مجلس مذاكرة (العقيدة الطحاوية)

[ساجدة فاروق]

إخواني الطلاب وأخواتي الطالبات هذا المجلس مخصص لاستقبال مشاركاتكم في تلخيص ومراجعة موضوعات العقيدة الطحاوية .

[سليم سيدهوم]

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين، و على آله و أصحابه أجمعين،
أما بعد:
فهذا ما تيسر لي من مذاكرة العقيدة الطحاوية ، و هذه المذاكرة تشتمل على مسائل تكلم عنها المؤلف و شراح هذا الكتاب.

المسألة الأولى: عقيدة أهل السنة و الجماعة في تكليم الله ـ تعالى ـ لموسى ـ عليه السلام ـ و أقوال المخالفين فيه:
يؤمن أهل السنة و الجماعة بأن الله كلم موسى تكليما كما جاء في الآية فيثبتون صفة الكلام لله تعالى على الوجه الائق به.
و فسر الجهمية الكلام بمخلوق منفصل يقال له كلام، و هو يعتقدون أن الله لا يوصف بالكلام أصلا.
و يعتقد المعتزلة أن كلام الله يخلق في أحوال مختلفة، فمن جهة سماع موسى خلق في شجرة.
و أما الكلابية و أتباعهم فيعتقدون بأن كلام الله معنى واح، و أن كتب الله تعبير عن هذا المعنى الواحد.
و هناك أقوال أخرى في صفة الكلام، و كلها باطلة إلا قول أهل السنة و الجماعة.

و سأتبع هذه المسألة بمسائل أخرى إن شاء الله تعالى.

[سليم سيدهوم]

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، و على آله و أصحابه أجمعين،
أما بعد:
فمما ذكره الطحاوي ـ رحمه الله ـ في عقيدته: "والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة".
و قد بين معالي الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه ضابط كون الأمن و الإياس ينقلان عن ملة الإسلام و قال: "فإن الأمن والإياس ردة عن الدين كما قال: "ينقلان عن ملة الإسلام بضابط"، ومن المهم معرفة هذا الضابط؛ لأنه هو نكتة المسألة وعقدتها , وهو أن الأمن يكون كفراً إذا انعدم الخوف , واليأس يكون كفراً إذا انعدم الرجاء, فمن لم يكن معه خوفٌ من الله جل وعلا أصلاً , يعني أصل الخوف غير موجود فقد أمن فهو كافر، ومن لم يكن معه رجاء في الله جل وعلا أصلاً فقد يأس من روح الله فهو كافر..."
و قد وصف الله ـ تعالى ـ الكافرين الخاسرين الذين استحقوا العذاب بأنهم يأمنون من مكر الله، و ييأسون و يقنطون من رحمته، فقال ـ تعالى ـ :{ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }، و قال ـ تعالى ـ : {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.
و أما أهل السنة و الجماعة، فهم بين الخوف و الرجاء، قال الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ :"فأهل السنة والجماعة بين هؤلاء وهؤلاء , لا يأمنون بل يخافون الله جل وعلا , ولا ييأسون بل يرجون , وهذه راجعةٌ إلى أنهم يعني أهل الحق وأهل السنة , يرجون رحمة الله ويخافون عذابه, كما وصف الله جل وعلا أولياءه المقربين بقوله: { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } وهذه من صفات المتقين , وكذلك في قوله في سورة الأنبياء: {إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } فجمع لهم بين الرغب والرهب."
هذا و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد، و على آله و صحبه أجمعين.

[سليم سيدهوم]

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، و على آله و أصحابه أجمعين،
أما بعد:
فإن من مسائل الفروع الواردة في كتب الاعتقاد: وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف و عدم الخروج عليهم، و هذه المسألة قد ذكرها العلامة الطحاوي ـ رحمه الله ـ و بين الشيخ صالح آل الشيخ صور الخروج على ولي الأمر، و هي كالتالي:
الصورة الأولى: عدم البيعة واعتقاد وجوب الخروج عليه أو تسويغ الخروج عليه , وهذا هو الذي كان السلف يطعنون فيمن ذهب إليه بقولهم: كان يرى السيف , يعني اعتقادًا ولم يبايع.
و الصورة الثانية: الذين يخرجون على الإمام بسيوفهم، يجتمعون في مكان ويريدون خلع الإمام وتبديله، أو إحداث فتنة بها يقتل ولي الأمر أو يزال أو نحو ذلك , يعني الخروج بالعمل عليه سعيًا في قتله أو إزالته.
و الصورة الثالثة: الخروج على ولي الأمر بالقول، و هذه فيه تفصيل كما بينه الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ فقال:
" أما الصورة الثالثة: التي أدخلها بعض أهل العلم فيها: وهي الخروج القول بأن ولي الأمر يكون الخروج عليه بالقول، فهذه لا تنضبط؛ لأن الخروج بالقول قد يكون خروجاً، وقد لا يكون خروجاً , يعني: أنه قد يقول كلامًا يؤدي إلى الخروج، فيكون سعيًا في الخروج , وقد يقول كلاماً هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يوصل إلى الخروج ولا يحدث فتنة في الناس، وهذا لا يدخل فيه , ولهذا من أدخل من أهل العلم الخروج بالقول في صور الخروج , فإن الخروج بالقول فيه تفصيل، لا يطلق القول بأنه ليس بخروج، ولا أنه خروج , ومعاوية t قتل بعض الصحابة لما خرجوا على أميرهم بالقول...
أن يقول للناس شيئاً أو أن الناس كرهوه، فاجتمع حجر بن عدي، أو عدي بن حجر مع بعض أصحابه فحصبوه, حصبوا الأمير وقالوا: لا نسمع ما تقول , فأرسل إلى معاوية فأمر معاوية بأن يؤخذوا وأن يصيروا إليه , وكانوا سبعة عشر رجلاً , منهم الصحابي هذا , فقبل أن يصلوا إلى دمشق أمر بهم فقتلوا , هذا استدل به على أن فعل معاوية مصير من إلى أن الخروج يكون بالقول، وتنزل على هذا الأحاديث , وهذا الاستدلال محل نظر وليس بجيد، بل معاوية فعل ذلك تعزيراً وله اجتهاده في هذا الأمر."

[ليلى باقيس]

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص المقدمة من الشرحين المقررين لدراسة المادة
منزلة علم العقيدة
علم أصول الدين من أشرف العلوم؛ سمّاه الإمام أبو حنيفة: الفقه الأكبر.
وحاجة العباد إليه فوق كلّ حاجة؛ لأنه حياة القلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله.
حكمة إرسال الرسل
ومن المحال أن تستقل العقول بمعرفة ذلك وإدراكه على التفصيل؛ فاقتضت رحمة العزيز الرحيم أن بعث الرسل به معرّفين، وإليه داعين.
وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم؛ معرفة المعبود سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله.
ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان:
· تعريف الطريق الموصل إليه؛ وهي شريعته المتضمّنة لأمره ونهيه.
· تعريف السالكين ما لهم بعد الروصول إليه من النعيم.
ولهذا سمّى الله تعالى ما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم روحا؛ لتوقّف الحياة الحقيقية عليه؛ ونورا لتوقّف الهداية عليه.
قال تعالى: {يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده}
وقال تعالى: {ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا}
الإيمان المجمل فرض عين، والإيمان التفصيلي فرض كفاية
ولا ريب أنه يجب على كلّ أحد أن يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إيمانا عامّا مجملا.
ولا ريب أن معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم على التفصيل فرض على الكفاية.
تفاوت الناس في العلم الواجب عليهم عينا
وأما ما يجب على أعيانهم: فهذا يتنوع بتنوع قدرهم، وحاجتهم ومعرفتهم.
ولا يجب على العاجز عن سماع بعض العلم؛ أو عن فهم دقيقه ما يجب على القادر على ذلك.
ويجب على المفتي والمحدّث والحاكم ما لا يجب على من ليس كذلك.
منشأ الضلال بترك اتباع الشرع
وينبغي أن يعرف أن عامة من ضلّ في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحقّ، فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلّوا، كما قال تعالى: {فإمّا يأتينّكم منّي هدى فمن اتبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}
قال ابن عباس: تكفّل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه: أن لا يضلّ في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم قرأ هذه الآيات.
أئمة الهدى ودفاعهم عن الدين
أقام الله تعالى لهذه الأمة من يحفظ عليها أصول دينها كما أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم))متفق عليه
الإمام الطحاوي رحمه الله
وممن قام بهذا الحقّ من علماء المسلمين: الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي 321هــ
وهو من علماء الحديث المعروفين؛ كان شافعيا تفقّه على المزني رحمه الله تلميذ الشافعي، ثم انتقل إلى مذهب الحنفيّة.
وهذه العقيدة موافقة في جلّ مباحثها لما يعتقده أهل الحديث والأثر، أهل السنة والجماعة؛ إذ ثمّ مواضع انتقدت عليه تبع فيها مرجئة الفقهاء، ولهذا يقال: عقيدة الطحاوي، ولا يقال: عقيدة أهل السنة والجماعة.
ومن شروحها العظيمة: شرح ابن أبي العز الحنفي من تلامذة ابن كثير، توجه فيه توجها سلفيّا متابعا فيه طريقة شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله.
_______________________________
- من الشروح على شرح ابن أبي العز :تعليقات الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس على شرح ابن أبي العز ، وعنوان الكتاب: "اللآلئ البهيّة في تقريب شرح العقيدة الطحاوية" ، "التعليقات الجلية على شرح العقيدة الطحاوية" ، و تعليق الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل، و الشيخ العلامة عبد الله الجبرين رحمه الله و قد طبعت تعليقات الشيخ الجبرين في خمسة مجلدات و عنوان الكتاب:"الرياض الندية على شرح العقيدة الطحاوية"

[خالد مصري]

يعني هل تعنون بالمذاكرة التلخيص فقط؟

[أم جويرية عمرو]

هل المقدمة تدخل ضمن التلخيص ؟