اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جٓنّات محمّد الطيِّب
باسم الله
المجموعة الثالثة:
س1: فسر قوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}.
تبارك: فعل ماضٍ لا يتصرف ،من البركة وهي لغة النماء والزيادة، فيكون تبارك بمعنى تعاظم ،وهو خاص بالله سبحانه إذ أنّ "تبارك" لازم و"بارك" متعدٍ لغيره.
ذي الجلال والإكرام: أي ذو العظمة والمحبة، المكرم لأنبيائه وعباده الصالحين ، وهو أهل لذلك ومستحق لتعظيمهم ومحبتهم لاتصافه بهما.
فيكون معنى الآية : تعاظمت أسماء ربك وكملت، ولمّا كان متصفا في نفسه بالجلال والإكرام كان مستحقا لإجلال عباده له ومحبتهم وتعظيمهم،
س2: ما هي آية العز؟ بين الفوائد العقدية المستفادة منها.
قال تعالى في آخر سورة الإسراء :{وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}.
جاء أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سمّى هذه الآية آية العزّ ،ذكره الشيخ عبد العزيز الرشيد -رحمه الله-، وكان يعلمها أهله الصغير والكبير ،ذكره ابن كثير.
الفوائد العقدية المستفادة من آية العزّ: أثبتت الآية أنواع التوحيد الثلاثة وذلك يإثبات:
-استحقاق الله للحمد كله لما اتصف به من صفات الكمال.
-تنزيهه سبحانه عن الولد لاستغنائه التام عما سواه ولصمديته سبحانه وتفرده بالألوهية،كما في قوله تعالى :{قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنيّ له ما في السماوات وما في الأرض}الآية.
-تنزيهه سبحانه عن الشريك لتمام ملكه وغلبته على خلقه ،وتفرده بالربوبية المتضمن لألوهيته وكمال الصفات.
-تنزيهه سبحانه من أن يكون له وليّ فهو مستغن تمام الاستغناء عن خلقه وهم جميعا مفتقرون إليه من جميع الوجوه، فلا مثيل له سبجانه ولا ند ،وإنما يوالي من والاه محبة وكلاءة لا ذلا وحاجة لولايته.
س3: كيف ترد على من يزعم أن الله عز وجل لم يخلق شيئا لشيء؟
القائل بهذه االمقالة من الجهمية ومن تبعهم عليها، ينفي عن الله سبحانه صفتا الحكمة والعلم، لأن من مستلزمات الحكمة والعلم نفي العبثية عن أفعال الله ، والخلق فعل من أفعاله سبحانه ،وهو فرع عن العلم .
فقد خلق سبحانه الأشياء لعلة محمودة مطلوبة لديه بإحكامه لخلقه على الصورة التي أوجده عليها ، والنصوص الدالة على ذلك أكثر من أن تحصر هنا، كقوله تعالى :{ليكون للعالمين نذيرا} فلام التعليل دلت على أن العلة من إرسال الرسل وهي النذارة، وقوله تعالى:{لتعلموا عدد السنين والحساب} دلت على علة خلق القمر وتقدير منازله ..والقول يوجود علة لخلق الأشياء هو قول جمهور المسلمين بل إن العقول والفطر السليمة تأبى التسليم بعكس هذا.
س4: كيف نثبت صفة الاستواء لله عز وجل؟
أولا:نثبته كما نثبت جميع صفات كماله ،وكما أثبته ربنا تعالى جده لنفسه وأثبته له صفيه من خلقه دون تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف بحسب ما جاءت به النصوص الصريحة التي لا تحتمل الـتأويل كما في قوله تعالى:{الرحمن على العرش استوى}، وقوله تعالى:{ثم استوى على العرش}.
ثانيا:نثبت الاستواء حقيقة لا على سبيل المجاز، لأن اللغة لا تحتمل أي تفسير للاستواء المقيد بإلى أو على إلا بالعلو والارتفعاع والاعتدال كما في قوله تعالى:{لتسستووا على ظهوره} وقوله :{ثم استوى إلى السماء } ، والاستواء المطلق بالتمام والكمال كما في وقوله تعالى:{فلما بلغ أشده واستوى}،ولم يسبق لأحد من السلف أن فسره بالاستيلاء أو الملك أو القهر كما زعم المبتدعة ، لذا قال الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم (أي معروف ومفهوم في لغة العرب)، والكيف مجهول( إذ أن الصفة فرع من الذات يحذى فيها حذوها)، والإيمان به واجب(لدلالة النصوص عليه)، والسؤال عنه بدعة (لاستحداثه من قبل المبتدعة).
ثالثا:الاستواء خاص بالعرش ، أما الاستلاء فهو عام على سائر المخلوقات ، وإلا لجاز قول استوى على الماء ، تعال الله عما يصفون، كما أن الاستلاء على العرش كان قبل خلق السماوات كما دلت عليه الآية :{وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء}، فالاستواء إذا خاص بالعرش لا بسواه.
س5: أفعال العباد مخلوقة، فكيف نحاسب عليها؟
الأفعال مخلوقة بدليل قوله تعالى:{والله خلقكم وما تعملون}، فالأفعال مضافة إلى الخلق ، منفصلة عن الخالق فليست من فعله تعالى الله عن هذا إذ أن أفعاله كلها غاية في الكمال ، إذا فالعبد هو فاعل فعله ، وهذا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة بل والفطر السوية التي تفرق بين الحركة الاختيارية والاضطرارية ، ولو صار كالآلة لا ضمان عليه فهو غير مكلف ، غير أن النصوص تدل على تكليف العبد ومسؤوليته عما يقدمه لنفسه، قال تعالى :{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، وجاء في الحديث القدسي (( إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)).
|
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
التقدير: (أ+).