :
س1/ التابعين هم خير الناس بعد صحابة رسول الله ،وقد فضلهم الله بشرط أن يتبعوا الصحابة بإحسان ويحذوا حذوهم ويسيروا على طريقتهم ، قال صلى الله عليه وسلم : (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ..
س2/ 1- صنف مفسرون يفسرون القران بما عرفوا من طرق التفسير
2- نقلة للتفسير .. حفظوا للامة علما كثيرا .
س3/انواع العناية اللغوية بالقران :
1-بيان معاني المفردات والأساليب القرانيه 2- بيان معاني الحروف 3-بيان القراءات
4-الوقف والابتداء 5- التفسير البياني 6-الاعراب 7- التصربف 8- الاشتقاق
9-البديع 10- تناسب الالفاظ والمعاني
س4/ اثر الاختلاف في الوقف والابتداء على مسميات وتقسيم أنواع الوقف والابتداء ، فخرجوا بتقسيمات متقاربة في أصول أحكامها وتختلف في بعض تفاصيلها .
س5/ الاجتهاد في التفسير له موارد كثيره فكل طريق له موارد :
فمن موارد تفسير القران بالقران : الاجتهاد في الجمع بين ايتين لاستخراج الحكم الشرعي
ومن موارد تفسير القران بالسنة : الاجتهاد في معرفة اسباب النزول وأحواله
ومن موارد التفسير بأقوال الصحابة : الاجتهاد في التمييز بين ما يحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يحمل .
ومن موارد التفسير بأقوال التابعين : الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط .
ومن موارد التفسير بلغة العرب : الاجتهاد في ثبوت مايعرف بالنقل عن العرب .
س6/ الاولى التعبير بمصطلح الاجتهاد ، لانه لا يخلو الاجتهاد من رأي لكنه ممدوح ، بخلاف التعبير بالرأي فإنه يشمل الرأي الممدوح والمذموم بالهوى ومجرد الرأي وهذا لا يصح بحال من الاحوال في تفسير كلام الله ..
والله أعلم بالصواب .
اعتذر عن التأخير بسبب فقد النت بسبب سرقت الكونكت وتأخر استخراج البديل ، وانقطاعي لمدة شهر تقريبا فأرجوا معذرتي وقبول المجلس مع عدم نقص الدرجه .. شكر الله حسن تعاونكم وتفهمكم

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 8 رمضان 1437هـ/13-06-2016م, 12:09 AM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

المجموعة الثانية


س 1: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
التابعون هم الذين جاءوا بعد عصر النبوة ، فلم يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما صحبوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . ولا يشترط طول الصحبة - على الصحيح ، فكل من لقي الصحابة ومات مسلما فهو تابعي ، وبعضهم أفضل من بعض .
الطبقة الأولى : كبار التابعين ، الذين أدركوا كبار الصحابة ، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وابن مسعود ، وهؤلاء مثل: قيس بن أبي حازم، وسعيد بن المسيب، ومسروق بن الأجدع .
الطبقة الثانية: أواسط التابعين، وهم الذين أدركوا علي بن أبي طالب، وأبي أيوب الأنصاري، وعائشة أُمّ المؤمنين، وأبي هريرة، وغيرهم، وهؤلاء التابعين مثل : الحسن البصري، ومحمد بن سيرين،، وعطاء بن أبي رباح، وعامر الشعبي، ومجاهد بن جبر.
الطبقة الثالثة: صغار التابعين، وهم من أدرك وسمع ممن تأخر موته من الصحابة، وهؤلاء التابعين مثل : ابن شهاب الزهري، وقتادة بن دعامة السدوسي، ويحيى بن سعيد الأنصاري .

س 2 : بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
كان من التابعين أئمة أحسنوا الاتّباع؛ فكانوا في تعلّمهم التفسير وتعليمه على الطريقة التي سبق بيانها عن الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا يعظّمون شأن القرآن ويعظّمون أهله، ويحذرون ويحذّرون من القول في التفسير بغير علم.

• قال الشعبي: أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليس هم لشيءٍ من العلم أكره منهم لتفسير القرآن). رواه ابن أبي شيبة.
وقال الشعبي: (والله ما من آية إلا قد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله). رواه ابن جرير.
• وذكر الأعمش عن أبي وائلٍ أنه كان إذا سئل عن شيءٍ من القرآن، قال: قد أصاب الله ما أراد).
• وقال محمد بن سيرين: سألت عَبيدة عن آيةٍ في كتاب الله؛ فقال: «عليك بتقوى الله والسداد، فقد ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل القرآن» رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عمرو بن مرة:سأل رجلٌ سعيد بن المسيب عن آيةٍ من القرآن، فقال: «لا تسألني عن القرآن، وسل عنه من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيءٌ»، يعني: عكرمة). رواه ابن أبي شيبة.
• وقال القاسم بن محمد: «لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم» رواه الدارمي
فنشأ التابعون على تعظيم القرآن، وتبجيل أهله، والحذر من القول في القرآن بغير علم، وعلى تعلّم معاني القرآن كما يتعلّمون ألفاظه .

س 3: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
ذهب كثير من العلماء إلى ضرورة الأخذ بأقوال التابعين فى التفسير.
وحجتهم فى ذلك: أن التابعين تتلمذوا على أيدى الصحابة، وحفظوا القرآن على أيديهم، وعنهم أخذوا تفسيره، وعليهم أثنى الرسول صلّى الله عليه وسلم بقوله: «خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
وسعيد بن جبير مثلا، يقول عنه أستاذه ابن عباس لأهل الكوفة الذين جاءوا يستفتونه: «أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعنى سعيد بن جبير»
وهذا مجاهد يقول: «عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة».
أى لتمام ضبطه، وحسن قراءته وأدائه.
ما زلت أبين له- أى لأستاذه ابن عباس- نجاة من قالوا: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً [الأعراف: 164]
عرف أنهم نجوا، فكسانى حلة».
وبينما يذهب كثير من العلماء إلى ضرورة الأخذ بتفسير التابعين، نرى بعضا آخر يرى عدم الأخذ به، وحجتهم فى ذلك:
1. أن التابعين لم يسمعوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى يمكن حمل ما قالوه على سماعهم منه صلّى الله عليه وسلم، كما قيل عن تفسير الصحابى.
2. أن التابعين لم يشاهدوا الوحى والتنزيل، ولم يعايشوا ملابسات القرآن، مثل الصحابة، فتفسيرهم عرضة للخطأ.
3. عدالة التابعين غير ثابتة، كما ثبتت عدالة الصحابة، بالكتاب والسنة.
إلا أن الراجح في هذه المسالة :
1) أن التابعين إذا أجمعوا على شىء كان إجماعهم حجة، ويجب الأخذ بقولهم، لأن الإجماع لا بدّ وأن يستند إلى دليل شرعى، ولا تجتمع الأمة على ضلالة.
2) أما إذا اختلفوا فلا يكون قولهم حجة.
3) فإن قال أحدهم بتفسير، ولم يأت تفسير غيره:
أ‌. فإن كان مما لا مجال فيه للرأى والاجتهاد، ولم يعلم عن هذا التابعى أخذ عن ثقافة أهل الكتاب، فالأخذ به أولى من تركه، لاحتمال أن يكون سمعه من صحابى، أخذه هو
الآخر بدوره من رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
ب‌. أما إذا كان فيه مجال للرأى والاجتهاد، فنحن مخيرون بين قبوله ورده.

س 4 : تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
القرآن نزل بلسان عربي مبين ، والصحابة والتابعين كانوا يفهمون الخطاب حسب مايعرفونه من لغتهم ، فلم يكونوا يحتاجون إلى من يفهمهم معاني كلامهم ، وبناءً على هذا نجد أن كثيرا من تفسيرات الصحابة والتابعين قائمة على بيان المعاني من جهة لغة العرب.
قام السلف بتفسير القرآن ، وكان لهم مصادر يعتمدون عليها في بيان القرآن ، وكانت هذه المصادر على قسمين : مصادر نقلية ، ومصادر استدلالية
والتفسير باللغة هو مصدره يتنازعه النقل والاستدلال ، ذلك أن التفسير المعتمد على اللغة إذا كان لا يحتمل إلا معنى واحداً ، فإنه أشبه بالمصادر النقلية لعدم وجود احتمال آخر في تفسيره يحتاج إلى استدلال.
وإذا كان يحتمل أكثر من معنى ، فإن حمله على أحد هذه المحتملات يعتمد على الرأي والاجتهاد ، وبذا يكون داخل في الاستدلال
وكان من أكثرهم استعمالاً لهذا الطريق ابن عباس رضي الله عنهما.
• قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
• وقال مسمع بن مالك: سمعت عكرمة قال: «كان إذا سئل ابن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم» رواه ابن أبي شيبة.
مثال قوله تعالى : ( وثيابك فطهر ) قال ابن عباس : لا تلبسها على غدرة ولا فجرة ، ثم قال ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة : -
إني بحمد الله لا ثوب فاجر **** لبست ولا من غدرة أتقنع .
• وكان ابن عباس يقول : - كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض أي : - لا يدري دلالة فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها يعني أنا ابتدأتها .
• وما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى : ( ختامه مسك ) قال : - إنه ليس من خاتم ، ألم تسمعوا إلى قول المرأة من نسائكم "طيب كذا وكذا خلطه مسك "، فهو الآن ينفي أن يكون معنى ختامه مسك تلك الدلالة العربية وهو الخاتم : أي ليس الشيء الذي يُختم به وإنما المراد به الختام : - الخلط فحدد دلالة عربية أخرى .
وقد سار التابعون رضوان الله عليهم على نفس النهج في التفسير فيما أشكل عليهم بلغة العرب
• فقد سئل إبراهيم النخعي عن ( إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) قال : قالوا فيه غيرالحق ، ألا ترى المريض إذا هذى قال غير الحق .

س 5 : بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
التفسير البياني يعنى بكشف حسن بيان النظم القرآني وعباراته وحكم اختيار لفظة على لفظة وتقديم تركيب على آخر أو لفظة على أخرى ولطائف التشبيهات وغيرها من الأساليب البلاغية
أهمية التفسير البياني :
1. الدلالة على إعجاز القرآن الكريم ، فبيان القرآن وبلاغته أحد أهم وجوه إعجازه ، لأنه جاء بلسان عربي مبين ومع ذلك أعجز العرب من الإتيان بمثله مع أنهم أهل الفصاحة والبلاغة .
ويظهر هذا الكلام من خلال :
أ‌. قدرة الله المطلقة على كل شيء ومن ذلك بلوغ غاية الحسن والبيان بما لا يطيقه الخلق ولو اجتمعوا .
ب‌. سعة علم الله تعالى ومن ذلك علمه بالألفاظ ودلالاتها وأي لفظة أحسن في هذا الموضع وأبلغ من غيرها .
2. يعين الحافظ على حفظه لكتاب الله تعالى خصوصا فيما يجد من متشابهات الألفاظ ، فيوقفه هذا النوع من التفسير على بعض اللطائف في المواضع المتشابهة وفائدة كل لفظة في مكانها فيعينه على تثبيتها مثال ذلك قوله تعالى ( والفتنة أشد من القتل ) بعد ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم(
3. يظهر جمال البيان القرآني ، فيعين على التدبر والفهم والخشوع والتأثر وتحرك القلب عند سماع وتلاوة كتاب الله فيعمل به ، مثل قول الوليد بن المغيرة ( إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله (
4. يساعد في الكشف عن المعاني المرادة ورفع الإشكال .
5. يساعد في الترجيح بين الأقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض >
6. له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن >
يلزم على من يسلك هذا المسلك :
• ألا يتصدى لهذا النوع من التفسير إلا بعد أن يكون عنده تبحر في علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة حتى لا يكثر غلطه ويقع في كتاب الله بما لا يجوز .
• أن لا يجزم بما لا دليل عليه سوى ذوقه وتأمله واجتهاده .
• أن لا يخالف في تفسيره صريح نص أو إجماع ، فيكون مردود وغير مقبول ويدخلهم في ضلالات وبدع .
• أن لا يتعصب لما رآه وظهر له ويذم من خالفه ، كما يحدث مع كثير من المتأخرين في ذمهم لكثير من تفاسير السلف واتهامهم بضعف التأمل وقلة الدراية بأساليب البيان .
• أن يأخذ بالحسبان أن هذا الفن فيه وعورة وصعوبة في مسلكه ، إذ أن كلام العلماء فيه ما هو ظاهر الدلالة ومنه ما هو خفي يحتاج لتأمل لإدراكه ومنه ما لا يجزم بثبوته أو نفيه ومنه ما هو مردود باطل ، فيحذر وينتبه لما يقع بين يديه منه .

س 6: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
أسباب الانحراف في التفسير اللغوي:
أكبر أسباب الانحراف الإعراض عن النصوص الثابتة وإجماع الأمة من السلف ، واتباع المتشابه نتيجة لهوى في النفس، ويستند أصحاب الأهواء إلى مستند لغوي يتوهمون أنه حجة لهم ، إذ لا يمكن أن يقع تعارض بين ما أجمع عليه من السلف من معتقد صحيح وبين الأدلة اللغوية الصحيحة.

مظاهر الانحراف منها :
1. ضعف العناية بالسنة النبوية ، وازدراء أهل الحديث ورميهم بالسوء وعدم الفهم .
2. التشكيك في دلالة نصوص الاعتقاد الصحيحة باحتمالات لغوية واهية .
3. نصرة أقوال أصحاب الأهواء بحجج لغوية واهية ضعيفة .
4. الدعوى بتعارض النصوص من أجل ترويج بدعة صاحب الهوى .

آثار الانحراف في التفسير اللغوي :
تعتبر خطيرة على من يتلقاها ولها أثر سيءوسلبي ، فمن اتبع طريق ومنهج غير الصحابة والسلف من من الأمة ، فقد ضل ضلالا مبينا ، وعلى المسلم أن يتوخى الحذر من اتباع البدع ، ويعلم أنها درجات ممكن أن تلقي بصاحبها للتهلكة .

س 7: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
لطرق التفسير أصولا ومراتب ودلالات تتداخل بعضها ببعض بحيث لا يمكن فصلها :
الأصل الأول : ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات ، فدلالة النص الصريح هي أصل الدلالات والحاكمة عليها والمبينة لحدودها ، إذ لا اجتهاد في موضع النص ، وكل اجتهاد يخالف النص فهو مردود.
الأصل الثاني : دلالة الإجماع ، وهي مستفادة من أقوال الصحابة والتابعين ، فإذا أجمعوا على تفسير فإجماعهم حجة لا تجوز مخالفته .
الأصل الثالث : دلالة الأثر ، ويقصد بها ما حصل عليه المفسر من أقوال الصحابة والتابعين مما ليس فيه إجماع ، وهذه أقل من المرتبيتين الأوليين ، ومترتبة عليهما ، إذ كل قول خالف الأصلين الأول والثاني فهو مردود .
مع الأخذ بعين الاعتبار أن :
1. مخالفة الصحابي إذا صح الإسناد إليه ولم تقدح قوله علة تبين أنه أخطأ أو اعتمد على نص منسوخ ولم ينكر عليه من الصحابة فإن مخالفته تلك تنقض الإجماع فتكون المسألة مسألة خلاف لا إجماع .
2. وإذا خالف التابعي قولا وقع عليه الاتفاق فلا ترفع مخالفته الإجماع بشرط أن لا يتابع على قوله كأن يهجر قوله ولا يتابعه عليه أحد لأن هجران العلماء لقوله دليل إجماعهم على خطئه ، وأما إن توبع على قوله كانت مسألة خلاف .
ومسائل الخلاف على نوعين:
1. مسائل خلاف قوي : يكون لأصحاب كل قول حجة وله حظ من النظر ويكثر فيها الترجيح بين العلماء.
2. مسائل الخلاف الضعيف التي يكون القول المرجوح فيها ظاهر الضعف.
الأصل الرابع : دلالة اللغة وذلك بتفسيرالآية بما يحتمله السياق من معان لغوية ، وهي مترتبة على المراتب قبلها فيشترط لقبولها أن لا تخالف نصا ولا إجماعا ولا أقوال السلف ، وكل تفسير لغوي خالف فيه صاحبه نصا أو إجماعا أو أقوال السلف كان مردودا .
الأصل الخامس : دلالة الاجتهاد ، وهي أن يجتهد المفسر في تفسيره للنصوص بما امتلك من أدوات الاجتهاد والاستدلال والنظر، وهي مترتبة على الأصول قبلها فكل اجتهاد خالف فيه المجتهد نصا أو إجماعا أو أقوال السلف أو الدلالات اللغوية الصحيحة فهو مردود .

أهمية معرفة هذه المراتب :
من ذلك يتبين أن للاجتهاد في التفسير حدود وضوابط مبينية بدلائل محكمة وثابتة ، يتقيد بها صاحب هذا الفن من المجتهدين :
1. يحرم عليه مخالفة نص صريح أو القول على الله بغير علم .
2. وجوب اتباعه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريم معصيته ووجوب اتباع سبيل المؤمنين .
3. صون التفسير من الخطأ والزلل ، وحفظه من انحرافات المنحرفين وضلالات المبتدعين ، إذ كل ما خالف أصلا من كتاب وسنة أو إجماع أو قول سلف أو دلالات لغوية صحيحة فاسد ومردود .
4. معرفة المفسر لمراتب الأدلة التي يفسر بها تعينه على ترتيب تفسيره فلا يتكلف ولا يتعسف ولا يتخطى دلالة النص الصريح إلى الاجتهاد أو إلى التفسير اللغوي .
5. تقوية الملكة التفسيرية للمفسر وزيادة علمه إذ أن دراسة مسائل الخلاف القوي تعين المفسر وتكسبه معرفة في كيفية الترجيح ومعرفة الراجح من المرجوح وعلل ذلك ، وتعين المفسر على البحث في طرق الجمع بين الأدلة إذا علم صحتها وصحة إسنادها وكان ظاهرها التعارض .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir