س1: اذكر أنواع بيان السنة للقرآن، مع التمثيل لكل نوع.
الأول: منها أن يكون في السنة تفسير للآية بظهور كما فسر النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم آياً كثيرة معروفة كتفسير المغضوب عليهم، وتفسير الضالين، وتفسير الخيط الأبيض، والخيط الأسود وأشباه ذلك من التفسير: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فقال: ألا إن القوة الرمي، وما شابه ذلك وهذا ظاهر بين.
النوع الثاني: من التفسير بالسنة: أن يكون هناك توضيح للمعنى المختلف فيه بالسنة مثل تفسير (القرء) في آيات الطلاق {والمطلقات يتربصن بأنفسهم ثلاثة قروء} والقرء هنا اختلف فيه هل هو الحيض أم هو الطهر؟
النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذكر ذلك قال في المرأة: ((أليست تدع الصلاة أيام أقرائها)) قالت: بلى.
فقوله: ((أليست تدع الصلاة أيام أقرائها)) دل على أن القرء هناك هو الحيض
الثالث: أن السنة تبين المجمل تقيد المطلق تخصص العام وهو نوع من التفسير كما هو معروف.
الرابع: أن يكون السنة العملية للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم فيها تفسير للآية أو للآيات كقوله – جل وعلا -: {واعلموا أنما غنمتم فأن لله خمسه وللرسول} الآية، فالنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم كيف يقسم ذلك، وهل قسمها بالتساوي أو قسمها بهذا فالسنة العملية مفسرة لهذا الأمر.
س2: هل الترتيب الذي ذكره ابن تيمية من تقديم تفسير القرآن بالقرآن على تفسيره بالسنة يُعتبر إلزاميّا للمفسر؟الواقعُ أنه ترتيبٌ فنيٌّ، قُصِدَ منه التنْبِيهُ على أنَّ التفسيرَ يُستفادُ من هذه الطرقِ الأربعِ، وليس المرادُ أنها مراحِلُ، إذا لم نَجِدْ كذا نَنزِلُ إلى كذا؛ لأنَّ مَن عَرَفَ طريقةَ التفسيرِ وَجدَ أنَّ هذه المصادِرَ الأربعةَ وغيرَها تتداخلُ، ولا يمكنُ فصلُ بعضِها عن بعضٍ، فأحيانًا تُذكرُ الآيةُ ويُذكرُ معها ما وَردَ من آياتٍ مماثلةٍ لها في المعنى، وأحيانًا تُذكرُ الآيةُ , ويقالُ: اختلفَ أهلُ التفسيرِ فيها على أقوالٍ: القولُ الأولُ كذا ويَشهدُ له حديثُ كذا، والقولُ الثاني كذا وتَشهدُ له آيةُ كذا.