( بصيرة فى البنيان)
وقد ورد فى القرآن على أربعة أوجه:
الأول: بمعنى الصرح، والقصر العالى: {فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم} بنيانهم: أى صرحهم.
الثانى: بمعنى المسجد: {فقالوا ابنوا عليهم بنيانا} (مسجدا) {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله}، {لا يزال بنيانهم الذي بنوا} أى مسجدهم.
الثالث: بمعنى بيت النار: {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم}.
الرابع: بمعنى تشبيه صف الغازين بالجدران المرصوصة: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}.
والبنيان واحد لا جمع له. وقال بعضهم: جمع واحدته بنيانة، على حد نخلة ونخل. وهذا النحو من الجمع يصح تذكيره وتأنيثه.
وابن أصله بنى لقولهم فى الجمع
: أبناء، وفى التصغير بنى. وسمى بذلك؛ لكونه بناء للأب؛ فإن الأب قد بناه. ويقال لكل ما يحصل من جهة شئ، أو من ترتبيته أو بتفقده، أو كثرة خدمته له، وقيامه بأمره: هو ابنه؛ نحو فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر. وابن بطنه، وابن فرجه إذا كان همه مصروفا إليهما، وابن يومه إذا لم يتفكر فى غده. وجمع ابن أبناء، وبنون. ومؤنثه ابنة وبنت. والجمع بنات.
وقوله: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}، وقوله: {لقد علمت ما لنا في بناتك من حق} فقد قيل: خاطب بذلك أكابر القوم، وعرض عليهم بناته، لا أهل قريته كلهم؛ فإنه محال أن يعرض بنات قليلة على الجم الغفير. وقيل: بل أشار بالبنات إلى بنات أمته. سماهن بنات له؛ لكون النبى بمنزلة الأب لأمته، بل لكونه أكبر الأبوين لهم. وقوله: {ويجعلون لله البنات} يريد به قولهم: الملائكة بنات الله.