دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:21 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الباب الخامس والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف الميم

( الباب الخامس والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف الميم )
وهى، الميم، ومتع، ومتن، ومتى، ومثل، ومجد، ومحص، ومحق، ومحل، ومحن، ومحو، ومحز، ومد، ومدن، ومر، ومرج، ومرح، ومرد، ومرض، ومرؤ، ومرى، ومزج، ومزن, ومس، ومسح، ومسخ، ومسد، ومسك، ومشج، ومشى، ومصر، ومضع، ومضى، ومطر، ومطا، ومع، ومعز، ومعن، ومقت، ومكك، ومكث، ومكر، ومكن, ومكا، وملا، ومل، وملح، وملك، وملو، ومن، ومن، ومنع، ومهد، ومهل، وموت، وموج، ومور، وميد، ومير، وميز؛ وميل، وما.


التوقيع :
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:22 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الميم نفسها )

( بصيرة فى الميم نفسها )

الميم ترد فى الكلام على اثنى عشر وجها:
1- حرف شفوى من حروف الهجاء، يظهر من انطباق الشفتين قرب مخرج الباء. والنسبة ميمى. والفعل منه: ميمت ميما حسنا وحسنة. وجمعه على التذكير: أميام، وعلى التأنيث: ميمات وميم.
2- الميم عبارة عن عدد الأربعين فى حساب الجمل
3- الميم الأصلى، كما فى: ملح، ومحل، ولحم، وحلم، وحمل، ولمح.
4- ميم التثنية: أنتما ولكما.
5- ميم الجمع: أنتم ولكم.
6- الميم المكررة، نحو: عم وعمم
7- الميم الكافية: التى تكون كناية عن كلمة؛ نحو: حم، ح: حلمه، م: ملكه. وله نظائر.
8- ميم المفعول: وتكون مفتوحة، كميم منصور ومحبوب. ويكون فى مسبغة مضموما فاعلا كان أو مفعولا؛ نحو مكرم ومكرم.
9- الميم الزائدة: ومنها ما يكون أول الكلمة كمضرب ومثقب، أو فى وسطها كلبن قمارص ودرع دلامص، أوفى آخرها نحو زرقم وشدقم.
10- الميم المبدلة: من الباء، نحو: بنات بخر وبنات مخر؛ أو من الواو، نحو: فم، فإن الأصل فوه بدليل أن الجمع أفواه؛ أو لام التعريف كالحديث "ليس من امبر ام صيام فى ام سفر" أو من النون كالبنام فى البنان.
11- الميم اللغوى، قال اللغويون: الميم: الخمر، قال:
*إنى امرؤ فى سعة أو محل * أمتزج الميم بماء ضحل*

  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:23 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى متع )

( بصيرة فى متع )

متع النهار يمتع - كمنع يمنع - متوعا: ارتفع. والمانع: الطويل من كل شىء. وحبل ماتع: جيد الفتل. ونبيذ ماتع: شديد الحمرة. وكل شىء جيد فهو ماتع. والمتاع: السلعة، والمتاع: المنفعة، وما تمتعت به، قال المسيب بن علس:
*أرحلت من سلمى بغير متاع * قبل العطاس ورعتها بوادع*
أى قبل أن ترى ما تكره. وقال الليث: المتاع من أمتعة البيت: ما يستمتع به الإنسان فى حوائجه، وكذلك كل شىء نحوه. والدنيا متاع الغرور.
وقوله تعالى: {متاع الحياة} أى منفعتها التى لا تدوم، وقال بعض العرب فى امرأته يهجوها على كفران النعمة:
*لو جمع الثلاث والرباع * وحنطة الأرض التى تباع*
* لم تره إلا هو المتاع *
الثلاث والرباع: أحدهما كيل معلوم والآخر وزن معلوم، يقول: لو جمع لها جميع ما يكال أو يوزن لم تره هذه المرأة إلا / متعة قليلة.
وقوله تعالى: {ابتغآء حلية}، أى ذهب أو فضة، (أو متاع) أى حديد وصفر ونحاس ورصاص. والمتعة والمتعة - بالضم والكسر -: ما يتبلغ به من الزاد، والجمع: متع ومتع، كغرف وكسر.
ومتعة المرأة إذا طلقها زوجها متعها متعة فوصلها بشىء من غير أن يكون له لازما ولكن سنة، {ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف}. ومتعة التزوج: كان الرجل يتزوج المرأة يتمتع بها أياما ثم يخلى سبيلها؛ وكان ذلك بمكة حين حج النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام، ثم حرمها الله إلى يوم القيامة. كان الرجل يشارط المرأة شرطا على شىء بأجل معلوم، ويعطيها شيئا فيستحل بذلك فرجها، ثم يخلى سبيلها من غير تزوج ولا طلاق.
والمتعة فى الحج: أن يضم الرجل عمرة إلى حجة.
والمتعة والمتاع: اسمان يقومان مقام المصدر الحقيقى، وهو التمتيع. وأمتعه الله بكذا أى متعه. وقال أبو زيد: أمتعت بالشىء أى تمتعت به. وقوله تعالى: {فأمتعه قليلا} بالتخفيف. وهى قراءة ابن عامر، أى فأؤخره. ومتع الشىء تمتيعا طوله. ومتعه الله بكذا، أى أبقاه وأنسأه إلى أن ينتهى شبابه، وقوله تعالى: {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى} أى يبقكم بقاء فى عافية إلى وقت وفاتكم، ولا يستأصلكم بالعذاب كما استأصل أهل القرى الذين كفروا. وقيل يعمركم. والتمتيع: التعمير. ومثله قوله تعالى: {إن متعناهم سنين} وقوله: {فأمتعه قليلا}، وهى قراءة من سوى ابن عامر، أى فأؤخره.
واستمتعت بالشىء وتمتعت بمعنى. وقوله تعالى: {فاستمتعتم بخلاقكم}، قال الفراء: رضوا بنصيبهم فى الدنيا من أنصبائهم فى الآخرة، وفعلتم أنتم كما فعلوا؛ ونحو ذلك قال الزجاج. وقوله تعالى: {فما استمتعتم به منهن} أى انتفعتم به من وطئهن. وقوله تعالى: {ربنا استمتع بعضنا ببعض}. وقوله: {تمتعوا في داركم} يقول: ترددوا، وقيل: عيشوا عيشا صحيحا ثلاثة أيام، وهذا الأمر وعيد. والله أعلم.
وقوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} تنبيه على أن لكل إنسان من الدنيا تمتع مدة معلومة. وقوله: {قل متاع الدنيا قليل} تنبيه أن ذلك فى جنب الآخرة غير معتد به. وقوله تعالى: {ولما فتحوا متاعهم} أى طعامهم، وقيل: وعاءهم، وكلاهما متاع، وهما متلازمان؛ فإن الطعام كان فى الوعاء.
وكل موضع فى القرآن ذكر [فيه] تمتعوا فى الدنيا فإنما هو على طريق التهدد، وذلك لما فيه من معنى التوسع. والله أعلم.

  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:23 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى متن ومتى )

( بصيرة فى متن ومتى )

المتن والمتنة: ما صلب من الأرض وارتفع. والمتن أيضا: الرجل الصلب. ومتن - ككرم يكرم -: صلب واشتد. ومتنا الظهر: مكتنفا الصلب. ويؤنث. وحبل متين: شديد، قال الله تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
متى: سؤال عن الوقت. قال الله تعالى: {متى هذا الوعد}، وقال {متى نصر الله}. ويكون اسم شرط كقوله:
* متى أضع العمامة تعرفونى *
وحكى أن هذيلا تقول: جعلته متى كمى، أى وسط كمى. وقيل: إنما هى بمعنى من / : أخرجته متى كمى، أى من كمى، وأنشدوا:
*شربن بماء البحر ثم ترفعت * متى لجج خضر لهن نئيج*

  #5  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:23 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مثل )

( بصيرة فى مثل )
المثل والمثل والمثيل، كالشبه والشبه والشبيه لفظا ومعنى، والجمع: أمثال. والمثل - محركة -: الحديث. وقد مثل به وامتثله وتمثله وتمثل به. وقد يعبر بالمثل والشبه عن وصف الشىء؛ نحو قوله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون}.
وقد يستعمل المثل عبارة عن المشابه لغيره فى معنى من المعانى، أى معنى كان. وهو أعم الألفاظ الموضوعة للمشابهة؛ وذلك أن الند يقال فيما يشاركه فى الجوهرية فقط، والشكل يقال فيما يشاركه فى القدر والمساحة، والشبه يقال فيما يشاركه فى الكيفية فقط، والمساوى يقال فيما يشاركه فى الكمية فقط، والمثل عام فى جميع ذلك. ولهذا لما أراد الله نفى التشبيه من كل وجه خصه بالذكر فقال تعالى: {ليس كمثله شيء}.
وأما الجمع بين الكاف والمثل فقد قيل: ذلك لتأكيد النفى، تنبيها على أنه لا يصح استعمال المثل ولا الكاف، فنفى بليس الأمرين جميعا. وقيل: المثل هاهنا بمعنى الصفة، ومعناه: ليس كصفته صفة، تنبيها على أنه وإن وصف بكثير مما يوصف به البشر فليس تلك الصفات له على حسب ما يستعمل فى البشر.
والمثل: عبارة عن قول فى شىء يشبه قولا فى شىء آخر بينهما مشابهة، ليبين أحدهما الآخر، ويصوره، نحو قولهم: الصيف ضيعت اللبن؛ فإن هذا القول يشبه قولك: أهملت وقت الإمكان أمرك. وعلى هذا الوجه ما ضرب الله تعالى من الأمثال فقال: {وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}، {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلهآ إلا العالمون}.
والمثول: الانتصاب. والتمثال - بالفتح -: التمثيل. والتمثال - بالكسر -: الصورة. ومثله له: صوره. وتمثل: تصور. قال تعالى: {فتمثل لها بشرا سويا} [و] تمثل بالشىء: ضربه مثلا.
وقوله تعالى:{للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى} أى لهم الصفات الذميمة، ولله الصفات العلى. وقد منع الله تعالى عن ضرب الأمثال بقوله: {فلا تضربوا لله الأمثال}، ثم أخبر أنه يضرب لنفسه المثل، ولا يجوز لنا أن نقتدى به فى ذلك وقال: {إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون}؛ ثم ضرب لنفسه مثلا فقال: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء} الآية. وفى هذا تنبيه أنه لا يجوز أن نصفه بصفة مما يوصف به البشر إلا ما وصف به نفسه. وقوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}، أى هم فى جهلهم بمضمون حقائق التوارة كالحمار فى جهله بما على ظهره من الأسفار.
وقوله: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث} فإنه شبهه فى ملازمته واتباع هواه وقلة مزايلته بالكلب الذى لا يزايل اللهث على جميع الأحوال. وقوله: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا}، شبه من آتاه الله ضربا من الهداية والمعاون فأضاعه ولم يتوصل به إلى ما رشح له من نعيم الأبد، بمن استوقد نارا فى ظلمة، فلما أضاءت له ضيعها / ونكس فعاد فى الظلمة.
وقوله: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعآء وندآء}، فإنه قصد تشبيه المدعو بالغنم التى ينعق بها، وداعيهم بالناعق بالغنم، فأجمل وراعى مقابلة المعنى دون مقابلة اللفظ؛ وبسط الكلام وحاصله: مثل داعى الذين كفروا والذين كفروا كمثل الذى ينعق بالغنم ومثل الغنم التى لا تسمع إلا دعاء ونداء. والمثلة - بالضم - والمثلة والمثلة: نقمة تنزل بالإنسان فيجعل مثالا يرتدع به غيره وذلك كالنكال، وجمعه: مثلات ومثلات، وقرئ (المثلات) بإسكان الثاء على التخفيف؛ نحو عضد فى عضد.
والأماثل: يقال من هم أشبه بالأفاضل وأقرب إلى الخير. وأماثل القوم: خيارهم، وعلى هذا قوله تعالى: {إذ يقول أمثلهم طريقة}. وقوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} أى الأشبه بالفضيلة، وقيل: أشبه بالحق، وهى تأنيث الأمثل، وقيل: أمثلهم طريقة أى أعدلهم وأشبههم بأهل الحق، وقيل: أعلمهم عند نفسه بما يقول.
والمثالة: الفضل. وقد مثل - ككرم -: صار فاضلا.

  #6  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:24 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مجد )

( بصيرة فى مجد )
المجد: الكرم والشرف. المجيد: الكريم، والمجيد: الشريف، وقد مجد ومجد - بالضم - فهو ماجد ومجيد، أى كريم الفعال شريف. وقوله تعالى: {ق والقرآن المجيد}، أى الشريف، وصف به لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية, وعلى هذا وصفه بالكريم. ورجل ماجد: مفضال كثير الخير.
وقال ابن السكيت: الشرف والمجد يكونان بالآباء، يقال: رجل شريف ماجد: له آباء متقدمون فى الشرف؛ قال: والحسب والكرم يكونان فى الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف.
والتمجيد: أن تنسب الرجل إلى المجد، قال أمية بن أبى الصلت الثقفى:
*مجدوا الله وهو للمجد أهل * ربنا فى السماء أمسى كبيرا*
وقوله تعالى: {ذو العرش المجيد} لسعة فيضه وكثرة جوده، وقرئ بالجر لجلالته وعظم قدره. وقد أشار إليه النبى صلى الله عليه وسلم: "ما الكرسى فى جنب العرش إلا كحلقة ملقاة فى أرض فلاة"، وعلى هذا قوله: {رب العرش العظيم}.
والتمجيد من العبد لله تعالى بالقول وذكر الصفات العلى.

  #7  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:24 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى محص ومحق ومحل )

( بصيرة فى محص ومحق ومحل )

مادة (م ح ص) موضوعة للدلالة على تخليص الشىء وتنقيته. محص الذهب بالنار: أخلصه مما يشوبه. وفى حديث على رضى الله عنه وذكر فتنة: يمحص الناس فيها كما يمحص ذهب المعدن" أى يختبرون فيها كما يختبر الذهب فى النار فيعرف جودته من رداءته.
والممحوص والمحيص: السنان المجلو. وقد محصه. وفرس ممحوص القوائم: إذا خلص من الرهل. والأمحص: الذى يقبل اعتذار الصادق والكاذب. وأمحص: إذا برأ: والتمحيص: الابتلاء والاختبار.
وقوله تعالى: {وليمحص الله الذين آمنوا}، قال ابن عرفة: أى ليبتليهم، قال: ومعنى التمحيص: النقص، يقال: محص الله عنك الذنوب أى نقصها، فسمى الله ما أصاب المسلمين من بلاء تمحيصا لأنه ينقص ذنوبهم، وسماه للكافرين محقا. وقيل: هو من محصت العقب من اللحم: إذا نقيته منه لتفتله وترا، فأراد أنه يخلصهم من الذنوب. وقال تعالى: {وليمحص / ما في قلوبكم}، التمحيص هاهنا كالتزكية والتطهير ونحو ذلك من الألفاظ. ويقال فى الدعاء: اللهم محص عنا ذنوبنا، أى أزل ما علق بنا من الذنوب. وإذا أصابهم مرض قالوا: اللهم اجعله تمحيصا لا تبغيضا، وأدبا لا غضبا.
محقه يمحقه محقا: أبطله، قال الله تعالى: {ويمحق الكافرين} أى يستأصلهم ويحبط أعمالهم. وقوله تعالى: {يمحق الله الربا} أى يهلكه ويذهب ببركته. ومحقه الحر، أى أحرقه. وأمحقه الله: ذهب به لغة رديئة فى محق. ومحقه تمحيقا للمبالغة، ومنه قراءة عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} من التمحيق.
المحال - بالكسر -: الكيد، وروم
الأمر بالحيل، والقدرة، والعذاب، والعداوة، والمعاداة؛ وقد محل به - مثلثة الحاء - يمحل محلا ومحالا: كاده بسعاية إلى السلطان.
وقوله تعالى: {وهو شديد المحال} أى الأخذ بالعقوبة، وقيل: من محل به: إذا أراده بسوء. وماحله مماحله ومحالا. قاواه حتى يتبين أيهما أشد.

  #8  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:24 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى محن ومحو ومخر ومد )

( بصيرة فى محن ومحو ومخر ومد )
محنه [يمحنه] - كمنعه يمنعه -: ضربه واختبره كامتحنه. والاسم المحنة بالكسر. قال تعالى: {أولائك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى} أى شرحها ووسعها. وامتحن القول: نظر فيه ودبره.
المحو: إزالة الأثر. محاه يمحوه ويمحاه: أذهب أثره، فمحا هو، لازم متعد. وامحى كادعى، وامتحى قليلة. قال تعالى: {يمحوا الله ما يشآء ويثبت}.
مخر الماء للأرض: استقبالها بالمرور فيها. ومخرت السفينة مخرا ومخورا: شقت الماء بجؤجئها، وسفينة ماخرة، والجمع: مواخر وبنات مخر: سحاب تنشأ صيفا.
أصل المد: جر شىء فى طول، واتصال شىء فى استطالة. وقد مددت الشىء أمده مدا. والمادة: الزيادة المتصلة. وقوله تعالى: {ويمدهم في طغيانهم يعمهون} أى يمهلهم ويطيل لهم المهلة. وقوله تعالى: {كيف مد الظل} أى بسطه.
وقوله تعالى: {فليمدد له الرحمان مدا} لفظه لفظ أمر ومعناه الخبر، وتأويله: أن الله تعالى جعل جزاء ضلالته أن يمده فيها، وإذا كان الخبر فى لفظ الأمر كان أوكد وألزم.
ومددت عينى إلى كذا: نظرته راغبا فيه، قال تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به}. وأمددت الجيش بمدد: أعنتهم وقويتهم وكثرتهم. وأكثر ما جاء الإمداد فى المحبوب، والمدد فى المكروه؛ نحو قوله تعالى: {وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون} {ونمد له من العذاب مدا}. وقوله تعالى: {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} هو من قولهم: مده نهر آخر، وليس هو مما ذكرناه من الإمداد والمد المحبوب والمكروه، وإنما هو من مددت الدواة أمدها.
والمداد: النقس، وما مددت به السراج من زيت ونحوه، قال الأخطل يذكر امرأة مأسورة:
*رأوا بارقات بالأكف كأنها * مصابيح سرج أوقدت بمداد*
والمد: ربع الصاع: رطل وثلث عند أهل الحجاز، ورطلان عند أهل العراق.

  #9  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:25 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مدن ومر ومرج ومرح )

( بصيرة فى مدن ومر ومرج ومرح )

مدن: أقام، فعل ممات. ومنه المدينة لكل حصن يبنى / فى أصطمة من الأرض. والجمع: مدائن ومدن ومدن. قوله تعالى: {يقولون لئن رجعنآ إلى المدينة} يعنى طيبة، صلى الله على ساكنيها وسلم. وهى اسم لستة عشر بلدا. والنسبة إلى المدينة النبوية مدنى، وإلى سائرها مدينى. وقيل: نسبة الإنسان إلى كلها مدنى، ونسبة الطائر ونحوه مدينى. ومدين: قرية شعيب عليه السلام.
المرور: المضى والاجتياز بالشىء. قال تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} تنبيه أنهم إذا دفعوا (إلى التفوه باللغو) كنوا عنه، وإذا سمعوا تصامموا عنه، وإذا شاهدوا أعرضوا عنه.
وقوله: {فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنآ إلى ضر مسه} كقوله تعالى: {وإذآ أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه}.
أمر: صار مرا. ومنه فلان ما يمر وما يحلى.
وقوله تعالى: {حملت حملا خفيفا فمرت به}، قيل معناه: استمرت، وقولهم: مرة أو مرتين وذلك لجزء من الزمان، قال تعالى: {ينقضون عهدهم في كل مرة}.
والمرج: الخلط قال تعالى: {مرج البحرين يلتقيان}. والمرج - بالتحريك - الاختلاط. ومرج الخاتم فى إصبعى: قلق. وأمر مريج: مختلط. وقوله تعالى: {من مارج من نار}، أى لهيب مختلط.
والمرح بالحاء بالمهملة محركة: شدة الفرح والتوسع فيه، قال تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحا}، وقرئ (مرحا) بكسر الراء.

  #10  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:25 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مرد ومرض )

( بصيرة فى مرد ومرض )

أصل المرد تجريد شىء من قشره، أوما يعلو من شعره. يقال: مرد على الشىء أى مرن عليه واستمر، مرودا، ومنه قوله تعالى: {مردوا على النفاق}. وتمريد البناء: تمليسه، قال تعالى: {صرح ممرد من قوارير}، وتمريد الغصن: تجريده من الورق. وتمرد: عتا وطغى.
المرض: خروج الطبع من حال الاعتدال؛ ويكون جسمانيا، ويكون نفسانيا.
أما الجسمانى فمنه قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر}، وقوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج}.
وأما النفسانى - وهو عبارة عن الجهل والظلم والسجايا الخبيثة - فكقوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}، وقد مرض يمرض مرضا ومرضا، فهو مريض ومارض. وروى أبو حاتم عن الأصمعى أنه قال: قرأت على أبى عمرو بن العلاء: {في قلوبهم مرض}، فقال لى: (مرض) يا غلام. وقال غيره: المرض - بالاسكان - مرض القلب خاصة. وجمع المريض: مرضى ومراضى ومراض. وقيل: أصل المرض الضعف، وكل من ضعف فقد مرض.
وقوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض}، أى فتور عما أمر به ونهى عنه. وقيل: مرض أى ظلمة من قولهم: ليلة مريضة أى مظلمة. قال أبو حية النميرى:
*وليلة مرضت من كل ناحية * فما يحس بها نجم ولا قمر*
وقيل: مرض أى حب الزنى.
وقوله تعالى: {في قلوبهم مرض}، أى شك ونفاق. وقيل: ظلمة.
وقال ابن دريد: امرأة مريضة الألحاظ، ومريضة النظر، أى ضعيفة النظر. وقال غيره: عين مريضة: فيها فتور. وشمس مريضة: إذا لم تكن صافية.
وقال ابن الأعرابى: أصل المرض النقصان، يقال: بدن مريض أى ناقص القوة، وقلب مريض أى ناقص الدين.
وقيل المرض: إظلام الطبيعة / واضطرابها، بعد صفائها واعتدالها. وأرض مريضة: إذا كثر بها المرج والفتن والقتال، قال أوس بن حجر:
*ترى الأرض منا بالفضاء مريضة * معضلة منا بجمع عرمرم*
ورأى مريض: فيه انحراف عن الصواب. وأمرضه: وجده مريضا. وأمرض. إذا قارب الإصابة فى الرأى. والتمريض فى الأمر: التضجيع فيه ومرض فى كلامه: ضعفه، وفى الأمر: لم يبالغ فيه. والتمريض: حسن القيام على المريض، كأن المعنى إزالة المرض عنه وإبعاده منه.

  #11  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:26 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مرا ومرى ومزج ومزن )

( بصيرة فى مرا ومرى ومزج ومزن )
مرأ أى طعم. ومالك لا تمرأ: أى لا تطعم. ومرأنى الطعام يمرؤ مروءا. ومرأ الطعام نفسه، ومرؤ، ومرئ - مثلثة -: صار مريئا. وقال بعضهم: أمرأنى الطعام. وقال الفراء: هنأنى الطعام ومرأنى إذا تبعت هنأنى، فإذا أفردوها قالوا: أمرأنى. وهو طعام ممرئ. قال تعالى: {فكلوه هنيئا مريئا}.
والمروءة: كمال المرء، كما أن الرجولية كمال الرجل، وهى فعولة من لفظ المرء؛ كالفتوة من الفتى. وحقيقتها: اتصاف النفس بصفات الإنس التى فارق بها [الإنسان] الحيوان والبهيمة والشيطان الرجيم. فإن للنفس ثلاثة دواع: داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان: من الكبر والحسد والبغى والفساد؛ وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان، وهو داعى الشهوة؛ وداع يدعوها إلى أخلاق الملك: من الإحسان والنصح والبر والطاعة والعلم. فحقيقة المروءة: بغضة ذينك الداعيين وإجابة هذا الداعى الثالث. وقلة المروة وعدمها: الاسترسال مع ذينك الداعيين [وعدم] إجابة الداعى الثالث؛ كما قال بعض السلف: خلف الله الملائكة عقولا بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقل، وخلق الإنسان وركبهما فيه، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم، ولهذا قيل فى حد المروءة: إنها غلبة العقل للشهوة.
وقال الفقهاء: هى استعمال ما يجمل العبد ويزينه، وترك ما يدنسه ويشينه. وقيل: المروءة: استعمال كل خلق حسن، واجتناب كل خلق قبيح. وقيل: حقيقتها: تجنب الدنايا والرذائل من الأقوال والأخلاق والأعمال؛ فمروءة اللسان: حلاوته وطيبه ولينه، وإجتناء الثمار منه بسهولة ويسر؛ ومروءة الخلق: سعته وبسطه وتركه للخبيث والبغيض، ومروءة المال: الإصابة بصرفه فى مواقعه المحمودة عقلا وعرفا وشرعا؛ ومروءة الجاه بذله للمحتاج إليه؛ ومروءة الإحسان: تعجيله
وتيسيره وتوفيره وعدم رؤيته حال وقوعه، فهذه مروءة البذل.
وأما مروءة الترك، فكترك الخصام والمعاتبة والمطالبة والمماراة، والإغضاء عن عثرات الناس، وإشعارهم أنك لا تعلم لأحد منهم عثرة.
وهى على ثلاث درجات:
الأولى: مروءة المرء مع نفسه: أن يحملها سرا على ما يجمل ويزين، وترك ما يدنس ويشين؛ ليصير لها ملكة فى العلانية، فمن اعتاد شيئا فى سره وخلوته صار ملكة فى علانيته وجهره، فلا يكشف عورته فى الخلوة، ولا يخرج الريح بصوت وهو، يقدر على خلافه، ولا ينهم عند أكله وحده، / وبالجملة فلا يفعل فى الخلوة ما يستحى من فعله فى الملأ، إلا مالا يحظره الشرع والعقل ولا يكون إلا فى الخلوة؛ كالجماع والتخلى ونحوه.
الدرجة الثانية: المروءة مع الخلق بأن يستعمل معهم الأدب. وليتخذ الناس مرآة لنفسه، فكل ما كرهه من قول أو فعل أو خلق فليجتنبه، وما أحبه من ذلك فليفعل.
الدرجة الثالثة: المروءة مع الحق سبحانه: من الاستحياء من نظره إليك واطلاعه عليك فى كل لحظة ولمحة، وبإصلاح عيوب نفسك جهد الإمكان؛ فإنه قد اشتراها منك، وليس من المروءة تسليم المبيع على ما فيه من العيوب وتقاضى الثمن كاملا، ورؤية شهود منته فى هذا الإصلاح؛ فإنه هو المتولى له لا أنت، فيفنيك الحياء منه عن رسوم الطبيعة، وفيما ذكرناه فى الفتوة ما يعين فى هذه المنزلة إن شاء الله تعالى.
والمرء: الرجل. يقال: هذا مرء صالح، ورأيت مرأ صالحا، ومررت بمرء صالح؛ وضم الميم فى الأحوال الثلاثة لغة. وتقول: هذا مرء بالضم، ورأيت مرأ بالفتح، ومررت بمرء بالكسر معربا من مكانين. وهذه مرأة صالحة، ومرة أيضا بترك الهمز وتحريك الراء بحركتها، فإن جئت بألف الوصل كان فيها أيضا ثلاث لغات: فتح الراء على كل حال، حكاها الفراء؛ وضمها على كل حال؛ وإعرابها على كل حال، قال
تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها}، فإن صغرت أسقطت ألف الوصل فقلت: مرىء ومريئة، وفى الحديث: "إنى لأكره أن أرى الرجل ثائرا فرائض رقبته، قائما على مريئته يضربها". تصغيره صلى الله عليه وسلم المرأة استضعاف لها واستصغار، ليرى أن الباطش بمثلها فى ضعفها لئيم. ويقال: المرءون فى جمع المرء. وتمرأ: تكلف المروءة.
المرية - بالكسر وبالضم -: التردد فى الأمر. وهو أخص من الشك، قال تعالى: {فلا تكن في مرية من لقآئه}. وماراه مماراة ومراء. وامترى فيه وتمارى: شك، قال تعالى: {بما كانوا فيه يمترون}، الشىء وقال: {فلا تمار فيهم إلا مرآء ظاهرا}، وأصل ذلك من مرى الناقة يمريها مسح ضرعها، فأمرت هى. وهذا أحد ما جاء على فعلته فأفعل.
المزاج: ما تمزج به الشىء، أى تخلطه، قال تعالى: {كان مزاجها كافورا}.
المزن: السحاب. وقيل: المزن من السحاب: ما كان أبيض. وقيل: المزن: السحاب ذو الماء، القطعة مزنة. والتمزن التسخى، والتفضل والتظرف، وإظهار أكثر مما عندك.

  #12  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:26 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مس ومسح )

( بصيرة فى مس ومسح )
المس: جس الشىء بيدك. مسسته بالكسر أمسه مسا ومسيسا ومسيسى كخليفى. هذه هى اللغة الفصيحة. وحكى أبو عبيدة: مسسته - بالفتح - أمسه - بالضم- وربما قالوا: مست الشىء يحذفون منه السين الأولى ويحولون كسرتها إلى الميم، ومنهم من لا يحول ويترك الميم على حالها مفتوحة، وهو مثل قوله تعالى: {فظلتم تفكهون}، الأصل ظللتم. وقوله تعالى: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} أى تجامعوهن. وقرئ (تماسوهن) والمعنى واحد.
وقوله تعالى: {الذي يتخبطه الشيطان من المس}، أى من الجنون يقال: به مس ألس ولمم/. وقد مس فهو ممسوس. وقوله تعالى: {ذوقوا مس سقر}، قال الأخفش: جعل للمس مذاق؛ كما يقال: كيف وجدت طعم الضرب. ويقال: وجدت مس الحمى، أى أول ما نالنى منها.
وقول العرب: لا مساس، مثال قطام، أى لا تمس. وقرأ أبو عمرو فى الشواذ وأبو حيوة: {أن تقول لا مساس}. وقد يقال: مساس فى الأمر كدراك وتراك. وأمسه الشىء فمسه. والمماسة كناية عن المباضعة، قرأ حمزة والكسائى وخلف (تماسوهن).
وقوله تعالى: {أن تقول لا مساس} بكسر الميم أى لا أمس ولا أمس؛ وكذلك التماس، ومنه قوله تعالى: {من قبل أن يتمآسا}.
المسح: إمرار اليد على الشىء، وإزالة الأثر عنه، وقد يستعمل فى كل واحد منهما. ومسح الأرض: ذرعها. وعبر عن السير بالمسح؛ كما عبر عنه بالذرع، فقيل: مسح البعير المفازاة وذرعها. والمسح فى الشرع: إمرار الماء على العضو، يقال: مسحت للصلاة وتمسحت، قال تعالى: {وامسحوا برؤوسكم}. ومسحته بالسيف كناية عن الضرب؛ كما يقال: مسحت. قال تعالى: {فطفق مسحا بالسوق والأعناق}.
فأما المسيح [فهو] لقب عيسى بن
مريم صلوات الله عليه أو اسمه. قال تعالى: {اسمه المسيح عيسى ابن مريم}.
وهذه لفظة فى صفة نبى الله وكلمة الله عيسى عليه السلام، وفى صفة عدو الله الدجال. وفى تفسير هذه اللفظة وإيضاح معناها أقوال كثيرة، ووجوه عديدة، تنيف على خمسين.
قال القرطبى: اختلف فى لفظة المسيح على ثلاثة وعشرين قولا، ذكرها لحافظ ابن دحية فى كتاب مجمع البحرين، فى فوائد المشرقين والمغربين. وقال متبجحا: لم أر من جمعها قبلى ممن رحل وجال، ولقى الرجال، وذكر ثلاثة وعشرين وجها، فأضفت إليه ما كان عندى من الوجوه الحسنة، والأقوال البديعة فتمت، خمسون وجها أو يزيد.
بيان ذلك أن العلماء اختلفوا فى هذه: هل هى عربية أم لا، فقال بعضهم: سريانية وأصلها مشيحا بالشين المعجمة فعربتها العرب، وكذا ينطق بها اليهود، قاله أبو عبيد وهذا هو القول الأول.
والذين قالوا: إنها عربية اختلفوا فى مادتها، فقيل: من سيح، وقيل: من مسح.
ثم اختلف كل فرقة منها:
فقال الأولون: مفعل، من ساح يسيح، لأنه يسيح فى أقطاع الأرض كافة. وأصلها مسيح - على مفعل - فأسكنت الياء ونقلت حركتها إلى السين لاستثقالهم الكسرة على الياء. وهذا [هو] القول الثانى.
وقال آخرون: مسيح، فاعل من مسح إذا سار فى الأرض وقطعها، فعيل بمعنى فاعل. وهذا [هو] القول الثالث. والفرق بين هذا والذى قبله أن هذا يختص بقطع الأرض، وذلك بقطع جميع البلاد.
والرابع: عن أبى الحسن القابسى، وقد سأله أبو عمرو الدانى: كيف يقرأ المسيح الدجال؟ قال: بفتح الميم وتخفيف السين، مثل المسيح بن مريم؛ لأن عيسى عليه السلام مسح بالبركة، وهذا مسحت عينه
الخامس: قال أبو الحسن: ومن الناس من يقرؤه بكسر الميم مثقلا، مثل سكيت، فيفرق بذلك بينهما، وهو وجه. وأما أنا فما أقرؤه إلا كما أخبرتك.
السادس: عن شيخه ابن بشكوال قال: سمعت
الحافظ أبا عمر بن عبد البر يقول: ومنهم من قال ذلك بالخاء المعجمة. والصحيح أنه لا فرق بينهما.
السابع: المسيح لغة: الذى لا عين له ولا حاجب، سمى الدجال بذلك لأنه كذلك.
الثامن: المسيح / لغة: الكذاب، والدجال أكذب الخلق؛ لأنه بلغ فى الكذب مبلغا لم يبلغه غيره، فقال: أنا الله.
التاسع: المسيح المارد الخبيث، سمى لذلك.
العاشر: قال ابن سيده: مسحت الإبل الأرض: سارت فيها سيرا شديدا. فيحتمل أنه سمى الدجال به لسرعة سيره.
الحادى عشر: مسح فلان عنق فلان، أى ضرب عنقه. سمى به لأنه يضرب عنق من لا ينقاد له ويكفر به.
الثانى عشر: قال الأزهرى: المسيح بمعنى الماسح، وهو القتال، يقال: مسح القوم إذا قتلهم. وهو قريب من المعنى الذى قبله.
الثالث عشر: المسيح: الدرهم الأطلس بلا نقش، قاله ابن فارس. وهو مناسب لأعور الدجال، إذ أحد شقى وجهه ممسوح، وهو أشوه الخلق.
الرابع عشر: المسح - محركة -: قصر ونقص فى ذنب العقاب كأنه سمى به لنقصه وقصر مدته.
الخامس عشر: المسيح للدجال مشتق من المماسحة، وهى الملاينة فى القول، والقلوب غير صافية. كذا فى المحكم؛ لأنه يقول خلاف ما يضمر.
السادس عشر: المسيح: الذوائب، الواحد مسيحة، وهى: ما نزل من الشعر على الظهر؛ كأنه سمى به لأنه يأتى فى آخر الزمان.
السابع عشر: المسح: المشط والتزيين، والماسحة: الماشطة؛ كأنه سمى به لأنه يزين ظاهره ويموهه بالأكاذيب والزخارف.
الثامن عشر: المسيح: الذراع؛ لأنه يذرع الأرض بسيره فيها.
التاسع عشر: المسيح: الضليل. وهو من الأضداد، ضد الصديق. سمى به لضلالته، قاله أبو الهيثم.
العشرون: قال المنذرى: المسيح من الأضداد، مسحه الله أى خلقه خلقا حسنا مباركا، ومسحه أى خلقه [خلقا] قبيحا ملعونا، فمن الأول يمكن اشتقاق المسيح روح الله، ومن الثانى اشتقاق المسيح عدو الله، لعنه الله وهذا الحادى والعشرون.
والثانى والعشرون: مسح الناقة ومسحها: إذا هزلها وأدبرها وأضعفها؛ كأنه لوحظ فيه أن منتهى أمره إلى الهلاك والدبار.
الثالث والعشرون: الأمسح: الذئب الأزل المسرع؛ كأنه سمى به تشبيها له بالذئب فى خبثه وأذاه وسرعة سيره فى الأرض.
الرابع والعشرون: المسح: القول الحسن من الرجل، وهو فى ذلك خادعك؛ سمى به لخدعه ومكره؛ قاله ابن شميل. يقال: مسحه بالمعروف إذا قال له قولا وليس له إعطاء، فإذا جاء ذهب المسح، وهكذا الدجال، يخدع الناس بقوله ولا إعطاء.
الخامس والعشرون: المسيح: المنديل الأخشن، والمنديل: ما يمسك للندل وهو الوسخ؛ سمى به لاتساخه بالكفر ودرن باطنه بالشرك، وكدورة قلبة، ولهوانه وذله.
السادس والعشرون: المسحاء: الأرض التى لا نبات فيها. وقال ابن شميل: الأرض الجرداء الكثيرة الحصى التى لا شجر بها ولا تنبت، وكذلك المكان الأمسح؛ كأنه سمى به لعدم خيره وعظم شره، وكثرة أذاه وإضراره، تشبيها بالمكان الخشن فى قلة نباته وكثرة أوعاره.
السابع والعشرون: الأمسح فى اللغة: الأعور؛ سمى به لعوره.
الثامن والعشرون: التمسح والتمساح: دابة بحرية كثيرة الضرر على سائر دواب البحر؛ سمى به لضرر إيذائه وشره، وبلائه.
التاسع والعشرون: مسح سيفه وامتسحه: إذا استله من غمده؛ سمى بذلك لاستلاله سيف الظلم والعدوان، وتشهيره رماح البغى والطغيان.
الثلاثون: المسيح والأمسح: من به عيب فى باطن فخذيه، وهو اصطكاك إحداهما بالأخرى، سمى به لأنه معيب. ويحتمل أن يكون به هذا العيب أيضا.
الحادى والثلاثون: رجل أمسح، وامرأة مسحاء، وصبى ممسوح إذا لزقت / أليتاه بالعظم. وهو عيب أيضا.
الثانى والثلاثون: يمكن أن الدجال سمى بالمسيح من قولهم: جاء فلان يتمسح، أى لا شىء معه كأنه يمسح ذراعه، وذلك
لإفلاسه عن كل خير، وفقدانه كل بركة وسعادة.
الثالث والثلاثون: يمكن أن عيسى صلوات الله وسلامه عليه سمى بالمسيح من قولهم: جاء فلان يتمسح به، أى يتبرك به لفضله وعبادته؛ كأنه يتقرب إلى الله بالدنو منه. قاله الأزهرى.
الرابع والثلاثون: لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، ولا ميتا إلا حيى، فهو بمعنى ماسح.
الخامس والثلاثون: قال إبراهيم النخعى: المسيح الصديق. وقاله الأصمعى وابن الأعرابى.
السادس والثلاثون: عن ابن عباس رضى الله عنهما فى رواية عطاء عنه: سمى مسيحا لأنه كان أمسح الرجل، لم يكن لرجله أخمص. والأخمص: ما لا يمس الأرض من باطن الرجل.
السابع والثلاثون: قيل: سمى مسيحا لأنه خرج من بطن أمه كأنه ممسوح الرأس.
الثامن والثلاثون: لأنه مسح عند ولادته بالدهن.
التاسع والثلاثون: قال الإمام أبو إسحاق الحربى فى غريبه الكبير: هو اسمه خصه الله به، أو لمسح زكريا إياه.
الأربعون: سمى به لحسن وجهه، والمسيح فى اللغة: الجميل.
الوجه الحادى والأربعون: المسيح فى اللغة: عرق الخيل واشتداده:
إذا الجياد فضن بالمسيح
الوجه الثانى والأربعون: المسيح: السيف، قاله أبو عمر المطرز. ووجه التسمية ظاهر.
الثالث والأربعون: المسيح: المكارى.
الرابع والأربعون: المسح: الجماع، مسح جاريته: جامعها.
الخامس والأربعون: قال الحافظ أبو نعيم فى دلائل النبوة: سمى ابن مريم مسيحا لأن الله تعالى مسح الذنوب عنه.
السادس والأربعون: قال أبو نعيم فى كتابه المذكور: وقيل: سمى مسيحا لأن جبريل مسحه بالبركة، وهو قوله: {وجعلني مباركا}.
السابع والأربعون: المسيح: القسى، الواحد مسحة، سمى به لقوته واعتداله وعدالته.
الثامن والأربعون: يمكن أن يكون من المسح وهو الطريق المستقيم لأنه سالكها. قال الصغانى: المسوح: الطرق الجادة، الواحدة
مسح. وقال قطرب: مسح الشىء: إذا قال له: بارك الله فيك.
التاسع والأربعون: قال ابن دريد: هو اسم سماه الله به، لا أحب أن أتكلم فيه.

  #13  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:26 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مسخ ومسد )

( بصيرة فى مسخ ومسد )
المسخ: تشويه الخلق والخلق وتحويلهما من صورة إلى صورة. وقد مسخهم الله مسخا. وما نسخه بل مسخه. وفلان مسخ من المسوخ. وشىء مسيخ: لا طعم له. وطعام مسيخ، ورجل مسيخ: لا ملاحة فيه، قال:
* مسيخ مليخ كلحم الحوار *
وفى يده ما سخية، أى قوس نسبت إلى قواس كان يسمى ماسخة.
وقال بعض الحكماء: المسخ ضربان: مسخ خاص يحصل فى الفينة، وهو مسخ الخلق؛ ومسخ يحصل فى كل زمان، وهو مسخ الخلق، وذلك أن يصير الإنسان بخلق ذميم من أخلاق الحيوانات، نحو أن يصير فى شدة الحرص كالكلب، أو الشره كالخنزير، أو اللؤم كالقرد قال: وعلى هذا فى أحد الوجهين قوله تعالى: {وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت}، قال: وقوله {ولو نشآء لمسخناهم على مكانتهم} يتضمن الأمرين، وإن كان الأول أظهر. ومسخت الناقة: أتعبتها حتى أزلت خلقتها عن حالها.
المسد: الليف. يقال: حبل من مسد، قال تعالى: {في جيدها حبل من مسد}. / وقيل: المسد: حبل من خوص. ويقال: حبل مسد - بالتحريك - أى ممسود، أى مفتول قد مسد وأجيد فتله. فالمسد المصدر، والمسد الاسم كالقبض والنفض.
ودل قوله تعالى: {في جيدها حبل من مسد} أن السلسلة التى ذكرها الله تعالى فتلت من الحديد فتلا محكما، كأنه جعل فى جيدها حبل حديد قد لوى ليا شديدا. وقال الأزهرى: قال المفسرون: هى السلسلة التى ذرعها سبعون ذراعا، يعنى أن امرأة أبى لهب تسلك فى النار فى سلسلة ذرعها سبعون ذرعا. وقال الحجاج: المسد فى اللغة: الحبل إذا كان من ليف المقل. وقد يقال لما كان من وبر الإبل من الحبال مسد. وقال غيره: وقد يكون المسد من جلود الإبل، قال عمارة بن طارق:
*ومسد أمر من أيانق * ليس بأنياب ولا حقائق*
وهو يحتمل المعنيين والله أعلم.

  #14  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:27 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مسك ومشج )

( بصيرة فى مسك ومشج )

أمسك الحبل وغيره، وأمسك بالشىء ومسك، وتمسك، واستمسك وامتسك، قال تعالى: {أمسك عليك زوجك}، وقال تعالى: {ويمسك السمآء أن تقع}، أى يحفظها. واستمسكت بالشىء: إذا تحريت الإمساك، قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك}، وقال تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر}.
وأمسكت عليه ماله: حبسته. وأمسكت عنه كذا: منعته، قال تعالى {هل هن ممسكات رحمته}.
ومسك الثوب ومسكه طيبه بالمسك. وثوب ممسوك وممسك.
ورجل مسكة: يمسك بالشىء فلا يكاد يتخلص منه. ورجل به إمساك، وهو ممسك ومسيك: بخيل، وقد مسك مساكة. وسقاء مسيك: لا ينضح. وإنه لذو مسكة وتماسك: عقل. والمسك: سوار من عاج.
مشجه يمشجه: مزجه وخلطه؛ قال تعالى: {من نطفة أمشاج نبتليه}، أى مختلطة، يشير بها إلى قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين}.

  #15  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:27 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مشى ومصر ومضغ ومضى )

( بصيرة فى مشى ومصر ومضغ ومضى )
مشى يمشى مشيا ومشى تمشية: مر. ومشى أيضا: اهتدى. ومنه قوله تعالى: {نورا تمشون به}، والاسم المشية بالكسر. وقوله تعالى: {فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع}.
والتمشاء - بالكسر -: المشى. والمشاء: النمام، قال تعالى: {هماز مشآء بنميم}، والمشاة: الوشاة. والماشية: الإبل والغنم.
ومشت المرأة مشاء: كثرت أولادها فهى ماشية. والمشو والمشو والمشى والمشاء - كسماء -: الدواء المسهل. واستمشى، وأمشاه الدواء.
المصر: اسم كل بلد ممصور، أى محدود. ومصر الأمصار تمصيرا: بناها. وقد مصر عمر رضى الله عنه سبعة أمصار، منها المصران: البصرة والكوفة. ومصور الدار: حدودها، قال عدى:
*وجاعل الشمس مصرا لاخفاء به * بين النهار وبين الليل قد فصلا*
وناقة مصور: بطيئة خروج اللبن لا تحلب إلا مصرا، وهو الحلب بأطراف الأصابع؛ وقد مصرتها، وتمصرتها، وامتصرتها.
ومصر: علم المدينة أم خنور. ولم يذكر فى القرآن مدينة باسمها سوى مكة والمدينة ومصر، قال تعالى: {ادخلوا مصر إن شآء الله آمنين} وقال حاكيا عن فرعون: {أليس لي ملك مصر}، وقيل المراد بقوله / : {ادخلوا مصر} بلد من البلدان.
مضغ الطعام يمضغه ويمضغه مضغا. والمضاغ - كسحاب -: يمضغ. يقال: ما عندنا مضاغ، وما ذقت مضاغا، قال:
*تزج من دنياك بالبلاغ * وباكر المعدة بالدباغ*
*بكسرة لينة المصاغ * بالملح أو ما خف من صباغ*
والمضغة: قطعة لحم، قال الله تعالى: {فخلقنا العلقة مضغة} وقلب الإنسان مضغة من جسده. وفى الصحيحين: "إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهى القلب". وقد يكون المضغة من غير اللحم، يقال: أطيب مضغة يأكلها الناس (صيحانية مصلبة). والماضغان: أصول اللحيين عند منبت الأضراس. وأمضغ النخل: صار فى وقت طيبه حتى يمضغ.
مضى يمضى مضيا ومضوا: خلا، وفى الأمر مضاء ومضوا: نفذ. وأمر ممضو عليه. ومضيت على بيعى وأمضيته. والماضيان: السيف والقدر.

  #16  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:28 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مطر ومطا ومع )

( بصيرة فى مطر ومطا ومع )
مطرتهم السماء وأمطرتهم. وسماء ماطرة وممطرة وممطار: مدرار، وواد ممطور ومطير. وفى المثل: يحسب كل ممطور أن مطر غيره. وخرجوا يستمطرون الله ويتمطرونه. وتمطر: تعرض للمطر. وخرج [متمطرا]: متنزها غب المطر. وأمطر الله عليهم الحجارة. يقال مطر فى الخير، وأمطر فى العذاب، قال تعالى: {وأمطرنا عليها حجارة}.
مطا: جد فى السير وأسرع. وتمطى النهار وغيره: امتد وطال. والاسم المطواء. والمطا: التمطى. وتمطى فى مشيته: تبختر. وهو يتثاءب ويتمطى، وبه ثوباء ومطواء. قال تعالى: {ثم ذهب إلى أهله يتمطى} أى يمد مطاه، أى ظهره. وتمطى الليل: طال.
مع: اسم بدليل التنوين فى قولك: معا، ودخول الجار فى حكاية سيبويه: ذهبت من معه، وقراءة بعضهم: {هذا ذكر من معي}.
وقال محمد بن السرى: الذى يدل على أن مع اسم حركة آخره مع تحرك ما قبله. وقد يسكن، وينون، تقول: جاءوا معا. وقال الليث: مع: حرف من حروف الخفض. وقال الأزهرى: مع: كلمة تضم الشىء إلى الشىء وأصلها معا. وقال غيره: هى للمصاحبة. وقال الزجاج فى قوله تعالى: {إنا معكم} نصب (معكم) كما ينصب الظروف، وكذلك فى قوله تعالى: {لا تحزن إن الله معنا} أى إن الله ناصرنا.
ونقول: كنا معا، وكنا جميعا، بمعنى واحد. وقيل: إذا قلت جاءا جميعا احتمل أن فعلهما فى وقت أو فى وقتين، وإذا قلت: جاءا معا فالوقت واحد. وقال أبو زيد: كلمة (مع) قد تكون بمعنى (عند)، تقول: جئت من مع القوم، أى من عندهم.
قيل: إن تسكين عينة لغة غنم وربيعة، لا ضرورة خلافا لسيبويه، واسميتها حينئذ ثابتة. وقول النحاس: إنها حرف بالإجماع، مردود.
وتستعمل مضافة فتكون ظرفا، ولها حينئذ ثلاثة معان: أحدها موضع الاجتماع، ولهذا يخبر بها عن الذوات، نحو: {والله معكم}؛ والثانى زمانه، نحو: جئتك مع العصر؛ والثالث: مرادفة عند، كما تقدم، وعليه القراءة السابقة.
وتستعمل مفردا فتنون وتكون حالا. وقيل: إنه جاءت ظرفا مخبرا به فى نحو قوله:
* أفيقوا بنى حزن وأهواؤنا معا *
وقيل: هى حال والخبر محذوف.

  #17  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:28 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى معز ومعن )

( بصيرة فى معز ومعن )
المعز والمعز - مثال نهر ونهر - / من الغنم: خلاف الضأن، قال الله تعالى: {ومن المعز اثنين} قرأ أهل المدينة - على ساكنيها الصلاة والسلام - وأهل الكوفة وابن فليح، ساكنة العين، والباقون بتحريكها.
وهى ذوات الشعر. وهى اسم جنس. وكذلك المعيز والأمعوز والمعزى. وقيل: القليل من المعز أمعاز، والكثير معزى ومعزاء ومعاز ومعيز. وقيل: واحد المعز ماعز، كصحب فى جميع صاحب. وقيل: الماعز الذكر، والأنثى ماعزة، والجمع مواعز.
ابن عباد معزت المعزى، وضأنت الضأن: إذا عزلت هذه من هذه. وأمعزوا: كثرت معزاهم. وقال سيبويه: معزى منون مصروف؛ لأن الألف الملحقة تجرى مجرى ما هو من نفس الكلمة، يدل على ذلك قولهم: معيز وأريط فى تصغير معزى وأرطى فى قول من نون فكسر ما بعد ياء التصغير، كما قالوا: دريهم، ولو كانت للتأنيث لم يقلبوا الألف ياء، كما لم يقلبوها فى تصغير حبلى وأخرى.
وقال الفراء: المعزى مؤنئة، وبعضهم يذكرها. وحكى أبو عبيد قال: الذفرى أكثر العرب لا ينونها، وبعضهم ينونها، قال: والمعزى كلهم ينونونها فى النكرة.
معن الماء [و] - ككرم -: سال وجرى، فهو معين. قال تعالى: {فمن يأتيكم بمآء معين}، أى جار على وجه الأرض. وقيل: الماء المعين من العين، والميم زائدة. وأمعن فى الأمر: أبعد.
والماعون والمعن: كل ما انتفعت به، وكل ما يستعار من قدوم وفأس وقدر ونحوها. والماعون أيضا: المعروف. والماعون: الماء. والماعون: المطر. والماعون: ما يمنع من الطالب، والماعون: مالا يمنع من الطالب فهو من الأضداد.

  #18  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:29 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مقت ومكة ومكث )

( بصيرة فى مقت ومكة ومكث )
مقته يمقته مقتا. وهو بغض عن أمر قبيح. ومنه: نكاح الرجل رابته نكاح المقت، قال تعالى: {إنه كان فاحشة ومقتا}. والمقتى: ولد الرجل الذى يتزوج امرأة أبيه بعده. ومقت فلان إلى الناس مقاتة نحو بغض بغاضة، وهو ممقوت ومقيت. وتمقت إليه ضد تحبب إليه. وماقته، وتماقتوا.
مكة - شرفها الله تعالى - قيل: مشتقة: من مكه: أهلكه. لأنها تهلك الجبابرة ومنه قوله:
*يا مكة الفاجر مكى مكا * ولا تمكى مذحجا وعكا*
وقيل: من قولهم: مك الضرع وامتكه وتمككه ومكمكه: مص جميعه. ومنه قولهم: إياك والملوك، فإنهم إن عرفوك مكوك. سميت بها لأنها تمك الذنوب. وقيل: سميت بها لقلة مائها، من مكه: مصه، وقيل: إنما هى مأخوذة من المكاكة، وهى اللب والمخ الذى فى وسط العظم، وسميت بها لأنها وسط الدنيا ولبها وخلاصتها. هكذا قال الخليل بن أحمد.
مكث يمكث - كنصر ينصر - ومكث يمكث - ككرم يكرم - مكثا ومكثا: لبث مع انتظار، قال تعالى: {فمكث غير بعيد} وقرئ بضم الكاف.

  #19  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:29 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى مكر ومكن ومكا )

( بصيرة فى مكر ومكن ومكا )

المكر: صرف الغير عما يقصده بنوع من الحيلة. مكرته، وماكره، وتماكروا، وهو ماكر ومكار. وامرأة ممكورة الساقين: خدلجتهما.
والمكر ضربان: محمود، وهو: ما يتحرى به أمر جميل، وعلى ذلك قوله تعالى: {ومكر الله والله خير الماكرين}، ومذموم وهو ما يتحرى به فعل ذميم، نحو قوله تعالى: {ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله}.
قالوا: من مكر الله تعالى بالعبد إمهاله وتمكينه / من أعراض الدنيا؛ ومنه قول على رضى الله عنه: "من وسع عليه فى دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله".
المكان: الموضع، والجمع: أمكنة وأماكن. والمكانة: المنزلة عند الملك. مكن - ككرم - وتمكن، وهو مكين، والجمع: مكناء. ومكنته من الشىء وأمكنته منه، فتمكن واستمكن. وأمكننى الأمر معناه: أمكننى من نفسه.
مكا مكوا ومكاء: صفر بفيه؛ وقيل: شبك بأصابعه ونفخ فيها، قال تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكآء وتصدية} تنبيه أن ذلك منهم جار مجرى مكاء الطير.

  #20  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:29 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ملأ ومل )

( بصيرة فى ملأ ومل )
الملأ - بالتحريك -: الجماعة. قال أبى الغنوى:
*وتحدثوا ملأ لتصبح أمنا * عذراء لا كهل ولا مولود*
أى ثاروا مجتمعين متمالئين على ذلك ليقتلونا أجمعين، فتصبح أمنا كأنها لم تلد. قال الله تعالى: {إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك}، وقال تعالى: {ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل}.
والملأ أيضا: الأشراف، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "يابن سلمة أولئك الملأ من قريش". والملأ أيضا: الخلق، يقال: ما أحسن ملأ بنى فلان أى عشرتهم وأخلاقهم؛ والجمع: أملاء، وفى حديث الحسن: أحسنوا أملاءكم أيها المرءون. وفى حديث الأعرابى الذى بال فى المسجد وقاموا ليضربوه قال صلى الله عليه وسلم: "أحسنوا أملاءكم، دعوه وأهريقوا على بوله سجلا".
والملء - بالفتح - مصدر ملأت الإناء. وكوز ملآن، ودلو ملأى. والعامة تقول: كوز ملا ماء. والصواب ملآن ماء. والمل - بالكسر اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، يقال: أعطنى ملأه وملأيه وثلاثة أملائه.
الملة كالدين، وهى ما شرع الله لعباده على لسان المرسلين ليتوصلوا به إلى جوار الله. والفرق بينها وبين الدين أن الملة لا تضاف إلا إلى النبى صلى الله عليه وسلم الذى تستند إليه، نحو: {فاتبعوا ملة إبراهيم}. ولا تكاد توجد مضافة إلى الله تعالى، ولا إلى آحاد أمة النبى صلى الله عليه وسلم، ولا تستعمل إلا فى جملة الشرائع دون آحادها، لا يقال: ملة الله ولا ملتى ولا ملة زيد؛ كما يقال دين الله ودينى ودين زيد. ولا يقال للصلاة: ملة الله، كما يقال دين الله.
وأصلها من أمللت الكتاب. وتقال اعتبارا بالشىء الذى شرعه [الله] والدين يقال اعتبارا بمن يقيمه؛ إذ كان معناه الطاعة. والملة: الطريقة المستقيمة [هذا] معناها فى الأصل.
ومللته ومللت منه واستمللته واستمللت منه، أى تبرمت منه. وبى ملل وملال وملالة. ورجل ملول وملولة.

  #21  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:30 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ملح وملك وملو )

( بصيرة فى ملح وملك وملو )
ماء ملح، ولا يقال: ماء مالح. وقد ملح الماء وأملح، قال تعالى: {وهذا ملح أجاج}. وملح القدر ملحا: ألقى فيها ملحا بقدر. وأملحها وملحها: أفسدها بالملح. وملح الماشية: أطعمها الملح. وسمك مملوح ومليح. ثم استعير من لفظ الملح الملاحة، فقيل: وجه مليح ووجوه ملاح، وما أملح وجهه وفعله، وما أميلحه، وله حركات مستملحة، وفلان يتظرف [ويتملح] قال الطرماح:
*تملح ما اسطاعت ويغلب دونها * هوى لك ينسى ملحة المتملح*
ومالحت فلان ممالحة، وهى المؤاكدة. وهو يحفظ حرمة الملح والممالحة وهى المراضعة. وما بها ملح، أى شحم. وملحت الشاة وتملحت: أخذت شيئا من الشحم، قال عروة بن الورد:
*/ عشية رحنا سائرين وزادنا * بقية لحم من جزور مملح*
ملك الشىء وامتلكه وتملكه، وهو مالكه وأحد ملاكه، وهذا ملكه وملك يده، وهذه أملاكه. وقال قشيرى: كانت لنا ملوك من نخل، أى أملاك. ولله الملك والملكوت. وهو الملك والمليك، والجمع: أملاك وملوك وملكاء، وملاك (وملك فى مالك). والأملوك: اسم للجمع.
وحقيقة الملك هو التصرف بالأمر والنهى فى الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: ملك الناس، ولا يقال: ملك الأشياء. وقوله تعالى: {مالك يوم الدين} فتقديره: الملك فى يوم الدين. وذلك كقوله {لمن الملك اليوم}.
والملك ضربان: ملك هو التملك والتولى، وملك هو القوة على ذلك تولى أو لم يتول.
فمن الأول قوله تعالى: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها}، ومن الثانى قوله تعالى: {إذ جعل فيكم أنبيآء وجعلكم ملوكا} فجعل النبوة مخصوصة، والملك فيهم عاما؛ فإن معنى الملك هاهنا هو القوة التى بها يترشح للسياسة، لا أنهم جعلهم متولين للأمر، فذلك مناف للحكمة؛ كما قيل: لا خير فى كثرة الرؤساء.
وقال بعضهم: الملك اسم لكل من يملك السياسة، إما فى نفسه - وذلك بالتمكن من زمام قواه وصرفها عن هواها - وإما فى نفسه وفى غيره، سواء تولى ذلك أو لم يتول، على ما تقدم.
واعلم أن تقاليب هذه المادة كلها مستعملة.. وهى م ك ل ، و م ل ك، و ك م ل، و ك ل م، و ل ك م، و ل م ك. وقال الإمام فخر الدين: تقاليبها الستة تفيد القوة والشدة، خمسة منها معتبرة، وواحد ضائع. فعد كلم وكمل ولكم ومكل وملك، وعد لمك ضائعا، وهذا منه غريب؛ لأن المادة الضائعة عنده معتبرة معروفة عند أهل اللغة، قال صاحب العباب: اللمك واللماك: الجلاء يكحل به العين. واللميك: المكحول العينين. واليلمك: الشاب الشديد. ويقال: ما تلمك يلماك، أى ما ذاق، والتلمك: التلمظ. ولمكت العجين لمكا: عجنته، قلب ملكته ملكا، فإذا تراكيبه الستة مستعملة معطية معنى القوة والشدة.
وقرأ الكسائى وعاصم: {مالك يوم الدين}، وقرأ باقى السبعة (ملك) كفرح. وأجمع السبعة على جر الكاف والإضافة: وقرئ (مالك) ينصب الكاف والإضافة، وروى ذلك عن الأعمش، وقرئ كذلك بالتنوين وروى ذلك عن اليمانى. وقرئ (مالك يوم) بالرفع والإضافة، وروى ذلك عن أبى هريرة. وقرئ كذلك بالتنوين، وروى عن خلف. وقرئ، (مالك) بالإمالة، وروى عن يحيى بن يعمر. وقرئ (مالك) بالإمالة والتفخيم ونقل عن الكسائى. وقرئ (ملكى) بإشباع كسرة الكاف،
وروى عن نافع. وقرئ (ملك) بنصب الكاف وترك الألف، وروى عن أنس ابن مالك. وقرئ (ملك) برفع الكاف وترك الألف، وروى عن سعد بن أبى وقاص. وقرئ (ملك) كسهل وروى عن أبى عمرو. وأصله ملك ككتف فسكن، وهى لغة بكر بن وائل. وقرئ (ملك) فعلا ماضيا، وروى عن على بن أبى طالب. وقرئ (مليك) كسعيد و (ملاك) بتشديد اللام، وهذه القراءات بعضها يرجع إلى الملك بضم الميم، وبعضها يرجع إلى الملك بكسر الميم. وفلان مالك بين الملك والملك والملك.
وقراءة جر الكاف تعرب صفة / للجلالة، فإن كان اللفظ ملكا ككتف، أو ملكا كسهل مخففا من ملك، أو مليكا كأمين بمعناه. فلا إشكال بوصف المعرفة بالمعرفة. وإن كان اللفظ مالكا أو ملاكا أو مليكا محولين من مالك للمبالغة، فإن كان للماضى فلا إشكال أيضا؛ لأن إضافته محضة، ويؤيده قراءة (ملك) بصيغة الماضى، قال الزمخشرى: وكذا إذا قصد به زمان مستمر فإضافته حقيقية. فإن أراد بهذا أنه لا نظر إلى الزمن فصحيح.
وقراءة نصب الكاف على القطع أى أمدح. وقيل: أعنى، وقيل: منادى، توطئة لـ{إياك نعبد}. وقيل فى قراءة (مالك) بالنصب إنه حال.
ومن رفع فعلى إضمار مبتدأ، أى هو وقيل: خبر الرحمن على رفعه.
ومن قرأ (ملك) فجملة لا محل لها من الإعراب، ويجوز كونها خبر الرحمن. ومن قرأ (ملكى) أشبع كسرة الكاف، وهو شاذ. وقيل: مخصوص [بالشعر]. وقال المهدوى: لغة.
وما ذكر من تخالف معنى مالك وملك هو المشهور وقول الجمهور. وقال قوم: هما بمعنى واحد كفاره وفره، وفاكه وفكه؛ وعلى الأول قيل: مالك أمدح، لأنه أوسع وأجمع، وفيه زيادة حرف يتضمن عشر حسنات؛ والمالكية سبب لإطلاق التصرف دون الملكية. وأيضا الملك ملك الرعية، والمالك مالك العبد وهو أدون حالا من الرعية،فيكون القهر والاستيلاء فى المالكية أكثر، ولأن الرعية يمكنهم إخرج أنفسهم عن كونهم رعية، والمملوك لا يمكنه إخراج نفسه عن كونه مملوكا، وأيضا المملوك يجب عليه خدمة المالك، بخلاف الرعية مع الملك. فلهذه الوجوه كان مالك أكمل من ملك، وممن قال به الأخفش وأبو عبيدة.
وقيل: ملك أمدح؛ لأن كل أحد من أهل البلد مالك، والملك لا يكون إلا واحدا من أعظم الناس وأعلاهم، ولإجماعهم على تعين لفظه فى المعوذة، ولولا أنه أعلى لم يتعين، ولأن سياسة الملوك أقوى من سياسة المالكين؛ لأنه لو اجتمع عالم من الملاك لا يقاومون ملكا واحدا. قالوا: ولأنه أقصر، والظاهر أن القارئ يدرك من الزمان ما يدرك فيه الكلمة بتمامها، بخلاف مالك، فإنها أطول، فيحتمل ألا يجد من الزمان ما يتمها فيه، فهو أولى وأعلى، وروى ذلك عن عمر، واختاره أبو عبيدة.
والملكوت والملكوة كالرهبوت والترقوة: العز والسلطان، وذلك مختص بملك الله تعالى، قال تعالى: {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض} والمملكة - مثلثة اللام -: سلطان الملك وبقاعه التى يتملكها. والمملوك فى التعارف يختص بالرقيق من بين الأملاك، قال تعالى: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا}، وقد يقال: فلان جواد بمملوكه أى بما يتملكه. والملكة يختص بملك العبيد، يقال: فلان حسن الملكة، أى الصنع إلى مماليكه. وخص ملك العبيد فى القرآن فقال تعالى: {مما ملكت أيمانكم}. وفلان مملوك: مقر بالملوكة والملكة والملك بمعنى.
وملاك الأمر وملاكه - بالكسر والفتح -: قوامه، وما يعتمد عليه منه. وقيل: القلب ملاك البدن. وشهدنا ملاكه وملاكه وإملاكه، أى تزوجه. وأملكه إياها حتى ملكها يملكها ملكا وملكا وملكا: زوجه إياها،
شبه الزوج بالمالك لكونه يملك شيئا شهيا. وبهذا النظر قيل: كاد العروس يكون ملكا. وما لأحد / فى كذا ملك وملك غيرى، قال: {مآ أخلفنا موعدك بملكنا} قرئ بالوجهين. وملك العجين: أحكم عجنه.
والملك - محركة - واحد الملائكة والملائك. قيل: أصله ألك. والمالكة والمألكة والمألك: الرسالة؛ ومنه اشتق الملائك لأنهم رسل الله. وقيل: "من ل أ ك". والملأكة: الرسالة. وألكنى إلى فلان أى أبلغه عنى، وأصله ألئكنى، حذفت الهمزة ونقلت حركتها على ما قبلها. والملأك الملك، لأنه يبلغ عن الله تعالى، وزنه مفعل، العين محذوفة، ألزمت التخفيف إلا شاذا. وقال بعض المحققين: الملك من الملك. قال: والمتولى من الملائكة شيئا من السياسات يقال له: ملك - محركة -، ومن البشر يقال له: ملك - بكسر اللام -. فكل ملك ملائكة، وليس كل ملائكة ملكا، بل الملك هم المشار إليهم بقوله تعالى: {فالمدبرات أمرا}، {فالمقسمات}، {والنازعات} ونحو ذلك، ومنه ملك الموت، قال تعالى: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم}.

  #22  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:30 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ملو ومنع )

( بصيرة فى ملو ومنع )
الإملاء: الإمهال. وأملاه الله: أمهله، قال تعالى: {وأملي لهم إن كيدي متين}، وقال تعالى: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}، ومنه ملاوة من الدهر وملوة - بتثليث ميمها - أى برهة ومدة طويلة. وملاك الله حبيبك تمليه: متعك به وأعاشك معه مدة طويلة، قال تعالى: {واهجرني مليا}.
وقوله تعالى: {سول لهم وأملى لهم} أى أمهل. ومن قرأ (وأملى لهم) فمن قولهم: أمليت الكتاب أملية إملاء، وأصله أمللت فقلب تخفيفا، كما قال: {فليملل وليه بالعدل}.
المنع: خلاف الإعطاء، يقال منه: منع يمنع منعا، فهو مانع ومناع ومنوع قال تعالى: {مناع للخير معتد أثيم}، وقال تعالى: {وإذا مسه الخير منوعا}.
والمانع من صفات الله تعالى له معنيان:
أحدهما: ما روى فى الدعاء الثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". وكأنه يعطى من استحق العطاء، ويمنع من استحق المنع، ويعطى من يشاء ويمنع من يشاء. وهو العادل فى جميع ذلك.
المعنى الثانى: أنه يمنع أهل دينه، أى يحوطهم وينصرهم، ومن هذا قولهم فلان فى عز ومنعة - بالتحريك وقد يسكن النون - والمنعة: جمع مانع كعامل وعملة، أى هو فى عز ومعه من يمنعه من عشيرته.
وقوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} أى ما حماك، وقيل: ما الذى صدك وحملك على ترك ذلك.

  #23  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:30 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى من )

( بصيرة فى من )
من عليه منا ومنة ومنينى: امتن. قال تعالى: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم}، فالمنة منهم بالقول، ومنة الله عليهم بالفعل وهو هدايته إياهم، وقال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} أى أثقلهم بالنعمة الثقيلة. وذلك بالحقيقة لا يكون إلا الله تعالى.
وقوله تعالى: {فإما منا بعد وإما فدآء} المن إشارة إلى الإطلاق بغير عوض. وقوله: {فامنن أو أمسك}، أى أنفق. وقوله تعالى: {ولا تمنن تستكثر} فقد قيل: هو المنة بالقول، وذلك أن يمتن به ويستكثره، وقيل: معناه: لا تعط مبتغيا أكثر منه. ومنه قوله تعالى: {لهم أجر غير ممنون} أى غير مقطوع، من قولهم من الحبل: قطعه، وقيل: غير محسوب ولا معتد به / من قولك: من عليه إذا امتن، وقيل: غير منقوص، ومنه قيل للمنية: المنون، لأنها تنقص العدد، وتقطع المدد. وقيل: إن المنة تكون بالقول، وهى من هذا لأنها تقطع النعمة، وتقتضى قطع الشكر
وأما المن فى قوله تعالى: {وأنزلنا عليكم المن والسلوى} فهو طل ينزل من السماء حلو، ينزل على أصناف من الشجر؛ كالصفصاف ونحوه. وقيل: المن والسلوى كلاهما إشارة إلى ما أنعم الله به عليهم، وهما بالذات شىء واحد، ولكن سماه منا من حيث إنه امتن به عليهم، وسماه سلوى من حيث إنه كان لهم به التسلى.
والمنين: الرجل الضعيف، والرجل القوى من الأضداد.
والمنان من أسماء الله تعالى، ومعناه: المعطى ابتداء. والممنان: الملوان.

  #24  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:31 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى من )

( بصيرة فى من )

وهى على خمسة أوجه:
1- شرطية، نحو {من يعمل سوءا يجز به}.

2- واستفهامية نحو: {من بعثنا من مرقدنا}، {فمن ربكما ياموسى}. وإذا قيل: من يفعل هذا إلا زيد؟ فهى من الاستفهامية، أشربت معنى النفى. ومنه: {ومن يغفر الذنوب إلا الله}. ولا يتقيد جواز ذلك بأن تقدمها الواو، خلافا لبعضهم بدليل قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}.
3- وموصولة، نحو: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض} أى الذى فى السماوات والذى فى الأرض.
4- وموصوفة نكرة، ولهذا دخلت عليها رب فى نحو قوله:
*رب من أنضجت غيظا قلبه * قد تمنى لى موتا لم يطع*
ووصف بالنكرة فى نحو قول كعب بن مالك [وقيل] لحسان:
*فكفى بنا فضلا على من غيرنا * حب النبى محمد إيانا*
فى رواية الجر. وقوله: {ومن الناس من يقول آمنا} جزم جماعة أنها موصوفة، وآخرون بأنها موصولة.
5- وزائدة كقول عنترة:
*ياشاة من قنص لمن حلت له * حرمت على وليتها لم تحرم*
المراد بالشاة المرأة.

  #25  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 06:31 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى من )

( بصيرة فى من )
وهى تأتى على خمسة عشر وجها:
لابتداء الغاية، وهو الغالب؛ حتى قيل: إن سائر معانيها راجعة إليه. ويقع لذلك فى غير الزمان، نحو: {من المسجد الحرام}، {إنه من سليمان}
قيل فى الزمان أيضا نحو قوله تعالى: {من أول يوم}، وفى الحديث: "فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة".
الثانى: التبغيض نحو: {منهم من كلم الله} وعلامتها إمكان سد (بعض) مسدها؛ كقراءة ابن مسعود {حتى تنفقوا مما تحبون}.
الثالث، بيان الجنس. وكثيرا ما تقع بعد ما ومهما. وهما بها أولى؛ لإفراط إبهامها نحو: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها}، {ما ننسخ من آية}، {مهما تأتنا به من آية}. ومن وقوعها بعد غيرهما {يحلون فيها من أساور من ذهب}، {ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق}، ونحو: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان}.
وأنكر مجئ (من) لبيان الجنس قوم، وقالوا: هى فى {من ذهب} و {من سندس} للتبعيض، وفى {من الأوثان}، والمعنى: فاجتنبوا من الأوثان الرجس، وهو عبادتها. وهذا تكلف.
وقوله: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة} للتبيين، لا للتبعيض كما زعم بعض الزنادقة الطاعنين فى بعض الصحابة. والمعنى: الذين آمنوا هم هؤلاء. ومثل قوله تعالى: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد مآ أصابهم القرح للذين / أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}، وكلهم محسن متق، {وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم}، والمقول فيهم ذلك كلهم كفار.
الرابع: التعليل، نحو: {مما خطيئاتهم أغرقوا}.
* وذلك من نبإ جاءنى *
الخامس: البدل: {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة}، {لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} لأن الملائكة لا تكون من الإنس، {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا} أى بدل طاعة الله، أو بدل رحمة الله؛ "ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
السادس: مرادفة عن: {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} {ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا}.
السابع: مرادفة الباء: {ينظرون من طرف خفي}.
الثامن: مرادفة فى، نحو: {أروني ماذا خلقوا من الأرض}، {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة}.
التاسع: موافقة عند: {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا} قاله أبو عبيدة. وقد قدمنا أنها للبدل.
العاشر: مرادفة على، نحو: {ونصرناه من القوم}، وقيل على التضمين، أى معناه منهم بالنصر.
الحادى: عشر الفصل، وهى الداخلة على ثانى المتضادين: {والله يعلم المفسد من المصلح}، {حتى يميز الخبيث من الطيب}.
الثانى عشر: الغاية، تقول: رأيته من ذلك الموضع؛ فجعلته غاية لرؤيتك أى محلا للابتداء والانتهاء.
الثالث عشر: التنصيص على العموم، وهى الزائدة (فى) نحو: ما جاءنى من رجل.
الرابع عشر: توكيد العموم، وهى الزائدة [فى] نحو: ما جاءنى من أحد. وشرط زيادتها فى النوعين ثلاثة أمور.
أحدها: تقدم نفى أو نهى، أو استفهام بهل، أو شرط، نحو: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها}، {ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور}، وقول الشاعر:
*ومهما يكن عند امرئ من خليقة * وإن خالها تخفى على الناس تعلم*
الثانى: تنكير مجرورها.
الثالث: كونه فاعلا أو مفعولا أو مبتدأ.
وقيل فى قوله تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله}: إن (من) زائدة. وقال أبو البقاء فى قوله تعالى: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}: إن (من) زائدة و (شىء) فى موضع المصدر أى تفريطا. وعد أيضا من ذلك قوله تعالى: {ما ننسخ من آية} فقال: يجوز كون (آية) حالا و (من) زائدة، واستدل بنحو: {ولقد جآءك من نبإ المرسلين}، {يغفر لكم من ذنوبكم}، {يحلون فيها من أساور}، {ويكفر عنكم من سيئاتكم}. وخرج الكسائى على زيادتها قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة عند الله المصورون"، وكذا ابن جنى قراءة بعضهم: {لمآ آتيتكم من كتاب وحكمة} بتشديد (لما)، والفارسى فى قوله تعالى: {وينزل من السمآء من جبال فيها من برد}. ويجوز كون من ومن الأخيرتين زائدة، وقال به بعضهم فى: {ولقد جآءك من نبإ المرسلين}.
وأما قوله تعالى: {كلمآ أرادوا أن يخرجوا منها من غم} فمن الأولى للابتداء، والثانية للتعليل. وقوله: {مما تنبت الأرض من بقلها}، من الأولى للابتداء، والثانية إما كذلك فالمجرور بدل بعض وأعيد الجار، وإما لبيان الجنس، فالظرف حال، والمنبت محذوف، أى مما تنبته كائنا / من هذا الجنس.
وقوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}، (من الأولى مثلها فى زيد أفضل من عمرو، و (من) الثانية للابتداء. وقوله: {إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النسآء} من للابتداء، والظرف صفة لشهوة أى شهوة مبتدأة من دونهن. وقوله: {ما
يود الذين كفروا من أهل الكتاب} الآية فيها (من) ثلاث مرات: الأولى للبيان؛ لأن الكافرين نوعان كتابيون ومشركون، والثانية زائدة، والثالثة لابتداء الغاية. وقوله: {لآكلون من شجر من زقوم}، {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب} الأولى فيهما للابتداء، والثانية للتبيين. وقوله تعالى: {نودي من شاطىء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة}، من فيهما للابتداء، ومجرور الثانية بدل من مجرور الأولى بدل اشتمال؛ لأن الشجرة كانت ثابتة بالشاطىء.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir