دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ذو القعدة 1443هـ/18-06-2022م, 10:39 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي


المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
بين الله -سبحانه- أنواع قلوب العباد في آيات عديدة في كتابه الكريم ، وهي كما يلي :
1- القلب الصحيح السليم ، وهو القلب الذي سلم من الشرك والشك ومحبة الشر والإصرار على البدعة والذنوب ، و يلزم من سلامته مما ذكر اتصافه بأضدادها من الإخلاص و العلم واليقين محبة الخير وتزيينه في قلبه و أن تكون إرادته و محبته تابعة لمحبة الله وهواه تابعاً لما جاء عن الله ، فهو قلب ليّن يلين عند سماع الحق و ينقاد إليه ، وهذا النوع من القلوب ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ " [الشعراء:89] .
2- القلب المريض ، وهو القلب الذي يكون فيه انحراف في العلم أو العمل أو كليهما .
3- القلب القاسي ، وهو القلب الذي لا يلين عند سماع الحق ولا يتأثر به ، و لو عرف الحق فإنه لا يلين للانقياد إليه و تطبيقه ، فهذا القلب قاسٍ لا ينفذ إليه الخير ، و هو ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ " [البقرة:74] . فالقسوة من أمراض القلوب ، فكل قلب قاسٍ فهو مريض .
و أنواع أمراض القلوب كما يلي :
1- القلب المريض بالشبهات ، مثل المنافقين فإن قلوبهم مريضة بالشكوك و الاضطراب ، كما قال -تعالى- :" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ " [البقرة:10] .
2- القلب المريض بالشهوات ، و هو قلب مريض يميل إلى المعاصي مستعدّ للوقوع فيها فلا يتحمل و لا يصبر على أدنى سبب يوجد يدعوه إلى الحرام ، و هو ما ذكره -تعالى- في قوله الكريم :" فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ " [الأحزاب:32] .
أما أسباب صحة القلوب فعلى العبد أن يعلم أن أساس القلب الصحيح الإيمان بالله وإذا أراد صحة قلبه فليجتهد في عدة أمور ، منها :
1- أن يغمر قلبه بمحبة الله -وحده- ويصدق في ذلك ، و مما يعينه على ذلك : قراءة القرآن بتدبر ، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والقربات النافعة ، ودوام ذكر الله و الإكثار منه .
2- الإخلاص لله -تعالى- في العبادات والأقوال والأفعال .
3- مراقبة النفس ومحاسبتها والرجوع إلى الله .
4- تعلم العلم الشرعي النافع المقرب من الله .
5- تقوى الله في السر و العلن .
6- كثرة الدعاء والالتجاء إلى الله .


السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
خلق الله -تعالى- الناس مختلفين ليسخرهم لبعض البعض و ليصبروا على هذا الاختلاف ، و يدربوا أنفسهم على التعامل مع النفوس المختلفة وطرق استمالتها نحو الخير ، فالناس في مواقفهم في الدعوة ثلاثة أقسام و كل قسم له طريقة تعامل تناسبه ، وهي كالتالي :
1- قسم ينقاد ويرغب في الخير وعلى استعداد تام لفعل ما يؤمر به و ترك ما يُنهى عنه و تطلّع نفسه إلى اعتناق العقائد الصحيحة السليمة ، فهذا القسم يتعامل معه ببيان أمور الدين له و تعليمه الطريق الصحيح .
2- قسم غافل معرض عن الحق يُشغل نفسه بما لا ينفعه ، ولا يفكر في مصلحته ، فهذا القسم يتعامل معه بتعليمه الطريق الصحيح بالموعظة الحسنة و باستخدام أسلوب الترغيب والترهيب .
3- قسم معارض معاند مكابر يقاوم الحق و ينصر الباطل ، فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .


السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
إذا جُمع بين الإسلام والإيمان كان الفرق بينهما أن :
الإسلام هو : الاستسلام لله و الرجوع إليه و القيام بشرائع الدين الظاهرة والباطنة .
الإيمان هو : تصديق القلب و اعترافه بأوامر الله ويتم ذلك بالقيام بأعمال القلوب و أعمال الجوارح .
و إذا انفرد كلّ من الإسلام والإيمان فيدخل كل منهما في الآخر .


2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود : هو الفرح بفضل الله إما بإسلام يعتنقه أو علم نافع ينتفع به وينفع به غيره أو قرآن يعمل به ، كما قال -تعالى- :" قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ " [يونس:58] .
أيضاً فرح المسلم بثواب الله الجزيل ، كما قال -تعالى- :" فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ " [آل عمران:170] .
الفرح المذموم : هو الفرح بأمور الدنيا المشغلة عن الطاعة من رياسة و منصب وغيرها . قال -تعالى- :" إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ " [هود:10] .


3. التوبة والاستغفار
التوبة : هي الرجوع إلى الله -تعالى- بما يحبه الله و يرضاه ظاهراً وباطناً ، و الندم على ما اقترفه مما يكرهه الله ظاهراً و باطناً والعزم على عدم العودة إليه .
الاستغفار : هو طلب المغفرة من الله -تعالى- .


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان :
1- هداية العلم والإرشاد وهي الهداية المثبتة للرسول -عليه الصلاة و السلام- ولكل من له إرشاد الخلق، دلّ عليها قوله -تعالى- :" وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ " [الشورى:52] .
2- هداية التوفيق وغمر القلب بالهدى والإيمان وهي الهداية المختصة بالله -تعالى- فلا هادي إلا الله -تعالى- ، دلّ عليها قوله -تعالى- :" إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ " [الشورى:56] .

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
للنفي في مقام المدح فائدتين : 1- نفي النقص المصرح به . 2- إثبات ضده ونقيضه .
ويتبين ذلك في مواضع عديدة في القرآن الكريم ، منها :
نفي الله -تعالى- عن نفسه السنة والنوم ، قال -تعالى- :" لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ " [البقرة:255] ، و ذلك لكمال حياته وقيوميته -سبحانه- .
ونفى -سبحانه- أن يخفى عليه شيء في الأرض والسماء ، قال -تعالى- :" إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ " [آل عمران:5] ، و ذلك لإحاطة علمه و كمال قدرته .
ونفى -سبحانه- عن كتابه العزيز الريب والشك ، كما قال -تعالى- :" ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ " [البقرة:2] ، دلالة على أنه الحق في أخباره وأحكامه .



السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
من عظمة القرآن الكريم أن جعل الله ختم بعض آياته بأسمائه الحسنى لبيان الحكم ، ويظهر ذلك للمتأمل المتدبر في آياته ، ومن ذلك ما جاء في قوله -تعالى- :" فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (226) وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (227) " البقرة .
فيُعلم من قوله -تعالى- :" غَفُورٞ رَّحِيمٞ " أن الفيئة مما يحبه الله و من يفيء يغفر الله له ويرحمه ، و يُعلم أيضاً أن الطلاق مما يكرهه الله فإذا طلق المؤلي فإن الله سيجازيه .
وحكمة ذلك : أن يعلم العبد آثار أسمائه -سبحانه- فإذا علم العبد ذلك كان سبباً في معرفة أسمائه -سبحانه- حق المعرفة ، فيعبد الله على بصيرة و يعلم أنها الأصل في الخلق والأمر .


السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
إن الله -سبحانه- يأمر باللين مع بعض الكفار في مقام الدعوة ؛ وذلك لتحقيق المنفعة و سلوك سبيل استمالة قلوبهم ، فاللين مطلوب في الدعوة إلى الله سواء مع المؤمنين أو مع الكفار، دلّ على هذا الأصل قوله -تعالى- :" فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ " [آل عمران:159] . وجاء الأمر به في قوله -تعالى- :" فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ " [طه:44] .
فالأمر باللين في هذا المقام لحكمة بالغة ولتحقيق منافع و مصالح كثيرة .
أما الأمر بالغلظة والشدة مع الكفار فإنه يتناسب مع مقام الجهاد والقتال ؛ لأنه مقام يحتاج إلى رفع راية التوحيد و كسر شوكة الكفر و الكفار، كما قال -تعالى- :" يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ " [التحريم:9] .


2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
بين -سبحانه- في كتابه الكريم أن تساؤل و كلام الناس يوم القيامة إنما يكون بإذنه -سبحانه- ، لقوله -تعالى- :" لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ " [النبأ:38] . ففي يوم القيامة أحوال يتكلم فيها الناس و أحوال أخرى لا يتكلم فيها الناس ، وكل ذلك يرجع إلى إذن الله -تعالى- لهم .




السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
يذكر الله -تعالى- لعباده أنه لما أرسل رسوله لدعوتكم و تعليمكم ما ينفعكم و يخرجكم من الظلمات إلى النور ، كان واجبكم أن تقوموا بالإيمان بالله ورسوله والانقياد إليهما وطاعتهما في جميع الأمور ، وأن تعظموا وتجلوا رسولكم و تقوموا بحقوقه ، وأن تسبحوا الله في أول النهار وآخره .
فذكر -سبحانه- في هذه الآية عدة حقوق :
1- الحق المشترك بين الله ورسوله وهو : الإيمان بهما .
2- الحق المختص بالرسول -عليه الصلاة والسلام- و هو : التعزير و التوقير .
3- الحق المختص بالله -تعالى- وهو : التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها .



-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين- .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ذو القعدة 1443هـ/25-06-2022م, 03:30 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
بين الله -سبحانه- أنواع قلوب العباد في آيات عديدة في كتابه الكريم ، وهي كما يلي :
1- القلب الصحيح السليم ، وهو القلب الذي سلم من الشرك والشك ومحبة الشر والإصرار على البدعة والذنوب ، و يلزم من سلامته مما ذكر اتصافه بأضدادها من الإخلاص و العلم واليقين محبة الخير وتزيينه في قلبه و أن تكون إرادته و محبته تابعة لمحبة الله وهواه تابعاً لما جاء عن الله ، فهو قلب ليّن يلين عند سماع الحق و ينقاد إليه ، وهذا النوع من القلوب ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ " [الشعراء:89] .
2- القلب المريض ، وهو القلب الذي يكون فيه انحراف في العلم أو العمل أو كليهما .
3- القلب القاسي ، وهو القلب الذي لا يلين عند سماع الحق ولا يتأثر به ، و لو عرف الحق فإنه لا يلين للانقياد إليه و تطبيقه ، فهذا القلب قاسٍ لا ينفذ إليه الخير ، و هو ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ " [البقرة:74] . فالقسوة من أمراض القلوب ، فكل قلب قاسٍ فهو مريض .
و أنواع أمراض القلوب كما يلي :
1- القلب المريض بالشبهات ، مثل المنافقين فإن قلوبهم مريضة بالشكوك و الاضطراب ، كما قال -تعالى- :" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ " [البقرة:10] .
2- القلب المريض بالشهوات ، و هو قلب مريض يميل إلى المعاصي مستعدّ للوقوع فيها فلا يتحمل و لا يصبر على أدنى سبب يوجد يدعوه إلى الحرام ، و هو ما ذكره -تعالى- في قوله الكريم :" فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ " [الأحزاب:32] .
أما أسباب صحة القلوب فعلى العبد أن يعلم أن أساس القلب الصحيح الإيمان بالله وإذا أراد صحة قلبه فليجتهد في عدة أمور ، منها :
1- أن يغمر قلبه بمحبة الله -وحده- ويصدق في ذلك ، و مما يعينه على ذلك : قراءة القرآن بتدبر ، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والقربات النافعة ، ودوام ذكر الله و الإكثار منه .
2- الإخلاص لله -تعالى- في العبادات والأقوال والأفعال .
3- مراقبة النفس ومحاسبتها والرجوع إلى الله .
4- تعلم العلم الشرعي النافع المقرب من الله .
5- تقوى الله في السر و العلن .
6- كثرة الدعاء والالتجاء إلى الله .


السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
خلق الله -تعالى- الناس مختلفين ليسخرهم لبعض البعض و ليصبروا على هذا الاختلاف ، و يدربوا أنفسهم على التعامل مع النفوس المختلفة وطرق استمالتها نحو الخير ، فالناس في مواقفهم في الدعوة ثلاثة أقسام و كل قسم له طريقة تعامل تناسبه ، وهي كالتالي :
1- قسم ينقاد ويرغب في الخير وعلى استعداد تام لفعل ما يؤمر به و ترك ما يُنهى عنه و تطلّع نفسه إلى اعتناق العقائد الصحيحة السليمة ، فهذا القسم يتعامل معه ببيان أمور الدين له و تعليمه الطريق الصحيح .
2- قسم غافل معرض عن الحق يُشغل نفسه بما لا ينفعه ، ولا يفكر في مصلحته ، فهذا القسم يتعامل معه بتعليمه الطريق الصحيح بالموعظة الحسنة و باستخدام أسلوب الترغيب والترهيب .
3- قسم معارض معاند مكابر يقاوم الحق و ينصر الباطل ، فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .


السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
إذا جُمع بين الإسلام والإيمان كان الفرق بينهما أن :
الإسلام هو : الاستسلام لله و الرجوع إليه و القيام بشرائع الدين الظاهرة والباطنة .
الإيمان هو : تصديق القلب و اعترافه بأوامر الله ويتم ذلك بالقيام بأعمال القلوب و أعمال الجوارح .
و إذا انفرد كلّ من الإسلام والإيمان فيدخل كل منهما في الآخر .


2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود : هو الفرح بفضل الله إما بإسلام يعتنقه أو علم نافع ينتفع به وينفع به غيره أو قرآن يعمل به ، كما قال -تعالى- :" قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ " [يونس:58] .
أيضاً فرح المسلم بثواب الله الجزيل ، كما قال -تعالى- :" فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ " [آل عمران:170] .
الفرح المذموم : هو الفرح بأمور الدنيا المشغلة عن الطاعة من رياسة و منصب وغيرها . قال -تعالى- :" إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ " [هود:10] .


3. التوبة والاستغفار
التوبة : هي الرجوع إلى الله -تعالى- بما يحبه الله و يرضاه ظاهراً وباطناً ، و الندم على ما اقترفه مما يكرهه الله ظاهراً و باطناً والعزم على عدم العودة إليه .
الاستغفار : هو طلب المغفرة من الله -تعالى- .


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان :
1- هداية العلم والإرشاد وهي الهداية المثبتة للرسول -عليه الصلاة و السلام- ولكل من له إرشاد الخلق، دلّ عليها قوله -تعالى- :" وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ " [الشورى:52] .
2- هداية التوفيق وغمر القلب بالهدى والإيمان وهي الهداية المختصة بالله -تعالى- فلا هادي إلا الله -تعالى- ، دلّ عليها قوله -تعالى- :" إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ " [الشورى:56] .

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
للنفي في مقام المدح فائدتين : 1- نفي النقص المصرح به . 2- إثبات ضده ونقيضه .
ويتبين ذلك في مواضع عديدة في القرآن الكريم ، منها :
نفي الله -تعالى- عن نفسه السنة والنوم ، قال -تعالى- :" لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ " [البقرة:255] ، و ذلك لكمال حياته وقيوميته -سبحانه- .
ونفى -سبحانه- أن يخفى عليه شيء في الأرض والسماء ، قال -تعالى- :" إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ " [آل عمران:5] ، و ذلك لإحاطة علمه و كمال قدرته .
ونفى -سبحانه- عن كتابه العزيز الريب والشك ، كما قال -تعالى- :" ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ " [البقرة:2] ، دلالة على أنه الحق في أخباره وأحكامه .



السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
من عظمة القرآن الكريم أن جعل الله ختم بعض آياته بأسمائه الحسنى لبيان الحكم ، ويظهر ذلك للمتأمل المتدبر في آياته ، ومن ذلك ما جاء في قوله -تعالى- :" فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (226) وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (227) " البقرة .
فيُعلم من قوله -تعالى- :" غَفُورٞ رَّحِيمٞ " أن الفيئة مما يحبه الله و من يفيء يغفر الله له ويرحمه ، و يُعلم أيضاً أن الطلاق مما يكرهه الله فإذا طلق المؤلي فإن الله سيجازيه .
وحكمة ذلك : أن يعلم العبد آثار أسمائه -سبحانه- فإذا علم العبد ذلك كان سبباً في معرفة أسمائه -سبحانه- حق المعرفة ، فيعبد الله على بصيرة و يعلم أنها الأصل في الخلق والأمر .


السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
إن الله -سبحانه- يأمر باللين مع بعض الكفار في مقام الدعوة ؛ وذلك لتحقيق المنفعة و سلوك سبيل استمالة قلوبهم ، فاللين مطلوب في الدعوة إلى الله سواء مع المؤمنين أو مع الكفار، دلّ على هذا الأصل قوله -تعالى- :" فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ " [آل عمران:159] . وجاء الأمر به في قوله -تعالى- :" فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ " [طه:44] .
فالأمر باللين في هذا المقام لحكمة بالغة ولتحقيق منافع و مصالح كثيرة .
أما الأمر بالغلظة والشدة مع الكفار فإنه يتناسب مع مقام الجهاد والقتال ؛ لأنه مقام يحتاج إلى رفع راية التوحيد و كسر شوكة الكفر و الكفار، كما قال -تعالى- :" يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ " [التحريم:9] .


2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
بين -سبحانه- في كتابه الكريم أن تساؤل و كلام الناس يوم القيامة إنما يكون بإذنه -سبحانه- ، لقوله -تعالى- :" لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ " [النبأ:38] . ففي يوم القيامة أحوال يتكلم فيها الناس و أحوال أخرى لا يتكلم فيها الناس ، وكل ذلك يرجع إلى إذن الله -تعالى- لهم .




السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
يذكر الله -تعالى- لعباده أنه لما أرسل رسوله لدعوتكم و تعليمكم ما ينفعكم و يخرجكم من الظلمات إلى النور ، كان واجبكم أن تقوموا بالإيمان بالله ورسوله والانقياد إليهما وطاعتهما في جميع الأمور ، وأن تعظموا وتجلوا رسولكم و تقوموا بحقوقه ، وأن تسبحوا الله في أول النهار وآخره .
فذكر -سبحانه- في هذه الآية عدة حقوق :
1- الحق المشترك بين الله ورسوله وهو : الإيمان بهما .
2- الحق المختص بالرسول -عليه الصلاة والسلام- و هو : التعزير و التوقير .
3- الحق المختص بالله -تعالى- وهو : التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها .



-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين- .

أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ذو القعدة 1443هـ/25-06-2022م, 06:45 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

جزاكم الله خيراً ، هلّا وضحتم لي النقص في أي إجابة ؟

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 ذو القعدة 1443هـ/29-06-2022م, 08:16 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً ، هلّا وضحتم لي النقص في أي إجابة ؟

وجزاكم وأحسن إليكم؛



علامة (أ+) تعني في الغالب أن الإجابات تامة, لكن إذا نظرنا إلى الإجابات بشكل عام يُلاحظ بعض النقص هنا وهناك, أو مثلا قد يكون النقص في ترتيب جمل الإجابة, وهذا النقص اليسير يمنع من كمال العلامة فقط لا غير.


مثلا: في السؤال الثاني: في القسم الثاني لم تذكري سبب كون أسلوب الترغيب والترهيب يناسب هذا النوع, وفي القسم الثالث قلتِ :(فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .)؛ وهذا صحيح, لكن مسألة الاقتداء باﻷنبياء تكون في معاملة اﻷصناف الثلاثة لا الصنف الثالث فقط.



مثلا في التوبة والاستغفار؛ لم تذكري المعنى في حال اقترانهما.
وعلى هذا فقيسي.



وفقك الله ونفع بكِ

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ذو الحجة 1443هـ/30-06-2022م, 11:25 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 9 مشاهدة المشاركة
وجزاكم وأحسن إليكم؛



علامة (أ+) تعني في الغالب أن الإجابات تامة, لكن إذا نظرنا إلى الإجابات بشكل عام يُلاحظ بعض النقص هنا وهناك, أو مثلا قد يكون النقص في ترتيب جمل الإجابة, وهذا النقص اليسير يمنع من كمال العلامة فقط لا غير.


مثلا: في السؤال الثاني: في القسم الثاني لم تذكري سبب كون أسلوب الترغيب والترهيب يناسب هذا النوع, وفي القسم الثالث قلتِ :(فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .)؛ وهذا صحيح, لكن مسألة الاقتداء باﻷنبياء تكون في معاملة اﻷصناف الثلاثة لا الصنف الثالث فقط.



مثلا في التوبة والاستغفار؛ لم تذكري المعنى في حال اقترانهما.
وعلى هذا فقيسي.



وفقك الله ونفع بكِ
جزاكم الله خيراً .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 صفر 1444هـ/20-09-2022م, 10:09 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

💎المجموعة الثانية:

🔷 ️السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
🔹️النوع الأول : القلب الصحيح
هو السليم من جميع الآفات ، تمت له صحة العلم والعمل والإرادة ، فرغب في الحق واراده لمعرفته به ، وتجافى عن الباطل وأبغضه ، فهو في سلك أولي الالباب وسبيلهم ، مخبت لربه منبيب .

🔹️النوع الثاني : القلب المريض
قد اعتراه انحراف إما في قوة العلم أو العمل أو فيهما جميعا ، فيمرض بالشبهات والشكوك ، التي هي علة أهل النفاق ، فيكون انحرافه من جهة العلم أو يمرض بالهوى وحب المعصية فيكون انحرافه من جهة العمل

🔹️النوع الثالث : القلب القاسي
قلب شقي تعس ، لا يطيع ولا ينقاد ،بل هو كجلمود صخر ، لاتنال المواعظ منه لأن القسوة متأصلة فيه قارة ،أو لأن بعض العقائد المنحرفة قد استوطنته فمن الصعب عليه قبول الحق والانقياد له ، أو هو قلب قد جمع هذين الأمرين معا .
🔹️أمراض القلوب
الران والأكنة والأغطية ، تعلو القلوب وتغشاها ، فمن أعرض عن الحق ورده وحاربه وصد عنه ، وفتح الله له مصاريع الهداية ، فأقفلها عازما ، عُوقب بهذه الأمراض تحول بينه وبين سبيل الهدى وطريقه
🔹️ أسباب صحة القلوب
سلامة القصد والإرادة ، بالعلم الصحيح النافع والعمل بهذا العلم فتحصل سلامة العمل ، ويكون متحريا للحق يتبعه ، مجتنبا للباطل .

🔶 ️السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
*الناس على تصنيفات ثلاث في مسألة موقفهم من الدعوة لله تعالى
🔸️النوع الأول :* أهل الطاعة والانقياد
هؤلاء لأصالة حب الخير في قلوبهم وصدق نفورهم من الشر كله مع توقهم في أن يكونوا على عقيدة صحيحة ، يكون تعامل الداعي معهم سلسلاَ ،لا يجهده ، ما عليه إلا أن يبين لهم أمور الدين ويستمر معهم في التعليم الشرعي

🔸️النوع الثاني : أهل الغفلة والإعراض
هؤلاء لأن الغفلة ضاربة بجذورها في قلوبهم ،مع وجود الصوراف التى تُضاد الحق ،* يكون تعامل الداعي إلى الله معهم بحسن الموعظة والملاطفة ، وتبيان وتعليم، الحق والواجب ،تارة بالترغيب وذكر المثوبة والأجر وثمرة ذلك وبركته في الدنيا والآخرة ، لتقبل النفس الصادة عن الحق* فترغب فيه*
وتارة أخرى بالترهيب والتخويف ، وذكر مغبة اتباع الباطل وعقوبته ووخيم شؤمه في الدنيا والآخرة
هذه الموازنة في الدعوة بين الترغيب والترهيب لازمة لأن النفوس لاتتعاطى ما ينفعها وتترك ماهي فيه من هوى إلا بهذه الموزانة في البيان للحق وتعليمه
🔸️ النوع الثالث : أهل الإستكبارو الصد عن سبيل الله
هؤلاء ، يُجادلون* بالتي هي أحسن ، بحسب الحال ومقتضاه ، فينظر إلى المقالة وما يناسب المجِادل والمجَادل .

🔷️ السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من :

🔹️1. الإسلام والإيمان
** الإسلام
من اسمه ، أي التسليم والاستسلام لله بالقلب عقيدة فى الباطن* ومن الجوارح انقيادا وامتثالاً في الظاهر .
* الإيمان
التصديق الذي لايعتريه أدنى ريب ، والإقرار بأصوله* التى أمر الله بوجوب الإيمان بها ، وهذا لا يتحقق إلا بإقامة الشعائر الظاهرة مع التعبد القلبي بأعمال القلوب* والتصديق ، لذا يطلق مجردا الإسلام ، فيُراد به أعمال الجوارح والقلوب
ويطلق الإيمان بمفرده ويُرادبه إسلام الظاهر والباطن* ، في حين يصار إلى المعنى المخصوص لكل منهما إذا ذُكرا معا .

🔹️2. الفرح المحمود والفرح المذموم
وإنما الفرح بماهو سببه وأصله ، فأما إن كان فرح المؤمنين بما أفاء الله عليهم من هدايات الكتاب الكريم علما وعملا به ، وقبله استشعارهم لعظيم منة الله عليهم بالإسلام والإيمان ، فهذا هو المحمود الممدوح من فرح الأرواح والقلوب
قال تعالى :
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
و قوله:
{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } من جزيل الثواب وكريم العطية

وأما إن كان الفرح بالدنيا وزهرتها حتى تشغل صاحبها عن سر وجوده ولماذا خلق ، كتتبع الملاذ والمناصب* فيها حتى يمضي العمر في الصوراف والباطل
فهذا ترحٌ وعذاب على صاحبه ، وهو فرح مذموم* لوخيم عواقبه ،فهذا قارون جاء في ذم* حاله في كتاب ربنا :
{ قال له قومه لا تفرح إن الله لايحب الفرحين } فرح البطر والطغيان .

🔹️3. التوبة والاستغفار
* التوبة :
هي العودة والأوبة إلى مايحبه الله ويرضاه في الظاهر والباطن* ،وترك مالا يحبه الله في الظاهر والباطن ، بشروط التوبة من الندم والإقلاع عن الذنب في الحال* والعزم على ألا يعود إليه .
*الاستغفار :
هو في ضمن العبادات وهو سؤال الله المغفرة دعاءً ورجاءً، حتى إذا قارنته التوبة كان أكمل مايكون وأحرى ان يُقبل ، وإلا كان كالدعاء لايُقطع بإجابته .

🔷️ السؤال الرابع: أجب عما يلي:

ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
- أما الهدايه التي هي أن يستوطن الإيمان القلوب فيوفق أصحابها إلى العمل الصالح المقبول ، هذه لايملكها إلا ربّ القلوب وخالقها* ،كما وحده سبحانه الرزاق الخالق ، قال عزّ من قائل :
{ إنك لاتهدي من أحببت }
-* هداية الإرشاد والبيان والعلم ، فهذه هي أصل عمل الأنبياء ومقصود إرسالهم وتنزل وحي الله عليهم ، وهي من بعدهم* لمن قام مقامهم في الدعوة إلى الله وسار على نهجهم ، قال تعالى :
{ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }

🔹️هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
وهو كثير في كتاب ربنا ، لأن النفي المجرد لايكون كمالا في نفسه
* ففي باب أسمائه سبحانه وصفاته نفي عن ذاته* العليّة* سبحانه ،* الشريك ،وهذا** فيه اثبات وصفه وحده بالكمال المطلق ،فلاشريك له ،ربا وإلها وآسماءً وصفاتا ، فقد سبّح نفسه في مواطن* وأخبر عن تسبيح الخلق له في مواطن* أخرى، ومقتضى التسبيح ، التنزيه عن كل نقص وعن النقص في كماله وعن مماثلة المخلوقين .
ونفى *سبحانه* عن نفسه الصاحبة والولد والتكافؤ والمماثلة مع الغير ، وفي هذا اثبات الغنى المطلق والملك المطلق وتفرد بالواحدانية
ونفى* سبحانه* عن نفسه السِنة والنوم والموت لأنه الحي القيوم ،له كمال الحياة وكمال القيومية، ولكمال عدل وسعة فضله *سبحانه*نفى عن نفسه الظلم في آيات كثيرة في القرآن ، ولكمال قدرته وإحاطة علمه نفى عن نفسه أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء *سبحانه العليم القادر ، ولكمال حكمته نفى العبث في الخلق والشرع
أما عن كتابه ، فنفى عنه كل نقص من ريب وعوج وشك ونحوه وهذ ا للدلالة على أن أخباره وأحكامه حقٌ لاباطل فيها ولاكذب بل هي القيمة المستقيمة النافعة الحكيمة .
* وأما عن نبيه صلى الله عليه وسلم فامتدحه قائلا :
{ ماضل صاحبكم وماغوى } فنفى عنه الضلال بكل وجه، فأثبت له أنه أعلم الخلق ، وأعظمهم هدى ويقين ،وهو أنصح الخلق للخلق وأكملهم خلقا،* لان الضلال يعني عدم العلم أو نقصه او قلة جودته مع سوء القصد ، وهو بضد ذلك كله ، عليه الصلاة والسلام
*أما دار المتقين وهي جنة النعيم ، نفى ربنا الكريم عن أهلها كل منغص ومكدر* ونصب وموت ، فهم فيها في سرور متصل وحبور لا ينقطع ، قد اكتمل شبابهم صحة وقوة ، فنعيمها نال البدن والروح والقلب ،فلايبغون عنها حولا ولا بدلا .
* وبالضد من هذا ، نفى الله تعالى في كتابه كل كمال قولي أوفعلي* أو ذاتي
عن الآلهة المزعومة المعبودة من دونه *سبحانه* فثبت لها بهذا النفي نقصها التام من كل وجه وأنهاأبعد ماتكون عن أحقية التأله والعبادة

🔶️ السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
وهذا يُسمى بتذييل الآية بأسماء حسنى ، ليتبين هداية الآية ومقصودها بحسبه ، مثلاً :
*من التذييل بالأسماء الحسنى للدلالة على الحكم في قوله تعالى :
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة
وهذا الحكم في حق المحارب ، الذي تاب قبل أن يدركه الإمام ، فجاء ختم الآية بأسمائه تعالى الغفور والرحيم بالحكم له بالعفو وعدم المؤاخذة بحق الله عليه .
*ومثله ، قوله عزّمن قائل :
{ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
أي أنّ أحبّهُ إلى الله أن يتراجعا فيغفر ويرحم بعد الفيئة* ، وهو* سميع عليم لمن أساء أو تعدّى متى طلق واختاره قراراً ، لبغضه تعالى للطلاق .

🔶️ السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:

٠🔸️. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

في مقام دعوة الكفار وتأليف قلوبهم على الدين الحق وليُقبِلوا ولا يُدبروا نافرين ، أمر الله تعالى أنبيائه في المقام الأول* ومن حمل راية الدعوة لله من بعدهم ، بالتلطف في مخاطبة أهل الكفر ،فقال تعالى :
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
وقال تعالى وهو يأمر كليمه موسى ووزيره هارون عليهما السلام ، ليدعوا أطغى أهل الأرض في زمانه :
وقال: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
وهذا في مقامات الدعوة وأحوالها ، أما في مقامات أخرى فلابد من غلظة وقوة في مجابهة أهل الكفر وعتوهم ، كمثل ميادين القتال ، فالعدو مقاتل مجاهر بالعدواة والصدّ عن سبيل الله* ، قال تعالى :
{ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }
وأهل الإيمان أكمل الناس هديا ، رحماء عاطفون على المؤمنين الموحدين ، أقوياء أشداء على من عادى دين الله من الكفرة ، وصفهم ربهم قائلا سبحانه :
{ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}

🔸️2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
هذا يُجاب عليه من وجهين ، فأما الوجه الأول :
فإن كلام الناس وحجاجهم وخطاب بعضهم لبعض ، قيدته الآيات بالإذن لهم بذلك ، فما كان لنفس أن تتكلم يؤمئذ إلا بإذنه تعالى :
{ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } فحيث لا إذن ، فلا كلام لهم
وأما الوجه الثاني ، هو القول أن يوم القيامة عرصات ومشاهد ومنازال، كلٌ ومافيه ، ففي بعضها يتكلمون وفي غيرها لا يتكلمون
وعند النظر نجد ان القول الثاني متصل بالأول ،لتعلق الكلام على كل حال بإذن الله تعالى الملك الجبار .

🔶️ السؤال السابع:
فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
🔸️التفسير 🔸️

أبدع وأدهش العلامة السعدي رحمه الله تعالى* عندما قرّر أن هذه الآية انتظمت الحقوق الثلاث ، حق الله تعالى وحق رسوله صلى الله عليه وسلم والحق المشترك بينهما ، وعلماء التفسير* جعلوا المعنى متعلق بعودة الضمير في الأفعال ، فمتى كان الضمير يُراد به الرسول عليه الصلاة والسلام ، جاء المعنى :
بعد الأمر بالإيمان بالله تصديقا بأولوهيته وبالنبي تصديقا برسالته :
{ لتؤمنوا بالله ورسوله }* { و تُعزروه}* ،بالنصر والتأييد بكل ما أوتوا باللسان والسنان ،{ وتوقروه} أي تعظموه وتجعلوه في محل النبوة الذي هو أعلى المنازل وأرفعها ، فيُفخّم شأنه ويُبجّل أمره . وهنا وقف تام ، ويبتدىء : { وتسبحوه}
أي* تنزهوا الله عزوجل عن الشريك والولد والمثيل ، وتمحضوه التوحيد
وقيل التسبيح هنا بمعنى الصلاة
خاصة انه مقترنٌ بوقتي البكرة والعشي ، فقد أورد ابن كثير في تفسيره عن الحسن والضحاك* في قوله تعالى : { يسبح له فيها بالغدو والآصال } يعني:
الصلاة* ويروي سعيد بن جبير عن ابن عباس : كل تسبيح في القرآن هو صلاة
هذا الوجه الأول في معنى الآية
أما إذا كان الضمير يعود لله تعالى وتقدس في الأفعال الثلاثة ، عندها يكون
المراد بقوله { وتعزروه} أي تنصروا دينه ، كما جاء في قوله تعالى :{ إن تنصروا الله ينصركم } وتوقروه ، أي تعظموه كما ينبغي لجلاله { وتسبحوه } هو أهل لكل كمال منزه* سبحانه*عن كل نقص .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1444هـ/1-10-2022م, 09:39 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,051
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
💎المجموعة الثانية:

🔷 ️السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
🔹️النوع الأول : القلب الصحيح
هو السليم من جميع الآفات ، تمت له صحة العلم والعمل والإرادة ، فرغب في الحق واراده لمعرفته به ، وتجافى عن الباطل وأبغضه ، فهو في سلك أولي الالباب وسبيلهم ، مخبت لربه منبيب .

🔹️النوع الثاني : القلب المريض
قد اعتراه انحراف إما في قوة العلم أو العمل أو فيهما جميعا ، فيمرض بالشبهات والشكوك ، التي هي علة أهل النفاق ، فيكون انحرافه من جهة العلم أو يمرض بالهوى وحب المعصية فيكون انحرافه من جهة العمل
[لو فصلت]
🔹️النوع الثالث : القلب القاسي
قلب شقي تعس ، لا يطيع ولا ينقاد ،بل هو كجلمود صخر ، لاتنال المواعظ منه لأن القسوة متأصلة فيه قارة ،أو لأن بعض العقائد المنحرفة قد استوطنته فمن الصعب عليه قبول الحق والانقياد له ، أو هو قلب قد جمع هذين الأمرين معا .
[وقد ذكر القلب اللين]
🔹️أمراض القلوب
الران والأكنة والأغطية ، تعلو القلوب وتغشاها ، فمن أعرض عن الحق ورده وحاربه وصد عنه ، وفتح الله له مصاريع الهداية ، فأقفلها عازما ، عُوقب بهذه الأمراض تحول بينه وبين سبيل الهدى وطريقه
🔹️ أسباب صحة القلوب
سلامة القصد والإرادة ، بالعلم الصحيح النافع والعمل بهذا العلم فتحصل سلامة العمل ، ويكون متحريا للحق يتبعه ، مجتنبا للباطل .

🔶 ️السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
*الناس على تصنيفات ثلاث في مسألة موقفهم من الدعوة لله تعالى
🔸️النوع الأول :* أهل الطاعة والانقياد
هؤلاء لأصالة حب الخير في قلوبهم وصدق نفورهم من الشر كله مع توقهم في أن يكونوا على عقيدة صحيحة ، يكون تعامل الداعي معهم سلسلاَ ،لا يجهده ، ما عليه إلا أن يبين لهم أمور الدين ويستمر معهم في التعليم الشرعي

🔸️النوع الثاني : أهل الغفلة والإعراض
هؤلاء لأن الغفلة ضاربة بجذورها في قلوبهم ،مع وجود الصوراف التى تُضاد الحق ،* يكون تعامل الداعي إلى الله معهم بحسن الموعظة والملاطفة ، وتبيان وتعليم، الحق والواجب ،تارة بالترغيب وذكر المثوبة والأجر وثمرة ذلك وبركته في الدنيا والآخرة ، لتقبل النفس الصادة عن الحق* فترغب فيه*
وتارة أخرى بالترهيب والتخويف ، وذكر مغبة اتباع الباطل وعقوبته ووخيم شؤمه في الدنيا والآخرة
هذه الموازنة في الدعوة بين الترغيب والترهيب لازمة لأن النفوس لاتتعاطى ما ينفعها وتترك ماهي فيه من هوى إلا بهذه الموزانة في البيان للحق وتعليمه
🔸️ النوع الثالث : أهل الإستكبارو الصد عن سبيل الله
هؤلاء ، يُجادلون* بالتي هي أحسن ، بحسب الحال ومقتضاه ، فينظر إلى المقالة وما يناسب المجِادل والمجَادل .

🔷️ السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من :

🔹️1. الإسلام والإيمان
** الإسلام
من اسمه ، أي التسليم والاستسلام لله بالقلب عقيدة فى الباطن* ومن الجوارح انقيادا وامتثالاً في الظاهر .
* الإيمان
التصديق الذي لايعتريه أدنى ريب ، والإقرار بأصوله* التى أمر الله بوجوب الإيمان بها ، وهذا لا يتحقق إلا بإقامة الشعائر الظاهرة مع التعبد القلبي بأعمال القلوب* والتصديق ، لذا يطلق مجردا الإسلام ، فيُراد به أعمال الجوارح والقلوب
ويطلق الإيمان بمفرده ويُرادبه إسلام الظاهر والباطن* ، في حين يصار إلى المعنى المخصوص لكل منهما إذا ذُكرا معا .

🔹️2. الفرح المحمود والفرح المذموم
وإنما الفرح بماهو سببه وأصله ، فأما إن كان فرح المؤمنين بما أفاء الله عليهم من هدايات الكتاب الكريم علما وعملا به ، وقبله استشعارهم لعظيم منة الله عليهم بالإسلام والإيمان ، فهذا هو المحمود الممدوح من فرح الأرواح والقلوب
قال تعالى :
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
و قوله:
{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } من جزيل الثواب وكريم العطية

وأما إن كان الفرح بالدنيا وزهرتها [أو بالباطل] حتى تشغل صاحبها عن سر وجوده ولماذا خلق ، كتتبع الملاذ والمناصب* فيها حتى يمضي العمر في الصوراف والباطل
فهذا ترحٌ وعذاب على صاحبه ، وهو فرح مذموم* لوخيم عواقبه ،فهذا قارون جاء في ذم* حاله في كتاب ربنا :
{ قال له قومه لا تفرح إن الله لايحب الفرحين } فرح البطر والطغيان .

🔹️3. التوبة والاستغفار
* التوبة :
هي العودة والأوبة إلى مايحبه الله ويرضاه في الظاهر والباطن* ،وترك مالا يحبه الله في الظاهر والباطن ، بشروط التوبة من الندم والإقلاع عن الذنب في الحال* والعزم على ألا يعود إليه .
*الاستغفار :
هو في ضمن العبادات وهو سؤال الله المغفرة دعاءً ورجاءً، حتى إذا قارنته التوبة كان أكمل مايكون وأحرى ان يُقبل ، وإلا كان كالدعاء لايُقطع بإجابته .

🔷️ السؤال الرابع: أجب عما يلي:

ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
- أما الهدايه التي هي أن يستوطن الإيمان القلوب فيوفق أصحابها إلى العمل الصالح المقبول ، هذه لايملكها إلا ربّ القلوب وخالقها* ،كما وحده سبحانه الرزاق الخالق ، قال عزّ من قائل :
{ إنك لاتهدي من أحببت }
-* هداية الإرشاد والبيان والعلم ، فهذه هي أصل عمل الأنبياء ومقصود إرسالهم وتنزل وحي الله عليهم ، وهي من بعدهم* لمن قام مقامهم في الدعوة إلى الله وسار على نهجهم ، قال تعالى :
{ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }

🔹️هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
وهو كثير في كتاب ربنا ، لأن النفي المجرد لايكون كمالا في نفسه
* ففي باب أسمائه سبحانه وصفاته نفي عن ذاته* العليّة* سبحانه ،* الشريك ،وهذا** فيه اثبات وصفه وحده بالكمال المطلق ،فلاشريك له ،ربا وإلها وآسماءً وصفاتا ، فقد سبّح نفسه في مواطن* وأخبر عن تسبيح الخلق له في مواطن* أخرى، ومقتضى التسبيح ، التنزيه عن كل نقص وعن النقص في كماله وعن مماثلة المخلوقين .
ونفى *سبحانه* عن نفسه الصاحبة والولد والتكافؤ والمماثلة مع الغير ، وفي هذا اثبات الغنى المطلق والملك المطلق وتفرد بالواحدانية
ونفى* سبحانه* عن نفسه السِنة والنوم والموت لأنه الحي القيوم ،له كمال الحياة وكمال القيومية، ولكمال عدل وسعة فضله *سبحانه*نفى عن نفسه الظلم في آيات كثيرة في القرآن ، ولكمال قدرته وإحاطة علمه نفى عن نفسه أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء *سبحانه العليم القادر ، ولكمال حكمته نفى العبث في الخلق والشرع
أما عن كتابه ، فنفى عنه كل نقص من ريب وعوج وشك ونحوه وهذ ا للدلالة على أن أخباره وأحكامه حقٌ لاباطل فيها ولاكذب بل هي القيمة المستقيمة النافعة الحكيمة .
* وأما عن نبيه صلى الله عليه وسلم فامتدحه قائلا :
{ ماضل صاحبكم وماغوى } فنفى عنه الضلال بكل وجه، فأثبت له أنه أعلم الخلق ، وأعظمهم هدى ويقين ،وهو أنصح الخلق للخلق وأكملهم خلقا،* لان الضلال يعني عدم العلم أو نقصه او قلة جودته مع سوء القصد ، وهو بضد ذلك كله ، عليه الصلاة والسلام
*أما دار المتقين وهي جنة النعيم ، نفى ربنا الكريم عن أهلها كل منغص ومكدر* ونصب وموت ، فهم فيها في سرور متصل وحبور لا ينقطع ، قد اكتمل شبابهم صحة وقوة ، فنعيمها نال البدن والروح والقلب ،فلايبغون عنها حولا ولا بدلا .
* وبالضد من هذا ، نفى الله تعالى في كتابه كل كمال قولي أوفعلي* أو ذاتي
عن الآلهة المزعومة المعبودة من دونه *سبحانه* فثبت لها بهذا النفي نقصها التام من كل وجه وأنهاأبعد ماتكون عن أحقية التأله والعبادة

🔶️ السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
وهذا يُسمى بتذييل الآية بأسماء حسنى ، ليتبين هداية الآية ومقصودها بحسبه ، مثلاً :
*من التذييل بالأسماء الحسنى للدلالة على الحكم في قوله تعالى :
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة
وهذا الحكم في حق المحارب ، الذي تاب قبل أن يدركه الإمام ، فجاء ختم الآية بأسمائه تعالى الغفور والرحيم بالحكم له بالعفو وعدم المؤاخذة بحق الله عليه .
*ومثله ، قوله عزّمن قائل :
{ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
أي أنّ أحبّهُ إلى الله أن يتراجعا فيغفر ويرحم بعد الفيئة* ، وهو* سميع عليم لمن أساء أو تعدّى متى طلق واختاره قراراً ، لبغضه تعالى للطلاق .

🔶️ السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:

٠🔸️. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

في مقام دعوة الكفار وتأليف قلوبهم على الدين الحق وليُقبِلوا ولا يُدبروا نافرين ، أمر الله تعالى أنبيائه في المقام الأول* ومن حمل راية الدعوة لله من بعدهم ، بالتلطف في مخاطبة أهل الكفر ،فقال تعالى :
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
وقال تعالى وهو يأمر كليمه موسى ووزيره هارون عليهما السلام ، ليدعوا أطغى أهل الأرض في زمانه :
وقال: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
وهذا في مقامات الدعوة وأحوالها ، أما في مقامات أخرى فلابد من غلظة وقوة في مجابهة أهل الكفر وعتوهم ، كمثل ميادين القتال ، فالعدو مقاتل مجاهر بالعدواة والصدّ عن سبيل الله* ، قال تعالى :
{ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }
وأهل الإيمان أكمل الناس هديا ، رحماء عاطفون على المؤمنين الموحدين ، أقوياء أشداء على من عادى دين الله من الكفرة ، وصفهم ربهم قائلا سبحانه :
{ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}

🔸️2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
هذا يُجاب عليه من وجهين ، فأما الوجه الأول :
فإن كلام الناس وحجاجهم وخطاب بعضهم لبعض ، قيدته الآيات بالإذن لهم بذلك ، فما كان لنفس أن تتكلم يؤمئذ إلا بإذنه تعالى :
{ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } فحيث لا إذن ، فلا كلام لهم
وأما الوجه الثاني ، هو القول أن يوم القيامة عرصات ومشاهد ومنازال، كلٌ ومافيه ، ففي بعضها يتكلمون وفي غيرها لا يتكلمون
وعند النظر نجد ان القول الثاني متصل بالأول ،لتعلق الكلام على كل حال بإذن الله تعالى الملك الجبار .

🔶️ السؤال السابع:
فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
🔸️التفسير 🔸️

أبدع وأدهش العلامة السعدي رحمه الله تعالى* عندما قرّر أن هذه الآية انتظمت الحقوق الثلاث ، حق الله تعالى وحق رسوله صلى الله عليه وسلم والحق المشترك بينهما ، وعلماء التفسير* جعلوا المعنى متعلق بعودة الضمير في الأفعال ، فمتى كان الضمير يُراد به الرسول عليه الصلاة والسلام ، جاء المعنى :
بعد الأمر بالإيمان بالله تصديقا بأولوهيته وبالنبي تصديقا برسالته :
{ لتؤمنوا بالله ورسوله }* { و تُعزروه}* ،بالنصر والتأييد بكل ما أوتوا باللسان والسنان ،{ وتوقروه} أي تعظموه وتجعلوه في محل النبوة الذي هو أعلى المنازل وأرفعها ، فيُفخّم شأنه ويُبجّل أمره . وهنا وقف تام ، ويبتدىء : { وتسبحوه}
أي* تنزهوا الله عزوجل عن الشريك والولد والمثيل ، وتمحضوه التوحيد
وقيل التسبيح هنا بمعنى الصلاة
خاصة انه مقترنٌ بوقتي البكرة والعشي ، فقد أورد ابن كثير في تفسيره عن الحسن والضحاك* في قوله تعالى : { يسبح له فيها بالغدو والآصال } يعني:
الصلاة* ويروي سعيد بن جبير عن ابن عباس : كل تسبيح في القرآن هو صلاة
هذا الوجه الأول في معنى الآية
أما إذا كان الضمير يعود لله تعالى وتقدس في الأفعال الثلاثة ، عندها يكون
المراد بقوله { وتعزروه} أي تنصروا دينه ، كما جاء في قوله تعالى :{ إن تنصروا الله ينصركم } وتوقروه ، أي تعظموه كما ينبغي لجلاله { وتسبحوه } هو أهل لكل كمال منزه* سبحانه*عن كل نقص .
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir