دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 06:59 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( الباب الثالث والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف الكاف )

( الباب الثالث والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف الكاف )

وهى: الكاف، وكب، وكبت، وكبد، وكبر، وكتب، وكتم، وكثب، وكثر، وكدح، وكدر، وكدى، وكذب، وكر، وكرب، وكرس، وكرم، وكره، وكسب، وكسف، وكسل، وكسا، وكشط، وكشف، وكظم، وكعب، وكف، وكفت، وكفر، وكفل، وكل، وكلب، وكلف، وكلم، وكلا، وكلوا، وكم، وكمل، وكمه، وكن، وكند، وكنز، وكنس، وكوب، وكور، وكون، وكهف، وكهل، وكهن، وكيد، وكيس، وكيف، وكيل، وكى.


التوقيع :
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 07:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الكاف )

( بصيرة فى الكاف )

وهى تستعمل على وجوه:

1- حرف من حروف الهجاء لهوى، مخرجه من اللهاة جوار مخرج القاف. والنسبة إليه كافى. والفعل منه كوفت كافا حسنة وحسنا. وجمعه على التذكير أكواف، وعلى التأنيث كافات.
2- الكاف فى حساب الجمل: اسم لعدد العشرين.
3- الكاف الأصلى فى الكلمة نحو: كبر، بكر، وربك.
4- كاف العجز والضرورة؛ كمن يقول من أهل الهند وغيرهم: كام فى قام.
5- الكاف المكررة فى، سكك: وشكك.
6- كاف الوقف.
7- كاف التذكير؛ كما فى قوله تعالى: {إنك لمن المرسلين}.
8- كاف التأنيث: {إن الله اصطفاك وطهرك}.
9- كاف التشبيه: {كعصف مأكول}.
10- كاف التأكيد؛ نحو: كلا، فإن الأصل لا زيدت الكاف لتأكيد النفى.
11- كاف البعيد: {ذلك الكتاب}.
12- كاف التعجب: ما رأيت كاليوم.
13- الكاف الزائدة: {ليس كمثله شيء}.
14- الكاف المبدلة من القاف: امتك وامتق، وتمعق وتمعك.
15- الكاف اللغوى: فالكاف فى اللغة: الرجل المصلح بين القوم، قال:
*خضم إذا ما جئت تبغى سيوبه * وكاف إذا ما الحرب شب شهابها*

  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 07:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كب وكبت وكبد )

( بصيرة فى كب وكبت وكبد )

كب الله العدو: صرعه على وجهه. وكب: إذا ثقل. وأكب على وجهه: سقط، وهذا من النوادر أن يقال: أفعلت أنا وفعلت غيرى، ولهذا نظائر قليلة تجمعها هذه الأبيات:
*كلم ثلاثيها جاءت مجاوزة * ولازم أفعل احفظ كى تصدقه*
*بنت الأمور جفلت الرأل أجنحه * زعجته ورفأت السفن أشنقه*
*شغلتها وعنجت النوق أعرضه * قشعته كبه أمرت لأينقه*
*نزفتها ونسلت الريش مع وزنوا * خمس وعشر بلا مثل تحققه*

وكبكبه بمعنى كبه، ومنه قوله تعالى: {فكبكبوا فيها}، أى دهوروا وألقى بعضهم على بعض، وقيل: جمعوا، مأخوذ من الكبكبة وهى الجماعة. وفى الحديث: "أكبوا رواحلهم" هكذا الرواية، قال بعضهم: الصواب [كبوا] أى ألزموها الطريق. وقال الحذاق من أهل اللغة معناه: أكبوا بها، فحذفوا الجار وأوصلوا الفعل. والمعنى: جعلوها مكبة على طريق الطريق والمضى فيه؛ من قولك: أكب الرجل على الشىء يعمله، وأكب فلان على فلان يظلمه: إذا أقبل عليه غير عادل عنه ولا مشتغل بأمر دونه.
والكواكب: النجوم البادية، ولا يقال لها: كوكب إلا عند ظهوره.
الكبت: الصرف والإذلال. كبت الله العدو: صرفه وأذله. وكبته لوجهه: صرعه، قال تعالى: {كبتوا كما كبت الذين من قبلهم}. قال الفراء: كبتوا أى غيظوا وأحزنوا يوم الخندق. وإنما قال ذلك لأن أصل الكبت الكبد، فقلبت الدال تاء، أخذ ذلك من الكبد وهو موضع الغيظ والحقد. وكأن الغيظ لما بلغ منهم مبلغ المشقة أصاب أكبادهم فأحرقها.

  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 07:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كبد )

( بصيرة فى كبد )

الكبد والكبد والكبد واحدة الأكباد. قال الفراء: يذكرو ويؤنث. وكبد السماء وكبداؤها، وكبيداؤها، وكبيداتها - كأنهم صغروها كبيدة ثم جمعوها - وهى ما استقبلك من وسطها.

والكبد: الشدة والمشقة، قال تعالى: {خلقنا الإنسان في كبد}، أى يكابد أمره فى الدنيا والآخرة. وقيل: خلق منتصبا غير منحن كسائر الحيوان. وقال ابن عرفة: (فى كبد): فى ضيق، ثم يكابد ما يكابده من أمور دنياه وآخرته، ثم الموت إلى أن يستقر فى جنة أو نار. وقال ابن دريد: الكبد: مصدر كبد يكبد كبدا: إذا اشتكى كبده.
وكبدهم البرد: شق عليهم وضيق، ومنه قول بلال: أذنت فى ليلة باردة، فلم يأت أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لهم يا بلال؟ قلت: كبدهم البرد. قال بلاب: فلقد رأيتهم يتروحون فى الضحاء، يريد أنه دعا لهم بانكسار البرد عنهم حتى احتاجوا إلى التروح.

  #5  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 07:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كبر )

( بصيرة فى كبر )
الكبير والصغير من الأسماء المتضايقة. ويستعملان فى الكمية المتصلة كالأجسام، وذلك كالكثير والقليل فى الكمية المنفصلة كالعدد؛ وربما يتعاقب الكثير والكبير على شىء واحد بنظرين مختلفين، نحو قوله تعالى: {قل فيهمآ إثم كبير} و (كثير) وقرئ بهما. وأصل ذلك أن يستعمل فى الأعيان ثم استعير فى المعانى نحو قوله: {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}.

وقوله: {يوم الحج الأكبر} إنما وصفه بالأكبر تنبيها أن العمرة هى الحجة الصغرى، كما قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة / هى الحج الأصغر" وقيل المراد بالحج الأكبر حجة الوداع؛ لأنه لم يقع مثلها من حيث خلق الله الكعبة إلى يوم القيامة، فإنه حضرها النبى صلى الله عليه وسلم فى نحو من تسعين ألف صحابى. وقيل: الحج الأكبر بالنسبة إلى كل أحد حجة يجتمع فيها بأحد من أكابر الأولياء والأقطاب الواصلين، ويشمله نظره وبركته ودعاؤه خصوصا، فذلك الحج الأكبر بالنسبة إليه؛ وقيل: إذا كان الوقوف بعرفة يوم جمعة، وقيل غير ذلك.
ومن ذلك ما اعتبر فيه الزمان، فيقال: فلان كبير أى مسن، نحو قوله: {وقد بلغني الكبر}. ومنه ما اعتبر فيه المنزلة والرفعة، نحو قوله: {أي شيء أكبر شهادة}، وقوله: {فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم} فسماه كبيرا بحسب اعتقادهم فيه لا لقدر ورفعة حقيقية، وقوله: {أكابر مجرميها} أى رؤساءها، {إنه لكبيركم} أى رئيسكم. ومن هذا النحو: ورثه كابرا من كابر، أى إنه عظيم القدر عن أب مثله.
والكبيرة متعارفة فى كل ذنب تعظم عقوبته، والجمع: الكبائر. وقوله: {الذين يجتنبون كبائر الإثم}، وقوله: {إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه}، قيل: أريد بهما الشرك
لقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}، وقيل: هى الشرك وسائر المعاصى الموبقة كالزنى وقتل النفس المحرمة. وقيل: هى السبع المنصوص عليها فى الحديث. وقيل: هى المذكورات فى أول سورة النساء إلى قوله: {إن تجتنبوا كبآئر} الآية. وقيل: الكبائر سبعون، وقيل: سبعمائة. وقيل: كل ذنب ومعصية لله عز وجل كبيرة، ولا صغائر فى الذنوب حقيقة، وإنما يقال لبعضها صغائر بالنسبة إلى ما هى أعظم وأكثر منها.
ويستعمل الكبير فيما يصعب ويشق على النفس، نحو قوله تعالى: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}. وقوله: (كبيرة) فيه تنبيه على عظم ذلك من بين الذنوب وعظم عقوبته، ولهذا قال: {كبر مقتا عند الله}. وقوله: {تولى كبره} إشارة إلى من تولى حديث الإفك، وتنبيه بأن من سن سنة قبيحة يصير مقتدى بها فذنبه أكبر.
والكبر والتكبر والاستكبار متقاربة. فالكبر حالة يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسه أكبر من غيره. وأعظم الكبر التكبر على الله بالامتناع عن قبول الحق.
والاستكبار على وجهين: أحدهما: أن يتحرى الإنسان ويطلب أن يكون كبيرا، وذلك متى كان على ما يجب، وفى المكان الذى يجب، وفى الوقت الذى يجب فمحمود. والثانى: أن يتشبع فيظهر من نفسه ما ليس له، فهذا هو المذموم، وعليه ورد القرآن الكريم وهو قوله تعالى: {أبى واستكبر}، وقوله: {فيقول الضعفاء للذين استكبروا}، وقوله: {فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين}، ونبه بقوله (مجرمين) أن حاملهم على ذلك ما تقدم من جرمهم، وأن ذلك دأبهم لا أنه شىء حادث منهم.
والتكبر على وجهين:
أحدهما: أن تكون الأفعال الحسنة كبيرة فى الحقيقة وزائدة على محاسن غيره، وعلى هذا قوله تعالى: {العزيز الجبار

المتكبر}.
والثانى: أن يكون متكلفا لذلك متشبعا، وذلك فى عامة الناس؛ نحو قوله تعالى: {يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}. وكل من وصف بالتكبر على الوجه الأول فمحمود دون الثانى، ويدل على صحة وصف الإنسان به / قوله: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق}. والتكبر على المتكبر صدقة.
والكبرياء: الترفع عن الانقياد، ولا يستحقه إلا الله تعالى، قال تعالى: "الكبرياء ردائى، والعظمة إزارى، فمن نازعنى فى شىء منهما قصمته".
وأكبرت الشىء: رأيته كبيرا، قال تعالى: {فلما رأينه أكبرنه} والتكبير يقال لذلك، ولتعظيم الله بقول الله أكبر، ولعبادته واستشعار بعظمته. وقوله: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} إشارة إلى ما فيهما من عجائب صنعه، وغرائب حكمته التى لا يعلمها إلا قليل ممن وصفهم الله بقوله: {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض}. وقوله: {يوم نبطش البطشة الكبرى} تنبيه أن جميع ما ينال الكافر من العذاب قبل ذلك فى الدنيا وفى البرزخ صغير فى جنب عذاب ذلك اليوم.
وقال بعض المفسرين ورد الكبر والكبر على اثنى عشر وجها فى القرآن:
1- بمعنى الثقيل: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}، {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله}، {وإن كان كبر عليك إعراضهم}، {كبرت كلمة تخرج من أفواههم}، (أى ثقلت).
2- الكبر والصغر بمعنى الكثرة والقلة: {ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة}، {ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا}، أى كثيرا.
3- بمعنى كمال قبح الذنب والذلة: {إن تجتنبوا كبآئر ما

تنهون عنه}، {كبائر الإثم والفواحش}.
4- بمعنى انتشار النور والشعاع: {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هاذآ أكبر}، أى أنور.
5- بمعنى الفضل والعلم والفطنة: {إنه لكبيركم الذي علمكم السحر}، أى أعلمكم ومعلمكم.
6- بمعنى عظم الشخص والجثة: {قال بل فعله كبيرهم}.
7- بمعنى زيادة السن: {إن له أبا شيخا كبيرا}، {وأبونا شيخ كبير}، {وأصابه الكبر}، {وقد بلغني الكبر}.
8- بمعنى البعد والتجاوز من الحد: {ولتعلن علوا كبيرا}، {وعتوا عتوا كبيرا}، {إن أنتم إلا في ضلال كبير}، {فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا}.
9- بمعنى شدة العذاب: {نذقه عذابا كبيرا}.
10- بمعنى الفوز بالجنة: {وملكا كبيرا}، {ذلك الفوز الكبير}.
11- بمعنى زيادة الثواب والكرامة: {لهم مغفرة وأجر كبير}.
12- بمعنى الجلال والعظمة: {الكبير المتعال}.

  #6  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 07:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كتب )

( بصيرة فى كتب )

قوله تعالى: {الم * ذلك الكتاب} يعنى القرآن سمى كتابا لما جمع فيه من القصص والأمر والنهى والأمثال والشرائع والمواعظ، أو لأنه جمع فيه مقاصد الكتب المنزلة على سائر الأنبياء. وكل شىء جمعت بعضه إلى بعض فقد كتبته. وقوله تعالى: {لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث} أى أنزل الله فى كتابه أنكم لابثون إلى يوم القيامة. وقوله عز وجل: {لولا كتاب من الله سبق} أى حكم.
وقال القتبى فى قوله تعالى: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون} أى يحكمون، يقولون نحن نفعل بك كذا وكذا، ونطردك ونقتلك، وتكون العاقبة لنا عليك. وقوله تعالى: {أولائك كتب في قلوبهم الإيمان} أى ثبت. وقوله تعالى: {كتب عليكم الصيام} أى فرض وأوجب.
وقوله تعالى: {كتاب الله عليكم} مصدر أريد به الفعل، أى كتب الله عليكم، وهذا قول حذاق النحويين. وقال الكوفيون: هو منصوب على الإغراء بعليكم، وهو بعيد؛ لأن ما انتصب على الإغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو (عليكم)، ولو كان النص: عليكم كتاب الله لكان النصب على الإغراء أحسن من المصدر.
واكتتبت الكتاب: كتبته، ومنه قوله تعالى: {أساطير الأولين اكتتبها}. ويقال: اكتتب فلان فلانا: إذا سأله أن يكتب له كتابا فى حاجة، وعليه فسر بعضهم: {أساطير الأولين اكتتبها} أى استكتبها. ابن الأعرابى: سمعت أعرابيا [يقول]: اكتتبت فم السقاء فلم يستكتب لى، أى لم يستوك لجفائه وغلظه.
وكاتبت العبد (فهو يكاتب). والمكاتب: العبد يكاتب على نفسه بثمنه، فإذا سعى فأداه عتق. وأصلها من الكتابة، يراد بها الشرط الذى يكتب بينهما.
/ ابن الأعرابى: الكاتب عندهم: العالم، وبه فسر قوله تعالى: {أم عندهم
الغيب فهم يكتبون}. والكتاب: القدر، قال النابغة الجعدى:
*يا ابنة عمى كتاب الله أخرجنى * عنكم فهل أمنعن الله ما فعلا*
قال بعض المفسرين: ورد الكتاب فى القرآن لمعان: -
1- بمعنى اللوح المحفوظ: (كتاب سبق)، {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}، {وعندنا كتاب حفيظ}، {في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب}، {وكل شيء أحصيناه كتابا}.

2- بمعنى التوارة: {لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب}.
3- بمعنى الإنجيل: {قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم}.
4- بمعنى كتاب سليمان إلى بلقيس: {إني ألقي إلي كتاب كريم}.
5- بمعنى القرآن المجيد: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا}، {وهذا كتاب أنزلناه مبارك}، {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه}، وله نظائر.
6- كتاب الرحمة والمغفرة: {لولا كتاب من الله سبق}، {كتب ربكم على نفسه الرحمة}.
7- بمعنى الكتابة المعروفة: {ويعلمه الكتاب والحكمة}.
8- بمعنى تاريخ أرباب السعادة: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين}.
9- بمعنى تاريخ أرباب الشقاوة: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}.
10- بمعنى الرزق المعلوم فى العمر والمدة: {ومآ أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم}.
11- بمعنى فريضة الطاعة: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}.
12- ديوان الأعمال والأفعال المعروض على المطيع والعاصى، يوم تشيب فيه النواصى: {كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم}، {ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك}.

والكتاب فى الأصل: اسم للصحيفة مع المكتوب فيها. ويعبر عما ذكرنا من الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض بالكتابة، ووجه ذلك أن الشىء يراد، ثم يقال، ثم يكتب. والإرادة مبدأ، والكتابة منتهى، ثم يعبر عن المبدإ بالمنتهى إذا قصد تأكيده. قال تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}. وقوله: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} أى فى حكمه. وقوله: {وكتبنا عليهم فيهآ}، أى أوحينا وفرضنا.
قال: ويعبر بالكتابة عن القضاء الممضى وما يصير فى حكم الممضى، وحمل على هذا قوله: {بلى ورسلنا لديهم يكتبون}. وقوله: {فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون} إشارة إلى أن ذلك مثبت له ومجازى به. وقوله: {فاكتبنا مع الشاهدين}، أى اجعلنا فى زمرتهم إشارة إلى قوله: {فأولائك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهدآء والصالحين}. وقوله: {قل لن يصيبنآ إلا ما كتب الله لنا} أى قدره وقضاه؛ وذكر (لنا) ولم يقل: علينا / تنبيها أن كل ما يصيبنا نعده نعمة لنا، ولا نعده نقمة علينا. وقوله: {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}، قيل معناه: وهبها الله لكم، ثم حرمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها، وقيل: كتب لكم بشرط أن تدخلوها وقرئ: (عليكم) أو أوجبها عليكم. وإنما قال (لكم) تنبيها أن دخولهم إياها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل؛ فيكون ذلك لهم لا عليهم، و. {لقد لبثتم في كتاب الله} أى فى علمه وحكمه، وقوله: {اثنا عشر شهرا في كتاب الله}، أى فى حكمه.
ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة

الله، نحو قوله: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير}، وقوله: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون} إشارة إلى العلم والتحقيق والاعتقاد. وقوله: {وابتغوا ما كتب الله لكم} إشارة فى تحرى النكاح إلى لطيفة، وهى أن الله تعالى جعل لنا شهوة النكاح ليتحرى به طلب النسل الذى يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله على حسب مقتضى العقل والديانة، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحظ النفس على الوجه المشروع فقد انتهى إلى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من قال: عنى بـ (ما كتب الله لكم) الولد.
ويعبر بالكتابة عن الإيجاد، وعن الإزالة والإفناء بالمحو، قال تعالى: {لكل أجل كتاب * يمحوا الله ما يشآء ويثبت} نبه أن لكل وقت إيجادا، فهو يوجد ما تقتضى الحكمة إيجاده، ويزيل ما تقتضى الحكمة إزالته. ودل قوله: {لكل أجل كتاب} على نحو ما دل عليه قوله: {كل يوم هو في شأن}.
وقوله: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب}، فالكتاب الأول كتبوه بأيديهم المذكور بقوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم}، والثانى التوراة، والثالث لجنس كتب الله تعالى كلها، أى ما هو من شىء من كتب الله تعالى وكلامه.
وقوله: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان}، قيل: هما عبارتان عن التوارة سميت كتابا باعتبار ما ثبت فيها من الأحكام، وفرقانا باعتبار ما فيها من الفرق بين الحق والباطل. وقوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} تنبيه أنهم يختلقونه ويفتعلونه.

وقوله: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولاكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين} أراد بالكتاب هاهنا ما تقدم من كتب الله دون القرآن؛ ألا ترى أنه جعل القرآن مصدقا له. وقوله: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا}، منهم من قال: هو القرآن، ومنهم من قال: هو وغيره من الحجج والعلم والعقل. وقوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب}، قيل: أريد علم الكتاب، [وقيل] علم من العلوم التى آتاها الله سليمان فى كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شىء. وقوله: {وتؤمنون بالكتاب كله} أى بالكتب المنزلة، فوضع المفرد موضع الجمع، إما لكونه جنسا، كقولك: كثر الدرهم بأيدى الناس، وإما لكونه فى الأصل مصدرا، والله أعلم.

  #7  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 07:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كتم )

( بصيرة فى كتم )
كتم الشىء كتما وكتمانا، وكتمه تكتيما، واكتتمه: أخفاه، وقوله: / {ويكتمون مآ آتاهم الله من فضله}، قال الشاعر:
*فلا تكتمن الله ما فى نفوسكم * ليخفى ومهما يكتم الله يعلم*
* يؤخر فيوضع فى كتاب فيدخر * ليوم الحساب أو يعجل فينقم*
وقوله تعالى: {ولا يكتمون الله حديثا}، قال ابن عباس رضى الله عنهما: إن المشركين إذا رأوا يوم القيامة أنه لا يدخل الجنة إلا من لم يكن مشركا، قالوا: والله ربنا ما كنا مشركين، فيشهد عليهم جوارحهم، فحينئذ يودون ألا يكتمون الله حديثا. وقال الحسن: الآخرة مواقف، فى بعضها يكتمون، وفى بعضها لا يكتمون.
وقوله تعالى لليهود: {وتكتمون الحق وأنتم تعلمون}، ومنه قوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}، يعنى نعوته وصفاته الثابتة فى التوراة. وقال تعالى: {والله مخرج ما كنتم تكتمون}، وقال: {والله يعلم ما تبدون وما تكتمون}، وقال: {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}، {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}.

  #8  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كثب وكثر )

( بصيرة فى كثب وكثر )
كثب القوم: إذا اجتمعوا، وكثبت الشىء: جمعته، لازم ومتعد، أكثبه بالكسر. وكثب عليه: حمل وكر. والكثيب من الرمل: المجتمع منه المنتصب فى مكان، والجمع: الكثبان، قال تعالى: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا}. وأكثبك الشىء: إذا أمكنك من نفسك. وفى الحديث: "إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم".
الكثرة والقلة يستعملان فى الكمية المنفصلة؛ كالأعداد. وقوله تعالى: {وفاكهة كثيرة} جعلت كثيرة اعتبارا بمطاعم الدنيا. وليست الكثرة إشارة إلى العدد فقط بل إلى الفضل أيضا. ورجل كاثر: كثير المال، قال:
*ولست بالأكثر منهم حصى * وإنما العزة للكاثر*
وأكثر: كثر ماله. وما له قل ولا كثر، أى قليل ولا كثير. وأنشدوا لرجل من ربيعة:
*فإن الكثر أعيانى قديما * ولم أقتر لدن أنى غلام*
وهو مكثور عليه، أى نفد ما عنده.

والكوثر من الغبار: الكثير. وقوله تعالى: {إنآ أعطيناك الكوثر} قيل: هو نهر فى الجنة تنشعب عنه الأنهار، وقيل: هو الخير العظيم الكثير الذى خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم. وتكوثر: كثر كثرة متناهية.
( بصيرة فى كدح وكدر وكدى )
كدح فى العمل يكدح - كمنع يمنع -: سعى وعمل لنفسه، خيرا كان أو شرا. وكدح وجهه: خدش أو عمل به ما يشينه؛ ككدحة تكديحا. وكدح لعياله واكتدح: كسب، قال تعالى: {إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}، أى تسعى.
الكدر: ضد الصفاء. والكدرة فى اللون خاصة، والكدورة فى الماء وفى العيش. ماء كدر وكدر كفخذ وفخذ. وكدر الماء يكدر كدرا - كفرح يفرح - وكدر يكدر - ككرم يكرم - كدورة. وانكدر: أسرع وانقض، والقوم على كذا أى قصدوا متناثرين عليه. قال تعالى: {وإذا النجوم انكدرت}.
الكدية والكداية والكداة: الصفاة العظيمة الشديدة، والشىء الصلب بين الحجارة والطين. وحفر فأكدى، أى صادف كدية. وسأله فأكدى، أى وجده شحيحا مثل الكدية. وأكدى الرجل: بخل، أو قل خيره، قال تعالى: {وأعطى قليلا وأكدى}.

  #9  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كذب )

( بصيرة فى كذب )
كذب يكذب كذبا وكذبا وكذابا وأكذوبة وكاذبة ومكذوبا ومكذبة وكذبانا كغفران / وكذبى كبشرى، فهو كاذب وكذاب وكذوب وكيذبان وكيذبان ومكذوبان، وكذبة كهمزة، وكذبذب وكذبذبان وكذبذب بالتشديد، قال جريبة بن الأشيم:
*فإذا سمعت بأننى قد بعته * بوصال غانية فقل كذبذب*
وجمع الكاذب: كذب، كراكع وركع. وجمع الكذوب: كذب، كصبور وصبر. وقرأ معاذ بن جبل رضى الله عنه وسلمة بن محارب الزيادى وابن أبى عبلة وأبو البرهسم: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب} فجعلوه نعتا للألسنة.
ويقال: كذب كذابا بالضم والتشديد أى متناهيا. وقرأ عمر بن عبد العزيز: {وكذبوا بآياتنا كذابا}، ويكون صفة على المبالغة كوضاء وحسان. ومن قرأ (كذابا) بالكسر فهو أحد مصادر المشدد؛ لأن مصدره قد يجىء على تفعيل مثل التكليم، وعلى فعال مثل كذاب، وعلى تفعلة مثل تكملة، وعلى مفعل مثل قوله تعالى: {ومزقناهم كل ممزق} وقرأ على رضى الله عنه والعطاردى والأعمش والسلمى والكسائى: {ولا كذابا}، وقيل: هو مصدر كاذبته مكاذبة وكذابا، وقيل: مصدر كذب كذابا مثل كتب كتابا. وأكذبته: وجدته كاذبا.
وقوله تعالى: {إن المنافقين لكاذبون} كذبهم فى اعتقادهم لا فى مقالهم، فمقالهم كان صدقا. وقوله: {ليس لوقعتها كاذبة} نسب الكذب إلى نفس الفعل، كقولهم: فعلة صادقة، وفعلة كاذبة.
وكذب قد يتعدى إلى مفعولين، تقول: كذبتك حديثا: {الذين كذبوا الله ورسوله}. وكذبته: نسبته إلى الكذب، صادقا كان أو كاذبا. وما جاء فى القرآن ففى تكذيب الصادق، نحو قوله: {رب انصرني بما كذبون}، وقوله:

{فإنهم لا يكذبونك}، قرئ بالتخفيف والتشديد، ومعناه: لا يجدونك كاذبا، ولا يستطيعون أن يثبتوا كذبك.
وقوله: {وظنوا أنهم قد كذبوا جآءهم نصرنا} أى علموا أنهم تلقوا من جهة الذين أرسلوا إليهم بالكذب. فكذبوا نحو فسقوا وزنوا وخطئوا إذا نسبوا إلى شىء من ذلك. وقرئ: (كذبوا) بالتخفيف من قولهم: كذبتك حديثا، أى ظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به: أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل بهم العذاب. وإنما ظنوا ذلك من إمهال الله تعالى إياهم وإملائه لهم. وقوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} الكذاب: التكذيب، والمعنى: لا يكذبون فيكذب بعضهم بعضا. ونفى التكذيب عن الجنة يقتضى نفى الكذب عنها. وقرئ (كذابا) كما تقدم، أى لا يتكاذبون تكاذب الناس فى الدنيا.
قال بعض المفسرين: ورد الكذب فى القرآن:
1- بمعنى النفاق: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، أى ينافقون، {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}: منافقون.
2- وبمعنى الإشراك بالله ونسبة الولد: {فمن أظلم ممن كذب على الله}، {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة}.
3- وبمعنى قذف المحصنات: {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين}، {فإذ لم يأتوا بالشهدآء فأولائك عند الله هم الكاذبون}.
4- وبمعنى الإنكار: {ما كذب الفؤاد ما رأى}. أى ما أنكر.
5- وبمعنى خلف الوعد: {ليس / لوقعتها كاذبة}، أى رد وخلف.
6- وبمعنى الكذب اللغوى: {بل كذبوا بالحق لما جآءهم}، {فكذبوا عبدنا}، {فكذبوا رسلي فكيف كان نكير}، {فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك}، {ولقد كذبت رسل من قبلك}. والله أعلم.

  #10  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كر وكرب وكرس )

( بصيرة فى كر وكرب وكرس )

الكرة: المرة، والجمع: الكرات، قال تعالى: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم} وأصل الكر العطف على الشىء بالذات أو بالفعل، ويقال للحبل يصعد به على النخلة. والكر أيضا: حبل الشراع، وهو فى الأصل مصدر، وصار اسما، وجمعه كرور.
كربه الأمر: إذا اشتد عليه، كربا بالفتح، وكربة بالضم، وهما الغم الذى يأخذ بالنفس. وأصل ذلك من كرب الأرض، وهو قلبها بالحفر. فالغم يفعل بالنفس مثل ذلك الفعل. قيل: ويصح أن يكون من كربت الشمس: إذا دنت للغروب، فإنها تصفر وتضعف، أو من كربت حياة النار، أى قرب انطفاؤها، قال عبدالقيس بن خفاف.
*أجبيل إن أباك كارب يومه * فإذا دعيت إلى العظائم فاعجل*
أى قرب أجله. وكرب أن يفعل كذا، أى كاد. وكربت القيد: ضيقته على المقيد. قال عبد الله بن عنمة.
*فازجر حمارك لا يرتع بروضتنا * إذا يرد وقيد العير مكروب*
الكرس - بالكسر - أبيات مجتمعة من الناس، والجمع: أكراس، أوكارس وأكاريس. ابن دريد: الأكاريس: الجماعات من الناس، لا وحد لها من لفظها، أبو عمرو: واحدها كرس. والكرس أيضا: الأصل
والكرسى فى تعارف العامة: اسم لما يقعد عليه. وهو فى الأصل منسوب إلى الكرس أى الشىء المجتمع، ومنه الكراسة للمتكرس من الأوراق. وقوله تعالى: {وسع كرسيه السماوات} روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال: الكرسى العلم، وبه سميت الكراسة لما يكتب فيها من
العلم. وقيل: كرسيه: أصل ملكه. وقيل: الكرسى اسم الفلك المحيط بالأفلاك كلها، ويشهد لذلك ما روى: ما السماوات السبع فى الكرسى إلا كحلقة ملقاة فى فلاة. والكرسى - بالكسر - لغة صحيحة فى المضمومة، وقرأ طاووس (وسع كرسيه) بالكسر، وهى لغة فى جميع هذا الوزن نحو سخرى ودرى. ومن قال (وسع كرسيه) أى علمه قال: إنه مأخوذ من قولهم: كرس الرجل - بالكسر - إذا ازدحم علمه على قلبه. والكراسى: العلماء. وقيل كرسيه: أصل ملكه، قال العجاج.
*قد علم القدوس مولى القدس * أن أبا العباس أولى نفس*
*بمعدن الملك القديم الكرس * فروعه وأصله المرسى*

  #11  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كرم )

( بصيرة فى كرم )
الكرم ضد اللؤم. كرم - بالضم - كرامة وكرما وكرمة - محركتين - فهو كريم وكريمة وكرمة - بالكسر - ومكرم ومكرمة وكرام وكرام وكرامة، والجمع: كرماء وكرام وكرائم. وجمع الكرام: كرامون. ورجل كرم - محركة - أى كريم، يستوى فيه الواحد والجمع. ويا مكرمان للكريم الواسع الخلق. وأكرمه وكرمه: عظمه ونزهه. واختلفوا فى معنى الكريم على ثلاثين قولا ذكرناها فى غير هذا الموضوع.

والكرم إذا وصف الله به فهو اسم لإحسانه وإنعامه، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة / التى تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتى يظهر منه ذلك. قال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أن الحرية قد تقال فى المحاسن الصغيرة والكبيرة، والكرم لا يقال إلا فى الكبيرة؛ كإنفاق مال فى تجهيز جيش الغزاة، وتحمل حمال ترقأ بها دماء قوم.
وقوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} إنما كان كذلك لأن الكرم الأفعال المحمودة، وأكرمها ما يقصد به أشرف الوجوه، وأشرف الوجوه ما يقصد به وجه الله، فمن قصد بها ذلك فهو التقى. فإذا أكرم الناس أتقاهم. وكل شىء يشرف فى بابه وصف بالكريبم، نحو قوله تعالى: {أنبتنا فيها من كل زوج كريم}، {إنه لقرآن كريم}.
وأرض مكرمة وكرم وكريمة: طيبة. والكريمان: الحج والجهاد. والإكرام والتكريم: أن يوصل إلى الإنسان نفع لا تلحقه فيه غضاضة، أو يوصف إليه شىء شريف. وقوله تعالى: {بل عباد مكرمون}، أى جعلهم كراما. قال الشاعر:
*إذا ما أهان امرؤ نفسه * فلا أكرم الله من أكرمه*
وقيل، وردت هذه المادة فى القرآن على اثنى عشر وجها:
1- بمعنى الأشرف والأفضل: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
2- بمعنى العزيز العظيم:{لهم مغفرة ورزق كريم}.
3- بمعنى المزين المحسن: {وندخلكم مدخلا كريما}، {من كل زوج كريم}، أى حسن.
4- بمعنى العجيب الغريب: {إني ألقي إلي كتاب كريم}.
5- بمعنى المنظوم المعجز: {إنه لقرآن كريم}، أى معجز فى النظم.
6-بمعنى الذليل المهين على سبيل التهكم: {ذق إنك أنت العزيز الكريم}، أى الذليل المهين.
7- بمعنى جبريل: {إنه لقول رسول كريم}.
8- بمعنى ملائكة الملكوت: {بأيدي سفرة * كرام بررة}.
9- بمعنى الملائكة الموكلين ببنى آدم: {كراما كاتبين}.
10- بمعنى بنى آدم: {ولقد كرمنا بني ءادم}.
11- بمعنى يوسف الصديق: {إن هاذآ إلا ملك كريم}. وفى الحديث الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم".
12- بمعنى العظيم الغفار التواب: {فإن ربي غني كريم}، {ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}.

  #12  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كره )

( بصيرة فى كره )
الكره والكره - بالفتح والضم -: الإباء، والمشقة. وقيل: الكره - بالضم -: ما أكرهت نفسك عليه، والكره - بالفتح -: ما أكرهوك عليه. كرهه - بالكسر - كرها وكرها وكراهه وكراهية - بالتخفيف - ومكرهة ومكرها. وشىء كره وكريه أى مكروه. وكرهه إليه: صيره كريها.

وقيل: الكره على ضربين: أحدهما: ما يعافه (من حيث) الطبع، والثانى: ما يعافه من حيث العقل والشرع. ولهذا يصح أن يقال فى الشىء الواحد: أريده وأكرهه، قال تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} أى تكرهونه طبعا، ثم قال: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم} وبين به أنه لا يجب للإنسان أن يعتبر كراهيته للشىء أو محبته له حتى يعلم حاله. وقوله: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} تنبيه أن أكل لحم الأخ شىء قد جبل الطبع على كراهته له، وإن تحراه الإنسان. وقوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغآء} نهى عن حملهن على ما فيه كره وكره.
وقوله: {لا إكراه في الدين}، قيل: منسوخ، وإنه كان فى أول / الأمر كان يعرض الإسلام على المرء، فإن أجاب وإلا ترك. وقيل: إن ذلك فى أهل الكتاب، (فإنهم إن أدوا الجزية والتزموا الشرائط تركوا). وقيل: معناه لا حكم لمن أكره على دين باطل، فاعترف به ودخل فيه، كما قال: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. وقيل معناه: لا اعتداد فى الآخرة بما يفعله الإنسان من الطاعة كرها، فإن الله تعالى عليم بالسرائر، ولا يرضى إلا الإخلاص. وقيل معناه: لا يحمل الإنسان على أمر مكروه فى الحقيقة مما يكلفهم الله، بل يحملون على نعم الأبد. قال صلى الله عليه وسلم: "عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل". وقيل: الدين هنا بمعنى الجزاء، أى أنه ليس بمكره على الجزاء، بل يفعل ما يشاء بمن يشاء كما يشاء.

وقوله: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} قيل: من فى السماوات طوعا، ومن فى الأرض كرها، أى الحجة أكرهتهم وألجأتهم، وليس هذا من الكره المذموم. وقيل معناه: أسلم المؤمنون طوعا والكافرون كرها. وقال قتادة: أسلم المؤمنون له طوعا والكافرون كرها عند الموت حيث قال: {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} وقيل: عنى بالكره من قوتل وألجئ إلى أن يؤمن. قال أبو العالية ومجاهد: إن كلا أقر بخلقه إياهم وإن أشركوا معه، كقوله: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله}. وقال ابن عباس: أسلموا بأحوالهم المنبئة عنهم، وإن كفر بعضهم بمقالتهم، ذلك هو الإسلام فى الذرء الأول حيث قال: {ألست بربكم}، وذلك هو دلائلهم التى فطروا عليها من العقل المقتضى لأن يسلموا، وإلى هذا أشار بقوله: {وظلالهم بالغدو والآصال}.
وقال بعض المحققين: من أسلم طوعا هو الذى طالع المثيب والمعاقب، لا الثواب والعقاب فأسلم له، ومن أسلم كرها هو الذى طالع الثواب والعقاب، فإنه أسلم رهبة ورغبة. ونحو هذه الآية: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها} وقوله: {حملته أمه كرها ووضعته كرها} أى كلفة ومشقة، وقوله: {ولاكن كره الله انبعاثهم} أى لم يرد. والله أعلم.

  #13  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كسب )

( بصيرة فى كسب )
الكسب: طلب الرزق. وكسبه: جمعه. والكسب - بالكسر - لغة فصيحة، والفتح الفصحى، تقول منه: كسبت شيئا. وفلان طيب الكسب والمكسب والمكتسب والمكسبة - مثال المغفرة - والكسبة مثال الجلسة. وكسبت أهلى خيرا، وكسبت الرجل مالا فكسبه. وهذا مما جاء على فعلته ففعل. وقال ثعلب: كل الناس يقولون: كسبك فلان خيرا، إلا ابن الأعرابى فإنه يقول: أكسبك فلان خيرا.
وفى الحديث الصحيح من قول خديجة: "إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم". هكذا يروونه. والصواب وتكسب المعدم أى تعطى العائل وترفده. وتكسب بفتح التاء أفصح من ضمها.
والكسب وإن كان فى الأصل ما يتحراه الإنسان مما فيه اجتلاب نفع وتحصيل حظ ككسب المال فإنه قد يستعمل فيما يظن الإنسان أنه يجلب منفعة ثم يستجلب به مضرة. فالكسب يقال فيما أخذه لنفسه ولغيره، والاكتساب / لا يقال إلا فيما استفاده لنفسه. وكل اكتساب كسب، وليس كل كسب اكتسابا. وقوله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم} أى جمعتم، وفى الحديث: "إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه".
وقد ورد فى القرآن فى فعل الصالحات والسيئات. فمما استعمل فى الصالحات قوله تعالى: {أو كسبت في إيمانها خيرا}، ومما استعمل فى العكس: {أن تبسل نفس بما كسبت}. وقوله تعالى: {ثم توفى كل نفس ما كسبت} متناول لهما.
والاكتساب قد ورد فيهما أيضا، ففى الصالحات قوله تعالى: {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنسآء نصيب مما اكتسبن}. وقوله: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} قيل: خص الكسب هاهنا بالصالح، والاكتساب بالسيىء. وقيل: عنى بالكسب ما يتحراه من المكاسب الأخروية، وبالاكتساب ما يتحراه من المكاسب الدنيوية. وقيل: عنى
بالكسب ما يفعله الإنسان من فعل خير، وجلب منفعة إلى غيره من حيث ما يجوز، والاكتساب ما يحصله لنفسه من نفع يجوز تناوله. فنبه على أن ما يفعله الإنسان لغيره من نفع يوصله إليه فله الثواب، وأن ما يحصله لنفسه وإن كان من حيث يجوز فقلما ينفك من أن يكون عليه؛ إشارة إلى ما قيل: ومن أراد الدنيا فليوطن نفسه على المصائب.

  #14  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:09 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كسف وكسل وكسا )

( بصيرة فى كسف وكسل وكسا )
الكسفة - بالكسر -: القطعة، يقال: أعطنى كسفة من ثوبك، والجمع: كسف وكسف، ومنه قوله تعالى: {أو تسقط السمآء كما زعمت علينا كسفا} و (كسفا)، قرأ هاهنا بفتح السين أبو جعفر ونافع وأبو بكر وابن ذكوان، وفى الروم بالإسكان أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ بالفتح إلا فى الطور حفص. فمن قرأ مثقلا جعله جمع كسفة كفلقة وفلق، وهى القطعة والجانب. ومن قرأ مخففا فهو على التوحيد، وجمعه: أكساف وكسوف، وكأنه قال: يقسطها طبقا علينا، من كسفت الشىء إذا غطيته. قال أبو زيد: كسفت الشىء أكسفه كسفا: إذا قطعته. وكسف عرقوبه: عرقبه قال:
* وتكسف عرقوب الجواد بمخذم *
وكسفت الشمس تكسف كسوفا، وكسفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جرير يرثى عمر بن عبد العزيز:
*فالشمس كاسفة ليست بطالعة * تبكى عليك نجوم الليل والقمرا*
هكذا الرواية أى أن الشمس كاسفة تبكى عليك الدهر. والنحاة يروونه مغيرا وهو.
* الشمس طالعة ليس بكاسفة *
أى ليست تكسف ضوء النجوم مع طلوعها لقلة ضوئها وبكائها عليك. وكذلك كسف القمر؛ إلا أن الأجود أن يقال: خسف القمر. وقال الليث: بعض الناس يقول: انكسفت الشمس وهو خطأ. قال الأزهرى: ليس ذلك بخطإ؛ لما روى جابر رضى الله عنه: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الكسل: التثاقل عما لا ينبقى، والفتور فيه. كسل - كفرح: فهو كسل وكسلان. والجمع كسالى - مثلثه - وكسلى. وهى كسلة وكسلى وكسلانة وكسول ومكسال. والكسول والمكسال: المرأة التى لا تكاد تبرح من مجلسها، مدح. وقد أكسله الأمر. ومن كلام بعضهم: / الكسالة مجلبة للفشل، مبطلة للعمل، مخيبة للأمل، ولهذا قيل فى المثل: من اختار الكسل، ما اشتار العسل. قال تعالى: {إلا وهم كسالى}.
الكسوة والكسوة -بالضم والكسر - اللباس، والجمع: كسا وكساء. وكسى - كرضى - واكتسى: لبسها. وكساه: ألبسه. وكساه الثوب: ألبسه إياه، قال تعالى: {فكسونا العظام لحما}.
والكساء - بالفتح والمد - المجد والشرف والرفعة. وهو أكسى منه: أكثر اكتساء، أو أكثر إعطاء للكسوة. وكاساه: فاخره.

  #15  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:10 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كشط )

( بصيرة فى كشط )

الكشط: رفعك الشىء عن شىء قد غطاه وغشاه من فوقه؛ كما يكشط الجلد عن الجزور. وسمى الجلد كشاطا بعد ما يكشط، ثم ربما غطى [به] عليها فيقول القائل: ارفع عنها كشاطها لأنظر إلى لحمها. يقال هذا فى الجزور خاصة.
وقوله تعالى: {وإذا السمآء كشطت} أى قلعت كما يقلع السقف. ويقال: كشطت الجل عن ظهر الفرس وكشطته: إذا كشفته. قال ابن عرفة: يكشط السماء كما يكشط الغطاء عن الشىء.

  #16  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كشف )

( بصيرة فى كشف )
الكشف والكاشفة: الإظهار. والكاشفة من المصادر التى جاءت على فاعلة كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى: {ليس لها من دون الله كاشفة} أى كشف وإظهار. وقال الليث: الكشف: رفعك شيئا عما يواريه ويغطيه. والتكشيف: مبالغة الكشف. وقال ابن دريد: كشفت فلانا عن كذا وكذا: إذا أكرهته على إظهاره. والتكشف: الظهور. وتكشف البرق: إذا ملأ السماء. وانكشف: مطاوع الكشف. واستكشف عن الشىء: سأل أن يكشف له عنه. وكاشفه بالعداوة: باداه بها، ويقال: لو تكاشفتم ما تدافنتم، أى لو انكشف عيب بعضكم لبعض. واكتشفت المرأة لزوجها: بالغت فى التكشف قاله ابن الاعرابى، وأنشد:
*واكتشفت لناشىء دمكمك * عن وارم أكظاره عضنك*
والمكاشفة فى اصطلاح الصوفية: مهاداة السر بين متباطنين، أى المكاشفة إطلاع أحد المتحابين المتصافيين صاحبه على باطن سره وأمره. ويعنون بالمتباطنين باطن المكاشف والمكاشف، فيحمل كل منهما سره إلى الآخر، كما يحمل إليه هديته، فيسرى سر كل منهما إلى الآخر. وإذا بلغ العبد فى مقام المعرفة إلى حد كأنه يطلع إلى ما اتصف به الرب سبحانه من صفات الكمال، ونعوت الجلال، وأحست روحه بالقرب الخاص الذى ليس كالقرب المحسوس، حتى يشاهد رفع الحجاب بين روحه وقلبه - فإن حجابه هو نفسه، وقد رفع الله عنه سبحانه ذلك الحجاب بحوله وقوته - أفضى القلب والروح حينئذ إلى الرب، فصار بعنده كأنه يراه. فإذا تحقق بذلك، وارتفع عنه حجاب النفس، وانقشع عنه ضياؤها ودخانها، وكشطت عنه سحبها وغيومها، فهنالك يقال له:
*بدا لك سشر طال عنك اكتتامه * ولاح صباح كنت أنت ظلامه*

*فأنت حجاب القلب عن سر غيبه * ولولاك لم يطبع عليك ختامه*
*فإن غبت عنه حل فيه وطنبت * على منكب الكشف المصون خيامه*
*وجاء حديث لا يمل حديثه * وينهى إلينا نثره ونظامه*
*إذا ذكرته النفس زال عناؤها * وزال عن القلب الكئيب قتامه*
والمكاشفة الصحيحة المستديمة عبارة عن علوم يحدثها الرب - تعالى - فى قلب العبد، ويطلعه بها على أمور تخفى على غيره. وقد يواليها / سحابه وتعالى، وقد يمسكها عنه بالغفلة عنها، ويواريها عنه بالغين الذى يغشى على قلبه، وهو أرق الحجب، أو بالغيم وهو أغلظ منه، أو بالران وهو أشدها. فالأول يقع للأنبياء، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنه ليغان على قلبى، وإنى لأستغفر الله أكثر من سبعين مرة". والثانى يكون للمؤمنين. والثالث لمن غلبت عليه الشهوة. قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}، قال ابن عباس وغيره: هو الذنب بعد الذنب يغطى القلب، حتى يصير كالران عليه.
والكشف الصحيح أن يعرف الحق الذى بعث الله به رسله وأنزل به كتبه معاينة لقلبه، ويتجرد إرادة القلب له وجودا وعدما. هذا هو التحقيق الصحيح، وما خالفه فغرور قبيح وكل يدعى هذا.
*وكل يدعون وصال ليلى * ولكن لا تقر لهم بذاكا*

  #17  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:13 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كظم وكعب )

( بصيرة فى كظم وكعب )
كظم غيظه يكظمه كظما: رده وحبسه، قال تعالى: {والكاظمين الغيظ}. وكظم الباب: أغلقه. وكظم النهر: سده. ورجل كظيم ومكظوم: مكروب. والكظم - بالتحريك - الحلق، والفم، ومخرج النفس. والكظوم السكوت. وكظم فلان: حبس نفسه، قال تعالى: {إذ نادى وهو مكظوم}، ومنه كظم البعير: ترك اجتراره. والكظامة: فم الوادى، وبئر جنب بئر بينهما مجرى فى بطن الأرض، كالكظيمة، والحلقة التى تجمع فيها خيوط الميزان.
الكعبة: البيت الحرام، شرفها الله تعالى وأعادنى إلى جوارها عاجلا. والكعب: العظم الناشز عند ملتفى الساق والقدم، وأنكر الأصمعى قول الناس إنها فى ظهر القدم. وأعلى الله كعبه، أى أعلى جده، وقيل: أى أعلى الله شرفه الثابت، وأصله من كعب القناة، كما يقال رفع الله أعلام مجده. وقيل: هو من كعب الساق؛ فإن الإنسان متى كان قائما فكعبه عال، فإذا خر أو انجدل أو انتكس زال علو كعبه.
وكعبت الجارية تكعب كعوبا وكعابة، مثال ثقبت تثقب ثقوبا وثقابة: إذا بدا ثديها، فهى كاعب، وثدى كاعب أيضا.
والكعبة بالضم: عذرة الجارية. قال:
*أركب تم وتمت ربته * قد كان مختوما ففضت كعبته*

  #18  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:13 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كف )

( بصيرة فى كف )
الكف: واحدة الأكف، والكفوف والكف بالضم، وهى ما يقبض بها ويبسط. ويقال: أكرم الناس من فك كفه، وكف فكه. قال تعالى: {فأصبح يقلب كفيه} إشارة إلى حال الندامة وما يتعاطاه فى حال ندمه.

وتقول: جاء الناس كافة، أى جاءوا كلهم. ولا يدخل هذه اللفظة الألف واللام، ولا تثنى ولا تجمع ولا تضاف، لا يقال جاءت الكافة، ولا لقيت كافة الناس. و أما قول عبدالله بن رواحة الأنصارى رضى الله عنه.
*فسرنا إليهم كافة فى رحالهم * جميعا علينا البيض لا نتخشع*
فإنما خففها ضرورة، لأنه لا يصلح الجمع بين الساكنين. وقوله تعالى: {وقاتلوا المشركين كآفة كما يقاتلونكم كآفة}، قيل معناه: كافين لم يقاتلونكم كافين لكم. وقيل معناه: جماعة، وذلك أن الجماعة يقال لهم: الكافة، كما يقال لهم: الوزعة.
وكف الإناء: ملأه ملأ مفرطا، والجرح: عصبه بخرقة.
وعيبة مكفوفة، أى مشرجة مشدودة. وفى كتاب / النبى فى صلح الحديبية لأهل مكة: "لا إغلال ولا إسلال، وإن بينهم عيبة مكفوفة"، مثل بها الذمة المحفوظة التى لا تنكث. وقال أبو سعيد: معناه: أن يكون الشر مكفوفا بينهم، كما يكف العياب إذا أشرجت على ما فيها من المتاع؛ كذلك التى كانت بينهم من الذحول قد اصطلحوا على ألا ينشروها، بل يتكافون عنها، كأنهم قد جعلوها فى وعاء وأشرجوا عليها.

  #19  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كفت )

( بصيرة فى كفت )
كفت الشىء أكفته - بالكسر - كفتا: إذا ضممته إلى نفسك، يقال: اللهم اكفته إليك. وفى الحديث الصحيح: "يقول الله تعالى للكرام الكاتبين: إذا مرض عبدى فاكتبوا له مثل ما كان يعمل فى صحته حتى أعافيه أو أكفته", وفى الحديث الآخر: "واكفتوا صبيانكم". وكفته عن وجهه صرفه. وكفت: أسرع. وكفت: ساق سوقا شديدا. ورجل كفت وكفت وكفيت سريع. ووقع فى الناس كفت: موت وضم إلى القبر. والكفات: الطيران السريع، والكفات: الموضع الذى يكفت فيه شىء أى يضم. وقوله تعالى: {ألم نجعل الأرض كفاتا} أى ذات كفت، أى ضم وجمع، بضمهم أحياء على ظهورها وأمواتا فى بطونها. وكفته، خص بقيع الغرقد من المدينة النبوية على ساكنها السلام بأن سمى بها لأنه لا يبقى من الإنسان إذا دفن فيها شىء من شعر ولا بشر ولا ضرس ولا عظم إلا ذهب، وذلك لأنها سبخة فلا تلبث أن تأكل ما يدفن فيها. كأنه يضم إلى بطنها كل ذلك.
وفى الحديث: "حبب إلى من دنياكم الطيب والنساء، ورزقت الكفيت"، أى ما أكفت به معيشتى أى أضمها. وقيل: أى رزقت القوة على الجماع؛ وقيل: الكفيت: قدر أنزلت من السماء فأكل منها وقوى على الجماع. ونزول القدر لم يصح عند أهل الحديث.

  #20  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:15 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كفر )

( بصيرة فى كفر )
كفر الشىء وكفره: غطاه، يقال: كفر السحاب السماء، وكفر المتاع فى الوعاء، وكفر الليل بظلامه. وليل كافر. ولبس كافر الدروع، وهو ثوب يلبس فوقها. وكفرت الريح الرسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزراع الكفار. وفارس مكفر ومتكفر. وكفر نفسه بالسلاح. قال ابن مفرغ:

*حمى جاره عمرو بن عمرو بن مرثد * بألفى كمى فى السلاح مكفر*
وتكفر بثوبك: اشتمل به. وطائر مكفر: مغطى بالريش، قال:
*فأبت إلى قوم تريح نساؤهم * عليها ابن عرس والأوز المكفرا*
وغابت الشمس فى الكافر، أى البحر. ورجل مكفر: محسان لا تشكر نعمته. وكفر العلج للملك تكفيرا: أومأ له بالسجود. وخرج نور العنب من كافوره وكفراه: من طلعه. والكفر: القرية، وفى الحديث: "أهل الكفور أهل القبور. وليفتحن الشام كفرا كفرا".
وأكفره وكفره: نسبه إلى الكفر. وكفر الله خطاياك.
وأعظم الكفر جحود الوحدانية أو النبوة أو الشريعة، والكافر متعارف مطلقا فيمن يجحد الجميع. والكفران فى جحود النعمة أكثر استعمالا، والكفر فى الدين، والكفور فيهما. ويقال فيهما: كفر فهو كافر. قال تعالى فى الكفران: {ليبلوني أأشكر أم أكفر}، وقوله: {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}، أى تحريت كفران نعمتى.
ولما كان الكفران جحود النعمة صار يستعمل فى الجحود: {ولا تكونوا أول كافر به} أى جاحد وساتر.
وقد يقال: كفر لمن أضل بالشريعة، وترك ما لزمه من شكر الله تعالى عليه، قال تعالى: / {من كفر فعليه كفره}، ويدل على ذلك مقابلته بقوله: {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون}. وقوله: {ولا تكونوا أول كافر به} أى لا يكونوا أئمة فى الكفر

فيقتدى بكم. وقال: {ومن كفر بعد ذلك فأولائك هم الفاسقون}، وعنى بالكافر الساتر للحق، فلذلك جعله فاسقا، ومعلوم أن الكفر المطلق هو أعظم من الفسق، ومعناه: من جحد حق الله فقد فسق عن أمر ربه بظلمه. ولما جعل كل فعل محمود من الإيمان جعل كل مذموم من الكفر. وقال فى السحر: {وما كفر سليمان ولاكن الشياطين كفروا}، وقال: {ولله على الناس حج البيت} إلى قوله: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.
والكفور: المبالغ فى كفران النعمة، قال تعالى: {إن الإنسان لكفور} فإن قيل: كيف وصف الإنسان بالكفور هاهنا، ولم يرض حتى أدخل عليه (إن) وكل ذلك تأكيد، وقال فى موضع آخر: {وكره إليكم الكفر والفسوق}؟ قيل: {إن الإنسان لكفور} تنبيه على ما ينطوى عليه الإنسان من كفران النعمة، وقلة ما يقوم بأداء الشكر، وعلى هذا قوله تعالى: {قتل الإنسان مآ أكفره}، {وقليل من عبادي الشكور}. وقوله: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} تنبيه أنه عرفه الطريقين؛ كما قال: {وهديناه النجدين} فمن سالك سبيل الشكر، ومن سالك سبيل الكفر.
والكفار أبلغ من الكفور، كقوله: {كل كفار عنيد}. وقد أجرى الكفار مجرى الكفور فى قوله: {إن الإنسان لظلوم كفار}. والكفار فى جمع الكافر المضاد للمؤمن أكثر استعمالا، كقوله: {أشدآء على الكفار}. والكفرة فى جمع كافر النعمة أكثر استعمالا؛ كقوله: {أولائك هم الكفرة الفجرة}، [ألا ترى أنه وصف الكفرة بالفجرة]، والفجرة قد يقال للفساق من المسلمين. وقوله: {جزآء لمن كان كفر} أى الأنبياء ومن يجرى مجراهم
ممن بذلوا النصح فى دين الله فلم يقبل منهم.
وقوله: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا}، قيل عنى بقوله آمنوا أنهم آمنوا بموسى عليه السلام، (ثم كفروا) بمن بعده. وقيل: آمنوا ثم كفروا بموسى إذ لم يؤمنوا بغيره. قيل: هو ما قال: {وقالت طآئفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}، ولم يرد أنهم آمنوا مرتين، بل ذلك إشارة إلى أحوال كثيرة. وقيل: كما يصعد الإنسان فى الفضائل فى ثلاث درجات، يتسكع فى الرذائل فى ثلاث دركات، فالآية إشارة إلى ذلك.
ويقال: كفر فلان: إذا اعتقد الكفر، ويقال: كفر: إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد، لذلك قال: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. ويقال: كفر فلان بالشيطان: إذا كفر بسببه. وقد يقال ذلك أيضا إذا آمن وخالف الشيطان، كقوله: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله}. وقد يعبر عن التبرى بالكفر، نحو: {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض}.
وقوله: {كمثل غيث أعجب الكفار نباته}، أى أعجب الزراع بدلالة قوله: {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}، ولأن الكافر لا اختصاص له بذلك. وقيل: عنى الكفار، وخصهم لكونهم معجبين بالدنيا وزخارفها، وراكنين إليها.

والكفارة: ما يغطى الإثم، ومنه كفارة اليمين والقتل والظهار. والتكفير: ستر الذنب وتغطيته، قال تعالى: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم} أى سترناها حتى تصير كأن لم تكن، أو يكون المعنى نذهبها ونزيلها، من باب التمريض لإزالة المرض، والتقذية لإذهاب / القذى، وإلى هذا يشير قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك}.
والكافور والقافور: طيب أبيض يوجد فى أجواف القصب المعروف ببلاد الهند، وهو أنواع، قال تعالى: {كان مزاجها كافورا}.

ممن بذلوا النصح فى دين الله فلم يقبل منهم.
وقوله: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا}، قيل عنى بقوله آمنوا أنهم آمنوا بموسى عليه السلام، (ثم كفروا) بمن بعده. وقيل: آمنوا ثم كفروا بموسى إذ لم يؤمنوا بغيره. قيل: هو ما قال: {وقالت طآئفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}، ولم يرد أنهم آمنوا مرتين، بل ذلك إشارة إلى أحوال كثيرة. وقيل: كما يصعد الإنسان فى الفضائل فى ثلاث درجات، يتسكع فى الرذائل فى ثلاث دركات، فالآية إشارة إلى ذلك.
ويقال: كفر فلان: إذا اعتقد الكفر، ويقال: كفر: إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد، لذلك قال: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. ويقال: كفر فلان بالشيطان: إذا كفر بسببه. وقد يقال ذلك أيضا إذا آمن وخالف الشيطان، كقوله: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله}. وقد يعبر عن التبرى بالكفر، نحو: {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض}.
وقوله: {كمثل غيث أعجب الكفار نباته}، أى أعجب الزراع بدلالة قوله: {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}، ولأن الكافر لا اختصاص له بذلك. وقيل: عنى الكفار، وخصهم لكونهم معجبين بالدنيا وزخارفها، وراكنين إليها.
والكفارة: ما يغطى الإثم، ومنه كفارة اليمين والقتل والظهار. والتكفير: ستر الذنب وتغطيته، قال تعالى: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم} أى سترناها حتى تصير كأن لم تكن، أو يكون المعنى نذهبها ونزيلها، من باب التمريض لإزالة المرض، والتقذية لإذهاب / القذى، وإلى هذا يشير قوله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك}.
والكافور والقافور: طيب أبيض يوجد فى أجواف القصب المعروف ببلاد الهند، وهو أنواع، قال تعالى: {كان مزاجها كافورا}.

  #21  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كفل )

( بصيرة فى كفل )

الكفالة: الضمان. ويقال: هو كافيه وكافله، وهو يكفينى ويكفلنى: يعولنى وينفق على. وأكفلته إياه وكفلته، قال تعالى: {أكفلنيها}. وهو كفيل بنفسه وبماله، وكفل عنه لغريمه بالمال، وتكفل به. وهو كفل بين الكفولة: لا يثبت على ظهر الدابة. والكافل: العائل، والضامن، والذى لا يأكل أو يصل الصيام، والجمع: كفل وكفلاء. كفل بالرجل يكفل - كنصر ينصر - وكفل يكفل - كضرب يضرب - وكفل يكفل - ككرم يكرم - وكفل يكفل - كعلم يعلم - كفلا وكفولة، وكفالة. وتكفل. وقال تعالى: {وكفلها زكريا} أى كفلها الله زكريا. ومن خفف جعل الفعل لزكريا، والمعنى: تضمنها.
والكفل: الحظ، والنصيب الذى فيه الكفاية، كأنه تكفل بأمره. والكفل أيضا: الضعف، قال تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته}، قيل: أى كفلين من نعمته فى الدنيا والآخرة، وهما المرغوب إلى الله فيهما بقوله: {ربنآ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة}. وقيل: لم يعن بقوله (كفلين) نعمتين اثنتين، ولا ضعفين، بل أراد النعمة المتوالية المتكفلة بكفالته، ويكون تثنيته على حد ما ذكر فى لبيك وسعديك.
وقوله: {يكن له كفل منها}، فإن الكفل هاهنا ليس بمعنى الأول بل هو مستعار من الكفل وهو الشىء الردىء، واشتقاقه من الكفل؛ وهو أن الكفل لما كان مركبا ينبو براكبه صار متعارفا فى كل شدة،
كالسيساء، وهو العظم الناتئ من ظهر الحمار، فيقال: لأحملنك على الكفل وعلى السيساء. ومعنى الآية: من ينضم إلى غيره معينا له فى فعلة حسنة يكن له منها نصيب، ومن ينضم إلى غيره معينا له فى فعلة سيئة تناله منها شدة. وقيل: الكفل: الكفيل. ونبه أن من تحرى شرا فله من فعله كفيل يسلمه، كما قيل: من ظلم فقد أقام كفيلا بظلمه، تنبيها أن لا يمكنه التخلص من عقوبته.

  #22  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كفو )

( بصيرة فى كفو )

الكفء: المثل فى المنزلة والقدر. وفيه لغات: الكفء بالضم، والكفؤ بضمتين، والكفء بالكسر، والكفو بالواو وبغير الهمز، والكفى كهدى، والكفاء مثال كساء. وهو فى الأصل مصدر. وقرأ سليمان بن على الهاشمى: {ولم يكن له كفوا أحد} بالكسر والهمز.
والكفاية: ما فيه سد الخلة. كفاه مئونته يكفيه كفاية. وكفاك الشىء، واكتفيت به. واستكفيته الشىء فكفانيه. ورجل كاف وكفى، قال الله تعالى: {أليس الله بكاف عبده}، وقال: {وكفى الله المؤمنين القتال}، وقال: {وكفى بالله شهيدا} والباء زائدة. وقيل معناه: اكتف بالله شهيدا.
وكافيك من رجل: وكفيك من رجل، وكفيك، وكفيك مثلثه الكاف أى حسبك.
والكفية بالضم: القوت والجمع، الكفى. والكفى كغنى: المطر. وتكفى النبات: طال.

  #23  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الكل )

( بصيرة فى الكل )
الكل اسم لجميع الأجزاء، يستوى فيه الذكر والأنثى، وقد يقال كل رجل وكلة امرأة. وقد جاء كل بمعنى بعض، فهو من الأضداد، ولا يدخلهما (أل) فى فصيح الكلام.
وجمع كل لأجزاء الشىء على ضربين: أحدهما: الجامع لذات الشىء وأحواله المختصة به، ويفيد معنى التمام، نحو قوله تعالى: {ولا / تبسطها كل البسط}؛ والثانى: الجامع للذوات.
وقيل: كل لاستغراق أفراد المنكر، نحو: {كل نفس ذآئقة الموت}؛ ولاستغراق المعرف المجموع، نحو: {وكلهم آتيه يوم القيامة}؛ ولاستغراق أجزاء المفرد المعرف، نحو: كل زيد حسن. فإذا قلت: أكلت كل رغيف لزيد كانت لعموم الأفراد. فإن أضفت الرغيف إلى زيد صارت لعموم أجزاء فرد واحد، ومن هنا وجب فى قراءة غير أبى عمرو وابن ذكوان: {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} بترك تنوين قلب ثم تقدير كل بعد (قلب) ليعم أفراد القلوب، كما عم كل أجزاء القلب.
وترد كل باعتبار كل واحد مما قبلها وما بعدها على ثلاثة أوجه:
فأما أوجهها باعتبار ما قبلها:
فأحدها: أن يكون نعتا لنكرة أو معرفة، فيدل على كماله؛ ويجب إضافته إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى، نحو: أطعمنا شاة كل شاة، وقوله:
*وإن الذى حانت بفلج دماؤهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد*
والثانى: أن يكون توكيدا لمعرفة، وفائدته العموم، ويجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى المؤكد، نحو قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم} وقد يخلفه الظاهر، كقوله:
*كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركم * يا أشبه الناس كل الناس بالقمر*
وأجاز الفراء والزمخشرى أن تقطع كل المؤكد بها عن الإضافة لفظا؛ تمسكا بقراءة بعضهم: {إنا كل فيهآ}.
والثالث: ألا تكون تابعة بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إلى
الظاهر، نحو: {كل نفس بما كسبت رهينة}؛ وغير مضافة نحو: {وكلا ضربنا له الأمثال}.
وأما أوجهها باعتبار ما بعدها فثلاثة:
الأول: أن تضاف إلى ظاهر؛ وحكمها أن يعمل فيها جميع العوامل نحو: أكرمت كل بنى تميم.
الثانى: أن تضاف إلى ضمير محذوف. ومقتضى كلام النحويين أن حكمها كالتى قبلها؛ ومقتضى كلام ابن جنى خلافه، وأنها لا يسبقها عامل فى اللفظ.
الثالث: أن تضاف إلى ضمير ملفوظ به. وحكمها ألا يعمل فيها غالبا إلا الابتداء، نحو: {إن الأمر كله لله} فى من رفع كلا، ونحو: {وكلهم آتيه}، لأن الابتداء عامل معنوى. ومن القليل قول الشاعر:
* فيصدر عنها كلها وهو ناهل *
واعلم أن معنى كل بحسب ما يضاف إليه، فإن كانت مضافة إلى نكرة وجب مراعاة معناها، فلذلك جاء الضمير مفردا مذكرا فى نحو قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر}، {وكل إنسان ألزمناه طآئره}، وقول أبى بكر وكعب ولبيد:
*كل امرىء مصبح فى أهله * والموت أدنى من شراك نعله*
* * * *كل ابن أنثى وإن طالت سلامته * يوما على آلة حدباء محمول*
* * * *ألا كل شىء ما خلا الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل*
وقال السموءل بن عادياء:
*إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه * فكل رداء يرتديه جميل*
وإن كانت مضافة إلى معرفة فقالوا: يجوز مراعاة لفظها، ومراعاة معناها، نحو: كلهم قائمون أو قائم. وقد اجتمعا فى قوله تعالى: {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا}. قال ابن هشام: الصواب أن الضمير لا يعود إليها من خبرها إلا مفردا مذكرا على لفظها، نحو:
{وكلهم آتيه} الآية. وقوله تعالى فيما يرويه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم: "يا عبادى / كلكم جائع إلا من أطعمته" الحديث بطوله، وقوله صلى الله عليه وسلم: "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"، "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، "وكلنا لك عبد"، {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا}.
وإن قطعت عن الإضافة لفظا فالمقدر قد يكون مفردا نكرة فيجب الإفراد، ويكون جمعا معرفا فيجب الجمع؛ تنبيها على حال المحذوف فيهما. فالأول نحو: {كل يعمل على شاكلته}، {كل آمن بالله}، {كل قد علم صلاته وتسبيحه}، إذ التقدير كل أحد. والثانى: {كل له قانتون}، {كل في فلك يسبحون}، {وكل أتوه داخرين}، {وكل كانوا ظالمين}.
وقال البيانيون: إذا وقعت كل فى حيز النفى كان النفى موجها إلى الشمول خاصة، وأفاد مفهومه ثبوت الفعل لبعض الأفراد؛ كقولك: ما جاء كل القوم، ولم آخذ كل الدراهم، وكل الدراهم لم آخذ،
وقوله:
* ما كل رأى الفتى يدعو إلى رشد*
وقوله: * ما كل ما يتمنى المرء يدركه *
وإن وقع النفى فى حيزها اقتضى السلب عن كل فرد، كقوله صلى الله عليه وسلم لما قال له ذو اليدين: أنسيت أم قصرت الصلاة: "كل ذلك لم يكن". ومنه قول أبى النجم:
*قد أصبحت أم الخيار تدعى * على ذنبا كله لم أصنع*
وأما كل فى نحو: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا} [فهى] منصوبة على الظرفية بالاتفاق، وناصبها الفعل الذى هو جواب فى المعنى، مثل (قالوا) فى الآية، وجاءته المصدرية من جهة (ما)، فإنها إما أن تكون اسما نكرة بمعنى وقت، أو تكون حرفا مصدريا والجملة بعده صلة؛ والأصل: كل وقت رزق، ثم عبر عن معنى المصدر بما. والله أعلم.
والكلالة: الرجل لا والد له ولا ولد. وقيل: ما لم يكن من النسب لحا، وقيل: الوراثة كلهم سوى الوالدين والأولاد. وقيل: من تكلل نسبه بنسبك، كابن العم وشبهه. وقيل: هى الإخوة للأم. وقيل: هى من العصبة من ورث معه الإخوة للأم. وقيل: هم بنو العم الأباعد. وقال ابن عباس: هى اسم لما عدا الوالد. وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم سئل عن الكلالة فقال: "من مات وليس له ولد ولا والد"، فجعله اسم الميت، وهو صحيح أيضا؛ فإن الكلالة مصدر يجمع الوارث والموروث جميعا. وقيل: اسم لكل وارث..
والإكليل: شبه التاج، سمى لإطافته بالرأس.
والكلكل والكلكال: الصدر. وقيل: ما بين الترقوتين. وقيل: باطن الزور.

  #24  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كلب )

( بصيرة فى كلب )

الكلب: النباح المعروف. وربما وصف به، والجمع: أكلب وكلاب، وكليب، مثال عبد وعبيد، وهو جمع عزيز. والأكالب: جمع أكلب. وتصغير الكلاب أكيلب بردها إلى أقل الجمع، وهو أكلب. والكلاب: صاحب الكلاب. قال تعالى: {فمثله كمثل الكلب}.
والكلب أيضا: نجم معروف. والكلب أيضا: سير بين طرفى الأديم إذا خرز. والكلب: أول زيادة الماء فى النوادى. والكلب: جديدة الرحى على رأس القطب، وخشبة يعمد بها الحائط. والكلب: الأسد.
والكلب - بالتحريك -: الحرص. وكلب - كفرح -: اشتد حرصه على طلب شىء. والكلب أيضا: الشدة من البرد.
والكلب الكلب: الذى به كلب أى شبه جنون، فإذا عقر إنسانا كلب.
والمكلب - كمعظم -: المقيد الأسير، قلب المكبل. والمكالبة: المشادة، وكذلك التكالب.

  #25  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 08:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى كلف )

( بصيرة فى كلف )

الكلف محركة: الولوع بالشىء. كلفت بهذا الأمر كلفا: أولعت به. وكلف أى جشم. والكلوف: الأمر الشاق. وفى المثل: لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا. والتكليف: الأمر بما يشق على الإنسان، قال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} وتكلفت الشىء: تجشمته. والمتكلف: العريض لما لا يعنيه. قال الله تعالى: {ومآ أنآ من المتكلفين} وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا وأتقياء أمتى برآء من التكلف".
ويقال حملت الشىء تكلفة: إذا لم تطقه إلا تكلفا. وقال زهير:
*سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبا لك يسأم*
يحتمل أن يكون جمع تكلفة: فزاد الياء لحاجته، وأن يكون جميع التكليف. والكلفة - بالضم - ما تكلفته من نائبة أو حق. والكلف: شىء شبه السمسم يعلو الوجه.
والتكلف قد يكون محمودا، وهو ما يتوخاه الإنسان ليتوصل به إلى أن يصير الفعل الذى يتعاطاه سهلا عليه ويصير كلفا به ومحبا له، ولهذا النظر استعمل التكليف فى تكلف العبادات؛ وقد يكون مذموما وهو ما يتكلفه الإنسان مراءاة.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الباب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir