دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ربيع الثاني 1437هـ/18-01-2016م, 11:34 AM
ريم محمد ريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 73
Post كاتب الوحي وجامع القران وإمام علم الفرائض الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

"سيرة كاتب الوحي وجامع القران وإمام علم الفرائض الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه "

● اسمه ونسبه:
زيد بن ثابت بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه يكنى بأبي سعيد ، وأبي خارجة .
وأمه النوار بنت مالك بن صرمة بن عدي ، وزوجته أم العلاء الأنصارية والدة خارجة بن زيد .(1)

● مولده ونشأته
ولد زيد رضي الله عنه في المدينة المنورة سنة 11 قبل الهجرة ، وحين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وازينت له قدم عليه الأنصار مسلمين مهنئين وكان زيد رضي الله عنه من جملة من جاءه وعمره إذ ذاك 11سنة ، وفي ذلك يقول زيد بن ثابت رضي الله عنه :أتي بي النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة
فقالوا : يارسول الله هذا غلام من بني النجار ، وقد قرأ مماأنزل عليك سبع عشرة سورة ،فقرأت عليه فأعجبه ذلك ، وقال : يازيد تعلّم لي كتاب يهود فإني والله ماامنهم على كتابي ، فقال : فتعلمته فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته وكنت اكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كتب لهم (1).
وزيد بن ثابت كان أحد غلمان الصحابة الذين تعلّموا الكتابة في يوم بدر من أسارى قريش ، فاختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتابة الوحي حيث كان موضع ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)

● شيوخه
أفضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقد قرأ زيد على رسول الله في العام الذي توفي فيه مرتين، وسميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله وقرأها عليه، وشَهِدَ العرضة الأخيرة، وكان يُقرئ الناس بها حتى مات رضي الله عنه ،أبوبكر الصديق ،عمر بن الخطاب ،عثمان بن عفان ،علي بن أبي طالب وهؤلاء أشهرهم
● تلاميذه:
كبار الصحابة والأئمة حيث أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم رجع إليه الخلفاء الراشدون في القضاء والفرائض وجمع القران ، وأشهرهم حبر هذه الأمة عبدالله ابن عباس "وذكر أن زيد ذهب ليركب، فأمسك ابن عباس بالركاب، فقال له زيد: " تنح يا ابن عم رسول الله! " فأجابه ابن عباس : " لا، فهكذا نصنع بعلمائنا "، وابنه خارجة بن زيد .

● أقوال العلماء فيه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه: " أفرض أمتي زيد بن ثابت "
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :من أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت .
قال عنه ترجمان القران ابن عباس رضي الله عنه : لقد علم المحفوظون من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم .
قال الشعبي عنه: غلب زيد الناس على اثنين : الفرائض والقران ، وقال القضاة أربعة :عمر وعلي وزيد وابن مسعود .
قال الزهري عنه : لوهلك عثمان وزيد في بعض الزمان لهلك علم الفرائض لقد أتى على الناس زمان مايعلمها غيرهما.
قال أحمد بن عبدالله العجلي : الناس على قراءة زيد وعلى فرض زيد .(3)


● طلبه للعلم:
حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وازينت له قدم الأنصار عليه مسلمين مهنئين ،و كان زيد رضي الله عنه من جملة من جاءه مع زوج أمه وقد حفظ سورا من القران وكان عمره انذاك 11سنة.وفي ذلك يقول رضي الله عنه :
(أتي بي للنبي صلى الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة فقالوا :يارسول الله هذا غلام من بني النجار ، وقد قرأمماأنزل عليك سبع عشرة سورة ، فقرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعجبه ذلك ، وقال : يازيد تعلّم لي كتاب يهود فإني والله ماامنهم على كتابي ، قال فتعلمته فمامضى لي نصف شهر حتى حذقته وكنت اكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كتب لهم (4).
وهذا يدل على نبوغه منذ صغره وعلى شدة حفظه وذكائه ، كذلك تعلم اللغة السريانية فقد قال ( قال زيد : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتحسن السريانية إنها تأتيني ؟ قلت : لا قال فتعلمها ، فتعلمتها في سبعة عشرة يوما ولم يزل زيد يعكف على تعلن هذا الدين حتى غدا أعلم الصحابة بالفرائض ، وصار من الذين حفظوا القران الكريم وأحد المقدّمين في الفتوى من أصحاب رسول الله رضي الله عنهم أجمعين .(5)
وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعلّموا الفرائض وعلّموه ، فإني امرؤ مقبوض ، وإن العلم سيقبض حتى يختلف الأثنان في الفريضة فلا يجدان احدا يفصل بينهما (6)
فلما طرقت كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم اذان زيد بن ثابت رضي الله عنهم ماكان منه إلا أن شمّر عن ساعد الجد لتحصل هذا العلم ، والخوض فيه ، حنى قام بهذا الأمر أتم قيام واضطلع به ، وتصدّى له ونهض بأعبائه حتى غدا أعلم الصحابة فيه وأشهرهم به كما قال عليه الصلاة والسلام شاهد له بذلك " أفرض أمتي زيد بن ثابت "
وجاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرحم أمتي بأمتي أبوبكر ، وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أبّي بن كعب وافرضهم زيد بن ثابت ، واعلمهم بالحلال والحرام معاذ ، ألا إن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح (7)
● نبذة من أخباره:
*خرج مع قوم من الأنصار إلى غزوة بدر، لكن رسول الله رده لصغر سنه وجسمه، وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من أترابه إلى الرسول محمد يرجون أن يضمهم للمجاهدين وأهلهم كانوا يرجون أكثر منهم، ونظر إليهم الرسول شاكرا وكأنه يريد الاعتذار، ولكن رافع بن خديج وهو أحدهم تقدم إلى الرسول وهو يحمل حربة ويستعرض بها قائلا: " إني كما ترى، أجيد الرمي فأذن لي " فأذن له، وتقدم سمرة بن جندب وقال بعض أهله للرسول: " إن سمرة يصرع رافعا ". فحياه الرسول وأذن له.
وبقي ستة من الأشبال منهم زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وبذلوا جهدهم بالرجاء والدمع واستعراض العضلات، لكن أعمارهم صغيرة، وأجسامهم غضة، فوعدهم الرسول بالغزوة المقبلة، وهكذا بدأ زيد مع إخوانه دوره، كما هو مسمى في الإسلام، كمقاتل في سبيل الله بدءا من غزوة الخندق، سنة خمس من الهجرة. وشهد أيضاً غزوة تبوك مع الرسول(8)
*بعد وفاة الرسول اجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة, اجتمع المهاجرون والأنصار لاختيار خليفة منهما, فقد قال الأنصار للمهاجرين رجل منا ورجل منكم, ولكن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال رأياً سديداً جعل الناس جميعاً ترضى بحكمه, قال :((إن رسول الله كان من المهاجرين ونحن أنصاره, وإني أرى أن يكون الإمام من المهاجرين ونحن نكون أيضا أنصاره(9)
*وهو أحد أصحاب الفتوى وهم ستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبي وأبو موسى وزيد بن ثابت، بل كان رأسًا في المدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض (10)
ولم يكن هذا الصحابي الجليل بعيدًا عن الولاية والحكم، بل تقلَّد مناصب قام بها خير قيام كما هو شأن الرعيل الأول، فقد استخلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المدينة ثلاث مرات في الحجتين، وفي خروجه إلى الشام، وولّاه القضاء، وفرض له على ذلك رزقًا، وكان يستخلفه أيضًا عثمان رضي الله عنه، وولّاه على بيت مال المسلمين.
*موقف زيد مما شجر بين الصحابة: كان زيد يحب عثمان رضي الله عنه، ولم يشهد مع علي رضي الله عنه شيئًا من حروبه ضد أهل الشام، إلا أن هذا الحب لم يمنعه من إظهار مكانة علي رضي الله عنه، فهو يرى أفضليته على غيره في عهده، ويظهر حبه، يقول ابن عبد البر: "كان عثمان يحب زيد بن ثابت، وكان زيد عثمانيًّا، ولم يكن فيمن شهد شيئًا من مشاهد علي مع الأنصار، وكان مع ذلك يفضل عليًّا، ويظهر حبه" (11)

● آثاره :
كان الوحي يتنزل، ورسول الله يتلو، وكان هناك ثلة مباركة تحفظ ما تستطيع، والبعض الآخر ممن يجيدون الكتابة، يحتفظون بالآيات مسطورة، وكان منهم علي بن أبي طالب، أبي بن كعب، عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت ،
وقد قرأ زيد على رسول الله في العام الذي توفي فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله وقرأها عليه، وشَهِدَ العرضة الأخيرة، وكان يُقرئ الناس بها حتى مات.
وبعد وفاة رسول الله شُغِل المسلمون بحروب الردة، وفي معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيرا، فما أن هدأت نار الفتنة حتى فزع عمر بن الخطاب إلى الخليفة أبي بكر الصديق راغبا في أن يجمع القرآن قبل أن يدرك الموت والشهادة بقية القراء والحفاظ. واستخار الخليفة ربه، وشاور صحبه ثم دعا زيد بن ثابت وقال له: " إنك شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتَتَبَّع القرآنَ فاجْمَعْهُ ". فقلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم! فقال : هو والله خير. وقال زيد بن ثابت، فلم يزل أبو بكر يراجعني، حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر.
ونهض زيد بالمهمة وأبلى بلاء عظيما فيها، يقابل ويعارض ويتحرى مكانه، وقال زيد بن ثابت كلمته المشهورة في جمع القرآن قال: «والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن». كما قال: «فكنتُ أتبع القرآن أجمعه من الرّقاع والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال». وأنجز المهمة وجمع القرآن في أكثر من مصحف.
وفي خلافة عثمان بن عفان كان الإسلام يستقبل كل يوم أناسا جددا عليه، فأصبح جليا ما يمكن أن يفضي إليه تعدد المصاحف من خطر حين بدأت الألسنة تختلف على القرآن حتى بين الصحابة الأقدمين الأولين، فقرر عثمان والصحابة وعلى رأسهم حذيفة بن اليمان ضرورة توحيد المصحف، فقال عثمان: " مَنْ أكتب الناس؟ ". قالوا: " كاتب رسول الله زيد بن ثابت ". قال: " فأي الناس أعربُ؟ ". قالوا: " سعيد بن العاص ". وكان سعيد بن العاص أشبه لهجة برسول الله، فقال عثمان: " فليُملِ سعيد وليكتب زيدٌ ".
واستنجدوا بزيد بن ثابت، فجمع زيد أصحابه وأعوانه وجاءوا بالمصاحف من بيت حفصة بنت عمر وباشروا مهمتهم الجليلة، وكانوا دوما يجعلون كلمة زيد هي الحجة والفيصل(12)

● نماذج من تفسيره :
"من استقرأ فقه الصحابة ودراسة فقههم دراسة دقيقة يظهر لنا أن الصحابة رضي الله عليهم كانوا على مدارس فقهية متعددة ، فكان عمر بن الخطاب أستاذا لمدرسة الرأي ، وكان من أكبر أعضاء هذه المدرسة عبد الله بن مسعود ، وزيد بن ثابت ".
فكان زيد بن ثابت يرى أن القرء المذكور في الآية الكريمة في سورة البقرة ( 228 ) ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) هو :الطهر ، وبناء على ذلك فإن عدة المطلقة تنتهي بابتداء الحيضة الثالثة . وأن للزوج الذي طلق زوجته طلاقا رجعيا أن يعيدها إلى عصمة الزوجية ما لم تدخل في الحيضة الثالثة ، فإذا بدأت الحيضة الثالثة فقد بانت منه ، وهذا من نماذج تفسيره رضي الله عنه (13)
● وفاته :
تُوفّي رضي الله عنه سنة خمس وأربعين وقيل: اثنتان، وقيل: ثلاث وأربعون وقيل: سنة إحدى وخمسين وقيل: اثنتان وقيل: خمس وخمسون، وصلى عليه مروان بن الحكم.
وقد أثنى عليه الصحابة ثناءً عطرًا؛ قال ابن عباس -لما دفن زيد بن ثابت-: "هكذا يذهب العلم! -وأشار بيده إلى قبره- يموت الرجل الذي يعلم الشيء لا يعلمه غيره، فيذهب ما كان معه". وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا". وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "يرحمه الله اليوم، فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها".
ورثاه حسان رضي الله عنه بقوله:( فمن للقوافي بعد حسان وابنه *** ومن للمعاني بعد زيد بن ثابت)(14)
.......................................................................................................................................................................................................................................................
(1) المناقب ، باب فضل دور الأنصار .فتح الباري 7/115.
(2)(4) الحديث أخرجه البخاري في الأحكام مختصرا ، باب ترجمة الحكام .
(3)تهذيب ابن عساكر .
(5)أخرجه أحمد بإسناد صحيح ، المسند 5/182 والحاكم 3/423 ، وابن سعد 2/358.
(6) الحاكم في المستدرك 333/4 ، وقال الذهبي صحيح .
(7) الحاكم في المستدرك 422/3.
(8)(9)- سير أعلام النبلاء - الصحابة رضوان الله عليهم - زيد بن ثابت- الجزء رقم2.
(10) الإصابة 594/2.
(11)الإستيعاب 160/1.
(12) كتاب زيد بن ثابت للداوودي .
(13)مجلة البحوث الإسلامية / الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء .
(14) الطبقات الكبرى 362/2 /الإستيعاب (160/1)/الإصابة (592/2).
................................................................................
المراجع :
1/ صحيح البخاري
2/ المناقب للخوارزمي .
3/ الإستيعاب لابن عبد البرّ.
4/الإصابة لابن حجر .
5/سير اعلام النبلاء للذهبي .
6/ الطبقات الكبرى لابن سعد .
7/ تهذيب ابن عساكر
8/ المستدرك على الصحيحين للحاكم .
9/ كتاب زيد بن ثابت للمؤلف صفوان عدنان داوودي .
10/ مجلة البحوث الإسلامية / الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء .
11/ ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، المكتبة الوقفية الإلكترونية .
11/ مركز تفسير للدراسات القرانية .

ونسأل الله لنا ولكم القبول .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوحي, كاتب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir