دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > عد الآي > القول الوجيز للمخللاتي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ربيع الأول 1433هـ/9-02-2012م, 09:16 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي الفصل الثالث: في الأعداد المتداولة بين علماء الأمصار

الفصل الثالث: في الأعداد المتداولة بين علماء الأمصار
اعلم أن حفَّاظ القرآن من الصحابة والتابعين كانوا يعتبرون علم الآيات من حيث مبادئها وخواتمها ويهتمون بها غاية الاهتمام ثم نقلها الخلف عن السلف ودونوا فيها كتبًا نظمًا ونثرًا، ووضعوا فيه القواعد الكلية المستنبطة من أقوال السلف وهو معنى قول الشاطبي:

ولمَّا رأى الحُفَّاظُ أسلافَهُم عُنُوا



بها دوَّنُوها عَنْ أُولِي الفَضْلِ والبِرِّ(1)


وهو يشير بهذا البيت إلى قول الإمام الداني في أصل القصيدة(2) بعد نقله للحديث والآثار المتقدمة(3) وغيرها وبالجملة في هذه السنن والآثار التي اجتنيناها في هذه الأبواب مع كثرتها واشتهار نقلتها دليل واضح وشاهد قاطع على ما بين أيدينا ممَّا نقله إلينا علماؤنا عن سلفنا من عدِّ الآي ورؤوس الفواصل والخموس(4) والعشور وعدد جمل آي السور على اختلاف ذلك واتفاقه أنه مسموع من
[القول الوجيز: 100]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومأثور عنه وأن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين تلقوا ذلك منه، وكذلك تلقيناه كتلقيهم منه حروف القرآن واختلاف القراءة سماعًا ثم أدَّاه التابعون على نحو ذلك إلى الخالفين أداءً فنقله عنهم أهل الأمصار وأدَّوه(1) إلى الأمة وسلكوا في نقله وأدائه الطرق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع ولذلك صار مضافًا إليهم ومرفوعًا عليهم، قال الشارح(2): وهم الذين سيذكرهم الناظم بسندهم وهذا لا يمنع استنباط القواعد والمسائل من جزئياتهم المسموعة(3) انتهى.
ثم أن الأعداد التي يتداولها الناس(4) ويعدون بها في سائر الآفاق ستة، على عدد المصاحف الموجَّه بها إلى الأمصار على صح الأقوال فيها، ولذلك كان لأهل المدينة الشريفة عددان وواحد لأهل مكة وواحد لأهل الشام وواحد لأهل الكوفة وواحد لأهل البصرة.
فأما العدد الأول: لأهل المدينة فهو ما رواه الإمام الداني بسنده إلى الإمام نافع القاري وهو الذي رواه عن الإمام أبي جعفر بزيد(5) بن القعقاع وعن الإمام شيبة بن نصاح(6) مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعدد آيات القرآن فيه ستة آلاف ومائتان وعشر آيات، واختلف أبو جعفر وشيبة في ستة آيات وسيأتي بيانها في مواضعها إن شاء الله تعالى وهذا العدد هو الذي رواه أهل الكوفة عن أهل المدينة ولم ينسبوه إلى واحد منهم بعينه ولا أسندوه إليه بل أوقفوه على جماعتهم.
[القول الوجيز: 101]
وروى عامة البصريين هذا العدد عن ورش(1) عن نافع(2) وعدد آيات القرآن في ما رواه أهل الكوفة عن أهل المدينة ستة آلاف ومائتان وسبعة عشر آية.
وأما العدد الثاني لأهل المدينة فهو ما رواه الداني(3) بسنده إلى إسماعيل(4) بن جعفر عن سليمان(5) بن جمازٍ عن أبي جعفر وشيبة بن نصاحٍ مرفوعًا وعدد آيات القرآن فيه ستة آلاف ومائتان وأربع عشرة آية.
وأما العدد المكي فهو ما رواه الإمام الداني بسنده إلى عبد الله بن كثير(6) القاري عن مجاهد(7) عن ابن جبر(8) عن ابن عباس(9) عن أبي بن كعب(10) رضي الله عنهم وعدد آيات القرآن فيه ستة آلاف ومائتان وعشر آيات وفي ما رواه غير أبيِّ [و](11) تسع عشر آية.
وأما العدد الشامي فهو ما رواه الإمام الداني بسنده إلى الإمام يحيى (12) بن الحارث(13) الذًّماري، وعن الإمام الأخفش(14) عن ابن ذكوان (15) وعن الحلواني(16)
[القول الوجيز: 102]
عن هشام(1)، وروى ابن ذكوان وهشام عن أيوب بن تميم(2) القاري عن الذماري عن الغمام عبد الله عن عامر القاري(3)اليَحصُبي وغيره عن أبي الدرداء(4)رضي الله عنه وقيل أن هذا العدد منسوب إلى سيدنا عثمان(5) بن عفان رضي الله عنه وعدد آيات القرآن فيه ستة آلاف ومائتان وست وعشرون آية، أما ما روي عن صَضَقَة(6) بن يحيى من أن عدد القرآن ستة آلاف ومائتان وخمس وعشرون آية فقال بن ذكوان فيه: ظننت أن يحيى لم يعد البسملة آية.
وأما العدد الكوفي فهو ما رواه الإمام الداني بسنده إلى حمزة بن حبيب(7) الزيات والى سفيان الثوري(8)، فأما حمزة فروى عن ابن أبي ليلى(9)عن أبي عبد الرحمن السلمي(10) عن علي(11) بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يعد قوله تعالى: (بما كانوا يكذبون)(12) في سورة البقرة رأس عشر آيات و(عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) رأس عشرين و (مَا لَا تَعْلَمُونَ) رأس ثلاثين و (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) رأس أربعين و (وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ) رأس خمسين
[القول الوجيز: 103]
و(فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) رأس ستين و (الْمُهْتَدُونَ) رأس سبعين و (عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) رأس ثمانين و (عَذَابٌ مُهِينٌ) رأس تسعين و (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)(1) رأس مائة آية.
وأما رواية سفيان(2) فما قاله الداني أيضًا أن سفيان روى عن عبد الأعلى (3) عن أي عبد الرحمن(4) عن علي(5) رضي الله عنه أنه عدَّ (الـم) آية و(طه) آية،وعدد آيات القرآن فيه ستة آلاف ومائتان وثلاثون آية.
وأما العدد البصري فهو ما واه الإمام الداني بسنده إلى عام الجحدري(6) وعطاء بن يسار، وهذا العدد هو الذي ينسبه أهل البصرة بعد عاصم إلى أيوب(7) ابن المتوكل وعليه مصاحفهم الآن وليس بينهم فيه خلاف، وقد اتفق عاصم وعطاء في جملة الآيات واختلف عاصم وأيوب في عد قوله تعالى : (وَالْحَقَّ أَقُولُ)(8) في سورة (ص) كما سيأتي إنشاء الله، وعدد آيات القرآن، وقد أشار الشاطبي إلى العدد المدني والكوفي بقوله:
فعَن نافِعٍ شَيْبَةٍ ويَزيدَ أوْ



وَلُ المدَنِي إذْ كُلُّ كُوفِ به يُقري(9)



[القول الوجيز: 104]
وحمزةُ مع سُفيانَ قد أسنَدَاهُ عَنْ



عَليٍّ عَنْ أشْيَاخٍ ثقاتِ ذوي خُبْر


والآخرُ إسماعيلُ يَروِهِ عَنْهُما


بِنَقْلِ ابن جَمَّازٍ سُليمانَ ذِي النَّشرِ(1)


ولمَّا رأى الحُفَّاظُ أسلافَهُم عُنُوا



بها دوَّنُوها عَنْ أُولِي الفَضْلِ والبِرِّ(1)


وإنما قدم (2) ذكر هذه الأعداد الثلاثة وأخر الثلاثة الباقية ليفيد أن مرجعها إلى سندين، أحدهما: سند المدنيين وهو إلى أبي جعفر، والثاني: سند الكوفيين في اختيارهم وهو إلى علي رضي الله عنه لأنهما رَوَيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّ آيات القرآن على هذين العَدَديْن كما أشار إليه قوله:
بأنَّ رَسُولُ الله عَدَّ عليهما(3)



لهُ الآيَ توسيعًا على الخَلْقِ فِي اليُسْرِ



[القول الوجيز: 105]
قال شارحه(1) وما ذلك إلا ليستضبطه للخلائق وليعلموا أن لهم رخصة في تعلمه وتعليمه أخماسًا وأعشارًا.
رُويَ عن ]عطاء(2) السُّلمي[ أنه قال: حدثني الذين كانوا يُقرِؤوننا وهم عثمان(3) بن عفان، وعبد الله بن مسعود(4) وأُبيُّ(5) بن كعب رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤهم العشر من القرآن فلا يجاوزنها إلى عشر آخر حتى يتعلموا ما فيها من العمل فقالوا: تَعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا(6) انتهى.
وهذا دليل واضح وبرهان قاطع على أن الفواصل ورؤوس الآي قد عُلمت بالتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام الداني في الأصل(7): أن الصحابة رضي الله عنهم قد عَلموا المقدار الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم من رؤوس الآي وعَلموا ابتداءها وانتهاءها وذلك بإعلامه عليه الصلاة والسلام إياهم عند التلقين والتعليم برأس الآية، ثم قال: وكذلك القول عندنا في تأليف السور وتسميتها وترتيب آيها في الكتابة بأن ذلك توقيف منه عليه الصلاة والسلام وإعلام به لتوفر مجيء الأخبار
[القول الوجيز: 106]
بذلك [واقتضاء](1) العاد على كونه كذلك وتواطئ الجماعة واتفاق الأمة عليه. انتهى.
ويدل لذلك كون بعض الكلمات القرآنية متشابهة(2) لرؤوس الآي ولكن لم يعدَّها أحد رؤوس آيات وما ذلك إلا لعد التوقيف فيها ومما يؤكده(3) أيضًا عدُّ بعضهم قوله تعالى (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى)(4) رأس آية في سورة العلق وقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى)(5) في سورة النازعات وقوله تعالى: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى)(6) في سورة النجم وعدَّ كلهم (وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى)(7) في سورة الأعلى و(لَا يَصْلَاهَا إِلا الْأَشْقَى)(8) في سورة الليل، وقد كان الأصل يقتضي أن لا يكُنَّ رؤوس آيات ولكن ورودُ التوقيف يخالف الأصل وهو عدم انقطاع الكلام في بعض والتعلق بما بعدها في بعض آخر وهذا معنى قول الشاطبي:
وَأكَّدَه أشبَاهُ آيٍ كًثِيرَةٍ



وليسَ لها في عُزْمَةِ العَدِّ مِنْ ذِكْرِ(9)


[القول الوجيز: 107]
وسوفَ يُوَافِي بَيْنَ الأعْدَادِ عَدُّهَا



فَيُوفِي عَلى نَظْمِ اليَوَاقِيْتِ والشَّذْرِ(1)


وَعَدُّ الَّذي يَنْهَى والأشْقَى وَمَنْ طَغَى


وَعَنْ مَّنْ تَوَلَّى في عِدادٍ لها عُذْرُ(2)



ومما يؤكده(3) أيضًا عد الكوفيين (الم) حيث وقع آية[مستقلة](4) وكذا

[القول الوجيز: 108]
(المص)، و (طه) و (طسم) و (يس) و حم) في سورها وعدهم (حم عسق) آيتين، ولم يعدوا (الر) و (المر) و (طس) أول النمل و(ص) و (ق) و (ن) وهذا معنى قوله:
وَمَا بدْؤُهُ حرْفُ التَّهَجِّي فآية



لِكُوفٍ سوى ذي رَا وطَس والوِتْرِ(1)


وأشار إلى الأعداد الثلاثة(2) الباقية بقوله:
وعدُّ عطَاءٍ بْنٍ اليَسار كًعاصِمٍ



هو الجَحْدَري في كُلِّ ما عُدَّ للبَصْرِي(3)


ويحيى الذَّمَارِي [للشآمى](4) وغيره



وَذُوا العَدَدِ المَكِّي أُبَيُّ بِلا نُكْر



[القول الوجيز: 109]




(1) قول الناظم: ((ولما رأى الخ)) الأسلاف جمع سلف وهو كل من تقدمك من آبائك وأقربائك كذا في القاموس، والمراد هنا من تقدم من الصحابة والتابعين، وعنوا من العناية بمعنى التزموا واهتموا بها ودوَّنوها، والتدوين في الأصل جمع أسماء الجيش وأعطيتها في الدفاتر والصحف ثم استعمل في جمع العلوم ووضع قواعدها في الكتب وهو المراد هنا أي جمعوا قواعد هذا العلم وألفوا، وأولوا الفضل والبر في هذا البيت هم أهل القرآن، والمراد من الرؤية رؤية البصيرة وهي العلم لأنه علم رواية لا دراية. أنظر لوامع البدر/ مخطوط.
والمراد بحفَّاظ القرآن الذين ألفوا ووضعوا القواعد هم الذين جاءوا بعد عصر الصحابة والتابعين والمعنى كما ذكره الشارح.

(2) المراد بالقصيدة هي ناظمة الزهرالتي بين أيدينا والمراد بأصلها هو البيان لأبي عمرو الداني في عدِّ آي القرآن وهو مخطوط وما أشار إليه الشارح من قول الداني في الورقة/ 9.

(3) أي في الفصل الثاني.

(4) في نسخة (ب، ج) (الخمسوس) وهو تحريف والصواب ما ذكرناه كما في (أ).

(1) في نسخة (أ، ب) وضع ضمة على الدال، والصواب وضع فتحة.

(2) قوله: قال الشارح، المراد بالشارح لعلَّه صاحب لوامع البدر الذي أشرنا إليه في المقدمة مخطوطة ورقة 30.

(3) انتهى ما قاله الداني في البيان في الورقة 9.

(4) يعني يتداولها الناس بالنقل قديمًا وحديثًا.

(5) أنظر في ملحق الأعلام رقم 79 واسمه فيروز أيضًا وهو علم له.

(6) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 26.

(1) ترجمته في ملحق الأعلام رقم45.

(2) ترجمته في ملحق الأعلام رقم71.

(3) ترجمته في ملحق الأعلام رقم46.

(4) ترجمته في ملحق الأعلام رقم7.

(5) ترجمته في ملحق الأعلام رقم21؟

(6) ترجمته في ملحق الأعلام رقم38.

(7) ترجمته في ملحق الأعلام رقم69.

(8) لم أعثر على ترجمته.

(9) ترجمته في ملحق الأعلام رقم36.

(10) ترجمته في ملحق الأعلام رقم3.

(11) هذه الواو غير واضحة في (ج).

(12) ترجمته في ملحق الأعلام رقم76.

(13) في نسخة (ج) [الحارثة]والصواب ما ذكرناه كما في نسخة (آ).

(14) أنظر ملحق الأعلام رقم19.

(15) ترجمته في ملحق الأعلام رقم33.

(16) ترجمته في ملحق الأعلام رقم6.

(1) ترجمته في ملحق الأعلام رقم72.

(2) ترجمته في ملحق الأعلام رقم8.

(3) ترجمته في ملحق الأعلام رقم35.

(4) ترجمته في ملحق الأعلام رقم53.

(5) ترجمته في ملحق الأعلام رقم47.

(6) لم أعثر على ترجمته.

(7) ترجمته في ملحق الأعلام رقم15.

(8) ترجمته في ملحق الأعلام رقم20.

(9) ترجمته في ملحق الأعلام رقم63.

(10) ترجمته في ملحق الأعلام رقم34.

(11) ترجمته في ملحق الأعلام رقم49.

(12) الاية: 10من سورة البقرة.

(1) في نسخة (آ،ب،ج) [لا يعلمون]والصاب ما ذكرناه كما في النص القرآني.

(2) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 20.

(3) لم أعثر على ترجمة.

(4) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 34.

(5) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 49.

(6) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 29.

(7) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 9.

(8) الآية 84 سورة ص.

(9) قول الناظم (فعن نافع الخ) أخذ الحفاظ عدد المدني الأول عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القاري الخ.

(1) قول الناظم: ((وحمزة مع سفيان الخ)) أسنداه أي نسباه ورفعاه موصلًا بسنده، ثقات: جمع ثقة وهو العالم الصدوق الذي يوثق بخبره، والخُبر بضم الخاء العلم الواسع والمعرفة التامة.
والمعنى: بين الناظم سند أهل الكوفة في اختيارهم وأنه قد أسند إلى حمزة وسفيان الخ.
قول الناظم: ((والآخر إسماعيل الخ)) النشر: الرائحة الطيبة ويراد به حسن الذكر والخلق الجميل ترتيب القاموس ج 4 ص 371.
ومعناه: بيان الناظم للندني الثاني المعبر عنه بالمدني الأخير وهو المنسوب إلى إسماعيل بن جعفر الخ.

(1) قول الناظم: ((ولما رأى الخ)) الأسلاف جمع سلف وهو كل من تقدمك من آبائك وأقربائك كذا في القاموس، والمراد هنا من تقدم من الصحابة والتابعين، وعنوا من العناية بمعنى التزموا واهتموا بها ودوَّنوها، والتدوين في الأصل جمع أسماء الجيش وأعطيتها في الدفاتر والصحف ثم استعمل في جمع العلوم ووضع قواعدها في الكتب وهو المراد هنا أي جمعوا قواعد هذا العلم وألفوا، وأولوا الفضل والبر في هذا البيت هم أهل القرآن، والمراد من الرؤية رؤية البصيرة وهي العلم لأنه علم رواية لا دراية. أنظر لوامع البدر/ مخطوط.
والمراد بحفَّاظ القرآن الذين ألفوا ووضعوا القواعد هم الذين جاءوا بعد عصر الصحابة والتابعين والمعنى كما ذكره الشارح.

(2) قدم هذه الأعداد الثلاثة وأخر الباقية إلى آخر الديباجة لُيفيد أن مرجعها المنسوب إلى سندين أحدهما سند علي رضي الله عنه وثانيهما سند أبي جعفر وشيبة وهو بصدد إثبات الأثر الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرواه الأعداد ا الثلاثة لمَّا التزموا نقل هذا الأثر ناسب ذكرهم أولا بخلاف الباقين وليس معنى هذا أن عدد البصري والشامي والمكي ليس بتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل الأعداد كلها ثابتة بالتوقيف ويقوي ذلك ورود كلمات في القرآن تشبه فواصله وهي متروكة اتفاقًا كما سيأتي في قوله: (وأكد أشباه) الخ.

(3) في بشير اليسر (عليهم) بدل عليهما ونقل هذا البيت إلى ما بعد قوله (أبي بلا نكر) دفعًا لمن يتوهم أن من عاد عليهما ضمير المثنى مخصوصان بالتوقيف دون غيرهما ومعنى اليسر ضد العسر.
ومعنى البيت: لما أخبر المصنف بأن هذه الأعداد ثابتة من غير إنكار، أفاد أن سبب ذلك هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدِّ أصحابه القرآن تيسيرًا عليهم في تعلمه وتعليمه وهذا شروع من الناظم في كون مقدمات هذا الفن منقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) المراد بالشارح: هو صاحب لوامع البدر مخطوط ورقة 35.

(2) ما بين المعقوفين صوابه [عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي] كما ذكره الحافظ بن الجزري في ترجمة أبي عبد الرحمن السلمي في الغاية ج1 ص 413 والحديث رواه ابن كثير وابن جرير الطبري في مقدمته ج1 ص35، 36.

(3) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 47.

(4) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 41.

(5) ترجمته في ملحق الأعلام رقم 3.

(6) انتهى كلام صاحب لوامع البدر 35.

(7) المراد بالأصل البيان في عدِّ آي القرآن للداني مخطوط ورقة 10.

(1) في نسخة (أ، ب، ج) [ وامتضاء] والصواب ما ذكرناه كما في بيان الداني ورقة 10.

(2) هذا معنى البيت الأول من الأبيات الثلاثة التي سيذكرها الشارع وهو قوله (وأكده) الخ.

(3) هذا معنى البيت الثالث الذي أوله (وعد الذي ينهى الخ).

(4) الآية: 9.

(5) الآية: 37.

(6) الآي: 29.

(7) الآية: 11.

(8) الآية: 15.

(9) المفردات: وأكده:قواه وقرره، وأشباه: جمع شبه وهو المثل والنظير، والمراد من الآي هنا الذي يشبه الفواصل وليس منها، والعُزمة بضم العين المهملة وسكون الزاي أسرة الرجل وقبيلته.
أنظر معالم اليسر ص2، وترتيب القاموس ج3 ص219.

(1) المفردات: يوافي: مضارع من قولهم: وافيت القوم بمعنى أتيتهم فمعناه يوفي فيأت مضارع من أوفى على الشيء الذي أشرف عليه أي اطلع عليه من فوق، ولازمه العلو وهو المقصود هنا وعليه فالمعنى يعلو، والشذر صغار الؤلؤ، معالم اليسر وترتيب القاموس ج2 ص 688 ج3 ص219.
وهذا وعدٌ من الناظم بذكر الآيات التي تشبه الفواصل وليست معدودة بالاتفاق والتي استدل بتركها من العدد على أن الأعداد توقيفية في ضمن بيان أعداد السورة وقوله: فيوفى معناه: أن نظم هذه الأشياء قد حسن بها النظم فسما بها على نظم اليواقيت وصغار اللؤلؤ التي تكون حلية وفيه إشارة إلى أن ذلك الذكر ليس مقصودًا بل هو كترصيع شيء بالياقوت واللؤلؤ، وسيذكرها إما بقوله: دع أو أسقط أو شبه ذلك ووعده هذا استغنى عن التمثيل له هنا بما يأتي في النظم من ذكرها في السور.

(2) المفردات: العِداد قال في القاموس العديد الند كالعِد والعِداد بكسرهما ويقال في عِداد القوم ما يعد منهم والمعنى فيما يعد من الآيات، والعُذر بضم العين وإسكان الذال ما يعتذر به وهو هنا التوقيف بالحجة والمعنى أي عدهم هذه الآيات في عداد له توقيف وأخذ من السلف، انظر معالم اليسر ص 23، ولوامع البدر/ مخطوط.
والمعنى: لما بين الناظم تأكيد الدعوى وهو كون هذه الأعداد توقيفية أراد أن يذكر مؤكدًا آخر وهذا البيت عكس البيت الأول لأنه بين فيه الفواصل التي ليست رأس آية وفي هذا بين الفواصل التي هي رأس آية، هذا بالإضافة إلى ما ذكره الشارح رحمه الله تعالى.

(3) قول الشارح رحمه الله تعالى (ومما يؤكده) الضمير يعود على التوقيف في هذه الأعداد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي وعدُّ الكوفيين بعض فواتح السورة دون بعض يؤكد التوقيف لأن صفة الحرفية مشتركة بين كل من الحروف فعدُّ بعضها دون بعض يشعر بأنه سماعي لا قياسي حيث قال السيوطي ناقلًا عن الزمخشري: الآيات توقيفية لا مجال للقياس فيها ولذلك عدوا (الم) آية حيث وقت وكذا (المص) ولم يعدوا (المر، الر) وعدوا (حم) آية في سورها وكذا (طه) و (يس) ولم بعدوا (طس) مع أنها على وزن (يس) انتهى. أنظر الإتقان ج1 ص 188.
هذا وسيذكر الشارح في أول سورة البقرة توجيه عد الكوفيين لهذه الفواتح وتوجيه الترك لغيرهم.

(4) ما بين المعقوفين في نسخة (آ) [متعلقة] والصواب ما ذكرناه.

(1) المفردات: الوتر:، الفرد، وقد بدأ المصنف في بيان أصول مطردة غير مختصة بسورة واحدة ومعنى البيت: (والسورة التي أولها حرف من حروف التهجي فذلك الحرف آية مستقلة في تلك السورة للكوفي في اختياره سوى ذي الراء) الخ.

(2) قوله: الثلاثة أي الثلاثة الباقية وهم العدد البصري والشامي والمكي.

(3) معنى هذا البيت: أن العدد الذي يرويه عطاء بن يسار من كبار التابعين وما يرويه عاصم الجحدري عن غيره من كبار التابعين هو العدد المنسوب إلى أهل البصرة كما ذكره الشارح.

(4) ما بين المعقوفين في نسخة (أ، ب، ج) [للشِّؤآمي] والصواب ما ذكرناه في بعض نسخ الشرح.
والمفردات: النكر اسم بمعنى الإنكار. والمعنى: أن العدد الشامي يعتمد على ما عده يحيى الذماري إلى آخر السند كما ذكره الشارح.
وقوله: ((وذوا العدد المكي)) بيان للعدد المكي أي أن العدد المكي إنما يعتمد على أبيّ بن كعب إلى آخر ما ذكره الشارح. أنظر معالم اليسر ص19 بتصرف.
تنبيه: اعلم أن الشاطبي رحمه الله تعالى لم يذكر في هذه القصيدة العدد الحمصي أنه تبع في نظمه ما نقله الفضل بن شاذان كما سيصرح بذلك. والفضل بن شاذان لم يتعرض لذكر الحمصي والشاطبي لم يذكره لكونه غير مشهور أو لعدم اتصال هذه الرواية فذكر الستة الأول، قال الداني ولأهل حمص عددٌ سابع كانوا يعدون به قديمًا ووافقوا بعضه في أهل الشام وخالفوهم في بعضه وأوقفتهم جماعتهم على خالد بن معدان وهو من كبار تابعي الشاميين، قال أبو الحسن بن شنبوذ: بلغني عنه، حدثنا أبو معاوية با عمرو الحمصي قال: حدثني كثير بن عبد الله المدججي مقرى أهل مسجد حمص قال: هذا عدد أهل حمص الذي استخرجوه من مصحف خالد بن معدان انتهى.
فالمراد بالعد الحمصي هو ما رواه أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي مسندًا إلى خالد بن معدان السلمي الحمصي وهو من كبار التابعين وهو عن جماعة من الصحابة منهم عمر وعاوية وأبو أمامة وغيرهم، أنظر بشير اليسر ص21 ولوامع البدر بتصرف ورقة 24.
تنبيه آخر: سأذكر إنشاء الله تعالى في خاتمة كل ترجمة مذهب الحمصي في مواضع الخلاف منبها على ما بَينَه وبَينَ الدمشقي في هذه المواضع من وفاق أو خلاف كما أشرت إلى ذلك في المقدمة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الفصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir