دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > كتاب الحج

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 02:53 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي آداب الزيارة

.....................

  #2  
قديم 14 ذو القعدة 1429هـ/12-11-2008م, 01:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

أدبُ الزيارةِ(48)
أَشياءُ يجبُ علَى الزائرِ اجتنابُهَا (49)
______________________
( 48 ) المسافرُ إلَى المدينةِ المنورةِ لقصْدِ العبادةِ يُشرعُ لهُ أنْ يَقْصِدَ بسفرِهِ إليهَا زيارةَ المسجدِ النبويِّ الشريفِ، وعبادةَ اللَّهِ تعالَى فيهِ؛ لأنَّهُ المسجدُ الثانِي في الفضلِ ومُضاعفةِ العبادةِ، والدليلُ علَى ذلك ما جاءَ في حديثِ عبدِ اللَّهِ بنِ الزبيرِ رضي اللَّهُ عنهُ إذْ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: " صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ"، رواهُ الإمامُ أحمدُ وصحَّحَهُ ابنُ حبَّانَ.
هذا هو القصْدُ المسنونُ شرعًا، وليس زيارةَ قبرِهِ الشريفِ؛ لأنَّهُ نصَّ في الحديثِ الذي رواهُ البخاريُّ علَى أنَّ الزيارةَ للمسجدِ، وذلك في قولِهِ: " لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ المسجدِ الحرامِ، ومسجدِي هذا، والمسجدِ الأقصَى "، وقد روَى مسلمٌ هذا الحديثَ أيضًا. وليسَ النهْيُ عن شدِّ الرَّحْلِ إلَى قبرِهِ الشريفِ؛ استخفافًا بحقِّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ؛ فإنَّ محبَّتَهُ مُقدَّمةٌ علَى محبةِ كلِّ شيءٍ بعدَ اللَّهِ.
ولكنَّهُ امتثالٌ لأمْرِهِ، وقد قالَ اللَّهُ تعالَى في حقِّهِ: ( مَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ).
فإذا وصلَ الزائرُ إلَى المسجدِ النبويِّ الشريفِ، اسْتُحِبَّ لهُ عندَ الدخولِ أنْ يُقدِّمَ رجلَهُ اليُمنَى، ويقولَ: ( بِسْمِ اللَّهِ، والصلاةُ والسلامُ علَى رسولِ اللَّهِ، ثم يُصَلِّيَ ركعتيْنِ، والأفضلُ أنْ يكونَا في الرَّوْضةِ الشريفةِ؛ لقولِهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ "، ويزورُ بعدَ الصلاةِ قبرَ الرسولِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وقَبْرَيْ صاحبيْهِ: أبي بكرٍ وعمرَ، رضي اللَّهُ عنهما، فيقفُ تجاهُ القبرِ ممَّا يلِي وجهَهُ الكريمَ بأدبٍ وخفْضِ صوتٍ، ثم يُسلِّمُ علَى النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولُ: ( السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ )، وذلك لِمَا جاءَ في سُنَنِ أبي داودَ، عن أبِي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عليَّ إلا رَدَّ اللَّهُ علَيَّ رُوحِي حتَّى أرُدَّ عليه السلامَ "، ولا بأسَ أنْ يزيدَ في السلامِ بقولِهِ: ( السَّلُامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عليكَ يا خيرَ خَلْقِ اللَّهِ، السلامُ عليكَ يا سيِّدَ المُرْسَلينَ، وإمامَ المُتَّقينَ، أشهدُ أنَّكَ بلَّغْتَ الرسالةَ، وَأدَّيْتَ الأمانةَ، ونصَحْتَ الأمَّةَ، وجاهَدْتَ في اللَّهِ حقَّ جهادِهِ، فجزاكَ اللَّهُ عن أُمَّتِكَ خيرَ الجزاءِ )، ثم يُصلِّي علَى النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولُ: ( اللَّهمَّ صلِّ علَى محمدٍ، وعلَى آلِ محمَّدٍ، كما صلَّيْتَ علَى إبراهيمَ، وعلَى آلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وبارِكْ علَى محمَّدٍ، وعلَى آلِ محمَّدٍ، كما باركْتَ إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ ).
ثم يمضِي الزائرُ إلَى يمينِهِ قليلاً، فيُسَلِّمُ علَى أبي بكرٍ الصديقِ، رضي اللَّهُ عنهُ.
ثم إلَى يمينِهِ أيضًا، فيُسلِّمُ علَى عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللَّهُ عنهُ، ثم يتوجَّهُ إلَى القبلةِ، ويدعُو اللَّهَ بما أحبَّ، ولكنَّ الأفضلَ أنْ يدْعُوَ بالأدعيَةِ الشرعيَّةِ المأثورةِ، وأنْ يُقَدِّمَ من الدعاءِِ ما فيهِ نصْرُ دِينِ اللَّهِ، وإعلاءُ كلمتِهِ، ويدعُو لنفسِهِ، ولوالدَيْهِ، ولمشايخِهِ، وأقاربِهِ، والمسلمينَ عامَّةً. ويدعُو اللَّهَ أنْ يُشَفِّعَ بِهِ محمَّدًا، وبوالديْهِ، وذريَّتِهِ، وأقاربِهِ، ومَن لهُ حقٌّ عليهِ من المسلمينَ.
وإذا أرادَ العودةَ من المدينةِ المنوَّرةِ فعلَ، وقالَ مثلَمَا تقدَّمَ. وتُسْتَحَبُّ زيارةُ البقيعِ والدعاءُ فيهِ للمَوْتَى بالدعاءِ المأثورِ، وهو خاصٌّ بالرجالِ. وكذلك تُسْتَحَبُّ زيارةُ مسجدِ قباءٍ، فقد كانَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يزُورُهُ.
ويَحْسُنُ الذهابُ إلَى أُحُدٍ لمشاهدةِ مكانِ المعركةِ، والدعاءِ للشهداءِ، والترضِّي عنهم، ومنهم: حمزةُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ، رضيَ اللَّهُ عنهُ.

( 49 ) بما أنَّ الزائرَ قد جاءَ إلَى المدينةِ المنوَّرةِ لغايَةٍ دينيَّةٍ - وهي العبادةُ - فعليْهِ أنْ يلتزمَ باتِّباعِ ما شرَعَهُ اللَّهُ ورسولُهُ، وذلك باجتنابِ ما نَهَيَا عنهُ. ومِن ذلك:
1- الابتعادُ عن التفوُّهِ بمطالبَ تُوَجَّهُ إلَى الرسولِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، واللَّهُ وحدَهُ هو القادرُ عليهَا، كتفريجِ الكروبِ، وإبراءِ المرضَى، وزيادةِ الرِّزقِ، وغيرِ ذلك. أمَّا الشفاعةُ فتكونُ بدعاءِ اللَّهِ أنْ يُشَفِّعَ بِهِ نبيَّهُ المُصطفَى صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ. فإنَّ طلَبَ ما لا يُقْدِرُ عليهِ إلا اللَّهُ من غيرِهِ لَشِرْكٌ وضَلالٌ.
2- الاتجاهُ وقْتَ الدعاءِ إلَى القبلةِ، لا إلَى القبرِ الشريفِ؛ فإنَّ ذلك أقربُ للإجابةِ.
3- عدمُ الطوافِ والتمسُّحِ بالقبْرِ الشريفِ، فقد أجمعَ العُلماء الأئمَّةُ، وسلَفُ الأمَّةِ علَى أنَّ الطوافَ بغيرِ الكعبةِ لا يجوزُ بحالٍ. وأنَّهُ لا يُتمَسَّحُ إلا بالركنِ اليمانيِّ، والحَجَرِ الأسودِ من الكعبةِ المُشرَّفةِ.
4- عدمُ الإكثارِ من التردُّدِ علَى القبرِ الشريفِ للسلامِ والزيارةِ؛ فإنَّ الإكثارَ غيرُ مشروعٍ؛ لأنَّهُ لم يكنْ من عادةِ الصحابةِ رضي اللَّهُ عنهم، ولا مِن مذهبِ السلفِ الصالحِ. ويكفِي المسلمَ أنْ يُصلِّيَ ويُسلِّمَ علَى الرسولِ في أيِّ مكانٍ كانَ؛ لأنَّ الصلاةَ والسلامَ يَبْلُغَانِهِ، ولو كانَ فاعلُ ذلك في أقصَى المعمورةِِ.
5- ألاَّ يقفَ الزائرُ عند القبرِ أو بعيدًا عنهُ، وقد اتَّخذَ هيئةَ الوقوفِ في الصلاةِ جاعِلاً يدَيْهِ علَى صدرِهِ، مُسبِلاً عينيْهِ، مُرخِيًا حاجبيْهِ، والرسولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أهلٌ للاحترامِ، ولكنْ بغيرِ هذهِ الوقفةِ التي هيَ من خصائصِ الوقوفِ بين يدَيِ اللَّهِ تعالَى.
6- يُكرَهُ عندَهُ رفْعُ الصوتِ بالسلامِ والترحُّمِ والدعاءِ، فقد قالَ اللَّهُ تعالَى: ( يَا أَيُّهَا الَّذينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ )، وهذا التشريعُ في حياتِهِ، وينسحبُ علَى ما بعدَ مماتِهِ.
7- لا يجوزُ سُوءُ الأدبِ في أيِّ مسجدٍ كانَ، كالضحكِ والعبثِ، فما رأيُكَ بحصولِ شيءٍ من ذلك في مسجدِهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، من بعضِ أتْبَاعِ الزائرِينَ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, الزيارة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir