انقضت أيامُ شهرِ الخير
والعيدُ أطل
فالحمد لله الذي منَّ علينا مِنْ واسع فضله بإدراك شهر رمضان.
وأفضلُ الصلاةِ وأتمُّ السلامِ على رسولِه وخليلِه محمد، الذي بَشَّرَ الصائمين مِن ربهم بالفوز بالجنان، ودخولِها من بابِ الريان.
وعلى آلِه وأصحابِه وتابعيهم، وجميعِ من سارَ على نهجِهم بإحسان.
أما بعدُ...
فقد أوشكَ شهرُ رمضان على الرحيل.
و ها هو ذا العيد...
يَطرقُ أبوابَ الصائمين.
حاملاً البشرى لهم، بالرضا والقبول من رب العالمين.
فهنيئاً لمن وُفِقَ للصيام والقيام.
هنيئاً لمن فازَ بمُصاحَبَةِ القرآن.
هنيئاً لمن حفظَ الجوارحَ واللسان.
هنيئاً لمَن أعطى وبذل، وما منعه شحُّ ولا بخل.
هنيئاً لمَن استشعر معاني أخوة الإيمان، تشده إلى أهل الإسلام.
فما نسيهم بدعائه. ولا منعهم حسنَ رجائه.
هنيئاً.. هنيئاً...
لمَن لبى دعوةَ ربه فصام.
أو منعَه العذرُ.. فأدى ما فُرِضَ عليه في الإسلام.
فالبشارة.. البشارة...
لكم يا أهل الإسلام.
للمطيع المُوفَّقِ للإحسان.
والعاصي التائبِ، النادمِ على ما قد كان.
مبارك عليكم العيد.
أعادَه الله عليكم بالظفر والتأييد.
وأثابَكم الحسنى والمزيد.
حتى يُدخِلَكم جناتِه، وما فيها من العيشِ الرغيد.
ألا فافرحوا..
وبثوا بين المسلمين الأفراح.
فطيبوا نفساً، وقروا عيناً.
واحذروا مصائدَ أَعدَّها شياطينُ الإنس والجان.
لتقعوا فيها، فتخسروا ما كسبتم في شهر رمضان.
ألا وأحسنوا الظنَّ بربٍّ جليل.
يُقابِلُ بعظيمِ الأجرِ العملَ القليل.
يَقبلُ من عبادِه إحسانَهم.
ويَغفرُ ذنوبَهم.
ويسترُ عيوبَهم.
ويُجازيهم بما هو أهلُه سبحانه، لا بما هم أهلُه.
غفرَ اللهُ لنا ولكم.
وجمعَنا في جنانِه بكم.
وكلُّ عام والإسلام وأهلُه بخير.