دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > جمال القراء وكمال الإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1431هـ/15-03-2010م, 10:59 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي آداب حملة القرآن

$(آداب حملة القرآن)
وحدثني أبو المظفر بالإسناد إلى النسائي، أخبرنا عمرو بن علي، نا عبد الرحمن، نا سلام بن أبي مطيع، عن أبي عمران الجوني، عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)).
وبه أخبرنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر)).
وحدثني الغزنوي رحمه الله بإسناده عن أبي عيسى، نا أحمد بن منيع، نا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) هذا حديث حسن صحيح.
وأخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني رحمه الله، أنا أبو العلاء محمد بن عبد الجبار بن محمد بقراءتي عليه، قلت له: حدثكم أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه الإمام، قال: أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، نا سعد بن سعد العطار المكي، نا إبراهيم بن المنذر، نا إسحق بن إبراهيم مولى
[1/113]
جميع بن حارثة الأنصاري، حدثني عبد الله بن ماهان الأزدي، حدثني فايد مولى عبيد الله بن أبي رافع، حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة)).
قال ابن عبد كويه: وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد المقرئ، أنا محمد بن إبراهيم بن سفيان، نا محمد بن قدامة المصيصي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، أنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة، تعلم القرآن وعلمه الناس، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت، فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك؛ حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام)).
وروى أبو عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله سبحانه وتعالى جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها، وإن من تعظيم جلال الله تعالى إكرام ثلاثة: الإمام المقسط، وذو الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه)).
وعن خليد العصري قال: لما ورد علينا سلمان رحمه الله، أتيناه نستقرئه القرآن فقال: "إن القرآن عربي فاستقرئوه رجلا عربيا". قال: فكان زيد بن صوحان يقرئنا، ويأخذ عليه سلمان.
وعن الآجري رحمه الله بإسنادنا المتقدم قال محمد بن الحسين: "ينبغي لمن علمه الله، وفضله على غيره ممن لم يحمله كتابه، واجب أن يكون من أهل القرآن وأهل الله وخاصته، وممن وعده الله عز وجل الفضل العظيم، وممن قال الله عز وجل فيهم: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، وممن قال رسول الله
[1/114]
صلى الله عليه وسلم: ((الذي يقرأ القرآن وهو به ماهر؛ مع الكرام السفرة، والذي يقرأه وهو عليه شاق له أجران)).
وقال بشر بن الحارث: سمعت عيسى بن يونس يقول: إذا ختم العبد قبل الملك بين عينيه. قال: فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه، يعمر به ما خرب من قلبه، فيتأدب بأدب القرآن، ويتخلق بأخلاق شريفة يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن.
فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله عز وجل في السر والعلانية، باستعماله الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، وأن يكون بصيرا بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلا على شأنه مهموما بإصلاح ما فسد من أمره، حافظا للسانه، مميزا لكلامه، إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا، وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا، قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه ليأمن من شره وسوء عاقبته، قليل الضحك فيما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك، إن سر بشيء مما يوافق الحق تبسم، يكره المزاح خوفا من اللعب، فإن مزح قال حقا، باسط الوجه طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه فيكف بما ليس فيه، يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه، لا يغتاب أحدا ولا يحقر أحدا ولا يسب أحدا، ولا يشمت بمصيبة، ولا يبغي على أحد ولا يحسده، ولا يسيء الظن بأحد إلا بمن يستحق، فحينئذ يظن بعلم، ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم، ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم.
قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل، حافظ لجميع جوارحه عما نهي عنه، إن مشي مشى بعلم، وإن قعد قد بعلم، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده، لا يجهل، وإن جهل عليه حلم، لا يظلم، وإن ظلم عفا، لا يبغي، وإن بغي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه، متوافد في
[1/115]
نفسه، إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله عز وجل لا من المخلوقين، ماقت للكبر، خائف على نفسه ودينه، لا يتأكل بالقرآن، ولا يحب أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبواب الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه، كسب هو القليل بفقه وعلم.
إن لبس الناس اللين للتفاخر؛ لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وسع عليه وسع على نفسه، وإن أمسك عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسنة، يأكل بعلم ويشرب بعلم، ويلبس بعلم وينام بعلم، ويجامع أهله بعلم، ويصحب الإخوان بعلم، ويزورهم بعلم ويستأذن عليهم بعلم ويسلم عليهم بعلم، ويجاور جاره بعلم، ويلزم نفسه بر والديه، فيخفض لهما جناحه، يخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله، وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة، ويدعو لهما بالبقاء، ويرفق بهما عند الكبر، لا يضجر بهما ولا يحقرهما، إن استعانا به على طاعة أعانهما، وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب، ليرجعا عن قبح ما أرادا فيما لا يحسن بهما فعله.
يصل الرحم ويكره القطيعة، من قطعه لم يقطعه، من عصى الله فيه؛ أطاع الله الكريم فيه، يصحب المؤمنين بعلم، ويجالسهم بعلم، من صحبه نفعه، يحسن المجالسة لمن جالسه، إن علم غيره رفق به، ولا يعنف من أخطأ ولا يخجله، رفيق في أموره، صبور على تعليم الخير، يأنس به المتعلم، ويفرح به المجالس، مجالسته تفيد خيرا، يؤدب من جالسه بأدب القرآن والسنة، إن أصيب بمصيبة فالقرآن والسنة له مؤدبان.
يحزن بعلم، ويبكي بعلم، ويصبر بعلم، ويتطهر بعلم، ويصلي بعلم،
[1/116]
ويزكي بعلم، ويتصدق بعلم، ويصوم بعلم، ويحج بعلم، ويجاهد بعلم، ويكسب بعلم، وينفق بعلم، وينبسط في الأمور بعلم، وينقبض فيها بعلم، يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه، ولا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عز وجل عليه بجهل، قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خير.
إن درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عز وجل من اتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى، ليس همته متى أختم السورة، همته متى أستغني بالله عن غيره، متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين، متى أكون من المتوكلين، متى أكون من الخاشعين، متى أكون من الصابرين، متى أكون من الصادقين، متى أكون من الخائفين، متى أكون من الراجين، متى أزهد في الدنيا، متى أرغب في الآخرة، متى أتوب من الذنوب، متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكره عليها، متى أعقل عن الله عز وجل الخطاب، متى أفقه ما أتلو، متى أغلب نفسي على ما تهوى، متى أجاهد في الله حق جهاده، متى أحفظ لساني، متى أغض طرفي، متى أحفظ فرجي، متى أستحي من الله حق الحياء، متى أشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري، متى أتزود ليوم معادي، متى أكون عن الله راضيا، متى أكون بالله واثقا، متى أكون بزجر القرآن متعظا، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا، متى أحب ما أحب، متى أبغض ما أبغض، متى أنصح لله، متى أخلص له عملي، متى أقصر أملي، متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي، متى أعمر قبري، متى أفكر في الموقف وشدته، متى أفكر في خلوتي مع ربي، متى أحذر ما حذرني ربي عز وجل من نار، حرها شديد، وقعرها بعيد، وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزقوم، وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعته، وركوبهم لمعاصي الله عز وجل، فقال منهم قائل: {يا ليتني قدمت لحياتي}.
[1/117]
وقال قائل: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} وقال قائل: {يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} وقال قائل: {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} وقالت فرقة منهم – ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}.
فهذه النار يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن حذرها الله عز وجل المؤمنين في غير موضع من كتابه، رحمة منه لهم، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}. وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون* ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
فحذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم وعهد إليهم ألا يضيعوه وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب، ثم أعلم المؤمنين أنه: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}.
قال محمد بن الحسين: فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن، استعرض القرآن، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح منه، فما حذره مولاه حذره،
[1/118]
وما خوفه به من عقابه خافه، وما رغبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه. فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته، ورعاه حق رعايته، فكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا.
أسأل الله عز وجل بكرمه، أن يجعل لي من هذه الأوصاف حظا، أتخلص به من تبعة القرآن. وقد كان شيخنا أبو القاسم الشاطبي رحمه الله، صاحب هذه الأوصاف جميعها، وربما زاد عليها.
قال محمد بن الحسين: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان السجستاني، وحدثني أبو المظفر الجوهري رحمه الله، بإسناده إلى أبي بكر، حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فايد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنك بالذي عمل هذا)).
قال محمد بن الحسين رحمه الله، حدثنا محمد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، أنا همام عن قتادة قال: "لم يجالس هذا القرآن أحد، إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، قضى الله الذي قضى، شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا".
وقال قتادة في قول الله عز وجل: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} قال: البلد الطيب: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وانتفع به؛ كمثل هذه
[1/119]
الأرض الخبيثة أصابها الغيث، فلم تنبت شيئا ولم تمرع شيئا.
قال محمد بن الحسين: ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به، ولا يغفلوا عنه، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن، اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها، فإن تبينوا منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من أداء فرائضه واجتناب محارمه؛ فحمدوه في ذلك، وشكروا الله عز وجل على ما وفقهم له، وإن علموا أن النفوس معرضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم، قليلة الاكتراث به؛ استغفروا الله عز وجل من تقصيرهم، وسألوه النقلة من هذه الحالة التي لا تحسن بأهل القرآن، ولا يرضاها لهم مولاهم، إلى حال يرضاها، فإنه لا يقطع من لجأ إليه. ومن كانت هذه حاله؛ وجد منفعة تلاوة القرآن في جميع أموره، وعاد عليه من بركة القرآن كما يحب في الدنيا والآخرة.
قال محمد بن الحسين: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، نا محمد بن الصباح الدولابي، نا وكيع، نا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نعس أحدكم فليرقد، فإن أحدكم يريد أن يستغفر الله عز وجل فيسب نفسه)). وقال زر: قلت لعطاء: اقرأ القرآن فيخرج مني الريح؟ فقال: تمسك عن القراءة حتى تنقضي الريح.
وعن مجاهد رحمه الله: إذا تثاءبت وأنت تقرأ فأمسك حتى يذهب عنك.
وروى أبو عبيد رحمه الله عن أبي ميسرة، أن جبريل عليه السلام، لقن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خاتمة القرآن – أو قال عند خاتمة البقرة – (آمين). وكان معاذ بن جبل رحمه الله، إذا ختم سورة البقرة قال آمين. وكان جبير بن نفير يقول: آمين آمين حتى يركع، ويقول وهو راكع حتى يسجد.
[1/120]
ودخل عمر رضي الله عنه المسجد وقد سبق ببعض الصلاة، فنشب في الصف وقد قرأ الإمام: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} فقال عمر: وأنا أشهد – رفع صوته حتى ملأ المسجد. وسمع عمر رضي الله عنه رجلا يقرأ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} فقال: يا ليتها تمت. وسمع ابن مسعود رحمه الله من قرأ هذه الآية فقال: أي وعزتك، فجعلته سميعا بصيرا وحيا وميتا.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تلا هذه الآية: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} فقال: ((جهله)). وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ فوق بيت له: {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} فرفع صوته فقال: سبحانك اللهم وبلى. فسئل عن ذلك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قرأ في الصلاة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} فقال: سبحانك اللهم وبلى. وعن أبي هريرة: من قرأ ذلك فليقل: بلى. وكذلك في آخر: {والتين والزيتون}. ومن قرأ آخر المرسلات فليقل: آمنت بالله وما أنزل.
[1/121]
وعن أبي أحمد الزبيري عن سفيان عن عمر بن عطية قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول: إذا قرأت {قل هو الله أحد} فقل أنت: الله أحد، وإذا قرأت {قل أعوذ برب الفلق} فقل أنت: أعوذ برب الفلق، وإذا قرأت {قل أعوذ برب الناس} فقل أنت: أعوذ برب الناس.
وعن عبد خير قال: سمعت عليا عليه السلام قرأ في الصلاة: {سبح اسم ربك الأعلى} فقال: سبحان ربي الأعلى. وكذلك روي عن ابن عمر وابن عباس وأبي موسى وسعيد بن جبير.
وقال صلة بن أشيم: إذا أتيت على هذه الآية: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} فقف عندها وسل الله الجليل. وروي أنه كان يستحب للقارئ إذا قرأ: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون} أن يرفع صوته.
ذكر ختم القرآن:
أبو عبيد، بإسناده عن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد المغانم حين تقسم، ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحا في سبيل الله)).
وعن قتادة: كان بالمدينة رجل يقرأ القرآن من أوله إلى آخره على أصحاب له،
[1/122]
فكان ابن عباس يضع عليه الرقباء، فإذا كان عند الختم، جاء ابن عباس فشهده.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من ختم القرآن فله دعوة مستجابة" وكان إذا ختم القرآن جمع أهله، ثم دعا وأمنوا على دعائه. وكان أنس بن مالك يجمع أهله عند الختم.
وقال إبراهيم التيمي: كان يقال: إذا ختم الرجل القرآن في أول النهار؛ صلت عليه الملائكة بقية يومه، وإذا ختمه أول الليل؛ صلت عليه الملائكة بقية ليلته. قال: فكانوا يحبون أن يختموا في أول النهار، أو في أول الليل.
وقال محمد بن جحادة: كانوا يستحبون إذا ختموا من أول الليل أن يختموا في الركعتين بعد المغرب، وإذا ختموا من النهار أن يختموا في الركعتين قبل صلاة الفجر.
[1/123]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, حملة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir