دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 رمضان 1443هـ/18-04-2022م, 03:30 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

شفاء القلوب
أدواء القلوب منها ما يفسد التصوّر، ومنها ما يفسد الإرادة، ومنها ما يفسدهما معاً.
ولذلك فإنّ شفاء القلوب قائم على أصلين:
الأصل الأول: البصيرة في الدين، وتحصل بصحّة العلم؛ ومن أثرها أن يرى الحقّ حقاً، والباطل باطلاً، والحسن حسناً، والقبيح قبيحاً.
والأصل الثاني: الرشاد، ويحصل بالاستقامة على أمر الله واتّباع هداه؛ فيرغب فيما رغّب الله فيه، ويرهب مما رهّب الله منه، ويحبّ ما أحبّه الله، ويبغض ما أبغضه الله.
وهذان الأصلان يرجعان إلى تصحيح العلم، وإصلاح العمل، ويردان بألفاظ كثيرة منها: الإيمان وعمل الصالحات، والهدى والرشاد، واليقين والاستقامة.

واستمداد شفاء القلوب إنما هو بالقرآن والسنة، وقد جعل الله فيهما شفاء لما في الصدور من أمراض الشبهات والشهوات.
- ففيهما من البصائر والبيّنات ما يشفي القلب من مرض كلّ شبهة.
- وفيهما من الحكمة والموعظة ما يشفي القلب من مرض كلّ شهوة.
· فالقرآن والسنة فيهما الشفاء التام للعلل المفسدة للتصوّر والإرادة؛ فيصلح القلب، وتستقيم الجوارح، ويعود القلب إلى فطرته التي فطره الله عليها.

ولا بدّ للقلب من غذاء يقوّيه، وحماية تقيه من الآفات والعلل؛ وبذلك تحصل له الحياة والزكاة، وحاجة القلب إلى التغذية والحماية أعظم من حاجة البدن؛ وأثر الغذاء فيه أسرع من أثر غذاء البدن.

- قال ابن القيم: (قال تعالى: {ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور} فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً).
- وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر: (فصل الخطاب في هذا أنه ينبغي أن يقاوم المرض بضده: فمن كان قلبه قاسيا شديد القسوة، وليس عنده من المراقبة ما يكفّه عن الخطأ قوّم ذلك بذكر الموت، ومحاضرة المحتضرين.
فأما من قلبه شديد الرقة، فيكفيه ما به؛ بل ينبغي له أن يتشاغل بما ينسيه ذلك، لينتفع بعيشه، وليفهم ما يُفتى به، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح، ويسابق عائشة رضي الله عنها، ويتلطف بنفسه؛ فمن سار سيرته عليه الصلاة والسلام، فهم من مضمونها ما قلته من ضرورة التلطف بالنفس).


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir