الدرس العشرون: مراتب التابعين في التفسير
س1 اذكر المشتهرين من التابعين بالتفسير ومراتبهم فيه.
الدرس الحادي والعشرون: المراسيل في التفسير
س1 ما المقصود بالحديث المرسل؟
س2 اذكر ضوابط قبول المراسيل في التفسير، مع شرح كل ضابط منها بالتفصيل.
س3 هل تُثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟ علل مع التمثيل لما تقول.
س4 اذكر نوع الخلاف الوارد في التفاسير التالية، وسببه والترجيح بينها أو الجمع إن أمكن مع بيان وجه الجمع بينها.
1- المقصود بالبيت المعمور في قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
اقتباس:
ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ وغيرُه عن السَّلفِ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.
|
2- وصف الخيام في قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
اقتباس:
في وصفِ هذه الخيامِ أقوالٌ عن السَّلفِ: فقال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
وكذلك ورَدَ عن أبي الأحوصِ أنه قال: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ.
وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
ووَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ.
|
3- معنى (العتيق) في قولُه تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}.
اقتباس:
قال ابن الجوزي: وفي تسمية البيت عتيقاً أربعة أقوال:
أحدها: لأن الله تعالى أعتقه من الجبابرة. روى عبد الله بن الزبير، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِنما سمى الله البيت: العتيق، لأن الله أعتقه من الجبابرة، فلم يظهر عليه جبَّار قط " وهذا قول مجاهد، وقتادة.
والثاني: أن معنى العتيق: القديم، قاله الحسن، وابن زيد.
والثالث: لأنه لم يملك قط، قاله مجاهد في رواية، وسفيان بن عيينة.
والرابع: لأنه أُعتق من الغرق زمان الطوفان، قاله ابن السائب.
|
4- المراد بالغيب في قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيْبِ}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: وفي المراد بالغيب هاهنا ستة أقوال.
أحدها: أنه الوحي، قاله ابن عباس، وابن جريج.
والثاني: القرآن، قاله أبو رزين العقيلي، وزر بن حبيش.
والثالث: الله عز وجل، قاله عطاء، وسعيد ابن جبير.
والرابع: ما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار، ونحو ذلك مما ذكر في القرآن. رواه السدي عن أشياخه، وإليه ذهب أبو العالية، وقتادة.
والخامس: أنه قدر الله عز وجل، قاله الزهري.
والسادس: أنه الايمان بالرسول في حق من لم يره. قال عمرو بن مرَّة: قال أصحاب عبد الله له: طوبى لك، جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجالسته. فقال: إن شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبيِّنا لمن رآه، ولكن أعجب من ذلك: قوم يجدون كتاباً مكتوباً يؤمنون به ولم يروه، ثم قرأ: { الذين يؤمنون بالغيب }
|
5- المراد بالطاغية في قولُه تعالى: {وأمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: فأما { الطاغية } ففيها ثلاثة أقوال.
أحدها: أنها طغيانهم وكفرهم، قاله ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل، وأبو عبيدة، وابن قتيبة، قال الزجاج: ومعنى الطاغية عند أهل اللغة: طغيانهم و«فاعلة» قد يأتي بمعنى المصادر، نحو عاقبة، وعافية.
والثاني: بالصيحة الطاغية، قاله قتادة. وذلك أنها جاوزت مقدار الصياح فأهلكتهم.
والثالث: أن الطاغية: عاقر الناقة، قاله ابن زيد.
|
6- المراد بالسفيه في قولُه تعالى: {وَأنَّهُ كان يَقولُ سفِيهُنَا على اللَّهِ شطَطًا}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: { وأنه كان يقول سفيهنا } فيه قولان:
أحدهما: أنه إبليس، قاله مجاهد، وقتادة.
والثاني: أنه كفارهم، قاله مقاتل.
|
7- المراد بالمكذبين أولي النعمة في قولُه تعالى: {وذَرْنِي والمُكذِّبينَ أُولِي النَّعمَةِ}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: وفيمن عُني بهذا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم المطعِمُون بِبَدْرٍ، قاله مقاتل بن حيان.
والثاني: أنهم بنو المغيرة بن عبد الله، قاله مقاتل بن سليمان.
والثالث: أنهم المستهزئون، وهم صناديد قريش، حكاه الثعلبي.
|
8- معنى الغصة في قولُه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: وفيه للمفسرين أربعة أقوال.
أحدها: أنه شوك يأخذ الحلق فلا يدخل ولا يخرج، قاله ابن عباس، وعكرمة.
والثاني: الزَّقُّوم، قاله مقاتل.
والثالث: الضَّريع، قاله الزجاج.
والرابع: الزَّقُّوم والغِسْلين والضَّريع، حكاه الثعلبي.
|
9- قولُه تعالى: {ولَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: { ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر } فيه أربعة أقوال.
أحدها: لا تعط عطيَّة تلتمس بها أفضل منها، قاله ابن عباس، وعكرمة، وقتادة، قال المفسرون: معناه: أَعْطِ لِربّك وأرد به الله، فأدَّبه بأشرفِ الآداب. ومعنى «لا تمنن»: لا تعط شيئاً من مالك لتُعطَى أكثر منه، وهذا الأدب للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وليس على أحد من أمته إثم أن يهديَ هدية يرجو بها ثواباً أكثر منها.
والثاني: لا تمنن بعملك تستكثره على ربك، قاله الحسن.
والثالث: لا تضعف عن الخير أن تستكثر منه، قاله مجاهد.
والرابع: لا تمنن على الناس بالنُّبُوَّة لتأخذ عليها منهم أجراً، قاله ابن زيد.
|
10- المقصود بــ {الذي بيده عقدة النكاح} في قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: في {الذي بيده عقدة النكاح} ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الزوج، وهو قول عليّ، وابن عباس، وجبير ابن مطعم، وابن المسيب، وابن جبير، ومجاهد، وشريح، وجابر بن زيد، والضحاك، ومحمد بن كعب القرظي، والربيع بن أنس، وابن شبرمة، والشافعي، وأحمد رضي الله عنهم في آخرين.
والثاني: أنه الولي، روي عن ابن عباس، والحسن، وعلقمة، وطاووس، والشعبي، وابراهيم في آخرين.
والثالث: أنه أبو البكر. روي عن ابن عباس، والزهري، والسدي في آخرين.
فعلى القول الأول عفو الزوج: أن يكمل لها الصداق، وعلى الثاني: عفو الولي: ترك حقها إذا أبت، روي عن ابن عباس، وأبي الشعثاء، وعلى الثالث يكون قوله: { إلا أن يعفون } يختص بالثيبات. وقوله: { أو يعفوَ } يختص أبا البكر، قاله الزهري.، والأول أصح، لأن عقدة النكاح خرجت من يد الولي، فصارت بيد الزوج، والعفو إنما يُطلق على ملك الإِنسان، وعفو الولي عفو عما لا يملك، ولأنه قال: { ولا تنسَوا الفضل بينكم } والفضل فيه هبة الإنسان مال نفسه، لا مال غيره.
|
11- سبب نزول قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}
اقتباس:
قال ابن الجوزي في زاد المسير: قوله تعالى: { إِن الله لا يغفر أن يشرك به } في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أنها نزلت في حق طعمة بن أبيرق لما هرب من مكة، ومات على الشرك، وهذا قول الجمهور، منهم سعيد بن جبير.
والثاني: أن شيخاً من الأعراب جاء إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني مُنهَمك في الذنوب، إِلا أني لم أشرك بالله منذ عرفته، وإني لنادمٌ مستغفرٌ، فما حالي؟ فنزلت هذه الآية، روي عن ابن عباس.
|