دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1442هـ/25-06-2021م, 05:49 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجلس التاسع "مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقرر أصول التفسير البياني
تطبيقات الدرس السادس :
"دلالة معاني الحروف في قوله تعالى "

معنى الباء في قوله تعالى "اقرأ باسم ربك الذي خلق":
قال ابن عطية في تفسيره (501/5) "أن المعنى اقرأ هذا القران باسم ربك ، أي : ابدأ فعلك بذكر اسم ربك ". .ووجه آخر في كتاب الثعلبي أن المعنى : اقرأ في أول كل سورة .. ،
-ووجه آخر أن يكون المقروء الذي أمر بقراءته هو باسم ربك

الذي خلق ، كأنه قال : اقرأ هذا اللفظ ،
وذكر أبو حيان في البحر (506/10) "والظاهر تعلق الباء باقرأ ،وتكون للاستعانة، و مفعول اقرأ محذوف ،أي : اقرأ ما يوحى إليك

وقيل : باسم ربك هو المفعول ، وهو المأمور بقراءته ، كما تقول اقرأ الحمدلله ، وقيل المعنى : اقرأ في أول كل سورة ، وقال الأخفش :الباء بمعنى على ، أي :اقرأ على اسم الله ،
وقيل : المعنى :اقرأ القرآن مبتدئا باسم ربك ،وقال الزمخشري : اقرأ القرآن مفتتحاً باسم ربك ،

وقال أبو عبيدة : الباء صلة ،والمعنى :اذكر ربك ،وقال أيضا :الاسم صلة والمعنى : اقرأ بعون ربك و توفيقه ،وجملة القول أن الباء يجوز فيها أوجه :
1- أن تكون للحال ،أي اقرأ مفتتحاً باسم ربك ،قل باسم الله ،ثم اقرأ، وهو قول الزمخشري كما سبق.
2- أن الباء مزيدة ،والتقدير : اقرأ باسم ربك .
وقيل : الاسم صلة ،أي : اذكر ربك ،قالهما أبو عبيدة .
3- أن الباء للاستعانة، و المفعول محذوف ،تقديره : اقرأ مايوحى إليك ،مستعيناً باسم ربك ،

4- أنها بمعنى على ،أي :اقرأ على اسم ربك ، قاله: الأخفش ،انظر الدرر المصون (56/11). قال أبو السعود في تفسيره (177/9) أي :اقرأ ملتبساً باسمه تعالى ،أي: مبتدئا به ،لتتحقق مقارنته لجميع أجزاء المقروء ، وزاد ابن عاشور في التحرير (30/436):

أن تكون الباء للمصاحبة ،أي : اقرأ ما سيوحى إليك مصاحبا قراءتك "اسم ربك "،فالمصاحبة مصاحبة الفهم والملاحظة لجلاله" ويكون هذا إثباتا لوحدانية الله بالإلهية " ،وإبطالا للنداء باسم الأصنام الذي كان يفعله المشركون ،يقولون باسم اللات".

3-معنى "ألا"في قوله "فقربه إليهم قال ألا تأكلون ":- 26 ،الذاريات.
نقل أبو حيان في البحر (556/9) "وقيل : الهمزة في ألا : للإنكار ،وكأنه ثم محذوف تقديره : فامتنعوا من الأكل ،فأنكر عليهم ترك الأكل ،فقال ألا تأكلون".

وزاد السمين في الدر المصون (10/51) أن الهمزة في "ألا" للعرض، أو للتحضيض "،

قال ابن عاشور في التحرير (359/26) "وألا" كلمة واحدة ،وهي حرف عرض ،أي رغبة في حصول الفعل الذي تدخل عليه ،وهي هنا متعينة للعرض ،لوقوع فعل القول بدلا من فعل :فقربه إليهم ،ولا يحسن جعلها كلميتن من همزة استفهام للإنكار مع "لا" النافية ،والعرض على الضيف زيادة في الإكرام.."

والسياق القبلي والبعدي يدل على أن معنى "ألا" للعرض والتحضيض ،وليس للإنكار ،كما ذكر أبو حيان ،لأن الإيجاس الحاصل من إبراهيم عليه السلام جاء بعد تقريب الأكل ،وليس بعده أو أثناءه.

تطبيقات الدرس السابع :- دلالات الجمل الإسمية و الفعلية في الآيات :-
3- وجاء إخوة يوسف فدخلو عليه فعرفهم وهم له منكرون "،يوسف 58
دلالة "وجاء إخوة يوسف"جملة فعلية : تدل على حدوث فعل المجيء وتحققه واقعا ،شاملاً لجميع الإخوة ثابتاً منهم ،مستقرا عند يوسف وفي سلطانه،

"فدخلوا عليه فعرفهم" : جمل فعلية، كذلك تدل على الجزم بدخولهم على يوسف عليه السلام ،ثم إنه عرفهم مباشرة ،وبقوة بلا تردد ،

لقوة ذاكرته وفرط ذهنه ،وذكائه الحاد ، وكذلك استقرار تمام تأكدة من أنهم إخوته الذين ناصبوه العداء من قبل ،وكادوه ،وعزموا على قتله والتخلص منه سابقاً ،

"وهم له منكرون ":- جملة اسمية :قال أبو السعود (288/4) "وحيث كان إنكارهم له أمرا مستمراً في حالتي المحضر والمغيب، أخبر عنه بالجملة الاسمية بخلاف عرفانه عليه السلام إياهم ،
وأضاف ابن عاشور في التحرير (13/12) "ووقع الإخبار عنهم بالجملة الاسمية للدلالة على أن عدم معرفتهم به أمر ثابت متمكن منهم ،وكان الإخبار عن معرفته إياهم بالجملة الفعلية المفيدة

للتجدد للدلالة على أن معرفته إياهم حصلت بحدثان رؤيته إياهم دون توسم وتأمل ..، وقرن بلام التقوية في "وهم له" لزيادة تقوية جهلهم بمعرفته،

وتقديم المجرور بلام التقوية في له منكرون للرعاية على الفاصلة ،و للاهتمام بتعلق نكرتهم إياه للتنبيه على أن ذلك من صنع الله .."
5- قول الله تعالى " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون "80.

ا- قوله "وعلمناه صنعة لبوس لكم " :
عبر بالجملة الفعلية للدلالة على الحدوث والطروء ، قال الزجاج في معاني القرآن (400/3) "وعلم الله داود صنعة الدروع من الزرد ،ولم تكن قبل داوود عليه السلام ، فجمعت الخفة و التحصين ،كذا روي ".

فالصنعة حادثة ولم تعرف من قبل ، كما أن التعبير بالجملة الفعلية "و علمناه صنعة " :تدل على الإحكام في الصنعة والقوة ،قال ابن عطية (93/4) "فكان يصنعها أحكم صنعة لتكون وقاية من الحرب .."

كما أن في التعبير دلالة الامتنان من الله جل وعلا لعبده في تعليمه الصنعة "وعلمناه" ،قال أبو حيان (456/7) "وفي ذلك فضل هذه الصنعة إذ أسند تعليمها إياه إليه تعالى " .
كما أن من دلالة الجملة الفعلية "انقضاء "عملية التعليم وتمامها .

وفي قوله "لتحصنكم من بأسكم ":- جملة فعلية فيها دلالة الامتنان ،قال أبو حيان "أي :ليكون وقاية لكم في حربكم ،وسبب نجاة من عدوكم ".

وقراءة الجمهور بالياء "ليحصنكم "بياء الغيبة ،أي : الله ،فيكون التفاتاً، إذ جاء بعد ضمير متكلم في وعلمناه ،.. واحتمل أن يكون ليحصنكم تعليلاً للتعليم، فيتعلق بعلمناه ،وأن يكون تعليلا للكون المحذوف المتعلق به لكم".

قال أبو السعود في الإرشاد (80/6) وقريء بنون العظمة ،وهو بدل اشتمال من لكم ، بإعادة الجار، مبين لكيفية الاختصاص و المنفعة المستفادة من لام لكم ".

كما أن في إسناد الإحصان إلى اللبوس إسناد مجازي ،كما ذكر ابن عاشور في تفسيره (122/17) ،وفي ذلك دلالة على زيادة الوقاية والحفظ في الدروع الملبوسة.

كما أن في الجملة إشارة إلى مداومو اتخاذ الأسباب والصنائع ، قال القرطبي (11/ 321)" فالسبب سنة الله في خلقه"،
"فهل أنتم شاكرون": جملة اسمية : وفي التعبير بها دلالة على استمرار نعم الله عليهم ،وتيسيره هذه النعمة لهم ،من ضمن ما أنعم الله عليهم من نعم عظيمة تستحق الشكر و الثناء،

كما أن في التعبير بالجملة الاسمية إيماء إلى ضرورة مداومة وثبات شكرهم لله ،وذلك بمداومة طاعة نبيه ،
قال أبوحيان (457/7) "استفهام يتضمن الأمر،أي اشكروا الله على ما أنعم به عليكم ، كما أن التعبير

يدل على المبالغة، أو التقريع، كما ذكر أبو السعود في تفسيره (80/6) ،قال "أمر وارد على صورة الاستفهام ، للمبالغة، أو التقريع ،كما أن فيه تبكيت للكفار الذين تنكبوا طريق الحق ،
قال ابن عاشور

(122/17) "لأنهم أهملوا شكر نعم الله تعالى التي منها هذه النعمة ،إذ عمدوا غيره ،كما ذكر أن الاستفهام في الآية "مستعمل في استبطاء عدم الشكر ،ومكنىً به عن الأمر بالشكر".

وقال "العدول عن الفعلية إلى الإسمية على ما تقتضيه الأسمية من معنى الثبات والاستمرار ،فهل تقرر شكركم وثبت ،لأن تقرر الشكر هو الشأن في مقابلة هذه النعمة ..".

تطبيقات الدرس الثامن
بيان معنى الإضافات في قوله :-
1- قوله تعالى " ولمن خاف مقام ربه جنتان "الرحمن 46.
ورد في الآية إضافتان:-
1- مقام ربه :- حيث أضاف المقام إلى الرب سبحانه ،وفيه دلالة على أن من أراد معصية ،فذكر ما عليه فيها ،فتركها خوفا من الله عز وجل ،ورهبة عقابه ورجاء ثوابه،
فله جنتان "معاني القران (102/5) للزجاج .
وقال الثعلبي (189/9) "أي :مقامه بين يدي ربه ،وقيل :قيامه لربه ،وقيل :قيام ربه عليه ،فترك المعصية والشهوة من مخافة الله ، ".
قال ابن عطية في تفسيره (233/5) "المقام هو :وقوف العبد بين يدي ربه).

وأضاف المقام إلى الله من حيث هو بين يديه ،وفي الإضافة تنبيه على صعوبة الموقف ،وتحريض على الخوف الذي هو أسرع المطايا إلى الله سبحانه ".

وفصّل أبو حيان في البحر (67/10) في ذلك ،فقال :"مقام ربه مصدر ،فاحتمل أن يكون مضافاً إلى الفاعل ،أي : قيام ربه عليه ،وهو مروي عن مجاهد ،قال :من قوله "أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت "،

أي: حافظاً مهميناً ،فالعبد يراقب ذلك ،فلا يجسر على المعصية ،وقيل: الإضافة تكون بأدنى ملابسة ،فالمعنى: أنه يخاف مقام الذي تقف فيه العباد للحساب ،من قوله "يوم يقوم الناس لرب العالمين "،

وفي هذه الإضافة تنبيه على صعوبة الموقف ،وقيل مقام :مقحم ،والمعنى : ولمن خاف ربه ،... والظاهر أن لكل فرد من الخائفين جنتان ..." ،
قال السمين في الدرر (177/5) "ويجوز أن يكون مصدراً مضافاً لمفعوله :والمعنى القيام بحقوق الله فلا يضيعها..".

5- معنى الإضافة في قوله "ودع أذاهم وتوكل على الله "الأحزاب ،48.
قال الزجاج في معاني القرآن (231/4) "معناه :دع أذى المنافقين ،وتأويل "ودع أذاهم ":دعهم لاتجازهم عليه إلى أن تؤمر فيهم بأمر "،

واستظهر أبو حيان في (البحر :488/8) أن إضافة"ودع أذاهم@إلى المفعول لما نهى عن طاعتهم ،أمر بتركه إذايتهم وعقوبتهم ،ونسخ منه مايخص الكافرين بآية السيف "(390/4)،

وفصّل ابن عطية في معنى الإضافة ،قال "يحتمل معنيين :-
1- أن يأمره بترك أن يؤذيهم هو و يعاقبهم ،فكأن المعنى : واصفح عن زللهم ،ولا تؤذهم ،فالمصدر على هذا مضاف إلى المفعول. -والمعنى الثاني:

2- أن معنى "ودع أذاهم " بمعنى :أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك به ،فالمصدر على هذا مضاف إلى الفاعل " ،
قال ابن عاشور في تفسيره (58/22)"

"والوجه : الحمل على المعنيين ،فيكون الأمر بترك أذاهم صادقا بالإعراض عما يؤذون به النبي صلى الله عليه وسلم من أقوالهم ،وصادقا بالكف عن الإضرار بهم ،أي: أن يترفع النبي عن مؤاخذتهم على مايصدر منهم

في شأنه ،وهذا إعراض عن أذى خاص لا عموم له ،فهو بمنزلة المعرف بلام العهد".

تطبيقات الدرس التاسع
بيان أغراض الحذف والذكر في الآيات :
1 "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " ،
195 البقرة .
ذكر ابن عطية في تفسيره (265/1) المعاني المحذوفة في قوله "وأحسنوا " ،قيل :معناه في أعمالكم ،بامتثال الطاعات ،
2 -وقيل :وأحسنوا في الإنفاق في سبيل الله ،وفي الصدقات .

3- وقيل :وأحسنوا الظن بالله : ورجح أبو حيان في البحر (253/2 )حمله على طلب الإحسان من غير تقييد بمفعول معين .
وزاد أبو السعود في تفسيره (205/1) ":وأحسنوا "أي: أعمالكم وأخلاقكم ،أو تفضلوا على الفقراء "،

وذكر ابن عاشور في تفسيره (216/2 )"أن من أغراض الحذف في وأحسنوا، قال :"وفي حذف متعلق وأحسنوا تنبيه على أن الإحسان مطلوب في كل حال" ،ويؤيده قول الرسول"إن الله كتب الإحسان على كل شيء "،

وفي الأمر بالإحسان بعد ذكر الأمر بالاعتداء على المعتدي والإنفاق في سبيل الله والنهي عن الإلقاء باليد إلى التهلكة إشارة إلى أن كل هاته الأحوال يلابسها الإحسان ويحف بها ..ففي الجهاد يكون الإحسان بالرفق بالأسير..".

2- أغراض الحذف والذكر في قوله تعالى " وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم " الأنعام 119،

ذكر الزجاج في معاني القرآن( 287/2 )من أغراض الحذف بعد "كثيرا"، أي: إن الذين يحلون الميتة ويناظرونكم في إحلالها ،وكذلك كل ما يضلون فيه ،إنما يتبعون فيه الهوى والشهوة، ولا بصيرة ولاعلم عندهم "،

وفي حذف مابعد "كثيراً " يقول ابن عطية في تفسيره (339 /2 ):"يريد الكفرة المحادين المجادلين في المطاعم بما ذكرناه من قولهم "تأكلون ماتذبحون ،ولا تأكلون ماذبح الله "،

وقراءة ابن كثير وأبو عمرو "ليَضلون "بالفتح للياء ،على معنى إسناد الضلال إليهم ، وقراءة نافع وابن عامر بضم الياء على معنى إسناد إضلال غيرهم إليهم ،وهذه أبلغ في ذمهم ،لأن كل مضل ضال ،وليس كل ضال مضل".

وذكر أبو حيان في البحر (631 / 4) "أن من أغراض الحذف بعد "كثيرا" ،أي: "وإن كثيرا من الكفار المجادلين في المطاعم وغيرها ".
والحذف بعد "ليضلون "أي :بالتحريم والتحليل

وبأهوائهم وشهواتهم بغير علم، ...بمجرد أهوائهم ،كعمرو بن لحي، ومن دونه.
وذكر أبوالسعود في تفسيره (180/3) من أغراض الحذف بعد قراءة "ليضلون " بأهوائهم الزائفة وشهواتهم الباطلة،
وأعراض الحذف بعد "بغير علم" أي: مقتبس من الشريعة، مستند إلى الوحي ".
ومن أعراض الحذف يذكر ابن عاشور :إرادة التحذير

من التشبه بالمشركين في تحريم بعض الأنعام على بعض أصناف الناس ،عطفاً على جملة "ومالكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه .." ،
كما ذكر في تفسيره (8-أص35) "أن في الكلام تعريضاً بالحذر من أن يكونوا من جملة من يضلهم أهل الأهواء بغير علم".

تطبيقات الدرس العاشر :-
أغراض التقديم والتأخير في قوله تعالى "
2- "قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم خيرا ولا نفعا"، وقوله "قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا" ،المائدة 76 ،الأنعام 71.

ومن أغراض تقديم الضرر على النفع في الآية "قل أتعبدون من دون الله .." " قال أبو السعود في تفسيره (68/3) "لأن التحرز عنه (الضرر)أهم من تحري النفع ،ولأن أدنى درجات التأثير دفع الشر ،ثم جلب الخير"،

وزاد ابن عاشور في تفسيره (289/6 )وجها آخر من أغراض تقديم الضر على النفع ،قال "وقدم الضر على النفع لأن النفوس أشد تطلعا إلى دفعه من تطلعها إلى جلب النفع، فكان أعظم مايدفعهم إلى عبادة الأصنام أن

يستدفعوا بها الأضرار بالنصر على الأعداء ،وبتجنبها إلحاق الإضرار بعابديها " ،
ويذكر تاج القراء محمود الكرماني في أسرار التكرار في القرآن المسمى "البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان "(130)

أن أكثر ما جاء في تقديم الضر على النفع لأن العابد يعبد معبوده خوفاً من عقابه أولاً ،ثم طمعا في ثوابه ثانيا ، أما تقديم النفع في الآية الثانية "قل أندعو من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا "إنما تقدم لسابقة لفظ تضمن نفعاً".

أغراض التقديم والتأخير في قوله تعالى "
3- "قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين .وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون"،72 ،الأنعام.

إن تقديم هدى الله لأن الآية جاءت في سياق الأديان اليهودية والنصرانية، فبين الله تعالى أن الدين الإسلامي هو الدين الحق ،وأنه الناسخ لجميع الديانات "هدى الله هو الهدى" ،
أو تكون في سياق ذكر الشرك ،فالدين الإسلامي هو الحق،

وليس الديانات الباطلة لذا قدّم هدى الله ،وليس مايعتقده المشركون ،
أما في سورة تدل آل عمرآن قدم الهدى لأن المقصود الهداية ،وليس الدين الإسلامي ،وقدم هدى الله في آية سورة البقرة والأنعام لأن الدين الإسلامي له الصدارة في الهداية على غيره ،فبدأ بالأهم لمناسبة السياق ومقام الخطاب،
كما أن في التقديم لهدى الله رد عليهم في زعمهم ،فليس مازعموه صحيحا ،وليس بهدى ،بل هو نفسه كفر وضلال ،وإنما الهدى

هدى الله ،وهو الإيمان ،ذكره ابن عطية في تفسيره (308/2 ).
كما أن في التقديم حصر وقصر الهداية بهداية الله سبحانه ،الصحيحة الشاملة الكاملة التامة من جميع جهاتها وأغراضها . إضافة إلى أن التقديم يفيد أن دعاء الأصحاب وإن كان إلى هدى ،فليس بنفس دعائهم تقع الهداية، وإنما يهتدي بذلك الدعاء من هداه الله تعالى بهداه،

ويذكر الطبري في تفسيره (455/11 ):"أن طريق الله الذي بينه لنا وأوضحه ،وسبيلنا الذي أمرنا بلزومه ،ودينه الذي شرعه لنا فبينه هو الهدي والاستقامة التي لا شك فيها ،لا عبادة الأوثان والأصنام ،
ويذكر ابن عاشور في تفسيره( 303/7 ):"أن من أغراض التقديم :المخاطبة بصيغة القصر ،وهي أن هدى الله هو الهدى ،فجيء بتعريف الجزأين وضمير الفصل ،وحرف التوكيد ،فاجتمع في الجمله أربعة مؤكدات، فكانت الدلالة على قصر

جنس الهدى على دين الإسلام ،وهو قصر إضافي للقلب ،أي أن المشركين ليسوا على شيء من الهدى.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir