دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 30 ذو القعدة 1440هـ/1-08-2019م, 09:55 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بم يُنال الصدق؟

أولا : اليقين , فإذا تمكن اليقين من القلب قاده إلى الصدق , والصدق يقود إلى البر , والبر طريق الجنة , لأن ثمرة اليقين قوة العلم , ومن حصل له هذا : كاد أن يستوي عنده الغيب والشهادة من قوة التصديق بما عند الله سبحانه , واليقين بوعيد الله , واليقين بوعده , وهذا ما يملأ القلب محبة ورهبة ورغبة : وهذه الثلاثة هي محركات القلب للعمل , وهي محركاته لإصلاح العمل وإحسانه كذلك , وقد ضرب أبو بكر رضي الله عنه- أروع الأمثلة في قوة الصدق , حيث كان تصديقه لجميع ما يخبر به النبي-عليه الصلاة والسلام- دونما مراجعة أو نظر .
لذلك لما انعدم اليقين في قلوب المافقين , زهدوا في تحصيل الثواب , وتمسكوا بحطام الدنيا , كما قال عليه الصلاة والسلام- في الحديث المتفق عليه :(أثقلُ صلاة على المنافقين: صلاةُ العِشاء ، وصلاةُ الفجرِ ، ولو يعْلَمُونَ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوا).
ثانيا : الاستعانة بالله-سبحانه- وطلب الهداية منه مع صدق اللجوء إليه والإقبال عليه .
ثالثا : كثرة الذكر والتذكر ، لأن العلم المجرد لا يكفي لحمل صاحبه على العمل أو لإصلاح قلبه , أما من كانت حاله كثرة الذكر والتذكر مع التفكر والتدبر : فهذا هو ما يورث العلم اليقيني الذي تحيا به القلوب وتصلح به الجوارح , كما قال تعالى :{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }وقوله : {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.

س2:بيّن أحكام وأقسام الناس في التوكّل.
لتوكل عبادة من العبادات التي أمر الله بها , كما في قوله تعالى : {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} , والناس في هذه العبادة ثلاثة أقسام :
القسم الأول : من توكل على غير الله , فصرف ما هو حقا لله لغيره , كما فعل مشركوا قريش مع آلهتهم , وكما فعلوا مع الجن , وكما فعل غيرهم مع معبوداتهم , وكما يفعل القبوريون مع الموتى الذين يدعونهم (أولياء) ويدعونهم من دون الله ويتوكلون عليهم في جلب المصالح ودفع المضار .
وقد أمر الله-سبحانه- بتوحيده في عبادة التوكل فقال: {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} , فهذا القسم أصحابه كفار خارجون من الملة.
القسم الثاني : عصاة الموحدين الذين لم يحققوا التوكل المطلق لما لحق بهم من الغفلة , ولما كان في قلوبهم من ضعف الاعتماد على الله والتوكل عليه وقوة التعلق بالأسباب , لكن مازال عندهم أصل التوكل , لذلك هم باقون في دائرة الإسلام مع ما يلحقهم من إثم فيما اقترفوه من الكبائر , لأن تعلق القلب بالأسباب من الشرك الأصغر.

القسم الثالث: هم الذين حققوا التوكل كما أمر به الله , ففوضوا الأمر إليه , وأطاعوا أمره فأخذوا بالأسباب المشروعة مع تعلق القلب به-سبحانه- واليأس منها , وهؤلاء هم المؤمنون المتقون.
وكل قسم من الأقسام الثلاثة تتفاوت مراتب أصحابه بحسب ما قام في قلوبهم من قوة التوكل أو ضعفه.

س3: يكثر تعرّض الشيطان لأهل الإنابة، ما سبب ذلك؟ وكيف يُدفع شرّه؟
يكثر تعرض الشيطان للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه , والرجوع إليه , والتقرب إليه , ليحول بينه وبين ذلك , لأن هذا هو المقصد الأعظم للشيطان , فإذا حال بينه وبين الاتصال بربه : هلك العبد وتردى , لذلك يتعرض الشيطان للمصلين بالأذى مالا يفعله مع غيرهم , وتشتد وطأته على أهل العلم والعبادة السائرين إلى ربهم بإخلاص وصدق ليصدهم عن الله , وهذا ما لا يفعله مع غيرهم.
وقد جاء فيما رواه مسلم من حديث عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله , إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ذاك شيطان يقال له خنزب , فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه , واتفل على يسارك ثلاثا , قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني .
وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} , فبينت النصوص أن دفع شره يكون بصدق الالتجاء إلى الله , والاستعانة به لدفع شره عن العبد ,فعلى العبد أن يلزم الاستعاذة خاصة في المواطن التي نص الشرع عليها , مثل الأمر لقارئ القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم , لأن القرآن شفاء للقلوب وصلاح لها , وهذا من أشد ما يذهب كيد الشيطان عن العبد.

س4: ما هي فضائل الزهد .
1- الزهد سببا لمحبة الله تعالى , لأن إيثار الحياة الدنيا على الآخرة من الأسباب الجامعة التي تجلب بغض الله , لأنه اساس كل معصية كما قال تعالى : {وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ} ، وقال : { :بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }.
2- الزهد علاج لكثير من أمراض القلوب التي إن حلت بها أهلكتها , مثل الطمع والجشع والحسد , وهذه من أهم أسباب حصول الخصومة والظلم بين الناس.
3- هو علامة على إرادة الله الخير بعبده , كما جاء عن محمد بالقرظي قوله : (إذا أراد الله بعبد خيرا زهَّده في الدنيا، وفقَّهه في الدين، وبصَّره عيوبه، ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة).
4- الزهد من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة , وهذا كقوله -عليه الصلاة السلام-فيما رواه البخاري في الأدب المفرد :(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) فإن رضي بما آتاه الله كانت سعادته في الدنيا كسعادة من ملك القصور والكنوز , فحسن تحضيره للقاء الله سبحانه.
5- يورث العبد العزة والنجاة من الذل الحاصل بالطمع في متاع الدينا وتعلق القلب بما في أيدي الناس , بل يجلب له محبة الناس وحسن ذكرهم إياه , لذلك أمر الله نبيه بقوله :{وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} , وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن ماجة من حديث سعد بن سهل الساعدي :(ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس).
6- تورث القلب عين البصيرة من شدة إقبال العبد على ربه وإعراضه عن متاع الدنيا , ومحاسبته نفسه على كل شاردة وواردة , واستعداده للموت بالأعمال الصالحة , وهذا لا يكون حال من اشتغل بالدنيا وانغمس فيها فتعلق قلبه بها .
لذلك أوصى النبي-عليه الصلاة والسلام- عبدالله ابن عمر بقوله:( كن في الدنيا كأنك غريبٌ، أو عابر سبيلٍ).
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: (إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر الـمساء، وخُذْ مِن صحتك لِمرَضِك، ومن حياتك لِمَوتك). رواه البخاري.

س5: بيّن مراتب الشكر.
المرتبة الأولى: شكر النعمة عند تلقيها ، وهذا يتحقق بأربعة أمور:
1: الفرح بفضل الله وعطائه , كما قال تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
2: الاعتراف بالنعمة وتعظيم قدرها في النفس , كما قال عليه الصلاة والسلام:(أبوء لك بنعمتك علي).
3 حمد الله عليها والثناء على الله بنعمته, والتحديث بها على وجه الاعتراف والامتنان والتذكير بفضل الله , كما قال تعالى :{وأما بنعمة ربك فحدث}.
4: أن يرضى بالنعمة , ولا يعيبها ولا يزدريها , كما قال تعالى :فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين}.

المرتبة الثانية : أداء شكر النعمة , ويتحقق هذا بأربعة أمور:
1: أن يعرف حق الله في النعمة من العلم والعمل والحال , فيؤدي حق الله فيها من الإخلاص وسلامة القلب وطيب النفس.
2: أن يحفظ تلك النعمة بما أمر الله أن تحفظ به , فمن ترك ما أنعم الله عليه يُخاف عليه أن يفقد بركة تلك النعمة ومن شكرها وحافظ عليها يُرجى له أن يبارك الله له وينفعه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المستدرك : (من تعلم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها).
3: أن لا يقابل النعمة بالمعصية و وهذا من أقبح ما يكون , فمن الجحود أن يستعمل العبد نعم الله في معصيته.
4: أن يقابل إحسان الله إليه بإحسان العمل , فيعمل عمل صالح يشكر به ربه على نعمته , كما قال تعالى :{اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور}.

س6: ما هي أهم الفوائد التي استفدتها من دراسة دورة أعمال القلوب؟
من الفوائد التي استفدتها من الدورة :
- معرفة أهمية علم السلوك , ومن ثم أهمية الاطلاع على ما كتب فيه.
- رحمة الله بعباده أن بين لهم الداء وعرفهم بالدواء ودلهم عليه .
- الحرص على سلامة القلب من الآفات التي تعرض له , وكشف الأمراض التي تصيبه , وهذا لا يكون إلا بالعلم .
- محاولة تحقيق المطالب العالية التي تهدف إلى تزكية النفس وسلامة القلب ليكون أهلا للقاء الرب سبحانه.
- تخلية القلب مما قد يعوق كمال محبة الله فيه , فهي الأصل الجامع , والمحرك الدافع للإرادات.
- محاولة الجمع في عبادة الله بين الخوف والرجاء والمحبة , لأنه -سبحانه- أمر بذلك , فمن ادعى بأن الله يعبد بالمحبة فقط دون الخوف من عقابه أو الطمع في ثوابه ورضاه وجنته : فقد كذب على الله .
- كلما زاد العلم بالله زادت الخشية منه , والعلم هنا هو العلم النافع لا مجرد جمع المعلومات دون العمل أو الانتفاع بها .
- أهمية تحقيق شروط العبادة الصحيحة وعلى رأسها الإخلاص , وإلا كانت وبالا على صاحبها وهباء منثورا في الآخرة.
- معرفة قيمة الصدق وكيفية تحقيقه.
- معرفة فقر العبد وضعفه واحتياجه الدائم إلى ربه , ومن هذا نعلم أهمية عبادة الاستعانة وعظمها , وأهمية التوكل على الله لتحرير القلب من عبودية المخلوق ونقله إلى عبودية الخالق.
- تحقيق العزة للمؤمن , والتخلص من الذل وتبعاته لا يكون إلا بالزهد في الدنيا , وعدم التطلع لما في أيدي الناس .
- الترفع عن سفاسف الأمور .
- محاولة نشر العلم الصحيح الذي يكون موافقا لهدي النبي- صلى الله عليه وسلم- ويكون على فهم سلف الأمة .

وجزى الله فضيلة الشيخ على ما قدمه وأحسن إليه.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir