دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > لامية الأفعال

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 محرم 1430هـ/16-01-2009م, 03:42 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي فصل في بناء الآلة التي يعمل بها

فَصْلٌ فِي بِنَاءِ الْآلَةِ الَّتِي يُعْمَلُ بِهَا

كَمِفْعَلٍ وَكَمِفْعَالٍ وَمِفْعَلَةٍ = مِن الثَّلَاثِي صُغِ اسْمَ مَا بِهِ عُمِلَا
وَكَالْفِعَالِ وَصَاغُوا مِنْهُ مَفْعَلَةً = لِمَا عَلَى الْفِعْلِ مِنْ أَسْبَابِهِ حَمَلَا
وَبِالْفُعَالِ بِتَجْرِيدٍ اتَوْا وَبِتَا = لِمَا يُنَحُّونَهُ مِنْ تَافِهٍ رَذُلَا
شَذَّ الْمُدُقُّ وَمُسْعُطٌ وَمُكْحُلَةٌ = وَمُدْهُنٌ مُنْصُلٌ وَالْآتِي مِنْ نَخَلَا
وَمَنْ نَوَى عَمَلًا بِهِنَّ جَازَ لَهُ = فِيهِنَّ كَسْرٌ وَلَمْ يَعْبَأْ بِمَنْ عَذَلَا


  #2  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 01:11 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي زبدة الأقوال لابن الناظم: بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي

فصلٌ
في بناءِ اسمِ الآلةِ
ص

كمِفْعَلٍ وكمِفْعَالٍ ومِفْعَلَةِ = مِن الثلاثيِّ صُغْ اسمَ ما به عُمِلاَ
شَذَّ الْمُدُقُّ ومُسْعُطٌ ومُكْحُلَةٌ = ومُدْهُنٌ مُنْصُلٍ وآلاتُ مَن نَخَلاَ
ومَن نَوَى عَمَلاً بِهِنَّ جازَ له = فيهنَّ كَسْرٌ ولم يُعْبَأْ بِمَنْ عَذَلاَ
ش
يُبْنَى مِن الفعْلِ الثلاثيِّ لآلةِ ما يُفْعَلُ به اسمٌ على: مِفْعَلٍ ـ بكسرِ الميمِ ـ وقد تَلْحَقُهُ التاءُ.
أو على مِفعالٍ.
فمِفعَلٌ، نحوَ: مِحْلَبٍ، ومِقَصٍّ ومِسَلَّةٍ، ومِكْسَحَةٍ ومِسْرَجَةٍ، ومِصْفًى والْمِخْرَزِ والْمِخْيَطِ.
ومِفعالٌ، نحوَ: مِقراضٍ، ومِصباحٍ، ومِفتاحٍ، وقالوا: الْمِفْتَحُ.
وجاءَ مِن أسماءِ الآلاتِ على: مُفْعُلٍ ـ بالضمِّ والإتباعِ ـ: الْمُدُقُّ، والْمُسْعُطُ، والْمُكْحُلَةُ، والْمُدْهُنُ، والْمُنْصُلُ والْمُنْخُلُ والْمُحْرُضَةُ، بُنِيَتْ على ذلك؛ لأنَّها أسماءٌ لتلك الأشياءِ، وإن لم يُعْمَلْ بها.
فإذا قُصِدَ بها العملُ جازَأن تُكْسَرَ، نحوَ: نَخَلْتُ بالْمِنْخَلِ، ودَقَقْتُ بالْمِدَقِّ.


  #3  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 01:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي فتح الأقفال لجمال الدين محمد بن عمر المعروف ببحرَق

فصلٌ في بِنَاءِ الآلَةِ

وَلَمَّا كانَ لها شَبَهٌ بالمصادرِ وَالظروفِ الميميَّةِ أَلْحَقَهَا بها، وَهيَ على قِسْمَيْنِ: قِيَاسِيٍّ وَسماعِيٍّ.
وَإِلى القياسيِّ أَشَارَ بِقَوْلِهِ:
كَمِفْعَلٍ وَكَمِفْعَالٍ وَمِفْعَلَةٍ = مِنَ الثَّلاثِي صُغِ اسْمَ مَا بِهِ عُمِلا
أيْ: يُصَاغُ مِن الفعلِ الثلاثيِّ دونَ غيرِهِ لبناءِ اسمِ الآلةِ التي يُعْمَلُ بها ذلكَ الفعلُ الثلاثيُّ -اسمٌ مِيمِيٌّ، إِمَّا على وَزنِ مِفْعَلٍ مُذَكَّراً، كالمِحْلَبِ وَالمِقْدَحِ وَالمِقْلَى، أَوْ مُؤَنَّثاً كالمِسْرَجَةِ وَالمِسْبَحَةِ وَالمِسْحَاةِ، أَوْ مِفْعَالٍ مُذَكَّراً فقطْ كالمِصْبَاحِ وَالمِفْتَاحِ وَالمِسْوَاكِ.
وَإِلي الشَّاذِّ أَشَارَ بِقَوْلِهِ:
شَذَّ الْمُدُقُّ وَمُسْعُطٌ وَمُكْحُلَةٌ = وَمُدْهُنٌ مُنْصُلٌ وَالْآتِ مِنْ نَخَلا
أيْ: إِنَّ هذهِ الأسماءَ شَذَّتْ بالضَّمِّ، فَتُحْفَظُ وَلا يُقَاسُ عليها، فَمِنْهَا: المُدُقُّ وَهوَ الآلةُ التي يُدَقُّ بها.
وَمنها المُسْعُطُ وَهوَ الإِناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ السَّعُوطُ، وَالسَّعُوطُ بفتحِ السينِ: الدواءُ الذي يُصَبُّ في الأنفِ.
وَمنها: المُكْحُلَةُ وَهيَ الإِناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ الكُحْلُ، وَأمَّا المِكْحَلُ وَالمِكْحَالُ بِكَسْرِ الميمِ على القياسِ فهوَ المِيلِ الذي يُكْتَحَلُ بهِ.
وَمنها: المُدْهُنُ للإِناءِ الذي يُجْعَلُ منهُ الدُّهْنُ.
وَمنها: المُنْصُلُ وَهوَ مِنْ أَسْمَاءِ السيفِ.
وَمنها: المُنْخُلُ، وَهوَ ما يُنْخَلُ بهِ الدَّقِيقُ.
فهذهِ السِّتَّةُ جَاءَتْ بِضَمِّ الميمِ وَالعَيْنِ على خلافِ القياسِ.
تَنْبِيهٌ: أمَّا المُسْعُطُ وَالمُكْحُلَةُ وَالمُدْهُنُ فلمْ يُسْمَعْ فيها غيرُ الضمِّ، وَأمَّا المُدُقُّ فَسُمِعَ أَيْضاً المِدَقُّ بِكَسْرِ الميمِ على القياسِ.
وَسُمِعَ في المُنْصُلِ فَتْحُ الصادِ معَ ضمِّ الميمِ وَكذا في (المُنْخُلِ) سُمِعَ فَتْحُ الخاءِ معَ ضمِّ الميمِ.
وَزادَ في التسهيلِ (المُحْرُضَةُ) وَهيَ الإِناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ الحُرُضُ بِضَمَّتَيْنِ، وَهوَ الأُشْنَانُ.
وَلمْ يُذْكَرْ في الصِّحَاحِ وَالقاموسِ فيها إلاَّ الكسرُ على القياسِ.
ثمَّ إِنَّ الضمَّ في هذهِ الأدواتِ الشاذَّةِ إِنَّمَا هوَ عندَ إِطلاقِ الاسمِ عليها تَشْبِيهاً لَهَا بِأَسْمَاءِ الأعيانِ الْغَيْرِ المُشْتَقَّةِ.
وَأمَّا إِذا قُصِدَ بها الاشتقاقُ مِمَّا عُمِلَ فإِنَّهُ يَجُوزُ فيها مُرَاعَاةُ القياسِ فَتُكْسَرُ على الأصلِ؛ وَلهذا قَالَ:

وَمَنْ نَوَى عَمَلاً بِهِنَّ جَازَ لَهُ = فِيهِنَّ كَسْرٌ وَلَمْ يَعْبَأْ بِمَنْ عَذَلا
أيْ: فَيَجُوزُ أنْ يَقُولَ: سَعَطْتُهُ بالمِسْعَطِ، وَنَخَلْتُهُ بالمِنْخَلِ.
وَهذهِ المسألةُ مِنْ زَوَائِدِهِ على التسهيلِ.
وَقولُهُ: (وَلَمْ يَعْبَأْ)؛ أيْ: لَمْ يُبَالِ بِمَنْ لامَهُ على ذلكَ، وَهوَ مَهْمُوزٌ هنا.


  #4  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 01:13 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي مناهل الرجال للشيخ: محمد أمين بن عبد الله الأثيوبي الهرري

قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
فَصْلٌ في بناءِ الآلَةِ
ولمَّا كانَ لَهَا شَبَهٌ بالمصادرِ والظروفِ المِيمِيَّةِ أَلْحَقَهَا بها، فالآلةُ ضَابِطُها هيَ ما يُعَالِجُ بهِ الفاعلُ المفعولَ لوصولِ الأثرِ إليهِ، وقدْ عُلِمَ منْ هذا التعريفِ أنَّ الآلةَ إنَّما تكونُ للأفعالِ العِلاجِيَّةِ، ولا تكونُ للأفعالِ اللازمةِ ؛ إذْ لا مفعولَ لها. وأمَّا اسمُ الآلةِ، فهوَ كلُّ ما دلَّ على أداةِ العملِ، وقيلَ: هوَ كلُّ اسمٍ اشْتُقَّ منْ فعلٍ ثلاثيٍّ مُتَعَدٍّ اسماً لِمَا يُسْتَعَانُ بهِ في ذلكَ الفعلِ. وهوَ أَعْنِي: اسمَ الآلةِ- نوعانِ: مُشْتَقٌّ وغيرُ مُشْتَقٍّ، فالمشتقُّ قسمانِ أيضاً: مقيسٌ، أيْ: مُطَّرِدٌ، وشاذٌّ، فالمقيسُ لهُ ثلاثةُ أوزانٍ: مِفْعَلٌ كَمِقْدَحٍ ومِبْرَدٍ، ومِفْعَالٌ كمِفْتَاحٍ ومِصْبَاحٍ، ومِفْعَلَةٌ كَمِكْنَسَةٍ ومِسْرَجَةٍ. وأشارَ إليها الناظمُ في البيتِ الأوَّلِ من الترجمةِ، والشاذُّ سبعةُ ألفاظٍ، ذكرَ الناظمُ منها سِتَّةً في البيتِ الثاني من الترجمةِ، وتركَ واحداً وهوَ المُحْرُضَةُ، وهوَ الإناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ الحُرُضُ بضَمَّتَيْنِ، وهوَ الأُشْنَانُ. وهذا النوعُ -أعني: اسمَ الآلةِ المُشْتَقَّ- لا يُبْنَى إلاَّ من الثلاثيِّ المُتَعَدِّي، وشَذَّ منهُ مِصْفَاةٌ ومِرْقَاةٌ ومِزْمَارٌ؛ لأنَّها مأخوذةٌ منْ صَفَا ورَقِي وزَمَرَ، وهيَ لازمةٌ. والنوعُ الثاني غيرُ مُشْتَقٍّ، وهوَ لا ضابطَ لهُ، ويأتي على أوزانٍ مختلفةٍ، نَحْوُ: قَدُومٍ، وسِكِّينٍ، وفَأْسٍ، ولمْ يذْكُرْهُ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى.
الإعرابُ:
(فَصْلٌ): خبرٌ لمحذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: هذا فصلٌ، والجملةُ مُستأنفةٌ، (في): حرفُ جرٍّ، (بِنَاءِ): مجرورٌ بِفِي، بناءِ: مضافٌ، (الآلَةِ): مضافٌ إليهِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ وجوباً صفةٍ لفَصْلٌ , تقديرُهُ: فصلٌ معقودٌ في بناءِ الآلةِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
كَمِفْعَلٍ وكَمِفْعَالٍ ومِفْعَلَةٍ = من الثُّلاثِي صُغِ اسمَ مَا بهِ عُمِلا
وقولُهُ: (كَمِفْعَلٍ وكَمِفْعَالٍ ومِفْعَلَةٍ) بكسرِ الميمِ وفتحِ العينِ في الثلاثةِ، حالٌ منْ مَفْعُولِ صُغ، وقولُهُ: (من الثلاثِي): بسكونِ الياءِ لضرورةِ النظمِ متعلِّقٌ بقولِهِ: (صُغ)، والمعنى: صُغْ أيُّها الصرفيُّ من الفعلِ الثلاثيِّ المُتعدِّي دونَ غيْرِهِ (اسمَ ما بهِ عُمِلا) أي: اسمَ الآلةِ التي عُمِلَ بها الفعلُ حالةَ كونِهِ على وَزْنِ مِفْعَلٍ كَمِخْيَطٍ ومِخْلَبٍ، أوْ على وَزْنِ مِفْعَالٍ كَمِفْتَاحٍ ومِقْرَاضٍ، أوْ على وَزْنِ مِفْعَلَةٍ كَمِسْرَجَةٍ ومِسْبَحَةٍ، وكلُّ هذهِ الأوزانِ الثلاثةِ لا يُقَاسُ عليها، ولكنَّ الغالبَ في مُعتلِّ اللامِ وزنُ مِفْعَلَةٍ، نَحْوُ: مِطْوَاةٍ ومِشْوَاةٍ ومِصْفَاةٍ، ونَدُرَ غيرُهُ كالمِقْلَى. وقولُهُ: صُغ، أمرٌ منْ صاغَ الكلمةَ إذا بَنَاهَا منْ كلمةٍ أُخْرَى على هيئةٍ مخصوصةٍ، وما واقعةٌ على الآلةِ، وذَكَّرَ ضميرَ بهِ العائدَ على (ما) نَظَراً إلى لَفْظِها.
الإعرابُ:
(كَمِفْعَلٍ): الكافُ حرفُ جرٍّ وتشبيهٍ، مِفْعَلٍ: مجرورٌ بالكافِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ منْ مَفْعُولِ صُغْ، (وكَمِفْعَالٍ): الواوُ عاطفةٌ، كَمِفْعَالٍ: جارٌّ ومجرورٌ معطوفٌ على الجارِّ والمجرورِ قَبْلَهُ، (وَمِفْعَلَةٍ): الواوُ عاطفةٌ، مِفْعَلَةٍ: معطوفٌ على مِفْعَالٍ، (من): حرفُ جرٍّ، (الثُّلاثِي): مجرورٌ بمِنْ بكسرةٍ مُقدَّرةٍ لسكونِ ضرورةِ النظمِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بِصُغْ، (صُغْ): فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ مُستأنفةٌ، (اسْمَ): مفعولٌ بهِ لِصُغْ، اسمَ: مضافٌ، (ما): موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ الجرِّ، مضافٌ إليهِ، (بِهِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بقولِهِ: (عُمِلا)، عُمِلَ: فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، والألفُ فيهِ حرفُ إطلاقٍ، ونائبُ فاعلِهِ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على الفعلِ، والجملةُ الفعليَّةُ صِلةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:

شَذَّ المُدُقُّ ومُسْعُطٌ ومُكْحُلَةٌ = ومُدْهُنٌ مُنْصُلٌ وَالآتِ مِنْ نَخَلا
وَمَنْ نَوَى عَمَلاً بِهِنَّ جَازَ لَهُ = فِيهِنَّ كَسْرٌ ولمْ يَعْبَأْ بِمَنْ عَذَلا
ثمَّ شرعَ الناظمُ في ذكرِ الألفاظِ الشاذَّةِ، وتقدَّمَ لكَ أنَّها سبعةٌ، ذكرَ الناظمُ منها سِتَّةً. الأوَّلُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (شَذَّ المُدُقُّ)، أيْ: خرجَ عنْ قياسِ الأوزانِ المُطَّرِدَةِ، وهيَ الثلاثةُ السابقةُ بضمِّ الميمِ والعينِ، وهيَ الآلةُ التي يُدَقُّ بها أوْ عَلَيْهَا الشيءُ، وسُمِعَ فيهِ المِدَقُّ والمِدَقَّةُ بكسرِ الميمِ وفتحِ العينِ على القياسِ. والثاني منها ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (و) شَذَّ (مُسْعُطٌ)، أيْ: خرجَ عنْ قياسِ الأوزانِ المُطَّرِدَةِ بضمِّ الميمِ والعينِ، وهوَ الإناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ السَّعُوطُ ويُصَبُّ منهُ في الأنفِ، والسَّعُوطُ بفتحِ السينِ: الدواءُ الذي يُصَبُّ في الأنفِ، وسُمِعَ فيهِ المِسْعَطُ بكسرِ الميمِ وفتحِ العينِ على القياسِ. والثالثُ منها ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (و) شذَّ (مُكْحُلَةٌ)، أيْ: خرجَ عنْ قِيَاسِها بضمِّ الميمِ والعينِ، وهيَ الإناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ الكُحْلُ، وأمَّا المِكْحَلُ والمِكْحَالُ بكسرِ الميمِ وفتحِ العينِ على القياسِ فيهما، فهوَ المِيلُ الذي يُجْعَلُ بهِ الكحلُ في العينِ. والرابعُ منها ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (و) شذَّ (مُدْهُنٌ)، أيْ: خرجَ عنْ قياسِها بضمِّ الميمِ والعينِ، وهوَ الإناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ الدُّهْنُ. والخامسُ منها ما ذكَرَهُ بقولِهِ: وشذَّ (مُنْصُلٌ)، أيْ: خرجَ عنْ قياسِها بضمِّ الميمِ والعينِ، وهوَ مِنْ أسماءِ السَّيْفِ، وسُمِعَ فيهِ المُنْصَلُ بضمِّ الميمِ وفتحِ الصادِ. والسادسُ ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (و) شذَّ المُنْخُلُ (الآتِ)، أي: المصوغِ (مِنْ) مصدرِ (نَخَلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: خرجَ عنْ قياسِها بضمِّ الميمِ والعينِ، وهوَ ما يُنْخَلُ بهِ الدقيقُ، وسُمِعَ فيهِ المُنْخَلُ بضمِّ الميمِ وفتحِ الخاءِ، ويُقالُ: نَخَلَ الدقيقَ منْ بابِ نَصَرَ إذا غَرْبَلَهُ وأَزَالَ نُخَالَتَهُ، والنُّخَالَةُ بضمِّ النونِ: ما بَقِيَ في المُنْخُلِ من القِشْرِ ونحْوِهِ. والسابعُ منها: (المُحْرُضَةُ)، أيْ: فإنَّها شَذَّتْ عنْ قياسِها بضمِّ الميمِ والعينِ، وهيَ الإناءُ الذي يُجْعَلُ فيهِ الحُرُضُ، والحُرُضُ بضَمَّتَيْنِ وبضمٍّ فَسُكُونٍ: الأُشْنَانُ والإِشْنَانُ -بضمِّ الهمزةِ وبكَسْرِها معَ إِسْكَانِ الشينِ فيهما-: ما تُغْسَلُ بهِ الأيدي من الحَمْضِ، والحَمْضُ ما مَلُحَ وأَمَرَّ من النباتِ يُجْمَعُ على حُمُوضٍ.
والمرادُ بالشذوذِ في هذهِ السبعةِ معَ أنَّ الجمعَ سماعيٌّ أنَّها لَيْسَتْ كما جاءَ على الأوزانِ المُطَّرِدَةِ في جوازِ إِطْلاقِهَا على كلِّ آلةٍ، وإنَّما هيَ أسماءٌ لآلاتٍ مخصوصةٍ، فلا يُقالُ: مُدْهُنٌ، إلاَّ للآلةِ التي جُعِلَتْ للدُّهْنِ، ولوْ جَعَلْتَ الدهنَ في وعاءٍ غيْرِهِ لمْ يُسَمَّ مُدْهُناً.
ثمَّ إنَّ لُزُومَ الضمِّ في هذهِ السبعةِ إنَّما هوَ إذا قُصِدَ بهنَّ أسماءَ الآلاتِ المخصوصةِ تشبيهاً لَهُنَّ بأسماءِ الأعيانِ الجامدةِ، وأمَّا إذا قُصِدَ بهنَّ الاشتقاقُ مِمَّا عُمِلَ بهنَّ؛ فإنَّهُ يجوزُ فيهنَّ مُراعاةُ القياسِ كما ذكَرَهُ بقولِهِ: (ومَنْ نَوَى عَمَلاً بِهِنَّ)، أيْ: ومنْ قَصَدَ بِهِنَّ اشتقاقاً من العملِ الذي عُمِلَ بِهِنَّ، أيْ: لمْ يَقْصِدْ بِهِنَّ أسماءَ الآلاتِ المخصوصةِ، (جازَ لَهُ)، أيْ: لذلكَ القاصدِ، (فِيهِنَّ)، أيْ: في هذهِ الألفاظِ السِّتَّةِ بلْ في السَّبْعَةِ (كسْرٌ) لأوَّلِهِنَّ معَ فتحٍ لعَيْنِهِنَّ على القياسِ، كما يجوزُ لهُ ما سبقَ من الضمِّ على الشذوذِ، (ولمْ يَعْبَأْ)، أيْ: لمْ يُبَالِ ذلكَ القاصدُ (بمَنْ عَذَلا)، أيْ: بعَذْلِ مَنْ عَذَلَهُ ولامَهُ على ذلكَ الكسرِ؛ لأنَّهُ على الصوابِ، فيجوزُ لهُ أنْ يقولَ: دَقَقْتُ الشيءَ بِالْمِدَقِّ، ونَخَلْتُ الدقيقَ بالمِنْخَلِ، وسَعَطْتُ الدَّواءَ بالمِسْعَطِ، إلى غيرِ ذلكَ.


الإعرابُ:
(شَذَّ): فعلٌ ماضٍ، (المُدُقُّ): فاعلٌ مرفوعٌ، والجملةُ مُستأنفةٌ، (ومُسْعُطٌ): الواوُ عاطفةٌ، مُسْعُطٌ: معطوفٌ على (المُدُقُّ)، (ومُكْحُلَةٌ): الواوُ عاطفةٌ، مُكْحُلَةٌ: معطوفٌ على المُدُقُّ، (ومُدْهُنٌ): الواوُ عاطفةٌ، مُدْهُنٌ: معطوفٌ على المُدُقُّ، (مُنْصُلٌ): معطوفٌ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على المُدُقُّ، (وَالآتِ): الواوُ عاطفةٌ، الآتِ معطوفٌ على المُدُقُّ مرفوعٌ بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ على الياءِ المحذوفةِ لضرورةِ النظمِ مَنَعَ منْ ظُهورِها الثِّقَلُ، (منْ): حرفُ جرٍّ، (نَخَلا): مجرورٌ مَحْكِيٌّ بمِنْ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بالآتِ، (ومَنْ نَوَى): الواوُ استئنافيَّةٌ، مَنْ: اسمُ شرطٍ جازمٌ في محلِّ الرفعِ مبتدأٌ، نَوَى: فعلٌ ماضٍ في محلِّ الجزمِ بِمَنْ على كَوْنِهِ فعلَ شرطٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على مَنْ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الرفعِ خبرُ مَنْ، أوْ الخبرُ جملةُ الجوابِ أوْ هُمَا على الخلافِ المذكورِ في مَحَلِّهِ، (عَمَلا): مفعولٌ بهِ لِنَوَى، (بِهِنَّ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِنَوَى، (جَازَ): فعلٌ ماضٍ في محلِّ الجزمِ بمَنْ على كَوْنِهِ جوابَ الشرطِ، (لَهُ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِجَازَ، وكذا قولُهُ: (فِيهِنَّ) جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِجَازَ، (كَسْرٌ): فاعلٌ لِجَازَ، وجملةُ مَن الشرطيَّةِ مِنْ فعلِ شَرْطِها وجَوَابِها مُستأنفةٌ، (ولَمْ): الواوُ عاطفةٌ، لمْ: حرفُ نفيٍ وجزمٍ، (يَعْبَأْ): فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بِلَمْ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على مَنْ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الجزمِ معطوفةٌ على جُمْلَةِ جازَ على كَوْنِهَا جواباً لمَن الشرطيَّةِ، (بِمَنْ): الباءُ حرفُ جرٍّ، مَن: اسمٌ موصولٌ في محلِّ الجرِّ بالباءِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بِيَعْبَأْ، (عَذَلا): فعلٌ ماضٍ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على مَنْ الموصولةِ، والجملةُ الفعليَّةُ صلةُ الموصولِ لا محلَّ لها من الإعرابِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir