دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > البرامج الخاصة > البرامج الخاصة > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الآخرة 1435هـ/7-04-2014م, 06:10 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي صفحة مذاكرة الطالبة أم ذر

تفسير سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم،

الفاتحة
يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطا، وبها تفتح القراءة في الصلاة.
وسميت أم الكتاب، لأنه يُبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة، وقيل : إنما سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته.
وصح تسميتها بالسبع المثاني ، قالوا : لأنها تُثَنَّى في الصلاة ، فتُقرأ في كل ركعة.

عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن: "هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم".

ومما سُمِّيت به أيضا: الحمد، الصلاة، الشفاء، الرقية، أساس القرآن، الواقية، الكافية، سورة الصلاة والكنز..

وهي مكية على الأرجح. وقيل مدنية. ويقال نزلت مرتين: مرة بمكة، ومرة بالمدينة. وقيل أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة، وهو غريب جدًا.

وهي سبع آيات بلا خلاف. وإنما اختلفوا في البسملة: هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة، أو بعض آية, أو لا تعد من أولها بالكلية كما هو قول أهل المدينة من القراء والفقهاء.

وكلماتها خمس وعشرون كلمة (25)، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفًا (113).

وقد قيل : إن الفاتحة أول شيء نزل من القرآن، والصحيح أن أول ما نزل هو قوله تعالى { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [العلق : 1] .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م, 05:04 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow ذكر ما ورد في فضل الفاتحة:

* وردت عدة أحاديث تبين فضل سورة الفاتحة، منها:

- ما رواه أبو سعيد بن المُعَلَّى رضي الله عنه، وفي الحديث: قلتُ : يا رسول الله إنك قلتَ: "لأعلمنك أعظم سورة في القرآن". قال: "نعم، الحمد لله رب العالمين هي: السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".

- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وفيه: عن أبي بن كعب قال فقرأت عليه أم القرآن ، قال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها؛ إنها السبع المثاني".

- ما رواه ابن جابر رضي الله عنه، وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بأَخْير سورة في القرآن ؟ " قلت : بلى يا رسول الله. قال : " اقرأ : الحمد لله رب العالمين، حتى تختمها".

واستدلوا بهذا الحديث وأمثاله على تفاضل بعض الآيات والسور على بعض، كما هو المحكي عن كثير من العلماء. وذهبت طائفة أخرى إلى أنه لا تفاضل في ذلك؛ لأن الجميع كلام الله، ولئلا يُوهِم التفضيلُ نقصَ المفضَّلِ عليه، وإن كان الجميع فاضلا.
- ما رواه ابن عباس رضي الله عنه، وفيه: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل، إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: هذا باب قد فتح من السماء، ما فتح قط. قال: فنزل منه ملك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبْشِرْ بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، ولن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته.

- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : " من صلى صلاة لم يقرأ فيها أم القرآن فهي خِداج - ثلاثًا - غير تمام ".
فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، قال : اقرأ بها في نفسك؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله عز وجل: قَسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }، قال: مجّدني عبدي - وقال مرة: "فوض إلي عبدي" - فإذا قال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }، قال : هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: { اهدنا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ }، قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".
وفي هذا الحديث أُطلِق لفظ الصلاة، والمراد القراءة، فدل على عظم القراءة في الصلاة، وأنها من أكبر أركانها.
- ما رواه أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا وضعت جنبك على الفراش ، وقرأت فاتحة الكتاب و { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فقد أمنت من كل شيء إلا الموت "

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م, 05:21 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow ذكر بعض المسائل التي فيها بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكام لا تتعلق بغيرها من السور

مسألة 1 : هل يتعين للقراءة في الصلاة فاتحة الكتاب، أم تجزئ هي أو غيرها على حدٍّ سواء؟

القول الأول: فعند أبي حنيفة ومن وافقه من أصحابه وغيرهم أنها لا تتعين، بل مهما قرأ به من القرآن أجزأه في الصلاة.
القول الثاني: تتعين قراءة الفاتحة في الصلاة، ولا تجزئ الصلاة بدونها، وهو قول بقية الأئمة : مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأصحابهم وجمهور العلماء.

-ثم إن مذهب الشافعيّ وجماعة من أهل العلم: أنه تجب قراءتها في كل ركعة. وقال آخرون : إنما تجب قراءتها في معظم الركعات، وقال الحسن وأكثر البصريين : إنما تجب قراءتها في ركعة واحدة من الصلوات، أخذا بمطلق الحديث: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"-

مسألة 2 : هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم ؟
القول الأول: تجب عليه قراءتها، كما تجب على إمامه.
القول الثاني : لا تجب على المأموم قراءة بالكلية لا الفاتحة ولا غيرها ، لا في الصلاة الجهرية ولا السرية.
القول الثالث: تجب القراءة على المأموم في السرية ولا تجب في الجهرية.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الآخرة 1435هـ/8-04-2014م, 09:10 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow الكلام على تفسير الاستعاذة.

* جاء في الاستعاذة آيات منها:
1- قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف : 199 ، 200]،
2- وقال تعالى: { ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ } [المؤمنون : 96 - 98]،
3- وقال تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [فصلت : 34 - 36].
فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه، ليرده عنه طبعُهُ الطَّيب الأصل إلى الموادة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل. وقد أقسم له إنه لمن الناصحين، وكذب ، فكيف معاملته لنا وقد قال : { فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } [ص : 82 ، 83].

* متى نستعيذ إذا قرأنا القرآن؟
قال تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [النحل : 98 ، 99]
1- المشهور الذي عليه الجمهور أن الاستعاذة لدفع الوسواس فيها ، إنما تكون قبل التلاوة، ومعنى الآية عندهم : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل : 98] أي : إذا أردت القراءة.
2- قالت طائفة من القراء وغيرهم : نتعوذ بعد القراءة ، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية ، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة.
3- والقول الثاني استغربه ابن العربي. وحكى قولا ثالثا وهو الاستعاذة أولا وآخرا جمعا بين الدليلين نقله فخر الدين.

* وقد جاء في الاستعاذة أحاديث كثيرة منها:
- ما رواه أبو سعيد الخدريّ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبَّر قال : "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك ". ويقول : " لا إله إلا الله " ثلاثًا، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من هَمْزه ونَفْخِه ونَفْثه. وقد رواه أهل السنن الأربعة، وقال الترمذي: هو أشهر حديث في هذا الباب. وقد فسَر الهمز بالموتة وهي الخنق، والنَّفخ بالكبر، والنفث بالشعر.
- ما رواه أبي بن كعب ، قال : تلاحى رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فَتَمزّع أنف أحدهما غضبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم شيئا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
- وقد رُوِيَ أن جبريل عليه السلام أوّل ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة ، وذلك في أثر غريب ، قال ابن كثير: "وإنما ذكرناه ليُعرف ، فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا".

* مسألة: حكم الاستعاذة:
جمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها، وهناك من قال بوجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة، وهناك من قال إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، وقال بعضهم : كانت واجبة على النبي صلى الله عليه وسلم دون أمته، وحكي عن مالك أنه لا يتعوذ في المكتوبة ويتعوذ لقيام شهر رمضان في أول ليلة منه.

* مسألة:
قال الشافعي في الإملاء يجهر بالتعوذ وإن أسر فلا يضر، وقال في الأم بالتخيير لأنه أسر ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولى : هل يستحب التعوذ فيها ؟ على قولين ، ورجح عدم الاستحباب ، والله أعلم.فإذا قال المستعيذ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك عند الشافعي وأبي حنيفة وزاد بعضهم : أعوذ بالله السميع العليم ، وقال آخرون : بل يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم ، قاله الثوري والأوزاعي وحكي عن بعضهم أنه يقول : أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
والأحاديث الصحيحة أولى بالاتباع.

*مسألة:
قيل الاستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة، وقيل بل للصلاة، فعلى هذا يتعوذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد، والجمهور بعدها قبل القراءة.

*ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث ، وتطييب له وتهيؤ لتلاوة كلام الله وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدو من نوع الإنسان.

* من قتله العدو البشري كان شهيدًا، ومن قتله العدو الباطني كان طرِيدًا، ومن غلبه العدو الظاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدو الباطن كان مفتونا أو موزورًا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 جمادى الآخرة 1435هـ/9-04-2014م, 04:39 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow معنى الاستعاذة

* الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر، والعياذة تكون لدفع الشر، واللياذ يكون لطلب جلب الخير.

* ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أي : أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه.

* والشيطان في لغة العرب مشتق من شَطَن إذا بعد، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير، وقيل : مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار، ومنهم من يقول : كلاهما صحيح في المعنى، ولكن الأول أصح، وعليه يدل كلام العرب، ولهذا يسمون كل ما تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانًا.

* والرّجيم : أي : إنه مرجوم مطرود عن الخير كله, وقيل : رجيم بمعنى راجم ؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث والأول أشهر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الآخرة 1435هـ/15-04-2014م, 08:01 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow البسملة

البسملة


* افتتح بها الصحابةُ كتاب الله، واتّفق العلماء على أنها بعض آية من سورَة النمل،
ثمّ اختلفوا :
هل هي:
- آية مستقلة في أوّل كل سورة،
- أو آية من أول كل سورة كتبت في أوّلها،
- أو أنها بعض آية من أوّل كل سورة،
- أو أنها آية في الفاتحة دون غيرها،
- أو أنها ليست آية وإنما كتبت للفصل بين السور.

* مسألة الجهر بالبسملة:
من رأى أنها ليست من الفاتحة فلا يجهر بها، وكذا من قال : إنها آية من أوّلها، وأمَّا من قال بأنها من أوائل السور فاختلفوا؛ فذهب الشافعي -رحمه الله- إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة والسورة، وذهب آخرون إلى أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة، وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل وطوائف من سلف التابعين والخلف وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد بن حنبل، وعند الإمام مالك : أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهرًا ولا سرًا.
فهذه مآخذ الأئمة -رحمهم الله- في هذه المسألة وهي قريبة؛ لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسر.

* ذكر البسملة:
لا شك أن للبسملة تأثير فالمسلم يذكرها تبركًا وتيمنًا واستعانة على الإتمام والتقبل؛ ولهذا تستحب في أوّل كل عمل وقول، ومن العلماء من أوجبها في بعض الحالات كالأكل ..

* بسم الله : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره إما "اسم" أي ابتدائي بسم الله، أو "فعل" ابتدأت أو أبتدأ بسم الله، وكلاهما صحيح.

*{ الله } عَلَمٌ على الرب تبارك وتعالى ، يقال : إنه الاسم الأعظم، وهو اسم لم يسم به غيره تبارك وتعالى ؛ اختلف في أصل الاسم واشتقاقه.

* { الرحمن الرحيم } اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشد مبالغة من رحيم، ومما قيل في الفرق بينهما أن الرحمن : اسم عام في جميع أنواع الرحمة يختص به الله تعالى ، والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين

*فائدة: من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره، ومنها ما لا يسمى به غيره، كاسم الله والرحمن والخالق والرزاق ونحو ذلك.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 جمادى الآخرة 1435هـ/15-04-2014م, 09:03 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

*الحمد لله : مبتدأ وخبر بمعنى الشكر لله خالصًا له وحده لما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها ولا يعدها سواه سبحانه، من غير استحقاق منهم ذلك عليه.
والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد.

وقال ابن جرير : { الحمد لله } ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال : قولوا : { الحمد لله }.

* اشتهر عند كثير من العلماء من المتأخرين أن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية، والشكر لا يكون إلا على المتعدية ويكون بالجنان واللسان والأركان.

* الحمد أعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية، وهو أخص لأنه لا يكون إلا بالقول. والشكر أعم من حيث ما يقعان عليه لأنه يكون بالقول والعمل والنية، وهو أخص لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية.

* الشكر : هو الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف.

* المدح أعم من الحمد؛ لأنه يكون للحي وللميت وللجماد ويكون قبل الإحسان وبعده، وعلى الصفات المتعدية واللازمة.

* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال عمر: قد عَلِمْنا سبحان الله، ولا إله إلا الله، فما الحمد لله ؟ فقال علي : كلمة رضيها الله لنفسه

* وفي سنن ابن ماجه عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم : "أن عبدًا من عباد الله قال : يا رب ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها ، فصعدا إلى السماء فقالا يا رب ، إن عبدا قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها ، قال الله - وهو أعلم بما قال عبده - : ماذا قال عبدي ؟ قالا يا رب إنه قد قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال الله لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها"

* { رَبِّ الْعَالَمِينَ } والرب هو : المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى.
ولا يستعمل الرب لغير الله ، بل بالإضافة تقول : رب الدار رب كذا.
والعالمين : جمع عالم ، وهو كل موجود سوى الله عز وجل، والعالم جمع لا واحد له من لفظه ، والعوالم أصناف المخلوقات. وقيل العالم عبارة عما يعقل وهم الإنس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم : عالم.
قال القرطبي : وهذا هو الصحيح أنه شامل لكل العالمين، قال ابن كثير: لأنه علم دال على وجود خالقه وصانعه ووحدانيته.

{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
قرأ بعض القراء : { مَلِك يَوْمِ الدِّينِ } وقرأ آخرون : { مَالِكِ } (3).وكلاهما صحيح متواتر في السبع.
* كلاهما مأخوذ من الملْك
* وقد أضيف مالك إلى يوم الدين لأنه لا يمكن لأحد أن يدعي يومها الملك كما كان يمكنهم في الحياة الدنيا.
* الدين: الجزاء والحساب

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 12:28 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ


* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ:

- العبادة في اللغة من الذلة، وفي الشرع : عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف.
- تقديم إياك تفيد الحصر.
- قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن، وسرها هذه الكلمة: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فالأول تبرؤ من الشرك، والثاني تبرؤ من الحول والقوة.
- قيل في تقديم { إياك نعبد } على { وإياك نستعين } أن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلة إليها.
- قيل في استعمال صيغة الجمع "نعبد" و"نستعين" هو الإخبار عن جنس العباد والمصلي فرد منهم، وقيل لشرف مقام العبادة، وقيل أنه ألطف في التواضع من صيغة المفرد لما في الثاني من تعظيمه نفسه من جعله نفسه وحده أهلا لعبادة الله تعالى الذي لا يستطيع أحد أن يعبده حق عبادته.

* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

- الهداية هاهنا : الإرشاد والتوفيق.
- "الصراط المستقيم" هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. وهو الإسلام، وقيل المتابعة لله وللرسول، وقيل الحق ...
"وكل هذه الأقوال صحيحة ، وهي متلازمة ، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر ، فقد اتبع الحق ، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ، وهو كتاب الله وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا ، ولله الحمد."
- العبد -وإن هداه الله- فإنه مفتقر للثبات والاستمرار والمداومة على الهداية، ولهذا فهو محتاج دائما لسؤال ربه أن يهديه.

* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ:

- { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } هم المذكورون في سورة النساء، حيث قال تعالى : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
وهم الذي علموا فعملوا بما علموا به.
- المغضوب عليهم: هم اليهود الذي علموا ولم يعملوا.
- الضالين: هم النصارى الذين فقدوا العلم وعملوا بما لم ينزل به الله سلطانا.

* يستحب لمن قرأ الفاتحة أن يقول بعدها : آمين، وقال الأكثرون : معناه : اللهم استجب لنا.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 02:28 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow تفسير سورة النبأ

تفسير سورة النبأ

مكية

- استنكر الله تعالى فيها تساؤل منكري يوم البعث وتوعدهم، ثم شرع سبحانه وتعالى يُبَيّن قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره.
- { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا } أي : ممهدة للخلائق ذَلُولا لهم ، قارّةً ساكنة ثابتة.
- { وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } أي : جعلها لها أوتادًا أرساها بها وثبتها وقرّرها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها.
- { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا } يعني : ذكرًا وأنثى
- { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا } أي : قطعا للحركة لتحصل الراحة
- { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا } أي : يغشى الناس ظلامه وسواده
- { وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا } أي : جعلناه ) مضيئًا ، ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعاش وغير ذلك.
- { وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا } يعني : الشمس المتوهج ضوؤها.
- { وَأَنزلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا } : قيل أن المعصرات هي الرياح، وقيل السماوات، والأظهر أنها السحاب، { ثَجَّاجًا } منصبا، متتابعًا، كثيرا.
- { أَلْفَافًا } مجتمعة
- { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا: أي إن يوم القيامة مؤقت بأجل معدود
- { يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا } عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما بين النفختين أربعون".
- { وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا } أي : طرقا ومسالك لنزول الملائكة
- { فَكَانَتْ سَرَابًا } أي : يخيل إلى الناظر أنها شيء ، وليست بشيء.
- { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا } أي : مرصدة مُعَدّة ، { للِطَّاغِينَ } وهم : المَرَدة العصاة المخالفون للرسل ، { مَآبًا } أي : مرجعا ومنقلبا ومصيرا ونزلا.
- { لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } أي : ماكثين فيها أحقابا ، وهي جمع "حقُب" ، وهو : المدة من الزمان. وقد اختلفوا في مقداره، واختلفوا في تفسير الآية.
- { إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا } الحميم : هو الحار الذي قد انتهى حره وحُموه. والغَسَّاق : هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم
- جَزَاءً وِفَاقًا } أي : هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة وَفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدنيا.
- { فَذُوقُوا فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا } عن عبد الله بن عمرو قال : لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه : { فَذُوقُوا فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا } قال : فهم في مزيد من العذاب أبدا.

- { وَكَأْسًا دِهَاقًا } مملوءة متتابعة
- { عَطَاءً حِسَابًا } أي : كافيًا وافرًا شاملا كثيرًا
- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا : اختلفوا في الروح على عدة أقوال منها أنه جبريل عليه السلام ومنها أنهم بنو آدم...

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 07:40 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow تفسير سورة النازعات

تفسير سورة النازعات


- { وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا } الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعُنف فَتُغرق في نزعها ، و[منهم] من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حَلَّته من نشاط ، وهو قوله : { وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا } قاله ابن عباس. وقيل في تفسيرهما معان أخرى ولكن هذا ما عليه الأكثرون.
- وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا : الملائكة
- { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ } قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية.
- { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } خائفة.
- { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } أي : أبصار أصحابها ذليلة حقيرة.
- { يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ } فُسِّرت الحافرة بالقبور وبالحياة بعد الموت وبالنار، والمعنى الإجمالي أنهم الكفار يستبعدون البعث بعد الموت.
- { أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً } نخرة أي بالية.
- { تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } قيل : قالت قريش : لئن أحيانا الله بعد أن نموت لنخسرن.
- { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } صيحة واحدة.
- { فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ } قيل في تفسير الساهرة معان كثيرة رجح ابن كثير الأرض وجهها الأعلى
- { بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ } أي : المطهر ، { طُوًى } وهو اسم الوادي على الصحيح
- { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } أي : تجبر وتمرد.
- { فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى } ؟ قل له هل لك أن تسلم وتطيع.
- { فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى } يعني : فأظهر له موسى حجة قويةً ، ودليلا واضحا على صدق ما جاءه به من عند الله
- { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى } أي : في مقابلة الحق بالباطل.
-{ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى } أي : انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين في الدنيا، { نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى } أي : الدنيا والآخرة
- { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } أي : جعلها عالية البناء ، بعيدة الفناء ، مستوية الأرجاء ، مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.
- { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } أي : جعل ليلها مظلمًا أسود حالكا ، ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا.
- { وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } دحاها أي { أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا } ، الأرض خلقت قبل السماء ، ولكن دُحيت بعد خلق السماء.
- { وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا } أي : قررها وأثبتها وأكَّدها في أماكنها
- { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى } وهو يوم القيامة.
- { وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي : قدمها على أمر دينه وأخراه
- { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى } خاف القيام بين يدي الله عز وجل
- { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا } أي : ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق ، بل مَردها ومَرجعها إلى الله عز وجل

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 جمادى الآخرة 1435هـ/17-04-2014م, 09:13 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow تفسير سورة عبس

تفسير سورة عبس


مكية.

- (أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى) : الأعمى هو ابنُ أم مكتوم رضي الله عنه.
- (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) : تحصل له زكاة وطهارة في نفسه.
- (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى) : بعض عظماء قريش الذي طَمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسلامهم، قيل أنهم عتبة بن ربيعة ، وأبا جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب، وقيل أبيّ بن خلف.
- (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) أي : تتشاغل
عن قتادة : جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله : (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى ) فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه.
- (كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ) أي : هذه السورة، أو الوصية بالمساواة بين الناس في إبلاغ العلم من شريفهم ووضيعهم.وقيل القرآن.
- (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ) أي : فمن شاء ذكر الله في جميع أموره. ويحتمل عود الضمير على الوحي.
- (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ) أي : معظمة موقرة.
- (مَرْفُوعَةٍ ) أي : عالية القدر.
- (مُطَهَّرَةٍ ) أي : من الدنس والزيادة والنقص.
- (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قيل هي الملائكة.وقيل هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ،وقيل هم القراء.
- (قُتِلَ الإنْسَانُ ) لعن الإنسان المكذب.
- (مَا أَكْفَرَهُ ) ما أشد كفره! وقيل ويحتمل أن يكون المراد :ما حمله على التكذيب بالمعاد ؟
- ثم بين تعالى له كيف خلقه من الشيء الحقير ، وأنه قادر على إعادته كما بدأه
- (كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ) قال ابن كثير: لا يتم البعث الآن حتى تنقضي المدة ، ويفرغ القدر من بني آدم ممن كتب تعالى له أن سيُوجَدُ منهم ، ويخرج إلى الدنيا ، وقد أمر به تعالى كونا وقدرا ، فإذا تناهى ذلك عند الله أنشر الله الخلائق وأعادهم كما بدأهم.
- (فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ) فيه امتنان، وفيه استدلال بإحياء النبات من الأرض الهامدة على إحياء الأجسام بعدما كانت عَظَاما بالية وترابا متمزقا.
- القضب: العلف.
- غُلْبًا: قيل الشجر الذي يستظل به، وقيل طوالا، وقيل غلاظا.
- الأبّ : الكلأ والمرعى
- (الصَّاخَّةُ ) اسم من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحَذّره عباده.
- (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ) أي : مستنيرة .
- (تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ) أي : يعلوها ويغشاها قترة، أي : سواد.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23 جمادى الآخرة 1435هـ/23-04-2014م, 06:42 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow تفسير سورة التكوير

تفسير سورة التكوير


* مكية.

- ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سَرَّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأيُ عين فليقرأ : " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ "، و " وإذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ "، و " إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ".

- { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } جمع بعضها إلى بعض ، ثم لفت فرمى بها ، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوءها وأظلمت.
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "الشمس والقمر يكوران يوم القيامة"
- { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } أي : انتثرت، وأصل الانكدار : الانصباب.
- { وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ } أي : زالت عن أماكنها ونُسِفت.
- { وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } الراجح أنها العشار من الإبل، ومعنى عطلت أي تركت وسُيّبت.
- { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي : جمعت، وقيل حَشرُ البهائم : موتها.
- { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ } قيل أوقدت، وقيل يبست، وقيل فاضت، وقيل فيها معان أخرى.
- { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } قيل : جمع كل شكل إلى نظيره أي كل رجل إلى نظيره إما من أهل الجنة أو أهل النار، وقيل زوجت النفوس بالأبدان.
- { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } الموؤودة هي التي كان أهل الجاهلية يدفنونها حية في التراب كراهية البنات، فيوم القيامة يُقتص من قاتلها.
- { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } أعطى كل إنسان صحيفته بيمينه أو بشماله.
- { وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ } قيل اجتذبت، وقيل كشفت، وقيل تنكشط فتذهب.
- { وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } أحميت، أوقدت.
- { وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } قربت إلى أهلها.
- { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ } هذا هو الجواب، أي : إذا وقعت هذه الأمور حينئذ تعلم كل نفس ما عملت وأحضر ذلك لها.
- { فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ } قال : هي النجوم تخنس بالنهار ، وتظهر بالليل. وقال بعض الأئمة : إنما قيل للنجوم : "الخنس" ، أي : في حال طلوعها ، ثم هي جوار في فلكها ، وفي حال غيبوبتها يقال لها : "كُنَّس". وقيل: هي الظباء والبقر.
- { وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } فيه قولان : أحدهما إذا أقبل لظلامه، والآخر إذا أدبر.
- { وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } أي : أضاء.
- { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } يعني : أن هذا القرآن لتبليغُ رسول كريم شريف وهو جبريل عليه السلام.
- { ذِي قُوَّةٍ } شديد الخَلْق ، شديد البطش والفعل.
- { عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ } أي : له مكانة عند الله عز وجل ومنزلة رفيعة.
- { مُطَاعٍ ثَمَّ } أي : له وجاهة، وهو مسموع القول مطاع في الملأ الأعلى. ثَمَّ أي في السماوات، في الملإ الأعلى.
- { أَمِينٍ } صفة لجبريل بالأمانة.
- الله عز وجل في الآيات السابقة يزكي عبده ورسوله الملكي جبريل ثم يزكى عبده ورسوله البشري محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله : { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ }.
- { وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ } يعني : ولقد رأى محمدٌ صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح { بِالأفُقِ الْمُبِينِ } أي : البين. وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء، لأنه رآه مرة أخرى كما هو مذكور في سورة النجم.
- { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظنِينٍ } ظنين ، أي : متهم أو كاذب أو فاجر. ومنهم من قرأ ذلك بالضاد ضنين أي : بخيل ، بل يبذله ويبلغه لكل أحد.
- { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ } أي : وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم ، أي : لا يقدر على حمله ، ولا يريده ، ولا ينبغي له.
- { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } ؟ أي : فأين تذهب عقولكم في تكذيبكم بهذا القرآن ، مع ظهوره ووضوحه ، وبيان كونه جاء من عند الله عز وجل.
- { إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ } أي : هذا القرآن ذكر لجميع الناس/
- { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ } أي : من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن/
- { وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } أي : ليست المشيئة موكولة إليكم ، فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل ، بل ذلك كله تابع لمشيئة الله عز وجل رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 جمادى الآخرة 1435هـ/23-04-2014م, 07:05 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
Arrow تفسير سورة الانفطار

تفسير سورة الانفطار


* مكية.

- عن جابر قال : قام معاذ فصلى العشاء الآخرة فطوّل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أفتان يا معاذ ؟! [أفتان يا معاذ ؟!] أين كنت عن سبح اسم ربك الأعلى، والضحى، وإذا السماء انفطرت ؟!".

- { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ } انشقت.
- { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ } تساقطت.
- { وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ } قيل فجر الله بعضها في بعض ، فذهب ماؤها. وقيل اختلط مالحها بعذبها. وقيل: ملئت.
- { وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَت } تُبَعثر : تُحرّك فيخرج من فيها.
- { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } جواب الشرط، أي إذا كان هذا، حَصَل هذا.
- { يَاأَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } ؟ : تهديد، ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم - أي : العظيم - حتى أقدمت على معصيته، وإنما أتى باسمه { الْكَرِيم } لينبه على أنه لا ينبغي أن يُقَابَل الكريم بالأفعال القبيحة ، وأعمال السوء.
- { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } أي : جعلك سَويا معتدل القامة منتصبها ، في أحسن الهيئات والأشكال.
- { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } قيل معناه أن الله ، عز وجل ، قادر على خلق النطفة على شكل قبيح من الحيوانات المنكرة الخلق ، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكل حسن مستقيم معتدل تام ، حَسَن المنظر والهيئة.
- { كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } أي : بل إنما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي ، تكذيب في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب.
- { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } يعني : وإن عليكم لملائكةً حَفَظَة كراما فلا تقابلوهم بالقبائح ، فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.
- { إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم ، وهم الذين أطاعوا الله عز وجل ، ولم يقابلوه بالمعاصي. ثم ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم.
- { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ } أي : يوم الحساب والجزاء والقيامة .
- { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } أي : لا يغيبون عن العذاب ساعةً واحدة ، ولا يخفف عنهم من عذابها.
- { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } تعظيم لشأن يوم القيامة ، ثم أكده بقوله : { ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } ثم فسره بقوله : { يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } أي : لا يقدر واحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه ، إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى. وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ والأمر -دوما- لله، ولكنه يومئذ لا ينازعه أحد كما هو الحال في الدنيا.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 رجب 1435هـ/7-05-2014م, 07:08 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي سورة المطففين

سورة المطففين.


مدنية.

- عن ابن عباس قال : لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله : { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ } فحسنَّوا الكيلَ بعد ذلك/

- { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ } وعد الله تعالى المطففين بالويل وهو الهلاك والخسار، وقد أهلِك قوم شعيب ودُمِّروا على ما كانوا يبخسون الناس في المكيال والميزان.
- والمراد بالتطفيف هاهنا : البَخْس في المكيال والميزان، إما بالازدياد إن اقتضى من الناس، وإما بالنقصان إن قَضَاهم.
{الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ } أي : يأخذون حقهم بالوافي والزائد ، { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } أي : ينقصون.
{ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } ؟ أي : أما يخافُ أولئك من البعث والقيام بين يَدَي من يعلم السرائر والضمائر ، في يوم عظيم الهول.
- { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } أي : يقومون حفاة عراة غُرلا في موقف صعب.
عن أبي أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل، ويزاد في حرها كذا وكذا، تغلي منها الهوام كما تغلي القدور، يُعرَقون فيها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق". انفرد به أحمد.
وفي حديث : أنهم يقومون سبعين سنة لا يتكلمون. وقيل : يقومون ثلاثمائة سنة. وقيل : يقومون أربعين ألف سنة. ويقضى بينهم في مقدار عشرة آلاف سنة ، كما في صحيح مسلم عن أبي هُرَيرة مرفوعا : "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة".
عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح قيام الليل : يكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، ويسبح عشرا ، ويستغفر عشرا ، ويقول : "اللهم اغفر لي واهدني ، وارزقني وعافني". ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.
- {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } حقًّا إن مصيرهم ومأواهم لفي سجين، فعِّيل من سجن وهو الضيق.
- { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } ؟ أي : هو أمر عظيم ، وسجن مقيم وعذاب أليم.
- { كِتَابٌ مَرْقُومٌ } ليس تفسيرا لقوله : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } وإنما هو تفسير لما كتب لهم من المصير إلى سجين ، أي : مرقوم مكتوب مفروغ منه ، لا يزاد فيه أحد ولا ينقص منه أحد.
- { الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي : لا يصدقون بوقوعه ، ولا يعتقدون كونه ، ويستبعدون أمره.
- { وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } أي : معتد في أفعاله؛ من تعاطي الحرام والمجاوزة في تناول المباح، والأثيم في أقواله : إن حدث كذب ، وإن وعد أخلف ، وإن خاصم فجر.
- { كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } بل حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرَّيْن الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا.
والرين يعتري قلوبَ الكافرين ، والغيم للأبرار ، والغين للمقربين.
عن أبي هريرة: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نُكِت في قلبه نكتة ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه ، فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه ، فهو الران الذي قال الله : { كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
- { كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } أي محجوبون عن رؤية ربهم وخالقهم.
- { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ } أي : ثم هم مع هذا الحرمان عن رؤية الرحمن من أهل النيران.
- { ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } أي : يقال لهم ذلك على وجه التقريع والتوبيخ ، والتصغير والتحقير.
- حقا { إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } أي : مصيرهم إلى عليين ، وقيل في تفسير عليين أنها السماء السابعة، وقيل الجنة، وقيل ساق العرش اليمنى، وقيل عليون عند سدرة المنتهى، والظاهر : أن عليين مأخوذ من العلو ، وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع.
- { كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } وهم الملائكة،
- { عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ } قيل : معناه : على السرر ينظرون في مُلكهم وما أعطاهم الله من الخير والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد. وقيل : معناه { عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ } إلى الله عز وجل. وهذا مقابله لما وُصف به أولئك الفجار : { كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ }.
- { يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ } أي : يسقون من خمر من الجنة. والرحيق : من أسماء الخمر.
- { خِتَامُهُ مِسْكٌ } أي : خلطه مسك.
- { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } أي : ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم ، أي : من شراب يقال له تسنيم ، وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه.
- { عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } أي : يشربها المقربون صِرْفًا ، وتُمزَجُ لأصحاب اليمين مَزجًا.
- { وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين } أي : وما بُعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر من أعمالهم وأقوالهم ، ولا كلفوا بهم.
- { فَالْيَوْمَ } يعني : يوم القيامة
- { الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } أي : في مقابلة ما ضحك بهم أولئك ، { عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ } أي : إلى الله عز وجل ، في مقابلة من زعم فيهم أنهم ضالون ، ليسوا بضالين ، بل هم من أولياء الله المقربين ، ينظرون إلى ربهم في دار كرامته.
- { هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } ؟ أي : هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقص أم لا ؟ يعني : قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكمله.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 رجب 1435هـ/8-05-2014م, 04:19 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

سورة الانشقاق


مكية،
عن أبي سلمة : أن أبا هريرة قرأ بهم : " إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ " فسجد فيها ، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها.
- { إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ } وذلك يوم القيامة
- { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي : استمعت لربها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق
- { وَحُقَّتْ } أي : وحق لها أن تطيع أمره
- { وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ } أي : بُسطت وفرشت وَوُسِّعَت.
- { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } أي : ألقت ما في بطنها من الأموات ، وتخلت منهم.
- { يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا } أي : ساع إلى ربك سعيا
- { فَمُلاقِيهِ } ثم إنك ستلقى ما عملتَ من خير أو شر، وقيل أي : فملاق ربك فيجازيك بعملك.
- { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } أي : سهلا بلا تعسير ، أي : لا يحقق عليه جَميعُ دقائق أعماله ؛ فإن من حوسب كذلك يهلك لا محالة.
عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نُوِقش الحساب عُذِّب". قالت : فقلت : أليس قال الله : { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } ؟ ، قال : "ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العَرْض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب".
- { وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا } أي : ويرجع إلى أهله في الجنة.
- { مَسْرُورًا } أي : فرحان مغتبطا بما أعطاه الله عز وجل.
- { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } أي : بشماله من وراء ظهره ، تُثْنى يده إلى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك
- { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا } أي : خسارا وهلاكا.
- { وَيَصْلَى سَعِيرًا إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا } أي : فرحا لا يفكر في العواقب
- { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ } أي : كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله ولا يعيده بعد موته. والحور الرجوع.
- { بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا } يعني : بلى سيعيده الله كما بدأه ، ويجازيه على أعماله خيرها وشرها ، فإنه { كَانَ بِهِ بَصِيرًا } أي : عليما خبيرا.
- { فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ } الشفق : حمرة الأفق، ويكون بين المغرب والعشاء
- { وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } أي : جمع.
قال ابن جرير : أقسم الله بالنهار مدبرًا ، وبالليل مقبلا.
- { وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } قال ابن عباس : إذا اجتمع واستوى
- { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } حالا بعد حال، وقيل لتركَبن يا محمد سماء بعد سماء (أي ليلة الإسراء)
- { فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ } أي : فماذا يمنعهم من الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر؟ وما لهم إذا قرأت عليهم آيات الرحمن لا يسجدون إعظاما وإكرامًا واحتراما ؟.
- { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ } أي : من سجيتهم التكذيب والعناد والمخالفة للحق.
- { وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } أي بما يكتمون في صدورهم.
- { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي : فأخبرهم - يا محمد - بأن الله عز وجل قد أعد لهم عذابا أليما.
- { إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } هذا استثناء منقطع ، يعني لكن الذين آمنوا - أي : بقلوبهم - وعملوا الصالحات بجوارحهم.
- { لَهُمْ أَجْرٌ } أي : في الدار الآخرة.
- { غَيْرُ مَمْنُون ٍ} غير منقوص، غير محسوب، غير منقطع. وليس معناها غير ممنون عليهم لأن الله عز وجل له المنة على أهل الجنة.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 9 رجب 1435هـ/8-05-2014م, 05:06 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي سورة البروج

سورة البروج


مكية،

عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج ، والسماء والطارق.

{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } قيل البروج النجوم العظام، وقيل النجوم التي فيها حرس، وقيل منازل الشمس والقمر..
{ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } اليوم الموعود هو يوم القيامة، والأكثرون على أن الشاهد هو يوم الجمعة والمشهود هو يوم عرفة.
{ قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } أي لعن أصحاب الأخدود وهم قوم كفار حفروا أخاديد في الأرض وأجججوا فيها النار وقذفوا فيها المؤمنين وهم أحياء لأنهم لم يرتدوا عن الإيمان.
{ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } أي : وما كان لهم عندهم ذنب إلا إيمانهم بالله العزيز الذي لا يضام من لاذ بجنابه ، المنيع الحميد في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره.
{ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ } من تمام الصفة أنه المالك لجميع السموات والأرض وما فيهما وما بينهما.
{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي : لا يغيب عنه شيء في جميع السموات والأرض ، ولا تخفى عليه خافية.
* وقد اختلف أهل التفسير في أهل هذه القصة لكثرة الروايات التي وردت فيها، ويحتمل أن يكون ذلك قد وقع في العالم كثيرًا.
{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } أي : حَرقوا
{ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا } أي : لم يقلعوا عما فعلوا ، ويندموا على ما أسلفوا.
{ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } وذلك أن الجزاء من جنس العمل.
{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } أي : إن بطشه وانتقامه من أعدائه الذين كَذَّبوا رسله وخالفوا أمره ، لشديد عظيم قوي
{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيد } أي : من قوته وقدرته التامة يبدئ الخلق ثم يعيده كما بدأه
{ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُود } أي : يغفر ذنب من تاب إليه. والودود هو الحبيب.
{ ذُو الْعَرْشِ } [أي : صاحب العرش] المعظم العالي على جميع الخلائق.
{ الْمَجِيدُ } فيه قراءتان : الرفع على أنه صفة للرب ، عز وجل. والجر على أنه صفة للعرش ، وكلاهما معنى صحيح.
{ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } أي : مهما أراد فعله ، لا معقب لحكمه ، ولا يسأل عما يفعل ؛ لعظمته وقهره وحكمته وعدله.
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } أي : هل بلغك حل بهم.
{ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ } أي : هم في شك وريب وكفر وعناد.
{ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ } أي : هو قادر عليهم ، قاهر لا يفوتونه ولا يعجزونه،
{ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ } أي : عظيم كريم،
{ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ } أي : هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 رجب 1435هـ/8-05-2014م, 05:30 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي سورة الطارق

سورة الطارق


مكية.

عن جابر قال : صلى معاذ المغرب ، فقرأ البقرة والنساء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أفتان يا معاذ ؟ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق ، والشمس وضحاها ، ونحو هذا ؟"

- { وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ } يقسم تعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة. وسمي النجم طارقا لأنه يُرى بالليل ويختفي بالنهار، والثاقب أي المضيء المحرق للشياطين.
- { إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } أي : كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات.
- { فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ } تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خُلق منه ، وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد.
- { خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ } يعني : المني ؛ يخرج دَفقًا من الرجل ومن المرأة.
- { يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ } يعني : صلب الرجل وترائب المرأة ، وهو صدرها.
- { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } فيه قولان :
أحدهما : على رجع هذا الماء الدافق إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك
والقول الثاني : إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق ، أي : إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادر ؛ لأن من قدر على البدء قدر على الإعادة.
- { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } أي : يوم القيامة تبلى فيه السرائر ، أي : تظهر وتبدو
- { فَمَا لَهُ } أي : الإنسان يوم القيامة { مِنْ قُوَّةٍ } أي : في نفسه { وَلا نَاصِرٍ } أي : من خارج منه ، أي : لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله ، ولا يستطيع له أحد ذلك.
{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } الرجع المطر
{ وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } قال ابن عباس : هو انصداعها عن النبات.
{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } حق.
{ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } أي : بل هو حق جد.
{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا } أي :إن الكفار يمكرون بالناس
{ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ } أي : أنظرهم ولا تستعجل لهم،
{ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } أي : قليلا. أي : وترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 15 رجب 1435هـ/14-05-2014م, 07:26 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

سورة الأعلى


* مكية.

* فضل سورة الأعلى:
- عن البراء بن عازب أنه قال في الحديث: " ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون : هذا رسول الله قد جاء ، فما جاء حتى قرأت : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى " في سور مثلها"
- وعن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ".
- وثبت في الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : "هلا صَلّيت بسبح اسم ربك الأعلى ، والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى"
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ب " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى " و " هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما.
رُوي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ" سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى " وَ " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " وَ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " زَادَتْ عَائِشَةُ : وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ .

* تفسير الآيات:
- وعن عقبة بن عامر الجهني: لما نزلت : { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اجعلوها في ركوعكم". فلما نزلت : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } قال : "اجعلوها في سجودكم".
وعن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } قال : "سبحان ربي الأعلى".
- { الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى } أي : خلق الخليقة وسَوّى كل مخلوق في أحسن الهيئات.
- { وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى } هدى الإنسان للشقاوة والسعادة ، وهدى الأنعام لمراتعها.
- { وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى } أي : من جميع صنوف النباتات والزروع ،
- { فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى } قال ابن عباس : هشيما متغيرا.
- { سَنُقْرِئُكَ } أي : يا محمد { فَلا تَنْسَى } وهذا إخبار من الله عز وجل بأنه سيقرئه قراءة لا ينساها، { إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ }
- { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى } أي : نسهل عليك أفعال الخير وأقواله ، ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما عدلا.
- { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى } أي : ذكِّر حيث تنفع التذكرة.
ومن هاهنا يؤخذ الأدب في نشر العلم فلا يضعه عند غير أهله ، كما قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : ما أنت بمحدِّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم. وقال : حدث الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟!
- { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى } أي : سيتعظ بما تبلغه - يا محمد - من قلبه يخشى الله.
- { وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا } أي : لا يموت فيستريح ولا يحيا حياة تنفعه
عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أما أهل النار الذين هم أهلها لا يموتون ولا يحيون ، وأما أناس يريد الله بهم الرحمة فيميتهم في النار فيدخل عليهم الشفعاء فيأخذ الرجل أنصارة فينبتهم - أو قال : ينبتون - في نهر الحياء - أو قال : الحياة - أو قال : الحيوان - أو قال : نهر الجنة فينبتون - نبات الحبَّة في حميل السيل". قال : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أما ترون الشجرة تكون خضراء ، ثم تكون صفراء أو قال : تكون صفراء ثم تكون خضراء ؟". قال : فقال بعضهم : كأن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالبادية
- { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى } أي : طهَّر نفسه من الأخلاق الرذيلة، وقيل تزكى زكاة المال.
- { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } أي : أقام الصلوات الخمس في أوقاتها
- { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي : تقدمونها على أمر الآخرة،
- { وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي : ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى
- { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } عن ابن عباس قال : لما نزلت : { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } قال النبي صلى الله عليه وسلم : "كان كل هذا - أو : كان هذا - في صحف إبراهيم وموسى" أي الآيات التي في سبح اسم ربك الأعلى.

سورة الغاشية:


* الغاشية : من أسماء يوم القيامة. لأنها تغشى الناس وتَعُمّهم.
- { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } أي : ذليلة
- { عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } أي : قد عملت عملا كثيرا، ونصبت فيه،
- { تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً } أي : حارة شديدة الحر
- { تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } أي : قد انتهى حَرّها وغليانها.
- { لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ } قيل شجر من نار، وقيل الزقوم، وقيل الشِّبرِقُ الذي إذا يبس سُمّي الضريع، أي من شر الطعام وأبشعه وأخبثه.
- { لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ } يعني : لا يحصل به مقصود ، ولا يندفع به محذور.
* لما ذكر حال الأشقياء ، ثنى بذكر السعداء فقال جل وعلا :
- { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } أي : يوم القيامة { نَّاعِمَةٌ } أي : يعرف النعيم فيها.
- { لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } قد رضيت عملها.
- { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي : رفيعة
- { لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً } أي : لا يسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو.
- { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } أي : سارحة. وهذه نكرة في سياق الإثبات ، وليس المراد بها عينا واحدة ، وإنما هذا جنس ، يعني : فيها عيون جاريات.
- { فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ } أي : عالية ناعمة كثيرة الفرش ، مرتفعة السَّمْك ، عليها الحور العين. : فإذا أراد وَليُّ الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له
- { وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ } يعني : أواني الشرب معدة مُرصدة لمن أرادها من أربابها.
- { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } النمارق : الوسائد
- { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } البسط مبثوثة هاهنا وهاهنا لمن أراد الجلوس عليها.
* يقول تعالى آمرًا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته:
- { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } ؟ فإنها خَلق عجيب
وكان شريح القاضي يقول : اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت.
- { وإلى السماء كيف رفعت } أي : كيف رفعها الله ، عز وجل ، عن الأرض هذا الرفع العظيم ،
- { وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } أي : جعلت منصوبة قائمة ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها ،
- { وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } ؟ أي : كيف بسطت ومدت ومهدت
- { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ } أي : فذكر - يا محمد - الناس بما أرسلت به إليهم فلست عليهم بجبار، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ؛
- { إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ } أي : تولى عن العمل بأركانه ، وكفر بالحق بجنانه ولسانه
- { إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ } أي : مرجعهم ومنقلبهم
- { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } أي : نحن نحاسبهم على أعمالهم ونجازيهم بها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.

تفسير سورة الفجر


* مكية.

- { وَالْفَجْرِ } : الصبح، وقيل المراد به فجر يوم النحر خاصة وهو خاتمة الليالي العشر. وقيل المراد صلاة الفجر.
- { وَلَيَالٍ عَشْرٍ } المراد بها عشر ذي الحجة.
- { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } اختلف فيها فقيل الوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر"، وقيل العكس،
وقيل الشفع أوسط أيام التشريق والوتر آخر أيام التشريق.
وقيل الشفع صلاة الغداة والوتر صلاة المغرب.
وقيل الله الوتر ، وخلقه الشفع أي الذكر والأنثى.
وقيل هو العدد ، منه شفع ومنه وتر.
وقيل هي الصلاة ، منها شفع كالرباعية والثنائية ، ومنها وتر كالمغرب.
- { وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } أي إذا ذهب. وقيل إذا سار أي أقبل، وقيل إذا يجري،
- { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } أي:لذي عقل، وإنما سمي العقل حجْرًا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال.
- { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } وهؤلاء كانوا متمردين عتاة جبارين، وهؤلاء عاد الأولى،وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هودًا، عليه السلام، فكذبوه وخالفوه، فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم، وأهلكهم بالريح، ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع، ليعتبر بمصرعهم المؤمنون.
- { إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} عطف بيان؛ زيادة تعريف بهم. ومنهم من قال هو اسم المدينة التي سكنوها وهو مستبعد.
- { ذَاتِ الْعِمَادِ } لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشَعر التي ترفع بالأعمدة الشداد وقيل أهل عمود لا يقيمون، وقيل: سموا بذلك لطولهم.
- { الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ } أي:القبيلة التي لم يخلق مثلها في بلادهم، لقوتهم وشدتهم وعظم تركيبهم. ومنهم من أعاد الضميرَ على العماد؛ لارتفاعها وهذا المعنى مستبعد.
- { وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } يعني:يقطعون الصخر بالوادي. قال ابن عباس:ينحتونها ويخرقونها.
- { وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ } الأوتاد:الجنود الذين يشدون له أمره. وقيل :كان يوتد الناس بالأوتاد.
- { الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ } أي:تمردوا وعتوا وعاثوا في الأرض بالإفساد والأذية للناس،
- { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } أي:أنـزل عليهم رجزا من السماء، وأحل بهم العقوبة.
- { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } يسمع ويرى. يعني:يرصد خلقه فيما يعملون، ويجازي كلا بسعيه.
- { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي } ينكر الله سبحانه على الإنسان اعتقاده أنه إذا وسع الله عليه في الرزق فهو إكرام له، وليس كذلك، بل هو ابتلاء وامتحان. وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضَيَّق عليه في الرزق، يعتقد أن ذلك من الله إهانة له.
- { كَلا } أي:ليس الأمر كما زعم، لا في هذا ولا في هذا، فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ويضيق على من يحب ومن لا يحب، وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين، إذا كان غنيا بأن يشكر الله على ذلك، وإذا كان فقيرًا بأن يصبر.
- { بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ } فيه أمر بالإكرام له
عن أبي هُريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: « خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه » ثم قال بأصبعه: « أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا » .
- { وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } يعني:لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين، ويحث بعضهم على بعض في ذلك،
- { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ } يعني:الميراث ( أَكْلا لَمًّا } أي:من أي جهة حصل لهم، من حلال أو حرام،
- { وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا } أي:كثيرا - زاد بعضهم:فاحشا.
* ثم يخبر تعالى عما يقع يوم القيامة من الأهوال العظيمة، فقال: { كَلا } أي:حقا
- { إِذَا دُكَّتِ الأرْضُ دَكًّا دَكًّا } أي مهدت وسويت الأرض والجبال، وقام الخلائق من قبورهم لربهم،
- { وَجَاءَ رَبُّكَ } يعني:لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهي أول الشفاعات، وهي المقام المحمود فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا.
- { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } عن عبد الله - هو ابن مسعود- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها » .
- { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ } أي:عمله
- { وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } أي:وكيف تنفعه الذكرى؟.
- { يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } يعني:يندم على ما كان سلف منه من المعاصي - إن كان عاصيا- ويود لو كان ازداد من الطاعات - إن كان طائعا-
- { فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } أي:ليس أحد أشد عذابًا من تعذيب الله من عصاه،
- { وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } أي:وليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم، عز وجل،
-أما النفس الزكية المطمئنة وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق فيقال لها: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ } أي:إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته، وقيل صاحبها وهو بدنها الذي عمرته في الدنيا
- { رَاضِيَةً } أي:في نفسها
- {مَرْضِيَّةً } أي:قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها،
- {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } أي:في جملتهم،
- { وَادْخُلِي جَنَّتِي } وهذا يقال لها عند الاحتضار، وفي يوم القيامة أيضا، كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره، وكذلك هاهنا.
* اختلف المفسرون فيمن نـزلت هذه الآية، فروى الضحاك، عن ابن عباس:نـزلت في عثمان بن عفان. وعن بُرَيدة بن الحصيب:نـزلت في حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 17 رجب 1435هـ/16-05-2014م, 02:03 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

تفسير سورة البلد


* مكية.

- { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } هذا قسم من الله عز وجل بمكة أم القرى في حال كون الساكن فيها حالا ؛ لينبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها.
- { وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } أنت به من غير حَرَج ولا إثم.
الحديث المتفق على صحته : "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ، فهو حَرَامٌ بحُرمَة الله إلى يوم القيامة ، لا يُعضَد شجره ولا يختلى خلاه. وإنما أحلت لي ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب".
- { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } الوالد : الذي يلد ، وما ولد : العاقر الذي لا يولد له. وقيل العكس
وقيل أنه عام في كل والد وولده.
وقيل الوالد آدم ، وما ولد ولده.
وهذا المعنى حَسَنٌ قوي ؛ لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن ، وهو آدم أبو البشر وولده.
- { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ } يعني منتصبا
والكبد : الاستواء والاستقامة. ومعنى هذا القول : لقد خلقنا الإنسان سويا مستقيما
وقيل { فِي كَبَدٍ } نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة يتكبد في الخلق
وقيل في شدة وطَلَب معيشة ومشقة. يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.
- { أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } قيل: يعني أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يأخذ ماله. وقيل : { أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } قال : ابن آدم يظن أن لن يُسأل عن هذا المال : من أين اكتسبه ؟ وأين أنفقه ؟
- { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا } أي : يقول ابن آدم : أنفقت مالا لبدا ، أي : كثيرا.
- { أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ } أي أيحسب أن لم يره الله عز وجل
- { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ } أي : يبصر بهما ، { وَلِسَانًا } أي : ينطق به ، فَيُعبر عما في ضميره ، { وَشَفَتَيْنِ } يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام ، وجمالا لوجهه وفمه.
- { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } الخير والشر.
- { فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ } قيل جبل في جهنم. وقيل } هو سبعون درجة في جهنم.
إنها قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة الله عز وجل. وقال قتادة { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ } ثم أخبر عن اقتحامها. فقال : { فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ }
اقتحم فلانٌ عَقَبةً أو وَهْدَة : رمى بنفسه على شدَّةٍ يريد اجتيازها وتخطِّيَها .
- { اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ } أي : أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير. ثم بينها فقال : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ }
قرئ : { فَكُّ رَقَبَةٍ } بالإضافة ، وقُرئ على أنه فعل ، وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعوله وكلتا القراءتين معناهما متقارب.
- { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } ذي مجاعة. والسَّغَب : هو الجوع. وقيل في يومٍ الطعامُ فيه عزيزٌ. وقيل في يوم يُشتهى فيه الطعام.
- { يَتِيمًا } أي : أطعم في مثل هذا اليوم يتيما ، { ذَا مَقْرَبَةٍ } أي : ذا قرابة منه.
عن سليمان بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الصدقة على المسكين صدقة ، وعلى ذي الرحم اثنتان ، صدقة وصلة".
- { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ } أي : فقيرا مُدقعًا لاصقا بالتراب وقيل
- { ذَا مَتْرَبَةٍ } هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له ، ولا شيء يقيه من التراب
وقيل الغريب عن وطنه. هو الفقير المديون المحتاج.
وقيل هو الذي لا أحد له.
وقيل هو ذو العيال.
وكل هذه قريبة المعنى.
- { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا } أي : ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمنٌ بقلبه ، محتسب ثواب ذلك عند الله عز وجل
- { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } أي كان من المتواصين بالصبر على أذى الناس ، وعلى الرحمة بهم.
- { أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } أي : المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين.
- { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ } أي : أصحاب الشمال
- { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ } أي : مطبقة عليهم ، فلا محيد لهم عنها ، ولا خروج لهم منها.


سورة الشمس


* مكية.

عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : "هلا صليت بـ { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } ؟

- { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } أي : وضوئها. وقيل: النهار كله. وقيل: أقسم الله بالشمس ونهارها ؛ لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار.
- { وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا } تبعها.
- { وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا } أضاء.
- { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } يعني : إذا يغشى الشمس حين تغيب ، فتظلم الآفاق.
- { وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا } يحتمل أن تكون والسماء وبنائها.أو والسماء وبانيها، وكلاهما متلازم. والبناء هو الرفع ،
- { وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا } قيل دحاها خلق فيها، وقيل قسمها، وقيل بسطها. وهذا أشهر الأقوال
- { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } أي : خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه
- { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } أي : فأرشدها إلى فجورها وتقواها ، أي : بين لها ذلك ، وهداها إلى ما قدر لها. وقيل بين لها الخير والشر، وقيل جعل فيها فجورها وتقواها.
عن أبي الأسود الدّيلي قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل فيه الناس ويتكادحون فيه ، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قَدَر قد سبق ، أو فيما يُستَقبَلُون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأكدت عليهم الحجة ؟ قلت : بل شيء قضي عليهم. قال : فهل يكون ذلك ظلمًا ؟ قال : ففزعت منه فزعًا شديدًا ، قال : قلت له : ليس شيء إلا وهو خَلقُه وملْك يَده ، لا يسألُ عما يفعل وهم يسألون. قال : سددك الله ، إنما سألت لأخبر عقلك ، إن رجلا من مُزَينة - أو جهينة - أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون ، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قَدر قد سبق ، أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم ، وأكدت به عليهم الحجة ؟ قال : "بل شيء قد قضي عليهم". قال : ففيم نعمل ؟ قال : "من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يُهَيِّئه لها ، وتصديق ذلك في كتاب الله : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }
- { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى نفسه ، أي : بطاعة الله، وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل
- { وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } أي : دسسها ، أي : أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهُدَى ، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل.
* وقد يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى الله نفسه ، وقد خاب من دَسَّى الله نفسه
عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بهذه الآية : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } وقف ، ثم قال : "اللهم آت نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وخير من زكاها"
- { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا } يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم ، بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي. وقيل { بِطَغْوَاهَا } أي : بأجمعها. والأول أولى،
- { إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا } أي : أشقى القبيلة، عاقرُ الناقة ، وهو أحيمر ثمود ، وكان هذا الرجل عزيزًا فيهم ، شريفًا في قومه ، نسيبًا رئيسًا مطاعًا
- { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ } يعني : صالحًا ، عليه السلام
- { نَاقَةُ اللَّهِ } أي : احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء ،
- { وَسُقْيَاهَا } أي : لا تعتدوا عليها في سقياها ، فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم.
- { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } أي : كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم ،
- { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ } أي : غضب عليهم ، فدمر عليهم ،
- { فَسَوَّاهَا } أي : فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء.
- { وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا } وقرئ : "فلا يخاف عقباها". أي لا يخاف الله من أحد تبعة. وقيل لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع. والقول الأول أولى ؛ لدلالة السياق عليه.


تفسير سورة الليل


* مكية.

* قرأ ابن مسعود ، وأبو الدرداء - ورفعه أبو الدرداء - "والذكر والأنثى" وأما الجمهور فقرأوا ذلك كما هو مُثبَت في المصحف الإمام العثماني في سائر الآفاق : { وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنْثَى }

- { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } أي : إذا غَشيَ الخليقةَ بظلامه
- { وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى } أي : بضيائه وإشراقه
- { وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنْثَى }
* لما كان القسم بهذه الأشياء المتضادة كان القسم عليه أيضا متضادا ؛ ولهذا قال :
- { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } أي : أعمال العباد التي اكتسبوها متضادة أيضًا ومتخالفة ، فمن فاعل خيرا ومن فاعل شرا.
- { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } أي : أعطى ما أمر بإخراجه ، واتقى الله في أموره
- { وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } أي : بالمجازاة على ذلك، وقيل بالثواب. وقيل بلا إله إلا الله. وقيل بما أنعم الله عليه. وقيل الحسنى الجنة
- { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }يعني للخير. وقيل يعني للجنة.
* وقال بعض السلف : من ثواب الحسنةُ الحسنة بعدها ، ومن جزاء السيئة السيئةُ بعدها ؛
- { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } أي : بما عنده ، { واستغنى } أي بخل بماله ، واستغنى عن ربه ، عز وجل.
- { وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } أي : بالجزاء في الدار الآخرة.
- { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } أي : لطريق الشر
* والآيات في هذا المعنى كثيرة دالة على أن الله ، عز وجل ، يُجازي من قصد الخير بالتوفيق له ، ومن قصد الشر بالخذلان. وكل ذلك بقدر مُقدّر
- { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } أي إذا مات. وقيل إذا تردى في النار.
- { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } أي : نبين الحلالَ والحرامَ.
- { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأولَى } أي : الجميع ملكنا وأنا المتصرف فيهما.
- { فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى } أي توهج.
سمعت النعمان ابن بشير يخطب ويقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجلٌ توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منها دماغه".
- { لا يَصْلاهَا إِلا الأشْقَى } أي : لا يدخلها دخولا يحيط به من جميع جوانبه إلا الأشقى. ثم فسره فقال :
- { الَّذِي كَذَّبَ } أي : بقلبه ، { وَتَوَلَّى } أي : عن العمل بجوارحه وأركانه.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل النار إلا شقي". قيل : ومن الشقي ؟ قال : "الذي لا يعمل بطاعة ، ولا يترك لله معصية"
وعن أبي هُرَيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى". قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : "من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى".
- { وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى } أي : وسَيُزَحزح عن النار التقي النقي الأتقى. ثم فسره بقوله :
- { الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } أي : يصرف ماله في طاعة ربه ؛ ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا.
- { وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى } أي : ليس بَذْله حاله في مكافأة من أسدى إليه معروفًا ، فهو يعطي في مقابلة ذلك ، وإنما دفعه ذلك { ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى } أي : طمعًا في أن يحصل له رؤيته في الآخرة،
- { وَلَسَوْفَ يَرْضَى } أي : ولسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات.
* وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ،

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 17 رجب 1435هـ/16-05-2014م, 04:29 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

سورة الضحى

* مسألة التكبير المرتبط بسورة الضحى وعدم ثبوته:
اختلف القراء في موضع هذا التكبير وكيفيته، فقال بعضهم : يكبر من آخر " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى " وقال آخرون : من آخر " وَالضُّحَى " وكيفية التكبير عند بعضهم أن يقول : الله أكبر ويقتصر ، ومنهم من يقول الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر.وذكر الفراء في مناسبة التكبير من أول سورة "الضحى" : أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتر تلك المدة [ثم] جاءه الملك فأوحى إليه : " وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى " السورة بتمامها ، كبر فرحًا وسرورًا. ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف ، فالله أعلم.

* سبب نزولها:
* اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين ، فأتت امرأة فقالت : يا محمد ، ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فأنزل الله عز وجل : { وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }،، قيل : إن هذه المرأة هي : أم جميل امرأة أبي لهب.
وعن ابن عباس : لما نزلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ، أبطأ عنه جبريل أياما ، فتغير بذلك ، فقال المشركون : ودعه ربه وقلاه. فأنزل الله : { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }

* تفسير الآيات:
- { وَالضُّحَى } : هذا قسم منه تعالى بالضحى وما جعل فيه من الضياء
- { وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } أي : سكن فأظلم وادلَهَم. وذلك دليل ظاهر على قدرة خالق هذا وهذا.
- { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ } أي : ما تركك ، { وَمَا قَلَى } أي : وما أبغضك
- { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى } أي : والدار الآخرة خير لك من هذه الدار.
عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير ، فأثر في جنبه ، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت : يا رسول الله ، ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما لي وللدنيا ؟! ما أنا والدنيا ؟! إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظَلّ تحت شجرة ، ثم راح وتركتها
- { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } أي : في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته ، وفيما أعدَّه له من الكرامة ، ومن جملته نهر الكوثر،
عن ابن عباس : من رضاء محمد صلى الله عليه وسلم ألا يدخل أحد من أهل بيته النار.
وقيل: الشفاعة.
* ثم قال تعالى يعدد نعَمه عل عبده ورسوله محمد ، صلوات الله وسلامه عليه :
- { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } وذلك أن أباه تُوفّي وهو حَملٌ في بطن أمه ، وقيل : بعد أن ولد ، عليه السلام ، ثم توفيت أمه وله من العمر ست سنين. ثم كان في كفالة جده، إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين ، فكفله عمه أبو طالب. ثم لم يزل يحوطه وينصره ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره ، إلى أن تُوفي أبو طالب قبل الهجرة بقليل ، فأوذي ، فاختار الله له الهجرة إلى بلد الأنصار ، كل هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به.
- { وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى } كقوله { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ الشورى : 52 ]
- { وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى } أي : كنت فقيرًا ذا عيال ، فأغناك الله عمن سواه
* { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى } قال : كانت هذه منازل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعثه الله ، عز وجل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قد أفلح من أسلم ، ورُزق كفافًا ، وقنعه الله بما آتاه".
- { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ } أي : كما كنت يتيمًا فآواك الله فلا تقهر اليتيم ، أي : لا تذله، ولكن أحسِنْ إليه.
- { وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ } أي : وكما كنت ضالا فهداك الله ، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد، وقيل رَد المسكين برحمة ولين.
- { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } أي : وكما كنت عائلا فقيرًا فأغناك الله ، فحدث بنعمة الله عليك،
وقيل: يعني النبوة التي أعطاك ربك. وقيل: القرآن.
وقيل: ما عملت من خير فَحَدث إخوانك.
"من لم يشكر القليل ، لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله. والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر. والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب"


تفسير سورة الشرح

* مكية.

- { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } نورناه وجعلناه فَسيحًا رحيبًا واسعًا
وقيل : شرح صدره ليلة الإسراء
- { وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ } بمعنى : { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 2 ]
- { الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ } الإنقاض : الصوت. قيل أي أثقلك حمله.
- { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } أي لا أُذْكرُ إلا ذُكِرتَ معي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا رسول الله.
وقيل رفع اللهُ ذكرَه في الدنيا والآخرة ، فليس خطيب ولا مُتشهد ولا صاحبُ صلاة إلا ينادي بها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله.
وقيل: الأذان. يعني : ذكره فيه
- { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } عن الحسن قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يومًا مسرورًا فرحًا وهو يضحك ، وهو يقول : "لن يَغْلِب عُسْر يسرين ، لن يغلب عسر يسرين ، فإن مع العسر يسرًا ، إن مع العسر يسرًا".
أخبر تعالى أن مع العسر يوجَدُ اليسر ، ثم أكد هذا الخبر. ومعنى هذا : أن العسر معرف في الحالين ، فهو مفرد ، واليسر منكر فتعدد
- { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } أي : إذا فَرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها ، فانصب في العبادة ، ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته : "لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان" وقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء ، فابدءوا بالعَشَاء".
وقيل أي اجعل نيتك ورغبتك إلى الله ، عز وجل.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 10 شعبان 1435هـ/8-06-2014م, 06:33 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

تفسير سورة والتين والزيتون:

وهي مكية.

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) قيل المراد بالتين مسجد دمشق. وقيل : هي نفسها. وقيل : الجبل الذي عندها. وقيل هو مسجد أصحاب الكهف ، وقيل أنه مسجد نوح الذي على الجودي. وقيل هو تينكم هذا.
{ وَالزَّيْتُونِ } قيل هو مسجد بيت المقدس. وقيل هو هذا الزيتون الذي تعصرون.
{ وَطُورِ سِينِينَ } الجبل الذي كلم الله عليه موسى.
{ وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } مكة
* وقال بعض الأئمة : هذه مَحَالٌّ ثلاثة ، بعث الله في كل واحد منها نبيًا مرسلا من أولي العزم
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } هذا هو المقسم عليه ، وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة .
{ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } إلى النار إن لم يطع الله ويتبع الرسل ؛
ولهذا قال :
{ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }،{ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } أي : غير مقطوع.
{ فَمَا يُكَذِّبُكَ } يعني : يا ابن آدم { بَعْدُ بِالدِّينِ } ؟ أي : بالجزاء في المعاد وقد علمت البدأة ، وعرفت أن من قدر على البدأة ، فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى ، فأي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا ؟
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ }

تفسير سورة اقرأ
وهي أول شيء نزل من القرآن.

عن عائشة قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح. ثم حُبب إليه الخلاء ، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه - وهو : التعبد - الليالي ذواتَ العدد ، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فَتُزَوِّد لمثلها حتى فَجَأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال : اقرأ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فقلت : ما أنا بقارئ". قال : "فأخذني فَغَطَّني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال : اقرأ. فقلت : ما أنا بقارئ. فَغَطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : اقرأ. فقلت : ما أنا بقارئ. فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } حتى بلغ : { مَا لَمْ يَعْلَمْ } قال : فرجع بها تَرجُف بَوادره.

ف السورة التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة ، وأن من كَرَمه تعالى أن عَلّم الإنسان ما لم يعلم ، فشرفه وكرمه بالعلم ، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة ، والعلم تارة يكون في الأذهان ، وتارة يكون في اللسان ، وتارة يكون في الكتابة بالبنان ، ذهني ولفظي ورسمي ، والرسمي يستلزمهما من غير عكس.

{ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } وفي الأثر : قيدوا العلم بالكتابة.
{ كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو طغيان إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله. ثم تَهدده وتوعده ووعظه فقال :
{ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } أي : إلى الله المصير والمرجع ، وسيحاسبك على مالك : من أين جمعته ؟ وفيم صرفته ؟
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى } نزلت في أبي جهل ، لعنه الله ، توعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة عند البيت ، فوعظه الله تعالى بالتي هي أحسن أولا فقال :
{ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى } أي : فما ظنك إن كان هذا الذي تنهاه على الطريق المستقيمة في فعله ، أو { أَمَرَ بِالتَّقْوَى } بقوله ، وأنت تزجره وتتوعده على صلاته ؛ ولهذا قال :
{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } أي : أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه ، وسيجازيه على فعله أتم الجزاء.
ثم قال تعالى متوعدًا ومتهددًا : { كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ } أي : لئن لم يرجع عما هو فيه من الشقاق والعناد { لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ } أي : لنَسمَنَّها سوادا يوم القيامة.
{ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } يعني : ناصية أبي جهل كاذبة في مقالها خاطئة في فعَالها.
{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } أي : قومه وعشيرته ، أي : ليدعهم يستنصر بهم ،
{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } وهم ملائكة العذاب ، حتى يعلم من يغلبُ : أحزبُنا أو حزبه.
{ كَلا لا تُطِعْهُ } يعني : يا محمد ، لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة وكثرتها ، وصلِّ حيث شئت ولا تباله ؛ فإن الله حافظك وناصرك ، وهو يعصمك من الناس ، { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }


تفسير سورة القدر

وهي مكية.

(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر ، وهي الليلة المباركة.
أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى مُعَظِّما لشأن ليلة القدر ، التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها ، فقال : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
قيل عَمَلها ، صيامها وقيامها خير من ألف شهر أفضل من عبادة ألف شهر - وليس فيها ليلة القدر –
{ تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } أي : يكثر تَنزلُ الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحِلَق الذكر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له.
وأما الروح فقيل : المراد به هاهنا جبريل عليه السلام ، فيكون من باب عطف الخاص على العام. وقيل : هم ضرب من الملائكة.
{ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } سلام هي من كل أمر.
{ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } قال : تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد ، حتى يطلع الفجر.

تفسير سورة لم يكن


وهي مدنية.

أمر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرئ أبيا هذه السورة. قرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وتثبيت وإنذار ، لا قراءة تعلم واستذكار
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) أهل الكتاب فهم : اليهود والنصارى ، والمشركون : عَبَدةُ الأوثان والنيران ، من العرب ومن العجم.
{ مُنْفَكِّينَ } يعني : منتهين حتى يتبين لهم الحق.
{ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } أي : هذا القرآن
{ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً } يعني : محمدًا صلى الله عليه وسلم ، وما يتلوه من القرآن العظيم ، الذي هو مكتتب في الملأ الأعلى ، في صحف مطهرة
{ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } عادلة مستقيمة ، ليس فيها خطأ ؛ لأنها من عند الله ، عز وجل.
{ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } تفرقوا واختلفوا في الذي أراده الله من كتبهم، واختلفوا اختلافًا كثيرًا، وفي الحديث : " إن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة ، وإن النصارى اختلفوا على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة". قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : "ما أنا عليه وأصحابي"
(حنفاء) أي : مُتَحنفين عن الشرك إلى التوحيد.
{ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ } وهي أشرف عبادات البدن ،
{ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } وهي الإحسان إلى الفقراء
{ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي : الملة القائمة العادلة
وقد استدل العلماء بهذه الآية الكريمة على أن الأعمال داخلة في الإيمان.
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } يخبر تعالى عن مآل الكفار أنهم يوم القيامة { فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } أي : ماكثين { أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } أي : شر الخليقة التي برأها الله وذرأها.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أخبر تعالى عن حال الأبرار بأنهم خير.
وقد استدل بهذه الآية أبو هريرة وطائفة من العلماء على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة.
{ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ } أي : يوم القيامة ، { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } أي : بلا انفصال ولا انقضاء ولا فراغ.
{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } ومقام رضاه عنهم أعلى مما أوتوه من النعيم المقيم ، { وَرَضُوا عَنْهُ } فيما منحهم من الفضل العميم.
{ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي : هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله .


تفسير سورة إذا زلزلت


وهي مكية.

فضائل سورة الزلزلة
هي سورة جامعة، تعدل نصف القرآن وفي أحاديث أنها تعدل ربع القرآن.

{ إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا } أي : تحركت من أسفلها.
{ وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا } يعني : ألقت ما فيها من الموتى.
{ وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا } أي : استنكر أمرها بعد ما كانت قارة ساكنة ثابتة ، وهو مستقر على ظهرها
{ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } أي : تحدث بما عمل العاملون على ظهرها.
{ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا } قال البخاري : أوحى لها وأوحى إليها، أي أمرها.
{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا } أي : يرجعون عن مواقف الحساب ، { أَشْتَاتًا } أي : أنواعًا وأصنافًا ، ما بين شقي وسعيد ، مأمور به إلى الجنة ، ومأمور به إلى النار.
وقيل أشتاتا أي فرقا.
{ لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ } أي : ليعملوا ويجازوا بما عملوه في الدنيا ، من خير وشر.
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
في الحديث "اتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة ، ولو بكلمة طيبة"
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : "يا عائشة ، إياك ومحقرات الذنوب ، فإن لها من الله طالبا".

فرغبهم في القليل من الخير أن يعملوه ، فإنه يوشك أن يكثر ، وحذرهم اليسير من الشر ، فإنه يوشك أن يكثر
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } يعني : وزن أصغر النمل { خَيْرًا يَرَهُ } يعني : في كتابه ، ويَسُرُّه ذلك.


تفسير سورة العاديات


وهي مكية.
(وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فَعَدت وضَبَحت ، وهو : الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو.
وقيل أن العاديات هي الإبل
{ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا } يعني : اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار.
{ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا } الإغارة وقت الصباح
{ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا } يعني : غبارًا في [مكان]معترك الخيول.
{ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا } أي : توسطن ذلك المكان كُلُّهن جمع.
{ إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } هذا هو المقسم عليه ، بمعنى : أنه لنعم ربه لجحود كفور وهو الذي يعد المصائب ، وينسى نعم ربه.
{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } وإن الله على ذلك لشهيد. ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان ، فيكون تقديره : وإن الإنسان على كونه كنودا لشهيد ، أي : بلسان حاله ، أي : ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله ،
{ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } أي : وإنه لحب المال لشديد. وفيه مذهبان :
أحدهما : أن المعنى : وإنه لشديد المحبة للمال.
والثاني : وإنه لحريص بخيل ؛ من محبة المال. وكلاهما صحيح.
{ أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ } أي : أخرج ما فيها من الأموات
{ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ } أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم
{ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ } أي : لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ، مجازيهم عليه أوفر الجزاء ، ولا يظلم مثقال ذرة.

تفسير سورة القارعة


وهي مكية.

{ الْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة
ثم قال معظمًا أمرها ومهولا لشأنها : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ }
ثم فسر ذلك بقوله : { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } أي : في انتشارهم وتفرقهم
{ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } يعني : قد صارت كأنها الصوف المنفوش ، الذي قد شَرَع في الذهاب والتمزق.
{ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } أي : رجحت حسناته على سيئاته
{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } يعني : في الجنة.
{ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } أي : رجحت سيئاته على حسناته.
{ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } قيل : معناه : فهو ساقط هاو بأم رأسه في نار جهنم
وقيل : معناه : { فَأُمُّهُ } التي يرجع إليها ، ويصير في المعاد إليها { هَاوِيَةٌ } وهي اسم من أسماء النار
ولهذا قال تعالى مفسرا للهاوية : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ }
{ نَارٌ حَامِيَةٌ } أي : حارة شديدة الحر ، قوية اللهيب والسعير

تفسير سورة التكاثر


وهي مكية.

(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) يقول تعالى : شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها ، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر ، وصرتم من أهلها ؟!
{ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ } قال الحسن البصري : هذا وعيد بعد وعيد.
{ كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } أي : لو علمتم حق العلم ، لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة.
{ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ } هذا تفسير الوعيد المتقدم
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } أي : ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 10 شعبان 1435هـ/8-06-2014م, 07:08 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

تفسير سورة العصر:

وهي مكية.

(والعصر) العصر : الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم ، من خير وشر. وقيل العشي والأول أشهر.
(إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر ، أي : في خسارة وهلاك.
{ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم ، وعملوا الصالحات بجوارحهم.
{ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } وهو أداء الطاعات ، وترك المحرمات.
{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } على المصائب والأقدار.

تفسير سورة ويل لكل همزة لمزة


وهي مكية.

(ويل لكل همزة لمزة) الهماز : بالقول ، واللماز : بالفعل. يعني : يزدري بالناس وينتقص بهم
الهُمَزة ، يهمزه في وجه ، واللمزة من خلفه.
قال بعضهم : المراد بذلك الأخنس بن شريق. وقيل غيره. وقال مجاهد : هي عامة.
{ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ } أي : جمعه بعضه على بعض ، وأحصى عدده.
{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } أي : يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار ؟
{ كَلا } أي : ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب.
{ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ } أي : ليلقين في الحطمة وهي اسم من أسماء النار صفة ؛ لأنها تحطم من فيها.
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ } تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء
{ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } أي : مطبقة
{ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } قيل: عمد من حديد. وقيل من نار، وقيل الأبواب ممدودة، وقيل القيود الطوال.

تفسير سورة الفيل

وهي مكية.

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ)
هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش ، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل ، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود ، فأبادهم الله. وكان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال ، ولسان حال القدر يقول : لم ننصركم - يا معشر قريش - على الحبشة لخيريتكم عليهم ، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد ، صلوات الله وسلامه عليه خاتم الأنبياء.
(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ) الأبابيل الجماعات: أبابيل يتبع بعضها بعضًا.
(تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) السجيل: الشديد الصلب، وقيل الحجر والطين.
(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) والعصفُ : ورقُ الزرع الذي لم يُقضب، وقيل العصف : التبن. والمأكول : القصيل يجز للدواب.

تفسير سورة لإيلاف قريش

وهي مكية.

* هذه السورة مفصولة عن التي قبلها في المصحف الإمام ، كتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم وإن كانت متعلقة بما قبلها
لأن المعنى عند من قال باتصالهما : حبسنا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله { لإيلافِ قُرَيْشٍ } أي : لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين.
وقيل : المراد بذلك ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إلى اليمن ، وفي الصيف إلى الشام في المتاجر وغير ذلك ، ثم يرجعون إلى بلدهم آمنين في أسفارهم
والصواب أن "اللام" لام التعجب ، كأنه يقول : اعجبوا لإيلاف قريش ونعمتي عليهم في ذلك. قال : وذلك لإجماع المسلمين على أنهما سورتان منفصلتان مستقلتان.
ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال : { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ } أي : فليوحدوه بالعبادة ، كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما.

تفسير الماعون

وهي مكية.

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) يقول تعالى : أرأيت - يا محمد - الذي يكذب بالدين ؟ وهو : المعاد والجزاء والثواب،
{ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } أي : هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ، ولا يطعمه ولا يحسن إليه ،
{ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ }: الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته.
{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } يعني المنافقين ، الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر
{ لِلْمُصَلِّينَ } أي : الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ، ثم هم عنها ساهون: إما عن فعلها بالكلية، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا فيخرجها عن وقتها بالكلية، وإما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلى آخره دائما أو غالبا، وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به، وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها ، فاللفظ يشمل هذا كله.
{ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } أي : لا أحسنوا عبادة ربهم ، ولا أحسنوا إلى خلقه حتى ولا بإعارة ما ينتفع به ويستعان به ، مع بقاء عينه ورجوعه إليهم.
قيل الماعون هي الزكاة، وقيل العارية وهو مَا تُعْطِيهِ غَيْرَكَ عَلَى أَنْ يُعِيدَهُ إِلَيْكَ.

تفسير سورة الكوثر
وهي مدنية ، وقيل : مكية.

عن أنس بن مالك قال : أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة ، فرفع رأسه مبتسما ، إما قال لهم وإما قالوا له : لم ضحكت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنه أنزلت عليَّ آنفا سورة". فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } حتى ختمها ، قال : "هل تدرون ما الكوثر ؟ " ، قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : "هو نهر أعطانيه ربي ، عز وجل ، في الجنة ، عليه خير كثير ، تردُ عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يُخْتَلَج العبد منهم فأقول : يا رب ، إنه من أمتي. فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
وقد استدل به كثير من القراء على أن هذه السورة مدنية ، وكثير من الفقهاء على أن البسملة من السورة ، وأنها منزلة معها.
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } قيل الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله إياه، وقيل هو الخير الكثير.
{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } أي : كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك النهرُ الذي تقدم صفته - فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة ونَحْرَك ، فاعبده وحده لا شريك له
وقيل وضع اليد اليمنى على اليسرى تحت النحر. يروى هذا عن علي ، ولا يصح. وعن الشعبي مثله.
وقيل ارفع اليدين عند افتتاح الصلاة.
وقيل : { وَانْحَرْ } أي : استقبل بنحرك القبلة.
{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ } أي : إن مبغضك - يا محمد - ومبغض ما جئت به من الهدى هو الأبتر الأقل الأذل المنقطع ذكْرُه.
فلما مات أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : بتر محمد. فأنزل الله : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ }

تفسير سورة قل يا أيها الكافرون

وهي مكية.

وهي تعدل ربع القرآن، ولمن قرأها براءة من الشرك.
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } شمل كل كافر على وجه الأرض ، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفارُ قريش.
وقيل : إنهم من جهلهم دَعَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ، ويعبدون معبوده سنة ، فأنزل الله هذه السورة ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية.
{ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } يعني : من الأصنام والأنداد
{ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } وهو الله وحده لا شريك له. ف "ما" هاهنا بمعنى "من".
{ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ }
قيل في تفسير تكريرها:
1- أي : ولا أعبد عبادتكم ، أي : لا أسلكها ولا أقتدي بها ، وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه ؛ ولهذا قال : { وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } أي : لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته ، بل قد اخترعتم شيئًا من تلقاء أنفسكم ،
{ لَكُمْ دِينَكُمْ } الكفر ، { وَلِيَ دِينِ } الإسلام. ولم يقل : "ديني" لأن الآيات بالنون ، فحذف الياء.
2- وقيل { لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } في الماضي ، { وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } في المستقبل.
3- أن ذلك تأكيد محض.
4- النفي بالجملة الاسمية آكد فكأنه نفى الفعل ، وكونه قابلا لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضا.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 11 شعبان 1435هـ/9-06-2014م, 01:32 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

تفسير سورة النصر
وهي مدنية.
- تعدل ربع القرآن
- هي آخر سورة نزلت من القرآن.
- عن ابن عباس قال : لما نزلت : " إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال : "إنه قد نُعِيت إليّ نفسي"
- عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن.

- المراد بالفتح هاهنا فتح مكة قولا واحدًا
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الناس دخلوا في دين الله أفواجًا ، وسيخرجون منه أفواجًا"

تفسير سورة المسد
وهي مكية.
عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء ، فصعد الجبل فنادى : "يا صباحاه". فاجتمعت إليه قريش ، فقال : "أرأيتم إن حَدثتكم أن العدوّ مُصبحكم أو مُمْسيكم ، أكنتم تصدقوني ؟ ". قالوا : نعم. قال : "فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا ؟ تبا لك. فأنزل الله : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } إلى آخرها
(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) الأول دعاء عليه ، والثاني خبر عنه.
وسمي "أبا لهب" لإشراق وجهه ، وكان كثير الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنه عمه.
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } أي : خسرت وخابت ، وضل عمله وسعيه ، { وَتَبَّ } أي : وقد تب تحقق خسارته وهلاكه.
{ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } { وَمَا كَسَبَ } يعني : ولده.
{ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ } أي : ذات شرر ولهيب وإحراق شديد.
{ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } هي زوجته أروى أم جميل،
قيل تحمل الحطب في النار فتلقي على زوجها ليزداد عذابا.
وقيل كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ } في عنقها حبل من مسد النار. قيل لأنها كانت لها قلادة فاخرة فقالت : "لأنفقنها في عداوة محمد" صلى الله عليه وسلم..
وقيل في المسد سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا، وقيل هو قلادة من نار ، طولها سبعون ذراعًا. وقيل الليف. والمَسَد أيضا : حبل من ليف أو خوص ، وقد يكون من جلود الإبل أو أوبارها ، ومسدت الحبل أمسدُهُ مَسْدًا : إذا أجْدتُ فَتله.
{ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ } أخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان ، لم يقيض لهما أن يؤمنا ، ولا واحد منهما لا ظاهرًا ولا باطنًا ، لا مسرًا ولا معلنًا ، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة.

تفسير سورة الإخلاص

وهي مكية.
ذكر سبب نزولها وفضيلتها
- عن أبيّ بن كعب : أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد ، انسب لنا ربك ، فأنزل الله : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُو لَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "
- عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سَريَّة ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم ب " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : "سلوه : لأيّ شيء يصنع ذلك ؟". فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أخبروه أن الله تعالى يحبه".
- عن أنس ، أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني أحب هذه السورة : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " قال : "إن حُبَّك إياها أدخلك الجنة".
- وردت عدة أحاديث في كونها تعدل ثلث القرآن. وفي استحباب قراءتها أكثر من مرة في اليوم والإكثار من قراءتها.
- ووردت أحاديث في كون قراءتها توجب الجنة، وفي الدعاء بما تضمنته من الأسماء، وفي الاستشفاء بهن مع المعوذتين.
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } هو الواحد الأحد ، الذي لا نظير له ولا وزير ، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ، ولا يُطلَق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله ، عز وجل ؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.
{ اللَّهُ الصَّمَدُ } يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم.
عن ابن عباس : هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار.
وقيل هو الباقي بعد خلقه. والحي القيوم الذي لا زوال له.
وقيل هو الذي لم يلد ولم يولد.
{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } أي : ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
هو مالك كل شيء وخالقه ، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه ، أو قريب يدانيه ، تعالى وتقدس وتنزه.

تفسير سورتي المعوذتين

وهما مدنيتان.
مشهور عند كثير من القراء والفقهاء : أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتواتر عنده ، ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة ، فإن الصحابة ، رضي الله عنهم ، كتبوهما في المصاحف الأئمة ، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ، ولله الحمد والمنة.
- ورد في فضلهما عدة أحاديث منها: عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده عليه ، رجاء بركتها.

سورة الفلق:
{ الْفَلَقِ } الصبح، وقيل الخلق، وقيل بيت في جهنم، وقيل جب في قعر جهنم ، عليه غطاء، والصواب القول الأول ، أنه فلق الصبح.
{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } أي : من شر جميع المخلوقات، وقيل جهنم وإبليس وذريته مما خلق.
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } الليل إذا أقبل بظلامه، وقيل الشمي إذا غربت، وقيل الغاسق كوكب وقيل القمر وقيل النجم الغاسق.
{ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي السواحر إذا رقين ونفثن في العقد.

سورة الناس

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ } هذه ثلاث صفات من صفات الرب ، عز وجل ؛ الربوبية ، والملك ، والإلهية
{ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ } قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، فإذا ذكر الله خَنَس
وقد ثبت في الصحيح أنه : "ما منكم من أحد إلا قد وُكِل به قرينة". قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : "نعم ، إلا أن الله أعانني عليه ، فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير"
{ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } قيل يختص هذا ببني آدم وقيل يحتمل أن يكون الجن قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا.
{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } قيل هو تفصيل للناس في الآية السابقة، وقيل هو تفسير لمن للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 11 شعبان 1435هـ/9-06-2014م, 04:56 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

تلخيص التُحْفَةٌ السَنيَة بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ

تأليف
محمد محي الدين عبدالحميد

الْمقَدَّمَاتُ
- التعريف : النحو لغة يطلق علي عدَّة معان :منها الْجِهَةُ، ومنها الشّبْهُ والمِثْلُ،
واصطلاحا: " العلم بالقواعد التي يُعْرَف بها أحكامُ أوَاخِرِ الكلمات العربية في حال تركيبها : من الإعراب والبناء وما يتبع ذلك " .
-الموضوع : الكلمات العربيةُ، من جهة البحث عن أحوالها المذكورة.
- الثمرة : صِيَانَةُ اللسان عن الخطأ في الكلام العَرَبِّي ، وَفَهْمُ القرّآنِ الكريم و الحديثِ النبويّ فَهْماً صحيحاً ، اللذَيْنِ هما أَصْلُ الشَّريعَةِ الإسلامية وعليهما مَدَارُها .
- نسبته : هو من العلوم العربية .
- واضعه : والمشهور أن أوَّل واضع لعلم النحو هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِىُّ ، بأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه .
- حكم الشارع فيه : وتعلمُه فَرْضٌ من فروض الكفاية ، وربما تَعَيَّنَ تعَلُّمُهُ على واحد فَصَار فَرْضَ عَيْنِ عليه .

مصنف الآجرومية : وهو أبو عبد الله بن محمد بن داود الصّنْهَاجِيُّ المعروف بابن آجُرُّوم ، والمولود في سنة672 ، والمتوفى في سنة723 رحمه الله تعالى .

الكلام
* لغة: هو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظاً، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة..
* اصطلاحا: لابُدَّ من أن يجتمع فيه أربعة أمور :
1- أن يكون لفظاً : أي صَوْتاً مشتملاً علي بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء.
2- أن يكون مركَّباً : أي مؤلفاً من كلمتين أو أكْثَرَ سواء كان حقيقة أو تقديرا.
3- أن يكون مفيداً : أي أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلم عليه ، بحيث لا يبقى السَّامِعُ منتظراً لشيءٍ آخر.
4- أن يكون موضوعاً بالوضع العربي : أي أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالة على معنى من المعاني.

أنواع الكلام
أَقْسَامُهُ ثَلاَثَةٌ :
* اسْمٌ : لغة : هو ما دلَّ علي مُسَمَّي ، وفي اصطلاح النحويين : كلمةٌ دَلَّتْ عَلَى معنًى في نفسها، ولم تقترن بزمان.
* فِعْلٌ : لغة : الْحَدَثُ ، وفي اصطلاح النحويين : كلمة دلَّتْ على معنى في نفسها، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة التي هي الماضي والحال، والمستقبل.
والفعل علي ثلاثة أنواع :
- الماضي : ما دَلّ على حدثٍ وَقَعَ في الزَّمَانِ الذي قبل زمان التكلُّم.
- المضارع : مَا دَلَّ عَلَى حدثٍ يقع في زمان التكلُّم أو بعده.
- الأمرُ : ما دَلَّ علي حَدَثٍ يُطْلَبُ حُصوله بعد زمان التكلُّم.
* حَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنًى : وهو لغة الطرَفُ ، وفي اصطلاح النُّحَاة : كلمة دَلَّتْ على مَعْنًى في غيرها.

علامات الاسم
للاسم علامات يتميَّز عن أخَوَيْه الفِعْلِ والْحَرْفِ بوجود واحدةٍ منها أو قَبُولِها.
من هذه العلامات أرْبَعَ علاماتٍ:
* الْخَفْضُ: لغة : ضد الارتفاع ، وفي اصطلاح النحاة عبارة عن الكسرة التي يُحْدِثُهَا الْعامل أوْ ما ناب عنها.
* التَّنْوِينُ : لغة : التَّصْويت ، وفي اصطلاح النُّحَاة هو : نُونٌ ساكنةٌ تّتْبَعُ آخِرَ الاسم لفظاً وتفارقهُ خَطا للاستغناء عنها بتكرار الشَّكلة عند الضبْطِ بالقلم.
* دخولُ الأَّلف والَّلام : دخول " أَلْ " في أول الكلمة.
* دُخول حرفٍ من حروف الخفض : وهي :
- من : ولها معانٍ : منها الابتداءُ .
- إلى : من معانيها الانتهاء.
- عَنْ : ومن معانيها المجاوزةُ.
- على : و من معانيها الاستعلاءُ.
- فِي : ومن معانيها الظرفية.
- رُبّ : ومن معانيها التقليل.
- الْبَاءُ ومن معانيها التعدية.
- الكافُ : و من معانيها التشبيه.
- اللام " ومن معانيها الْمِلْكِ، والاختصاصُ، والاستحقاقُ. (ضابط لام الملك : أن تقع بين ذاتين و تدخل علي من يتصور منه الملك ، وضابط لام الاختصاص : أن تقع بين ذاتين و تدخل علي مالا يتصور منه الملك كالمسجد والدار، ولام الاستحقاق : هي التي تقع بين اسم ذات كلفظ الجلالة و اسم معني الحمد).
ومن حروف الخفض : حُرُوف الْقَسَمِ ، وهي ثلاثة أحرف :
الأول : الواو ، وهي لا تَدْخُلُ إلا عَلَى الاسم الظاهِرِ.
والثاني : الباءُ ، ولا تختص بلفظ دون لفظ ، بل تدخل على الاسم الظاهر.
والثالث : التاء ُ، ولا تدخل إلا على لفظ الجلالة.

علامات الفعل
يَتَميز الفعْلُ عن أَخَوَيْهِ الاسمِ وَالْحرفِ بأَرْبعِ علاماتٍ ، متي وَجَدْت فيه واحدةً منها ، أو رأيتَ أنه يقبلها عَرَفْتَ أَنَّه فعلٌ :
* قد : فتدخل علي نوعين من الفعل ، وهما : الماضي وتفيد معه التحقيق أو التقريب ، والمضارع وتفيد معه التقليل أو التكثير.
* السين +
* سوف : وهما يدخلان علي الفعل المضارع وَحْدَهُ ، وهما يدلان علي التنفيس ، ومعناه الاستقبال ، إلاّ أنّ " السين " أقَلُّ استقبالاً من " سوف".
* تاءُ التأْنيث الساكنة : تدخل علي الفعل الماضي دون غيره؛ والغرض منها الدلالة علي أنَّ الاسْمَ الذي أُسند هذا الفعلُ إليه مؤنَّثٌّ ؛ سواءٌ أَكان فاعلاً أم كان نائبَ فاعل.
والمراد أنها ساكنة في أصل وَضْعها؛ فلا يضر تحريكها لعارض التخلص من التقاء الساكنين.

علامات الفعل التي ذكرها المؤلف على ثلاثة أقسام : قسم يختص بالدخول علي الماضي وهو تاءُ التأنيث الساكنة، و قسم يختص بالدخول علي المضارع وهو السين وسوف، وقسم يشترك بينهما وهو قَدْ.
وقد تركَ علامة الفعل الأمر وهي دلالته علي الطلبِ مع قبول ياءَ المخاطبة أو نون التوكيد.

الحرف
يتميّز الحرف عن أَخَوَيْهِ الاسمِ والفعلٍ بأنه لا يصح دخول علامة من علامات الأسماءِ المتقدمة ولا غيرها عليه، كما لا يصح دخولُ علامة من علامات الأفعال التي سبق بيانُها ولا غيرها عليه.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 12 شعبان 1435هـ/10-06-2014م, 11:12 PM
ياسمين مصباح ياسمين مصباح غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 106
افتراضي

الإِعراب والبناء


الإعراب:
لغة : الإِظهار والإِبانة، اصطلاحا تَغْييرُ أَوَاخِرِ الْكلِمِ لاِخْتِلاَف الْعَوَامِلِ الْداخِلَة عَلَيهَا لَفْظاً أَوْ تَقْدِيراً .
هذا التغير ينقسِمُ إلي قسمين :
* لَفْظِيُّ : ما لا يمنع من النطق به مانع.
* وتقديري : ما يمنع من التلفظ به مانع من :
- تَعَذُّر فما كان آخره ألفاً لازمة تُقََدَّر عليه جميعُ الحركات للتعذر. ويسمى الاسمُ المنتهي بالألف مقصوراً.
- أو استِثقال وما كان آخره ياء لازمَة تُقَدَّر عليه الضمة والكسرة للثقل، وتظهر عليه الفتحة لخفتها. ويسمي الاسمُ المنتهي بالياءِ منقوصاً.
- أو مناسَبَة ما كان مضافاً إلي ياء المتكلم تُقَدَّر عليه الحركاتُ كلُّها للمناسبةِ.

البناء:
لغة فهو عبارة عن وَضْع شيءٍ علي شيءٍ علي جهَة يُرَادُ بها الثبوتُ واللزومُ، واصطلاحا فهو لُزُومُ آخر الكلمة حالةً واحدةً لغير عامل و لا اعتلال.
ألقابِ البناءِ أربعة : السكون ، والكسر ، والضم ، والفتح.

أنواع الإعراب
أقسامه أربعة : رَفْعٌ ، وَ نَصْبٌ ، وَ خَفْضٌ، وَ جَزْمٌ.
- الرفع لغة : العُلُوُّ والارتفاعُ، واصطلاحا: تغير مخصوصٌ علامَتُهُ الضمة وما ناب عنها. ويقع الرفع في كل من الاسم والفعل.
- النصبُ لغة : الاسْتِواءُ والاسْتِقَامَة، واصطلاحا : تغير مخصوص علامته الفَتْحَة وما ناب عنها. ويقع النَّصْبُ في كل من الاسم والفعل أيضاً.
- الخفض لغة : التَسَفُّلُ ، واصطلاحا : تغيُّر مخصوصٌ علامتٌةُ الكَسْرَة وما نابَ عنها. ولا يكون الخفض إلا في الاسم.
- الجزم لغة : القَطْعُ ، واصطلاحا يغيرٌ مخصُوصٌ علامتُهُ الَسُّكونُ وما نابَ عنه. ولا يكون الجَزْمُ إلا في الفعل المضارع.
أنواع الإعراب على ثلاثة أقسام : قسم مشترك بين الأسماء والأفعال وهو الرفع والنصب ، وقسم مختصٌّ بالأسماء وهو الخفض ، وقسم مختص بالأفعال وهو الجزْم .

علامات الإِعراب

علامات الرفع:
للرفْعِ في أَرْبَعُ عَلاَمَاتٍ :الضَّمَّة ُ ، والوَاوُ ، وَالألِفُ ، وَالنُّونُ .

مواضع الضمة
تَكُون الضمة عَلاَمَةً للرَّفْعِ في أرْبَعَةِ مَوَاضِعَ سواءٌ أَكان المراد به مذكراً أو مؤنثاً، وسواءٌ أكانت الضمة ظاهرة أم كانت مُقَدَّرَةً:
* الاِسمِ المُفْرَدِ : وهو ما ليس مُثَنَّى ولا مجموعاً ولا ملحقاً بهما ولا من الأسماء الخمسة.
* جَمْعِ التَّكْسِيرِ : ما دَلَّ على أكثر من اثنين أو اثنتين مع تَغَيُّر في صيغة مفردهِ .
وأنواع التغير الموجودة في جموع التكسير ستة :
1ـ تَغََيُّرٌ بالشكل لَيْسَ غَيْرُ ، نحو : أَسَدٌ وأُسْدٌ.
2ـ تَغَيُّرٌ بالنقص لَيْسَ غَيْرُ ، نحو : تُهَمَة وتُهَمٌ.
3ـ تغير بالزيادة ليس غير ، نحو : صِنْوٌ و صِنْوَان.
4ـ تغير في الشكل مع النقص ، نحو : سَرِير و سُرُر.
5ـ تغير في الشكل مع الزيادة ، نحو : سَبَب وَأسْبَاب.
6ـ تغير في الشكل مع الزيادة والنقص جميعاً ، نحو : كَرِيم و كُرَمَاء.

* جَمْعِ الْمُؤَنثِ السَّالِمِ : ما دلَّ عَلَى أكثر من اثنتين بزيادة ألفٍ وَ تاءِ في آخره.

* الْفِعْل الْمُضَارِعِ الذي لَمْ يَتَّصلْ بآخره شَيْءٌ لا ألف اثنين ، ولا واو جماعة ، ولا ياء مخاطبة ، ولا نون توكيد خفيفةٌ أو ثقيلةٌ ،ولا نُونِ نِسْوَة .
فإذا اتصلت به ألف اثنين ، أو واو جماعة ، أو ياء مخاطبة فإن رفعه يكون بثبوت النون.
إذا اتصلت به نون توكيد خفيفةٌ أو ثقيلةٌ بني على الفتح.
إذا اتصلت به نون النسوة بني على السكون.

نيابة الواو عن الضمة
الْوَاوُ فَتَكونُ عَلاَمَةً لِلرَّفْعِ في مَوْضعَيْن :
- في جَمْع المذكَّر السَّالم ، كل اسمٌ دَلَّ عَلَى أكثر من اثنين ، بزيادة في آخره وهي الواو والنون صالح للتَّجْرِيد عن الزيادة ، وعَطَفِ مثله عليه. وهذه النون التي بعد الواو عِوَضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.
- وفي الأَْسْمَاءِ الْخَمْسَةِ فهي هذه الألفاظ المحصورة التي عَدَّها المؤلف ـ وهي : أبُوكَ ، وأخوكَ ، وحَمُوكَ ، وفُوكَ ، وذو مَالٍ ـ
لا تُعْرَبُ هَذا الإِعراب إلا بشروط ،
أما الشروط التي تشترط في جميعها فأربعة شروط :
الأول : أن تكون مُفْرَدةً.
والثاني : أن تكون مُكبَرةً ، والثالث أن تكون مضافة ، والرابع : أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم .
الشروط التي تختص ببعضها دون بعض؛
فمنها أن كلمة " فُوكَ " لا تُعْرَبُ هذا الإِعرابُ إلاّ بشرط أن تخلو من الميم ، فلو اتصلت بها الميم أُعربت بالحركات الظاهرة.
ومنها أن كلمة " ذو " لا تعرَبُ هذا الإِعرَابَ إلا بِشرطين : الأول : أن تكون بمعني صاحب ، والثاني : أن يكون الذي تضاف إليه اسمَ جنس ظاهراً غَيْرَ وَصْفٍ ؛ فإن لم يكن بمعني صاحب ـ بأن كانت موصولة فهي مَبْنيَّةٌ .

نيابة الألف عن الضمة
تكون الألف علامة علي رفع الكلمة في موضع واحد ، وهو الاسم المثني كل اسم دَلَّ علي اثنين أو اثنتين ، بزيادة في آخره ، أغْنَتْ هذه الزيادة عن العاطف والمعطوف ، وهذه الزيادة هي الألف والنون

نيابة النون عن الضمة
يكون في الأَفْعَالِ الْخَمْسَةَ ": وهو الفعل المضارع المسند إلى ألف الاثنين أو الاثنتين ، أو المسند إلى واو جماعة الذكور ، أو المسند إلى ياء المؤنثة المخاطبة.

علامات النصب:
ولِلنَّصبِ خَمْسُ عَلاَمَاتٍ الْفَتْحَةُ ، وَالأَلِفُ ، وَالكَسْرَةُ ، وَاليَاءُ ، وَحَذْفُ النُّونِ .

- الْفَتْحَةُ (أصلية): الاِسْمِ الْمُفْرَدِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ ، وَالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ إِذَا دَخَلَ عِلَيْهِ نَاصِبٌ ، وَلَمْ يَتَّصِلُ بِآخِرِهِ شَيْءٌ (ولم يتصل بآخره ألفُ اثنين ، ولا واو جماعة ، ولا ياء مخاطبة ، ولا نون توكيد ، ولا نون نسوة .)
- وَالأَلِفُ في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ
- وَالكَسْرَةُ في جَمْعِ المُؤَنَثِ السَّالِمِ
- وَاليَاءُ : المثنى وجمع المذكر السالم
- وَحَذْفُ النُّون:ِ الأفْعَالِ الْخَمْسَةِ

علامات الخفض:
وَلِلْخَفْضِ 3 عَلاَمَاتٍ :
- الْكَسْرَةُ: في الاسْمِ الْمُفْرَدِ الْمُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ المُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ المُؤَنْثِ السَّالِم .
- وَالْيَاءُ في الأسْمَاءِ الْخَمْسَةِ ، وَفي التَّثْنِيّةِ ، وَالْجَمْعِ .
- وَالْفَتْحَة في الاسمِ الذِي لا يَنْصَرِفُ .

* الاسم الذي لا ينصرف هو : " الذي أشْبَهَ الفعل في وجود علتين فرعيتين :
- إحداهما ترجع إلى اللفظ ، والأخرى ترجع إلى المعنى ،
- أو وُجدَ فيه علَّة واحدة تقوم مَقَام العِلَّتَينِ " .
والعلل التي توجد في الاسم وتدل علي الفرعية وتكون راجعة إلي اللفظ هي ستُّ عِلَلٍ ، وهي :
- التأنيث بغير ألف.
- والْعُجْمَة.
- والتركيب.
- وزيادة الألف والنون.
- وَوَزنُ الْفِعْلِ.
- والعَدْلُ.
ولابد من وجود واحدة من هذه العلل مع وجود العلمية فيه ، وأما مع الوصفية فلا يوجد منها إلا واحدةٌ من ثلاث ، وهي : زيادة الألف والنون ،أو وزن الفعل أو العدل .
العلل التي توجد في الاسم وتَدُلُّ علي الفرعية وهي راجعة إلي المعني اثنتان لَيْسَ غَيْرُ : الأولي العَلَمِيَّةُ ، والثانية الوَصْفية ،
وأما العلتان اللتان تقوم كل واحدة منهما مقام العلتين فهما :
-صيغة منتهي الجموع ، فضابِطُهَا : أن يكون الاِسْمُ جمعَ تكسير، وقد وقع بعد ألف تكثيره حرفان نحو : مَسَاجِدَ.. أو ثلاثةُ أحْرُف وَسَطُهَا ساكنٌ ، نحو : مَفَاتِيح
- ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة .

*** ويشترط لخفض الاِسم الذي لا ينصرف، بالفتحة : أن يكون خالياً من "أل" وألا يُضافَ إلى اسْم بعده.

علامتا الجزم:
وَلِلْجَزْمِ عَلاَمَتَانِ :
- السُّكُونُ الْفِعْلِ الْمُضَارِع الصحيح الآخر .
- وَالْحَذْفُ في الْفِعْل الْمُضَارع الْمُعْتل الآخِر (مُعْتَلَّ الآخر أي أنَّ آخره حرف من حروف العلة الثلاثة التي هي الألف والواو والياء)، وَفي الأفْعَالِ الْخَمْسةِ التي رفْعُهَا بثبَاتِ النُّونِ .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir