المسائل التفسيرية:
1ـ معنى {ذلك الكتاب}:
اختلف في ذلك هنا فقيل: هو بمعنى «هذا»، وتكون الإشارة إلى هذه الحروف من القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وذلك أنه قد يشار بـ «ذلك» إلى حاضر تعلق به بعض الغيبة وب «هذا» إلى غائب هو من الثبوت والحضور بمنزلة وقرب.
وقيل: هو على بابه إشارة إلى غائب، واختلف في ذلك الغائب، فقيل: ما قد كان نزل من القرآن، وقيل: التوراة والإنجيل، وقيل: اللوح المحفوظ أي الكتاب الذي هو القدر،وقيل: إن الله قد كان وعد نبيه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء، فأشار إلى ذلك الوعد.
وقال الكسائي: «ذلك إشارة إلى القرآن الذي في السماء لم ينزل بعد».
وقيل: إن الله قد كان وعد أهل الكتاب أن ينزل على محمد كتابا، فالإشارة إلى ذلك الوعد. وقيل: إن الإشارة إلى حروف المعجم في قول من قال الم حروف المعجم التي تحديتكم بالنظم منها.
2ـ معنى {لا ريب}:
معناه: لا شكّ فيه ولا ارتياب به والمعنى أنه في ذاته لا ريب فيه وإن وقع ريب للكفار.
وقال قوم: لفظ قوله لا ريب فيه لفظ الخبر ومعناه النهي.
وقال قوم: هو عموم يراد به الخصوص أي عند المؤمنين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا ضعيف.
3ـ معنى الهدى و أنواعه:
معنى {هدى} هنا: رشاد و بيان، وخصّت الهداية للمتّقينن؛ لأنّه هو في نفسه هدًى، ولكن لا يناله إلّا الأبرار.
و الهداية على أربعة أنواع:
ـ هداية التوفيق.
ـ و هداية بيان و دلالة، و هي المعنية في هذه الآية، و قال الشيخ محمد بازمول: المراد بالهداية في الآية هداية ثبات.
ـ و هداية عامة، كقوله تعالى: {الذي خلق كل شيء ثم هدى}.
ـ و هداية أخروية إما إلى جنة كقوله تعالى: {الحمد لله الذي هدانا لهذا}، إما إلى نار كقوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم).
4ـ معنى المتقين:
المتقون هم المؤمنون، و قال طلق بن حبيب: التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله، و أن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله.
5ـ صفات المتقين:
من صفاتهم:
ـ أنهم يحذرون من اللّه عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التّصديق بما جاء به.
ـ أنهم يتّقون الشّرك بالله، ويعملون بطاعته.
ـ أنهم اتّقوا ما حرّم اللّه عليهم، وأدّوا ما افترض عليهم.
ـ أنهم يجتنبون كبائر الإثم.
ـ أنهم الذين يدعون ما لا بأس به حذرًا مما به بأس.