مقدمات

[عبد العزيز الداخل]

.................

[أم هيثم]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

الحمد لله الذي رفع قواعد أركان دين الإسلام : وحفظها عن النقص والتبديل والانهدام ، وجعلها حجة قاطعة بالغة على الأنام. من اتبعها وعمل بها كان من أهل الاعتصام ، ومن تركها ولم يعمل بها ـ والعياذ بالله ـ صار من أهل الزيغ والآثام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة دائمة بدوا الليالي والأيام ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله المرسل إلى كافة الأنام ، وصلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القيام.
وبعد ؛ فقد سألني من يعز علي سؤاله , ويعظم عندي تررده ومقاله ، الشريف الأكمل , والسيد الأمثل , شيخنا العلامة الفهامة عبدالله بن عبدالهادي الأهدل أن ألتقط شرحا ً لطيفاً وأنموذجاً لفيفاً على منظومة السيد العلامة سراج الدين , وخاتمة المحققين أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل رحمه الله التي سماها بالفرائد البهية في القواعد الفقهية , فاعتذرت إليه عن ذلك لعلمي بقصور درجتي عن ما هنالك . فما قبل مني الاعتذار ، بل أثنى الأمر وكرر المقال. فعند ذلك امتثلت الأمر , وإن كنت لست أهلاً لذلك السفر . وقلت : امتثال الأمر خير من سلوك الأدب في مثل قضاء هذا الارب . والله المسؤول أن يعينني على ذلك , وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم آمين .

مقدمة
ليعلم كل واقف على كتابي هذا أني لم يكن إلا كلام فمي وإلتقاط قلمي, وهو كله ملخص من كتاب صاحب الأصل الإمام العلامة السيوطي ، نقلته , هاهنا , وجعلته كتابا مستقلا روماً لتقريب الفائدة من هذه القواعد , وقصداً لتحصيل الفوائد على أحسن حال وأكمل مقال , ثم وقفت على شرح لطيف في حجم خفيف على هذه القواعد لسيدنا العلامة ذي السعادة والفلاح , الشريف يوسف بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي ، جزاه الله خيراً ، فأخذت ما أخذت كما لا يخفى ذلك على مطالع الكتابين.
والشرح المذكور سماه مؤلفه كتاب المواهب العلية شرح الفرائد البهية والقواعد الفقهية. ولقد أجاد فيه فهو مع قوة إيجازه وسرعة إنجازه قد صار مع القواعد المذكورة كالعسجد المحشو بالدر, والياقوت والزبرجد ، فهو مضاهي المطولات، مع صغر حجمه , ومناهي المختصرات لغزارة علمه. ألفاظه وجيزة قليلة , ومعانيه كثيرة جليلة . ولله در القائل في هذا المعنى
ينسى به الراكب العجلان حاجته ويصبح الحاسد الغضبان يُطريهِ
والله المسؤول أن ينفع بهما الطالبين آمين.