س3 هل يمكننا تطبيق علم الجرح والتعديل على أسانيد التفسير خاصة؟ ولماذا؟
التفسيرَ له طريقتُه الخاصَّةُ، ولكلِّ علمٍ طريقةٌ , ولا يمكنُ أن تُطبَّقَ على منهجِ علمٍ آخَرَ، ولكن يمكنُ أن تَستفيدَ من العِلمِ الآخَرِ في هذا المَقامِ.
فلا يُمكنُ أن يُطبَّقَ علمُ الجرحِ والتعديلِ بحذافيرِه على أسانيدِ التفسيرِ؛ لأنه لو طُبِّقَ على أسانيدِ التفسيرِ فإنَّ جملةً من الأسانيدِ المَروِيَّةِ قد ضُعِّفتْ، وإذا ضُعِّفتْ فمعنى هذا أنها لا تُقبلُ ولا يُؤخذُ ما وَرَد فيها من معاني القرآنِ.
وإذا أَعمَلْنا هذا المنهجَ فإنَّك سنجِدُ أنَّ بعضَ الآياتِ ليس فيها أثرٌ صحيحٌ، وكلَّ الآثارِ الواردةِ فيها متكلَّمٌ فيها، فهل معنى هذا أنه يجبُ أن تتوقَّفَ عن التفسيرِ المنقولِ في هذه الحالةِ وتعتمِدَ على آراءِ المتأخِّرِين أو على اللغةِ؟
إذًا يجبَ أن يُنْتَبَهَ إلى أنّ هذا في حقيقتِه مسخٌ للتفسيرِ؛ لأنه سيُلغِي كثيرًا من المروِيَّاتِ , ومِن ثَمَّ يَجعلُ التفسيرَ قائمًا على غيرِ أساسٍ.