دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ربيع الأول 1431هـ/16-02-2010م, 08:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الباب الثالث - فى الكلمات المفتتحة بحرف الباء

( الباب الثالث - فى الكلمات المفتتحة بحرف الباء )



وهي الباء، البيت، الباب، البشارة، البشر، البشير، البر، البعث، البدل، البسط، البركة، البقية، البحر، البحيرة، البكاء، البصيرة، البضاعة، البهتان، الباطل، البغي، البرج، البرزخ، البلد، البطن، البيع، البديع، البصير، البارئ، البنيان، البلاء، البرهان، بئس، البقر، البادي، البيان، البين، البكر، البكرة، بارد، بادر، بغل، بطش، برق، بخس، براح، بل.


  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 04:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الباء )

( بصيرة فى الباء )

وقد ورد فى القرآن، وفى كلام العرب، على وجوه:
الأول: حرف من حروف المتهجى بها. ومخرجه من انطباق الشفتين قرب مخرج الفاء. ويمد ويقصر. والنسبة باوى وبائى. وبيب باء حسنة، وحسنا. وجمع المقصور أبواء (كذا وأذواء) وجمع الممدود باءات كحالات.
الثانى: اسم لعدد اثنين فى حساب الجمل.
الثالث: الباء الأصلى؛ كباء برك، وكبر، وركب.
الرابع: باء الإلصاق. ويكون حقيقة؛ كأمسكت بزيد، ومجازا؛ كمررت به.
الخامس: يكون للتعدية؛ نحو {ذهب الله بنورهم} {ولو شآء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}.
السادس: باء السببية: {فكلا أخذنا بذنبه}، وقال الشاعر:
*قد سقيت آبالهم بالنار*
وفى الحديث: "لن يدخل أحدكم الجنة بعمله".
السابع: باء الاستعانة؛ كباء بسم الله الرحمن الرحيم، وقولك: نجرت بالقدوم، وكتبت بالقلم.
الثامن: باء العوض؛ كقول الشاعر:
*ولا يواتيك فيما ناب من حدث * إلا أخو ثقة فانظر بمن تثق*
أراد من تثق به فزادها عوضا عنه.
التاسع: باء المصاحبة: {اهبط بسلام}، {وقد دخلوا بالكفر}، {فسبح بحمد ربك}، سبحانك الله وبحمدك.
العاشر: باء المقابلة: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}، وقولك: كافأت إحسانه بضعف. اشتريته بألف.
الحادى عشر: باء المجاوزة: {فسئل به خبيرا}، {ويوم تشقق السمآء بالغمام} {السمآء منفطر به}.
الثانى عشر: باء الغاية، وهى التى بمعنى إلى: {وقد أحسن بي}.
الثالث عشر: باء البدل:
*فليت لى بهم قوما إذا ركبوا * شنوا الإغارة فرسانا وركبانا*

الرابع عشر: باء الاستعلاء بمعنى على: {من إن تأمنه بقنطار} {وإذا مروا بهم يتغامزون} بدليل {وإنكم لتمرون عليهم} وقال:
*أرب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب*
{يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض}، زيد بالسطح.
الخامس عشر: باء التبعيض: {عينا يشرب بها عباد الله} أى منها.
*شربن بماء النحر ثم ترفعت*
وقول الآخر:
*فلثمت فاها آخذا بقرونها * شرب النزيف ببرد ماء الحشرج*
السادس عشر: باء القسم: أقسم بالله.
السابع عشر: باء التعليل: {إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل}.
الثامن عشر: باء الظرفية: {ولقد نصركم الله ببدر} {نجيناهم بسحر} وقال الشاعر:
*ويستخرج اليربوع من نافقائه * ومن جحره بالشيخة اليتقصع*
التاسع عشر: الباء التى تدخل على الاسم لإرادة التشبيه، كقولهم: لقيت بزيد الأسد، ورأيت بفلان القمر. والصحيح أنها للسبب
العشرون: باء التقليل، كقول الشاعر:
*فلئن صرت لا تحير جوابا * لما قد ترى وأنت خطيب*
الحادى والعشرون: الباء الزائدة، وهى المؤكدة. وتزاد فى الفاعل. {كفى بالله شهيدا} أحسن بزيد، أصله حسن زيد، وقال الشاعر:
*كفى ثعلا فخرا بأنك منهم * ودهر لأن أمسيت من أهله أهل*
وفى الحديث "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" ويزاد ضرورة كقوله:
*ألم يأتيك والأنباء تنمى * بما لاقت لبون بنى زياد*
وقوله:
*مهمالى الليلة مهماليه * أودى بنعلى وسرباليه*
وتزاد فى المفعول {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} {وهزى إليك بجذع النخلة}.
*نضرب بالسيف ونرجو بالفرج*
*سود المحاجر لا يقرأن بالسور*
وقلت فى مفعول ما يتعدى لاثنين؛ كقوله:
*تبلت فؤادك فى المنام خريدة * تسقى الضجيع ببارد بسام*
ويزاد فى المبتدأ: {بأيكم المفتون}، بحسبك درهم، خرجت فإذا بزيد. ويزاد فى الخبر {وما الله بغافل}، {جزآء سيئة بمثلها}.
*ومنعكها بشئ يستطاع*
ويزاد فى الحال المنفى عاملها:
*فما رجعت بخائبة ركاب * حكيم بن المسيب منتهاها*
*وليس بذى سيف وليس بنبال*
ويزاد فى التوكيد بالنفس والعين {يتربصن بأنفسهن}.
ومن أقسام الباء الباء المبدلة؛ كمكة وبكة، ولازم ولازب، والباء المكررة، كباء الرب، وكبر، وتكبر. ومنها باء الاستقامة {آمنا بربنا} أى استقمنا {فاستمسك بالذي أوحي إليك}. ومنها باء التعبير. وتكون متضمنة لزيادة العلم: {قل أتعلمون الله بدينكم} ومنها الباء اللغوى، وهو الرجل الشبق. الباء أيضا: النكاح. وكذلك الباءة والباه.

  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 04:58 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البيت)

( بصيرة فى البيت)


وقد ورد فى القرآن على خمسة عشرة وجها.
الأول: بمعنى المنازل والمساكن: {ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم} وقال {من بيوتكم أو بيوت آبآئكم} {لا تدخلوا بيوت النبي}.
الثانى: بمعنى الخانات ومنازل الرفاق {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة} {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم}.
الثالث: بمعنى المساجد، ومواضع العبادة: {واجعلوا بيوتكم قبلة}، {في بيوت أذن الله أن ترفع}.
الرابع: بمعنى سفينة نوح: {ولمن دخل بيتي مؤمنا}.
الخامس: بمعنى الكعبة: {وطهر بيتي للطآئفين}، {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس}، {إن أول بيت}.
السادس: بمعنى غرف الكرامة {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة}.
السابع: بمعنى حجرات النبوة: {وقرن في بيوتكن} {واذكرن ما يتلى في بيوتكن}.
الثامن: بمعنى المحابس: {فأمسكوهن في البيوت} أى فى السجون.
التاسع: بمعنى أعشاش الزنابير {أن اتخذي من الجبال بيوتا}.
العاشر: بمعنى الخيام من الجلود: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا}.
الحادى عشر: بمعنى الغيران فى الجبال: {وتنحتون من الجبال بيوتا}.
الثانى عشر: بمعنى الدور المعروفة: {ومن يخرج من بيته مهاجرا}.
الثالث عشر: بمعنى الملك: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} أى فى ملكها قاله الضحاك عن ابن عباس.
الرابع عشر: بمعنى الضراح فى السماء: {والبيت المعمور}.
الخامس عشر: بمعنى بيت النبوة: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال:
*كل بيت أنت ساكنه * غير محتاج إلى السرج*
*وجهك المأمول حجتنا * يوم يأتى الناس بالحجج*
والبيت أيضا: الشرف. والبيت: الشريف. والبيت: القبر. وجمع البيت أبيات وبيوت. وجمع الجمع أباييت، وبيوتات، وأبياوات، وتصغيره بييت، وبييت. ولا تقل: بويت. وامرأة متبيتة: أصابت بيتا. وبعلا.

  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 04:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الباب)

( بصيرة فى الباب)

وقد ورد فى القرآن لاثنى عشر معنى:
الأول: لمنازل العقوبة: {لها سبعة أبواب}.



الثانى: لمساكن المثوبة: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب}، {وفتحت أبوابها}.
الثالث: بمعنى السكة والمحلة: {وقال يابني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة} أى من سكك.
الرابع: باب المكر والحيلة: {وغلقت الأبواب}.
الخامس: باب الهرب والهزيمة من المعصية: {واستبقا الباب}، {وألفيا سيدها لدى الباب}.
السادس: الأبواب المعروفة {يدخلون عليهم من كل باب}.
السابع: دروب مدينة (أريحا وأذرح) {وادخلوا الباب سجدا} {ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون}.
الثامن: بمعنى مدخل الأمر ومخرجه: {وأتوا البيوت من أبوابها} أى الأمور من وجوهها.
التاسع: بمعنى مفتتح الأمر {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد}.
العاشر: بمعنى طرق أعمال العباد إلى السماء: {لا تفتح لهم أبواب السمآء}.
الحادى عشر: بمعنى أبواب الاستدراج بإظهار النعم: {فتحنا عليهم أبواب كل شيء}.
الثانى عشر: الباب المشترك بين المؤمنين والمنافقين: {له باب باطنه فيه الرحمة}.
والباب أيضا، والبابة فى الحدود والحساب: الغاية. ويجمع الباب على أبواب، وبيبان، وعلى أبوبة. وهذا نادر. وباب له يبوب: صار له بوابا. وحرفته البوابة. وتبوب بوابا: اتخذه. ومنه يقال فى العلم: باب كذا، وهذا العلم باب إلى كذا أى يتوصل إليه. وقد يقال: أبواب الجنة وأبواب جهنم للأسباب التى يتوصل بها إليهما. وبابات الكتاب: سطوره لا واحد له. وهذا بابته أى يصلح له؛ قال الشاعر:
*تركت النبيذ وشرابة * وصرت حبيبا لمن عابه*
*شراب يضل سبيل الرشاد * ويفتح للشر أبوابه*

  #5  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 04:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البشارة)

( بصيرة فى البشارة)

وهى الخبر السار. ويقال لها: البشرى أيضا. وبشرته، وأبشرته وبشرته: أخبرته بسار بسط بشرة وجهه. وذلك أن النفس إذا سرت انتشر الدم فيها انتشار الماء فى الشجر.
وبين هذه الألفاظ فروق؛ فإن بشرته عام، وأبشرته نحو أحمدته، وبشرته على التكثير. وقرئ (يبشرك)، و(يبشرك)، و(يبشرك). واستبشر إذا وجد ما يسره من الفرح. والبشير المبشر.
والبشارة وردت فى القرآن على اثنى عشر وجها، لاثنى عشر قوما باثنتى عشرة كرامة.
الأول: بشارة أرباب الإنابة بالهداية: {وأنابوا إلى الله لهم البشرى} إلى قوله: {هداهم الله}.
الثانى: بشارة المخبتين والمخلصين بالحفظ والرعاية: {وبشر المخبتين}.
الثالث بشارة المستقيمين بثبات الولاية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} إلى قوله: {وأبشروا بالجنة}.
الرابع: بشارة المتقين بالفوز والحماية: {الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى}.
الخامس: بشارة الخائفين بالمغفرة، والوقاية: {إنما تنذر من اتبع الذكر} إلى قوله: {فبشره}.
السادس: بشارة المجاهدين بالرضا والعناية: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا} إلى قوله: {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان}.
السابع: بشارة العاصين بالرحمة والكفاية: {نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم} إلى قوله: {ومن يقنط من رحمة ربه}.
الثامن: بشارة المطيعين بالجنة والسعادة: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات}.


التاسع: بشارة المؤمنين بالعطاء والشفاعة: {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم}.
العاشر: بشارة المنكرين بالعذاب والعقوبة {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما} {فبشرهم بعذاب أليم} وهذه استعارة ولكن تنبيه أن أسر ما يسمعونه الخبر بما ينالهم من العذاب. وذلك نحو قول الشاعر:
*تحية بينهم ضرب وجيع*
ويصلح أن يكون ذلك مثل قوله: {تمتعوا فإن مصيركم إلى النار}.
الحادى عشر: بشارة الصابرين بالصلوات والرحمة: {وبشر الصابرين} إلى قوله: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة}.
الثانى عشر: بشارة العارفين باللقاء والرؤية: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا}.

  #6  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 04:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البشر)

( بصيرة فى البشر)

وهو جمع البشرة، وهى ظاهر الجلد. والأدمة: باطنه. ويجمع على أبشار أيضا. وعبر عن الإنسان بالبشر؛ اعتبارا بظهور جلده من الشعر؛ بخلاف الحيوانات التى عليها الصوف، أو الشعر، أو الوبر. ويستوى فى لفظ البشر الواحد والجمع، وثنى فقال - تعالى -: {أنؤمن لبشرين}.
وقد ورد فى القرآن على ثلاثة عشر وجها:
الأول: بمعنى أبينا آدم الصفى: {إني خالق بشرا من طين} {إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون}.
الثانى: بمعنى شيخ المرسلين نوح: {ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم}.

الثالث: بمعنى صالح النبى: {أبشرا منا واحدا نتبعه}.
الرابع: بمعنى يوسف الصديق: {ما هذا بشرا}.
الخامس: بمعنى موسى وهارون: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا}.
السادس: بمعنى جبريل: {فتمثل لها بشرا سويا}. أى ملكا. ونبه أنه تشبح لها بصورة بشر.
السابع: بمعنى ابن ماثان: {ولم يمسسني بشر}.
الثامن: بمعنى شخص من الإسرائيليين: {فإما ترين من البشر أحدا} أى من بنى إسرائيل.
التاسع: بمعنى الغلامين العجميين اللذين قال كفار مكة: إن محمدا صلى الله عليه وسلم يتعلم القرآن وأخبار الماضين منهما: {يقولون إنما يعلمه بشر} إنما يعنون جبرا ويسارا.
العاشر: بمعنى النبى صلى الله عليه وسلم: {قل إنمآ أنا بشر مثلكم} وفيه تنبيه أن الناس يتساوون فى البشرية، وإنما يتفاضلون بما يختصون به من المعارف الجليلة، والأعمال الجميلة. ولذلك قال بعده: {يوحى إلى} تنبيها أنى بذلك تميزت عنكم.
الحادى عشر: بمعنى جملة المرسلين: {فقالوا أبشر يهدوننا}.
الثانى عشر: بمعنى جمع البشرة: {لواحة للبشر}.
الثالث عشر: بمعنى جملة الآدميين: {ثم إذآ أنتم بشر تنتشرون} ولها نظائر.

  #7  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البشر، والبشرى، والمبشر)

( بصيرة فى البشر، والبشرى، والمبشر)


يروى أنه - تعالى - أوحى إلى داود: يا داود بشر المذنبين، وأنذر الصديقين. فقال: يا رب: وكيف ذلك؟ فقال: بشر المذنبين إذا تابوا، وأنذر الصديقين إذا أعجبوا. وفى لفظ: بشر المذنبين بأنى غفور، وأنذر الصديقين بأنى غيور. وقال:

*ورد البشير مبشرا بقدومه * فملئت من قول البشير سرورا*


*فكأننى يعقوب من فرحى به * إذ عاد من شم القميص بصرا*
*والله لو قنع البشير بمهجتى * أعطيته ورأيت ذاك يسيرا*
*لو قال هب لى ناظريك لقلتها * خذ ناطرى فما سألت كثيرا*
وقد ورد بالبشير، والبشرى، (والتبشير) والمبشر فى القرآن على أوجه: [فالبشير فى ثلاثة مواضع].
الأول: فى حق القرآن المجيد: {بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم}.
الثانى: فى يهوذا: {فلمآ أن جآء البشير}.
الثالث: بمعنى سيد المرسلين: {ومآ أرسلناك إلا كآفة للناس بشيرا ونذيرا}. وبشرى فى ثلاثة:
الأول: بشرى فى مالك بن دعر لغلامه بأحسن الحسان: {يابشرى هذا غلام}.
الثانى: بشارة المطيعين بخلود الجنان: {بشراكم اليوم جنات}.
الثالث: منع الملائكة البشرى عن المجرمين والكفار: {لا بشرى يومئذ للمجرمين}.
والتبشير فى أربعة مواضع:
الأول: فى حال ولادة البنات {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا}.
الثانى: لإبراهيم الخليل بإسحاق {وبشرناه بإسحاق}، وبأولاد آخرين {فبشرناه بغلام حليم} يعنى إسماعيل، {وبشروه بغلام عليم} {قالوا بشرناك بالحق}.
الثالث: لزكريا بيحيى: {أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا}.
الرابع: لمريم بعيسى: {إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح}. والمبشر فى ثلاثة مواضع:
الأول عامة الرسل: {رسلا مبشرين ومنذرين}.
الثانى: تبشير عيسى بمقدم سيد المرسلين: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}.

الثالث: تبشير النبى صلى الله عليه وسلم للعاصين برحمة أرحم الراحمين: {إنآ أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}.
ويقال: أبشر الرجل أى وجد بشارة؛ نحو أبقل، وأمحل: {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.
وقول ابن مسعود: من أحب القرآن فليبشر (أى فليسر) يقال بشرته مبشر؛ نحو جبرته فجبر. وقال سيبويه: فأبشر وقال ابن قتيبة: هو من بشرت الأديم إذا رققت وجهه. قال ومعناه: فليضمر نفسه؛ كما روى: إن وراءنا عقبة كئودا لا يقطعها إلا الضمر من الرجال.
وتباشير الوجه: ما يبدو من سروره. وتباشير النخل: ما يبدو من رطبه، ومن الصبح: ما يبدو من أوائله. ويسمى ما يعطى المبشر البشرى. والبشارة بالضم.


  #8  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البركات)

( بصيرة فى البركات)



وقد وردت البركة فى القرآن فى أربعة عشر شيئا:
الأول: فى الكعبة التى هى قبلة العالمين: {للذي ببكة مباركا}.
الثانى: فى المطر الذى به حياة المتنفسين: {ونزلنا من السمآء مآء مباركا}.
الثالث: فى السلام الذى هو شعار المسلمين: {تحية من عند الله مباركة طيبة}.
الرابع: فى أولاد إبراهيم خليل رب العالمين: {وباركنا عليه وعلى إسحاق} {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت}.
السادس: فى أولاد نوح شيخ المرسلين: {يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك}.
السابع: فى الأرض التى هى مقر الآدميين: {وبارك فيها وقدر فيهآ أقواتها}.
الثامن: فى البقعة التى هى محل موسى [حيث ناداه] رب العالمين: (فى البقعة المباركة).

التاسع: (فى نار موسى ليلة طور سينين {أن بورك من في النار} أى فى طلب النار).


العاشر: فى شجرة الزيتون، الممثل بنور معرفة العارفين: {يوقد من شجرة مباركة}.
الحادى عشر: فى المسجد الأقصى الذى هو ممر سيد الرسل إلى أعلى عليين: {إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
الثانى عشر: فى ليلة القدر التى هى موسم الرحمة والغفران للعاصين والمذنبين {إنآ أنزلناه في ليلة مباركة}.
الثالث عشر: فى القرآن الذى هو أعظم معجزات البشر: {وهذا ذكر مبارك}.
الرابع: عشر فى المنزل الذى قصد، لا على التعيين: {وقل رب أنزلني منزلا مباركا} أى حيث يوجد الخير الإلهى.
والبركة معناها ثبوت الخير الإلهى فى الشئ. والمادة موضوعة للزوم والثبوت. وقوله - تعالى - {لفتحنا عليهم بركات من السمآء والأرض} سمى بذلك لثبوت الخير (فيه ثبوت الماء فى البركة. والمبارك ما فيه ذلك الخير) وقوله - تعالى -: {وهذا ذكر مبارك} تنبيه على ما يفيض من الحياة الإلهية. ولما كان الخير الإلهى يصدر من حيث لا يحس، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر، قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة: هو مبارك، وفيه بركة. وإلى هذه الزيادة أشير بما روى (ولا ينقص مال من صدقة) لا إلى النقصان المحسوس، حيث ما قال بعض الملاحدة الخاسرين حيث قيل له ذلك، فقال له: بينى وبينك الميزان. على أن عمى - وكان من أكابر الصالحين - أخبرنى أنه كال كدسا من الطعام، ثم أخرج منه الزكاة، ثم إنه كاله ثانية عند النقل إلى المنزل، فوجده لم ينقص شيئا من الكيل الأول.

  #9  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البر، والبر)

( بصيرة فى البر، والبر)

وقد ورد فى القرآن على أربعة عشر وجها:
الأول: - أعنى البر - بالفتح - خمس.
الأول: بمعنى الحق - جل اسمه وعلا - {إنه هو البر الرحيم}.
الثانى: بمعنى الصحراء ضد البحر: {ظهر الفساد في البر والبحر}. {وحملناهم في البر والبحر}، {فلما نجاهم إلى البر}.
الثالث: فى مدح يحيى بن زكريا {وبرا بوالديه}.
الرابع: فى المسيح عيسى: {وبرا بوالدتي}.
الخامس: فى ساكنى ملكوت السماء: {بأيدي سفرة * كرام بررة}. وأما البر - بالكسر - فأربعة:
الأول بمعنى البار: {ولاكن البر من آمن بالله} أى البار.
الثانى: بمعنى الخير: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
الثالث: بمعنى الطاعة: {أتأمرون الناس بالبر}.
الرابع: بمعنى تصديق اليمين: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا}.
وقد جاء بمعنى صلة الرحم {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم} أى تصلوا أرحامكم.
والأبرار مذكور فى خمسة مواضع:
الأول: فى صفة الأخيار، فى جوار الغفار: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين}.
الثانى: فى صفة نظارتهم على غرف دار القرار: {إن الأبرار لفي نعيم * على الأرآئك ينظرون}.
الثالث: فى مجلس أنسهم، وجاورة المصطفى، وصحابته الأخيار: {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا}.
الرابع: فى تقريرهم فى قبة القربة من الله الكريم الستار: {وما عند الله خير للأبرار}.


الخامس: فى مرافقة بعضم بعضا يوم الرحيل إلى دار القرار {وتوفنا مع الأبرار}.
وأصل الكلمة ومادتها - أعنى (ب ر ر) - موضوعة (لخلاف البحر)، وتصور منه التوسع، فاشتق منه البر أى التوسع فى فعل الخير. وينسب ذلك تارة إلى الله تعالى فى نحو {إنه هو البر الرحيم}، وإلى العبد تارة، فيقال:بر العبد ربه، أى توسع فى طاعته. فمن الله تعالى الثواب ومن العبد الطاعة. وذلك ضربان: ضرب فى الاعتقاد، وضرب فى الأعمال. وقد اشتمل عليهما قوله تعالى {ليس البر أن تولوا وجوهكم} الآية (وعلى هذا ما روى أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن البر فتلا هذه الآية) فإن الآية متضمنة للاعتقاد، ولأعمال الفرائض، والنوافل. وبر الوالدين: التوسع فى الإحسان إليهما. ويستعمل البر فى الصدق لكونه بعض الخير. ويقال: بر فى قوله، وفى يمينه، وحج مبرور: مقبول. وجمع البار أبرار، وبررة. وخص الملائكة بالبررة من حيث إنه أبلغ من الأبرار؛ فإنه جمع بر. والأبرار جمع بار، وبر أبلغ من بار؛ كما أن عدلا أبلغ من عادل. والبر معروف وتسميته بذلك لكونه أوسع ما يحتاج إليه فى الغذاء.


  #10  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البعث)

( بصيرة فى البعث)


وقد ورد فى القرآن على ثمانية معان:
الأول: بمعنى الإلهام: {فبعث الله غرابا يبحث} أى ألهم.
(2/122)
الثانى: بمعنى إحياء الموتى فى الدنيا: {ثم بعثناكم من بعد موتكم}، {فأماته الله مئة عام ثم بعثه}، {وكذلك بعثناهم ليتسآءلوا بينهم} أى أحييناهم.
الثالث: بمعنى الاستيقاظ من النوم: {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم} أى من النوم، {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى}.
الرابع: بمعنى التسليط {بعثنا عليكم عبادا}.
الخامس: بمعنى نصب القيم والحاكم: {فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلهآ}.
السادس: بمعنى التعيين: {ابعث لنا ملكا} أى عين وبين، {قد بعث لكم طالوت ملكا} أى قد عين وبين.
السابع: بمعنى الإخراج من القبول للحشر: {وأن الله يبعث من في القبور}.
الثامن: بمعنى الإرسال: {فابعثوا أحدكم بورقكم}، {هو الذي بعث في الأميين رسولا} أى أرسل.
وأصل البعث إثارة الشئ وتوجيهه. يقال: بعثته فانبعث.
ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علق به. فالبعث ضربان: بشرى؛ كبعث البعير، وبعث الإنسان فى حاجة، وإلهى، وذلك ضربان: أحدهما إيجاد الأعيان، والأجناس، والأنواع عن ليس وذلك يختص به البارئ - تعالى - ولم يقدر عليه أحدا من خلقه.
والثانى: إحياء الموتى. وقد خص به بعض أوليائه؛ كعيسى وغيره. ومنه {فهذا يوم البعث} نحو يوم المحشر. وقوله: {ولاكن كره الله انبعاثهم} أى توجههم ومضيهم.

  #11  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البسط)


( بصيرة فى البسط)


وهو لغة: النشر والتوشيع. فتارة يتصور منه الأمران، وتارة يتصور منه أحدهما: بسط الثوب: نشره. ومنه البساط، وهو اسم لكل مبسوط. والبساط - بالفتح -: الأرض المنبسطة، والمستوية. والبسيطة: الأرض. واستعار قوم البسيط لكل شيء لا يتصور فيه تركيب، وتأليف، ونظم.
قوله - تعالى - {ولو بسط الله الرزق لعباده} أى وسعه، {وزاده بسطة في العلم والجسم} أى سعة. قال بعضهم: بسطته فى العلم هو أن انتفع هو به، ونفع غيره، فصار له به بسطة أى جود. وبسط اليد: مدها.
وبسط الكف يستعمل تارة للطلب نحو {كباسط كفيه إلى المآء ليبلغ فاه}، وتارة للأخذ؛ نحو {والملائكة باسطوا أيديهم}، وتارة للصولة، والضرب؛ نحو {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء}، وتارة للبذل والإعطاء؛ نحو {بل يداه مبسوطتان}. ورجل بسيط الوجه: متهلل، وبسيط اليدين: منبسط. وانبسط النهار: امتد وطال. والبسطة - بالضم -: الفضيلة: {وزاده بسطة فى العلم والجسم} والبسطة بالفتح: المرأة الحسنة الجسم. والبسط - بالكسر والضم -: الناقة المتروكة مع ولدها، لا تمنع. والجمع أبساط، وبسط، وبساط. وهذا من الجموع العزيزة.

  #12  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البدل)

( بصيرة فى البدل)

وهو الشى يكون مكان آخر. وهو أعم من العوض، فإن العوض هو أن يصير لك الثانى بإعطاء الأول. والتبديل، والإبدال، والاستبدال: جعل الشئ مكان آخر.
وقد ورد فى القرآن على وجوه:
الأول: بمعنى الهلاك {وإذا شئنا بدلنآ أمثالهم تبديلا}، {وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم} أى نهلك.
الثانى: بمعنى نسخ الشريعة والآية: {وإذا بدلنآ آية مكان آية} أى نسخنا، {أبدله من تلقآء نفسي}.
الثالث: بمعنى التغيير: {فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه} أى يغيرونه، {وما بدلوا تبديلا} ومنه قوله - تعالى {فأولائك يبدل الله سيئاتهم حسنات} وقيل: هو أن يعملوا أعمالا صالحة تبطل ما قدموه من الإساءة. وقيل: هو أن يعفو - تعالى - عن سيئاتهم، ويحتسب بحسناتهم {يوم تبدل الأرض غير الأرض} أى تغير عن حالها. وقوله: {ما يبدل القول لدي} أى لا يغير ما سبق فى اللوح المحفوظ؛ تنبيها على أن ما علمه أن سيكون يكون على ما قد علمه، لا يتغير عن حاله. وقيل: لا يقع فى قوله خلف. وعلى الوجهين قوله: {لا تبديل لكلمات الله} {لا تبديل لخلق الله} وقيل: معناه: النهى عن الخصاء.
الرابع: بمعنى تجديد الحالة: {بدلناهم جلودا غيرها} أى جددنا.
الخامس: بمعنى اختيار الكفر، والنكرة على الإيمان {ومن يتبدل الكفر بالإيمان}.
السادس: بمعنى إبليس فى طريق الظلم والضلالة: {بئس للظالمين بدلا}.


والأبدال: قوم صالحون، يجعلهم الله تعالى مكان آخرين مثلهم ماضين. وحقيقته: قوم بدلوا أحوالهم الذميمة (بأحوالهم الحميدة). قيل: وهم المشار إليهم بقوله: تعالى - {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}.

  #13  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البقية)

( بصيرة فى البقية)

وقد وردت على وجوه.
الأول: بمعنى المال والحلال: {بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين}.
الثانى: الباقية بمعنى الصلاة: {والباقيات الصالحات} أى الصلوات الخمس.
الثالث: بمعنى ميراث الأموات: {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون}.
الرابع: بمعنى قلة القوم والتبع {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية} {فهل ترى لهم من باقية}.
وأصل البقاء: ثبات الشئ على الحالة الأولى. وهو يضاد الفناء. وقد بقى يبقى بقاء، وبقى - كرمى - لغة. وفى الحديث: بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أى انتظرناه، ورصدنا له مدة كثيرة.
والباقى ضربان: باق بنفسه لا إلى مدة. وهو البارئ تعالى، ولا يجوز عليه الفناء، وباق بغيره، وهو ما عداه، ويصح عليه الفناء. والباقى بالله ضربان: باق بشخصه إلى أن يشاء الله أن يفنيه: كبقاء الأجرام السماوية، وباق بجنسه، ونوعه، دون شخصه، وجزئه، كالإنسان، والحيوانات. فكذا فى الآخرة باق بشخصه؛ كأهل الجنة؛ فإنهم يبقون على التأبيد لا إلى مدة، وباق بنوعه، وجنسه؛ كما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أن ثمار الجنة يقطعها أهلها، ويأكلونها، ثم تخلف مكانها مثلها.
ولكون ما فى الآخرة دائما قال الله تعالى: {وما عند الله خير وأبقى}.

  #14  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البصيرة)

( بصيرة فى البصيرة)

وهى قوة القلب المدركة. ويقال لها: بصر أيضا: قال الله - تعالى -: {ما زاغ البصر وما طغى} وجمع البصر أبصار، وجمع البصيرة بصائر. ولا يكاد يقال للجارحة الناظرة بصيرة؛ إنما هى بصر؛ نحو {كلمح بالبصر} ويقال للقوة التى فيها أيضا: بصر. ويقال منه: أبصرت، ومن الأول: أبصرته، وبصرت به. وقلما يقال فى الحاسة إذا لم تضامه رؤية القلب: بصرت. ومنه {أدعو إلى الله على بصيرة} أى على معرفة وتحقق. وقوله: {بل الإنسان على نفسه بصيرة} أى عليه من جوارحه بصيرة، فتبصره وتشهد عليه يوم القيامة. وقال الأخفش: جعله فى نفسه بصيرة؛ كما يقال: فلان جود وكرم. فههنا أيضا كذلك؛ لأن الإنسان ببديهة عقله يعلم أن ما يقربه إلى الله هو السعادة، وما يبعده عن طاعته الشقاوة.
وتأنيث البصير لأن المراد بالإنسان هنا جوارحه. وقيل: الهاء للمبالغة؛ كعلامة، وزاوية. والضرير يقال له: البصير، على سبيل العكس. والصواب أنه قيل له ذلك لماله من قوة بصيرة القلب.
وقوله: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} حمله كثير من المتكلمين على الجارحة. وقيل: فى ذلك إشارة إلى ذلك، وإلى الأذهان، والأفهام. والباصرة: الجارحة الناظرة.

{وجعلنآ آية النهار مبصرة} قيل معناه: صار أهله بصراء؛ نحو رجل مخبث، ومضعف أى أهله خبثاء وضعفاء. {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد مآ أهلكنا القرون الأولى بصآئر للناس}: آية جعلناها عبرة لهم. وقوله: {وأبصر فسوف يبصرون} أى انتظر حتى ترى ويرون. وقوله: {وكانوا مستبصرين} أى طالبين للبصيرة. ويصح (أن يستعار) الاستبصار للإبصار؛ نحو استعارة الاستجابة للإجابة. وقوله: {تبصرة وذكرى} أى تبصيرا وتنبينا. يقال: بصرته تبصيرا، وتبصرة؛ نحو ذكرته تذكيرا وتذكرة.


والبصيرة: قطعة من الدم تلمع، والترس اللامع، وما بين شقتى الثوب، والمزادة، ونحوها التى تبصر منه. والبصرة: حجارة رخوة تلمع كأنها تبصر.

وورد البصر فى القرآن على وجوه: بصر النظر والحجة: {فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا}، وبصر الأدب، والحرمة: {ما زاغ البصر وما طغى}، وبصر للتعجيل والسرعة: {ومآ أمرنآ إلا واحدة كلمح بالبصر}، وبصر الحيرة والحسرة: {فإذا برق البصر}، وبصر للعمى فى الكافر، والجهالة: {وجعل على بصره غشاوة}، وبصر السؤال عن المعصية، والطاعة: {إن السمع والبصر والفؤاد}، وبصر فى عدم الفائدة والمنفعة: {فمآ أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم}، وبصر للغى والغفلة: {أولائك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم}، وبصير للغطاء واللعنة: {فأصمهم وأعمى أبصارهم}، وبصير لإبعاد المنكرين عن اللقاء والرؤية: {لا تدركه الأبصار}، وبصر للختم والخسارة: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم} وبصر للنظر والعبرة: {فاعتبروا ياأولي الأبصار}.

  #15  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البحر والبحيرة)

( بصيرة فى البحر والبحيرة)

وقد ورد على أنحاء: بمعنى ضد البر: {واترك البحر رهوا}، {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر}، وبمعنى بحر فارس والروم: {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سآئغ شرابه وهذا ملح أجاج}،وبمعنى البحر الذى تحت العرش المجيد، وفيه عجائب لا يعلمها إلا الله وبمائة يحيي الله الأموات: {والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور}، وبمعنى الأرياف والقرى: {ظهر الفساد في البر والبحر} أى فى البوادى والحواضر.
وأصل البحر: كل مكان واسع جامع للماء الكثير. ثم اعتبر تارة سعته المكانية؛ فيقال: بحرت كذا: أوسعته سعة البحر؛ تشبيها به. ومنه بحرت البعير: شققت أذنه شقا واسعا. ومنه البحيرة: {ما جعل الله من بحيرة} وذلك ما كانا يجعلونه بالناقة إذا ولدت عشرة أبطن شقوا أذنها وسيبوها، فلا تركب، ولا يحمل عليها. وسموا كل متوسع فى شئ بحرا. فالرجل المتوسع فى علمه بحر، والفرس المتوسع فى جريه بحر. واعتبر من البحر تارة ملوحته، فقيل: ماء بحر أى ملح. وقد أبحر الماء. قال:
*وقد عاد ماء الأرض بحرا وازدنى * إلى مرضى أن أبحر المشرب العذب*
وقال بعضهم: البحر فى الأصل الملح، دون العذب. وقوله تعالى: {البحران هذا عذب فرات سآئغ شرابه وهذا ملح أجاج} إنما سمى العذاب بحرا؛ لكونه مع الملح؛ كما يقال للشمس والقمر: قمران.

  #16  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البخل)

( بصيرة فى البخل)
والبخل - بالضم، وبالفتح -، والبخل - بالتحريك -، والبخول مصادر بخل يبخل، كعلم يعلم، فهو باخل من بخل - كركع -، وبخيل من بخلاء. ورجل بخل - محركة - وصف بالمصدر (وبخال وبخال ومبخل) كسحاب وشداد ومعظم.
والبخل: إمساك المتقنيات عما لا يحق حبسها عنه. ويقابله الجود. والبخل ثمرة الشح، والشح يأمر بالبخل؛ كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إياكم والشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم: أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطعية فقطعوا" فالبخيل: من أجاب داعى الشح، المؤثر من أجاب داعى الجود، والسخاء، والإحسان.
والبخل ضربان: بخل بقنيات نفسه، وبخل بقنيات غيره. وهو أكثرهما ذما. وعلى ذلك قوله - تعالى -: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل}.
والبخيل من [الباخل]: الذى يكثر منه البخل؛ كالرحيم من الراحم.

  #17  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البخس)

( بصيرة فى البخس)

وهو نقص الشئ على سبيل الظلم. والبخس، والباخس: الشئ الطفيف الناقص. وقوله - تعالى - {وشروه بثمن بخس} قيل: معناه: باخس، أى ناقص. وقيل: مبخوس أى منقوص. وتباخسوا أى تغابنوا فبخس بعضهم بعضا. قيل كان الثمن عشرين (درهما، وقيل اثنين وعشرين).

  #18  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البخع)

( بصيرة فى البخع)


وهو لغة: قتل النفس غما، بخع نفسه يبخع بخعا كمنع يمنع. وبخع بالحق بخوعا، وبخاعة: أقر به، وخضع له. وبخع الركية بخعا: حفرها، حتى ظهر ماؤها. وبخع له نصحه: أخلصه، وبالغ فيه. وبخع الأرض بالزراعة: نهكها، وتابع حراثتها، ولم يجمها عاما. وبخع الرجل خبره: صدقه. وبخع الشاة: بالغ فى ذبحها {فلعلك باخع نفسك} أى مهلكها، وقاتلها؛ حرصا على إسلامهم. وفيه حث على ترك التأسف؛ نحو {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}.

  #19  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البدار)

( بصيرة فى البدار)


قال - تعالى -: {ولا تأكلوهآ إسرافا وبدارا} أى مسارعة. يقال: بدرت إليه، وبادرت. ويعبر عن الخطأ الذى يقع عن حدة: بادرة يقال: كانت من فلان بوادر فى هذا الأمر. والبدر قيل: سمى به لمبادرته الشمس بالطلوع. وقيل: لامتلائه، تشبيها بالبدرة. فعلى ما قيل يكون مصدرا فى معنى الفاعل. قال الراغب: "الأقرب عندى أن يجعل البدر أصلا فى الباب، ثم يعتبر معانيه التى تظهر منه، فيقال تارة: بدر كذا أى طلع طلوع البدر. ويعتبر امتلاؤه تارة فتشبه البدرة به. والبيدر: المكان المرشح لجمع الغلة فيه وملئه منه.

  #20  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البديع)

( بصيرة فى البديع)



وقد جاء بمعنى (المبتدع وبمعنى المبتدع). والبديع أيضا. حبل ابتدئ فتله، ولم يكن حبلا فنكث، ثم غزل. ثم أعيد فتله. والبديع: الزق الجديد، والرجل السمين. قال - تعالى - {بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد} {بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا} بمعنى المبدع، والمبتدئ لإيجاده، وروى أن اسم الله الأعظم: يا بديع السماوات والأرض، ياذا الجلال والإكرام. والبدع - بالكسر - المبتدع، والبديع، والغمر من الرجال والغاية فى كل شئ. وذلك إذا كان عالما، أو شجاعا، أو شريفا. والجمع أبداع. وهى بدعة من بدع. وقد بدع بداعة، وبدوعا و {قل ما كنت بدعا من الرسل} قيل: معناه: مبتدعا لم يتقدمنى رسول. وقيل: مبدعا فيما أقوله.
والبدعة: الحدث فى الدين بعد الإكمال. وقيل: ما استحدث بعده - صلى الله عليه وسلم - من الأهواء، والأعمال. والجمع بدع. وقيل: البدعة: إيراد قول، أو فعل، لم يستن قائلها، ولا فاعلها فيه بصاحب الشريعة، وأمايلها المتقدمة، وأصولها المقننة. وروى "كل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار". وأبدع: أبدأ، والشاعر: أتى بالبديع، وفلان بفلان: قطع به، وخذله، ولم يقم بحاجته، وحجته: بطلت، وبره بشكرى، وقصده بوصفى: إذا شكره إحسانه إليه، معترفا بأن شكره لا يفى بإحسانه.

  #21  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البدن)

( بصيرة فى البدن)
وهو [من] الجسد: ما سوى الرأس، والشوى. وقيل: العضو، وقيل: البدن خاص بأعضاء الجزور. وقيل فى الفرق بين البدن والجسد: إن البدن يقال اعتبار بعظم الجنة، والجسد اعتبارا باللون. ومنه قيل: ثوب مجسد. ومنه قيل: امرأة بادنة، وبادن، وبدين أى عظيمة الجسم. وسميت البدنة بذلك لسمنها. ويقال: بدن إذا سمن. وكذلك بدن. وقيل: بل بدن (مشددة) معناه: أسن. ومنه الحديث: "لا تبادرونى بالركوع والسجود فإنى قد بدنت" أى كبرت وأسننت. وقوله: تعالى: {ننجيك ببدنك} أى بجسدك. وقيل: بدرعك. وقيل: سمى الدرع بدنة، لكونه على البدن؛ كما يسمى موضع اليد من القميص يدا، وموضع الظهر، والبطن ظهرا، وبطنا. وقوله - تعالى - {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله} هى جمع البدنة التى تهدى. والبدنة من الإبل والبقر كالأضحية من الغنم. وهن للذكر والأنثى. والجمع بدن، وبدن.

  #22  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البرج)

( بصيرة فى البرج)
وهو القصر، وجمعه بروج.
وقد جاء فى القرآن على وجوه ثلاثة.
الأول: بمعنى مدار الكواكب: {والسمآء ذات البروج}، {تبارك الذي جعل في السمآء بروجا} {ولقد جعلنا في السماء بروجا}.
والثانى: بمعنى القصور: {ولو كنتم في بروج مشيدة} أى قصور محكمة، مطولة. قيل: يجوز أن يراد بها بروج فى الأرض، وأن يراد بروج النجوم، ويكون استعمال لفظ المشيدة فيها على سبيل الاستعارة. ويكون الإشارة بالمعنى إلى نحو ما قال زهير:
*ومن هاب أسباب المنايا ينلنه * ولو نال أسباب السماء بسلم*
(وأن يكون البروج فى الأرض) ويكون الإشارة إلى ما قال الآخر:

*ولو كنت فى غمدان يحرس بابه * أراجيل أحبوش وأسود آلف*


*إذا لأتتنى - حيث كنت - منيتى * يخب بها هاد لإثرى قائف*
وثوب مبرج: صور عليه بروج.
الثالث: بمعنى التزيين والتوسع {ولا تبرجن تبرج الجاهلية}، {غير متبرجات}. وهذا كله مأخوذ من (المبرج) فى اعتبار حسنه. فقولهم: تبرجت المرأة: تشبهت بالمبرج فى إظهار المحاسن. وقيل: ظهرت من برجها أى قصرها. والبرج: سعة العين، وحسنها؛ تشبها بالبرج فى الأمرين. كتب إلى بعض الفضلاء.
*بنفسى من أهدى إلى كتابه * فأهدى لى الدنيا مع الدين فى درج*
كتاب معانيه خلال سطوره * كواكب فى برج لآلئ فى درج*

  #23  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البراح)

( بصيرة فى البراح)
وهو المكان الواسع الذى لا بناء فيه، ولا شجر. فيعتبر تارة ظهوره، فيقال: فعل كذا براحا، أى صراحا لا يستره شيء. وبرح الخفاء: ظهر كأنه حصل فى براح يرى. وبراح الدار: ساحته، وبرح - كسمع صار فى البراح. ومنه البارح للريح الشديدة. وبرح: (ثبت فى البراح) ومنه لا أبرح. وخص بالإثبات؛ كقولهم: لا زال؛ لأن برح، وزال اقتضيا معنى النفى. ولا للنفى، والنفيان يحصل من اجتماعهما إثبات. ومنه قوله - تعالى -: {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين}. ولما تصور من البارح معنى التشاؤم اشتق منه التبريح والتباريح. فقيل، برح به الأمر وبرح بى فلان فى التقاضى. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: واضربوهن ضربا غير مبرح. ولقى منه البرحين - مثلثة الأولى - أى الدواهى والشدائد. وبرحة من البرح أى ناقة من خيار الإبل. والبارح: الريح الحارة فى الصيف. قال الشاعر:

*يا ساكن الدنيا لقد أوطنتا * ولتبرحن وإن كرهت براحها*
*ما زلت تنقل مذ خلقت إلى البلا * فانظر لنفسك إن أردت صلاحها*
وقوله - تعالى -: {فلن أبرح الأرض} أى أنتقل من مصر إلى كنعان.

  #24  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البروز)

( بصيرة فى البروز)



وهو الظهور البين. وأصله البراز. وهو الفضاء. وبرز: حصل فى براز. وذلك إما أن يظهر بذاته؛ نحو {وترى الأرض بارزة} تنبيها أنه يبطل فيها الأبنية. وسكانها. ومنه المبارزة فى القتال، وهى الظهور من الصف، أو الظهور لما عنده من فضل الشجاعة. وهو أن يظهر نفسه فى فعل محمود، وإما أن ينكشف عنه ما كان مستورا به. ومنه قوله - تعالى - {وبرزوا لله الواحد القهار}، وقوله: {وبرزت الجحيم للغاوين} تنبيها أنهم يعرضون عليها. وامرأة برزة: عفيفة؛ لأن رفعتها بالعفة.
( بصيرة فى البرزخ)

هوا لحاجز بين الشيئين. وهو تارة قدرة الله تعالى، وتارة بقدرة الله تعالى. والبرزخ من وقت الموت إلى القيامة: من مات دخله. وبرازخ الإيمان: ما بين أوله وآخره. والبرزخ فى القيامة: الحائل بين الإنسان وبين بلوغ المنازل الرفيعة فى الآخرة. وذلك إشارة إلى العقبة المذكورة فى قوله: {فلا اقتحم العقبة}. وتلك العقبة موانع من أحوال لا يصل إليها إلا الصالحون.

  #25  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 05:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى البرق)

( بصيرة فى البرق)


وهو لمعان السحاب. والبرق، والبارقة: السيف. سمى للمعانه. ويقال فى البرق: يشرى ويومض، ويعن ويعترض، ويوبص، ويستطير، ويستطيل، ويلمع ويتبوج، ويخطف، ويخفق، ويبرق، ويتألق، ويتلألأ، ويستشرى، وينبض، ويهب، ويخرق، ويتسلسل، ويستن، ويبتسم، ويضحك، وينبعق، وينشق، ويرتعص، ويفرى، ويهض، وينبعث، ويلوح، ويتهلل، ويتكلل.
ومما يستحسن فى وصف البرق وخفائه، والرعد فى حدائه، والثلج ولألائه، قول بعضهم:
*ينبض نبض العرق فى استخفاء * شرارة تطرف من قصباء*
*أو طرف طير هم باقتذاء * حتى إذا امتدت على السواء*
*ورجفت بزجل الحداء * وقعقعت بالرعد ذى الضوضاء*
*كأن بين الأرض والسماء * رجل جراد ثار فى عماء*
*أو سرعانا من دبى غوغاء * أو كرسفا يندف فى الهواء*
*تطيره الريح على القواء * أو (حلبا ينطف فى الخباء)*
*أو رغوة تنفش من عزلاء * أو كنقى الفضة البيضاء*
*أو كانتشار الدر ذى اللآلاء * أو كانتظام الودع فى الإخفاء*
*فاشمطت الأرض على فتاء * واستوت الآكام بالضواء*
وقال الأصمعى: أحسن ما قيل فى البرق والغيث قول عدى بن الرقاع:
*فقمت أخبره بالغيث لم يره * والبرق إذا أنا محزون له أرق*
*مزن يسبح فى ريح شآمية * مكلل بعماء الماء منتطق*
*ألقى على ذات أجفار كلاكله * وشب نيرانه وانجاب يأتلق*
*وبات يحتلب الجوزاء درتها * فنوؤها حين ناحت مربع لثق*
*تبكى ليدرك محلا كان ضيعة * يزيله سبط منه ومندفق*
*جون المشارب رقراق تظل به * شم المخارم والأثناء تصطفق*
*يكاد يظلم ظلما ثم يغلبه * عن الشواهق والوادى به شرق*
وقال العتابى.
*أرقت للبرق يخبو ثم يأتلق * يخفيه طورا ويبديه لنا الأفق*
*كأنها غرة شهباء لامحة * فى وجه دهماء ما فى جدلها بلق*

*أو ثغر رنجية تفتر ضاحكة * تبدو مشافرها طورا وتنطبق*
*أو غرة الصبح عند الفجر حين بدت * أو فى المساء إذا ما استعرض الشفق*
*له بدائع حمر اللون هائلة * فيها سلائل بيض ما لها حلق*
*والغيم كالثوب فى الآفاق منتشر * من فوقه طبق من تحته طبق*
*تظنه مصمتا لافتق فيه فإن * سالت عزاليه قلت: الثوب منفتق*
*إن قعقع الرعد فيه قلت منخرق * أولألأ البرق فيه قل يحترق*
*تستك من رعده أذن السميع كما * تعشى إذا نظرت (فى برقه) الحدق*
*فالرعد صهصلق والريح محترق * والبرق مؤتلق والماء منبعق*
*غيث أواخره تحدو أوائله * أرب بالأرض حتى ماله لبق*
*قد حاك فوق الربا نورا له أرج * كأنه الوشى والديباج والسرق*
*فطار فى الأنف ريح طيب عبق * ونار فى الطرف لون مشرق أنق*
*من خضرة بينها حمراء قانية * أو أصفر فاقع أو أبيض يقق*

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الباب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir