دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 محرم 1441هـ/12-09-2019م, 01:25 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية



مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 محرم 1441هـ/14-09-2019م, 08:26 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابنعطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
· منهج ابن عطية في تفسيرة.
o إظهار أهمية علم التفسير وذكر علة اختيارة لهذا العلم على غيره.
o ذكره لأهمية تقييد العلم بالكتابة.
o قصد في تفسيره أن يكون جامعا وجيزا محررا لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به.
o يثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم (يذكر الأقوال بدون اسناد).
o ينبه إذا وجد أي شيء من الإلحاد في بعض من أخذ منه التفاسير ، فيعلق عليه في تفسيرة.
o يسرد التفسير بحسب ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أم ومعنى أو قراءة.
o يتتبع الألفاظ حتى لا يقع قفز في تفسير المعاني.
o انتقد طريقة تفسير المهدوي.
· فضل القرآن والعمل به وصور الاعتصام به.
o ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء في فضل القرآن وأصحابه والاعتصام والعمل به.
o السبيل للعمل بالقرآن هو بفهم المعاني من خلال التفسير.
· فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
o علاقة اللغة العربية بالقرآن.
o ضرورة إظهار عربية القرآن من جهه الألفاظ ومن جهه المعاني.
o إعراب القرآن أصل في الشريعة
o ورود آثار في الدلالة على أن الحكمة هي تفسير القرآن والتفقه فيه.
o تشبيه تفسير القرآن بالنور للقاريء بخلاف الذي يقرؤه وهو جاهل تفسيره.
o إن القرآن يحتوي على كليات ويدخل تحته جزئيات.
· ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
o تعظيم علماء السلف القول في التفسير ورعا.
o ما جاء في النهي عن التفسير في قضية المغيبات،
o خطورة التفسير بالرأي.
o اللغة لا تستقل في فهم القرآن وإنما يحتاج فيه لمعرفة أسباب النزول.
o اشتهار بعض الصحابة والسلف في التفسير عن غيرهم
· معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه.
o اختلاف العلماء في المراد بالحروف السبعة.
o المراد بالأحرف السبعة من جهه العرب.
o تقرير أن الأوجه السبعة في القرآن ليست هي الحروف السبعة
o تقرير ابن عطية أنها سبعة لغات متفرقة في القرآن
o من أكثر فوائد نزول الأحرف السبعة هو ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم من التخفيف على الأمة وصعوبة تغيير الألفاظ على الشيخ الكبير.
o تقرير القاضي رحمة الله بأن قصد النبي صلى الله عليه وسلم بالأحرف السبعة هو عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله ، فمرة من جهة لغة ومرة من جهةة إعراب ، وإنما اختلفت هذه الوجوه والطرائق لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآ، بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.
o العرب الذين بقت فيهم صفاء اللغة ولم تختلط باللغات الأخرى هم قريش ثم بنو سعد بن بكر ثم كنانة وهذيل وثقيف وخزاعة وأسد وضبعة ثم ثميما وقيس لذلك عند كتابة المصحف كتبوا من هذه اللغات وتجنبوا القبائل التي اختلطت بالعجمة كاليمن والعراق والشام.
o عمل عثمان رضي الله عنه لمشورة حذيفة ابن اليمان لجمع القرآن بعد حدوث الاختلاف بين الأمة.
· ما جاء في جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره.
o جمع القرآن أبوبكر رضي الله عنه بمشورة من عمر بعد أن استحر القتل بالقرآء يوم اليمامة.
o ندب أبوبكر عليه السلام زيد بن ثابت لجمع القرآن وغيره من أكابر القراء الصحابة.
o جُعل مصحف حفصة رضي الله عنهاهو المصحف الإمام في الجمع.
o كان ترتيب السور في المصحف الإمام من قبل زيد بن ثابت ومن كان معه.
o النبي صلى الله عليه وسلم هو من قام بترتيب الآيات في السور ووضع البسملة ، وظاهر الآثار أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
o عبدالملك بن مروان هو الذي أمر بوضع النقاط على المصحف.
o وذُكر أن أول من نقط المصحف هو أبو أسود الدؤلي
o المأمون العباسي هو الذي أمر بوضع الأعشار وقيل الحجاج.

· ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وتعلق لغات العجم بها.
o ذهب الطبري أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة ، والكلمات الأعجمية فيه فهي من باب اتفاق اللغتان في لفظ نفس الكلمة.
o واستبعد ابن عطية هذا القول وقال :فحقيقة العبارة أن هذه الألفاظ في الأصل أعجمية ولكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه ، وأن معزى هذه الألفاظ عند العرب هو مخالطة العرب العاربة الألسنة بتجارات ورحلات قريش إلى أرض الحبشة فغيرت العرب في بعض الألفاظ وخففت أعجميتها واستعملتها في الشعر ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصحيح.

· ما قاله العلماء في إعجاز القرآن.
o أورد ابن عطية الجمهور على أن إعجاز القرآن والتحدي يكون بفصاحته ونظم كلماته وصحة معانيه وترتب ألفاظه وعباراته وتفرد أسلوبه ، فإن هذا النوع من الإعجاز إنما يقع في كل سورة ، فجاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة وبهذا تحدي العرب وإن الإعجاز لم يقتصر التحدي على معرفة الغبوب والأنباء الصادقة.
· الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير القرآن.
o قرر ابن عطية إن الإيجاز الذي يورده المفسرون في تفاسيرهم نحو اسناد أفعال إلى الله تعالى بدون توقيف من الشرع جائز في ما كان من باب الإخبار والحكى ، نحو وقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله{ألست بربكم} ، أما ما كان من إثبات الصفات فلا يجوز إلا بتوقيف شرعي.
· تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
o جاء من أسماء القرآن: الكتاب والفرقان والذكر ، وكل له أصل في تسميته بهذا اللفظ.
o جاء ثلاث معان في معنى السورة هي: بقية الشيء، وقطعة من الشيء ، والرتبة الرفيعة من المجد.
o أما معنى الآية فجاء بمعنى : العلامة ، وجملة وجماعة كلام ، أو سميت آية لعلامة الفصل بين ما قبلها وما بعدها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 محرم 1441هـ/14-09-2019م, 11:41 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المسألة 1/ مقدمة تفسير ابن عطية .
قال الشيخ الإمام أبو محمد عبدالحق بن الفقيه أبي بكر غالب ينتهي بقيس غيلان ، من أهل غرناطة .
الحمد الله الذي برأ النسمة، وأفاض النعم ،وزاد في بيان تعظيم الله سبحانه، وفضله على عبادة ومزيد نعمة عليهم ومننه ،
ومن ذلك إنزال القرآن الكريم على عباده ،
ثم بين شيئا من عظمة القرآن وإعجازه ومكانته وعظيم قدره ،
ثم صلى وسلم على نبينا محمد عليه السلام وأثنى عليه بما هو أهله وذكر شيئا من خصائصه وأفضاله على أمته .
المسالة 2/
مزايا مقدمة الكتاب :
ثم ذكر شيئا من جهده ووصف حاله ،وتعبه في درس العلم والبحث في مسائلة ،حيث يجوب آفاق العلم ويتتبع أعماقه ،ويضبط أصوله ،ويحكم فصوله ،ويلخص ماهو منه أو يؤول اليه ، ويعني بدفع الاعتراضات عنه ،لأجل أن يستفيد منه الآخرون ويستندون إليه ويحتذون به ،
وبين اختيار التفسير لنفسه لتعلقه بالقرآن وبين مزايا ذلك ، وخصائصه للعلوم الأخرى ومزاياه عليها ،
بين إيقانه أن التفسير أعظم العلوم ،وبين جهده في ذلك العمل وبذله " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا "
أي علم معانيه والعمل بها ، واستشهد بقول النبي " قيدوا العلم بالكتاب"
قال " ففرغت إلى تعليق ما تخيل لي من المناظرة من علم التفسير وترتيب المعاني،
و ضوابط تأليفه ومعايير تقييده :
1- جامعا وجيزا.
2- محررا.
3- يقتصر من القصص مالا تنفك الآية إلا به .
4- إثبات أقوال العلماء في معان منسوبة إليهم على ماتلقى السلف الصالح من مقاصدالعربية .
5- إبعاد أقوال أهل القول من إلحاد وأهل القول بعلم الباطن .
6- التنبية على أقوال أهل الباطل .
7- سرد التفسير والتعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم ونحو و لغة وقراءة
8- لا يتتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر مثل كتب المفسرين .
9-تفريق النظر وتشعيب الفكر .
10-إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها .
11-تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ .
12- الإيجاز وحذف فضول القول.

مسألة 3/ فضل القرآن الكريم .

قال رسول الله " إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم "
قيل فما النجاة منها يارسول الله "قال" كتاب الله تعالى ، فيه نبأ من قبلكم وخبر مابعدكم وحكم مابينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونورة المبين .."
وقال رسول الله "من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن "
وقال عليه السلام " أفضل عبادة أمتي القرآن " وروى ابن عباس عن رسول الله " أشراف أمتي حملة القرآن " ،
وعن عثمان أن رسول الله قال :أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه .

مسألة 4/ لغة القرآن
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي عليه السلام فقال أي علم القرآن أفضل ،قال النبي : عربيته ، فالتمسوها في الشعر ،
وقال عليه السلام : أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب "
وقال ابن عطية : إعراب القرآن أصل في الشريعة لأنه بذلك تقوم معانية التي هي الشرع ،
و في تفسير قوله تعالى " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خير كثيرا " قال قتادة : الحكمة ، القرآن والفقه فيه ،
قال النبي عليه السلام : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة " وكان ابن عباس : يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم التفسير ثم الحديث
وقال علي :ما من شي إلا وعلمه في القرآن ، ولكن رأي الرجل يعجز عنه،

مسألة 5 : باب : ماقيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين :
روي عن عايشة أنها قالت ماكان رسول الله يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل ،
قال ابن عطية : أي في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ، مما لا سبيل إليه إلا بتوفيق الله تعالى ، ومن جمله المغيبات مالم يعلم به كوقت قيام الساعة، ويروى عن الرسول عليه السلام " من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ،
قال ابن عطية : معناه أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء ، أو اقتضته قوانين العلم كالنحو ...

وكان جله من السلف يتورعون عن تفسيره تورعا واحتياطا لأنفسهم ، مع إدراكهم وتقدمهم ، ومن المفسرين من الصحابة :
علي بن ابي طالب
عبدالله بن عباس
وهو تجرد للأمر وكمله وتتعبه، وتبعه العلماء عليه:
كمجاهد
وسعيد بن جبير


المسألة 6/ معنى نزول القرآن على سبعة أحرف :
1- قيل على سبعة أوجه ، فما دونها كتعال وأقبل وهلم ...
2- وقال ابن شهاب : إنما الأحرف السبعة في الأمر الذي يكون واحد لا يختلف في حلال ولاحرام
3- وقيل : هي معاني كتاب الله ، وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص وأمثال
وضعف هذه الأوجه ابن عطية ، وعلل ذلك :لأن
الإجماع في أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال أو العكس ، ولا في تغيير شي من المعاني المذكورة
وقال ابن الطيب : إن وجوة الاختلاف في القراءة سبعة :
1- ماتتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل : " هن أطهر" وأطهر
2- مالا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل : ربنا باعِد، وباعَد"
3- ماتبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل : ننشرها ، وننشزها"
4- ومنها بالزيادة والنقصان كقوله " تسع وتسعون نعجة أنثى "
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر....."
قال ابن عطية " فهذا تفسير للأحرف السبعة ولكن ليست عده التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها .

المسألة 7/ مراحل جمع القرآن وأسبابها :
في مدة حياة الرسول عليه السلام كان القرآن متفرقا في صدور الرجال ، وكتب فيه أجزاء متفرقة في صحف ولخاف و ...، فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن ، مخافة أن يذهب بموت حفاظه، فبدأ زيد بن ثابت بجمعه ،فجمعه غير مرتب السور ، بعد تعب شديد منه وجهد ،وبقيت الصحف المجموعة عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة في خلافة عثمان ، ثم كتبت مصاحف للآفاق ، وكان فيه اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها
لما قدم حذيفة من غزوة أرمينية انتدب عثمان بجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت فجمعه و قرن معه ثلاثة من قريش سعيد بن العاص ، وعبدالله بن الزبير ، وعبدالرحمن بن الحارث
قال الطبري : وجعلت الصحف التي عند حفصة هي الإمام في الجمع ثم نسخ عثمان فيه نسخا ووجه بها للآفاق ، وأمر بما عداها من المصاحف أن تحرق ثم تدفن.


المسألة 8/ ترتيب السور
قال القاضي أبوبكر بن الطيب : إن ترتيب السور اليوم من تلقاء زيد ومن كان معه
وذكر مكي أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة هو من النبي عليه السلام
قال ابن عطية :
وظاهر الآثار أن السبع الطوال والخواتيم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي - عليه السلام- وكان من السور مالم يرتب ، فذلك الذي رتب وقت الكتب .

المسألة 9/ شكل المصحف ونقطة
روى أن عبدالملك بن مروان أمر به وعمله فتجهز لذلك الحجاج بواسط وجد فيه ، وزاد تحزيبه


المسألة 10/ مسألة نقط المصحف
استند الزبيدي في كتاب الطبقات أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ، وذكر أن ابن سيرين كان له مصحف نقّطة له يحيى بن يعمر وذكر الجاحظ أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف

المسألة 11/ مسألة التعشير:
قيل إن المأمون العباسي أمر بذلك ، وقيل أن الحجاج فعل ذلك.


المسألة 12/ باب ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذا قولين :
1-قال أبوعبيدة وغيرة: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة .
2- وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا هي عربية صريحة ، وأن الأمثلة التي تنسب لسائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد مثل " إن ناشئة الليل " ناشئة بلغة الحبشة : قيام ،
قال ابن عطية : أن القاعدة :أن القرآن نزل بلسان عربي مبين ، فليس من كلمة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا بلسان آخر ، فما خطة الألفاظ وماجرى مجراها فإنه كان للعرب مخالطة لسائر الألسنة في التجارات فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها ، وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن ، في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب و عربتها فهي عربية بهذا الوجه.

المسألة 13/ إعجاز القرآن
اختلف الناس في أي شي وقع إعجاز القرآن :
القول الأول : أن التحدي وقع بالكلام القديم ، الذي هو صفة الذات فوقع التعجيز للعرب

القول الثاني : أن التحدي بما في القرآن من أنباء صادقة وغيب ، وهذان القولان يرى العجز فيهما المؤمنين ،
أما الكفار فتم تحديهم بما لا يقدرون عليه أو ينكروا أن وصف القرآن ونظمه وفصاحته متلقى من قبل النبي - عليه السلام - وقد عجزوا عن مجاراته فوقع الإعجاز به ، وأنه ليس في قدرتهم الإتيان به
فالتحدي وقع في نظم القرآن وصحة معانية وتوالي فصاحة ألفاظه وبلاغتها ،
فوجه إعجاز القرآن أن الله قد أحاط بكل شي علما ، فترتيب كلمات القرآن معجز في أن أي لفظة تصلح أن تلي الأو لى وتبين المعنى بعد المعنى ، بما لا يحيط به من البشر ويعجزون عنه
وذلك لعلو فصاحته وبلاغته وعجز البشر عن الوصول لذلك أو لبعضه مهما بذلوا من جهود ولو حاولوا، ثم لو نزعت لفظة من القرءن ثم بحثت في لسان العرب عن كلمة أحسن منها لم تجد ، فقامت الحجة على العرب بذلك ، وبهتوا ، رغم أنهم عرفو بالفصاحة والبلاغة ، وذلك أبلغ في التحدي والإعجاز.

مسألة14/ إسناد الأفعال إلى الله سبحانه :
يقصد بذلك أنه قد يسوق المتكلم
في تفسير إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين ، فحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت " قصية" ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف الشرع قال ابن عطية :وهذا على تقرير هذه الصفة وثبوتها مستعملة كسائر أوصاف الله سبحانه ، أما استعمالها في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع ، وقد استعملت العرب من ذلك أشياء تحمل على مجاز كلامها ، وقد يخرج من ذلك على حذف مضاف فذلك متوجه في الاستعمال.


مسألة 15/ تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
بعض أسماء القرآن وسبب تسميتها
ورد عدة أسماء للقرآن الكريم منها :
القرآن ، الكتاب ، الفرقان ، الذكر.."
ا- القرآن
مصدر من قولك : قرأ الرجل إذا تلا ، يقرأ قرآنا، وهو أقوى من الثاني، وقتال قتادة: أن القرآن معناه التأليف إذا جمع وألف ،
ب- الكتاب : مصدر من كتب إذا جمع ، ومنه كتيبة لاجتماعها
ج- الفرقان : مصدر فرق ، لأنه فرق بين الحق الباطل فرقا وفرقانا
د- الذكر : سمي بذلك لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم ، وما كانوا في غفلة عنه ،وقيل :سمي بذلك لأن فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء وقيل سمي ذكرا : لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.


مسألة 16/ تعريف السور وسبب تسمية السور :
إن قريش ومن حولها من القبائل تنطق سورة بدون همز ،
وتميم يهمزون سورة : هي بالهمز : كالبقية من الشئ والقطعة منه التي هي سور من أسار إذا بقي ، ومنه سؤر البشر ،
أما سبب تسمية لمن لم يهمز : فإما :
1_من يراها من المعنى المتقدم إلا أنه سهلت الهمزة
2-من يراها مشبهة بسورة النبأ أي القطعة منه ، لأن كل بناء يبني قطعة إثر قطعة ، وكل قطعة سورة .
وجمع سور القران :سُوَر
3- يقال للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة.

مسألة 17/ تعريف الآية وسبب تسميتها بذلك
الآية : العلامة ، وسبب التسمية :
1- لما كانت الجملة التامة من القرآن : علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية.
2- وقيل : سميت آية : لما كانت جملة وجماعة كلام ، كما تقول العرب : جئنا بآيتنا أي : جماعتنا .
3- وقيل لما كانت علامة للفصل بين ماقبلها وما بعدها سميت سورة .

مسألة 18/ أصل كلمة آية :
ورد عدة أقوال في ذلك :
1- قال سيبويه : وزن آيه ، فعله: بفتح العين اصلها أيية.
2- قال الكسائي : أصل آية : أيية على وزن فاعلة.
3- قال مكي : جاءت على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة .
4- وقيل : أصلها آيه على وزن فعله بسكون العين ، أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للضعيف قاله : الفراء.
5- قال بعض الكوفيين :
أصلها أيية على وزن فعله بكسر العين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 محرم 1441هـ/15-09-2019م, 03:14 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة؟

1ـ غرض ابن عطية رحمه الله من كتابة تفسيره.
يقول رحمه الله: أنه بعد أن أخذ من كل أطراف العلوم وانتهج عمله منها بفضل الله وحاز ما قسمه الله له منها، رأى أنه يجب عليه أن يختار علمًا يستنفد فيه غاية الوسع يجوب آفاقه ويضبط أصوله ويحكم فصوله ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه ويعنى بدفع الاعتراضات فيكون حصنًا لأهل ذلك العلم يستندون عليه في أقوالهم ويحتذون مثاله، فاختار لنفسه علم كتاب الله تعالى لأن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، ولما بلغ فيه من العلم مبلغا رأى أن يقيده بالكتابة في تفسير محرر جامع وجيز.

2ـ منهج ابن عطية رحمه الله تعالى في كتابة تفسيره.
جامعا وجيزا محررا .
لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به.
يثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم، ومتى ما وقع من أحدهم لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين نبه عليه.
سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير من كتب المفسرين.
أورد جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمد تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ بحسب جهده وما انتهى إليه علمه بإيجاز من غير فضول.

3ـ التنبيه على فضل القرآن المجيد وضرورة الاعتصام به.
ذكر في ذلك جملة من الآثار عن الرسول ص والصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وأهل العلم والفضل رحمهم الله تعالى.
منها: أن الاعتصام بالقرآن ضرورة للنجاة من الفتن، واستدل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
ومنها: فضل تعلم القرآن وقراءته.
قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي: من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

4ـ فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
اللغة العربية أصل علوم القرآن .
قال صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
وقال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
فضل تفسير القرآن:
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
قال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.

5ـ الجرأة على تفسير القرآن ومراتب المفسرين.
ذكر ابن عطيه ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
ثم تعقبه برده في أن المراد من هذا مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى.
ثم ذكر حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
ثم قال: أن معنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وغيرها.
ثم ذكر جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.
ثم ذكر مراتب المفسرين عنده:
- صدر المفسرين والمؤيد فيهم: علي بن أبي طالب ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما،يتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.
- ثم المبرزين في التابعين كالحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة، ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير، أما السدي فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.
- ثم المؤلفين كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم، ثم محمد بن جرير الطبري رحمه الله.
- ثم المتأخرين : أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي و أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس وكلهم مما استدرك عليه ومثلهم مكي بن أبي طالب رضي الله عنه، أما وأبو العباس المهدوي رحمه الله فقال عنه :متقن التأليف.

6. معنى قول النبي : (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)
ذكر ابن عطية رحمه الله بعضًا من أقوال أهل العلم في ذلك ، واستدراك رحمه الله عليها، ثم رجح المراد بالأحرف السبعة عنده فقال:
أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر الخلاف في تحديد هذه القبائل السبع ، ولخص الأقوال بأن أصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر و كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة ثم تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسبما تقدم.

7ـ جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره.
ـ القرآن بداية كان محفوظا في الصدور و مكتوبا في الصحف والرقاع والأكتاف وغيرها ؛ فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة خشي على تضييعه فأشار عمر رضي الله عنه على أبي بكر بجمع المصحف واختاروا زيد بن ثابت لسبقه في الكتابة وأمانته .
ثم جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه و جمع الناس على مصحف واحد و نسخ منه نسخاً ووجه بها إلى الآفاق وأمر بحرق ما سواها، بعد رأي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وإجماع الصحابة على ذلك.
ـ ترتيب السور والآيات:
ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فرتب وقت الكتب العثماني
أما ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم .
ـ شكل القرآن ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
ذكر ابن عطية أن كان المصحف غير مشكول ولا منقوط ، و أن عبد الملك بن مروان هو الذي أمر بشكل المصحف ونقطه، وقيل أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وقيل أنه نصر بن عاصم الملقب بنصر الحروف قيل الحجاج .
أما تحزيبه فقيل الحجاج وأمر والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك .
أما وضع الأعشار فقيل: أن الخليفة المأمون العباسي أمر به وقيل أنه من فعل الحجاج الثقفي.

8ـ الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.
ذكر ابن عطية اختلاف العلماء في هذه المسألة :
من قال إن في كتاب الله تعالى من كل لغة، كأبي عبيدة وغيره.
ومن قال أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6]، كالطبري وغيره.
والقول الذي ذهب إليه ابن عطية: حقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.

9ـ أقوال العلماء في إعجاز القرآن.
اختلف الناس في إعجاز القرآن:
فقال قوم: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها
وقال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
وهذان القولان إنما يرى العجز فيهما من قد تقررت الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه.
ثم رجح ابن عطية القول بأن الإعجاز وقع برصف القرآن ونظمه وفصاحته وبيانه وصحة معانيه.
ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا وبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة.

10ـ الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
نبه ابن عطية على أن المفسر قد يسوق في التفسير أفعال لله تعالى مثل حكى الله وخاطب الله وشرّف الله ونحوها لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
واختلف فيها أهل العلم:
ذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.
وقال ابن عطية: هذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.

11ـ تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
ـ القرآن: مصدر إما :
من قرأ بمعنى تلا، قرأ الرجل إذا تلا، يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا ،أي: قراءة وهو الأقرب.
وإما من قرأ بمعنى جمع، قال قتادة: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا، وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17]: أي تأليفه.
ـ الكتاب مصدر من كتب إذا جمع ، ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها
ـ الفرقان مصدر، لأنه فرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
ـ الذكر: لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه ،وقيل: لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء، وقيل: لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأمته.
معنى السورة :
- من يهمزها بمعنى البقية من الشيء والقطعة منه التي هي( سؤر وسؤرة )، كقبيلة تميم .
- ممن لا يهمزها ويراها على المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ،ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه ، وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها، كقريش ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر.
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
معنى الآية: العلامة ، و سبب تسميتها :
- قيل: لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية .
- و قيل : سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا. - و قيل : لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.
أما أصلها :
جاء في أصلها ثلاثة أقوال : (آيية وأية و أيية ) حيث :
- أبدلت الياء الساكنة في ( أيّة ) لثقل التضعيف.
- قيل سكنت الياء الأولى وأدغمت في ( آيية و أيية ) تسهيلا ؛ للثقل .

والله أعلم.

تم الجواب وبالله التوفيق.





رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 محرم 1441هـ/17-09-2019م, 09:08 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية


أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم.

صالحة الفلاسي: ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ.
- استنباط جيد للمسائل، لكن ينقصكِ تلخيص ما ورد تحت كل مسألة، وقد يكون تلخيصكِ فهرس جيد جدًا للمسائل، لكن المطلوب أيضًا - كما هو موضح في رأس السؤال - تلخيص ما ورد تحت كل مسألة، وقد فعلتِ هذا في بعض المسائل.
- الملحوظة الثانية: محاولة تصنيف بعض المسائل وجمعها تحت عنوان عام " كعنصر "
مثلا المسائل المتعلقة بجمع القرآن كلها توضع تحت عنوان رئيسي " جمع القرآن" ثم تحته نضع المراحل الثلاثة، الجمع النبوي وجمعه في عهد أبي بكر الصديق وجمعه في عهد عثمان رضي الله عنهما، وتحت كل مرحلة يمكن وضع مسائل فرعية أيضًا.
- ولأنكِ لم تلخصي بعض المسائل فأنبه على أن من أهم النقاط التي نذكرها في تحرير المسائل؛ الاستشهاد بالدليل عليها - ما توفر - من الكتاب أو السنة.


عبد الكريم الشملان: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
أوصيك بمحاولة استنباط مسائل فرعية أكثر تحت كل عنصر.
مثلا قولك " مسألة 3/ فضل القرآن الكريم ."
لنعتبر أن هذا عنوان لعنصر عام، وتحته مسائل فرعية مستنبطة من الآثار التي أوردها ابن عطية مثل:
- فضل قراءة القرآن:
- فضل تعلمه وتعليمه
- القرآن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم
- فضل سورة البقرة :
- شفاعة القرآن في أهله يوم القيامة
ثم تضع تحت كل مسألة فرعية الدليل عليها، وهذا ينمي لديك ملكة الاستنباط من الأدلة.
كذلك بالنسبة لمسألة جمع القرآن الكريم يمكنك تحريرها كما وضحت للأخت صالحة الفلاسي.
- مسألة الأحرف السبعة:
قول ابن شهاب ليس قولا مستقلا في معنى الأحرف السبعة وإنما أورده ابن عطية كتعليق عام على ما قبله والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.

حليمة السلمي: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وأنبه عليكِ أهمية استنباط مسائل فرعية تحت كل عنصر، كما وضحت للأخ عبد الكريم، وهذا ينمي لديكِ ملكة الاستنباط ويساعدكِ بعد ذلك في الاستذكار والمراجعة بإذن الله.

زادكم الله علمًا وهدى ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 محرم 1441هـ/20-09-2019م, 12:12 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

المقدمة:
ثرية هى المقدمة، تبدي عن مؤلف حاذق بذل في سبيل العلم حتى أجاد، بارع الصياغة، موفق في انتقاء الألفاظ، سار على درب العلماء فأتقن وأضاف، إنه الإمام الفقيه القاضي ابن عطية الأندلسي..
ابتدأ ابن عطية بالثناء على الله وحمده على نعمه العظيمة وآلائه الجليلة، ومن تلك النعم نعمة نزول القرآن، الذي هو سبيل النجاة لمن اتبع هداه وبه اعتصم، بلاغته لا تفوقها بلاغة، وهو أعظم بلاغ، وأحكم شرع، ثم ثنى بالصلاة على النبي والسلام مبتدئً وصفه بصفوة العباد وشفيع الخلائق، مختتماً بتفرده بشرف ختم أكمل الرسالات.

-اجتهاد ابن عطية في النهل من العلوم، واختيار القرآن وعلومه كعلمٍ يتعمق في دقائقه:
بذل ابن عطية جهدا لتحصيل من كل علم وفن حتى وُفق لنيل كفايته من كل درب سلك،
ولما من معين العلوم نهل، عمد إلى أشرف العلوم وأجلها، ليتتبع أعماقه، ويضبط أصوله، ويستخلص من كنوزه التي لاتنفذ، ويقف عند عجائبه التي لا تنقضي، قاصدا تقديم ما يحتمي به أهل هذا العلم من أقوال، وأثرا يسيرون على خطاه، فكان هذا العلم هو القرآن.
- أسباب اختيار ابن عطية للقرآن وعلومه:
اختار ابن عطية هذا العلم لأسباب عدة ذكرها في مقدمته وهى:

1. كون علم القرآن أشرف العلوم وأحكمها، ومن دلالة شرفه اختيار أفضل الرسل في السماء والأرض لتبليغه.
2. هو أصل العلوم، وأساسها، فما قام من علم مما سواه من العلوم إلا وانبثقت الحاجة إليه من علم القرآن، فالعلوم خادمة لعلم القرآن.
3. لاستقلاله بالسنة والفرض.
4. أعظم العلوم تقريبا لله إذ اشتمل على العلم عن الله، وبه تصحح النيات والمقاصد، ويُزجر عن كل باطل، ويُحض على كل صالح.
5. رجاء النجاة من النار بسبب الاشتغال بكلام الله تلاوةً لآياته، وتفهماً لمعانيه، وتبييناً لبلاغته.

سبب تأليف ابن عطية للتفسير وتدوينه ما خلص إليه في هذا العلم:
قصد ابن عطية بتأليفه حفظ ما حاز من كثير النكت والفوائد خشية نسيانها، واستدل لعظم هذا العلم بقول الله تعالى: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)، فالقرآن ثقيل تفهم دقائق معانيه، ثقيل العمل به، واستدل لأهمية حفظ العلم بالتقييد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( قيدوا العلم بالكتب)، وقد امتثل.


منهج ابن عطية في تأليف تفسيره:
- عمد ابن عطية إلى جمع أقوال السلف في التفسير، وتحريرها وذكر ما ترجح عنده منها، مراعيا أن يكون التفسير وجيزا، منتقيا من الآثار ما يُفسر الآيات، مُوفيا لما جاء فيها من أقوال ومعان مع الحذف للفضول.
- ينسب ابن عطية أقوال السلف إليهم، وهم أهل العربية التي نزل بها القرآن، فقولهم معتبرٌ مقدمٌ ،
مجتنبا أقوال أهل البدع التي لا أساس لها، منبها على قول بعضهم في سياق تفسيره.
-يفسر ابن عطية الآية بما فيها من مسائل على ترتيبها، متعرضا لألفاظها وما فيها من أحكام ونحو ولغة ومعنى وقراءات مخالفا أسلوب المهدوي الذي لم يكن منهجه في تأليف تفسيره السير بترتيب مسائل الآية.
- وأشار إلى أنه أورد في تفسيره من القراءات حتى ما شذ منها، ونبه على ذلك.
- وقد فسر ابن عطية القرآن قاصدا تبيين معانيه، ذاكرا لكل ما احتمله اللفظ من معان بحسب علمه واجتهاده.
- وقال أن ما ذكره في مقدمة تفسيره من مسائل تطرق إليها من قبله المفسرون، لكنه أراد أن يرسخها في ذهن طالب هذا العلم بذكرها، وإضافة ما حازه وتحصل له من رحلة الطلب.

وقد شرع ابن عطية في تقسيم مقدمته على أبواب عنونها بمسائل منوعة من علوم القرآن وغيرها:
باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به

عمد ابن عطية في هذا الباب إلى إيراد جملة من الأحاديث والآثار التي يتبين بها فضل القرآن وفضل تلاوته، وكذلك ساق ما يتبين به فضل تدبره، والحث على العمل به، وبيان بركته التي تعم الأمة وشفاعته لها إلا لمن هجره وأعرض عنه فإنه شاهد عليه، والقرآن سبيل النجاة من الفتن، وهو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هو وصيته لأصحابه، ولذا فقد عاش السلف مع القرآن واهتموا بتعلمه وتعليمه حتى أن بعضهم قدمه على غيره من النوافل خشية أن ينشغل عنه، وبالقرآن تلين القلوب وتنشرح الصدور وتذهب الأحزان وتتبدد الهموم، فاللهم اجعلنا ممن أحسن صحبته.

المسائل:

- سبيل النجاة من الفتن هو الاعتصام بالقرآن والاهتداء بهديه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم))قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).

- المراد بالعروة الوثقى: القرآن:
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى}قال: هي القرآن،
وفي الآية الكريمة حث على التمسك بالقرآن.

- فضل تدبر القرآن وتلاوته:
فبكل حرف حسنة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).

- الحث على التمسك بالقرآن والعمل بما جاء فيه:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض:((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).

- عدم المل من القرآن مهما أعيد وكُرر:

فالقرآن مهما كرر على المسامع أو تكررت تلاوته لا يمل منه، فهو حجة على أهل كل عصر، يتلقونه كما أنزل غضا طريا، وبتكراره تتبدى لقارئه علوما تتجدد مع كل قراءة، وليس ذلك إلا للقرآن.

- الحكمة من تكرار القصص في القرآن:

ولعل الحكمة من ذلك أن يكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.

- فضل القرآن ومنزلته في الشفاعة لصاحبه:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله))وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).

- فضل قراءة القرآن:
وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)).

– فضل حملة القرآن:
روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي: من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.

- بركة القرآن تعم الأمة محروم منها من هجره:
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}، فقال سابقكم سابق ومقتصدكم ناج وظالمكم مغفور له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن أصفر البيوت بيت صفر من كتاب الله)).

-القرآن يشفيع لأهله فينجيهم، ويشهد على هاجريه فيخزيهم :
روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل بهالقرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
و
روي أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).

- أجر من يجد مشقة قراءة القرآن:
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).

- الأنس بالقرآن:
وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى:{الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم}الآية ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}.

- أفضل هذه الأمة:
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))، فبه تنال الخيرية والبركة وهو مما سبق به الأولون.

- القرآن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم:

وهو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم الذي تركه لأمته يتدراسونه ويتلونه ويعملون به، وقيل أن أعرابيا مر على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.

- المراد ب" مناديا ينادي للإيمان" :
قال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان}قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته}قال: الإسلام والقرآن.

- تقديم القرآن على نوافل العبادات:
قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه، فترك التنفل بالصوم خشية الانشغال عن كلام الله، قد أحب الله.

- فضل قراءة سورة البقرة:
قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة))فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة، ولسورة البقرة فضائل جليلة، وبها أعظم آية في كتاب الله.

- صاحب القرآن يُغفر له بالقرآن:
ذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
فكيف لعاقل أن يفرط في سبب من أسباب المغفرة !

- وصية النبي صلى الله عليه وسلم:
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به أصحابه، قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال
: ((عليكم بالقرآن)).

-الحث على تعلم القرآن وتعليمه والاتعاظ به كونه سبب للنجاة من الفتن:
قال عبد الله بن عمرو بن العاص
: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.

- فضل القرآن في الحث على العدل وعدم الجور، وانشراح الصدر وذهاب الحزن.
قال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.

- الاهتمام بخطابات الله للمؤمنين في القرآن:
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا}فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.

- أحسن الناس قراءة من خشع عند تلاوته:
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال:((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).

- تدبر القرآن سبب للين القلوب:
يروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.

- حال السلف مع القرآن :
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع}فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

- الالتفات عن المراد من القرآن وهو العمل به:
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.

وقال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}[المزمل: 5]أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به
.

- ختم القرآن بالاستغفار والتسبيح:
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.

باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
وفي هذا الباب تحدث ابن عطية عن سبيل فهم القرآن وهو العلم بالعربية وأساليبها، فالعجمة تهلك صاحبها إن أراد فهما لكلام الله.

المسائل:

- بيان معاني القرآن يكون بمعرفة ما تكلم به فصحاء العرب:
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: ((عربيته فالتمسوها في الشعر))، فالقرآن عربي اللفظ تتبين معانيه بمعرفة أساليب العرب.

- بالإعراب تقوم معاني القرآن:
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب))
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.

- المراد بالحكمة:
وذكر ابن عطية بيان فضل تفسير القرآن فذكر معنى الحكمة كما جاء عن بعض السلف في قول الله تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}فقيل أنها: الفهم في القرآن، وقيل:الفقه فيه، وقيل: تفسيره، فكأنه أراد أن ينبه إلى فضل التفسير بأنه هو الحكمة.

- تقديم العالم بالتفسير:
وان السلف يعتنون بالتفسير ويقدم بعضهم على بعض بمعرفة التفسير، وقد ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى:{إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}.

- السفر من أجل تفسير آية:
ومن السلف من كان يشد الرحال في سبيل معرفة تفسير آية واحدة من كتاب الله، وروي أثرا عن الشعبي قال: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.

- فضل العلم بالتفسير، وبيان حال من لا يعلم تفسيره:
قال إياس بن معاوية
: مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.

- فضل الاشتغال بتفسير القرآن:
قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن:والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.

- حقيقة الفقه العلم بمعاني القرآن:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).

- أهمية اللسان العربي في تفهم آيات كتاب الله:
وقال الحسن:أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.

- من فضل القرآن تقديمه عما سواه من العلوم:
وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

-القرآن لا يحاط بمعانيه:

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.

باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
وفي هذا الباب تحدث ابن عطية عن المغيبات في القرآن، وتفسيرها، وخطأ من قال برأيه في التفسير،
فلابد من علم لصاحب القول في القرآن يمكنه من تفهم معانيه على الوجه الذي أراده الله،ثم انتقل إلى ذكر حال السلف مع تفسير القرآن ، وتورع بعضهم عن القول فيه، وقد تتابع الخير في هذه الأمة، فجاء في كل جيل من يعتني بالتفسير ويؤلف فيه.

المسائل:
- تفسير المغيبات في القرآن:
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
وذكر ابن عطية معنى الحديث أن تفسير المغيبات في القرآن توقيفيا فلا يكون بالاجتهاد، ومن مغيبيات القرآن وقت قيام الساعة، ونحوه مما استأثر الله بعلمه.

- خطأ من فسر القرآن برأيه:
وناسب المسألة السابقة أن يتبعها بمسألة التحذير من القول في كلام الله بغير علم، فإن من فسر القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ، وذكر أثرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ))من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ))،فلا يفسر القرآن مجردا عن كلام العلماء أو دون إلمام بقواعد العلوم التي تمكن من بيان معانيه.

- المبرزون من الصحابة في التفسير:

ثم انتقل إلى ذكر حال السلف مع تفسير القرآن فمن الصحابة من تصدر للتفسير كعلي ابن أبي طالب، وابن عباس الذي تجرد للتفسير وكان له تلاميذ كمجاهد وعكرمة، فحُفظ عنه أكثر مما حُفظ عن علي بن أبي طالب، وقد أصابته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين))، وقد قال عنه علي بن أبي طال:
ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص، وكل ما جاء عن الصحابة معتبر متقدم.

- المبرزون من التابعين، وتوقف بعضهم عن القول في كلام الله:
-ومن المبرزين من التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة، وقد توقف بعض التابعين عن القول في التفسير وما كان ذلك منهم عن قلة علم بل تورعا واحتياطا كأمثال سعيد بن المسيب وعامر الشعبي.

- المبرزون في التفسير ممن جاء بعد القرون الأولى في التفسير:
ثم جاء من ألف في التفسير
كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم، والذي قد جمع ما تفرق وقرب ما بعد وشفى في الإسناد هو ابن جرير الطبري فكان علامة من العلامات الفارقة المميزة للتأليف في التفسير.

وتوالى التأليف فكان المبرزون من المتأخرين ،كأبي إسحاق وأبي علي الفارسي، وكلاهما مستقصى منتقى، وأبي بكر النقاش، وأبي جعفر النحاس وإن استدرك الناس عليهما، وومن صار على الدرب مكي بن أبي طالب، والمهدوي كان متقنا، والكل مجتهد مأجور.


باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
وهذه المسألة من المسائل التي كثرت فيها الأقوال واختلف الناس فيها وتعددت الأقوال.

- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أوجه:
والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف هى التوسعة على الأمة والتيسير، وقد عارض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.

- المراد بالأحرف السبعة:
- فقيل أنها سبعة أوجه فما دونها، وكاللغات التي في أف، وكالحروف التي في كتاب الله، وهذا قول ضعيف.

- وقيل أن المراد بها معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى أحرفا، ولأن الإجماع بأن التوسعة لا تكن في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير المعاني.
- وقيل أنها سبعة أبواب واستدل لهذا القول بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :
))إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه((.
لكنه ليس هذا المقصود بالأحرف السبعة التي نزلت للتوسعة، فالحرف هنا بمعنى الجهة والطريقة ، والمراد هنا على سبع طرائق وأنواع من تحليل وتحريم وغير ذلك، ولعل الاتفاق في العدد هو سبب الالتباس.- وقيل أنها سبعة أوجه من أسماء الله تعالى، واستدل بأن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب))،وإذا صحت الرواية، فتحمل على النسخ؛ لأنه لا يجوز التبديل في ألفاظ القرآن بما وافق معناه أو خالفه.

- وخلاصة القول في الأحرف السبعة:
أن الأحرف السبعة هى سبع لغات من لغات العرب لسبع قبائل، نزل القرآن بلغة جملتها، يُعبر عن المعنى بلغة الأفصح والأوجزن تارة بلغة قريش وتارة بلغة هذيل، وهكذا، والاختلاف في تلك اللغات ليس بشديد التباين فلا يجهل بعضهم ما عند بعض، وهذه الأحرف تتغير فيها الأسماء والصور وهى مبثوثة في القرآن وليست موجودة في حرف واحد وسورة واحدة.

- القبائل التي نزل القرآن بلغتها:
ذكر بعض العلماء قبائل من العرب ليعينوا السبع لغات التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم، فنظروا في منشأ النبي صلى الله عليه وسلم ومن جاورهم ومن خالطهم من قبائل بقرب مكة، فكان الأصل قريش، ثم بنو سعد بن بكر، ثم كنانة وهذيل وثقيف وخزاعة وأسد وضبة وألفافها ثم تميم وقيس ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب، فكانت لتلك البقعة بقلب الجزيرة الأثر في الحفاظ على لغة فصيحة سلمت من فساد أصاب من كان بأطراف الجزيرة وخالط غير العرب.

- الدلالة على سلامة اللسان العربي لقبائل وسط جزيرة العرب:
لما اتسع نطاق الإسلام، ودخل غير العرب فيه، وأراد أهل الكوفة والبصرة حفظ لسان العرب وكتب لغتها فأخذوا عن تلك القبائل التي سكنت وسط الجزيرة، وتجنبوا اليمن والعراق والشام ، وكذا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف لأن السبي والتجار كثروا فيها ففسدت اللغة.


- المراد من قول الله تعالى: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)):
الأمر هنا في الآية لا يفيد الإباحة في تبديل الألفاظ، بل في القراءة بالأحرف السبعة، فلا يذهب كل واحد فيبدل الألفاظ من بعض اللغات التي أنزل بها القرآن، بل يقرأ بأي حرف صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك رحمة من الله بعباده وتوسعة عليهم، فالله عز وجل أنزل القرآن وتكفل بحفظه فلا يقع فيه التبديل ولا التحريف، ولو قدر الله أن يقع فيه التبديل لذهب إعجازه.

- المراد من القول: " إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش":
لما وقع الاختلاف بين المسلمين والتنازع في القراءات، وأمر عثمان بجمع القرآن، فاستناب الكفاة من العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت فيه القراءة على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم
: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".، أي إذا اختلفتم فيما روي فاعمدوا إلى لغة قريش، وقد كتبوا في القرآن من كل اللغات السبع، وجُمع الناس على مصحف واحد سدا للذريعة وتغليبا للمصلحة، وما دون ذلك المصحف فأحرق أو أخرق.

- موقف ابن مسعود من الجمع العثماني:
رفض ابن مسعود أن يترك قراءة تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتمسك بمصحفه لكن العلماء أبوا قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فخشي أن يختلط القرآن بغيره- وقد روي أن مصاحف الصحابة لم يكتب فيها غير القرآن.

- منشأ القراءات:
نشأت القراءات بتتبع القراء لما روي لهم من اختلافات ووافق خط المصحف، فاجتهدوا في القراءة ونشأت القراءات السبع التي ثبتت بالإجماع.

- حكم القراءات السبع والقراءات الشاذة:
- القراءات السبع ثبتت بالإجماع فحكمها أنها يصلى بها، وأما الشاذ من القراءات فلا يصلى به؛ لعدم الإجماع عليها.

- كيف كان المصحف الذي جمعه عثمان:
كان المصحف غير مشكول ولا منقوط.


باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
المسائل:
- حفظ القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان القرآن محفوظا في صدور الرجال وهذا هو الأصل، وبعضه كتب فيما كان مستعملا للكتابة كاللخاف والرقاع.

- سبب جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:
في خلافة أبي بكر رضي الله عنه لما كثر القتل للقراء والصحابة يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر رضي الله عنهما، بجمع القرآن خشية ضياعه بموت حفاظه وقرائه.

- المكلف بجمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:

تولى زيد بن ثابت جمع القرآن بتكليف من أبي بكر رضي الله عنه، وقد اختير لما تمتع به من رجاحة العقل وحسن التصرف والأمانة وغيرها من صفات جعلته الاختيار الأمثل لتولى الجمع، وقد جمعه غير مرتب السور.

- هل كان الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه للقرآن كاملا:
جمع القرآن مرتان، الأولى كانت في عهد أبي بكر رضي الله عنه، والثانية كان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل أن في الجمع الأول سقطت آية من آخر براءة، وروي أن زيد وجدها عند أبي خزيمة الأنصاري، كما ذكر البخاري، وهو أصح من قول الطبري الذي قال بأن الآية سقطت في الجمع الأخير.
وقال البخاري أن زيد قد فقد آية من سورة الأحزاب، وهى قول الله تعالى: "من المؤمنين رجال"
فوجدها مع خزيمة بن ثابت.

- مصير الصحف التي جُمعت في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
بقيت الصحف التي جمعها أبو بكر رضي الله عنده حتى مات، ثم نقلت إلى عمر بن الخطاب، ثم نقلت إلى حفصة بنت عمر بن الخطاب، وبقيت عندها حتى طلبها منها عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أراد جمع القرآن، وكانت هذه الصحف بمثابة الإمام في جمع عثمان كما ذكر الطبري.
في خلافة عثمان انتشرت صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلافا وفق السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها
.

- سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
لما رأى حذيفة بن اليمان ما وقع من خلاف ونزاع بين المسلمين في القراءة كلٌ يستنصر لقرائته ووصل الأمر ببعضهم إلى الإنكار على غيره بل والتكفير، وكان ذلك في غزوة أرمينية، فأعلم عثمان بالأمر الذي أمر بجمع الناس على مصحف واحد.

- المكلف بجمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:
كلف عثمان رضي الله عنه زيد بن ثابت وثلاثة من قريش هم: سعيد سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير بجمع القرآن، فيما ذكره البخاري والترمذي وغيرهما.
وروي أن عثمان قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاصي وحده، وهذا ضعيف كما ذكر الطبري.

- اعتماد الكتابة بلغة قريش عند الاختلاف في شيء من القرآن:
وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لمنطلفهم بجمع القرآن: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش، ومثال ذلك كتابتهم ل(التابوت) بالتاء بلغة قريش.

- نشر مصحف عثمان في الأمصار وإتلاف ما عداه:
بعد أن تم الجمع واتفق الصحابة على جمع عثمان رضي الله عنه، أُرسلت نسخا من المصحف إلى الأمصار، واتلف ما سواها وقيل أن ذلك بالحرق، أي حرق بالنار أو بالخرق أي دفنت، والأول أحسن.

- ترتيب السور في المصحف:
تريب السور المستقر عليه كان بإقرار من عثمان على ما جمعه زيد ومن كان معه، فيما ذكره مكي بن أبي طالب في تفسير سورة براءة فيما قاله القاضي أبو بكر بن الطيب.

- ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في أوائل السور:
ذكر القاضي أبو بكر الطيب أن ذلك كان من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يأمر بوضع البسملة في أول براءة.

- ما كان مرتبا من السور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
ظاهر الآثار تفيد بأن السبع الطوال والحواميم والمفصل كان مرتبا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.

- نقط المصحف، وأول من نقطه:

روي أن عبد الملك بن مروان أمر بنقط المصحف، فتجرد لذلك الحجاج وكان واليا بالعراق، وأمر الحسن ويحيى بن معمر بنقطه وتحزيبه، وقد ذُكر أن الأخير قد نقط مصحف لابن سيرين.

وأما أول من نقط المصحف فأول من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي، كما رواه المبرد ،ذكر ذلك الزبيدي في الطبقات، وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان هو من أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ أن نصر بن عاصم هو أول من نقط المصاحف.

- وضع الأعشار:
اختلف في من وضع الأعشار فقيل أن المأمون العباسي قد أمر بذلك، وقيل الحجاج.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق:
اختلف الناس على آراء فمنهم من قال أن القرآن فيه من كل لغة، كما قال أبو عبيدة وغيره.
ومنهم من قال أن القرآن ليس فيه إلا الألفاظ العربية، وأن ما تشابه من أمثلة وحروف من غير لغات العرب مع
لغات العرب فهو من قبيل التوافق بين اللغات، وهذا ما ذهب إليه الطبري وغيره.

- أمثلة من ألفاظ القرآن ولها استعمال في غير لغات العرب:
- قول الله تعالى : ( إن ناشئة الليل) ، قال ابن عباس
: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل.
- قول الله تعالى: (يؤتكم كفلين من رحمته)، قال أبو موسى الأشعري
: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
- قول الله تعلى: (فرت من قسورة)، قال ابن عباس في القسورة
: إنها الأسد بلغة الحبشة.

- عربية القرآن:

قال ابن عطية أن القرآن عربي نزل بلغة العرب، وإن كان فيه لفظة يقال بعجمتها فقد صارت عربية من أثر مخالطة العرب لغيرهم في الأسفار ومن التجارات وغير ذلك، فصارت تلك الألفاظ عربية بعد تعريبها بالحذف أو تخفيف ثقل عجمتها، وصارت مستخدمة في كلام العرب، وكما هو معلوم فالعرب ليسوا على لسان واحد، فإن جهل عربي لفظة عربية فهى ليست بلغته، كما لم يعرف ابن عباس رضي الله عنه معنى فاطر.
وأما القول بأن لغة توافقت مع لغة أخرى فهذا بعيد، ففي الأغلب أن أحدهما أصل والأخرى فرع.

نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
-قيل أن الإعجاز وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
-وقيلإن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.

- خلاصة القول في الإعجاز:
والقول الصحيح في المسألة أن الإعجاز وقع بنظم القرآن وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، التي عجز أهل العربية الأقحاح أن يأتوا بمثلها.

- وجه الإعجاز في القرآن:

أنه جاء من الذي قد أحاط بكل شيء علما، علم الكلام كله، وعلم الذي ناسب من الألفاظ وتقوم به المعاني، فلو نزعت كلمة من كتاب الله وبحثت عن كلمة أخرى تقوم مقامها عجزت، فما تجد في القرآن لفظة إلا وهى الأفضل والأنسب في موضعها، وذلك لأنها من العليم الحكيم، فكان القرآن أبلغ ما يكون، تُحدي به العرب أهل الفصاحة والبيان وعجزوا عنه.

- قيام الحجة على العرب بالقرآن:
أنزل الله القرآن في أهل لغته، فأعيا البلغاء وعجز الفصحاء أن يأتوا بسورة مثله، وأدرك من تدبره أنه قد فاق حدود ما عرفوا من حسن بيان، لم يسبق في فصاحته مثيل، ولا يقدر ولن يقدر أن يتجاوز حد بلاغته أحد، ولو اجتمعت الأمم لذلك، فأذعن له من قدر الله له الهداية، وعاند واستكبر من قدرت عليه الضلالة، ففزع إلى القتال لما عجز عن المعارضة، وقد أظهر الله دينه الحق، وقامت الحجة الداحضة ودفعت كل شبهة باطلة.

- قيام الحجة على الأقوام بما اشتهروا به:
فلما قامت الحجة على العرب أهل الفصاحة استلزم ذلك أن تقوم على غيرهم ممن دونهم في اللسان، وهكذا يؤيد الله الأنبياء في قومهم فأيد عيسى بمعجزة إحياء الموتى وقد قيل أنه كان في زمن غلب فيه الطب، وأيد موسى بمعجزة السحر وكان في قوم عملوا به، وكذلك أيد نبيه صلى الله عليه وسلم بالقرآن فعجز أهل البيان.

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
المسائل:
- إسناد أفعال إلى الله لم تأتي في القرآن أو السنة:
أدبا مع الله عز وجل يعتذر ابن عطية عن أسلوب انتهجه المفسرون والمحدثون والفقهاء، بأن أسندوا لله ما لم يُسنده إلى نفسه، فيقولون: " خاطب " الله بهذه الآية المؤمنين، و" شرف" الله بالذكر الرجل المؤمن، ونحو ذلك، والذي دفعهم إليه الحاجة إلى إيجاز العبارة واختصارها، وقد كره بعض الأصوليين مثل هذا وقالوا بعدم جواز أن تقرر صفة لله أو تنفى لم تُقرر شرعا.

وقال ابن عطية بأن استعمال عبارات مثل: " حكت" الآية أو اللفظ، هو استعمال عربي شائع متبع من الناس، وهو يتحفظ منه إن وقع فيه في سياق تفسيره وإن كان نادرا.

واستدل ابن عطية من كلام العرب على مثل هذا الأسلوب، بقول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه،
قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا)،
وبعض ما يذكر
فيه جهل بقدر الله وعظمته، كالقول: لا همَّ لا أدري وأنت الداري، والقول::فارتاح ربي وأراد رحمتي، والقول: قد يصبح الله أمام الساري.

باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
المسائل:
- أسماء القرآن:
الكتاب، الفرقان، الذكر.

- معنى القرآن:
القرآن مصدر من قرأ، قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحُكي قرءا.
وهو القول الأقوى في هذه المسألة، ومنه قول حسان بن ثابت في رثاء عثمان رضي الله عنه:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ..... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

- معنى الكتاب:
فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها، ومنه قول الشاعر:(واكتبها بأسيار)أي: اجمعها.
-معنى الفرقان:
مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقان.

- تسمية القرآن بالذكر:
قيل في تسمية القرآن بالذكر أقوال منها:
-أنه يذكر به الناس آخرتهم وإلههم، وما غفلوا عنه فهو مذكر

- وقيل :لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
- وقيل: لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.

- معنى السورة والسؤرة:
معنى السؤرة:
البقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس:
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد
..... صدعا على نأيها مستطيرا
معنى السورة: معناها اكالذي قيل في معنى السؤرة إلا أن الهمزة فيها مسهلة،
والبعض يقول أنها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه؛ لأن كل بناء يبنى قطعة بعد قطعة، وكل قطعة هى سورة، قال أبو عبيدة
: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر:
ألم تر أن الله أعطاك سورة
..... ترى كل ملك دونها يتذبذب

جمع سورة القرآن: بفتح الواو، أما جمع سورة البناء فبسكون الواو.
- ما جاءها في نطقها:
السورة بدون همز هكذا تقولها قريش ومن جاورها من قبائل كهذيل وسعد بن بكر وكنانة،
وتهمزها بعض القبائل كتميم وغيرها فتقول : السؤرة، وقد تقدم ما جاء في معناها.

- معنى الآية: فهي العلامة.

-دلالة تسمية الآية بهذا الاسم:
- أن الجملة التامة من القرآن علامة صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدي بها، فسميت آية.
- وقيل هى من الجملة والجماعة كقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
- وقيل لأنها علامة تفصل بين ما قبلها وما بعدها.

- وزن كلمة آية، وأصلها:

-آية، أصلها آيية، وقيل أنها على وزن فعلة،- بفتح العين تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية، كما عند سيبويه.
-وبسكون العين، وأبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف، هكذا قاله الفراء، ونقله عنه سيبويه في ترجمة قول الله تعالى: {وكأين من نبي}.
-
وبكسر العين، أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها، وهذا منقول عن بعض الكوفيين.

-وقيل أنها على وزن فاعلة، حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة، هكذا قال الكسائي.
وعلل مكي ما قاله الكسائي بأن الياء الأولى سكنت وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة.


خاتمة: وبالكلام عن الآية تنتهي المقدمة الثرية، وأرجو أن أكون قد وقفت في استخلاص ما كمن فيها من مسائل، وأن يكلل جهدي في استخلاصها من السطور ومما بينها بالقبول، فالحمد لله الذي وفق وأعان،
وما كان خطأ وسقط فمن نفسي ومن الشيطان..

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 محرم 1441هـ/26-09-2019م, 01:29 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

المقدمة:
ثرية هى المقدمة، تبدي عن مؤلف حاذق بذل في سبيل العلم حتى أجاد، بارع الصياغة، موفق في انتقاء الألفاظ، سار على درب العلماء فأتقن وأضاف، إنه الإمام الفقيه القاضي ابن عطية الأندلسي..
ابتدأ ابن عطية بالثناء على الله وحمده على نعمه العظيمة وآلائه الجليلة، ومن تلك النعم نعمة نزول القرآن، الذي هو سبيل النجاة لمن اتبع هداه وبه اعتصم، بلاغته لا تفوقها بلاغة، وهو أعظم بلاغ، وأحكم شرع، ثم ثنى بالصلاة على النبي والسلام مبتدئً وصفه بصفوة العباد وشفيع الخلائق، مختتماً بتفرده بشرف ختم أكمل الرسالات.

-اجتهاد ابن عطية في النهل من العلوم، واختيار القرآن وعلومه كعلمٍ يتعمق في دقائقه:
بذل ابن عطية جهدا لتحصيل من كل علم وفن حتى وُفق لنيل كفايته من كل درب سلك،
ولما من معين العلوم نهل، عمد إلى أشرف العلوم وأجلها، ليتتبع أعماقه، ويضبط أصوله، ويستخلص من كنوزه التي لاتنفذ، ويقف عند عجائبه التي لا تنقضي، قاصدا تقديم ما يحتمي به أهل هذا العلم من أقوال، وأثرا يسيرون على خطاه، فكان هذا العلم هو القرآن.
- أسباب اختيار ابن عطية للقرآن وعلومه:
اختار ابن عطية هذا العلم لأسباب عدة ذكرها في مقدمته وهى:

1. كون علم القرآن أشرف العلوم وأحكمها، ومن دلالة شرفه اختيار أفضل الرسل في السماء والأرض لتبليغه.
2. هو أصل العلوم، وأساسها، فما قام من علم مما سواه من العلوم إلا وانبثقت الحاجة إليه من علم القرآن، فالعلوم خادمة لعلم القرآن.
3. لاستقلاله بالسنة والفرض.
4. أعظم العلوم تقريبا لله إذ اشتمل على العلم عن الله، وبه تصحح النيات والمقاصد، ويُزجر عن كل باطل، ويُحض على كل صالح.
5. رجاء النجاة من النار بسبب الاشتغال بكلام الله تلاوةً لآياته، وتفهماً لمعانيه، وتبييناً لبلاغته.

سبب تأليف ابن عطية للتفسير وتدوينه ما خلص إليه في هذا العلم:
قصد ابن عطية بتأليفه حفظ ما حاز من كثير النكت والفوائد خشية نسيانها، واستدل لعظم هذا العلم بقول الله تعالى: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)، فالقرآن ثقيل تفهم دقائق معانيه، ثقيل العمل به، واستدل لأهمية حفظ العلم بالتقييد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( قيدوا العلم بالكتب)، وقد امتثل.


منهج ابن عطية في تأليف تفسيره:
- عمد ابن عطية إلى جمع أقوال السلف في التفسير، وتحريرها وذكر ما ترجح عنده منها، مراعيا أن يكون التفسير وجيزا، منتقيا من الآثار ما يُفسر الآيات، مُوفيا لما جاء فيها من أقوال ومعان مع الحذف للفضول.
- ينسب ابن عطية أقوال السلف إليهم، وهم أهل العربية التي نزل بها القرآن، فقولهم معتبرٌ مقدمٌ ،
مجتنبا أقوال أهل البدع التي لا أساس لها، منبها على قول بعضهم في سياق تفسيره.
-يفسر ابن عطية الآية بما فيها من مسائل على ترتيبها، متعرضا لألفاظها وما فيها من أحكام ونحو ولغة ومعنى وقراءات مخالفا أسلوب المهدوي الذي لم يكن منهجه في تأليف تفسيره السير بترتيب مسائل الآية.
- وأشار إلى أنه أورد في تفسيره من القراءات حتى ما شذ منها، ونبه على ذلك.
- وقد فسر ابن عطية القرآن قاصدا تبيين معانيه، ذاكرا لكل ما احتمله اللفظ من معان بحسب علمه واجتهاده.
- وقال أن ما ذكره في مقدمة تفسيره من مسائل تطرق إليها من قبله المفسرون، لكنه أراد أن يرسخها في ذهن طالب هذا العلم بذكرها، وإضافة ما حازه وتحصل له من رحلة الطلب.

وقد شرع ابن عطية في تقسيم مقدمته على أبواب عنونها بمسائل منوعة من علوم القرآن وغيرها:
باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به

عمد ابن عطية في هذا الباب إلى إيراد جملة من الأحاديث والآثار التي يتبين بها فضل القرآن وفضل تلاوته، وكذلك ساق ما يتبين به فضل تدبره، والحث على العمل به، وبيان بركته التي تعم الأمة وشفاعته لها إلا لمن هجره وأعرض عنه فإنه شاهد عليه، والقرآن سبيل النجاة من الفتن، وهو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هو وصيته لأصحابه، ولذا فقد عاش السلف مع القرآن واهتموا بتعلمه وتعليمه حتى أن بعضهم قدمه على غيره من النوافل خشية أن ينشغل عنه، وبالقرآن تلين القلوب وتنشرح الصدور وتذهب الأحزان وتتبدد الهموم، فاللهم اجعلنا ممن أحسن صحبته.

المسائل:

- سبيل النجاة من الفتن هو الاعتصام بالقرآن والاهتداء بهديه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم))قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).

- المراد بالعروة الوثقى: القرآن:
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى}قال: هي القرآن،
وفي الآية الكريمة حث على التمسك بالقرآن.

- فضل تدبر القرآن وتلاوته:
فبكل حرف حسنة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).

- الحث على التمسك بالقرآن والعمل بما جاء فيه:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض:((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).

- عدم المل من القرآن مهما أعيد وكُرر:

فالقرآن مهما كرر على المسامع أو تكررت تلاوته لا يمل منه، فهو حجة على أهل كل عصر، يتلقونه كما أنزل غضا طريا، وبتكراره تتبدى لقارئه علوما تتجدد مع كل قراءة، وليس ذلك إلا للقرآن.

- الحكمة من تكرار القصص في القرآن:

ولعل الحكمة من ذلك أن يكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.

- فضل القرآن ومنزلته في الشفاعة لصاحبه:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله))وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).

- فضل قراءة القرآن:
وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)).

– فضل حملة القرآن:
روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي: من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.

- بركة القرآن تعم الأمة محروم منها من هجره:
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}، فقال سابقكم سابق ومقتصدكم ناج وظالمكم مغفور له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن أصفر البيوت بيت صفر من كتاب الله)).

-القرآن يشفيع لأهله فينجيهم، ويشهد على هاجريه فيخزيهم :
روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل بهالقرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
و
روي أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).

- أجر من يجد مشقة قراءة القرآن:
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).

- الأنس بالقرآن:
وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى:{الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم}الآية ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}.

- أفضل هذه الأمة:
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))، فبه تنال الخيرية والبركة وهو مما سبق به الأولون.

- القرآن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم:

وهو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم الذي تركه لأمته يتدراسونه ويتلونه ويعملون به، وقيل أن أعرابيا مر على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.

- المراد ب" مناديا ينادي للإيمان" :
قال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان}قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته}قال: الإسلام والقرآن.

- تقديم القرآن على نوافل العبادات:
قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه، فترك التنفل بالصوم خشية الانشغال عن كلام الله، قد أحب الله.

- فضل قراءة سورة البقرة:
قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة))فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة، ولسورة البقرة فضائل جليلة، وبها أعظم آية في كتاب الله.

- صاحب القرآن يُغفر له بالقرآن:
ذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
فكيف لعاقل أن يفرط في سبب من أسباب المغفرة !

- وصية النبي صلى الله عليه وسلم:
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به أصحابه، قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال
: ((عليكم بالقرآن)).

-الحث على تعلم القرآن وتعليمه والاتعاظ به كونه سبب للنجاة من الفتن:
قال عبد الله بن عمرو بن العاص
: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.

- فضل القرآن في الحث على العدل وعدم الجور، وانشراح الصدر وذهاب الحزن.
قال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.

- الاهتمام بخطابات الله للمؤمنين في القرآن:
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا}فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.

- أحسن الناس قراءة من خشع عند تلاوته:
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال:((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).

- تدبر القرآن سبب للين القلوب:
يروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.

- حال السلف مع القرآن :
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع}فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

- الالتفات عن المراد من القرآن وهو العمل به:
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.

وقال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}[المزمل: 5]أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به
.

- ختم القرآن بالاستغفار والتسبيح:
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.

باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
وفي هذا الباب تحدث ابن عطية عن سبيل فهم القرآن وهو العلم بالعربية وأساليبها، فالعجمة تهلك صاحبها إن أراد فهما لكلام الله.

المسائل:

- بيان معاني القرآن يكون بمعرفة ما تكلم به فصحاء العرب:
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: ((عربيته فالتمسوها في الشعر))، فالقرآن عربي اللفظ تتبين معانيه بمعرفة أساليب العرب.

- بالإعراب تقوم معاني القرآن:
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب))
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.

- المراد بالحكمة:
وذكر ابن عطية بيان فضل تفسير القرآن فذكر معنى الحكمة كما جاء عن بعض السلف في قول الله تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}فقيل أنها: الفهم في القرآن، وقيل:الفقه فيه، وقيل: تفسيره، فكأنه أراد أن ينبه إلى فضل التفسير بأنه هو الحكمة.

- تقديم العالم بالتفسير:
وان السلف يعتنون بالتفسير ويقدم بعضهم على بعض بمعرفة التفسير، وقد ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى:{إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}.

- السفر من أجل تفسير آية:
ومن السلف من كان يشد الرحال في سبيل معرفة تفسير آية واحدة من كتاب الله، وروي أثرا عن الشعبي قال: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.

- فضل العلم بالتفسير، وبيان حال من لا يعلم تفسيره:
قال إياس بن معاوية
: مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.

- فضل الاشتغال بتفسير القرآن:
قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن:والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.

- حقيقة الفقه العلم بمعاني القرآن:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).

- أهمية اللسان العربي في تفهم آيات كتاب الله:
وقال الحسن:أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.

- من فضل القرآن تقديمه عما سواه من العلوم:
وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

-القرآن لا يحاط بمعانيه:

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.

باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
وفي هذا الباب تحدث ابن عطية عن المغيبات في القرآن، وتفسيرها، وخطأ من قال برأيه في التفسير،
فلابد من علم لصاحب القول في القرآن يمكنه من تفهم معانيه على الوجه الذي أراده الله،ثم انتقل إلى ذكر حال السلف مع تفسير القرآن ، وتورع بعضهم عن القول فيه، وقد تتابع الخير في هذه الأمة، فجاء في كل جيل من يعتني بالتفسير ويؤلف فيه.

المسائل:
- تفسير المغيبات في القرآن:
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
وذكر ابن عطية معنى الحديث أن تفسير المغيبات في القرآن توقيفيا فلا يكون بالاجتهاد، ومن مغيبيات القرآن وقت قيام الساعة، ونحوه مما استأثر الله بعلمه.

- خطأ من فسر القرآن برأيه:
وناسب المسألة السابقة أن يتبعها بمسألة التحذير من القول في كلام الله بغير علم، فإن من فسر القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ، وذكر أثرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ))من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ))،فلا يفسر القرآن مجردا عن كلام العلماء أو دون إلمام بقواعد العلوم التي تمكن من بيان معانيه.

- المبرزون من الصحابة في التفسير:

ثم انتقل إلى ذكر حال السلف مع تفسير القرآن فمن الصحابة من تصدر للتفسير كعلي ابن أبي طالب، وابن عباس الذي تجرد للتفسير وكان له تلاميذ كمجاهد وعكرمة، فحُفظ عنه أكثر مما حُفظ عن علي بن أبي طالب، وقد أصابته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين))، وقد قال عنه علي بن أبي طال:
ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص، وكل ما جاء عن الصحابة معتبر متقدم.

- المبرزون من التابعين، وتوقف بعضهم عن القول في كلام الله:
-ومن المبرزين من التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة، وقد توقف بعض التابعين عن القول في التفسير وما كان ذلك منهم عن قلة علم بل تورعا واحتياطا كأمثال سعيد بن المسيب وعامر الشعبي.

- المبرزون في التفسير ممن جاء بعد القرون الأولى في التفسير:
ثم جاء من ألف في التفسير
كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم، والذي قد جمع ما تفرق وقرب ما بعد وشفى في الإسناد هو ابن جرير الطبري فكان علامة من العلامات الفارقة المميزة للتأليف في التفسير.

وتوالى التأليف فكان المبرزون من المتأخرين ،كأبي إسحاق وأبي علي الفارسي، وكلاهما مستقصى منتقى، وأبي بكر النقاش، وأبي جعفر النحاس وإن استدرك الناس عليهما، وومن صار على الدرب مكي بن أبي طالب، والمهدوي كان متقنا، والكل مجتهد مأجور.


باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
وهذه المسألة من المسائل التي كثرت فيها الأقوال واختلف الناس فيها وتعددت الأقوال.

- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أوجه:
والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف هى التوسعة على الأمة والتيسير، وقد عارض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.

- المراد بالأحرف السبعة:
- فقيل أنها سبعة أوجه فما دونها، وكاللغات التي في أف، وكالحروف التي في كتاب الله، وهذا قول ضعيف.

- وقيل أن المراد بها معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى أحرفا، ولأن الإجماع بأن التوسعة لا تكن في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير المعاني.
- وقيل أنها سبعة أبواب واستدل لهذا القول بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :
))إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه((.
لكنه ليس هذا المقصود بالأحرف السبعة التي نزلت للتوسعة، فالحرف هنا بمعنى الجهة والطريقة ، والمراد هنا على سبع طرائق وأنواع من تحليل وتحريم وغير ذلك، ولعل الاتفاق في العدد هو سبب الالتباس.- وقيل أنها سبعة أوجه من أسماء الله تعالى، واستدل بأن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب))،وإذا صحت الرواية، فتحمل على النسخ؛ لأنه لا يجوز التبديل في ألفاظ القرآن بما وافق معناه أو خالفه.

- وخلاصة القول في الأحرف السبعة:
أن الأحرف السبعة هى سبع لغات من لغات العرب لسبع قبائل، نزل القرآن بلغة جملتها، يُعبر عن المعنى بلغة الأفصح والأوجزن تارة بلغة قريش وتارة بلغة هذيل، وهكذا، والاختلاف في تلك اللغات ليس بشديد التباين فلا يجهل بعضهم ما عند بعض، وهذه الأحرف تتغير فيها الأسماء والصور وهى مبثوثة في القرآن وليست موجودة في حرف واحد وسورة واحدة.

- القبائل التي نزل القرآن بلغتها:
ذكر بعض العلماء قبائل من العرب ليعينوا السبع لغات التي أرادها النبي صلى الله عليه وسلم، فنظروا في منشأ النبي صلى الله عليه وسلم ومن جاورهم ومن خالطهم من قبائل بقرب مكة، فكان الأصل قريش، ثم بنو سعد بن بكر، ثم كنانة وهذيل وثقيف وخزاعة وأسد وضبة وألفافها ثم تميم وقيس ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب، فكانت لتلك البقعة بقلب الجزيرة الأثر في الحفاظ على لغة فصيحة سلمت من فساد أصاب من كان بأطراف الجزيرة وخالط غير العرب.

- الدلالة على سلامة اللسان العربي لقبائل وسط جزيرة العرب:
لما اتسع نطاق الإسلام، ودخل غير العرب فيه، وأراد أهل الكوفة والبصرة حفظ لسان العرب وكتب لغتها فأخذوا عن تلك القبائل التي سكنت وسط الجزيرة، وتجنبوا اليمن والعراق والشام ، وكذا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف لأن السبي والتجار كثروا فيها ففسدت اللغة.


- المراد من قول الله تعالى: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)):
الأمر هنا في الآية لا يفيد الإباحة في تبديل الألفاظ، بل في القراءة بالأحرف السبعة، فلا يذهب كل واحد فيبدل الألفاظ من بعض اللغات التي أنزل بها القرآن، بل يقرأ بأي حرف صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك رحمة من الله بعباده وتوسعة عليهم، فالله عز وجل أنزل القرآن وتكفل بحفظه فلا يقع فيه التبديل ولا التحريف، ولو قدر الله أن يقع فيه التبديل لذهب إعجازه.

- المراد من القول: " إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش":
لما وقع الاختلاف بين المسلمين والتنازع في القراءات، وأمر عثمان بجمع القرآن، فاستناب الكفاة من العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت فيه القراءة على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم
: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".، أي إذا اختلفتم فيما روي فاعمدوا إلى لغة قريش، وقد كتبوا في القرآن من كل اللغات السبع، وجُمع الناس على مصحف واحد سدا للذريعة وتغليبا للمصلحة، وما دون ذلك المصحف فأحرق أو أخرق.

- موقف ابن مسعود من الجمع العثماني:
رفض ابن مسعود أن يترك قراءة تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتمسك بمصحفه لكن العلماء أبوا قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فخشي أن يختلط القرآن بغيره- وقد روي أن مصاحف الصحابة لم يكتب فيها غير القرآن.

- منشأ القراءات:
نشأت القراءات بتتبع القراء لما روي لهم من اختلافات ووافق خط المصحف، فاجتهدوا في القراءة ونشأت القراءات السبع التي ثبتت بالإجماع.

- حكم القراءات السبع والقراءات الشاذة:
- القراءات السبع ثبتت بالإجماع فحكمها أنها يصلى بها، وأما الشاذ من القراءات فلا يصلى به؛ لعدم الإجماع عليها.

- كيف كان المصحف الذي جمعه عثمان:
كان المصحف غير مشكول ولا منقوط.


باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
المسائل:
- حفظ القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان القرآن محفوظا في صدور الرجال وهذا هو الأصل، وبعضه كتب فيما كان مستعملا للكتابة كاللخاف والرقاع.

- سبب جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:
في خلافة أبي بكر رضي الله عنه لما كثر القتل للقراء والصحابة يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر رضي الله عنهما، بجمع القرآن خشية ضياعه بموت حفاظه وقرائه.

- المكلف بجمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:

تولى زيد بن ثابت جمع القرآن بتكليف من أبي بكر رضي الله عنه، وقد اختير لما تمتع به من رجاحة العقل وحسن التصرف والأمانة وغيرها من صفات جعلته الاختيار الأمثل لتولى الجمع، وقد جمعه غير مرتب السور.

- هل كان الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه للقرآن كاملا:
جمع القرآن مرتان، الأولى كانت في عهد أبي بكر رضي الله عنه، والثانية كان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل أن في الجمع الأول سقطت آية من آخر براءة، وروي أن زيد وجدها عند أبي خزيمة الأنصاري، كما ذكر البخاري، وهو أصح من قول الطبري الذي قال بأن الآية سقطت في الجمع الأخير.
وقال البخاري أن زيد قد فقد آية من سورة الأحزاب، وهى قول الله تعالى: "من المؤمنين رجال"
فوجدها مع خزيمة بن ثابت.

- مصير الصحف التي جُمعت في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
بقيت الصحف التي جمعها أبو بكر رضي الله عنده حتى مات، ثم نقلت إلى عمر بن الخطاب، ثم نقلت إلى حفصة بنت عمر بن الخطاب، وبقيت عندها حتى طلبها منها عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أراد جمع القرآن، وكانت هذه الصحف بمثابة الإمام في جمع عثمان كما ذكر الطبري.
في خلافة عثمان انتشرت صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلافا وفق السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها
.

- سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
لما رأى حذيفة بن اليمان ما وقع من خلاف ونزاع بين المسلمين في القراءة كلٌ يستنصر لقرائته ووصل الأمر ببعضهم إلى الإنكار على غيره بل والتكفير، وكان ذلك في غزوة أرمينية، فأعلم عثمان بالأمر الذي أمر بجمع الناس على مصحف واحد.

- المكلف بجمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:
كلف عثمان رضي الله عنه زيد بن ثابت وثلاثة من قريش هم: سعيد سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير بجمع القرآن، فيما ذكره البخاري والترمذي وغيرهما.
وروي أن عثمان قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاصي وحده، وهذا ضعيف كما ذكر الطبري.

- اعتماد الكتابة بلغة قريش عند الاختلاف في شيء من القرآن:
وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لمنطلفهم بجمع القرآن: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش، ومثال ذلك كتابتهم ل(التابوت) بالتاء بلغة قريش.

- نشر مصحف عثمان في الأمصار وإتلاف ما عداه:
بعد أن تم الجمع واتفق الصحابة على جمع عثمان رضي الله عنه، أُرسلت نسخا من المصحف إلى الأمصار، واتلف ما سواها وقيل أن ذلك بالحرق، أي حرق بالنار أو بالخرق أي دفنت، والأول أحسن.

- ترتيب السور في المصحف:
تريب السور المستقر عليه كان بإقرار من عثمان على ما جمعه زيد ومن كان معه، فيما ذكره مكي بن أبي طالب في تفسير سورة براءة فيما قاله القاضي أبو بكر بن الطيب.

- ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في أوائل السور:
ذكر القاضي أبو بكر الطيب أن ذلك كان من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يأمر بوضع البسملة في أول براءة.

- ما كان مرتبا من السور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
ظاهر الآثار تفيد بأن السبع الطوال والحواميم والمفصل كان مرتبا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.

- نقط المصحف، وأول من نقطه:

روي أن عبد الملك بن مروان أمر بنقط المصحف، فتجرد لذلك الحجاج وكان واليا بالعراق، وأمر الحسن ويحيى بن معمر بنقطه وتحزيبه، وقد ذُكر أن الأخير قد نقط مصحف لابن سيرين.

وأما أول من نقط المصحف فأول من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي، كما رواه المبرد ،ذكر ذلك الزبيدي في الطبقات، وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان هو من أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ أن نصر بن عاصم هو أول من نقط المصاحف.

- وضع الأعشار:
اختلف في من وضع الأعشار فقيل أن المأمون العباسي قد أمر بذلك، وقيل الحجاج.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق:
اختلف الناس على آراء فمنهم من قال أن القرآن فيه من كل لغة، كما قال أبو عبيدة وغيره.
ومنهم من قال أن القرآن ليس فيه إلا الألفاظ العربية، وأن ما تشابه من أمثلة وحروف من غير لغات العرب مع
لغات العرب فهو من قبيل التوافق بين اللغات، وهذا ما ذهب إليه الطبري وغيره.

- أمثلة من ألفاظ القرآن ولها استعمال في غير لغات العرب:
- قول الله تعالى : ( إن ناشئة الليل) ، قال ابن عباس
: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل.
- قول الله تعالى: (يؤتكم كفلين من رحمته)، قال أبو موسى الأشعري
: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
- قول الله تعلى: (فرت من قسورة)، قال ابن عباس في القسورة
: إنها الأسد بلغة الحبشة.

- عربية القرآن:

قال ابن عطية أن القرآن عربي نزل بلغة العرب، وإن كان فيه لفظة يقال بعجمتها فقد صارت عربية من أثر مخالطة العرب لغيرهم في الأسفار ومن التجارات وغير ذلك، فصارت تلك الألفاظ عربية بعد تعريبها بالحذف أو تخفيف ثقل عجمتها، وصارت مستخدمة في كلام العرب، وكما هو معلوم فالعرب ليسوا على لسان واحد، فإن جهل عربي لفظة عربية فهى ليست بلغته، كما لم يعرف ابن عباس رضي الله عنه معنى فاطر.
وأما القول بأن لغة توافقت مع لغة أخرى فهذا بعيد، ففي الأغلب أن أحدهما أصل والأخرى فرع.

نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
-قيل أن الإعجاز وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
-وقيلإن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.

- خلاصة القول في الإعجاز:
والقول الصحيح في المسألة أن الإعجاز وقع بنظم القرآن وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، التي عجز أهل العربية الأقحاح أن يأتوا بمثلها.

- وجه الإعجاز في القرآن:

أنه جاء من الذي قد أحاط بكل شيء علما، علم الكلام كله، وعلم الذي ناسب من الألفاظ وتقوم به المعاني، فلو نزعت كلمة من كتاب الله وبحثت عن كلمة أخرى تقوم مقامها عجزت، فما تجد في القرآن لفظة إلا وهى الأفضل والأنسب في موضعها، وذلك لأنها من العليم الحكيم، فكان القرآن أبلغ ما يكون، تُحدي به العرب أهل الفصاحة والبيان وعجزوا عنه.

- قيام الحجة على العرب بالقرآن:
أنزل الله القرآن في أهل لغته، فأعيا البلغاء وعجز الفصحاء أن يأتوا بسورة مثله، وأدرك من تدبره أنه قد فاق حدود ما عرفوا من حسن بيان، لم يسبق في فصاحته مثيل، ولا يقدر ولن يقدر أن يتجاوز حد بلاغته أحد، ولو اجتمعت الأمم لذلك، فأذعن له من قدر الله له الهداية، وعاند واستكبر من قدرت عليه الضلالة، ففزع إلى القتال لما عجز عن المعارضة، وقد أظهر الله دينه الحق، وقامت الحجة الداحضة ودفعت كل شبهة باطلة.

- قيام الحجة على الأقوام بما اشتهروا به:
فلما قامت الحجة على العرب أهل الفصاحة استلزم ذلك أن تقوم على غيرهم ممن دونهم في اللسان، وهكذا يؤيد الله الأنبياء في قومهم فأيد عيسى بمعجزة إحياء الموتى وقد قيل أنه كان في زمن غلب فيه الطب، وأيد موسى بمعجزة السحر وكان في قوم عملوا به، وكذلك أيد نبيه صلى الله عليه وسلم بالقرآن فعجز أهل البيان.

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
المسائل:
- إسناد أفعال إلى الله لم تأتي في القرآن أو السنة:
أدبا مع الله عز وجل يعتذر ابن عطية عن أسلوب انتهجه المفسرون والمحدثون والفقهاء، بأن أسندوا لله ما لم يُسنده إلى نفسه، فيقولون: " خاطب " الله بهذه الآية المؤمنين، و" شرف" الله بالذكر الرجل المؤمن، ونحو ذلك، والذي دفعهم إليه الحاجة إلى إيجاز العبارة واختصارها، وقد كره بعض الأصوليين مثل هذا وقالوا بعدم جواز أن تقرر صفة لله أو تنفى لم تُقرر شرعا.

وقال ابن عطية بأن استعمال عبارات مثل: " حكت" الآية أو اللفظ، هو استعمال عربي شائع متبع من الناس، وهو يتحفظ منه إن وقع فيه في سياق تفسيره وإن كان نادرا.

واستدل ابن عطية من كلام العرب على مثل هذا الأسلوب، بقول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه،
قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا)،
وبعض ما يذكر
فيه جهل بقدر الله وعظمته، كالقول: لا همَّ لا أدري وأنت الداري، والقول::فارتاح ربي وأراد رحمتي، والقول: قد يصبح الله أمام الساري.

باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
المسائل:
- أسماء القرآن:
الكتاب، الفرقان، الذكر.

- معنى القرآن:
القرآن مصدر من قرأ، قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحُكي قرءا.
وهو القول الأقوى في هذه المسألة، ومنه قول حسان بن ثابت في رثاء عثمان رضي الله عنه:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ..... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

- معنى الكتاب:
فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها، ومنه قول الشاعر:(واكتبها بأسيار)أي: اجمعها.
-معنى الفرقان:
مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقان.

- تسمية القرآن بالذكر:
قيل في تسمية القرآن بالذكر أقوال منها:
-أنه يذكر به الناس آخرتهم وإلههم، وما غفلوا عنه فهو مذكر

- وقيل :لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
- وقيل: لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.

- معنى السورة والسؤرة:
معنى السؤرة:
البقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس:
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد
..... صدعا على نأيها مستطيرا
معنى السورة: معناها اكالذي قيل في معنى السؤرة إلا أن الهمزة فيها مسهلة،
والبعض يقول أنها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه؛ لأن كل بناء يبنى قطعة بعد قطعة، وكل قطعة هى سورة، قال أبو عبيدة
: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر:
ألم تر أن الله أعطاك سورة
..... ترى كل ملك دونها يتذبذب

جمع سورة القرآن: بفتح الواو، أما جمع سورة البناء فبسكون الواو.
- ما جاءها في نطقها:
السورة بدون همز هكذا تقولها قريش ومن جاورها من قبائل كهذيل وسعد بن بكر وكنانة،
وتهمزها بعض القبائل كتميم وغيرها فتقول : السؤرة، وقد تقدم ما جاء في معناها.

- معنى الآية: فهي العلامة.

-دلالة تسمية الآية بهذا الاسم:
- أن الجملة التامة من القرآن علامة صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدي بها، فسميت آية.
- وقيل هى من الجملة والجماعة كقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
- وقيل لأنها علامة تفصل بين ما قبلها وما بعدها.

- وزن كلمة آية، وأصلها:

-آية، أصلها آيية، وقيل أنها على وزن فعلة،- بفتح العين تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية، كما عند سيبويه.
-وبسكون العين، وأبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف، هكذا قاله الفراء، ونقله عنه سيبويه في ترجمة قول الله تعالى: {وكأين من نبي}.
-
وبكسر العين، أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها، وهذا منقول عن بعض الكوفيين.

-وقيل أنها على وزن فاعلة، حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة، هكذا قال الكسائي.
وعلل مكي ما قاله الكسائي بأن الياء الأولى سكنت وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة.


خاتمة: وبالكلام عن الآية تنتهي المقدمة الثرية، وأرجو أن أكون قد وقفت في استخلاص ما كمن فيها من مسائل، وأن يكلل جهدي في استخلاصها من السطور ومما بينها بالقبول، فالحمد لله الذي وفق وأعان،
وما كان خطأ وسقط فمن نفسي ومن الشيطان..

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- اجتهدي أن تصيغي عنوان عام كعنصر ومن ثم تجمعين تحته مسائل فرعية، لتجمعي شتات بعض المسائل لديكِ.
- مسألة " المراد من قول الله تعالى :{فاقرؤوا ما تيسر منه}
كلام ابن عطية ليس عن تفسير آية سورة المزمل، ولكن بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)).
التقويم: أ
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 محرم 1441هـ/26-09-2019م, 06:53 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

جزاكم الله خيرا، نعم ربما التبس علي الأمر وكان نص الآية هو الذي حضر بذهني وقت صياغة المسألة ، فمعذرة على هذا الخطأ
بارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ربيع الأول 1441هـ/24-11-2019م, 09:30 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
المسألة الأولى : التعريف بابن عطية
الفقيه القاضي أبو محمد عبد الحق ابن الفقيه الإمام الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية وهو الداخل إلى الأندلس ابن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكرم المحاربي من ولد زيد بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان من أهل غرناطة رحمه الله
المسألة الثانية : سبب شروعه في الكتاب واختياره لعلم التفسير
قال رحمه الله : "فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالا وأرسخها جبالا وأجملها آثارا وأسطعها أنوارا علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي استقل بالسنة والفرض ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض هو العلم الذي جعل للشرع قواما واستعمل سائر المعارف خداما منه " إلى آخر كلامه
المسألة الثالثة : منهجه وطريقته في الكتاب :
يقول رحمه الله : "ففزعت إلى تعليق ما يتخيل لي في المناظرة من علم التفسير وترتيب المعاني وقصدت فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به وأثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم فمتى وقع لأحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين نبهت عليه وسردت التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة وقصدت تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير من كتب المفسرين ورأيت أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوي رحمه الله مفرق للنظر مشعب للفكر وقصدت إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمدت تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ كل ذلك بحسب جهدي وما انتهى إليه علمي وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول."

المسألة الرابعة : إيراد بعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف عن فضل القرآن :
1) الاعتصام بالقرآن سبب النجاة من الفتن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
2) القرآن هو العروة الوثقى ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) هي: " القرآن "
3) تلاوة الحرف منه بعشر حسنات ، قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
4) من أراد العلم فليثور القرآن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن "
5) القرآن غضا لا يمل مع كثرة الرد .
6) ما أوتي أحدا عطاءً أعظم من القرآن ، , وفي الحديث : "من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله"
7) القرآن أفضل شافع يوم القيامة ،
8) الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران ، والقارئ للقرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة .
9) أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، من تعلم القرىن وعلمه ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".
10) القرآن هو المراد فضل الله ورحمته في قوله تعالى : ( قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون )
11) الملائكة تتنزل على البيت الذي يتلى فيه القرىن كما جاء في قصة ثابت بن قيس وأسيد بن حضير .
12) أصفر البيوت هو أفرها من القرآن
13) هو المراد بالمنادي الذي ينادي للإيمان في قوله تعالى : ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )
14) القرآن قول ثقيل في معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ، قال تعالى : ( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا )
المسألة االخامسة : فضل تفسير القرآن ، والنظر في دقائق معانيه
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن. و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
المسألة السادسة : الجرأة على القول في القرآن بالرأي
1) من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب وهو أن يتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول واللغة
2) المقصود من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفسر إلا آيا بعدد ، هو في مغيبات القرآن
3) دعاء النبي لابن عباس في أن يفقه التأويل ،فيه فضل علم التفسير ، وكان علي بن أبي طالب يثني على ابن عباس في تأويله

المسألة السابعة : معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف
اختلف العلماء في ذلك اختلافا شديدا فقالوا :
1) سبعة أحرف أي : سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
2) قال فريق: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
3) هي وجوه الاختلاف في القراءات ، فمنها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
4) هي قوله تعالى : غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم ، ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)). وليس هذا المقصود بالسبعة الأحرف ولا السبعة الأوجه ، وهذا قد نسخ فلا يحق لأحد ان يغير اسم من أسماء الله تعالى مكان اسم
والراجح :
5) . : إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة .
المسألة الثامنة : جمع القرآن ونقطه وتحزيبه :
1) جمع القرآن في عهد أبي بكر على يد زيد بن ثابت بعد أن استحر القتل بالقرآء ،وكان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال
2) في الجمع الأول في عهد أبي بكر سقطت آية آخر براءة ، ووجدوها عند أبي خزيمة الأنصاري
3) في الجمع الثاني في عهد عثمان سقطت آية من الأحزاب ووجدوها عند خزيمة بن ثابت وهو من جعل النبي شهادته بشهادة رجلين وقد كان الشرط الذي اشترطه عثمان الأتيان بشهادة رجلين من أنها من املاء النبي وفي حضرته
4) جمع الناس على مصحف واحد في عهد عثمان بعد مقدم حذيفة من مغازاة أرمينية في الشام وقد راعه اختلاف الناس في الكتاب .
5) ترتيب السور كان في عهد عثمان في المصحف الذي أمر بجمع الناس عليه هو باستفراغ الصحابة جهدهم في الاجتهاد وبحسب ما علموه من النبي صلى الله عليه وسلم
6) كان تنقيط المصحف وتشكيله وتعزيبه في عهد عبد الملك بن مروان
المسألة التاسعة : القول في بعض الألفاظ التي في كتاب الله ولها تعلق بألفاظ العجم
نزل القرآن بلسان عربي مبين ، وبعض الألفاظ التي لها علاقة بلغة اللعجم كانت بسبب مخالطة قديمة للعرب بهم فاستعملتها العرب وعربتها .
المسألة العاشرة : الاختلاف حول إعجاز القرآن وتحديه للكفار كان في ماذا
قسل أنه في اخباره بالمغيبات وكونه منزل من الله تعالى فلا يعلم الغيب إلا الله ، وقيل هذا الإعجاز يدركه من آمن بكونه من الله ، لكن الإعجاز الحقيقي كان حول فصاحته وبيانه وعربيته وهو الذي تميزت به العرب ، فتحداهم ان يأتوا بسورة مثله في بيانه وفصاحته .وهو الذي حسدوا النبي عليه
المسألة : الحادية عشر : معاني أسماء القرآن
1) القرآن ، فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة ، وقيل : معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف .
2) الكتاب ، ومعناه : مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها
3) الفرقان ، ومعناه : فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر
4) الذكر ، فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم والأمم الماضية وأحوالهم وعقوبات الله فيهم ، ولأنه ذكر لمحمد وأمته والعلماء به رفعهم به
المسألة الثانية عشر : معنى سورة
يقال سورة وسؤرة ، ومعناها بالهمز القطعة من الشئ هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
ومن غير همز سورة ، مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة .

المسأة الثالثة عشر : معنى آية وسبب التسمية

الآية : العلامة
وسبب التسمية : 1) لأنها علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها
2) سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا
3) علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 6 ربيع الثاني 1441هـ/3-12-2019م, 12:59 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي مشاهدة المشاركة
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
المسألة الأولى : التعريف بابن عطية
الفقيه القاضي أبو محمد عبد الحق ابن الفقيه الإمام الحافظ أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية وهو الداخل إلى الأندلس ابن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكرم المحاربي من ولد زيد بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان من أهل غرناطة رحمه الله
المسألة الثانية : سبب شروعه في الكتاب واختياره لعلم التفسير
قال رحمه الله : "فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالا وأرسخها جبالا وأجملها آثارا وأسطعها أنوارا علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي استقل بالسنة والفرض ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض هو العلم الذي جعل للشرع قواما واستعمل سائر المعارف خداما منه " إلى آخر كلامه
المسألة الثالثة : منهجه وطريقته في الكتاب :
يقول رحمه الله : "ففزعت إلى تعليق ما يتخيل لي في المناظرة من علم التفسير وترتيب المعاني وقصدت فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به وأثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم فمتى وقع لأحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين نبهت عليه وسردت التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة وقصدت تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير من كتب المفسرين ورأيت أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوي رحمه الله مفرق للنظر مشعب للفكر وقصدت إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمدت تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ كل ذلك بحسب جهدي وما انتهى إليه علمي وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول."

المسألة الرابعة : إيراد بعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف عن فضل القرآن :
1) الاعتصام بالقرآن سبب النجاة من الفتن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
2) القرآن هو العروة الوثقى ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) هي: " القرآن "
3) تلاوة الحرف منه بعشر حسنات ، قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
4) من أراد العلم فليثور القرآن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن "
5) القرآن غضا لا يمل مع كثرة الرد .
6) ما أوتي أحدا عطاءً أعظم من القرآن ، , وفي الحديث : "من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله"
7) القرآن أفضل شافع يوم القيامة ،
8) الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له أجران ، والقارئ للقرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة .
9) أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، من تعلم القرىن وعلمه ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".
10) القرآن هو المراد فضل الله ورحمته في قوله تعالى : ( قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون )
11) الملائكة تتنزل على البيت الذي يتلى فيه القرىن كما جاء في قصة ثابت بن قيس وأسيد بن حضير .
12) أصفر البيوت هو أفرها من القرآن
13) هو المراد بالمنادي الذي ينادي للإيمان في قوله تعالى : ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )
14) القرآن قول ثقيل في معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ، قال تعالى : ( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا )
المسألة االخامسة : فضل تفسير القرآن ، والنظر في دقائق معانيه
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن. و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
المسألة السادسة : الجرأة على القول في القرآن بالرأي
1) من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب وهو أن يتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول واللغة
2) المقصود من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفسر إلا آيا بعدد ، هو في مغيبات القرآن
3) دعاء النبي لابن عباس في أن يفقه التأويل ،فيه فضل علم التفسير ، وكان علي بن أبي طالب يثني على ابن عباس في تأويله

المسألة السابعة : معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف
اختلف العلماء في ذلك اختلافا شديدا فقالوا :
1) سبعة أحرف أي : سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
2) قال فريق: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
3) هي وجوه الاختلاف في القراءات ، فمنها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
4) هي قوله تعالى : غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم ، ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)). وليس هذا المقصود بالسبعة الأحرف ولا السبعة الأوجه ، وهذا قد نسخ فلا يحق لأحد ان يغير اسم من أسماء الله تعالى مكان اسم
والراجح :
5) . : إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة .
المسألة الثامنة : جمع القرآن ونقطه وتحزيبه :
1) جمع القرآن في عهد أبي بكر على يد زيد بن ثابت بعد أن استحر القتل بالقرآء ،وكان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال
2) في الجمع الأول في عهد أبي بكر سقطت آية آخر براءة ، ووجدوها عند أبي خزيمة الأنصاري
3) في الجمع الثاني في عهد عثمان سقطت آية من الأحزاب ووجدوها عند خزيمة بن ثابت وهو من جعل النبي شهادته بشهادة رجلين وقد كان الشرط الذي اشترطه عثمان الأتيان بشهادة رجلين من أنها من املاء النبي وفي حضرته
4) جمع الناس على مصحف واحد في عهد عثمان بعد مقدم حذيفة من مغازاة أرمينية في الشام وقد راعه اختلاف الناس في الكتاب .
5) ترتيب السور كان في عهد عثمان في المصحف الذي أمر بجمع الناس عليه هو باستفراغ الصحابة جهدهم في الاجتهاد وبحسب ما علموه من النبي صلى الله عليه وسلم
6) كان تنقيط المصحف وتشكيله وتعزيبه في عهد عبد الملك بن مروان
المسألة التاسعة : القول في بعض الألفاظ التي في كتاب الله ولها تعلق بألفاظ العجم
نزل القرآن بلسان عربي مبين ، وبعض الألفاظ التي لها علاقة بلغة اللعجم كانت بسبب مخالطة قديمة للعرب بهم فاستعملتها العرب وعربتها .
المسألة العاشرة : الاختلاف حول إعجاز القرآن وتحديه للكفار كان في ماذا
قسل أنه في اخباره بالمغيبات وكونه منزل من الله تعالى فلا يعلم الغيب إلا الله ، وقيل هذا الإعجاز يدركه من آمن بكونه من الله ، لكن الإعجاز الحقيقي كان حول فصاحته وبيانه وعربيته وهو الذي تميزت به العرب ، فتحداهم ان يأتوا بسورة مثله في بيانه وفصاحته .وهو الذي حسدوا النبي عليه
المسألة : الحادية عشر : معاني أسماء القرآن
1) القرآن ، فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة ، وقيل : معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف .
2) الكتاب ، ومعناه : مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها
3) الفرقان ، ومعناه : فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر
4) الذكر ، فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم والأمم الماضية وأحوالهم وعقوبات الله فيهم ، ولأنه ذكر لمحمد وأمته والعلماء به رفعهم به
المسألة الثانية عشر : معنى سورة
يقال سورة وسؤرة ، ومعناها بالهمز القطعة من الشئ هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
ومن غير همز سورة ، مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة .

المسأة الثالثة عشر : معنى آية وسبب التسمية

الآية : العلامة
وسبب التسمية : 1) لأنها علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها
2) سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا
3) علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية
بارك الله فيك ونفع بكِ، وشكر لكِ جهدكِ في تلخيص هذه المقدمة، وأرجو الانتباه لهذه الملحوظات:
- الهدف من إقرار تلخيص مقدمة تفسير ابن عطية هو التدرب على استخلاص المسائل وتلخيص ما ورد تحتها، ومن ثم تعلم هذه المسائل ومعرفة قول ابن عطية فيها.
- لا يحسن إذا نسخ كلام ابن عطية مباشرة كما في المسألة الثانية والثالثة؛ بل الأولى تلخيصه بأسلوبك.
- كذا لا يحسن إغفال بعض المسائل الرئيسة وقد أغفلتِ كثيرًا منها خاصة في الخامسة والسادسة.
- بالنسبة لمسائل جمع القرآن
يمكنكِ تصنيفها تحت عناوين لعناصر عامة تجمعها مثلا:
جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق
جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان
رضي الله عنهما.
وهكذا ...
- المسائل الخلافية مثل الخلاف في وجود كلمات أعجمية في القرآن، والخلاف في تحديد وجه الإعجاز في القرآن الكريم
يحسن تنظيم عرض الأقوال
مثلا:
القول الأول:
القول الثاني:
الراجح: ...
ليسهل عليكِ مراجعتها واستذكارها.

التقويم: ج+
خُصمت نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 جمادى الأولى 1441هـ/7-01-2020م, 01:57 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


- وصف منهج ابن عطية في تفسيره:

1- فزع إلى تعليق ما يتخيل له في المناظرة من علم التفسير.
2- رتب المعاني وقصد فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا .
3- أثبات أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة .
4- سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة .
5- قصد تتبع الألفاظ .
6- إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها
7- تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ .
8- الايجاز .




- فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به وتدبره.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

- فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه:

روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).

- ماجاء في تفسير القرآن والجرأة عليه:

روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.

ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
كان كثير من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم.
- مراتب المفسرين :
المبرز منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
- وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)).
ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل ما أخذ عن الصحابة فحسن متقدم ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
- محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
- ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس و مكي بن أبي طالب فكثيرا ما استدرك الناس عليهم رحمهم الله , وأبو العباس المهدوي متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.

- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))

اختلف الناس في معنى هذا الحديث اختلافا شديدا :
1- ذهب فريق من العلماء إلى أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
2- وقال فريق من العلماء: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا .
3- وحكى صاحب الدلائل عن بعض العلماء وقد حكى نحوه القاضي أبو بكر بن الطيب قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
4- ذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
5- ذكر القاضي أيضا: أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)). فقال : وقال قوم ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث.
ونقول في الجملة: إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها.
6- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى:{فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].

- القبائل اللذين نزل القرآن بلغتهم:
أصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب .
- القبائل اللذين اعتمدهم أهل العربية في كتابة اللغة وتدوينها:
فبقيت القبائل المذكورة ( قريشو بنو سعد بن بكر وكنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها ) سليمة اللغات لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم ويقوي هذا المنزع أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأمم العرب وتجرد أهل المصرين البصرة والكوفة لحفظ لسان العرب وكتب لغتها لم يأخذوا إلا عن هذه القبائل ومن كان معها وتجنبوا اليمن والعراق والشام فلم يكتب عنهم حرف واحد وكذلك تجنبوا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف لأن السبي والتجار من الأمم كثروا فيها فأفسدوا اللغة وكانت هذه الحواضر في مدة النبي صلى الله عليه وسلم سليمة لقلة المخالطة
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.
وكذلك اتفق لقطبة بن مالك إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة {والنخل باسقات} [ق: 10] ذكره مسلم في باب القراءة في صلاة الفجر إلى غير هذا من الأمثلة.
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف.
- هل الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه؟ ولو كان هذا هل ينافي الإعجاز؟
لا , لم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن وكان معرضا أن يبدل هذا وهذا حتى يكون غير الذي نزل من عند الله .
- الهدف من الإباحة في الحروف السبعة :
وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).

وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما وقد اختلفتا ((هكذا أقرأني جبريل)) هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة؟.
وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) [المزمل: 6] فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9].

- سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان:
هذه الروايات الكثيرة لما انتشرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف وقرأ القرآن كثير من غير العرب وقع بين أهل الشام والعراق ما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
فمعنى هذا إذا اختلفتم فيما روي وإلا فمحال أن يحيلهم على اختلاف من قبلهم لأنه وضع قرآن فكتبوا في القرآن من كل اللغات السبع مرة من هذه ومرة من هذه وذلك مقيد بأن الجميع مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ عليه واستمر الناس على هذا المصحف المتخير وترك ما خرج عنه مما كان كتب سدا للذريعة وتغليبا لمصلحة الألفة وهي المصاحف التي أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن تحرق أو تخرق.
- السبب في منع العلماء قراءة مصحف ابن مسعود:
أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء من الشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت.

- القراءات السبعة:
القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
- القراءات الشاذة:
شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
- جمع القرآن في عهد أبي بكر :
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.

وروي أن في هذا الجمع سقطت الآية من آخر براءة حتى وجدها عند خزيمة بن ثابت وحكى الطبري أنه إنما سقطت له في الجمع الأخير والأول أصح وهو الذي حكى البخاري إلا أنه قال فيه مع أبي خزيمة الأنصاري وقال إن في الجمع الثاني فقد زيد آية من سورة الأحزاب: {من المؤمنين رجال} [الأحزاب: 33] فوجدها مع خزيمة بن ثابت وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.
-الصحابة اللذين جمعوا القرآن في عهد عثمان:
زيد بن ثابت وثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما.
- الصحف المعتمدة في جمع القرآن في عهد عثمان:
الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير.
- اللغة التي اعتمد عليها الصحابة في جمع القرآن في عهد عثمان:
روي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوا في التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق.
- ترتيب السور هل هو اجتهادي أو توقيفي؟
ترتيب السور هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة .
- هل ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة اجتهادي أو توقيفي؟
ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة .
وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.
- من الذي شكل المصحف ونقطه وحزبه؟
شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
- هل في القرآن لفظ أعجمي؟
اختلف الناس في هذه المسألة فقال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6].
قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28].
قال أبو موسى الأشعري: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
وكذلك قال ابن عباس في القسورة: إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش وكسفر مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس إلى الشام وسفر عمر بن الخطاب وكسفر عمرو بن العاصي وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.

- بماذا وقع الإعجاز في القرآن؟

1- إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
2- إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة. اءت آيات من القرآن بأنباء عن الأمم السابقة: كقصة آدم، وقوم نوح، وقوم هود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب، وموسى، وعيسى عليهم السلام، وكثير منها لا يعرفه العرب.
3- أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه
ووجه إعجازه أن القرآن وصل بالبلاغة وهي مطابقة الكلام لمقتضى الحال إلى أعلى مما وصلت إليه بلغاء العرب فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة .
- هل في قدرة البشر الإتيان بمثل القرآن؟
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى

إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} [الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.

- أسماء القرآن:

القرآن و الكتاب و الفرقان و الذكر.

- معنى القرآن :
القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف .
- معنى الكتاب:
الكتاب مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها .
- معنى الفرقان:
الفرقان مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
- معنى الذكر:
الذكر سمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
- معنى السورة من القرآن:
السورة بغير همز لغة قريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة , فمنهم من يراها بمعنى القية من الشيء والقطعة منه, إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة .
وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة, ومعناها البقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة.
- معنى الآية :
معنى الآية العلامة .
- سبب تسميتها بآية:
1- لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية .
2- وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
3- وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16 جمادى الأولى 1441هـ/11-01-2020م, 09:38 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


- وصف منهج ابن عطية في تفسيره:

1- فزع إلى تعليق ما يتخيل له في المناظرة من علم التفسير. [العبارة غير واضحة]
2- رتب المعاني وقصد فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا .
3- أثبات أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة .
4- سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة .
5- قصد تتبع الألفاظ . [العبارة ناقصة وغير واضحة]
6- إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها
7- تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ .
8- الايجاز .




- فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به وتدبره.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
[الأولى أن تستخرجي من الآثار الفضل الدال عليه في عنوان، ومن ثم تضعين الأثر كدليل عليه]
- فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه:

روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
[نفس الملحوظة السابقة]
- ماجاء في تفسير القرآن والجرأة عليه:

روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.

ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
كان كثير من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم.
[نفس الملحوظة السابقة، المطلوب أن نستخلص المسائل فنصوغ لها عناوينا مناسبة ومن ثم تحريرها]
- مراتب المفسرين :
المبرز منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
- وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)).
ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل ما أخذ عن الصحابة فحسن متقدم ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
- محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
- ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس و مكي بن أبي طالب فكثيرا ما استدرك الناس عليهم رحمهم الله , وأبو العباس المهدوي متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.

- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))

اختلف الناس في معنى هذا الحديث اختلافا شديدا :
1- ذهب فريق من العلماء إلى أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
2- وقال فريق من العلماء: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا .
3- وحكى صاحب الدلائل عن بعض العلماء وقد حكى نحوه القاضي أبو بكر بن الطيب قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
4- ذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
5- ذكر القاضي أيضا: أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)). فقال : وقال قوم ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث.
ونقول في الجملة: إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها. [هذا ليس قولا مستقلا في معنى الأحرف السبعة وإنما إجابة على مسألة: هل يشترط أن تجتمع الأحرف السبعة في كلمة واحدة؟ ]
6- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى:{فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].

- القبائل اللذين نزل القرآن بلغتهم:
أصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب .
- القبائل اللذين اعتمدهم أهل العربية في كتابة اللغة وتدوينها:
فبقيت القبائل المذكورة ( قريشو بنو سعد بن بكر وكنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها ) سليمة اللغات لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم ويقوي هذا المنزع أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأمم العرب وتجرد أهل المصرين البصرة والكوفة لحفظ لسان العرب وكتب لغتها لم يأخذوا إلا عن هذه القبائل ومن كان معها وتجنبوا اليمن والعراق والشام فلم يكتب عنهم حرف واحد وكذلك تجنبوا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف لأن السبي والتجار من الأمم كثروا فيها فأفسدوا اللغة وكانت هذه الحواضر في مدة النبي صلى الله عليه وسلم سليمة لقلة المخالطة
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.
وكذلك اتفق لقطبة بن مالك إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة {والنخل باسقات} [ق: 10] ذكره مسلم في باب القراءة في صلاة الفجر إلى غير هذا من الأمثلة.
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف.
- هل الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه؟ ولو كان هذا هل ينافي الإعجاز؟
لا , لم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن وكان معرضا أن يبدل هذا وهذا حتى يكون غير الذي نزل من عند الله .
- الهدف من الإباحة في الحروف السبعة :
وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).

وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما وقد اختلفتا ((هكذا أقرأني جبريل)) هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة؟.
وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) [المزمل: 6] فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9].

- سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان:
هذه الروايات الكثيرة لما انتشرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف وقرأ القرآن كثير من غير العرب وقع بين أهل الشام والعراق ما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
فمعنى هذا إذا اختلفتم فيما روي وإلا فمحال أن يحيلهم على اختلاف من قبلهم لأنه وضع قرآن فكتبوا في القرآن من كل اللغات السبع مرة من هذه ومرة من هذه وذلك مقيد بأن الجميع مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ عليه واستمر الناس على هذا المصحف المتخير وترك ما خرج عنه مما كان كتب سدا للذريعة وتغليبا لمصلحة الألفة وهي المصاحف التي أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن تحرق أو تخرق.
- السبب في منع العلماء قراءة مصحف ابن مسعود:
أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء من الشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت.

- القراءات السبعة:
القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
- القراءات الشاذة:
شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
- جمع القرآن في عهد أبي بكر :
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.

وروي أن في هذا الجمع سقطت الآية من آخر براءة حتى وجدها عند خزيمة بن ثابت وحكى الطبري أنه إنما سقطت له في الجمع الأخير والأول أصح وهو الذي حكى البخاري إلا أنه قال فيه مع أبي خزيمة الأنصاري وقال إن في الجمع الثاني فقد زيد آية من سورة الأحزاب: {من المؤمنين رجال} [الأحزاب: 33] فوجدها مع خزيمة بن ثابت وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.
[تقدم الكلام عن جمع عثمان رضي الله عنه، ويمكنكِ التصرف بإعادة الترتيب؛ فيخصص عنصر لجمع القرآن وتضعين تحته مسائله]
-الصحابة اللذين جمعوا القرآن في عهد عثمان:
زيد بن ثابت وثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما.
- الصحف المعتمدة في جمع القرآن في عهد عثمان:
الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير.
- اللغة [الحرف] التي اعتمد عليها الصحابة في جمع القرآن في عهد عثمان:
روي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوا في التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق.
- ترتيب السور هل هو اجتهادي أو توقيفي؟
ترتيب السور هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة .
- هل ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة اجتهادي أو توقيفي؟
ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة .
وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.
- من الذي شكل المصحف ونقطه وحزبه؟
شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
- هل في القرآن لفظ أعجمي؟
اختلف الناس في هذه المسألة فقال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6].
قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28].
قال أبو موسى الأشعري: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
وكذلك قال ابن عباس في القسورة: إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش وكسفر مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس إلى الشام وسفر عمر بن الخطاب وكسفر عمرو بن العاصي وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.

- بماذا وقع الإعجاز في القرآن؟

1- إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
2- إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة. اءت آيات من القرآن بأنباء عن الأمم السابقة: كقصة آدم، وقوم نوح، وقوم هود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب، وموسى، وعيسى عليهم السلام، وكثير منها لا يعرفه العرب.
3- أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه
ووجه إعجازه أن القرآن وصل بالبلاغة وهي مطابقة الكلام لمقتضى الحال إلى أعلى مما وصلت إليه بلغاء العرب فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة .
- هل في قدرة البشر الإتيان بمثل القرآن؟
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى

إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} [الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.

- أسماء القرآن:

القرآن و الكتاب و الفرقان و الذكر.

- معنى القرآن :
القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف .
- معنى الكتاب:
الكتاب مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها .
- معنى الفرقان:
الفرقان مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
- معنى الذكر:
الذكر سمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
- معنى السورة من القرآن:
السورة بغير همز لغة قريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة , فمنهم من يراها بمعنى القية من الشيء والقطعة منه, إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة .
وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة, ومعناها البقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة.
- معنى الآية :
معنى الآية العلامة .
- سبب تسميتها بآية:
1- لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية .
2- وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
3- وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.


بارك الله فيكِ، راجعي التعليقات على الأخت رشا، أعلاه.
التقويم: ج+
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir