دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شعبان 1437هـ/10-05-2016م, 02:11 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس القسم الأول من دورة طرق التفسير

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 شعبان 1437هـ/11-05-2016م, 02:58 PM
عفاف فالح الجهني عفاف فالح الجهني غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 132
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
{ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر}.
وتيسير الله للقرآن يشمل تيسير ألفاظه للحفظ والتلاوة، وتيسير معانيه للفهم والتدبر، وتيسير هداه للعمل والاتباع.
ومن تيسير الله تعالى للقرآن تيسير تفسيره، وبيان معانيه، واستخراج فوائده وأحكامه، بطرق يتيسَّر للمتعلمين تعلمها، وللدارسين دراستها.
ولهذه الطرق منارات يهتدي بها السائرون، وعلامات يميّزون بها الخطأ من الصواب، والراجح من المرجوح.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
والتفسير الاجتهادي قد يُقيم عليه المفسّر دلائل صحيحة تُفيد العلم اليقيني، وقد يقصر بيانه عن بلوغ هذه المرتبة فيفيد الظنّ الغالب، أو يفيد وجهاً معتبراً في التفسير، وقد يُخطئ المجتهد في اجتهاده؛ فهو على هذه المراتب.
فليس كلّ ما يُذكر من تفسير للقرآن بالقرآن يكون صحيحاً لا خطأ فيه؛ بل منه ما يدخله اجتهاد المجتهدين من المفسّرين؛ وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.وقد اعتنى بهذا النوع من التفسير جماعة من أهل العلم وظهر أثر ذلك فيما نقل عنهم من التفسير.
- فروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن؛ لكنه غالباً ما يكون مأخذه اجتهاد المفسر لإصابة المعنى المراد ؛ فيستدل لذلك بالقرآن.
واعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين ومن أشهر من ظهرت عنايته به في تفاسيرهم: إمام المفسّرين محمّد بن جرير الطبري
وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.
ومحمد الأمين الجكني الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.
ولم يزل المفسّرون يقدّمون تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير ولقد الفو فيه كتب كثيره .
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يج
د في التفسير؟
نعم لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ.
فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله، كما أقرّه الله على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، واجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم.
وما أخطأ فيه فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه، وذلك كاجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار وإعراضه عن الأعمى، واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة.
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
هم طائفة تلقّبوا بالقرآنيين، زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، وضلوا بذلك ضلالاً مبيناً، فأحدثوا في صفة الصلاة وسائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة، منها أنّ بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجاً بقول الله تعالى: {يخرون للأذقان سجدا} ولهم في هذا الباب ضلالات كثيرة.
وزعموا أنه لا حاجة إلى البحث في صحيح الأحاديث وضعيفها؛ لأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن.
وهذه الطائفة من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان زعيمها رجل يقال له: أحمد خان؛ بدأ توجهه بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة.
وتتابع لهذه الطائفة رموز وجمعيات أسّست لخدمتهم، ونشر أفكارهم، وغرضها محاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه.
وفي مصر تزعَّم هذه الطائفةَ رجلٌ يقال له: أحمد صبحي منصور ، وكان مدرّساً في الأزهر ففُصِل منه بسبب إنكاره للسنة، ثم انتقل إلى أمريكا وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم، وبثَّ أفكاره من هناك، وله أتباع ومناصرون في مصر وخارجها.
ولهذه الطائفة شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم كان الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ فلعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.كان الصحابة رضي الله عنهم يفسّرون بالقرآن بالقرآن، ويفسرون القرآن بالسنة، ويفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل، ويفسّرون القرآن بلغة العرب، وكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير.
واجتهاد الصحابة أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم
وكان يقع منهم اتفاق كثير على مسائل في التفسير، ويقع بينهم من الخلاف في الاجتهاد في التفسير

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير
لمرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم،

:

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 شعبان 1437هـ/11-05-2016م, 07:23 PM
منيرة عبدالرزاق علي منيرة عبدالرزاق علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 100
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
-أهمية معرفة طرق التفسير لتمييز الخطأ من الصواب والراجح من المرجوح في استخراج فوائده وتبيين معانيه .
..............................................
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
-المسألة فيها تفصيل :
لأن تفسير القرءان بالقرءان على نوعين :
1-تفسير مستنده النص الصريح من القرءان لايخالفه أحد .
2-تفسير اجتهادي غير معتمد على النص الصريح بتفسير القرءان بالقرءان وهذا النوع قد يصيب فيه المجتهد وقد يخطئ فما أصاب فيه مراد الله فقد وفق لبيان معاني القرءان بالقرءان وإن أخطأ أو أصاب بعض المعنى فلا ينسب اجتهاده الى التفسير الإلهي .
.......................................................
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
-عناية بعض الصحابة كابن عباس وبعض التابعين كمجاهد وقتادة فروي عنهم الكثير من مباحث تفسير القرءان بالقرءان وهو غالبا من نوع التفسير الإجتهادي .
-بعد جيل الصحابة والتابعين اعتنى جماعة من العلماء بهذا النوع كابن جرير الطبري وابن كثير ومحمد الأمين الشنقيطي .
...........................................

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
-استعمل بعض أهل الأهواء هذا النوع للإستدلال به على بدعهم القرءان منه المحكم والمتشابه كما أنه يتبع المتشابه الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة . ومن ذلك استدلال نفاة الصفات بقوله تعالى ( ليس كمثله شي ) على مايؤيدون به شبههم من نفي الصفات
.................................................
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
-كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير كغيره من المسائل لكنه معصوم أن يقر على خطأ . فما أصاب باجتهاده أقره الله تعالى كما أقره عندما شرب من اللبن لما خيره جبريل بين الخمر واللبن . وما أخطأ فيه فإن الله يبين له خطأه ولا يقره وذلك مثل أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار .
.....................................................
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
-هم الذين اكتفوا بالقرءان وادّعو أن الأخذ بالسنة غير لازم . وخطرهم في ذلك ظاهر بالإعراض عن السنة الشريفة وتهميشها وعدم الرجوع اليها في أخذ الدين .
...................................................
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
-نعم كان الصحابة يتفاضلون في علم التفسير ولبعضهم عناية واهتمام بتفسير القرءان كالخلفاء الأربعة والقراء منهم كزيد وأبي بن كعب وغيرهم والعلماء منهم كمعاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود وعائشة رضي الله عنهم أجمعين .
....................................................
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
-كان الصحابة يفسرون القرءان بالقرءان والقرءان بالسنة ويفسرونه بما يعرفون من الوقائع ومواضع النزول ويفسرونه بلغة العرب وكانوا يجتهدون في فهم النص واجتهادهم أقرب الى الصواب من اجتهاد غيرهم .
............................................
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير
1-ماله حكم المرفوع الى النبي ومن ذلك : مايصرح فيه بالاخذ عن النبي / مراسيل الصحابة /الأمور التي لاتقال بالاجتهاد والرأي / قول الصحابة الصريح في سبب النزول
2-أقوال صحت عنهم في التفسير فاتفقوا عليا ولم يختلفوا فيها .
3-ما اختلف فيه الصحابة وهو على نوعين : إما اختلاف تنوع بحيث لاتتعارض الأقوال / واما اختلاف تضاد مما يحتاج الى ترجيح .

تم بحمد الله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 شعبان 1437هـ/11-05-2016م, 10:01 PM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس المذاكرة الأول لدورةطرق التفسير
المجموعة الأولى:

س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
ج1: معرفة طرق التفسير تعين طالب علم التفسير على فهم قواعد وأصول وأحكام في التفسير مما يعينه على دراسة واتقان مسائل التفسير. فيتمرن على تطبيق ما درسه من قواعد وأصول ،فيحسن استخراج المسائل ومعرفة الصواب وطريقة الاستدلال، والجمع والترجيح، وايضاح ما أشكل واستكشاف الخطأ وبيان علته.
س2: هلما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
ج2: نعم يفيد اليقين لكن ليس على الإطلاق،وذلك أن تفسير القرآن على نوعين؛ فما كان من تفسير القرآن بالقرآن مستند على نص صريح من القرآن؛ فإنه لا شك يفيد اليقين إذ لا مجال للاجتهاد فيه، وهو تفسير يوفق له الأفذاذ من العلماء ويصح اعتباره من التفسير الإلهي. وما كان من تفسير القرآن بالقرآن مستند على اجتهاد المفسر وليس فيه نص صريح فإن المجتهد على أحوال أربعة:
1/ قد يجتهد فيقيم دلائل صحيحة تفيد اليقين.
2/ وقد يصيب الظن الغالب.
3/ وقد يصيب وجها معتبرا في التفسير، ويخطئ في البعض أو يغفل عنها.
4/ وقد يجتهد فيخطئ.
وفي الأحوال الثلاثة الأخيرة فإن تفسير القرآن بالقرآن ليس كله يفيد اليقين.
س3: بيّن عناية العلماء بتفسيرالقرآن بالقرآن.
ج3: اعتنى عدد من العلماء بتفسير القرآن بالقرآن وظهر ذلك في تقديمهم تفسير القرآن بالقرآن على غيره، وما جاء ونقل عنهم في تفسير القرآن بالقرآن؛
* فمن السابقين وردت أمثلة كثيرة في تفسير القرآن بالقرآن من أمثال عبدالله بن عباس ومجاهد وقتادة وعبدالرحمن بن زيد وأسلم وغيرهم، وكان أكثر ما نقل عنهم في تفسير الاجتهاد .
*ومن المتأخرين من أمثال محمد بن جرير الطبري واسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي و محمد الأمين الجكني الشنقيطي.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآنبالقرآن.
ج4: في تفسير القرآن بالقرآن، تفسير بالاجتهاد، استغل أهل الأهواء الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن حمَّال أوجه كما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنه محكم ومتشابه كما جاء في القرآن فأهل الأهواء في قلوبهم زيغ قال تعالى:(فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) فيستدلون على بدعهم وأهوائهم من نفي الصفات التي ثبتت في القرآن متأولين بقول الله تعالى:(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
ويستدل الجبرية الذين ينفون الحكمة والتعليل بقول الله تعالى:(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) فيثبتون لله أمورا لا تليق بحكمته متأولين بما يوافق أهوائهم.
وغيرهم من أهل الأهواء الذين يأخذون بأقوال المجتهدين في تفسير القرآن بالقرآن مما اجتهد فيه المفسر فأخطأ وهذا لا يعد من التفسير الإلهي بوجه من الوجوه.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
ج5: نعم اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن بالقرآن، سواء ورد نص أم لم يرد نص في التفسير؛ ومما يميز النبي صلى الله عليه وسلم عصمته، فما أصاب في اجتهاده وافقه الله عليه، وما أخطأ فيه باجتهاده لم يكن ليقره الله عليه بل ينزل الوحي يبين صواب اجتهاده، ومن أمثلة ذلك:
1/ اجتهاد أصاب فيه النبي صلى الله عليه وسلم ووافقه الله فيه،شرب اللبن لما خيره جبريل بين اللبن والخمر،واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة.
2/ اجتهاد أخطأ فيه النبي صلى الله عليه وسلم فبين الله عزوجل له ولم يقره، ومن ذلك اجتهاده لأكابر الكفار للتصدي للدعوة واعراضه عن الأعمى، واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة.

س6: من همالقرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
ج6:طائفة من الطوائف من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر، ثم توزعت بعد ذلك في عدد من الدول، هذه الطائفة زعمت الاكتفاء بالقرآن، ولا حاجة للسنة ولا لزوم في الأخذ بها، فكان مصدرهم الوحيد للشريعة هو القرآن. فأحدثوا كثيرا من العبادات مدّعين أنها أخذت من القرآن.
*ويظهر خطرهم في رفض المصدر الثاني من مصادر التشريع وهو السنة فهي أصل من أصول التفسير وقد جاءت أحاديث صحيحة متواترة في تفسير القرآن فمنها ما هو نصي ومنها ما هو اجتهادي ولا يستغني عنها المفسر في الاستدلال بالأحاديث لبعض الآيات.
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟بيّن ذلك.
ج7: نعم يتفاضل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين في التفسير، ودلالة ذلك ما جاء عن مسروق بن الأجدع قال:(لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبدالله بن مسعود من ذلك الإخاذ) وعبدالله بن مسعود من كبار الصحابة ممن كانت له عناية بالتفسير، وغيره من الخلفاء الراشدين ومعاذ بن جبل وعبدالله بن عباس وأبي بن كعب وسلمان الفارسي وأبي الأشعري وأنس بن مالك وابن عمر وأبي هريرة كانوا من علماء الصحابة وقرائهم وكانت لهم عناية كبيرة بالتفسير.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
ج8:
· تفسير القرآن بالقرآن. وقد جاءت أمثلته كثيرة مما يدل على عنايتهم به.
· تفسير القرآن بالسنة.وهو على نوعين؛ فإما أن يكون نصي صريح كأن يكون جوابا من النبي صلى الله عليه وسلم على ماسألوه، أو سبب نزول، أو حديث صريح في تفسير آية.
وإما أن يكون أحاديث يستدل بها في تفسير آية دون أن يرد نص صريح.
· تفسير القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل.
· تفسير القرآن بلغة العرب.
· تفسير القرآن بالاجتهاد. فكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص وفيما لا نص فيه.

س9: بيّن مراتبحجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
ج9: أقوال الصحابة في التفسير على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان له حكم الرفع وهو على أنواع أربعة:
1/أخذه من النبي صلى الله عليه وسلم وصرح بذلك.
2/ ما كان من مراسيل الصحابة.
3/ ما ثبت من الأحاديث مما لا يمكن أن يقال بالرأي ولا الاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروى عن بني إسرائيل مع اليقين بتورع الصحابة وشدة حرصهم وتثبتهم في القول عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم دل هذا على صحة ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4/ قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
ما ثبت صحته في هذه المرتبة فهو حجة في التفسير.
المرتبة الثانية: الأقوال التي صحت عن الصحابة في التفسير وأتفقوا عليها فهذا من حجية الإجماع.
المرتبة الثالثة: أقوال الصحابة المختلف فيها وجاءت على نوعين:
1/ أقوال صحيحة ويمكن الجمع بينها من غير تعارض.
2/ أقوال لابد من الترجيح فيها، وهذا خاص بعلماء التفسير للاجتهاد واستخراج القول الراجح. ولابد من أن يكون أحد القولين مأخذه اجتهاده حتى يتم الترجيح.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 شعبان 1437هـ/12-05-2016م, 04:11 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثانية
:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته هو :
تفسير الآيات البينات التي تدل دلالة واضحة بينة على ما يراد منها من أمور الدين المعلومة بالضرورة كقوله تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) فهي دالة دلالة واضحة على الأمر بإفراد الله وحده بالعبادة والنهي عن الشرك ، وكذلك قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) أمر صريح بوجوب إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، ومثلها ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) كذلك نهي صريح عن قتل النفس ، و ( ولا تقربوا الزنا ) ... وغيرها من الآيات الصريحة في أمرها أو نهيها أو دلالتها ، حيث يحصل بها العلم الضروري من دلالتها لمن تبلغه ، وهي مما ذاع واستفاض وعلم بين المسلمين بالضرورة فلا يعذر مسلم بجهله ..
بشرط أن يبلغه بلاغا صحيحا ... فالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه ومن في حكمه ، ومن لم تبلغه الآيات يخرج من هذا .

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن للآية الواحدة أو المسألة الواحدة فيها أن تفسر من أكثرمن طريقة من طرق التفسير ، إذ إن طرق التفسير يعضد بعضها بعضا ويصدق بعضها بعضا ، وكلما كثرت طرق بيان وتفسير الآية ازداد وضوحها وزال كثير من إشكالات فهمها
فبين طرق التفسير تداخل واشتراك ، ويعين بعضها بعضا ،
من ذلك :
- تفسير الغاسق في ( ومن شر غاسق إذا وقب ) فقد اجتمع في تفسيرها وبيان معناها أكثر من طريقة تفسير منها التفسير النبوي ، فصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخذ بيد عائشة رضي الله عنها فأراها القمر حين طلع وقال لها : ( تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب ) ، وكذلك ورد تفسيره من التابعين فقال مجاهد : غروب الشمس ، وقال قتادة هو الليل إذا أقبل بظلامه ، وقيل هو الكوكب وقيل النجم .... وفيه كذلك استعانة بلغة العرب لفهم جذر الكلمة واستنتاج ما تحمله من معان ( غسق ) ... فهذه الكلمة جمعت أكثر من طريقة في تفسيرها وفهمها ...

- ومثلها قوله تعالى ( ولدينا مزيد ) فقد فسر المزيد بأكثر من طريقة من طرق التفسير حيث فسرها ابن كثير بالآية ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ، وأن المزيد هنا هو الزيادة هناك ، فهذا من تفسير القرآن بالقرآن مع اجتهاده في ذلك . ثم فسر الزيادة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن أبي حاتم بإسناده إلى أبي موسى الأشعري يحدث عن رسول الله أنه قال ( إن الله وعدكم الحسنى وزيادة ، فالحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الرحمن عز وجل ) فهذه وغيرها كثير من كتاب الله .

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن :
1- صحة المستدل عليه
وذلك بأن يكون ما يستدل عليه لا يخالف أصلا صحيحا من القرآن والسنة والإجماع من سلف الأمة ، فكل تفسير حمل معنى باطلا دلت الأدلة دلالة واضحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدل على خطأ المفسر أو وهمه أو تمحله أو تكلفه مالا يحسن .

2- صحة وجه الدلالة
فيكون وجه دلالة تفسير آية بأخرى صحيحا ، ووجه الدلالة قد يكون ظاهرا مقبولا وقد يكون خفيا صحيحا وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محل نظر واجتهاد .
فالتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال والاجتهاد منهج خاطئ

- ومثال الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن : ( قوله تعالى ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) يفهم منه عموم الاستغفار لمن في الأرض . فيرد إلى الآية المحكمة (( ويستغفرون للذين آمنوا )) فإنه تعالى لم يأذن للمؤمنين أن يستغروا للمشركين والله لا يغفر أن يشرك به ) الشيخ سليمان بن عبدالله

- ومنه ما فسره الشنقيطي لقوله تعالى : ( أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ) لم يبين هنا ما الذي سئل موسى من قبل ما هو ولكنه بينه في موضع آخر فقال ( فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ) .

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
أنواع تفسير القرآن بالسنة تبع لأنواع السنة نفسها ، فالسنة قولية وفعلية وتقريرية ، وهي مبينة للقرآن فكل ما أفهم بيان مراد الله بنص صريح فهو تفسير نبوي للقرآن ، وعلى ذلك فإن تفسير القرآن بالسنة قولي وفعلي وتقريري ،
1- فالتفسير القولي :
هو أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم حديثا صريحا في تفسير آية مثل :
- قوله صلى الله عليه وسلم في تفسير { إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال ( تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار )

- ومنه كذلك قوله صلى الله عليه وسلم في تفسير {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم }فبدلوا، فدخلوا الباب يوحفوهم على أستاهم وقالوا حبة في شعرة )

2- والتفسير الفعلي :
كفعله صلى الله عليه وسلم للعبادات التي أمرنا بها مجملة في القرآن ، مثل
- ( وأقيموا الصلاة ) فأدى الصلاة بأركانها وواجباتها وشروطها وآدابها وقال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )
- و تفسيره ( وأتموا الحج والعمرة لله ) فحج صلى الله عليه وسلم وقال : خذوا عني مناسككم .

3- التفسير بالإقرار :
وإقراره بسكوته أو تبسمه أو تأكيده على فعل فعل أمامه أو نقل إليه فعله
- كإقراره صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لما نزلت ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) في شأن رجل أذنب فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهي في خاصة أو في الناس عامة ، فقال عمر لا ، ونعمة عين لك ، بل هي للناس عامة ) فضحك صلى الله عليه وسلم
- وكإقراره عمرو بن العاص على صلاته بالناس متيمما من جنابة لأنه خشي على نفسه الهلكة من شدة البرد وأخذ بقوله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم ) فأقره صلى الله عليه وسلم على فهمه للآية .

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
خصائص التفسيرالنبوي :
1- أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقرارا إن صحت نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم ... فكل ما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن حجة لا خطأ فيه ، إذ إنه إما أن يكون تفسيره وحيا من الله أو اجتهادا وفهما منه صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله لا يقر على خطأ ، فالله يعصمه من ذلك وإن أخطأ في اجتهاده جاءه الوحي يبين له ويصوب

2- أن تفسير رسول الله للقرآن يحمل من الفوائد والدلالات الكثير فقد يخصص عاما وقد يوسع دلالة ... وقد ينبه على بعض أفراد العام ويلحق النظير بنظيره أو ينبه لما هو أولى بالحكم ...

- من ذلك ما سأله عمر بن الخطاب عن قوله تعالى ( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) فكيف وقد أمن الناس ؟ فقال : ( صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ) . وفي ذلك توضيح وتعميم أن قصر الصلاة لا يكون حال الخوف فقط ... فوسع تفسيره صلى الله عليه وسلم دلالتها .

- ومن ذلك تفسيره ل( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم ) أنه المسجد النبوي ، فيه الدلاة على أنه وإن كان مسجد قباء الذي نزلت فيه الآية هو المسجد الذي أسس على التقوى لكن مسجد رسول الله أولى لفضله وشرفه بهذا الفضل منه .... فكلاهما أسس على التقوى ...

- ومن ذلك تفسيره للظلم في قوله تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) فشق ذلك على صحابته وقالوا فأينا لا يظلم نفسه ؟ قال : إنه ليس الذي تعنون ، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح : (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) إنما هو الشرك ) رواه أحمد

3- أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وحي وهو يخبر عن كثير من الغيبيات التي لا يمكن لأحد الوصول إليها إلا باتصال بالوحي ...
- من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ) بأن ذلك ( إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}

- ومنها تفسيره لآيات أهوال يوم القيامة وما يحصل فيها فهي غيب لا سبيل لمعرفته إلا بوحي

- ومنه تفسيره صلى الله عليه وسلم الزيادة في ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) أنها رؤية وجه الله عز وجل .

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم شديدي التعظيم للقول أو الرواية عن الله عز ووجل أو القول في كتاب الله بما لا يستيقنون منه ... وكان ذلك :
لشدة ورعهم رضي الله عنهم وتأدبهم مع كتاب الله وكلامه ...
وتأسيا وتأدبا بما رباهم عليه صلى الله عليه وسلم من الحرص على وحدتهم في كتابهم والحذر من التكلف والمراءاة والجدال فيه بما يفرق الأمة ويضلها،
- إذ أنه صلى الله عليه وسلم روي أنه سمع رجلين اختلفا في آية فخرج مغضبا وقال : ( إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب )

- ومنها أنه سمع قوما يتجادلون في القرآن فقال لهم ( إنما أهلك من كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما أنزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا ، فلا تكذبوا بعضه ببعض ، فما علمتم منه فقولوا ، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه ) وغيرها من الأحاديث التي تبين كيف أدب صلى الله عليه وسلم صحابته في التعامل مع كتاب الله والخلاف فيه ، فنهاهم عن الجدال فيه واتباع متشابهه ،

** وفقه الصحابة عن رسول الله هذا الأدي وتأدبوا به فكانوا بخير ما حفظوه ، ولهم في ذلك مواقف كثيرة تدل على ذلك منها :
- أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سئل عن آية من كتاب الله فقال رضي الله عنه وأرضاه : ( أي سماء تظلني وأي إرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم )

- وكذلك فعل عمر بن الخطاب في قوله تعالى ( فأنبتنا فيها حبا ، وعنبا وقضبا ، وزيتونا ونخلا ، وحدائق غلبا ، وفاكهة وأبا ) فقال مل هذا علمناه فما الأب ؟ ثم قال : هذا لعمر الله التكلف ، اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه )

- ومن ذلك أن ابن عباس كان يريد سؤال عمر ابن الخطاب عن آية من كتاب الله ( وهي { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه ،...} فمكث سنة لا يسأله هيبة وخوفا أن يكون في ذلك تكلف لما يعلم من شدة عمر على من يتأول ويتكلف في كتاب الله

- ومن ذلك قصة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في تأديب صبيغ التميمي الذي كان يسأل في تأويل القرآن ومتشابهه ويتكلف فيه ، وقد رويت فيه روايات كثيرة منها أن عمر جلده ثم أمر أن لا يجلس إليه أحد حتى تاب ، ومنها أنه أعاده إلى بلده بعد جلده وأمره أن يخبر أنه أخطأ فذل في قومه حتى مات ... وفي ذلك تأديب له وللأمة كلها أن لا تتكلف في كتاب الله ما لا يعنيها وأن لا تبحث عن تأويل مشكله ومتشابهه وأن تكل ما أشكل عليها إلى عالم رباني عارف بمداخل التفسير لا يلبس عليها دينها ولا يضلها بتأويله ... وكان هذا النهج عاصما للأمة حاميا لها من الزلل والاختلاف في كتابها .

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
ما نقل إلينا من مسائل الخلاف في التفسير بين الصحابة على نوعين رئيسين :
1- الأول : ما لا تصح نسبته إلى الصحابة أصلا وهو أغلب ما روي عنهم من خلاف
2- الثاني : ما صحت نسبته إليهم ، وقد قل فيه خلافهم ، ومع ذلك للخلاف أسبابه ، ويقسم إلى نوعين :
2، 1- ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون حاجة لترجيح أحدها على الآخر :
كأن يكون تفسيرا بالمثال أو ببعض المعنى
- فأما التفسير بالمثال فمثاله : ما اختلفوا فيه في ( العذاب الأدنى ) { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون }
فقال أبي بن كعب : مصائب الدنيا ، وقال ابن مسعود : يوم بدر ، وقال ابن عباس : هو الحدود
فقول أبي أعمها وأوسعها دلالة إذ يشمل القولين الثانيين ، وتفسير ابن مسعود هو تفسير بالمثال على تلك المصائب التي توعدهم بها الله في الدنيا ما حصل لهم ( أي المشركين ) في بدر ، وأما ابن عباس فتنبيه على سعة دلالة الآية ليشمل ذلك العذاب ما يقام على بعض الأفعال من الحدود فيكون هذا الحد من العذاب الأدنى لعلهم يرجعون .
وهكذا فهذا خلاف لا حاجة فيه إلى ترجيح إذ إن ما حصل للمشركين في بدر عذاب لهم فهو من المصائب الدنيوية التي أصابتهم والتي يشملها قول أبي في تفسير العذاب الأدنى ، وكذلك الحدود من العذاب .. فكلها تندرج تحت المصائب والهموم التي توعدهم الله بها في الدنيا قبل الآخرة ...

- ومن ذلك أيضا ما اختلفوا فيه في تفسير القسورة ، فقال ابن عباس هم الرماة ، وفال أبو هريرة هو الأسد.
وكلمة القسورة من المشترك اللفظي الذي يصح إطلاقه على كلا المعنيين.

2، 2 - ما يحتاج فيه إلى ترجيح بين الأقوال ، مع أن المرجوح له أسبابه كذلك ، ومن تلك الأسباب :
- أن يقول كل واحد من الصحابة بما بلغه من علم إذ إن الصحابة لم يكونوا بنفس الملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنهم تفرقوا في البلاد في أواخر حياته صلى الله عليه وسلم إما تولية منه صلى الله عليه وسلم أو فتحا أو تعليما أو غيرها ، وبالتالي اختلف ما وصلهم من علم وتفسير . فيفسر كل بما بلغه ويكون التفسير كاملا بجمع كلا التفسيرين أو التفاسيرمجموعة .
- أن يفسر كل منهم بمثال أو جزء من المعنى ، ويفسر الآخر بجزء آخر ، وقد يكون في الآية مشترك لفظي أو أسلوبي فيفسر كل واحد ببعض الآية
- أن يقصد إلى بيان دلالة تدل عليها الآية غالبا يغفل عنها
- أن يفسر أحدهم الآية بمقصدها والآخر بدلالة ألفاظها الظاهرة ( كتفسير ابن عباس لسورة النصر أنها نعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم )
- أن يسأل أحدهم عن آية من كتاب الله فيجيب بآية ، فينقل قوله أنه تفسيرللآية
- أن يتمسك أحدهم بنص منسوخ لم يبلغه نسخه
- أن يكون أحدهم مستندا إلى نص والآخر اجتهادا
- اختلافهم في الاجتهاد
- تفسير بعضم بظاهر اللفظ والآخر بسبب النزول ...

وهكذا يظهر أن خلاف الصحابة ليس خلاف تضاد بل خلاف تآلف وفائدة وسعة ، فما صح عنهم واختلفوا فيه كان خلافهم رحمة وتوسعة وزيادة في الفهم .

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في التفسير عند حاجتهم ،
فقد علمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهدوا في فهم النصوص أو فيما لا نص فيه .
واجتهادهم لا تكلف فيه ، وهم مع ذلك غير معصومين من خطأ ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فهمهم واجتهادهم أصح من غيرهم ممن جاء بعدهم لقربهم وملازمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاصرتهم نزول الوحي ومعرفتهم أين نزل ومتى وفيم ، ولفصاحتهم ومعرفتهم بلغة العرب ومعرفته بحقيقة الأحرف السبعة وغيرها ...

** ومن اجتهاداتهم :
اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة فقال : ( لقد رأيت في الكلالة رأيا فإن كان صوابا فمن الله حده لا شريك له وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله بريء منه ، الكلالة ما خلا الولد والوالد ) ، فلما تولى عمر قال ( إني لأستحيي من الله أن أخالف أبا بكر في رأي رآه ) ... وقد صح عن جابر بن عبدالله حديثا مرفوعا في تفسير الكلالة بما فسرها أبو بكر رضي الله عنه فهدي إلى الصواب في تفسيره .

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المرويات عن الصحابة في التفسير أقسام :
1- صحيح الإسناد صحيح المتن :
حكمه : يحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه ثم يكون حكمه حسب نوعه من حيث مرتبة حجيته . فيكون حجة إن كان له حكم الرفع ، أو ما اتفق عليه الصحابة ولم يختلفوا ، فاتفاقهم إجماع وإجماعهم حجة ، أو ما اختلفوا فيه اختلاف تنوع بحيث يكون مجموع أقوالهم حجة على ما يعارضها .

2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن :
** وهو على ثلاث مراتب :
2-أ - الأولى : ضعف يسير كأن يكون من مراسيل الثقات أو فيه انقطاع يسير أو راو ضعيف الضبط يكتب حديثه ، فأي حديث كان في إسناده ضعف محتمل للتقوية بتعدد الطرق والمتن غير منكر ...
حكمها : المفسرون والمحدثون على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمن حكما شرعيا ، إلا أن توجد له قرائن تقويه كالعمل به .
2 -ب - الثانية : الضعف الشديد : وهو ما كان إسناده واهيا غير معتبر إما لأن أحد رواته متروك لكثرة خطئه أو اضطرابه أو اتهامه
حكمه : يشدد في روايته ، ومن المفسرين الكبار من ينتقي من هذه المرويات ، وهي ليست حجة في التفسير. ولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة رضوان الله عليهم
وبعض المفسرين رواها و حذف الأسانيد اختصار فأدى إلى انتشار هذه الروايات المعلولة .
2- ج - الثالثة : الموضوعات على الصحابة
حكمها : لا تحل روايتها إلا على سبيل التبيين أو لفائدة عارضة في علل المرويات .

3- ضعيف الإسناد منكر المتن
حكمه : يحكم بضعفه ولا تصح نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم

4- صحيح الإسناد في الظاهر لكنه منكر المتن ،
وهو قليل جدا في كتب التفسير ، ونكارة متنه دلالة علة خفية في إسناده تعرف بجمع الطرق وتفحص أحوال الرواة ، فقد يكون فيه راو ثقة قد خلط بعد كبره مثلا أو وهم أو أخطأ
حكمه : إذا عرفت علته وتبين خطؤه عرف أنه منكر لا تصح نسبته للصحابة . ونكارة المتن تحتاج إلى قلب فطن واع ، فما قد يتوهمه مفسر من نكارة متن باجتهاده قد يكون له تأويل سائغ غير منكر عند غيره .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 شعبان 1437هـ/12-05-2016م, 03:19 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
1- تفسير القرآن بالقرآن وهو أجل مراتب التفسير.
2- تفسير القرآن بالسنة.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين.
5- تفسير القرآن بلغة العرب.
6- تفسير القرآن بالإجتهاد المعتبر.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن فقد تحمل الآية دلالة على معنى آية أخرى دون أن يكون النص صريحا في ذلك وقد يكون الجتهاد صائبا وقد يكون فيه نظر أو بعيد فلا يحمل على التفسير الإلهي للقرآن .
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1- مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
2- تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد الفراهي الهندي
3- تفسير القرآن بكلام الرحمن ثناء الله الآمرتسري الهندي.
4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي وهو من أجل الكتب في هذا الباب.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
1- أحاديث تفسيرية : يكون فيها نص على معنى الآية.
مثال: حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: (يوم يكشف عن ساق).
عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون؛ فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم؛ فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟
فيقولون : ننتظر إلهنا.
فيقول: هل تعرفونه.
فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة).رواه ابن أبي عاصم والدارمي.
2- أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية ولكن يمكن أن يستدل بها على المعنى بنوع من الاجتهاد وقد يكون الاجتهاد صحيحا أو خاطئا أو محتمل الصحة.
مثال: حديث عبد الله بن طاووس بن كيسان في الصحيحين ،عن أبيه، عن ابن عباس، قال: (عبد الله بن طاووس بن كيسان، عن أبيه، عن ابن عباس، قال:( ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه). فالحديث يدل على معنى اللمم دلالة غير صريحة.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
- الحديث ضعفه بعض العلماء بسبب انقطاع إسناده وجهالة حال الحارث بن عمرو وبسبب علة في متنه.
- ومن رأى أن به علة في المتن فهم من الحديث أن المعنى أن لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئا في كتاب الله وهذا خلاف الصواب فإن الأخذ بالقرآن والسنة معا فرض واجب.
- ومنهم من لم يفهم هذا المعنى المستنكر، واستدلوا بهذا الحديث على تقديم النص على الرأي، وترتيب الأدلة فالقرآن أشرف من السنة في الرتبة ،وإذا اجتمع دليل من القرآن ودليل من السنة قدم دليل القرآن وكانت السنة مبينة له، فالترتيب عندهم ترتيب ذكري لا ترتيب احتجاجي فالسنة حجة في جميع الأحوال.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
1- كثرة مخالطتهم للنبي صلى الله عليه وسلم واستماعهم له وتمكنهم من سؤاله جعلتهم يفهمون معاني القرآن .
2- معرفتهم بالقرأءات السبعة وما نسخت تلاوته.
3- تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم لهم الكتاب والحكمة وتزكيته لهم فكانوا أوفلر الناس حظا من قوله تعالى: (لَقَد عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).
4- تزكية الله لهم ورضاه عنهم وما كانوا عليه من حسن الفهم وطهارة النفس والأعمال الصالحة.
5- معرفتهم بأسباب النزول وشهودهم لوقائعه وأحواله لها أثر كبير لا يقاربهم فيه أحد في معرفتهم لمعاني الآيات.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه) رواه البخاري
6- سلامة لسانهم العربي وفصاحتهم فالقرآن نزل بلغتهم وفي بلادهم مما له أثر كبير على حسن فهمهم لمعانيه.
7- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جدا وما روي عنهم فيه أكثره مما لا يصح إسنادهوما صح منه على نوعين:
1- ما يمكن الجمع فيه بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح وأكثره يكون هو من باب الأمثلة على المعنى.
مثال: تفسير كلمة القسورة: قال ابن عباس: أنهم الرماة ،وقال أبو هريرة : أنه الأسد، ومعنى القسورة يتضمن المعنيان أي أن كل منهم ذكر جزء من المعنى.
2- ما يحتاج فيه إلى الترجيح.
وأسباب اختلافهم في التفسير:
1- أن يقول كل واحد بما بلغه من العلم.
2- أن يقول كل منهم بمثال أو بجزء من المعنى.
3- أن يقصد بعضهم التنبيه على معنى تشمله الآية وقد يغفل عنه ويفسرها آخرون على ظاهرها.
4- أن يتفطن بعضهم لمقصد الآية فيفسره بها والآخرون يفسرونها على ظاهرها.
5- أن يجيب أحدهم عن مسألة بآية من القرآن فينقل قوله على أنه تفسير لتلك الآية.
6- أن يكون أحدهم متمسكا بنص منسوخ لم يعلم ناسخه.
7- أن يعتمد أحدهم على النص والآخر يعتمد على الاجتهاد.
8- أن تكون المسألة اجتهادية.
9- أن يفسر أحدهم اللفظ والآخر يفسر على أساس أسباب النزول.

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
1- أن يكون الضعف يسير قابل للتقوية بتعدد الطرق كأن يكون الاسناد به انقطاع يسير ومرويات هذه المرتبة تسمح روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمن حكما شرعيا فمن العلماء من يشدد في ذلك إلا أن تكون له قرائن تقويه كجريان العمل به .
2- الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد غير معتبرو بدون أن يكون في المتن نكارة و هذه المرتبة ليست حجة في التفسير ولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة وهي كثيرة في كتب التفسير المسندة.
3- الموضوعات وهذه لا تحل روايتها إلا على التبيين.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
قول الصحابي في أسباب النزول على نوعين:
النوع الأول: ما كان صريحا من أقوالهم في نقل سبب النزول له حكم الرفع فالصحابة عدول فيما ينقلون وقد قال أبوعبد الله الحاكم: (الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند) أي مرفوع.
أما تفاسير الصحابة التي لا تشتمل على إضافة شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعد من الموقوفات
النوع الثاني: ما كان لبيان معنى تدل عليه الآية فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير.
مثال : ما رواه ابن جرير أن عبد الله بن الكواء سأل عليا عن قول الله تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) قال : (أنتم يا أهل حروراء).
فعلي رأى أن معنى الآية يشملهم وإن كان لا يحكم بكفرهم لكنهم شابهوا الكفار في هذا المعنى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 شعبان 1437هـ/13-05-2016م, 01:08 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذى لا يعذر أحد بجهالته هو التفسير: الذى تدل عليه الآية دلالة بينة ظاهرة بمجرد بلاغه بلاغاً صحيحاً ، ويخرج من ذلك من لم تبلغه بالكلية ، ومن لم تبلغه على وجه تقوم به الحجة
ومثال ذلك :قوله تعالى : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} ، فالخطاب في الآية صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك
وقوله :( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) والأمر في الآية بيّن صريح
وغير ذلك من الآيات التي يحصل بها العلم الضرورى من دلالة الخطاب

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير، فطرق التفسير ليست متمايزة ولا مختلفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسّر القرآن بالقرآن، وفسّر القرآن بلغة العرب، وكذلك تفاسير الصحابة والتابعين منها استعمال لتفسير القرآن بالقرآن، ومنها استعمال لتفسير القرآن بالسنة، ومنها استعمال لتفسير القرآن بلغة العرب، ومنها تفسير بالرأي والاجتهاد ، وقد يكون النص كافٍ لدلالة الآية على المراد وقد يحتاج فيه إلى الاجتهاد ، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب، وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أموراً يستدل بها على نظائرها في التفسير؛ فيدخلها الاجتهاد

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط صِحَّة تفسير القرآن بالقرآن
ولصحّة قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول:صحّة المستدلّ عليه.
فيجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح وإلا يعتبر التفسير باطلاً ، والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.
والشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة.
وهناك حالات قد يكون عليها وجه الدلالة :
1- أن يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً
2- أن يكون خفيّا صحيحاً
3- قد يدلّ على بعض المعنى
4-قد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة مبيّنة للقرآن شارحة له وهى على ثلاثة أنواع :
1- قول النبى صلى الله عليه وسلم
ومثاله : ما أورده الترمذى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه فى قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»
2- فعل النبى صلى الله عليه وسلم
ومثاله :ما رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى:{وأقيموا الصلاة}وقوله:{أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي».
3- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم
ومثاله :ما روى في مسند أحمد عن عمر رضى الله عنه في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»
وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز وجلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآنواجب القبول بالشروط المعتبرة لقبول الحديث وهي صحة الإسناد، وسلامة الحديث من الشذوذ والعلة القادحة
فمتى تحققت هذه الشروط في الحديث لم يجز لأحد مخالفته

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
خصائص التفسير النبوي.
لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم خصائص تميزه عن غيره من التفاسير:
1- أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداءاً أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه ، حتى اجتهاده صلى الله عليه وسلم عُصم أن يقر على خطأ فيه
2- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
ومثاله : ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}».
3 -تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي
ومثاله : ما رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله:{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض».

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
- لقد أدب النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه أحسن الأدب ورباهم على محبة القرآن وتعظيمه والحذر من القول في القرآن بغير علم ،. وقد ورد في ذلك أحاديث :
منها :ما رواه أحمد ومسلم والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال:«إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب»
ومنها: ما رواه البخاري ومسلم عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه».
- وقد سار الصحابة رضوان الله عليهم على درب النبى صلى الله عليه وسلم في ذلك واهتدوا بهديه ، فلايسألون عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، و لا يتكلفون ما لا علم لهم به، ولا يتنازعون في القرآن ، ولا يضربون بعضه ببعض
فقد قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟).
- وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف ، وفى قصته مع صبيغ بن عسل التميمى التي رويت من غير وجه خير دليل على ذلك
فمما روى من ذلك : ما أخرجه الدارمي عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة؛ فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعدَّ له عراجين النخل، فقال: من أنت؟
قال: أنا عبد الله صبيغ.
فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين، فضربه وقال: أنا عبد الله عمر؛ فجعل له ضربا حتى دمي رأسه.
فقال: يا أمير المؤمنين، حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.
وكانت هذه الشدة من عمر حمايةً لجناب القرآن، وصيانةً له من زلل العلماء وعبث المتعالمين والمتكلفين في قراءته وتأويله، وردعاً لأهل الأهواء الذين يتبعون متشابهه، ويضربون بعضه ببعض
- وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم.
- وقال أبو موسى الأشعري في خطبة له «من علم علماً فليعلّمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به؛ فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين»رواه الدارمي.
- وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم).رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف،أما ما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسنادهوما صح اسناده على نوعين :
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومثاله :اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.
والنوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، غالب مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
وما صحّ إسناده من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير فله أسباب:
منها :
1- أن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
2- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها
3-ان يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها
4- أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.
5- أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
6- أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
7- أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
8-أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
9- أن يفسّر.أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى، ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
الصحابة رضي الله عنهم كانوا يجتهدون في فهم النص وفيما لا نص فيه من غير مشقة ولا كلفة ، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أسلم وأقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم وذلك لما تمتعوا به من ملازمة النيى صلى الله عليه وسلم ولعلمهم باللغة وشهودهم وقائع التنزيل وأسباب النزول وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم
. وكان كثيراً ما يقع منهم الإتفاق على مسائل في التفسير، ويقع بينهم من الخلاف في الاجتهاد في التفسير كما يقع مثله في الأحكام.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه).
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المرويات عن الصحابة على أربعة أقسام :
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن
حكمه : يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على حسب مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
القسم الثانى :ضعيف الإسناد غير منكر المتن ، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة
وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه،
حكمها : اسنادها يقبل التقوية بتعدد الطرق ، فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية:الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب
حكمها : هذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة:الموضوعات على الصحابة في التفسير؛
حكمها : لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.
القسم الثالث : ضعيف الإسناد منكر المتن؛
حكمه : يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
القسم الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير،
ونكارة المتن : تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع طرق الحديث وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة ولكنه غير ثبت أو يهِم كثيراً ، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة
حكمه : إذا تبيّنت نكارة المتن عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة
غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية ؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير منكر.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 شعبان 1437هـ/13-05-2016م, 02:27 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس القسم الأول من دورة طرق التفسير

المجموعة الثانية:

س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
ج1/ هو الذي يُحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه كقوله تعالى : (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)) فهو أمر صريح بالتوحيد والنهي عن الشرك ؛ وهذا النوع لا يُعذر أحد بجهالته إذا بلغه بلاغًا صحيحًا ويُستثنى من ذلك من بلغه على وجه لا تقوم به الحجة كالأعجمي أو من لم يبلُغه أصلًا.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة ؟
ج2/ نعم . قد يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة لأن هذه الطرق ليس بينها اختلاف وتناقض بل بينها اشتراك وتداخل يعضد بعضُها بعضًا والمقصود من تقسيمها إلى طرق لبيان الطريقة للمتعلم وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده كانوا يفسرون القرءان بالقرءان وبلغة العرب وزاد الصحابة تفسير القرآن بالسنة وبالرأي والاجتهاد.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.


ج3/ شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن:
الشرط الاول :صحة المستدل عليه:فلا يُخالف التفسير أصلًا صحيحًا من القرآن والسنة وإجماع السلف، فإذا اقتضى معنى باطلًا دلت على بطلانه الأدلة الصحيحة ؛ فهو تفسير خاطئ يدل على خطأ المفسر أو وهمه.
الشرط الثاني:صحة وجه الدلالة :وهذا يكون على أنواع : إما ظاهرًا مقبولًا أو خفيًا صحيحًا أو محل نظر واجتهاد لالتباسه وخفائه أو يدل على بعض المعنى.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.


ج4/ أنواع تفسير القرآن بالسنة :
1- التفسير القولي: للقرآن بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
مثاله : (تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : " إن قرآن الفجر كان مشهودًا" ؛ قال : تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار) رواه الترمذي.
2- التفسير العملي للقرآن بفعله صلى الله عليه وسلم :
مثاله:تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله : {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه : "صلّوا كما رأيتموني أصلّي" رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
3- التفسير بالإقرار : أي بإقراره صلى الله عليه وسلم لقول معين:
مثاله :إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "صدق عمر" والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.


س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
ج5/ خصائص التفسير النبوي:
1) أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه ، وقد يجتهد صلى الله عليه وسلم في التفسير لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ.
2) أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم؛
ومثال ذلك : حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}". رواه مسلم؛ فهنا وسع في الأمر عن دلالة اللفظ .
3) أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي ، ومثال ذلك : حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت.} "متفق عليه.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
ج6/ كان الصحابة رضوان الله عليهم على قدر كبير من الحذر والتورع في القول في القرآن بغير علم وذلك ثمرة تأديب النبي لهم في هذا الشأن تأديبًا حسنًا ومن أمثلة هذا التأديب :
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى من طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بن عمرو.
- ومن أمثلة تعظيم الصحابة لشأن القول في القرآن بغير علم:
- قول يحيى بن سعيد الأنصاري: قال أبو بكر الصديق: (أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت على الله ما لا أعلم)رواه مالك في الموطأ.
- ورواية الطبراني في مسند الشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).
وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ : (نهينا عن التكلف).
- وكان شباب الصحابة يتهيّبون عمر لما جعل الله له من الهيبة ، ولشدته في شأن القرآن والاحتياط له، ففي الصحيحين عن عبيد بن حنين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟
فقال: تلك حفصة وعائشة.
قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: (فلا تفعل، ما ظننتَ أنَّ عندي من علمٍ فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به).
** فنشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرّز من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهلَ العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا ما لا علم لهم به، ولا يتنازعوا في القرآن ، ولا يضربوا بعضه ببعض.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
ج7/ اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير قليل في جنب مالم يؤثر عنهم فيه احتلاف وهذا أكثره مما لا يصح إسناده ، وما صح إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوع الأول : ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح ، وأكثره من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى، ومن أمثلته:
اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى:
فقال أبيّ بن كعب: هو مصائب الدنيا.
وقال ابن مسعود: هو يوم بدر.
وقال ابن عباس: هو الحدود.
فتفسير أبيّ أعمّ بأنّ كل ما يصيبهم من العذاب في الدنيا فهو مما توعّدوا به.
وتفسير ابن مسعود يعدّ من قبيل التفسير بالمثال؛ فما أصابهم من العذاب يوم بدر مثال على المصائب العظيمة التي وقعت عليهم بسبب كفرهم وعنادهم.
وأما تفسير ابن عباس فمحمولٌ على التنبيه على سعة دلالة الآية على وعيد المنافقين الذين يصيبون بعض ما يقام عليهم به الحدّ؛ فيكون هذا الحدّ من العذاب الأدنى الذي يقع عليهم لعلّهم يرجعون فيؤمنون ويتوبون ومن أصرّ على نفاقه وكفره فينتظره العذاب الأكبر.
** وهذا من دقيق فقه ابن عباس رضي الله عنهما.

- النوع الثاني:ما يٌحتاج فيه إلى الترجيح ، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
- وما يصح من اختلاف الصحابة في التفسير له أسباب كثيرة منها:
· أ ن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
· أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها أو بأمثلة مختلفة.
· أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
· أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
· أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية.
· أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
· أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
· أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
· أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.
8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
ج8/ نعم . كانوا يجتهدون في التفسير بدون تكلف ولا ادعاء للعصمة واجتهادهم أقرب للصواب ممن بعدهم وذلك لأن الله تعالى رضي عنهم وزكّاهم وطهّر قلوبهم ولِما فُضلوا به من الفهم الحسن والعلم الصحيح الذي تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم نتيجة استماعهم لخطبه ووصاياه، وحضورهم لمجالسه؛ وتلقّيهم القرآن منه، وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه وما وُفِقوا له من العمل الصالح، ولامتلاكهم لأدوات الاجتهاد مما لم يمتلكه غيرهم.
-ومثال ذلك :اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة ؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: "إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد".
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
ج9/ تنقسم مرويات الصحابة من حيث الصحة والضعف إلى 4 أقسام:
1) القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن.
- حكم هذا النوع :يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
2) القسم الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن،
- وهذا القسم على ثلاث مراتب:
* المرتبة الأولى:الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛
- حكم مرويات هذه المرتبة :قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
* المرتبة الثانية:الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛
- حكم هذا المرتبة :من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها، وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
* المرتبة الثالثة:الموضوعات على الصحابة في التفسير؛
- حكم مرويات هذه المرتبة: هذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

3) القسم الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن.
- حكم هذا النوع:يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
4) القسم الرابع:صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء.
- حكم هذا القسم: قد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة..


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 شعبان 1437هـ/13-05-2016م, 03:13 PM
علي الدربي علي الدربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 98
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين في الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية:

س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه؛ وهو ما كان واضحا ومباشرا يعرفه العالم والجاهل؛ ومن ذلك:
1- قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.

2- وقول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}؛ صريح في النهي عن قل النفس.
3- وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}؛ صريح في عدم قربان الزنا.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير.
لأن طرق التفسير ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض، والنبي صلى الله عليه وسلم قد فسّر القرآن بالقرآن، وفسّر القرآن بلغة العرب، وكذلك تفاسير الصحابة والتابعين منها استعمال لتفسير القرآن بالقرآن، ومنها استعمال لتفسير القرآن بالسنة، ومنها استعمال لتفسير القرآن بلغة العرب، ومنها تفسير بالرأي والاجتهاد.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.

يشترط لصحة تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الأول: صحّة المستدلّ عليه.
الثاني: صحّة وجه الدلالة.

ولذلك يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله.
وقد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقد يدلّ على بعض المعنى.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم.
2- فعله عليه الصلاة والسلام.
3- إقراره عليه الصلاة والسلام.
فمثال التفسير القولي:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله في الصحيحين.
ومثال التفسير الفعلي:
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه:
«صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
ومثال التفسير بالإقرار:
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
«صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.

1/ أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
2/ أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
مثل:حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
3/ أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي.
مثل:
حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.
وهذا النوع من التفسير لا يبلغه علم أحد من البشر إلا بالوحي الذي أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

كان الصحابة رضي الله عنهم -على جلالة قدرهم، وعظيم عنايتهم بكتاب الله، وتنافسهم في فهم القرآن ومعرفة تفسيره- على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، فكانوا-رضي الله عنهم- يتدافعون تفسيره، ويحيل بعضهم إلى بعض تفسيره، كل ذلك تعظيما لشأنه، وخوفا أن يقولوا على الله بغير علم؛ وهذه نبذة من أحوالهم في ذلك:
1- وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه، من ذلك ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه».
2-
ومن ذلك: ما أخرجه الدارمي من طريق يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة؛ فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعدَّ له عراجين النخل، فقال: من أنت؟
قال: أنا عبد الله صبيغ.
فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين، فضربه وقال: أنا عبد الله عمر؛ فجعل له ضربا حتى دمي رأسه.
فقال: يا أمير المؤمنين، حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.

3- قال ابن عباس: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: (إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم). رواه أبو الجهم الباهلي في جزئه، ومن طريقه أبو القاسم البغوي كما في مسند الفاروق لابن كثير.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

أولا: لنعلم أن اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده.
ثانيا: علينا أن نعذرهم في اختلافهم في تفسير القرآن؛ لأن اختلافهم يرجع إلى أسباب متى ما أدركناها؛ عذرناهم في ذلك ومنها:

1- أن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
2- أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى.
3- ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.

4- أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.

5- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
6- أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية.
7- أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
8- أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
9- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
10- أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم؛ كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن ذلك: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
النوع الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، فمرويات هذه المرتبة جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي منها ويَدَع منها.وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة.
والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.

وبالله التوفيق.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 شعبان 1437هـ/13-05-2016م, 09:05 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.


المجموعة الأولى:


المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
تيسير للمتعلمين تفسير القرآن و تعلمه ، و بيان معانيه ، و استخراج فوائده و أحكامه ، و للدارسين تدارسه .
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
• التفسير الذي مستنده النص الصريح في القرآن فإنه يفيد اليقين
• التفسير الاجتهادي : - منه ما قد يُقيم عليه المفسّر دلائل صحيحة تُفيد العلم اليقين
- و منه ما قد يقصر بيانه عن بلوغ هذه المرتبة فيفيد الظن الغالب ، أو يفيد وجهاً معتبراً في التفسير
- و قد يخطيء المجتهد في اجتهاده
 فهو على هذه المراتب .
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى بهذا النوع من التفسير جماعة من أهل العلم و ظهر أثر ذلك فيما نُقل عنهم من التفسير
- فروي عن : ابن عباس ، و مجاهد ، و قتادة ، و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
و غيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن
 و غالباً ما يكون مأخذه : اجتهاد المفسر لإصابة المعنى المراد ؛ فيستدل لذلك بالقرآن .
- و اعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين في تفاسيرهم و من أشهرهم : إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري
- إسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي
- محمد الأمين الجنكي الشنقيطي في تفسيره : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
 و لم يزل المفسّرون يقدّمون تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير .
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
1-محاولة بعض أهل الأهواء الاستدلال به على بدعهم و أهوائهم ؛ و القرآن الكريم حمَّالٌ ذو وجوه ؛ كما قال عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه- : و منه محكم و متشابه فأما الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله .
2- و منه كثرة استدلال نفاة الصفاة على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقول الله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
= و كثرة استدلال نفاة الحكمة و التعليل من الجبرية بقول الله تعالى : { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَل } على ردِّ ما يُثبت خلاف معتقدهم
 و الأمثلة على انحراف المبتدعة في محاولة تفسير القرآن بالقرآن كثيرة .
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم ؛ إن النبي صلى الله عليه و سلم هو إمام المجتهدين ، و اجتهاده في التفسير كاجتهاد في غيره من مسائل الدين ، فيجتهد في قهم النص ، و فيما لا نصّ فيه ، لكنّه معصوم من أن يُقرّ على خطأ
- فإن أصاب أقرَّه ، كما أقرّه على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيّره جبريل – عليه السلام – بين اللبن و الخمر ، و اجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة
- و ما أخطأ فيه فإنّ الله تعالى بيّن له و لا يقرّه على خطئه ، و ذلك كاجتهاده في أخذ الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار
و اجتهاده في التصدي لأكابر الكفار و إعراضه عن الأعمى .
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون : هم طائفة زعموا الاكتفاء بالقرآن ، و أن الأخذ بالسنة غير لازم
خطرهم : أنهم أحدثوا في صفة الصلاة و سائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنّهم استدلوا على كيفيتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة ، منها أن بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتاجاً بقول الله تعالى :
{ يَخِرُّونَ إِلَى الْأَذْقَانِ سُجَّداً } و لهم في هذا الباب ضلالات كثير
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم ؛ الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يتفاضلون في العلم بالتفسير
• ذلك أن علماء الصحابة و قرّائهم لهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن
كالخلفاء الأربعة ، و معذ بن جبل ، و أبي بن كعب ، وابن مسعود ، و أبي الدرداء ، و سلمان الفارسي ، حذيفة بن اليمان ، وزيد بن ثابت ، و عائشة ، و أبي هريرة ، و عبد الله بن عمرو بن العاص، و ابن عباس ، و أبي موسى الأشعري ، و جابر بن عبد الله ، و ابن عمر ، و أبي سعيد الخدري ، و أنس بن مالك .
قال مسروق بن الأجدع : لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فوجدتهم كالإخاذ ، فالإخاد يروي الرجل ، و الإختذ يروي الرجلين ، و الإخاذ يروي العشرة ، و الإختذ يروي المائة ، و الإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ .
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
1-تفسيرالقرآن بالقرآن و له أمثلة كثيرة تدل على عنايتهم به و منها :
ما رواه الزهري أن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – صلى صلاة ، ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : ( أتى هاهنا امرأة إخالها قد عادت بشرّ ، و لدت لستة أشهر ، فما ترون فيها ؟) فناداه ابن عباس – رضي الله عنهما - ؛ فقال : إن الله قال :
{ وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ إِحسانًا حَمَلَتهُ أُمُّهُ كُرهًا وَوَضَعَتهُ كُرهًا وَحَملُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثونَ شَهرًا } فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر ، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها ) رواه ابي شيبة
2- تفسير القرآن بالسنة و هو على نوعين :
الأول : تفسير نصّي صريح إما مما سألوا عنه النبي صلى الله عليه و سلم فأجابهم ، و إما من معرفتهم بسبب نزول الآية ، و إما أن يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية ، و له أمثلة كثيرة منها :
ما رواه مسلم بسنده ؛ عن مسروق بن الأجدع قال: كنت متكئاً عند عائشة فقالت : يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدةٍ منهنّ فقد أعظم على الله الفرية ، قلت : ما هنّ؟ قالت : من زعم أنّ محمداً صلى الله عليه و سلم رأى ربّه فقد أعظم على الله الفرية .
قال : و كنت متكئاً فجلست ، فقلت : يا أم المؤمنين ، أنظريني ، و لا تعجليني ، ألم يقل الله عزّ و جلّ : { وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِين } ، { وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى } فقالت : أنا أوّل هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : ( إنما هو جبريل ، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين ، رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض )
الثاني : أحاديث يستدل بها على التفسير من غير نص عليه
مثاله : ما رواه البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن الله كتب على ابن آدم حظّه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، و زنا اللسان المنطق ، و النفس تمنى و تشتهي و الفرج يصدق ذلك كلّه و يكذبه )
3- تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل ؛ وهذا مما يمتاز به الصحابة على من بعدهم ، و له أثرٌ حسن مبارك في معرفة المعنى و إدراك المقصد و بيان المشكل على من يعرف ذلك .
ومثاله : ما رواه البخاري في صحيحه أن عروة بن الزبير سأل عائشة – رضي الله عنها- فقال : أرأيت قول الله تعالى: { إِنّ الصَفَا والمَروَةَ مِن شَعَائِرِ الله فَمَن حَجَّ البَيتَ أَو اعتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِ أَن يطَّوَفَ بهما } ، فوالله ما على أحدٍ جناح أن لا يطوف بالصفا و المروة ، قالت : بئس ما قلت يا ابن أختي ، إنّ هذه لو كانت كما أوّلتها عليه كانت : لا جناح عليه ألّلا يتطوف بهما ، و لكنها أنزلت في الأنصار ، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاّغية ، التي كانوا يعبدونها عند المشلل ، فكان من أهلّ يتحرج أن يطوف بالصفا و المروة ، فلمّا أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك ، قالوا : يا رسول الله ، إنّا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا و المروة ، فأنزل الله تعالى : { إنّ الصفا و المروة من شعائر الله } الآية ، قالت عائشة – رضي الله عنها - : ( و قد سنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم الطواف بينهما ، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما
4- تفسير الصحابة بلغة العرب ، و كان أكثرهم استعمالاً لهذا الطريق ابن عباس – رضي الله عنه – قال عكرمة : كان إذا سئل بن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم . رواه أبي شيبة
5- اجتهاد الصحابة بالتفسير ؛ كانوا رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من عير تكلّف و لا ادّعاء للعصمة ، و اجتهادهم أقرب للصواب ممن بعدهم .
ومن أمثلته : اجتهاد أبي بكر – رضي الله عنه – في تفسير الكلالة ؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال : ( إني قد رأيت في الكلالة رأياً ، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له ، و إن يكن خطأ فمني و من الشيطان ، و الله بريء منه ؛ إن الكلالة ما خلا الولد و الوالد ) .
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المرتبة الأولى : ماله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو أنواع : 1- ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه و سلم
2- مراسيل الصحابة
3- ما لا يقال بالرأي و الاجتهاد ، و لم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل
4- قول الصحابي الصريح في سبب النزول
هذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير
المرتبة الثانية : أقوال صحّت عنهم في التفسير ، اتّفقوا عليها و لم يختلفوا فيها ؛ فهذه حجّة لحجية الإجماع ، و أرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم
المرتبة الثالثة : ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم ، و هذا الاختلاف على نوعين : 1- اختلاف تنوع مما يمكن جمعه من غير تعارض ؛ و هذه الأقوال بمجموعها حجّة على من يعارضها
2- اختلاف تضاد لا بدّ فيه من الترجيح ؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه اجتهاد ؛ لأنه لا يوجد تعارض بين نصين ، و إذا تعارض النص و الاجتهاد قدّم النص .
المرتبة الأولى : ماله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو أنواع : 1- ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه و سلم
2- مراسيل الصحابة
3- ما لا يقال بالرأي و الاجتهاد ، و لم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل
4- قول الصحابي الصريح في سبب النزول
هذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير
المرتبة الثانية : أقوال صحّت عنهم في التفسير ، اتّفقوا عليها و لم يختلفوا فيها ؛ فهذه حجّة لحجية الإجماع ، و أرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم
المرتبة الثالثة : ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم ، و هذا الاختلاف على نوعين : 1- اختلاف تنوع مما يمكن جمعه من غير تعارض ؛ و هذه الأقوال بمجموعها حجّة على من يعارضها
2- اختلاف تضاد لا بدّ فيه من الترجيح ؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه اجتهاد ؛ لأنه لا يوجد تعارض بين نصين ، و إذا تعارض النص و الاجتهاد قدّم النص .
ملاحظة : عندي مشكلة لم أستطع الدخول للمعهد من الكمبيوتر ، فحليت المجلس عبر الجوال و لا يكون فيه تلوين للخط فالمعذرة و الله المستعان

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 01:51 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الأول لدورة طرق التفسير

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته فهو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه؛ فقول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} ؛هذا تصريح واضح لايوجد به لبس في فهم الآية.
وكذلك قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} ، وقول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}. فهذه الآيات ذات دلالة صريحة و من الحجج و الينات من أمور الدين المعلومة. فهذه لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغاً صحيحاً، وهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟

نعم يمكن أن يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير. و من هذه الطرق ما يكتفي بالنص لبيان دلالته و هناك ما يحتاج معه إلى اجتهاد المفسر. ، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب، وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أموراً يستدل بها على ما يماثلها في التفسير؛ فيدخلها الاجتهاد.
و هذا الاجتهاد يتنوع و له أدواته و طرقه للاستدلال على الآية و الوصول إلى المعنى؛ و اكتشاف الخطأ و هناك من العلماء ما يسميه بتفسير الرأي و هنام ما هو محمود و مذموم، و التفسير المحمود الذي هو فتح من الله على المفسر إذا أخلص النية و تحرر من هوى النفس و أخذ بالأدوات و الطرق المعتمدة عند أهل العلم.و على كل طالب علم للتفسير الوقوف على قواعد و أصول التفسير التي قعد عليها العلماء علمهم.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.

ولصحّة قول المفسّر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة.
ولذلك يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وهمه.
مثال
1. قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب(ت:1232هـ) في كتابه "التوضيح عن توحيد الخلاق": (ومنه قوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} يفهم منه عموم الاستغفار فيرد إلى محكمه وهو قوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا....} الآية فإنه لم يأذن الله للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين والله لا يغفر أن يشرك به). و من ذلك أيضا نهي الله تعالى للرسول صل الله عليه و سلم الاستغفار لأبي بن سلول "سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لن يغفر الله لهم."

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.

والسنة مبيّنة للقرآن، وشارحة له، وهي على ثلاثة أنواع: قول النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله، وإقراره.
فمثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله في الصحيحين.
والتفسير العملي له أمثلة كثيرة:
- منها: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
ومثال التفسير بالإقرار:
- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر.

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.

مما ينبغي أن يُعلم أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم له خصائص امتاز بها عن غيره من التفاسير:
1. فمن ذلك: أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه. و هو معصوم من الخطأ حيث أن الله سبحانه و تعالى ينزل الآيات ليبينها.
2. ومن ذلك: أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
ومن أمثلة ذلك:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
3. ومن ذلك: أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي، ولذلك أمثلة كثيرة:
منها: حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله:{يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت.}متفق عليه.
وهذا النوع من التفسير لا يبلغه علم أحد من البشر إلا بالوحي الذي أوحاه الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

• وكان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم و ذلك مما كان سبب تفضيلهم ، وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدباً حسناً، فلزموا تأديبه وهديه، و قد كانوا مع الرسول يصاحبونه في حياته و غزواته فشهدوا معه المنازل و نزول الآيات و مصارع أهل الكفر و النفاق و هناك من وافق قوله الوحي ، و كلما ازداد المؤمن علما بالله زادت خشيته منه و الخوف من القول بغير علم. اللهم عافنا وقد ورد في ذلك أحاديث:

• منها: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى.

• قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور. وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر، لكن رويت هذه المقالة عن أبي بكر من طرق يشدّ بعضها بعضاً.

• وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، مروية من طرق متعددة:
منها ما أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.


• قال ابن عباس: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: (إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم). رواه أبو الجهم الباهلي في جزئه
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
• اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.
وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومن أمثلة هذا النوع القولين في سبب نزول قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمنّ حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما...}
وقد حكى القولين عن الصحابة أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما في صحيح البخاري.
والنوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
و لذلك علينا القبول باختلاف الصحابة لأنه في الأغلب اختلاف لغوي و تباين وبيان المعاني.و هو من النوعية التي تثري قدرة المفسر و يتسع له أفقه.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
• نعم كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما سبق ذكره من أوجه تفضيل تفسيرهم، وامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:

المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
منها: ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: مراسيل الصحابة.
ومنها: ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل فهذا مع ضميمة الجزم بتورّع الصحابة رضي الله عنهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها: قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.

والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.

والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

أقسام المرويات عن الصحابة في التفسير
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:

النوع الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على ما سبق بيانه من مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب يأتي تفصيلها.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة. غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير
ما يحكم عليه بالضعف مما يُروى عن الصحابة في التفسير على نوعين:

النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، وقد تقدّم الحديث عنه.

والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:

المرتبة الأولى: الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.

والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها. وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم. ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة

والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.
وقد اشتهر برواية الموضوعات رواة ضعفاء متهمون بالكذب لهم نسخ في التفسير في زمانهم من أمثال محمد بن السائب الكلبي(ت:146هـ) ومقاتل بن سليمان البلخي(ت:150ه) وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني(ت: بعد 150هـ) وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني(ت:190هـ) وأضرابهم.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 08:29 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لايعذر أحد بجهالته:
هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه بأن تكون الآيات بينات تدل على دلالة بينة واضحة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين، و لايعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغا صحيحاً ويخرج منه من لم تبلغه أو بلغته على وجه لاتقوم به الحجة
أمثلة على ذلك :
*قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}
*قال تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}
*قال تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}
فكل هذه الأمور صريحة واضحة بينة فالتوحيد ظاهر بين لايخفى وكذلك قتل النفس وتحريم الزنا كلها أمور واضحة جلية لمن يفهم الكلام العربي فلا يعذر بجالتها أحد لوضوحها وبيانها.
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في المسألة الواحدة، لأن طرق تفسير القرآن بالقرآن و بالسنة، و بأقوال الصحابة و بأقوال التابعين ومن تبعهم و بلغة العرب، و بالاجتهاد المشروع طرق متداخلة ومشتركة ويعين بعضها على بعض
وانما قسمت ليتبين الأمر للمتعلم والنبي صلى الله عليه وسلم يفسر القرآن بالقرآن وبلغة العرب والصحابة والتابعين قد يجمعون طرق متعددة للتفسير في المسألة الواحدة ,وهذه الطرق منها ما يُكتفى فيه بالنص لظهور دلالته على المراد، ومنها ما يُحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب.
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط صِحَّة تفسير القرآن بالقرآن:
1- صحّة المستدلّ عليه:
فلا يخالف أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح وكل تفسير دل على معنى باطل فهو تفسير باطل .
2- صحّة وجه الدلالة.
لابد من صحة وجه الدلالة سواء كان ظاهرا أو خفيا أو دال على بعض المعنى
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة؟
السنة مبيّنة للقرآن، وشارحة له، وهي على ثلاثة أنواع:
1- قول النبي صلى الله عليه وسلم
2- فعلالنبي صلى الله عليه وسلم
3- إقرارالنبي صلى الله عليه وسلم
وكلّ ما أفهمَ بيانَ مرادِ اللهِ عز وجلّ من ذلك بنصّ صريح فهو تفسير نبويٌّ للقرآن.
أمثلة على أنواع تفسير القرآن بالسنة :
1- قول النبي صلى الله عليه وسلم:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
2- فعل النبي صلى الله عليه وسلم:
فسر النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري
3- إقرار النبي صلى الله عليه وسلم:
إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» والحديث في مسند الإمام أحمد.

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- العصمة من الخطأ ابتداء أو إقراراً وماصح عنه فهو حجة لا خطأ فيه وأما ما أجتهد فيه فهو معصوم من أن يقر على الخطأ فيه .
2- التخصيص لدلالة اللفظ أو التوسيع لها ،وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم
مثال:
*حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
* من الأمور الغيبية :حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
*أدّب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم فكانوا على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم،ومما روي في ذلك عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه»
وقد ظهرت آثار تأديب النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم ومن ذلك:
موقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور.
مواقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
*روى الطبراني في مسند الشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).
*كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف ومما يدل على ذلك قصته مع صبيغ أخرجها الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.
*قال ابن عباس: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: (إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم). رواه أبو الجهم الباهلي في جزئه، ومن طريقه أبو القاسم البغوي كما في مسند الفاروق لابن كثير.
وهذه الشدة من عمر بن الخطاب لمن يسأل أسئلة التعنت اما من يريد الهداية والاسترشاد فيجيبه ويرسل العلماء للأمصار ليعلموا الناس
وقد بلّغ الصحابة هذه الوصايا للتابعين لهم بإحسان ومما بلغوه :
- قال زياد بن جرير: أتيت عمر بن الخطاب فقال لي: «هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحُكْمُ المضلين»رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
- وقال أبو موسى الأشعري في خطبة له «من علم علماً فليعلّمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به؛ فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين» رواه الدارمي.
- وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
النوع الأول:
اختلاف التنوعوأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
مثال:
اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.
طريقة التعامل معه:
إذا كان الاختلاف اختلاف تنوع يجمع بين الأقوال الواردة عنهم ولانحتاج إلى ترجيح وتعتبر هذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني:
اختلاف تضادّ
طريقة التعامل معه :
لايمكن فيه الجمع بين الأقوال ولا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.
ومن النادر وقوع اختلاف بسبب تأويل خاطئ؛ وما وقع من ذلك فلا يخلو قائله من الإنكار عليه وبيان خطئه، كما روى النسائي في السنن الكبرى من طريق ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشُهد عليه ثم سُئل فأقرَّ أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ.
فقال: للقوم أجيبوا الرجل؛ فسكتوا.
فقال لابن عباسٍ: أجبه.
فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان} حجةً على الباقين.
ثم سأل مَن عنده عن الحدّ فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذى، وإذا هذى افترى فاجلدوه ثمانين.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب للصواب لما عندهم من علم بالقرآن وبالسنة ولمصاحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ومعرفتهم بوقائع التنزيل ولغة العرب وعلمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوتهو سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق وامتلاكهم أدوات الاجتهاد .
مثال :
اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أنواع المرويات عن الصحابة في التفسير وأحكامها :
القسم الأول:
صحيح الإسناد صحيح المتن
حكمه :
هذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، وماكان منه مما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو صرح بأخذه عنه أو من مراسيل الصحابة أو مما لا يقال بالرأي والاجتهاد والقول الصريح في سبب النزول والقول الذي لم يختلف فيه الصحابة أو اختلفوا فيه اختلاف تنوع كل هذا مما يؤخذ به ، وما أختلف فيه الصحابة خلاف تضاد يرجح فيه أهل العلم .
القسم الثاني:
ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب
المرتبة الأولى :
الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر
حكمها:
مرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
المرتبة الثانية :
الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة
حكمها:
هذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة
و من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
المرتبة الثالثة:
الموضوعات على الصحابة في التفسير
حكمها:
هذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.
مثال: قد اشتهر برواية الموضوعات محمد بن السائب الكلبي(ت:146هـ) ومقاتل بن سليمان البلخي(ت:150ه) وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني(ت: بعد 150هـ) وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني(ت:190هـ) .
القسم الثالث:
ضعيف الإسناد منكر المتن
حكمه:
هذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
القسم الرابع:
صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن ، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم
حكمه:
إذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 08:45 PM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.

ج/
1) تفسير القرآن بالقرآن وهو أحسنها.
2) تفسير القرآن بالسنة.
3) تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4) تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين.
5) تفسير القرآن بلغة العرب.
6) تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
ج/ التفسير الاجتهادي للقرآن يعتمد المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معن آية أخرى من غير أن يكون فيها نص صريح في مسألة التفسير.
وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يخطيء ، فما أصاب المجتهد فيه مراد الله تعالى فقد وفق للكشف عن بيان الله للقرآن بالقرآن ، وما أخطأ فيه أو أصاب فيه بعض المعنى دون بعض فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن.

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
ج/
1) مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن للصنعاني.
2) تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان للفراهي الهندي.
3) تفسير القرآن بكلام الرحمان ، لأبي الوفاء الآمرتسري الهندي.
4) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، لمحمد الأأمين الشنقيطي.

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
ج/
1) أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية. مثل حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق)
2) أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية لكن يمكن التفسير بها بالاجتهاد الذي قد يكون ظاهر الصحة والدلالة على المراد وقد يكون فيه بعد وقد يكون محل نظر واحتمال.

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
ج/ الحديث ضعفه جماعة من أهل العلم لأجل انقطاع إسناده وجهالة حال الحارث بن عمرو، ولأجل علّة في متنه.
وأما علة المتن لمن فهم منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً من كتاب الله ، فأعلوا الحديث لأن طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام واجبة بكل حال ولا تكون موقوفة على حالة عدم وجود نص من القرآن
ومن أهل العلم من لم يفهم من الحديث هذا المعنى واستدلوا بهذا الحديث على تقديم النص على الرأي وعلى ترتيب الأدلة فالقرآن أشرف رتبة من السنة والسنة تابعة للقرآن مبينة له والترتيب عندهم ترتيب ذكري لا ترتيب احتجاجي فإن السنة حجة في جميع الأحوال وإذا اجتمع دليل من القرآن والسنة قدم القرآن وجعل دليل السنة كالبيان له ، والاجتهاد في فهم النص ملازم له.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
ج/
1) لكثرة اجتماعه بالنبي عليه الصلاة والسلام وصلاتهم مع خمس مرات كل يوم واستماعهم لخطبه ووصاياه وحضورهم لمجالسه وتلقيهم القرآن منه وسؤاله عما يحتاجون إليه وتنوع معاملاتهم معه.
2) تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه الكتاب والحكمة وتزكيته إياهم وتأدبهم بالأدب النبوي هو من أجل أسباب انتفاهم بالقرآن وفهمهم لمعانيه ، قال تعالى (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
3) تزكية الرسول عليه الصلاة والسلام لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم وما فضلوا به على غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل النافع.
4) علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته.
5) علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله.
6) فصاحة لسانهم العربي ونزول القرآن بلغتهم وفي ديارهم وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم.
7) سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم وما قذفت به كل فرقة من الشبهات والتضليلات.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
ج/ من الأسباب:
1) أن يقول كل واحد بما بلغه من العلم ، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
2) أن يفسر أحدهم بمثال أو جزء من المعنى ويفسر الآخر بمثال آخر أو جزء من المعنى ، ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو أسلوبي فيفسر كل واحد الآية ببعض معناها.
3) أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه فيفسر الآية به تنبيهاً وإرشاداً ويفسر غيره الآية على ظاهرها.
4) أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسر الآية بها ، ويفسر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
5) أن يسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عنها بآية من القرآن فينقل قوله على أنه تفسير لتلك الآية ، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
6) أن يكون أحدهم متمسكاً بنص منسوخ ولم يعلم ناسخه.
7) أن يكون مستند أحدهم النص ومستند الآخر الاجتهاد.
8) أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
9) أن يفسر بعضهم على اللفظ ويفسر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
ج/ ما يحكم عليه بالضعف مما يروى عن الصحابة في التفسير على نوعين:
النوع الأول : ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه.
النوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده وهو على ثلاثة مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير كأن يكون من مراسيل الثقات أو فيه انقطاع يسير أو راو ضعيف الضبط يكتب حديثه ونحو هذا من العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً للتقوية بتعدد الطرق ، والمتن غير مكر ، فمرويات هذه المرتبة جرى عمل أئمة المحدثين والمفسرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمن حكماً شرعياً فمنهم من يشدد في ذلك إلا أن تحتف به قرائن تقويه كجريان العمل به.
المرتبة الثانية: الضعف الشديد وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شابته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة فهذا النوع من أهل الحديث من يشدد في روايته ومن المفسرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويدع منها. وهذه المرتبة ليس حجة في التفسير ولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة وقد تساهل بعض المفسرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
المرتبة الثالثة : الموضوعات على الصحابة في التفسير فهذه لا تحل روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
ج/ قول الصحابة في نزول الآية على نوعين:
النوع الأول : ما كان صريحاً في نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عدول فيما ينقلون.
قال أبو عبد الله الحاكم : (الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند). والمراد المسند : المرفوع.
النوع الثاني: ما كان لبيان معنى تدل عليه الآية فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير أي أنه لا يعد مرفوع.

والله أعلم وجزاكم الله خيراً ،،

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 7 شعبان 1437هـ/14-05-2016م, 09:12 PM
الصورة الرمزية نوره عبدالجبار القحطاني
نوره عبدالجبار القحطاني نوره عبدالجبار القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بلاد التوحيد.
المشاركات: 129
Post

س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
الإلمام بهذه الطرق ومعرفة مسائلها وتفاصيلها وقواعدها وأحكامها من أهم الأصول التي ينبغي لطالب علم التفسير أن يجتهد في تحصيلها، ثم يتمرن على تطبيق قواعدها فيما يدرس
من مسائل التفسير, و من رحمة الله تعالى وحكمته أن يسّر القرآن للذكر؛ فقال جلَّ شأنه: {ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر}. , ومن تيسير الله تعالى للقرآن تيسير تفسيره،
وبيان معانيه، واستخراج فوائده وأحكامه، بطرق يتيسَّر للمتعلمين تعلمها، وللدارسين دراستها.
ولهذه الطرق منارات يهتدي بها السائرون، وعلامات يميّزون بها الخطأ من الصواب، والراجح من المرجوح.و قد روي عن ابن عباس أنه قال :(التفسيرُ على أربعةِ أوجهٍ:
وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها، وتفسير لاَ يُعذر أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لاَ يعلمه إلا الله تعالى ذكره).

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
ليس كل ما يُذكر من تفسير للقرآن بالقرآن يكون صحيحاً لا خطأ فيه ؛ بل منه ما يدخله اجتهاد المجتهدين من المفسّرين , فقد يخطئ المجتهد وقد يصيب،
وقد يصيب بعض المعنى دون بعض ، أو يذكر وجها من أوجه التفسير ويغفل ما سواه، وقد يكون في تفسيره ما هو محلّ نظر.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى جماعة من أهل العلم بهذا النوع من التفسير ,
روي عن ابن عباس ، و مجاهد ، و قتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن , واعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين ومن أشهر من ظهرت
عنايته به في تفاسيرهم: إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري , وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي , لا تكاد تخلو كتب التفسير المعتبرة من اعتماد على تفسير القرآن بالقرآن ,
وقد أفرد بعض العلماء كتباً في التفسير اعتنوا فيها بتفسير القرآن بالقرآن، ومن تلك الكتب:
1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (ت:1182هـ).
2. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي (ت:1349هـ)، وهو كتاب قيم مطبوع.
3. تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي (ت:1367هـ).
4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي (ت:1394هـ)، وهو من أجل الكتب في هذا النوع وأعظمها نفعاً.

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
توسع بعض المفسرين في تفسير القرآن بالقرآن حتى صار في بعض ما ذكروه تكلف ظاهر , واستعمله بعض أهل الأهواء لمحاولة الاستدلال به على بدعهم وأهوائهم؛ والقرآن
ذو وجوه , كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومنه محكم ومتشابه ( فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.(
ومن ذلك كثرة استدلال نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
والأمثلة على انحراف المبتدعة في محاولة تفسير القرآن بالقرآن كثيرة ، وفي تفسير الرازي أمثلة كثير للانحراف.
والتفسير الاجتهادي والخاطيء في تفسير القرآن بالقرآن لا يصح اعتبارهما من التفسير الإلهي، ولو ادعي ذلك .

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
_نعم , النبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم
من أن يُقَرَّ على خطأ.
_فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله، كما أقرّه الله على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، واجتهاده
في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم.
_ وما أخطأ فيه فإن الله تعالى يبين له ولا يقرّه على خطئه، وذلك كاجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار
وإعراضه عن الأعمى، واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة.

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون : هم الذين زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، وضلوا بذلك ضلالاً مبيناً، فأحدثوا في صفة الصلاة وسائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على
كيفيتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة، منها أنّ بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجاً بقول الله تعالى: {يخرون للأذقان سجدا} ولهم في هذا الباب ضلالات كثيرة.
_أما خطر فتنتهم : فقد كانت هذه الطائفة من صنائع الإنجليز وظهرت هذه الطائفة في الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان زعيمها رجل يقال له: أحمد خان؛ بدأ توجهه
بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام
الشريعة.
_وتتابع لهذه الطائفة رموز وجمعيات أسّست لخدمتهم، ونشر أفكارهم، وغرضها محاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه.
_وفي مصر تزعَّم هذه الطائفةَ رجلٌ يقال له: أحمد صبحي منصور ، وكان مدرّساً في الأزهر ففُصِل منه بسبب إنكاره للسنة، ثم انتقل إلى أمريكا وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم،
وبثَّ أفكاره من هناك، وله أتباع ومناصرون في مصر وخارجها.
_ولهذه الطائفة شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين.

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
_نعم , الصحابة – رضي الله عنهم - يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ فلعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب
وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري،
وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.
_وقد قال مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة،
والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ»

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
_ كان الصحابة رضي الله عنهم يفسرون بالقرآن بالقرآن، ويفسرون القرآن بالسنة، ويفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل، ويفسّرون القرآن بلغة العرب،
وكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير.
_اجتهاد الصحابة أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم.
_ كان يقع منهم اتفاق كثير على مسائل في التفسير، ويقع بينهم من الخلاف في الاجتهاد في التفسير كما يقع مثله في الأحكام.

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:
المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
منها: ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: مراسيل الصحابة.
ومنها: ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل فهذا مع ضميمة الجزم بتورّع الصحابة رضي الله عنهم وتثبّتهم في القول عن الله تعالى وعن
رسوله صلى الله عليه وسلم يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها: قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير.
والمرتبة الثانية: أقوال صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم.
والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 01:06 AM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عددمراتب طرق التفسير.
1. تفسير القرآن بالقرآن
2. ثم تفسير القرآن بالسنة
3. ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة
4. ثمّ تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين
5. ثم تفسير القرآنبلغة العرب
6. ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
دخولالاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن
وأما التفسير الاجتهادي للقرآن بالقرآن،فهو تفسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غيرأن يكون فيها نصّ صريح في مسألة التفسير.
وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقديُخطئ
· قد يُقيم عليهالمفسّر دلائل صحيحة تُفيد العلم اليقيني
· قد يقصر بيانه عن بلوغ هذه المرتبةفيفيد الظنّ الغالب
· يفيد وجهاً معتبراً في التفسير
· وقد يُخطئ المجتهد فياجتهاده فلا يصح أن ينسباجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن.

س3: عددما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
· مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأميرالصنعاني
· تفسير نظامالقرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي
· تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناءالله الآمرتسري الهندي
· أضواءالبيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي

س4: بيّن أنواع الأحاديثالمتعلقة بالتفسير.
· النوع الأول: أحاديث تفسيرية
فيها نصّ على معنى الآية أومعنى متّصل بالآية.
ومن أمثلة هذا النوع حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعريفي تفسير قول الله تعالى: {يوم يُكشف عن ساق}.
· والنوع الآخر: أحاديث ليس فيها نصّ على معنى الآية لكنيمكن أن تفسّر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد
وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهرالصحّة والدلالة على المراد، وقد يكون فيه بعد، وقد يكون محلّ نظر واحتمال.
ومنأمثلة هذا النوع ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن طاووس بن كيسان، عنأبيه، عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلىالله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلكلا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدقذلك كله ويكذبه».
فهذا الحديث فيه ليس فيه نصّ على لفظ اللمم، لكن فهممنه ابن عباس معنى اللمم.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاءرواية ودراية.
· الاسناد
وهذا الحديث ضعفه جماعة من أهل العلم لأجل انقطاع إسناده وجهالة حال الحارث بنعمرو، قال الترمذي هذا حديث لا نعرفهإلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل وذكر البخاري هذا الحديث فيترجمة الحارث بن عمرو في التاريخ الكبير وقال: ("لا يصح، ولايعرف إلا بهذا، مرسل).
· وأما علة المتن
1. فإنّه فُهم منه أنه لا يقضيبالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله، ومن فهم هذا من أهل العلم أعلّ الحديثبه؛ فإنّ طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال، ولا تكون موقوفة على حالعدم وجود نص من القرآن، بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معاً؛ فالسنة مبيّنة للقرآن،وقد تخصص عمومه، وتقيّد مطلقه، واختلف في نسخ السنة للقرآن، والصحيح جوازه، لكن ليسله مثال يخلو من اعتراض وجيه.
2. ومن أهل العلم من لم يفهم من هذا الحديث هذاالمعنى المستنكر الذي ذكره من اعترض على متن الحديث، واستدلوا بهذا الحديث علىتقديم النص على الرأي، وعلى ترتيب الأدلة، فالقرآن أشرف رتبة من السنة، والسنةتابعة للقرآن مبيّنة له، والترتيب عندهم ترتيبٌ ذِكْري لا ترتيب احتجاجي، فإن السنةحجّة في جميع الأحوال، وإذا اجتمع في المسألة دليل من القرآن ودليل من السنة قدّمدليل القرآن، وجعل دليل السنة كالبيان له، والاجتهاد في فهم النص ملازم له.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير منجاء بعدهم.
وكان لكثرة اجتماعهمبالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلاتهم معه خمس مرات في اليوم، واستماعهم لخطبهووصاياه، وحضورهم لمجالسه؛ وتلقّيهم القرآن منه، وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجونإليه؛ وتنوّع معاملاتهم معه
وكان تعليم النبي صلى اللهعليه وسلم لأصحابه الكتاب والحكمة وتزكيته إيّاهم، وتأدّبهم بالأدب النبويّالمبارَك
تزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاةنفوسهم ، وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح
علمهم بالقراءاتوبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته.
علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابهوأحواله
فصاحةلسانهم العربي، ونزول القرآن بلغتهم، وفي ديارهم، وسلامتهم من اللحن والضعف الذيحدث بعد زمانهم.
سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم،وما قذفت به كلّ فرقة من الشبهات والتضليلات.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
· أن يقول كلُّ واحد بمابلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
· أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء منالمعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى، ومن ذلك أن يكون في الآيةمشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعضمعناها.
· أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية بهتنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
· أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّرالآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيبعليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في بابالتفسير ببعض المعنى.
· أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا فيالأحكام.
· أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
· أن تكون المسألة اجتهادية فيختلفاجتهادهم فيها.
· أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
· النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه
· والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:
o المرتبة الأولى: الضعف اليسير
كأن يكون منمراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، ونحو هذهالعلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غيرمنكر
فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتهاوالتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ بهقرائن تقوّيه كجريان العمل به.
o المرتبة الثانية: الضعف الشديد
وهو ما يكون فيه الإسناد واهياًغير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَتهشائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسيرولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة
o المرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير
فهذه لاتحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

س9: هل يحمل قول الصحابة فينزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
· ما كان صريحاً في نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع
لأنه نقل حادثة وقعت في زمانالنبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة عدول فيما ينقلون.
كقول جابرٍ رضي اللّه عنه: (كانت اليهود تقول: من أتى امرأتهمن دبرها في قبلها جاء الولد أحول؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {نساؤكم حرثٌ لكم..} الآية).
· فأمّا سائر تفاسير الصّحابة الّتي لا تشتمل على إضافة شيءٍ إلى رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فمعدودةٌ في الموقوفات.
ما كان لبيان معنى تدلّ عليه الآية؛ فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير،لا من صريح سبب النزول.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 01:19 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الثانية:

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
روى الإمام ابن جرير الطبري عنابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:(التفسيرُ على أربعةِ أوجهٍ: وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها، وتفسير لاَ يُعذر أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لاَ يعلمه إلا الله تعالى ذكره).
و قال أبو بكر الفِرْيابِي في "كتاب القدر": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
«
نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: حَلَالٍ وَحَرَامٍ، لَا يَسَعُ أَحَدًا جَهْلُهُمَا، وَوَجْهٍ عَرَبِيٍّ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ، وَوَجْهِ تَأْوِيلٍ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَوَجْهِ تَأْوِيلٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنِ انْتَحَلَ فِيهِ عِلْمًا فَقَدْ

التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه.
وهو يشمل الأمر بالفرائض ، والنهي عنه المحارم ، وأصول الأخلاق والعقائد.
فإنَّ الحلالَ لا بُدَّ مِن فِعْلِه، والأوامرُ كقولِه تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوُا الزَّكَاةَ}، وقولِه:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}،وقولِه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ}وما أَشْبَهَ ذلك، فلا يُعْذَرُ أَحَدٌ بجَهالَتِها، وكذلك الْمُحَرَّمَاتُ لا بُدَّ أن يَتَعَلَّمَها المسلِمُ حتى يَتَجَنَّبَها، مثلُ قولِه تعالى: {لاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ}، ومثلُ قولِه تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ}،{وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}،{وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا}وأشباهُ ذلك مما لا يُعْذَرُ أحَدٌ بجَهْلِهِ أيضاً، فلا يَجوزُ لأحَدٍ أن يَتجاهَلَه، وأن يَبْقَى جاهلاً به؛بل كلُّ المسلمينَ يُؤمرونَ بأن يَعرفوهُ حتى لا يَقَعوا فيه، والذي يَبْقى على جَهْلٍ يُعْتَبَرُ مُفَرِّطاً.
وكذا يدخل فيه ما جاء من أمر بالصدق والأمانة والنهي عن الكذب والخيانة ، وعن إتيان الفواحش ، وغير هذه من الأوامر والنواهي المتعلقة بالأخلاق .
ويدخل فيه ما يتعلق بالعقائد ؛ كقوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)(محمد: من الآية19) ، صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً.
و كقوله : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الانبياء:25) ، وغيرها من الأوامر والنواهي المتعلقة بالتوحيد . هذه كلها داخلة في الواجب الذي يجب على المسلم تعلمه من التفسير .
و يشترط فى ذلك أن تكون قد بلغت للمكلف بلاغا صحيحا ؛ وهذا يخرج من لم تبلغه، ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن أن يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير.
إذ إن طرق التفسير يعضد بعضها بعضا ويصدق بعضها بعضا ، وكلما كثرت طرق بيان وتفسير الآية ازداد وضوحها وزال كثير من إشكالات فهمهاوهو واقع وكثير

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
يشترط لصحة تفسيرالقران بالقران شرطان
الشرطالأول:صحّة المستدلّ عليه.
فالمعنىالمستدل عليه يجب أن لا يكون مصادما لنصوص الكتاب والسنة و ما أجمع عليه سلف الأمة و أن لا يخالفها.
فكل كل تفسير اقتضى معنى فاسدا ؛بطل الاستدلال عليه؛ و إن اعتقد المفسر انه معنى توصل إليه و استنبطه من القران ؛ فلا يصح ذلك و إنما أوتي ذلك من خطئه و وهمه

والشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة.
وجه الدلالة قد تكون ظاهرة بينة ؛وقد تكون خفية صحيحة و قد تكون فيها خفاء و التباس تحتاج إلى نظر و اجتهاد حتى يتبن صحتها أو فسادها.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة النبوية على ثلاثة أنواع
1- قول النبي صلى الله عليه وسلم،
2- 2-وفعله،
3- 3- وإقراره،
4- وعليه فالتفسير للقران بالسنة ممكن أن يكون تفسيرا بالقول أو بالعمل او بالإقرار
فمثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار»رواه الترمذي

مثال عن التفسير الفعلي:
:تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى:{وأقيموا الصلاة}وقوله:{أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي»رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
- مثال التفسير بالإقرار:
-
إقراره لعمرو بن العاص لما تيمم من الجنابة في شدة البرد؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث عمران بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن جبير المصري، عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل؛ فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟»فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا).

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
للتفسير النبوي خصائص منها
1.-أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
2-والنبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
3-أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
مثال ذلك
روى ابن كثير فى تفسير ؛قال قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : لما نزلت هذه الآية : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )شق ذلك على الناس وقالوا : يا رسول الله ، فأينا لا يظلم نفسه؟ قال : " إنه ليس الذي تعنون! ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح :( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )إنما هو الشرك "
الصحابة فهموا الظلم بمعناه العام في لغتهم (أي أنهم استشكلوا مدلول لفظة: الظلم) فشق عليهم هذا الخطاب حتى بينه لهم رسول الله.
ومن ذلك
ماجاء عن أبي سعيد الخدري من تفسير الرسول -صلى الله عليه وسلم- للفظة (وسطاً) من قوله (تعالى):-((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)) ؛ قال (والوسط العدل) .

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
لقد أدب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أحسن الأدب ورباهم على محبة القرآن وتعظيمه والحذر من القول في القرآن بغير علم؛فكان لذلك التأديب وتلك التربية اثر بليغا في تعاملهم مع كتاب الله؛فظهر جليا في تعظيمهم لكتب الله؛ فكانوا خافوا القول به بلا علم ؛ وكانوا يتقون الله في تحمله و أداءه ؛ تلاوة و تفسيرا؛ كما أنه ظهر ذلك جليا في تأديبهم كل من تكلم في كتاب الله بغير الله و اشتد نكيرهم على ذلك
ولنذكر بعض ما ورد من آثارهم في ذلك
وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم). والخبر في صحيح مسلم.
-
وقال أبو موسى الأشعري في خطبة له«من علم علماً فليعلّمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به؛ فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين»رواه الدارمي.
-
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لأصحابه: (لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم).رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
ما نقل إلينا من مسائل الخلاف في التفسير بين الصحابة على نوعين
الأول: ما لا يصح إسنادهللصحابة؛ وهو أكثر ما ورد في ذكر خلاف الصحابة في التفسير
الثانيوما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين:
- ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون حاجة لترجيح أحدها على الآخروأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
-
من ذلك أيضا ما اختلفوا فيه في تفسير القسورة ، فقال ابن عباس هم الرماة ، وفال أبو هريرة هو الأسد.
وكلمة القسورة من المشترك اللفظي الذي يصح إطلاقه على كلا المعنيين.
- ما يُحتاج فيه إلى الترجيح. وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
وما يصح من اختلاف الصحابة في التفسير له أسباب كثيرة منها:
- سبب اختلافهم في العلم بالمسألة
- سبب الاختلاف راجع للاشتراك اللفظي
-سبب اختلاف راجع لاختلافهم في فهم دلالة الآية.
-سبب راجع لاختلافهم في معرفة الناسخ و المنسوخ .
سبب راجع لاختلافهم في مصادر التفسير أحد يأخذ بالنص و الأخر. يأخذ باللغة و الأخر مثلا يأخذ بالاجتهاد
- اختلافهم في مداركهم العقيلة إذا كان التفسير بالاجتهاد فكل له اجتهاده
-سبب راجع لاختلافهم في معرفتهم أسباب النزول.
-
-
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم . كان الصحابة يجتهدون في التفسير والوقائع أكبر دليل على ذلك
-مثال ذلك :اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة ؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: "إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد".
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه).هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.
س9: بيّن أنواع وأحكام المروياتعن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم مرويات الصحابة من حيث الصحة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن.
-حكمه:يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه. .
القسم الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن. و هو كثير في كتب التفسير المسندة
وهو على ثلاث مراتب:

المرتبة الأولى: الضعف اليسير، القابل للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر.
حكمها: فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية:الضعف الشديد، من غير أن يظهر في المتن نكارة.
حكمها: فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة:الموضوعات على الصحابة في التفسير.
حكمها: فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.
القسم الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن.
حكمه:يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
القسم الرابع:صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ نكارة المتن- مسألة اجتهادية-
ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم.
حكمه :فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 03:26 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم



المجموعة الثانية:

س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟*

التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته هو ما يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه، كالآيات التي دلالتها بيّنة ظاهرة، وفي أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين، فإذا بلغته بلاغا صحيحا؛ فلا يعذر بجهالتها، كما في قوله تعالى:
- {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} فهذه صريحة في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، فلا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغاً صحيحاً.*
- و قوله: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}
- وقوله: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} .*
ونحو ذلك .*
ويخرج من عدم الإعذار/
- من لم تبلغه.*
-ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة، كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه.*




س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟*

طرق التفسير ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينهما تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض، لذلك من الممكن أن يجتمع في المسألة الواحدة من التفسير؛ طرق متعددة من طرق التفسير.*
وهذه الطرق منها ما يكتفى فيه بالنص، لظهور دلالته على المراد.*
ومنها ما يحتاج معه إلى اجتهاد، فيقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بلغة العرب، وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أمورا يستدل بها على نظائرها في التفسير؛ فيدخلها الاجتهاد.*



س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.

لصحة تفسير قول المفسر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
1.صحة المستدل عليه.*
2. صحة وجه الدلالة
ويجب ألا يخالف أصلا صحيحا من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح، فإن اقتضى معنى باطلا دلت الأدلة الصحيحة على بطلانه فهو باطل يدل على خطأ المفسر أو وهمه أو تمحّله.*
(والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعيّ خاطئ)
*ووجه الدلالة قد يكون :
- ظاهرا مقبولا.*
- وقد يكون خفيا صحيحا.*
- وقد يكون فيه خفاء والتباس⬅ فيكون محل نظر واجتهاد.*
- وقد يدلّ على بعض المعنى. كما في قوله تعالى:(ولكن يؤاخذ كم بما كسبت قلوبكم)
قال محمد الأمين الشنقيطي في الآية: لم يصرح هنا بالمراد بما كسبته قلوبهم، ولم يذكر ما يترتب على ذلك إذا حنث، ولكنه بيّن في سورة المائدة أن المراد بما كسبت القلوب، هو عقد اليمين بالنية والقصد، وبيّن أن اللازم في ذلك إذا حنث كفارة هي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، ومن عجز عن واحد من الثلاثة فصوم ثلاثة أيام، وذلك في قوله: (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم...)
فهذا تفسير ببعض المعنى؛ لأن ما تسبه القلوب أعمّ من عقد الإيمان، فالله تعالى يؤاخذ بما تكسبه القلوب ومن ذلك عقد الإيمان.*
*



س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.

السنة مبيّنة للقرآن، وشارحة له، وهي ثلاثة أنواع: قول النبي صلى الله عليه وسلم، وفعله، وإقراره، وكل ما أغبهم بيان الله مراد الله عز وجل من ذلك بنص صريح فهو تفسير نبوي للقرآن.*
- مثال التفسير القولي:*قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي*من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله في الصحيحين.
- ومثال التفسير العملي:*تفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله} بأدائه صلى الله عليه وسلم لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.*
وكذلك كثير من العبادات والمعاملات التي ورد الأمر بها في القرآن فإنّ هدي النبي صلى الله عليه وسلم تفسير عملي لمراد الله تعالى بها. *
- ومثال التفسير بالإقرار: إقراره لعمرو بن العاص لما تيمم من الجنابة في شدة البرد؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل؛ فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا).
وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن واجب القبول بالشروط المعتبرة لقبول الحديث وهي: صحة الإسناد، وسلامة الحديث من الشذوذ والعلّة القادحة.*
(فإذا صحّ التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم لم يجز لأحد مخالفته)
والسنة لا تعارض القرآن أبدا، ومن توهّم التعارض فهو: لخطئه في فهم الآية، أو فهم الحديث، أو أن الحديث غير صحيح أو أن أحدهما منسوخ.*
قال ابن القيم رحمه الله: (السنة مع القرآن ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون موافقة من كل وجه؛ فيكون توارد القرآن والسنة على الحكم الواحد من باب توارد الأدلة وتظافرها. *
الثاني: أن يكون بيانا لما أريد بالقرآن وتفسيرا له.*
الثالث: أن تكون موجبة لحكم سكت القرآن عن إيجابه أو محرمة لما سكت عن تحريمه.*
ولا تخرج عن هذه الأقسام؛ فلا تعارض القرآن بوجه ما، فما كان منها زائدا على القرآن فهو تشريع مبتدأ من النبي صلى الله عليه وسلم، تجب طاعته فيه، ولا تحلّ معصيته، وليس هذا تقديما لها على كتاب الله، بل هو امتثال لما أمر الله به. طاعة رسوله). ا.ه.




س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.

للتفسير النبوي خصائص امتاز بها عن غيره من التفاسير، فمن ذلك:
1. أنه معصوم من الخطأ ابتداء أو إقرارا،فكل ما صح عنه صلى الله عليه وسلم فهو حجة لا خطأ فيه.*
2. أن تفسيره صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها، وكل ذلك حجة عنه صلى الله عليه وسلم. كما جاء في حديث يعلى بن أمية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.
3. أن تفسيره صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تعلم إلا بالوحي. كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.*




س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

كان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم، وقد أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أدبا حسنا فلزموا تأديبه وهديه.*
- عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:*هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى من طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بن عمرو.
- وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه».
وهذا التعليم والتأديب من النبي صلى الله عليه وسلم أخذه الصحابة رضي الله عنهم أحسن الأخذ، وانتهجوه أحسن الانتهاج، وظهرت آثاره على هديهم ووصاياهم.*
*قال الشعبي: كان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم» رواه ابن أبي شيبة.*
*وعن*أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟*
ثم قال: (هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه).
وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف).*

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديدا في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلف، ومما تبيّن فيه ذلك:
- *قصته مع صبيغ بن عسل التميمي:
أخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.
ورويت هذه القصة من طرق أخرى فيها زوائد وفوائد.*
وقد انتفع صبيغ بهذا التأديب؛ وعصمه الله به من فتنة الخوارج التي حدثت في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.*
- ما رواه*الإمام أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة والطحاوي من طريق إبراهيم النخعي عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه؛ فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل.
فقال: ومن هو ويحك؟*
قال: عبد الله بن مسعود؛ فما زال يطفأ ويسرى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها.
ثم قال: ويحك، والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة، وأنا معه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد؛ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".*
قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: " سل تعطه، سل تعطه ".
قال عمر: قلت: والله لأغدون إليه فلأبشرنه.
قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه.

وكانت هذه الشدة من عمر رضي الله عنه حمايةً لجناب القرآن، وصيانةً له من زلل العلماء وعبث المتعالمين والمتكلفين في قراءته وتأويله، وردعا لأهل الأهواء الذين يتبعون متشابهه، ويضربونه ببعض؛ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.*
فنفع الله بحزم عمر وقوّته فحمي جناب القرآن، وعظم القول فيه، والسؤال عنه، وارتدع المنافقون والذين في قلوبهم مرض. وأما الذين يسألون استرشادا ليتفقهوا في كتاب الله، ويعلموا ما فيه من البيّنات والهدى فكان ليّنا لهم. ومع هذا كان شباب الصحابة يتهيّبون عمر لما جعل الله له من الهيبة، ولشدته في شأن القرآن والاحتياط له*
وكان شباب الصحابة مع هذا يتهيّبون عمر لما جعل الله له من الهيبة ، ولشدته في شأن القرآن والاحتياط له، ففي الصحيحين عن عبيد بن حنين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟*
فقال: تلك حفصة وعائشة.
قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: (فلا تفعل، ما ظننتَ أنَّ عندي من علمٍ فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به).

وقد نشأ جيل الصحابة على هذا التعظيم لكتاب الله تعالى، والتحرر من القول فيه بغير علم، وأن لا يسألوا عن مسائل العلم إلا أهل العلم المعروفين به، وأن لا يتكلفوا مالا علم لهم ب، ولا يتنازعوا في القرآن ولا يضربوا بعضه ببعض.*
ثم بلّغ الصحابة هذه الوصايا للتابعين لهم بإحسان؛ فأخذوها بإحسان.*
- قال زياد بن جرير: أتيت عمر بن الخطاب فقال لي: «هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحُكْمُ المضلين» رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
- وقال عبد الله ابن أبي مليكة: دخلت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان على عبد الله بن عباس ؛ فقال له ابن فيروز: يا ابن عباس ، قول الله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة} الآية .
فقال ابن عباس: من أنت؟*
قال: أنا عبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان.
فقال ابن عباس: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}.
فقال له ابن فيروز: أسألك يا ابن عباس.
فقال ابن عباس: «أياما سماها الله تعالى لا أدري ما هي، أكره أن أقول فيها ما لا أعلم» قال ابن أبي مليكة: فضرب الدهر حتى دخلتُ على سعيد بن المسيب فسُئل عنها فلم يدر ما يقول فيها.
قال: فقلت له: ألا أخبرك ما حضرتُ من ابن عباس؟ فأخبرته؛ فقال ابن المسيب للسائل: (هذا ابن عباس قد اتَّقى أن يقول فيها وهو أعلم مني). رواه عبد الرزاق.




س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً في جنب ما لم يؤثر عنهم فيه اختلاف.*
وما روي عنهم من مسائل الخلاف فأكثره مما لا يصح إسناده، وما صحّ فله أسبابه، وقد*أرشد الصحابة التابعين إلى الهدى في هذه الحالة،*ففي صحيح مسلم من حديث مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: جاء إلى عبد الله [وهو ابن مسعود] رجلٌ فقال: تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية: {يوم تأتي السماء بدخان مبين}.
قال: يأتي الناس يوم القيامة دخان، فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام، فقال عبد الله: (من علم علما فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به: الله أعلم، إنما كان هذا، أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم، «دعا عليهم بسنين كسني يوسف»، فأصابهم قحط وجهد، حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، وحتى أكلوا العظام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله استغفر الله لمضر، فإنهم قد هلكوا، فقال: «لمضر؟!! إنك لجريء» قال: فدعا الله لهم، فأنزل الله عز وجل: {إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون} قال: فمطروا، فلما أصابتهم الرفاهية، قال: عادوا إلى ما كانوا عليه، قال: فأنزل الله عز وجل: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين، يغشى الناس هذا عذاب أليم} {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} قال: يعني يوم بدر).

فذكر ابن مسعود القول الذي يعرفه بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وعلمه بأحوال نزول القرآن، ولم يعب على من علم علما أن يقول به.*




س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟

كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهاد هم أقرب إلى التوفيق ممن بعدهم لما فضلوا به على من بعدهم، ولامتلاكهم من أدوات الاجتهاد مالا يقاربهم فيه غيرهم.*
ومن ذلك:*اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»*
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.



س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

تنقسم المرويات عن الصحابة رضوان الله عليهم من حيث الصحة والضعف إلى أربعة أقسام:
1. صحيح الإسناد صحيح المتن:
فهذا النوع يحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثم يحكم عليه بحسب مراتب حجية أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. *
2. ضعيف الإسناد غير منكر المتن:
وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة، وهو على ثلاث مراتب:
الأولى: ما كان ضعفه يسيرا: فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمن حكما شرعيا؛ فمنهم من يشدد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه مجريان العمل به. *
الثانية: ما كان ضعفه شديدا: فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد ف روايته، ومن المفسرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويدَع منها. (وهذه المرتبة ليست حجة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة).*
الثالثة: الموضوعات: فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات.*
3. ضعيف الإسناد منكر المتن:
فهذا النوع يحكم بضعفه، ويردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.*
4. صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنه منكر المتن:
نكارة المتن إما أن تكون حقيقية وسببها علّة الإسناد، وإما أن تكون متوهمة:
- فالعلة الخفيّة في الإسناد تعرف بجمع الطرق، وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم، فإذا عرفت العلة وتبيّن الخطأ؛ عرف أن ذلك القول المنكر لا تصح نسبته إلى الصحابة.*
- والمتوهمة: فقد يكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلف ولا منكر؛ لم يهدى إليه المفسر.*

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 شعبان 1437هـ/15-05-2016م, 09:18 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

هو أن يحصل للمبلَّغ به بلاغاً صحيحاً العلم الضروري من دلالة الخطاب .
ومثاله:
قوله تعالى :
{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}ففيه دلالة صريحة على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك .
وقوله تعالى :
{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}فيه دلالة صريحة على النهي عن قتل النفس المعصومة إلا بحقها .
وقوله تعالى :
{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}فيه دلالة صريحة على النهي عن الزنا لفحشه .
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟

نعم يمكن أن تجتمع طرقاً عدة ًفي مسألة واحدة , وليس بين طرق التفسير تباين واختلاف بل يعين أحدها الآخر ويعضده , وقد فسرّ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بالقرآن وبلغة العرب , وكذلك الصحابة من بعده فسروا القرآن بالقرآن , وفسروه بالسنة , وفسروه بلغة العرب, وكذلك بالاجتهاد .

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.

لصحة تفسير القرآن بالقرآن شرطان :
الأول : صحة المستدل عليه , فإن خالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن أو السنة أو إجماع السلف الصالح , بطل هذا الشرط , وبطل معه التفسير .
الثاني: صحة وجه الدلالة , بأن لا يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال , وقد يكون وجه الدلالة ظاهراً صريحاً , أو يكون خفياً صحيحاً , أو يكون فيه خفاء والتباس فيكون محل نظر واجتهاد , وقد يدل على بعض المعنى .
س4: بيّنأنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير القرآن بالسنة ثلاثة أنواع:
أحدها: التفسير القولي , ومثاله: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة»رواه البخاري ومسلم.
والثاني: التفسير العملي , ومثاله : تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( وأقيموا الصلاة ) بإقامته للصلاة على الوجه المأمور به وبيان أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها وقال للصحابة : (صلوا كما رأيتموني أصلي )رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
والثالث : التفسير بالإقرار , ومثاله : إقراره لعمرو بن العاص التيمم من الجنابة في شدة البرد؛ عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل؛ فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا).
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.

لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم خصائص منها:
1- أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء وإقراراً , فهو حجة ليس فيه خطأ .
2- أنه قد يكون فيه تخصيص لدلالة لفظ أو توسيع لها .
ومثاله : حديث يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.
وجه الدلالة: أن الآية دلت على إباحة قصر الصلاة في حال واحدة وهي عند الخوف من الكفار , لكن هذا الحديث جاء بإباحة القصر في غير هذا الموضع , وهذا توسيع يؤخذ به .
3- أنه قد يكون فيه إخبار عن بعض أمور الغيب مما لا تعلم إلا بالوحي.
ومثاله : عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله:{يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}».متفق عليه.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

كان الصحابة رضي الله عنهم أشد الناس تورعاً عن القول في القرآن بغير علم , فقد أدبهم النبي صلى الله عليه وسلم أحسن التأديب , فكان يحذرهم أن يختلفوا في القرآن كما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتابرواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى.
ونهج الصحابة رضي الله عنهم منهج النبي صلى الله عليه وسلم واتبعوا هديه ,فكانوا شديدي الورع في ذلك ,وقد كان لهم من المواقف ما يدل على ذلك منها :
قال الشعبي: كان أبو بكرٍ يقول
أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم رواه ابن أبي شيبة
وعن أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب (فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا )فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟ ثم قال :هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه .
وقد كان عمر رضي الله عنه شديد التأديب لمن قال في القرآن بغير علم, يدل على ذلك ما ورد عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن فقال اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين،
(والذاريات ذروا فالحاملات وقرا )
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه) وقد نفع الله بحزم عمر فحمى الله به الدين ودحض به شبه أهل الباطل

ثم حرص الصحابة على تعليم من تبعهم هذا الهدي, فتمسك التابعون به ونهجوا نهجهم , ومما يدل على ذلك : قول زياد بن جرير: أتيت عمر بن الخطاب فقال لي :
هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحُكْمُ المضلين رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء .
وقول إياس بن عامر: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، ثم قال إنك إن بقيت سَيَقرأ القرآن ثلاثةُ أصناف: فصنف لله، وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك . رواه الدارمي.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير

أولا: يجب التأكد من صحة الإسناد إن وجد الخلاف , لأن غالب ما يرد من الخلاف لا تصح نسبته إليهم .
ثانيا : إذا صح الإسناد وكان الخلاف مما يصح فيه الجمع فإنه يجمع بين أقوالهم .
ومثال ذلك : اختلافهم في المراد بالقسورة
فقال ابن عباس: هم الرماة .
وقال أبو هريرة : الأسد
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى
ثالثا: إن لم يصح الجمع بين الأقوال فإنه يعمل بالترجيح .
ولابد أن يعلم أن للخلاف إن صح أسباب يعذر بها الصحابة رضوان الله عليهم , ومن تلك الأسباب:
1- أن يستند كل واحد لما بلغه من العلم ,ويتم المعنى بمجموع ما بلغهم .
2- أن يفسر كل واحد منهم الآية بجزء من معناها ويكون اللفظ مشتركاً يحتمل الوجهين .
3- أن يفسر أحدهم الآية على ظاهرها , ويفسر الآخر بمعنى خفياً تشمله الآية.
4- أن يفسر أحدهم الآية على ظاهرها , ويفسر الآخر بما أدرك من مقصد الآية .
5- أن يسأل أحدهم عن مسألة فيجيب بآية من القرآن , فينقل على أنه تفسير لها , وهذا يدخل في تفسير الآية بجزء من معناها .
6- أن يتمسك أحدهم بمعنى منسوخ , ولا يعلم بناسخه .
7- أن يستند أحدهم إلى النص , ويستند الآخر للاجتهاد لعدم بلوغ النص إليه .
8- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها .
9- أن يفسر أحدهم الآية على ظاهرها , ويفسر الآخر بما علم من سبب نزولها .
ومن النادر أن يقع خلاف بسبب تأويل خاطيء , وإن وقع فإنه لا يخلو من إنكار , ومن ذلك : عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشُهد عليه ثم سُئل فأقرَّ أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول
ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ
فقال: للقوم أجيبوا الرجل؛ فسكتوا
فقال لابن عباسٍ أجبه
فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان حجةً على الباقين
ثم سأل مَن عنده عن الحدّ فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذى، وإذا هذى افترى فاجلدوه ثمانين رواه النسائي
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟

نعم , كانوا يجتهدون عند الحاجة إلى ذلك من دون تكلف , ويعد اجتهادهم أقرب للصواب من غيرهم لفضلهم, ولقربهم من عهد النبوة ,وشهودهم وقائع التنزيل , وفصاحة ألسنتهم ,وسلامتهم من الأهواء والفتن, وامتلاكهم أدوات الاجتهاد .
ومثال ذلك :ما روي عن أبي بكر رضي الله عنه روي عنه من طرق أنه قال
إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد .
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

الأول صحيح الإسناد صحيح المتن, ويُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ويكون حكمه على مراتب:
الأولى : أن يكون حكمها الرفع ,وهو ما صرح الصحابي فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو مراسيل الصحابة , أو قول الصحابي الصريح في سبب النزول أو مالا يقال فيه بالرأي ولم يؤخذ عمن يروي الإسرائيليات.
الثانية : أن يكون حجة بإجماع الصحابة , وهي ما صح عن الصحابة واتفقوا عليه دون خلاف .
الثالثة : ما اختلف الصحابة في تفسيره فما صح فيه الجمع فهو حجة بمجموع أقوالهم , وما وجب في الترجيح فيجتهد العلماء في استخراج الراجح بدليله .
الثاني : ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهو على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى : الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه, وما يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، فقد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به .
والمرتبة الثانية : الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث فهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة .
والمرتبة الثالثة الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات
الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم .
الرابع : صحيح الإسناد في ظاهر الأمر منكر المتن؛ ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد ,فإذا عُرفت العلّة عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.

والله تعالى أعلم
أعتذر عن التأخير عن الموعد فقد تعذر علي الإرسال لانقطاع الإنترنت رغم إنجاز الواجب في وقته والله المستعان

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 9 شعبان 1437هـ/16-05-2016م, 04:53 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طرق التفسير.

المجموعة الأولى:
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
تعقيبا على السؤال الأول: بيّن أهمية معرفة طرق التفسير.
فنقول إنه ليس شرطا أن نجد الجواب منصوصا عليه في الدرس، وإنما جواب هذا السؤال مما يجتهد فيه ويقاس على نظائره المدروسة مسبقا، ولو ترك الطالب هذا الشرط - أعني ضرورة العثور على الجواب بنصّه في الدرس - لفتحت له آفاق كثيرة في بيان أهمية معرفة طرق التفسير.

1: عفاف الجهني.ه

نرجو منك إعادة الجواب بأسلوبك وتنظيم الجواب، فقد فاتتك بعض الأسئلة واختصرت كثيرا في بعضها، وبالغت في النسخ واللصق كثيرا، بارك الله فيك.

2: منيرة عبد الرزاق علي. ب+
س6: اختصرت كثيرا.
س8: لو مثّلت لكل طريقة حتى يكون هناك شواهد على الجواب.
س9: ما مدى حجيّة كل نوع؟

3: سناء بنت عثمان. أ
س8: لو مثّلت لكل نوع حتى تكون هناك شواهد على الجواب.

4: مريم أحمد حجازي. أ+

5: نورة عبد الجبار القحطاني. أ
س2: يجب تبيين الجواب أكثر من ذلك، ويراجع جواب الأخت مريم.
س8: لو مثّلت لكل نوع حتى تكون هناك شواهد على الجواب.
وأثني جدا على حسن تنظيمك وتعبيرك بأسلوبك.


المجموعة الثانية:
نثني على جميع طلاب هذه المجموعة فقد أحسنوا جدا، ونخصّ بالثناء الأخت هناء محمد علي فقد أجادت وأفادت.

6: هناء محمد علي. أ++

ما شاء الله أميز إجابة على هذه المجموعة من بين جميع طلاب البرنامج، زادك الله توفيقا.

7: حنان علي محمود. أ+

8: إيمان شريف. أ+

9: علي الدربي. أ+

10: رشا نصر زيدان. أ+

11: منى محمد مدني. أ+

12: عقيلة زيان. أ+
س5: الفقرة الأولى والثانية متفقتان على معنى واحد وهو عصمة التفسير النبوي، أما الخصيصة الثالثة للتفسير النبوي فهي الإخبار عن مغيبات لا تعرف إلا بالوحي، فهذا لا يكون في أي تفسير آخر عدا تفسير القرآن بالقرآن.

13: منيرة جابر الخالدي. ب+
س7: يراجع جواب السؤال على جواب الأخت هناء وكذلك بقية الزملاء، بارك الله فيكم جميعا.

14: ندى علي. أ+
المجموعة الثالثة:
أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
وتعقيبنا على سؤالين:

- س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
الجواب بنعم، مع ذكر شروط صحّة هذا النوع من التفسير، والتمثيل له.
- س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
فاتكم الكلام عن حكم المرويات المنكرة المتن، وبعضكم لم يذكرها.
والحكم على نكارة المتن مما يدخله الاجتهاد، وإذا ثبتت نكارة المتن وتبيّنت علّة السند ردّت الرواية قولا واحدا.
وما نقص من تقويمكم فغالبه يرجع إلى هذين السؤالين.

15: رضوى محمود. أ


16: أحمد الشواف. أ
إضافة إلى الملحوظات أعلاه:
س4: لم تمثّل للنوع الثاني من الأحاديث التفسيرية.


17: محمد حسين داوود. أ+
س8: لم تتكلم عن حكم المرويات منكرة المتن.

بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 9 شعبان 1437هـ/16-05-2016م, 05:48 PM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يتم تقييم إجابتي لعلها سقطت سهوا
بارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 9 شعبان 1437هـ/16-05-2016م, 06:31 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يتم تقييم إجابتي لعلها سقطت سهوا
بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تم التعديل على المشاركة الخاصّة بالتقويم.
وقد أحسنت في إجاباتك: أ+
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 3 رمضان 1437هـ/8-06-2016م, 02:26 PM
مريم عادل المقبل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة طرق التفسير الاول :
المجموعة الاولى :
1- أهمية معرفة طرق التفسير :
معرفة هذه الطرق بمثابة الدلائل والهدايات ليميز طالب العلم من خلالها الصواب من الخطأ والراجح من المرجوح ، ويعرف الأئمة في هذا العلم ويحتذي بهم .
2-مايذكر من تفسير القران بالقران يفيد العلم اليقيني لكن قد يقصر البيان عن بلوغ هذه المرتبة فيفيد الظن الغالب ، او وجها معتبرا في التفسير ، وقد يخطيء المجتهد في تفسيره .
3- اعتنىالعلماء عناية فائقة بتفسير القران بالقران وظهر ذلك فيما نقل عنهم ، فكانوا يستدلون لذلك بالقران مثل ابن عباس ومجاهد وغيرهم ، ثم اعتنى به جماعة من المفسرين بالتأليف ابرزهم ابن جرير والشنقيطي.
4- بعض أهل الاهواء في تفسير القران بالقران فصار ذلك تكلفا ،واستعمله البعض لمحاولة الاستدلال به على بدعهم واهوائهم . وتوسعهم هذا لا يعتبر من الاجتهاد القراني .
5- النبي صلى الله عليه وسلم امام المجتهدين ، وكان يجتهد في التفسير كما يجتهد في بقية مسائل الدين ،لكنه معصوم من أن يقر على خطأ ، فإن اصاب اقره الله ، وإن أخطأ فإن الله يبين له ولا يقره على خطأه .
6- القرانيون طائفة زعموا الاكتفاء بالقران ، وعدم لزوم الاخذ بالسنه ، وضلوا بذلك وأضلوا ،فأحدثوا في العبادات صفات ابتدعوها زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها من القران من غير الحاجة للسنه .
7- كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير فكان لقرائهم وكبرائهم مزيدا من العناية بالعلم بالقران مثل الخلفاء الاربعة ، ومعاذ وأبي ، وعمرو وأنس وأبي سعيد وهم ايضا متفاوتون في ذلك .
8- كان الصحابة يفسرون القران بالقران ، وبالسنة ، وبما يعرفون من وقائع التنزيل ، وبلغة العرب ، وكانوا يجتهجون في فهم النص وفيما لا نص فيه .
9- مراتب حجية أقوال الصحابة :
- ماله حكم الرفع للنبي صلى الله عليه وسلم
- اقوال صحت في التفسير اتفقوا عليها لها حكم الاجماع
- ما اختلف فيه الصحابة وإما أن يكون اختلاف تنوع ، او تضاد

والله أعلم بالصواب


اعتذر عن التأخير بسبب فقد النت بسبب سرقت الكونكت وتأخر استخراج البديل ، وانقطاعي لمدة شهر تقريبا فأرجوا معذرتي وقبول المجلس مع عدم نقص الدرجه .. شكر الله حسن تعاونكم وتفهمكم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir