دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 رمضان 1443هـ/20-04-2022م, 02:26 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
• قال تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، والله يعلم متقلبكم ومثواكم".
إن الطريق الأعظم للوصول إلى أنه لا يستحق الألوهية إلا الله هو تدبر هذا الكتاب العظيم، وتأمل آياته، فهو الموصل للعلم باستحقاق الله وحده للعبادة، فكم تكرر هذا في القرآن العظيم! مما يدل على أنه أعظم المطالب والغايات، ومن تأمل تلك الآيات علم يقينا بأنه لا إله إلا الله، وبازدياد سلوك هذه الطريق، يزداد العبد يقينا بذلك، ويكون هذا بأمور، هي:
1) تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله التي تكررت في كتاب الله وهي الدالة على كمال الله وجلاله وعظمته، وبها يصل العبد إلى معرفة السبيل إلى تحقيق الألوهية لله وحده لا شريك له.
2) من علم بأن الله وحده هو الرب المالك الخالق المدبر، أدرك عدم استحقاق غيره للعبادة والتأليه.
3) العلم بأن الله هو المنعم على الحقيقة، المسبغ نعمه الظاهرة والباطنة على عباده، سيؤدي بالقلوب للتعلق به وحده، فتؤله المنعم تتعلق به وتعظمه.
4) عند تأمل ما أعده الله لعباده المؤمنين الموحدين من النصر والتمكين والثواب الجزيل، وعقوبته للكفار الجاحدين، سيدفع بالعبد للتعلق بالله وحده دون غيره لينال ما ناله عباده المقربين، وليجتنب عاقبة المكذبين الكافرين.
5) من عرف نقص كل ما عبد من دون الله من أوثان وأنداد وأصنام، وعجزها عن تقديم النفع ودفع الضر عن عابديها، أدرك أنه لا يستحق العبادة إلا الله كامل الصفات الذي بيده ملكوت السماوات والأرض.
6) بمعرفة أن كل الكتب السماوية جاءت بالتوحيد وتواطأت عليه، لهو داعٍ لاتباعه والتعلق وتعظيم منزل تلك الكتب.
7) عندما نعلم أن خواص خلق الله وهم الأنبياء والرسل والعلماء الربانيين قد شهدوا بوحدانية الله وألوهيته، وهم الأكمل عقولا والأحاسن أخلاقا، يدعونا هذا لاتباعه والسير على ما شهدوا به.
8) كل ما هو حولنا من الآيات النفسية والأفقية، تدل على استحقاقه سبحانه وحده للألوهية.
9) شرع الله المحكم الآيات والأحكام، ومحاسن دينه لهو أكبر داع إلى توحيد الله بالألوهية والعبادة.
• والآيات الدلة على وجوب توحيد الله تعالى كثيرة، منها قوله تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم".
عندما يشهد العظيم سبحانه، ويشهد ملائكته وأنبياءه وأولو العلم على أمر فلابد أنه يكون جليلا عظيما، وهنا الشهادة على أصل الدين وقاعدته ألا وهو استحقاقه سبحانه وحده للألوهية، وتوحيده بالعبادة، وعدم إشراك معه غيره. وانفراده سبحانه بذلك إنما هو لكمال أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكام شرعه وعدل جزائه. فالله تعالى هو العدل الكامل في جميع العبادات والمعاملات والأمر والنهي، لا ظلم فيه ولا جور. ويستطيع المتأمل للأمور الكونية، والمتدبر لآياته الشرعية أن يلحظ استحقاقه وحده للعبادة. وقد أقام تعالى بين خلقه من يشهد بذلك من عباده وهم أولو العلم لما خصهم به من العلم الصحيح واليقين التام والمعرفة الراسخة، فيرجع إليهم الخلق في معرفة الحق واتباعه، ودحض الباطل واجتنابه. فهم خير وسائط بين الرب جل وعلا وبين العباد في بيان عظمة التوحيد ورسم طريقه، وتفصيل شرائعه، وتبيان معالمه، فيستعين بهم الخلق ويسألونهم في كل ما يحقق لهم السلامة في الدنيا والآخرة. وهذا كله لهو أكبر دليل على كمال عدل أهل العلم الراسخين فيه، ولذلك استشهدهم تعالى على أعظم مطلوب، والغاية التي خلق لأجلها الخلق.


2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
يعتبر الإيمان بالملائكة لهو من المعلوم بالضرورة من دين الله، وهو من جملة أركان الإيمان الستة التي هي أصول الإيمان وقاعدة العقيدة. فلا يتم إيمان المرء إلا بالإيمان بتلك المخلوقات من نور التي لا تعصي الله ما أمرها، وتفعل ما يأمرها ربها به. يسبحونه بالليل والنهار لا يفترون، لا يستكبرون عن عبادته على الرغم من عظمة خلقهم، وبالغ قوتهم.
فقد قال تعالى عنهم: "وله من في السموات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون"
وقال تعالى في وصفهم: "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
أما عددهم فيصعب حصره، ولكن هناك من الملائكة من أعلمنا تعالى ببعض وظائفهم، فمنهم:
- جبريل، ملك الوحي، الموكل بتبليغ شرع الله لرسله، وصفه تعالى بقوله: "إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين"، وقال عنه أيضا: "وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين".
- وملك الموت الموكل بقبض أرواح الخلق، قال تعالى: "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم".
- وميكائيل، الملك الموكل بإزال المطر، وإنبات النبات.
- وإسرافيل: وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور يوم البعث.
- وملائكة تحفظ العباد مما يضرهم.
- وملائكة تحصي على العباد أعمالهم فتكتبها في صحائفهم.
- وملائكة موكلة بتصوير الأجنة في الأرحام، وكتابة ما يجري عليها في الحال والمآل.
- وملائكة موكلة بحمل العرش.
وغيرهم من هذه المخلوقات العظيمة الخلق، الرفيعة القدر، التي يجب علينا أن نؤمن بها، وبوجودها وبعملها على وجه الإجمال والتفصيل، وعلى الصورة التي وصفها الله تعالى لنا، لا على أنها قوى خيرية وصفات حسنة موجودة في الإنسان كما حرفها بعض المنحرفين، وكذلك بأن نثبت وجودها ولا ننكره كما فعل الزنادقة الذين أنكروا وجود الله بالأساس، ومنهم من زعم بأن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقة وإنما هو ذلك التسخير الذي سخر الله به الأرض وما فيها للعباد، فساووا بين الكفار والمؤمنين بسجود الملائكة لآدم. فلله كيف يقولون بهذا القول ويتجاهلون النصوص القطعية الصحة بوجود الملائكة، بصورهم وبوظائفهم وأعمالهم؟ وأين يذهبون من سؤال الله لهم عنها وقد لمسوا آثار وجودها وعملها؟
وإن للإيمان الصحيح بالملائكة بالغ الأثر على عبادة العبد لربه، واطمئنانه بهذا الشرع العظيم الذي ارتضاه له، ويقينه بأن الله الذي خلقه لم يتركه يجابه مشاق الحياة وحده، فالحمد لله من قبل ومن بعد على أن جعلنا مسلمين، على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك.

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
تعتبر هذه الآية من الآيات الجامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس، فقد رسمت للعباد الطريق السوي الذي يسلم كل من اتبعها في تعامله مع الخلق ومعاشرتهم لهم، فقال تعالى آمرا نبيه في تبليغ هذا القول: "خذ العفو" أيخذ ما عفا لك من أخلاق الناس، وما سمحت به أنفسهم من الأعمال والأخلاق، فلا يطالبهم بما لا تسمح به طبائعهم، بل يقبله منهم، ويتجاوز عن تقصيرهم، وبغض الطرف عن نقصهم، فلا يتكبر على قليل الخلق منهم، ولا يقطع من أساء له منهم، بل يعاملهم جميعا باللطف واللين الذي ما كان ف شيء إلا زانه. وعطف على ذلك سبحانه: "وأمر بالعرف" وهو كل قو حسن، وفعل جميل: من تعليم علم نافع سواء كان دينيا أو دنيويا، وإسداء نصح، وأمر بالمعروف وانهي عن منكر، وحث على صلة رحم، وبر للوالدين، وسعي في الإصلاح بين الناس، إلى غير ذلك من صالح الخلق وجميل السلوك.
وإن مما لاشك فيه، أن من يقوم بذلك لابد وأنه سيتعرض إلى الإيذاء القولي أو الفعلي، فجاء ختام الآية بالأمر بالإعراض عن الجاهلين، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، بل بالإحسان إلى المسيء، والترفع عن سفاسف الأخلاق، ليحصل العبد بعد امتثال كل ذلك: على الثواب الجزيل، وعلى راحة القلب وسكونه، وسلامته من الجاهلين، وتحول الذي بينه وبينه عداوة إلى ولي حميم، وإلى السمو بالأخلاق إلى مراتب رفيعة، كما قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.
تكررت الآيات الدالة على الأمر بالجهاد في كتاب الله، فقد قال تعالى:
- "إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير".
- "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط".
- "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة".
- "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، والفتنة أشد من القتل".

فمما سبق نلحظ مدى عناية الشارع بالجهاد الذي به ينشر الدين، ويخذل الكافرين. حيث لم يشرع الجهاد كما يزعم أهل الضلال والباطل رغبة بسفك الدماء وإهلاكا للحرث والنسل – كما هو حاله عند كل أهل الملل الباطلة – وإنما شرعه المولى عزوجل لحكم جليلة، منها:
- إقامة دين الله، ونشر التوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله.
- دفع ظلم المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين المظلومين.
فلولا الجاهد لاستولى الكفار على ديار المسلمين، ولغيروا لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ولفتكوا بهم، ولمنعوا شعائر الله أن تقام في الأرض. فيتبين لنا غرض الجهاد ومرماه وهو إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين وقمع الظالمين.

ومن آداب الجهاد:
- رحمة القائد برعيته، ونصحه لهم، وإعماله للرأي والمشورة لأهل الاختصاص والحكمة.
- تاليف القائد بين أفراد الجيش، وعدم إحداث الشقاق والمنازعات بينهم، بل يغرس فيهم الوحدة وأهميتها، مع السعي بالإصلاح بين المتخاصمين. قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- العدل في تقسيم الغنائم لطرد الشحناء من نفوس المجاهدين التي قد تكون سببا في حصول الهزيمة.
- تهيئة النفوس للقتال، وبث التفاؤل وروح المصر بين أفراد الجيش بكل السبل.
- ملاحظة مداخل الهزيمة والعمل على سدها وتصحيح الأمور وتداركها.
- عدم ربط النصر بشخص القائد أو غيره، قال تعالى: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"، بل يُذكر المجاهدون بالغاية الأسمى التي يقاتل المسلمون لأجلها وهي إعلاء كلمة الله، يحققوا الإخلاص لله وحده.
وقد جاء في السنة آدابا راقية في الجهاد، يمكن ذكرها هنا لإتمام المعنى، فمن جملة الآداب التي حثنا عليها ديننا: هي ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم صحابته حين كلفهم بالجهاد: في حديث بريدة بن حصيب الأسلمي الذي في صحيح مسلم: (اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وإذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إلى ثَلَاثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلَالٍ، فأيَّتُهُنَّ ما أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، فإنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى التَّحَوُّلِ مِن دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذلكَ فَلَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعليهم ما علَى المُهَاجِرِينَ، فإنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا منها، فَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يَكونُونَ كَأَعْرَابِ المُسْلِمِينَ، يَجْرِي عليهم حُكْمُ اللهِ الذي يَجْرِي علَى المُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكونُ لهمْ في الغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شيءٌ إلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فلا تَجْعَلْ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فإنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِن أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسولِهِ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِكَ، فإنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فيهم أَمْ لَا).
وبهذا الأدب الجم في القتال، والتي عز أن تجد لها نظيرا، نرد على من يتهم ديننا بالعنف والإرهاب.

أما أسباب النصر:
- الصبر والثبات عند اللقاء. قال تعالى: "واصبروا، إن الله مع الصابرين". وقال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا".
- التوكل على الله والتضرع إليه، والإكثار من ذكره. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون".
- تعلم أمور الجهاد وفنون القتال المناسبة للزمان. قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم".
- الترغيب في فضائل الجهاد، وثمراته العاجلة والآجلة، والحث على الشجاعة والسعي في أسبابها.
- الثقة بوعد الله بالنصر والتمكين. قال تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
- اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع". قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- كمال إخلاص الجهاد لله في إعلاء كلمة الله. لئلا يحصل ما حصل للمسلمين في غزوة حنين حين أعجبتهم كثرتهم، فاعتمدوا عليها.
- حسن التدبير والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية. قال تعالى: "وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 رمضان 1443هـ/29-04-2022م, 06:39 PM
شيرين العديلي شيرين العديلي غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 163
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.

إن لتحقيق الإيمان فوائد وثمار عدة، فعلى سبيل المثال:
1. أنه سبب رضا الله الذي هو أكبر شيء.
2. أن ثواب الآخرة ودخول الجنة والتنعم بنعيمها، والنجاة من النار وعقابها، إنما يكون بالإيمان، فأهل الإيمان هم أهل الثواب المطلق، وهم الناجون من جميع الشرور.
3. أن الله يدفع ويدافع عن الذين آمنوا شرور الدنيا والآخرة، فيدفع عنهم كيد شياطين الإنس والجن.
4. أن الله وعد المؤمنين القائمين بالإيمان حقيقة بالنصر، وأحقه على نفسه، فمن قام بالإيمان ولوازمه ومتمماته فله النصر في الدنيا والآخرة.
5. أن الهداية من الله للعلم والعمل ولمعرفة الحق وسلوكه هي بحسب الإيمان والقيام بحقوقه.
6. أن الإيمان يدعو إلى الزيادة من علومه وأعماله الظاهرة والباطنة؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}
7. أن المؤمنين بالله وبكماله وعظمته وكبريائه ومجده أعظم الناس يقينا وطمأنينة وتوكلا على الله، وثقة بوعده الصادق، ورجاء لرحمته، وخوفا من عقابه، وأعظمهم إجلالا لله ومراقبة، وأعظمهم إخلاصا وصدقا، وهذا هو صلاح القلوب، لا سبيل إليه إلا بالإيمان.
8. أنه لا يمكن للعبد أن يقوم بالإخلاص لله ولعباد الله ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان.
9. أن المعاملات بين الخلق لا تتم وتقوم إلا على الصدق والنصح وعدم الغش بوجه من الوجوه، وهل يقوم بها على الحقيقة إلا المؤمنون.
10. أن الإيمان أكبر عون على تحمل المشقات، والقيام بأعباء الطاعات، وترك الفواحش التي في النفوس داع قوي إلى فعلها، فلا تتم هذه الأمور إلا بقوة الإيمان.
11. أن العبد لا بد أن يصاب بشيء من الخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وهو بين أمرين: إما أن يجزع ويضعف صبره، فيفوته الخير والثواب، ويستحق على ذلك العقاب، ومصيبته لم تقلع ولم تخف، بل الجزع يزيدها. وإما أن يصبر فيحظى بثوابها، والصبر لا يقوم إلا على الإيمان.
12. أن الإيمان يوجب للعبد قوة التوكل على الله، لعلمه وإيمانه أن الأمور كلها راجعة إلى الله ومندرجة في قضائه وقدره.
13. أن الإيمان يشجع العبد، ويزيد الشجاع شجاعة، وقصر خوف العبد ورجائه على ربه، وأن ينتزع من قلبه خوف الخلق ورجاءهم وهيبتهم.
14. أن الإيمان هو السبب الأعظم لتعلق القلب بالله في جميع مطالبه الدينية والدنيوية.
15. أن الإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس.
16. أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية، كما منع صاحبه في الدنيا من عمل المعاصي، ومن الإصرار على ما وقع منه منها، والإيمان الناقص يمنع الخلود في النار وإن دخلها كما تواترت بذلك النصوص بأنه يخرج من النار من كان معه مثقال حبة خردل من إيمان.
17. أن الإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبرا عند الخلق أمينا، ويوجب للعبد العفة عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
18. أن قوي الإيمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلاء آثاره، والتلذذ بخدمة ربه، وأداء حقوقه وحقوق عباده - التي هي موجب الإيمان وأثره –
19. أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الدين، وهو: الجهاد البدني والمالي والقولي، جهاد الكفار بالسيف والسنان، وجهاد الكفار والمنافقين والمنحرفين في أصول الدين وفروعه بالحكمة والحجة والبرهان.

**************************************

2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
ذكر القرآن الكريم افتراء المكذبين على النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في سورة الفرقان: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}
افترى المكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم عدة افتراءات وكلها كاذبة وسيأتي تبيانها مع الرد عليها:
الشبهة الأولى: قدحوا بالنبي واتهموه أنه افترى القرآن وأعانه بذلك قوم، لكن الله رد عليهم بأن هذا ظلم عظيم، وجراءة عظيمة، وأنه من الزور والظلم؛ لأنهم يعلمون أنه الصادق الأمين، وأنه لم يجتمع بأحد من أهل العلم، ولأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.
والرد عليها: إلا القرآن كان معجزاً في ألفاظه ومعانيه وقد تحدى الله به العالم أقصاهم وأدناهم، وأفرادهم وجماعتهم، وأولهم وآخرهم أن يأتي بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة واحدة من مثله؛ وصرح لهم أنهم إن أتوا بشيء من مثله حتى إن كانوا صادقين، وعلى الرغم أنهم كانوا من أهل الفصاحة والبلاغة، لكنهم عجزوا عن الإتسان بمثله، وكل من حاول أن يأتي بكلام يعارض به ما جاء به الرسول صار كلامه ضحكة للصبيان فضلا عن أهل النظر والعقول، وأن كل شبهة يعارضون بها الرسول تضمحل وتزهق، {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .

الشبهة الثانية: قالوا أن القرآن أساطير الأولين اكتتبها من كتب الأولين وتملى عليه.
الرد عليها: من كان يملي عليه في بطن مكة؟ إضافة أنه لم يكن في ذلك الوقت كتب تملى، وإن كانت موجودة فلم أتهموا محمد وحده فقط بها ولم يذكر أنه كان هناك غيره تملى عليه الكتب.
الشبهة الثالثة: قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه،
والرد عليها: كيف يمكن لأعجمي لا ينطق الفصحى أن يملي قرآن عربي متين بليغ جمع علوم الأولين والآخرين؟ ما هذا التناقض؟ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]
الشبهة الرابعة: زعموا أن محمدا كان يتعلم من نفسه؛ وأنه كان يخلو بالطبيعة فيخيل إليه أصناف التخاييل، فيأتي بها إلى الناس زاعما أنها من وحي الله على يد جبريل، وأن هذه التخيلات من الأمور العالية التي يعتاد الإتيان بها أهل الرأي والحجى.
ثم صوروا النبي صلى الله عليه وسلم ورقوه إلى رجل من الطبيعيين، كما قال هذا القول الباطل أحد ملاحدة الإفرنسيين، وتلقاها عنه بعض الملاحدة العصريين، وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين، وأنه ما ثم إلا عمل الطبيعة،
الرد عليها: قد علم الناس أن هذا القول المزور أعظم مكابرة ومباهتة من قول الأولين.
وأن هذا الافتراء الذي ولدوه بعد مئات السنين أوضح ضلالا وظلما وجراءة ووقاحة من زور الأولين، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
فالرب القادر العظيم، الذي أحاط علمه بجميع الأسرار، وعلم أحوال العباد حاضرها ومستقبلها، فأنزله لهدايتهم، وجميع الحقائق التي دعا إليها هذا الرسول وهذا القرآن حقائق ثابتة نافعة للعباد، ومحال أن يأتي شيء أصلح منها أو مثلها أو يقاربها: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
الشبهة الخامسة: منهم من قال: إنه مجنون، ومنهم من قال: ساحر وكاهن، ومنهم من قال: مسحور، ومنهم من قال: لو كان صادقا لجاءت الملائكة تؤيده، ولو كان صادقا لأغناه الله عن المشي في الأسواق، وجعل له جنات وأنهارا وأموالا كثيرة. .
الرد عليها: كلهم يعلم أن هذه الأقوال - مع تناقضها - ليست من الشبه فضلا عن كونها من الحجج، فما جاء به الرسول من الهدى في جميع أبواب العلوم النافعة، والدين الحق الذي هو الصلاح المطلق، أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقا، وأكبر الأدلة على إبطال كل ما ناقضه من أقوال المؤتفكين.
12 - {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ - مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ - وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ - وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 1 - 7]
يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام التي تكتب بها أنواع العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم، وما يسطر به من أنواع الكلام من آياته العظيمة التي تستحق أن يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد، والكلام الفصل الذي هو من أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام، وهذا هو السعادة في الدنيا.
الشبهة السادسة: كان أعداؤه يقولون: إنه مجنون مفتون.
الرد عليها: قال تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 5 - 6] وقد تبين أنه كان أهدى الناس وأكملهم وأنفعهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه المحاسب المجازي و {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 7]

**************************************

3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
فرض الله الزكاة على المسلمين فجعلها أحد أركان الإسلام الخمس، وقد جمع الله في كتابه في آيات كثيرة بين الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لأنهما مشتركتان في أنهما من أهم فروض الدين، ومباني الإسلام العظيمة، والإيمان لا يتم إلا بهما، ومن قام بالصلاة وبالزكاة كان مقيما لدينه، ومن ضيعهما كان لما سواهما من دينه أضيع، ودليله:
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
وقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]
وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
وقال: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]
مقاصد تشريعها:
1. جبل الانسان على حب المال فقال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لذا فرضت الزكاة تطهيراً للنفس من رذيلة البخل والشح، ومعالجة لحب الدنيا.
2. يتحقق بالزكاة الترابط والألفة؛ لأن النفس البشرية جُبِلَت على حب من أحسن إليها، وبذلك يعيش أفراد المجتمع المسلم متحابين متماسكين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتقل حوادث السرقة والنهب والاختلاس.
3. يتحقق بالزكاة معنى العبودية والخضوع المطلق والاستسلام التام لله رب العالمين، فعندما الغني زكاة ماله فإنه يعبد الله ونفذ أوامره، ويشكر الله على نعمه، فيجازيه الله على شكره بزيادة الخير عنده كما قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
4. فبإخراجها إلى مستحقيها لا تبقى الثروة المالية مكدسة في أيدي فئات محصورة من المجتمع ومحتكرة لديهم. يقول الله تعالى: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) (الحشر: 7).
5. ، بأداء الزكاة تقوم المصلحة الدينية التي تصرف فيها الزكاة كالجهاد والعلم والإصلاح بين الناس فتكون بذلك الدولة قوية غنية ولا يتمكن أحد من التطاول عليها.

آداب إخراج الزكاة:
1. أن تكون الزكاة خالصة لله عز وجل، لا يشوبها رياء ولا سمعة.
2. أن تكون الزكاة من الكسب الحلال الطيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً.
3. أن تكون الزكاة من جيد ماله وأحبه إليه.
4. أن لا يستكثر ما يزكي به، وأن يستصغر عطيته ليسلم من العجب.
5. أن يشكر الله على نعمة المال والإنفاق، ويجتنب الزهو والإعجاب.
6. أن يسارع بالزكاة قبل حصول الموانع.
7. أن يعطي الزكاة مبتسماً بوجه بشوش ونفس طيبة، ويرضي السعاة.
8. تنويع الصدقة حسب المصلحة وحاجة الفقراء.
9. وأمر تعالى بإخراج الوسط، فلا يظلم رب المال فيؤخذ العالي من ماله - إلا أن يختار هو ذلك -.

الآثار المترتبة عليها:
1. لتقرب من المولى عزوجل ،و الإلتزام بما أمرنا به
2. سد حاجة الفقراء؛ منعا لخلق الشر والفساد.
3. أمر تعالى الآخذ منهم الزكاة أن يصلي عليهم فيدعو لهم بالبركة، فإن في ذلك تطمينا لخواطرهم، وتسكينا لقلوبهم، وتنشيطا لهم، وتشجيعا على هذا العمل الفاضل، من قبل الإمام والساعي وكذلك من قبل الفقير الذي استلم الزكاة .
4. نشر الأفة والمودة وتعزيز العلاقات بين المسلمين.
5. تغرس في المسلم الكثير من القيم ،و الأخلاقيات السامية كالعطف ،و الرحمة ،و الإحساس بمعاناة الغير قادرين ،و الحرص على مساعدتهم .
6. تحمي المسلم من النار ،و عذابها ،و تفتح الباب أمامه للفوز بالجنة ،و نعيمها

**************************************

4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.
هذه الآية فيها تبيان للعبد واطمئنان له بأن الله أقرب للإنسان من حبل الوريد، فإن أراد دعاءه، فعليه الأخذ بالأسباب والوسيلة وهو الدعاء المقرون بالاستجابة لله والانقياد لطاعته، فإن حققها العبد ظاهرا وباطنا بلسانه مقاله وحاله، استجيبت دعوته وقبل طلبه.
وفي هذه الآية تنبيه على الأسباب الموجبة لإجابة الدعاء ومدارها الإيمان بالله، وتحقيقه بالانقياد لله امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه؛ وتنبيه أيضا على أن موانع الإجابة ترك تحقيق الإيمان وترك الانقياد تعتبر منافية للاستجابة لله. والايمان بالله هو طريق الرشد والهداية.

مقصد الآية: دعاء المؤمن مستجاب، ومتحقق بإيمانه بالله وانقياده التام له، وهو طريق هدايته ورشاده. فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما على الأرض رجل مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم "

الفوائد المستخرجة من الآية:
1. الله أقرب للإنسام من نفسه، ولا يحتاج لدعائه إلى شفيع أو وسيط.
2. أن الله تعالى يجيب دعاء المؤمن في الوقت ويؤخر إعطاء مراده ليدعوه فيسمع صوته، ويعجل إعطاء من لا يحبه لأنه يبغض صوته.
3. للدعاء آدابا وشرائط وهي أسباب الإجابة فمن استكملها كان من أهل الإجابة ومن أخل بها فهو من أهل الاعتداء في الدعاء فلا يستحق الإجابة
4. الإيمان بالله وطاعته مدعاة للرشد والهداية.


والله الموفق؛؛؛

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 شوال 1443هـ/18-05-2022م, 02:38 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرين العديلي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من كتاب
خلاصة تفسير القرآن

المجموعة الثالثة:
1. بيّن بإيجاز ثمرات تحقيق الإيمان.

إن لتحقيق الإيمان فوائد وثمار عدة، فعلى سبيل المثال:
1. أنه سبب رضا الله الذي هو أكبر شيء.
2. أن ثواب الآخرة ودخول الجنة والتنعم بنعيمها، والنجاة من النار وعقابها، إنما يكون بالإيمان، فأهل الإيمان هم أهل الثواب المطلق، وهم الناجون من جميع الشرور.
3. أن الله يدفع ويدافع عن الذين آمنوا شرور الدنيا والآخرة، فيدفع عنهم كيد شياطين الإنس والجن.
4. أن الله وعد المؤمنين القائمين بالإيمان حقيقة بالنصر، وأحقه على نفسه، فمن قام بالإيمان ولوازمه ومتمماته فله النصر في الدنيا والآخرة.
5. أن الهداية من الله للعلم والعمل ولمعرفة الحق وسلوكه هي بحسب الإيمان والقيام بحقوقه.
6. أن الإيمان يدعو إلى الزيادة من علومه وأعماله الظاهرة والباطنة؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}
7. أن المؤمنين بالله وبكماله وعظمته وكبريائه ومجده أعظم الناس يقينا وطمأنينة وتوكلا على الله، وثقة بوعده الصادق، ورجاء لرحمته، وخوفا من عقابه، وأعظمهم إجلالا لله ومراقبة، وأعظمهم إخلاصا وصدقا، وهذا هو صلاح القلوب، لا سبيل إليه إلا بالإيمان.
8. أنه لا يمكن للعبد أن يقوم بالإخلاص لله ولعباد الله ونصيحتهم على وجه الكمال إلا بالإيمان.
9. أن المعاملات بين الخلق لا تتم وتقوم إلا على الصدق والنصح وعدم الغش بوجه من الوجوه، وهل يقوم بها على الحقيقة إلا المؤمنون.
10. أن الإيمان أكبر عون على تحمل المشقات، والقيام بأعباء الطاعات، وترك الفواحش التي في النفوس داع قوي إلى فعلها، فلا تتم هذه الأمور إلا بقوة الإيمان.
11. أن العبد لا بد أن يصاب بشيء من الخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وهو بين أمرين: إما أن يجزع ويضعف صبره، فيفوته الخير والثواب، ويستحق على ذلك العقاب، ومصيبته لم تقلع ولم تخف، بل الجزع يزيدها. وإما أن يصبر فيحظى بثوابها، والصبر لا يقوم إلا على الإيمان.
12. أن الإيمان يوجب للعبد قوة التوكل على الله، لعلمه وإيمانه أن الأمور كلها راجعة إلى الله ومندرجة في قضائه وقدره.
13. أن الإيمان يشجع العبد، ويزيد الشجاع شجاعة، وقصر خوف العبد ورجائه على ربه، وأن ينتزع من قلبه خوف الخلق ورجاءهم وهيبتهم.
14. أن الإيمان هو السبب الأعظم لتعلق القلب بالله في جميع مطالبه الدينية والدنيوية.
15. أن الإيمان يدعو إلى حسن الخلق مع جميع طبقات الناس.
16. أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار بالكلية، كما منع صاحبه في الدنيا من عمل المعاصي، ومن الإصرار على ما وقع منه منها، والإيمان الناقص يمنع الخلود في النار وإن دخلها كما تواترت بذلك النصوص بأنه يخرج من النار من كان معه مثقال حبة خردل من إيمان.
17. أن الإيمان يوجب لصاحبه أن يكون معتبرا عند الخلق أمينا، ويوجب للعبد العفة عن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم.
18. أن قوي الإيمان يجد في قلبه من ذوق حلاوته ولذة طعمه واستحلاء آثاره، والتلذذ بخدمة ربه، وأداء حقوقه وحقوق عباده - التي هي موجب الإيمان وأثره –
19. أن الإيمان هو السبب الوحيد للقيام بذروة سنام الدين، وهو: الجهاد البدني والمالي والقولي، جهاد الكفار بالسيف والسنان، وجهاد الكفار والمنافقين والمنحرفين في أصول الدين وفروعه بالحكمة والحجة والبرهان.

النسخ المحض لا يقبل في الإجابات, فحاولي أن تكون الإجابة من صياغتك فيظهر فيها اسلوبك الخاص
**************************************

2. اذكر أهمّ شبهات الطاعنين في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيّن كيف يكون دحضها؟
ذكر القرآن الكريم افتراء المكذبين على النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في سورة الفرقان: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}
افترى المكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم عدة افتراءات وكلها كاذبة وسيأتي تبيانها مع الرد عليها:
الشبهة الأولى: قدحوا بالنبي واتهموه أنه افترى القرآن وأعانه بذلك قوم، لكن الله رد عليهم بأن هذا ظلم عظيم، وجراءة عظيمة، وأنه من الزور والظلم؛ لأنهم يعلمون أنه الصادق الأمين، وأنه لم يجتمع بأحد من أهل العلم، ولأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.
والرد عليها: إلا القرآن كان معجزاً في ألفاظه ومعانيه وقد تحدى الله به العالم أقصاهم وأدناهم، وأفرادهم وجماعتهم، وأولهم وآخرهم أن يأتي بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة واحدة من مثله؛ وصرح لهم أنهم إن أتوا بشيء من مثله حتى إن كانوا صادقين، وعلى الرغم أنهم كانوا من أهل الفصاحة والبلاغة، لكنهم عجزوا عن الإتسان بمثله، وكل من حاول أن يأتي بكلام يعارض به ما جاء به الرسول صار كلامه ضحكة للصبيان فضلا عن أهل النظر والعقول، وأن كل شبهة يعارضون بها الرسول تضمحل وتزهق، {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .

الشبهة الثانية: قالوا أن القرآن أساطير الأولين اكتتبها من كتب الأولين وتملى عليه.
الرد عليها: من كان يملي عليه في بطن مكة؟ إضافة أنه لم يكن في ذلك الوقت كتب تملى، وإن كانت موجودة فلم أتهموا محمد وحده فقط بها ولم يذكر أنه كان هناك غيره تملى عليه الكتب.
الشبهة الثالثة: قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه،
والرد عليها: كيف يمكن لأعجمي لا ينطق الفصحى أن يملي قرآن عربي متين بليغ جمع علوم الأولين والآخرين؟ ما هذا التناقض؟ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]
الشبهة الرابعة: زعموا أن محمدا كان يتعلم من نفسه؛ وأنه كان يخلو بالطبيعة فيخيل إليه أصناف التخاييل، فيأتي بها إلى الناس زاعما أنها من وحي الله على يد جبريل، وأن هذه التخيلات من الأمور العالية التي يعتاد الإتيان بها أهل الرأي والحجى.
ثم صوروا النبي صلى الله عليه وسلم ورقوه إلى رجل من الطبيعيين، كما قال هذا القول الباطل أحد ملاحدة الإفرنسيين، وتلقاها عنه بعض الملاحدة العصريين، وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين، وأنه ما ثم إلا عمل الطبيعة،
الرد عليها: قد علم الناس أن هذا القول المزور أعظم مكابرة ومباهتة من قول الأولين.
وأن هذا الافتراء الذي ولدوه بعد مئات السنين أوضح ضلالا وظلما وجراءة ووقاحة من زور الأولين، ولهذا قال تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
فالرب القادر العظيم، الذي أحاط علمه بجميع الأسرار، وعلم أحوال العباد حاضرها ومستقبلها، فأنزله لهدايتهم، وجميع الحقائق التي دعا إليها هذا الرسول وهذا القرآن حقائق ثابتة نافعة للعباد، ومحال أن يأتي شيء أصلح منها أو مثلها أو يقاربها: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
الشبهة الخامسة: منهم من قال: إنه مجنون، ومنهم من قال: ساحر وكاهن، ومنهم من قال: مسحور، ومنهم من قال: لو كان صادقا لجاءت الملائكة تؤيده، ولو كان صادقا لأغناه الله عن المشي في الأسواق، وجعل له جنات وأنهارا وأموالا كثيرة. .
الرد عليها: كلهم يعلم أن هذه الأقوال - مع تناقضها - ليست من الشبه فضلا عن كونها من الحجج، فما جاء به الرسول من الهدى في جميع أبواب العلوم النافعة، والدين الحق الذي هو الصلاح المطلق، أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقا، وأكبر الأدلة على إبطال كل ما ناقضه من أقوال المؤتفكين.
12 - {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ - مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ - وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ - وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ - إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 1 - 7]
يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام التي تكتب بها أنواع العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم، وما يسطر به من أنواع الكلام من آياته العظيمة التي تستحق أن يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد، والكلام الفصل الذي هو من أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام، وهذا هو السعادة في الدنيا.
الشبهة السادسة: كان أعداؤه يقولون: إنه مجنون مفتون.
الرد عليها: قال تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ - بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} [القلم: 5 - 6] وقد تبين أنه كان أهدى الناس وأكملهم وأنفعهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه المحاسب المجازي و {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: 7]

**************************************

3. اذكر بعض الأدلة على وجوب الزكاة ومقاصد تشريعها، وآداب إخراجها، وثمرات امتثال أمر الله تعالى بأدائها.
فرض الله الزكاة على المسلمين فجعلها أحد أركان الإسلام الخمس، وقد جمع الله في كتابه في آيات كثيرة بين الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لأنهما مشتركتان في أنهما من أهم فروض الدين، ومباني الإسلام العظيمة، والإيمان لا يتم إلا بهما، ومن قام بالصلاة وبالزكاة كان مقيما لدينه، ومن ضيعهما كان لما سواهما من دينه أضيع، ودليله:
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
وقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]
وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
وقال: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]
مقاصد تشريعها:
1. جبل الانسان على حب المال فقال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) لذا فرضت الزكاة تطهيراً للنفس من رذيلة البخل والشح، ومعالجة لحب الدنيا.
2. يتحقق بالزكاة الترابط والألفة؛ لأن النفس البشرية جُبِلَت على حب من أحسن إليها، وبذلك يعيش أفراد المجتمع المسلم متحابين متماسكين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتقل حوادث السرقة والنهب والاختلاس.
3. يتحقق بالزكاة معنى العبودية والخضوع المطلق والاستسلام التام لله رب العالمين، فعندما الغني زكاة ماله فإنه يعبد الله ونفذ أوامره، ويشكر الله على نعمه، فيجازيه الله على شكره بزيادة الخير عنده كما قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
4. فبإخراجها إلى مستحقيها لا تبقى الثروة المالية مكدسة في أيدي فئات محصورة من المجتمع ومحتكرة لديهم. يقول الله تعالى: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) (الحشر: 7).
5. ، بأداء الزكاة تقوم المصلحة الدينية التي تصرف فيها الزكاة كالجهاد والعلم والإصلاح بين الناس فتكون بذلك الدولة قوية غنية ولا يتمكن أحد من التطاول عليها.

آداب إخراج الزكاة:
1. أن تكون الزكاة خالصة لله عز وجل، لا يشوبها رياء ولا سمعة.
2. أن تكون الزكاة من الكسب الحلال الطيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً.
3. أن تكون الزكاة من جيد ماله وأحبه إليه.
4. أن لا يستكثر ما يزكي به، وأن يستصغر عطيته ليسلم من العجب.
5. أن يشكر الله على نعمة المال والإنفاق، ويجتنب الزهو والإعجاب.
6. أن يسارع بالزكاة قبل حصول الموانع.
7. أن يعطي الزكاة مبتسماً بوجه بشوش ونفس طيبة، ويرضي السعاة.
8. تنويع الصدقة حسب المصلحة وحاجة الفقراء.
9. وأمر تعالى بإخراج الوسط، فلا يظلم رب المال فيؤخذ العالي من ماله - إلا أن يختار هو ذلك -.

الآثار المترتبة عليها:
1. لتقرب من المولى عزوجل ،و الإلتزام بما أمرنا به
2. سد حاجة الفقراء؛ منعا لخلق الشر والفساد.
3. أمر تعالى الآخذ منهم الزكاة أن يصلي عليهم فيدعو لهم بالبركة، فإن في ذلك تطمينا لخواطرهم، وتسكينا لقلوبهم، وتنشيطا لهم، وتشجيعا على هذا العمل الفاضل، من قبل الإمام والساعي وكذلك من قبل الفقير الذي استلم الزكاة .
4. نشر الأفة والمودة وتعزيز العلاقات بين المسلمين.
5. تغرس في المسلم الكثير من القيم ،و الأخلاقيات السامية كالعطف ،و الرحمة ،و الإحساس بمعاناة الغير قادرين ،و الحرص على مساعدتهم .
6. تحمي المسلم من النار ،و عذابها ،و تفتح الباب أمامه للفوز بالجنة ،و نعيمها

**************************************

4. فسّر قول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وبيّن مقاصد هذه الآية والفوائد المستخرجة منها.
هذه الآية فيها تبيان للعبد واطمئنان له بأن الله أقرب للإنسان من حبل الوريد، فإن أراد دعاءه، فعليه الأخذ بالأسباب والوسيلة وهو الدعاء المقرون بالاستجابة لله والانقياد لطاعته، فإن حققها العبد ظاهرا وباطنا بلسانه مقاله وحاله، استجيبت دعوته وقبل طلبه.
وفي هذه الآية تنبيه على الأسباب الموجبة لإجابة الدعاء ومدارها الإيمان بالله، وتحقيقه بالانقياد لله امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه؛ وتنبيه أيضا على أن موانع الإجابة ترك تحقيق الإيمان وترك الانقياد تعتبر منافية للاستجابة لله. والايمان بالله هو طريق الرشد والهداية.

مقصد الآية: دعاء المؤمن مستجاب، ومتحقق بإيمانه بالله وانقياده التام له، وهو طريق هدايته ورشاده. فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما على الأرض رجل مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم "

الفوائد المستخرجة من الآية:
1. الله أقرب للإنسام من نفسه، ولا يحتاج لدعائه إلى شفيع أو وسيط.
2. أن الله تعالى يجيب دعاء المؤمن في الوقت ويؤخر إعطاء مراده ليدعوه فيسمع صوته، ويعجل إعطاء من لا يحبه لأنه يبغض صوته.
3. للدعاء آدابا وشرائط وهي أسباب الإجابة فمن استكملها كان من أهل الإجابة ومن أخل بها فهو من أهل الاعتداء في الدعاء فلا يستحق الإجابة
4. الإيمان بالله وطاعته مدعاة للرشد والهداية.
والله الموفق؛؛؛
أحسنت نفع الله بك
حاولي الابتعاد عن النسخ المحض
ب+

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شوال 1443هـ/18-05-2022م, 02:26 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.
• قال تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، والله يعلم متقلبكم ومثواكم".
إن الطريق الأعظم للوصول إلى أنه لا يستحق الألوهية إلا الله هو تدبر هذا الكتاب العظيم، وتأمل آياته، فهو الموصل للعلم باستحقاق الله وحده للعبادة، فكم تكرر هذا في القرآن العظيم! مما يدل على أنه أعظم المطالب والغايات، ومن تأمل تلك الآيات علم يقينا بأنه لا إله إلا الله، وبازدياد سلوك هذه الطريق، يزداد العبد يقينا بذلك، ويكون هذا بأمور، هي:
1) تدبر أسماء الله وصفاته وأفعاله التي تكررت في كتاب الله وهي الدالة على كمال الله وجلاله وعظمته، وبها يصل العبد إلى معرفة السبيل إلى تحقيق الألوهية لله وحده لا شريك له.
2) من علم بأن الله وحده هو الرب المالك الخالق المدبر، أدرك عدم استحقاق غيره للعبادة والتأليه.
3) العلم بأن الله هو المنعم على الحقيقة، المسبغ نعمه الظاهرة والباطنة على عباده، سيؤدي بالقلوب للتعلق به وحده، فتؤله المنعم تتعلق به وتعظمه.
4) عند تأمل ما أعده الله لعباده المؤمنين الموحدين من النصر والتمكين والثواب الجزيل، وعقوبته للكفار الجاحدين، سيدفع بالعبد للتعلق بالله وحده دون غيره لينال ما ناله عباده المقربين، وليجتنب عاقبة المكذبين الكافرين.
5) من عرف نقص كل ما عبد من دون الله من أوثان وأنداد وأصنام، وعجزها عن تقديم النفع ودفع الضر عن عابديها، أدرك أنه لا يستحق العبادة إلا الله كامل الصفات الذي بيده ملكوت السماوات والأرض.
6) بمعرفة أن كل الكتب السماوية جاءت بالتوحيد وتواطأت عليه، لهو داعٍ لاتباعه والتعلق وتعظيم منزل تلك الكتب.
7) عندما نعلم أن خواص خلق الله وهم الأنبياء والرسل والعلماء الربانيين قد شهدوا بوحدانية الله وألوهيته، وهم الأكمل عقولا والأحاسن أخلاقا، يدعونا هذا لاتباعه والسير على ما شهدوا به.
8) كل ما هو حولنا من الآيات النفسية والأفقية، تدل على استحقاقه سبحانه وحده للألوهية.
9) شرع الله المحكم الآيات والأحكام، ومحاسن دينه لهو أكبر داع إلى توحيد الله بالألوهية والعبادة.
• والآيات الدلة على وجوب توحيد الله تعالى كثيرة، منها قوله تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم".
عندما يشهد العظيم سبحانه، ويشهد ملائكته وأنبياءه وأولو العلم على أمر فلابد أنه يكون جليلا عظيما، وهنا الشهادة على أصل الدين وقاعدته ألا وهو استحقاقه سبحانه وحده للألوهية، وتوحيده بالعبادة، وعدم إشراك معه غيره. وانفراده سبحانه بذلك إنما هو لكمال أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكام شرعه وعدل جزائه. فالله تعالى هو العدل الكامل في جميع العبادات والمعاملات والأمر والنهي، لا ظلم فيه ولا جور. ويستطيع المتأمل للأمور الكونية، والمتدبر لآياته الشرعية أن يلحظ استحقاقه وحده للعبادة. وقد أقام تعالى بين خلقه من يشهد بذلك من عباده وهم أولو العلم لما خصهم به من العلم الصحيح واليقين التام والمعرفة الراسخة، فيرجع إليهم الخلق في معرفة الحق واتباعه، ودحض الباطل واجتنابه. فهم خير وسائط بين الرب جل وعلا وبين العباد في بيان عظمة التوحيد ورسم طريقه، وتفصيل شرائعه، وتبيان معالمه، فيستعين بهم الخلق ويسألونهم في كل ما يحقق لهم السلامة في الدنيا والآخرة. وهذا كله لهو أكبر دليل على كمال عدل أهل العلم الراسخين فيه، ولذلك استشهدهم تعالى على أعظم مطلوب، والغاية التي خلق لأجلها الخلق.


2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
يعتبر الإيمان بالملائكة لهو من المعلوم بالضرورة من دين الله، وهو من جملة أركان الإيمان الستة التي هي أصول الإيمان وقاعدة العقيدة. فلا يتم إيمان المرء إلا بالإيمان بتلك المخلوقات من نور التي لا تعصي الله ما أمرها، وتفعل ما يأمرها ربها به. يسبحونه بالليل والنهار لا يفترون، لا يستكبرون عن عبادته على الرغم من عظمة خلقهم، وبالغ قوتهم.
فقد قال تعالى عنهم: "وله من في السموات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون"
وقال تعالى في وصفهم: "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
أما عددهم فيصعب حصره، ولكن هناك من الملائكة من أعلمنا تعالى ببعض وظائفهم، فمنهم:
- جبريل، ملك الوحي، الموكل بتبليغ شرع الله لرسله، وصفه تعالى بقوله: "إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين"، وقال عنه أيضا: "وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين".
- وملك الموت الموكل بقبض أرواح الخلق، قال تعالى: "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم".
- وميكائيل، الملك الموكل بإزال المطر، وإنبات النبات.
- وإسرافيل: وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور يوم البعث.
- وملائكة تحفظ العباد مما يضرهم.
- وملائكة تحصي على العباد أعمالهم فتكتبها في صحائفهم.
- وملائكة موكلة بتصوير الأجنة في الأرحام، وكتابة ما يجري عليها في الحال والمآل.
- وملائكة موكلة بحمل العرش.
وغيرهم من هذه المخلوقات العظيمة الخلق، الرفيعة القدر، التي يجب علينا أن نؤمن بها، وبوجودها وبعملها على وجه الإجمال والتفصيل، وعلى الصورة التي وصفها الله تعالى لنا، لا على أنها قوى خيرية وصفات حسنة موجودة في الإنسان كما حرفها بعض المنحرفين، وكذلك بأن نثبت وجودها ولا ننكره كما فعل الزنادقة الذين أنكروا وجود الله بالأساس، ومنهم من زعم بأن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقة وإنما هو ذلك التسخير الذي سخر الله به الأرض وما فيها للعباد، فساووا بين الكفار والمؤمنين بسجود الملائكة لآدم. فلله كيف يقولون بهذا القول ويتجاهلون النصوص القطعية الصحة بوجود الملائكة، بصورهم وبوظائفهم وأعمالهم؟ وأين يذهبون من سؤال الله لهم عنها وقد لمسوا آثار وجودها وعملها؟
وإن للإيمان الصحيح بالملائكة بالغ الأثر على عبادة العبد لربه، واطمئنانه بهذا الشرع العظيم الذي ارتضاه له، ويقينه بأن الله الذي خلقه لم يتركه يجابه مشاق الحياة وحده، فالحمد لله من قبل ومن بعد على أن جعلنا مسلمين، على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
لم تفصلي في مسألة الرد على منكري وجود الملائكة, كذلك لن تتوسعي في ذكر الآثار الإيمانية

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
تعتبر هذه الآية من الآيات الجامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس، فقد رسمت للعباد الطريق السوي الذي يسلم كل من اتبعها في تعامله مع الخلق ومعاشرتهم لهم، فقال تعالى آمرا نبيه في تبليغ هذا القول: "خذ العفو" أيخذ ما عفا لك من أخلاق الناس، وما سمحت به أنفسهم من الأعمال والأخلاق، فلا يطالبهم بما لا تسمح به طبائعهم، بل يقبله منهم، ويتجاوز عن تقصيرهم، وبغض الطرف عن نقصهم، فلا يتكبر على قليل الخلق منهم، ولا يقطع من أساء له منهم، بل يعاملهم جميعا باللطف واللين الذي ما كان ف شيء إلا زانه. وعطف على ذلك سبحانه: "وأمر بالعرف" وهو كل قو حسن، وفعل جميل: من تعليم علم نافع سواء كان دينيا أو دنيويا، وإسداء نصح، وأمر بالمعروف وانهي عن منكر، وحث على صلة رحم، وبر للوالدين، وسعي في الإصلاح بين الناس، إلى غير ذلك من صالح الخلق وجميل السلوك.
وإن مما لاشك فيه، أن من يقوم بذلك لابد وأنه سيتعرض إلى الإيذاء القولي أو الفعلي، فجاء ختام الآية بالأمر بالإعراض عن الجاهلين، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، بل بالإحسان إلى المسيء، والترفع عن سفاسف الأخلاق، ليحصل العبد بعد امتثال كل ذلك: على الثواب الجزيل، وعلى راحة القلب وسكونه، وسلامته من الجاهلين، وتحول الذي بينه وبينه عداوة إلى ولي حميم، وإلى السمو بالأخلاق إلى مراتب رفيعة، كما قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.
تكررت الآيات الدالة على الأمر بالجهاد في كتاب الله، فقد قال تعالى:
- "إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير".
- "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط".
- "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة".
- "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، والفتنة أشد من القتل".

فمما سبق نلحظ مدى عناية الشارع بالجهاد الذي به ينشر الدين، ويخذل الكافرين. حيث لم يشرع الجهاد كما يزعم أهل الضلال والباطل رغبة بسفك الدماء وإهلاكا للحرث والنسل – كما هو حاله عند كل أهل الملل الباطلة – وإنما شرعه المولى عزوجل لحكم جليلة، منها:
- إقامة دين الله، ونشر التوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله.
- دفع ظلم المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين المظلومين.
فلولا الجاهد لاستولى الكفار على ديار المسلمين، ولغيروا لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ولفتكوا بهم، ولمنعوا شعائر الله أن تقام في الأرض. فيتبين لنا غرض الجهاد ومرماه وهو إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين وقمع الظالمين.

ومن آداب الجهاد:
- رحمة القائد برعيته، ونصحه لهم، وإعماله للرأي والمشورة لأهل الاختصاص والحكمة.
- تاليف القائد بين أفراد الجيش، وعدم إحداث الشقاق والمنازعات بينهم، بل يغرس فيهم الوحدة وأهميتها، مع السعي بالإصلاح بين المتخاصمين. قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- العدل في تقسيم الغنائم لطرد الشحناء من نفوس المجاهدين التي قد تكون سببا في حصول الهزيمة.
- تهيئة النفوس للقتال، وبث التفاؤل وروح المصر بين أفراد الجيش بكل السبل.
- ملاحظة مداخل الهزيمة والعمل على سدها وتصحيح الأمور وتداركها.
- عدم ربط النصر بشخص القائد أو غيره، قال تعالى: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"، بل يُذكر المجاهدون بالغاية الأسمى التي يقاتل المسلمون لأجلها وهي إعلاء كلمة الله، يحققوا الإخلاص لله وحده.
وقد جاء في السنة آدابا راقية في الجهاد، يمكن ذكرها هنا لإتمام المعنى، فمن جملة الآداب التي حثنا عليها ديننا: هي ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم صحابته حين كلفهم بالجهاد: في حديث بريدة بن حصيب الأسلمي الذي في صحيح مسلم: (اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وإذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إلى ثَلَاثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلَالٍ، فأيَّتُهُنَّ ما أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، فإنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى التَّحَوُّلِ مِن دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذلكَ فَلَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعليهم ما علَى المُهَاجِرِينَ، فإنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا منها، فَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يَكونُونَ كَأَعْرَابِ المُسْلِمِينَ، يَجْرِي عليهم حُكْمُ اللهِ الذي يَجْرِي علَى المُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكونُ لهمْ في الغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شيءٌ إلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فلا تَجْعَلْ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فإنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِن أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسولِهِ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِكَ، فإنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فيهم أَمْ لَا).
وبهذا الأدب الجم في القتال، والتي عز أن تجد لها نظيرا، نرد على من يتهم ديننا بالعنف والإرهاب.

أما أسباب النصر:
- الصبر والثبات عند اللقاء. قال تعالى: "واصبروا، إن الله مع الصابرين". وقال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا".
- التوكل على الله والتضرع إليه، والإكثار من ذكره. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون".
- تعلم أمور الجهاد وفنون القتال المناسبة للزمان. قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم".
- الترغيب في فضائل الجهاد، وثمراته العاجلة والآجلة، والحث على الشجاعة والسعي في أسبابها.
- الثقة بوعد الله بالنصر والتمكين. قال تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
- اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع". قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
- كمال إخلاص الجهاد لله في إعلاء كلمة الله. لئلا يحصل ما حصل للمسلمين في غزوة حنين حين أعجبتهم كثرتهم، فاعتمدوا عليها.
- حسن التدبير والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية. قال تعالى: "وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال".
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir