دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الثاني 1443هـ/24-11-2021م, 12:54 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 - 110)


اختر إحدى المجموعتين الآتيتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في:
معنى قوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}.
2: فسّر قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟

المجموعة الثانية:

1: حرر القول في:
المراد بالملكين.
2: فسّر قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
ب: المراد بالذي سئله موسى من قبل.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1443هـ/26-11-2021م, 03:19 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
1: حرر القول في:
المراد بالملكين.
جاء في المراد بهما أربعةأقوال:
فعلى قراءة من قرأ الملكين بكسر اللام مثل ابن عباس والحسن والضحاك
الأول: أنهما داوود وسليمان وذكره ابن عطية وابن كثير وذكر ابن عطية بأن ما في هذا الاعتبار نافية يبرأ الله بها نبييه داوود وعيسى مما ادعى اليهود عليهم بالسحر.
الثاني: هما علجان كانا ببابل ملكين وقاله الحسن وذكره ابن عطية وقال أبو الأسود بمثله واعتبر أن هاروت وماروت بدلا من الملكين وقال ابن عطية فتكون ما هنا ليست نافية وذكره ابن أبي حاتم عن الضحاك أنه كان يقرؤها (وما أنزل على الملكين) ويقول هما علجان من أهل بابل.
ووجه قولهم اعتبار أن الإنزال هنا هو الخلق وليس الإيحاء كقول الله (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج)
وعلى قراءة من قرأها بفتح اللام قولين
القول الثالث: جبريل وميكائل ذكره ابن كثير وقال أن اليهود ادعوا أن جبريل وميكائيل نزلوا بالسحر على سايمانفأكذبهم الله تعالى وجعل قوله هاروت وماروت بدلا من الشياطين. وذكر ابن أبي حاتم عن عطية ما يؤيد هذا المعنى حيث قال (وما أنزل على الملكين) قال ما أنزل الله على جبريل وميكائيل السحر .
القول الرابع : أنهما ملكين من الملائكة مقتا حكم بني إسرائيل وعصيانهم لله فاختار الله هاروت وماروت ليحكما بين الناس في الأرض وعلى هذا يكون هاروت وماروت بدل من الملكين وممن أيد هذا القول ابن جرير وقال أن ما بمعنى الذي وأن هاروت وماروت ملكين أنزلهما الله إلى الأرض وأذن لهما أن يعلما السحر اختبارا لعباده وابتلاء بعد ان بين للناس أن السحر من الكفر الذي نهت عنه الرسل. وقد ضعف ابن عطية مثل هذا القول واستبعد ان تصدر عن ابن عمر وكذا استغربه ابن كثير عن ابن جرير.
وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء وأنهما أنزلا إلى الأرض وذكر ابن كثير حديثا مرفوعا رواه الامام أحمد وقال علي رضي الله عنه (هما ملكين من ملائكة السماء) وقال به ابن مسعود وابن عباس وحكاه جماعة من التابعين مثل مجاهد والسدي والخسن البصري وحاصلها راجع كما قال ابن كثير إلى أخبتر بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم...فظاهر سياق القران إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فنؤمن بما ورد على ما أورده الله ..
2: فسّر قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
تخبر هذه الآية الكريمة عن خبث فوق خبث وكفر فوق كفر اتصف به علماء اليهود أمثال كعب بن أشرف وحيي بن أخطب من علماء اليهود .فهم وقد جاءهم كتاب الله التوراة وفيه صفة النبي صلى الله عليه وسلم وصفة أصحابه ومبشرا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم النبي على وفق ما جاء في كتبهم مصدقا لما فيها وعلى الصفة التي أخبروا عنها لم يتبعوه كما طلب منهم وأخذ عليهم العهد والميثاق بل جحدوا به وأنكروا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وحرفوا كتبهم على علم ولم يكن مبعث هذا الجحود إلا الحسد والبغض لما فضل الله به نبيه محمد وأمته من بعده وأنه ليس منهم كما كانوا يدعون ..ولم يكتفوا بذلك بل كثفوا جهودهم في أن يسلبوا المؤمنين هذه المزية والشرف فصاروا يحاولون بشتى الطرق أن يردوهم ويرجعوهم عن الإيمان بالله ورسوله إلى ما كانوا عليه من الكفر والضلال تارة بالتشكيك وتارة بالاستهزاء وأخرى بالتكذيب..وهذه الاية وإن تحدثت عن يهود زمن محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن النهج عند أهل الكتاب هذه الأيام لهو مثل أسلافهم فها هم بكل مقدراتهم وأموالهم دائبين على إضلال المؤكنين.

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
المراد به:
١- قال السدي على عهد سليمان عليه السلام .. بما جمعه نبي الله سليمان من الأمور التيي تعلموها من الشياطين والكهنة وسحروا بها الناس ثم خبأه تحت كرسي عرشه فلما مات أرشدهم الشيطان اليه فأخرجوه وقالوا أن سليمان عليه السلام استملك الناس بهذا السحر.
وقيل أن سليمان عليه السلام كان يملي خازنه آصف علما فلما مات أخذوه اليهود وكتبوا السحر بين كل سطرين وادعوا أنه من كتاب سليمان عليه السلام
وقيل أن الجن أغرت اليهود أن يكتبوا سحرا وينسبوه الى سليمان عليه السلام.. فبرأه الله مما قالوا في القرآن وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وقيل في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره.
قال الطبري في شرعه ونبوته وحاله
ب: المراد بالذي سئله موسى من قبل.
قال الزجاج: أنهم نهوا أن يسألوا ما لا خير لهم في. السؤال عنهم وما يكفرهم أو على وجه التعنت
قال. ابن عطية عن ابن عباس وابن كثير عن مجاهد أن المراد : أن يأتيهم بالله جهرة.
وقيل أن رجلا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم كفارات ككفارات بني إسرائيل فأخبره أن الله أعطاهم خيرا مما أعطى بني إسرائيل

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ربيع الثاني 1443هـ/27-11-2021م, 05:36 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في:
معنى قوله تعالى: "واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان".

جاء في المراد ب" واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان" عدة أقوال في المراد ب ما تتلوه الشياطين لأهل التفسير، يمكن اختصارها إلى ستة أقوال، هي:

القول الأول: هو كتاب من السحر، ادعت الشياطين أنهم أخذوه عن سليمان، وأنه اسم الله الأعظم يتكسبون بذلك. ذكره الزجاج، وذكره ابن كثير عما رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.

القول الثاني: ما اختلقته الشياطين بما ألقته إلى الكهنة من الحق الذي معه المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان منهم ودفنه تحت كرسيه، فلما مات قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان. وهو حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

القول الثالث: سحرا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام منهم. ذكره ابن عطية وابن كثير.
ثم اختلف المفسرون بما هية هذا السحر أنه جاء من عدة مصادر، هي:
- ما كان سليمان يمليه على كاتبه آصف بن برحيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن، وكتبت بين كل سطرين سطرا من السحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان. ذكره ابن عطية، وذكره ابن كثير عما رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
- ما تواطأ به آصف مع الشياطين من السحر الذي كتبوه ونسبوه لسليمان بعد موته. ذكره ابن عطية.
- علم السحر والكهانة الذي اتخذه الجن والإنس حين زال ملك سليمان، فلما رجع سليمان إلى ملكه، تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فقال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح؟ هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر، وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الرابع: الشهوات التي كانت تتلوها الشياطين وهي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر الله. ذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الخامس: العهد الذي كان يأخذه سليمان على كل دابة، فإذا أجيب رجل فسأل بذلك العهد خلى عنه، فزاد الناس السجع من السحر. رواه ابن جرير عن أبي مجلز وذكره ابن كثير.
القول السادس: ثلث الشعر، وثلث السحر، وثلث الكهانة. رواه ابن أبي حاتم عن الحسن وذكره ابن كثير.

وختم ابن كثير بعد سرد الأقوال بقوله: لا يخفى ملخص القصة والجمع بين أطرافها، وأنه لا تعارض بين السياقات.

أما "على ملك سليمان":
فقد جاء في معنى "على" معنيين عند أهل التفسير:
المعنى الأول: فإن كانت "على بابها، فيتضمن "على ملك سليمان" معنى الكذب، فيكون المعنى:
القول الأول: على عهد ملك سليمان. ذكره الزجاج وابن عطية، كما ذكره ابن كثير عن السدي.
القول الثاني: على شرع سليمان ونبوته وحاله. ذكره ابن عطية.

المعنى الثاني: هو معنى "في" وهو ما رواه ابن جرير وذكره ابن كثير، فيكون على المعنى قولين:
القول الأول: في قصص سليمان وصفاته وأخباره. ذكره ابن عطية.
القول الثااني: في ملك سليمان. نقله ابن جرير عن ابن جريج وابن إسحاق وذكره ابن كثير.

2. فسر قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

جاءت "وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر" في الآية التي قال أهل العلم في سبب نزولها أن الجن والإنس قد ادعت بأن علم السحر والكهانة هو العلم الذي ملك به سليمان الملك، فشرعوا يتعلمون السحر والكهانة ويعلمونه للناس مدعين اخذه عن سليمان عليه السلام. فأكذبهم تعالى وأظهر براءة نبيه سليمان على لسان نبيه محمد عليهما الصلاة والسلام كما جاء في هذه الآية المباركة.
ومن القوم الذين أخذوا بعلم السحر واتبعوه علما وتعليما هم اليهود. وهذه نتيجة طبيعية لمن نبذ كتابه وراء ظهره، فمن ترك الحق متعمدا، فسينشغل بالباطل حتما.
فاتبعت اليهود ما كذبته الشياطين على شرع سليمان ونبوته وعهده، ونسبته لنبي الله سليمان زورا وبهتانا من علم السحر والكهانة. والحق أن سليمان بريئ من الشياطين ومن كفرهم والسحر الذي نسبوه إليه، فلم يكفر ولكنهم هم الذين كفروا بتعلمهم للسحر وتعليمهم إياه لباقي الخلق من الجن والإنس. وقد جاء في الآية عدة تأويلات لمعنى "وما" التي دارت بين أنها للجحد والنفي، وبين أن تكون بمعنى الاسم الموصول "الذي"، كما اختلف في المراد ب "الملكين" في "وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"، وعليه اختلفت التأويلات على عدة معاني تبعا لذلك:
فقد جاء في "الملكين" قراءتان، هما:
القراءة الأولى: الملَكين (بفتح اللام). وهي قراءة الجمهور وهي المتواترة وقال عنها الزجاج أنها الأثبت في الرواية والتفسير جميعا.
فيكون المعنى بأنهما ملكان من ملائكة السماء، واختلف في أسمائهما:
- قيل أنهما جبريل وميكائيل.
فتكون "وما" هنا للنفي والجحد، أي أن الله لم ينزل السحر على الملَكين الكريمين.

- وقيل أنهماملَكان أنزلهما تعالى إلى الأرض، وأذن لهما في تعليم السحر اختبارا وامتحانا.
- فيكون معنى "وما" هنا هو بمعنى (الذي).

والقراءة الثانية: الملِكين (بكسر اللام). وهي قراءة ابن عباس والحسن والضحاك وابن أبزى وأبو الأسود الدؤلي.
فيكون المعنى أنهما رجلان من بني آدم، واختلف في تسميتهما، فقيل:
- هما داوود وسليمان.
فيكون المعنى: لم ينزل الله السحر على الملِكين النبيين داوود وسليمان.

- هما علجان من أهل بابل (ملِكين).
فتكون "وما" بمعنى (الذي). والمعنى: أن الشياطين تعلم الناس السحر العام بالإضافة لسحر آخر مختلف عن العام وهو سحر التفريق بين المرء وزوجه وهو الذي أنزل على العلجين هاروت وماروت في بابل.

ثم نأتي لمعنى جزء الآية موضع السؤال "وما يعلمان من أحد"، ، فمما لا شك فيه أن "الألف" في "يعلمان" ترجع إلى "هاروت وماروت"، وعلى حسب موقع "هاروت وماروت" من الإعراب، يكون معنى الجملة:
- فمن جعل "هاروت وماروت" بدلا من "الملَكين"، صار المعنى: أن الله جعل ما أنزله على الملَكين هاروت وماروت من سحر فتنة واختبارا لكل من يقبل على تعلمه منهما، حيث كانا يعلمانه للناس ويأمرانهم باجتنابه. وهذا المعنى رجحه الزجاج وابن جرير، ولكن ابن كثير ضعفه، وحاول – رحمه الله – الجمع بين عصمة الأنبياء وبين ما قاما به، بأنه مما سبق في علم الله، فيكون تخصيصا لهما، فعندئذ لا تعارض، كما هو في أمر إبليس والقول أنه كان من الملائكة كما في قوله تعالى: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى".
وزاد الزجاج في سبب ترجيحه لهذا القول: هو كالسائل حين يسأل: ما الزنا؟ وما القذف؟ لوجب أن يوقف ويعلم أنه حرام، فلم يأثم بتعلمه ولكنه يأثم إن عمل به.

- أما من جعل "هاروت وماروت" علجين كانا ببابل ملكين، على اعتبار أن "هاروت وماروت" بدلا من "الملِكين" من بني آدم، يكون المعنى: أن هاروت وماروت كانا يعلمان الناس سحرا خاصا وهو التفريق بين المرء وزوجه، ويقولان لهم بأنهما قد ابتليا به فلا تكفروا أنتم بتعلمه.

- وأما من جعل "هاروت وماروت" بدلا من "الشياطين"، أي عطف الكل على الكل، فأجاز أن يكون "الشياطين" جمع يراد به الاثنان ذكر ذلك الزجاج والقرطبي، وجاز أن يكون من باب عطف البعض على الكل، ونُصّ على "هاروت وماروت" لتمردهما منهم.
فيكون المعنى: كقول الغاوي والخليع أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه. ذكره الزجاج ولم يقويه.

- وأما من جعل "هاروت وماروت" بدلا من "الناس".
- صار المعنى: أي يعلم الشياطين الناس وخاصة "هاروت وماروت" منهم.

ولأنه لم يقطع من تلك القصة بشيء صحيح، فلا نجزم بأن أحد المعاني هو المقصود دون الآخر، فحاصلها راجع إلى الإسرائيليات، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله، والله أعلم بحقيقة الحال.

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

السحر لغة: هو ما لطف وخفي سببه. ومنه سمي السحور سحورا لكونه يقع خفيا آخر الليل. قال تعالى: "سحروا أعين الناس" أي أخفوا عنهم عملهم.
وإن السحر حق، وله حقيقة كما ذكر ذلك القرطبي، يخلق الله عنده ما يشاء. خلافا للمعتزلة وأبي إسحاق الإسفرايني من الشافعية حيث قالوا: أنه تمويه وتخييل، فأنكروا السحر وقال ارازي أنهم ربما كفروا من اعتقد وجوده.
رد القرطبي عليهم بقوله: ومن السحر ما يكون بخفة اليد كالشعوذة، والشعوذي البريد لخفة سيره. ومنه: ما يكون كلاما يحفظ ورقى من أسماء الله. وقد يكون من عهود الشياطين. ويكون أدوية وأدخنة.
(وإن من البيان لسحرا) يحتمل أن يكون مدحا ويحتمل أن يكون ذما للبلاغة. وقد صحح ابن كثير هذا وعلل لأنها تصوب الباطل حين يوهم السامع أنه حق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلعل بعضكم أن يكون ألحن لحجته من بعض).
فمما سبق نرى أن السحر له حقيقة وله صورا عدة لا مجرد التخييل، فقد قال أبو عبد الله الرازي عن معتقد أهل السنة: أنهم يجوّزون أن يقدر الساحر أن يطير في الهواء، ويقلب الإنسان حمارا، والحمار إنسانا، إلا أنهم قالوا: إن الله يخلق الأشياء عندما يقول الساحر تلك الرقى، وتلك الكلمات المعينة، فأما أن يكون المؤثر في ذلك هو الفلك والنجوم فلا خلافا للفلاسفة والمنجمين الصابئة، ثم استدل على وقوع السحر وأنه بخلق الله، بقوله تعالى: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" ومن الأخبار بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر، وأن السحر عمل فيه، وبقصة المرأة مع عائشة رضي الله عنها، وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلمها السحر. ذكره ابن كثير.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
وقد قال ابن كثير: وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع إلى الإسرائيليات، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله، والله أعلم بحقيقة الحال.
وقد روى ابن جرير عن القاسم بن محمد وسأله رجل عن قوله تعالى: "يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"، قال الرجل: يعلمان الناس السحر ما انزل عليهما، أو يعلمان الناس ما لم ينزل عليهما؟ فقال القاسم: (ما أبالي أيتها كانت) ثم روى عن يونس عن أنس بن عياض عن بعض أصحابه: أن القاسم قال في هذه القصة: (لا أبالي أي ذلك كان إني آمنت به). ذكره ابن كثير.
وقال ابن عطية: وهذه القصص يزيد في بعض الروايات وينقص في بعض، ولا يقطع منه بشيء.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ربيع الثاني 1443هـ/27-11-2021م, 06:11 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

كنت أود التلوين أكثر ل:
المعنى الأول، والمعنى الثاني.
ووضع خطوط تحت القول الأول والثاني المرجين تحت كلا المعنيين.

كالتالي:
القول الأول: أن (على) بابها، فيتضمن معنى (على ملك سليمان) معنى الكذب.
- على عهد ملك سليمان. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير عن السدي.
- على شرعه ونبوته وحاله. ذكره ابن عطية.
والمعنى: تتلو كذبا على ملكه وعلى شرعه ونبوته وحاله تلفيقا وزورا.

القول الثاني: أنها بمعنى (في). قاله ابن جرير وذكره وابن عطية ابن كثير.
والمعنى:
- في قصص سليمان وصفاته وأخباره. ذكره ابن عطية.
- في ملك سليمان. نقله ابن جرير عن ابن جريج وابن إسحاق وذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ربيع الثاني 1443هـ/27-11-2021م, 11:26 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في:
المراد بالملكين.

ورد في المراد بالملكين أقوال:
القول الأول: هما ملكان اسمهما هاروت وماروت. حكاه القرطبيّ عن عليٍّ، وابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وابن عمر، وكعب الأحبار، والسّدّيّ، والكلبي، كما قال ابن كثير. وهو أيضا قول مجاهد كما ذكره ابن عطية. واختاره ابن جرير الطبري. وقد عقبه على ذلك ابن كثير فقال: "وهذا الذي سلكه غريبٌ جدًا!"
وهو قول كثير من السلف، كما ذكره ابن كثير.
وبين ابن كثير كيفية الجمع بين هذا وبين ما ثبت من الدّلائل على عصمة الملائكة فقال: "وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ثبت من الدّلائل على عصمة الملائكة أنّ هذين سبق في علم اللّه لهما هذا، فيكون تخصيصًا لهما، فلا تعارض حينئذٍ".
ويترتب على هذا القول:
- أن (ما) بمعنى "الذي"
- أنها عطف على (السّحر) فهي مفعولة.
- أن التعليم هنا هو تعريف يسير بمبادئه. ذكره ابن عطية.
- وفي المعنى ثلاثة احتمالات:
الأول: إن الله تعالى أنزل السحر على الملكين فتنة للناس ليكفر من اتبعه ويؤمن من تركه.
الثاني: إن الله تعالى أنزل على الملكين الشيء الذي يفرق به بين المرء وزوجه دون السحر، وهذا قول مجاهد.
الثالث: إنه تعالى أنزل السحر عليهما ليعلم على جهة التحذير منه والنهي عنه.
ذكرها ابن عطية.
وأورد أبن كثير ما رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر مرفوعا فقال: "وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه، ورجاله كلّهم ثقاتٌ من رجال الصّحيحين، إلّا موسى بن جبيرٍ...فهو مستور الحال وقد تفرّد به عن نافعٍ مولى ابن عمر، عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم".
وذكر أيضا أنه روي له متابعٌ من وجهٍ آخر عن نافعٍ، رواه ابن مردويه، وأورد أيضا ما رواه ابن جرير عن ابن عمر فقال: "وهذان -أيضًا- غريبان جدًّا".
وأورد في هذا ما رواه عبد الرزاق عن كعب الأحبار، وذكره أنه رواه أيضا ابن جريرٍ من طريقين، عن عبد الرّزّاق، به، وابن أبي حاتم عن سفيان الثّوريّ، به. وهذه كلها ترجع إلى نقل كعب الأحبار، عن كتب بني إسرائيل، كما ذكره ابن كثير.
وأورد بعد ذلك ما جاء في هذا من أقوال الصحابة، منها ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن علي -رضي الله عنه- فقال فيه: وهذا الإسناد جيّدٌ و رجاله ثقاتٌ، وهو غريبٌ جدًّا".

القول الثاني: هما جبريل وميكائل. وهو قول ابن عباس والربيع بن أنس روى عنهما الطبري، وقول عطية، وأبي العالية رواه عنهما ابن أبي حاتم كما قال ابن كثير، وذكره أيضا ابن عطية، والقرطبي.
وذلك أن اليهود قالوا: إن الله أنزل جبريل وميكائل بالسحر فنفى الله ذلك. ذكره ابن عطية والقرطبي كما قال عنه ابن كثير.
ويترتب على هذا:
- أن "ما" نافية. ذكره ابن عطية.
- أن "هاروت" و"ماروت" بدل من الشّياطين في قوله: {ولكنّ الشّياطين}.
وفي توجيه ذلك ثلاث احتمالات:
1. أن الجمع قد يطلق على الاثنين، فهذا كما في قوله: {فإن كان له إخوةٌ} [النّساء: 11]، ذكره ابن عطية والقرطبي.
2. أنه على تقدير: أتباع لهذين الشيطانين اللذين هما الرأس. ذكره ابن عطية والقرطبي.
3. ذكرا من بينهم لتمرّدهما. ذكره القرطبي كما قال ابن كثير.
- أن في الآية تقديما وتأخيرا، والتقدير: واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان من السّحر، وما كفر سليمان، ولا أنزل اللّه السّحر على الملكين، ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر ببابل، هاروت وماروت. فيكون قوله: {ببابل هاروت وماروت} من المؤخّر الذي معناه المقدّم. قاله الطبري والقرطبي كما ذكر ابن كثير.
وهذا القول صححه القرطبي ورد ما سواه، كما ذكر ابن كثير.
ولكن رده ابن جرير الطبري، كما قال ابن كثير.

القول االثالث: هما داود وسليمان، وهو قول ابن أبزى، ذكره عنه ابن عطية وابن كثير.
وهذا القول مبني على قراءة «الملكين» بكسر اللام، وهي قراءة ابن عباس والحسن والضحاك وابن أبزى وأبي الأسود الدؤلي. كما ذكره ابن عطية، والقرطبي.
ويترتب على هذا:
- أن "ما" نافية. ذكره ابن عطية.
- أن تكون معطوفة على: {وما كفر سليمان}.
- أن "هاروت" و"ماروت" بدل من الشّياطين في قوله: {ولكنّ الشّياطين}. وقد ذكره توجيه ذلك قبل.

القول الرابع: هما علجان كانا ببابل ملكين، هو قول الحسن، ذكره عنه ابن عطية، وقول الضحاك، رواه عنه ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير.
وهذا القول أيضا مبني على قراءة على قراءة «الملكين» بكسر اللام.
ويترتب عليه:
- أن "ما" غير نافية. ذكره ابن عطية.
- أنها في محل نصب.
- أن "هاروت" و"ماروت" بدل من قوله: {الملكين}، وقيل: هما بدل من النّاس في قوله: {يعلّمون النّاس}، ذكره ابن عطية.
- أن الإنزال بمعنى الخلق، لا بمعنى الإيحاء، وهذا كما في قوله: {وما أنزل على الملكين} كما قال تعالى: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ} [الزّمر: 6]، {وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ}[الحديد: 25]، {وينزل لكم من السّماء رزقًا}[غافر: 13]. وفي الحديث: «ما أنزل اللّه داءً إلّا أنزل له دواءً». وكما يقال: أنزل اللّه الخير والشّرّ. ذكره ابن كثير.
واختار الزجاج القراءة بفتح اللام فقال: "وقد قرئ (على المِلَكَيْنِ)، و{المَلَكَيْنِ} أثبت في الرواية والتفسير جميعاً".

2: فسّر قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}
بين الله تعالى لعباده صفات أعدائه وأعدائهم من الكفار فقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} أي: تمنى اليهود رجوعكم إلى الكفر بعد ما آمنتم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وعملتم الصالحات، فإنهم لا يريدون أن ينزل من الله تعالى خير على المؤمنين، وبين تعالى سبب ذلك فقال: {حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} وما حملهم على ذلك إلا الحسد؛ لأن النبي المنتظر ليس منهم، وما كانوا جهالا، بل جحدوه صلى الله عليه وسلم مع العلم، ولهذا قال تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} وهذا أشد كفرا وأقبح، فإنهم قد كانوا يستنصرون على المشركين بالرسول الذي يجيدونه مكتوبا عندهم في التوراة، ولكنهم كفروا به لما جاءهم عنادا.

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
ورد في المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} عدة أقوال:
الأول: عهد ملك سليمان عليهم، وهو قول السدي كما ذكر عنه ابن كثير، وقول الزجاج، وابن عطية.
الثاني: قصصه وصفاته وأخباره، ذكره ابن عطية.
الثالث: شرعه ونبوته وحاله، ذكره ابن عطية.
فالأقوال متقاربة المعنى.

ب: المراد بالذي سئله موسى من قبل.
هو أن يرى الله جهرة. ذكره ابن عطية وابن كثير.
ويستدل لهذا بقوله تعالى: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابًا من السّماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا اللّه جهرةً فأخذتهم الصّاعقة بظلمهم}[النّساء: 153].
وفي هذا تنبيه على النهي عما لا خير في السؤال عنه، وما يفضي إلى الكفر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 ربيع الثاني 1443هـ/28-11-2021م, 04:23 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

1: حرر القول في:
معنى قوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}.
🔹القول الأول
كانت الشياطين تلقي الكلمة من الحق معها مائة مثلها من الباطل للكهنة حتى صار هذا علمهم ، و
كانت الشياطين تتلو كتاباً من السحر في عهد أي زمن ملك سليمان عليه السلام ، فجمع سليمان هذا كله ودفنه تحت كرسيه ، واستخرجوه بعد وفاته وقال الشياطين ، واليهود البهت أن علم سليمان ماهو إلا هذا ، وأنه هو اسم الله الأعظم - عن الربيع بن أنس
🔹القول الثاني
بعد قصة خاتم سليمان وذهاب ملكه ،ارتد ت طوائف من الجن والإنس واتخذوا السحر والكهانة علماً ، ثم لما أعاد الله عليه ملكه ظهر سليمان على كتبهم وما تحويه من سحر وباطل فدفنها تحت كرسيه ومانشب أن توفاه الله بعدها بقليل ، فأخرجه منهم نفر من الجن والأنس وقالوا هذا كتاب من الله نزل على سليمان ولكنه أخفاه عنا فأخذوا به وأذاعوه. -
🔹القول الثالث
كان آصف بن برخيا كاتب سليمان عليه السلام ، يكتب علمه ويختزنه ، فلما مات سليمان أخرجت الجن هذا العلم ودست كتابات السحر بين سطوره ونسبته كله لسليمان ، وقيل، بل اتفق آصف مع الشياطين فكتبوا سحراً بعد موت سليمان ونسبوه أليه زوراً - عن ابن عباس
🔹القول الرابع
قيل المراد بها المعازف واللعب وكل شيء فيه صدّ عن ذكر الله ، ذكر هذا القول ابن كثير
🔹القول الخامس
ثلث السحر وثلث الشعر وثلث الكهانة




2: فسّر قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.


▪التفسير ▪
اختلفت أقوال المفسرين في المراد من تعليم السحر من الملكين للناس ، فمن قائلٍ أن تعليمهم السحر ، من قبيل التعريف بالمعلوم دون العمل به أو إتيانه ليجتنبه المتعلم ويعلم حرمته ، كما لو يُعرف الزنا و القذف لسائل يستفسر ويتعلم ، فيكون لزاماً أن يُعلّم لكي يجتنبه ، ولايكون هذا التعليم كفراً بحال من الأحوال
أو أن يكون امتحان الناس في ذلك الزمن بالسحر وتعاطيه لأنه فاش ٍ فيهم كثير ، فمن قبل منهم تعلمه كفر ومن تركه كان مؤمناً ، ومن أورد هذا الوجه من القول استشهد له بقصة امتحان الشرب من النهر ، مع طالوت وجنوده أذ قال لهم :
{ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غرفة }
كما ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس أنه قال : فإذا أتاهما الآتي نهياه أشد النهي وقالا له ، إنما نحن فتنة فلا تكفر ، فمن أصرّ على تعلمه وصفا له مكاناً فيه الشيطان فيعلمه السحر ، فيخرج منه نور الإيمان وأصله ويتلبس بالكفر ، عياذاً بالله
وذكر أن ابن جرير اختار هذا المعنى ويرى أن هاروت وماروت هما ملكين مطعيين يعلمان بأمر الله
وروى عدد من التابعين قصة هذين الملكين ، منهم مجاهد والسدي وقتادة وغيرهم ، بتفاصيل وأخبار لا تزيد على كونها من الأسرائليات التى نأخذ منها ونرد ونتوقف في بعضها ، بحسب قربها من شرعنا ومخالفته ، وقد جاء في أكثرها ما يخالف ما نعتقده في الملائكة وأنهم لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون ، كما عقَّب ابن عطية على احداها بقوله ، وهذا كله ضعيف
وورد في قراءة ابن عباس والحسن والضحاك أنهم قرأوها بكسر اللام ( الملِكين ) ، قال ابن ابزي هما دَاوُدَ وسليمان وقال الحسن البصري : هما علجان كانا ببابل ملكين ، وقال أبو الأسود الدؤلي :
هما هاروت وماروت المذكورين ، فيكون المعنى نفي تعليم الملكين إن كانا. من البشر كدواد وسليمان عليهما السلام أو كونهما ملكين كجبريل و وميكائيل ، واثبات السحر وتعليمه لهاروت وماروت ،
سواء كانوا من شياطين الجن أو الإنس ، وأن قولهم ، إنما نحن فتنة من قبيل الهزء والسخرية كما يحصل من أهل الفسوق والمجون


3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟ ً
وإن كان السحر عبارة عن أمر خفي ولطيف ، إلا أن له حقيقة فمنه ما يؤثر في القلوب وفي الأبدان ، ألم يقل الله في محكم تنزيله : { وماهم بضارّين به من أحدٍ إلا بإذن الله } وجاء في تفسير قوله تعالى { ومن شر النفاثات في العقد } أنها النفوس الساحرة التى تنفث السحر ، كما نصّ على هذا كبار علماء السلف والتابعين ، قال القرطبي : ذهب أهل السنة ألى أن السحر ثابت وله حقيقة
.وفي صحيح السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحر ، سحره يهودي هو لبيد بن أعصم
ووجد مكان السحر في بئر في المدينة ، والقصة في صحيح البخاري
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوصي قائلاً :
"اجتنبوا السبع المُوبِقَات، قالوا: يا رسول الله، وما هُنَّ؟ قال: الشركُ بالله، والسحرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ الله إلا بالحق، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ الغَافِلات"
متفق عليه - و جعل السحر من والكبائر المهلكات ومن نواقض الإسلام لأن السحر وتعاطيه كفر ، ثم لما يترتب عليه من إيصال أذيً حقيقي ملموس ألى من سُحر، بقتل أو بمرض أو جنون أو تغير حال ، أو غيره متى أذن الله بذلك وشاء سبحانه .
بقى أن نقول ، السحر أنواع ، وسحر التخييل نوع واحد منه ، على تعدد أنواعه ومافيها من ضرر وفساد ، وكفر




ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
موقفنا هو ما علمناه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقي أخبار بني إسرائيل :
( إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم )
المأذون في روايته هو ما في باب قوله صلى الله عليه وسلم ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) وهو الذي لا يُصدَّق ولا يُكذب
وهو ما لايعارض شرعنا ، أما ما يتعارض مع نصوص الشرع وماهو معلوم من الدين ، فهذا لا يسعنا السكوت عنه ولا يتوقف فيه بل لابد من بيان بطلانه ، كمثل ما افتروه عن أنبيائهم وما اختلقوه وتخلصوا به في قصة الملكين هاروت وماروت
وقد علمنا أن الملائكة خلق لا يعصون الله أبداً واستقر هذا في عقيدتنا في خلق الملائكة .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 ربيع الثاني 1443هـ/28-11-2021م, 06:23 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في:المراد بالملكين.
المراد من الملكين اختلف المفسرون فيه على أقوال بُنيت: على القراءات ، و على الاستدلال بعدد من الآثار الواردة من الصحابة و التابعين ،هي من الإسرائليات كما بين ابن كثير في تفسيره، و هذا الاختلاف ارتبط بمن هما ( هاروت و ماروت) المذكوران في الآية.
- القول الأول: على القراءة (المَلَكين) بالفتح و هي قراءة الجمهور، و قال الزجاج أن هذه القراءة أثبت في الرواية و في التفسير:
و على هذه القراءة اختلف لمفسرين على قولين:
1- أنهما (جبريل وميكائل)، قاله عطية في رواية لابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير، و ذكره ابن عطية و لم يسنده، و ذكره ابن جرير، والقرطبي (و اختاره) كما ذكر ابن كثير في تفسيره.
و قد علل ابن جرير و القرطبي هذا القول: لأن اليهود زعمت أن الله أنزل السحر على لسان جبريل و ميكائيل عليهما السلام إلى سليمان و هذه الآية نزلت فيها تبرئة لهم من هذا الافتراء و رد لمزاعم اليهود.
و هاروت و ماروت ملكان تعلما السحر من الشياطين، و هما ترجمة عن الناس.
2- أنهما كانا ملكين من السماء( هاروت و ماروت)، قاله علي روى ذلك عنه ابن جرير( و اختاره) و حكاه عنه القرطبي كما ذكر ابن كثير في تفسيره، و قاله عبد الله بن عمر رواه عنه أحمد مرفوعا، و حكاه عنه القرطبي، ذكر ذلك عنهم ابن كثير، ،قاله ابن مسعود و ابن عباس و الكلبي، حكى ذلك عنهم القرطبي كما ذكر ابن كثير، و رواه عبد الرزاق عن عبيد الله بن عبد الله، وقاله السدي، حكى ذلك عنه القرطبي و ابن كثير،و قاله مجاهد ذكر ذلك عنه ابن كثير و قاله كعب الأحبار ،الحسن البصري ذكر ذلك عنهم ابن كثير.
و يعترض ذلك عصمة الملائكة من عصيان أمر الله و لكن ابن كثير بين ذلك فقال ( وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ثبت من الدّلائل على عصمة الملائكة أنّ هذين سبق في علم اللّه لهما هذا، فيكون تخصيصًا لهما، فلا تعارض حينئذٍ، كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق، وفي قولٍ: إنّه كان من الملائكة، لقوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى} [طه: 116]، إلى غير ذلك من الآيات الدّالّة على ذلك. مع أنّ شأن هاروت وماروت -على ما ذكر- أخفّ ممّا وقع من إبليس لعنه اللّه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله على الآثار التي يستند لها في هذا الراي: وهذا القصص يزيد في بعض الروايات وينقص في بعض، ولا يقطع منه بشيء، فلذلك اختصرته.

و قد ذكر ابن كثير الروايات التي رويت في هذا القول و عقب عليها فقال ما ملخصه : حديثٌ بن عمر المرفوع غريبٌ من هذا الوجه، ورجاله كلّهم ثقاتٌ من رجال الصّحيحين، إلّا موسى بن جبيرٍ هذا، و ذكره ابن أبي حاتم في كتابه الجرح و التعديل و لم يذكر فيه شيء ، مستور الحال وقد تفرّد به عن نافعٍ مولى ابن عمر، عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وروي له متابعٌ من وجهٍ آخر عن نافعٍ، كما روى ابن مردويه، و ذكر ابن كثير رواية عن ابن عمر مرفوعة من طريق نافع أيضًا و لكن بألفاظ أخرى، لكنه عقب أن الروايتين غريبتين و أنهما قد يكونان عن ابن عمر عن كعب الأحبار، و استدل برواية عن عبد الرزاق في تفسيره قريبة للروايتين، رواهما من طريق ابن عمر عن كعب الأحبار، و هذه لرواية رواها ابن جرير من طريقين عن عبد الرزاق و رواها ابن أبي حاتم من طريق سفيان الثوري.
و ذكر ابن كثير ما رواه ابن جريرٍ عن سالمٌ أنّه سمع عبد اللّه يحدّث، عن كعب الأحبار، فذكره.
ختم ابن كثير الكلام في هذه الروايات أن الرواية الأخيرة التي فيها سالم أصح و أثبت ، فسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع ، و عليه فمدار الحديث عن كعب الأحبار و ليس مرفوعًا للرسول صلى الله عليه و سلم و هو من كتب بني إسرائيل.
و قال بعد أن أورد روايات عن التابعين : وقد روى في قصّة هاروت وماروت عن جماعةٍ من التّابعين، كمجاهدٍ والسّدّيّ والحسن [البصريّ] وقتادة وأبي العالية والزّهريّ والرّبيع بن أنسٍ ومقاتل بن حيّان وغيرهم، وقصّها خلقٌ من المفسّرين من المتقدّمين والمتأخّرين، وحاصلها راجعٌ في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى الصّادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصّة من غير بسطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال.

- القراءة بكسر اللام الملِكين :
ذكر ابن كثير ما رواه ابن أبي حاتمٍ بإسناده، و ما حكاه القرطبي أنها قراءة الضّحّاك بن مزاحمٍ و أن القرطبي حكى عن ابن عبّاسٍ وابن أبزى والحسن البصري: أنهم قرؤوا: "وما أنزل على الملكين" بكسر اللّام ، و قد رد هذه القراءة ابن جرير.
و يكون المراد إما:
1- داود و سليمان، قاله ابن أبزي روى ذلك عنه ابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير، و ذكر ذلك عنه أيضًا ابن عطية .
و ذكر ابن كثير رواية لابن أبي حاتم عن عبد الرّحمن بن أبزى أنه كان يقرؤها: "وما أنزل على الملكين داود و سليمان
يمان".
و هنا ما نافية كما قال ابن عطية.
2- (هما علجان من أهل بابل) قاله الحسن ذكر ذلك عنه ابن عطية ، و قاله الضحاك بن مزاحم ، روى ذلك عنه ابن أبي حاتم بإسناده كما ذكر ابن كثير.
و ذكر ابن كثير وجه هذا القول أن الإنزال بمعنى الخلق و ليس الإيحاء، و استدل بنظائر للآية } كما قال تعالى: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ} [الزّمر: 6]، {وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ}[الحديد: 25]، {وينزل لكم من السّماء رزقًا}[غافر: 13]. وفي الحديث: «ما أنزل اللّه داءً إلّا أنزل له دواءً». وكما يقال: أنزل اللّه الخير والشّرّ.
و ينظر في هذا التعليل، إن كان المراد أن الفعل يتضمن معنى الخلق، فلا يوجد ما يشير لذلك في الآية ، كما أن خلق فعل لازم و لا يتعدى بحرف جر.
و إذا نظرنا لتفسير الإنزال في قوله تعلى(وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ،) فسر ابن جرير الإنزال بجعل لكم و ليس خلق لكم.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي:
وَلَفْظُ " النُّزُولِ " حَيْثُ ذُكِرَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَسَّرُوا النُّزُولَ فِي مَوَاضِعَ مِنْ الْقُرْآنِ بِغَيْرِ مَا هُوَ مَعْنَاهُ الْمَعْرُوفُ لِاشْتِبَاهِ الْمَعْنَى فِي تِلْكَ الْمَوَاضِعِ وَصَارَ ذَلِكَ حُجَّةً لِمَنْ فَسَّرَ نُزُولَ الْقُرْآنِ بِتَفْسِيرِ أَهْلِ الْبِدَعِ. فَمِنْ الْجَهْمِيَّة مَنْ يَقُولُ: أَنْزَلَ بِمَعْنَى خَلَقَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} أَوْ يَقُولُ: خَلَقَهُ فِي مَكَانٍ عَالٍ ثُمَّ أَنْزَلَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ

و قال في تفسير هذه الآية: وَلَا حَاجَةَ إلَى إخْرَاجِ اللَّفْظِ عَنْ مَعْنَاهُ الْمَعْرُوفِ لُغَةً؛ فَإِنَّ الْأَنْعَامَ تَنْزِلُ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهَا وَمِنْ أَصْلَابِ آبَائِهَا تَأْتِي بُطُونَ أُمَّهَاتِهَا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: قَدْ أَنْزَلَ الْمَاءَ وَإِذَا أَنْزَلَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ مَعَ أَنَّ الرَّجُلَ غَالِبُ إنْزَالِهِ وَهُوَ عَلَى جَنْبٍ إمَّا وَقْتَ الْجِمَاعِ وَإِمَّا بِالِاحْتِلَامِ فَكَيْفَ بِالْأَنْعَامِ الَّتِي غَالِبُ إنْزَالِهَا مَعَ قِيَامِهَا عَلَى رِجْلَيْهَا وَارْتِفَاعِهَا عَلَى ظُهُورِ الْإِنَاثِ وَمِمَّا يُبَيِّنُ هَذَا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْ النُّزُولَ فِيمَا خَلَقَ مِنْ السُّفْلَيَاتِ فَلَمْ يَقُلْ أَنَزَلَ النَّبَاتَ وَلَا أَنْزَلَ الْمَرْعَى وَإِنَّمَا اسْتَعْمَلَ فِيمَا يُخْلَقُ فِي مَحَلٍّ عَالٍ وَأَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَحَلِّ كَالْحَدِيدِ وَالْأَنْعَامِ.

و قال ابن عطية أن ما هنا ليست نافية
3- القول الثالث على القراءة بالكسر أنهما ( هاروت و ماروت)، قاله الأسود الدؤلي كما ذكر ذلك عنه ابن عطية و قال أنه يعود لقول الحسن.
و ذكر ابن عطية أن الأسود الدؤلي قرأ بالكسر.
قال ابن عطية: هاروت وماروت بدل من الملكين على قول من قال: هما ملكان، ومن قرأ «ملكين» بكسر اللام وجعلهما داود وسليمان أو جعل الملكين جبريل وميكائل، جعل هاروت وماروت بدلا من الشّياطين في قوله: {ولكنّ الشّياطين}، وقال: هما شيطانان )
و نخلص مما سبق إلى:
1- القراءة التي يبنى عليها التفسير التي بالفتح لأنها ما عليه الجمهور، و باعتبار رد ابن جرير لقراءة الفتح ، و قال الزجاج و{المَلَكَيْنِ} أثبت في الرواية والتفسير جميعاً,.
2- القول أن المراد بالملكين هاروت و ماروت مبني على آثار أخبر ابن عطية أنه لا يقطع بصحة أي منها، و أرجعها ابن كثير إلى كعب الأحبار و هي مرويات من الإسرائليات، و لم يصح فيها حديث متصل الإسناد للرسول صلى الله عليه و سلم، ينظر فيها بالقواعد المتبعة : لا نصدق و لا نكذب ، و نقف عند ما أخبرنا الله به في القرآن، فالقصة وردت مجملة لحكمة عند الله.
3- القول أن المراد بهما جبريل و ميكائيل :
رده ابن جرير برده تفسير أن ما هي النافية و ترجيحه القول أن الملكين هما هاروت و ماروت،. و ما في (ما أنزل..) عند ابن جرير بمعنى الذي، و ليست نافية، و عقب ابن كثير على حججه التي أطال الحديث فيها أن الذي سلكه غريب جدًا.
رجحه القرطبي و قال لا ينظر لغيره.
و باستبعاد الأقوال السابقة يتبقى هذا القول، و قد بحثت عن أصله في كتاب السيرة لابن هشام، الذهبي،ابن كثير و قصص الأنبياء لابن كثير، و في صحيح البخاري ،فلم أصل، لعل الأمر يحتاج إلى مزيد وقت .
س2- فسّر قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
هذه الآية من الآيات التي تفضح ما في قلوب اليهود و هو سبب جحودهم و نكرانهم للخير، الذي كانوا يرجون ان يكون لهم ( كانوا يستفتحون ...9) فلما نزل في نسل إسماعيل كبر عليهم و و أعمى الحقد و الحسد أعينهم و قلوبهم ، فأعرضوا و بارزوا المسلمين العداوة خفاءًا و جهارًا، قال تعالى عنهم ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين ـن ينزل ...) كرهوا أن ينزل الخير على المسلمين، و تمنوا أن من آمن منهم أن يعود للكفر( ود كثير من أهل الكتاب) عبر الله على ما قام في قلوبهم ب( ود) من الود ليبين أن ما قام في قلوبهم من كره الخير يظهر على سلوكهم، فيفضحهم، قال( كثير من أهل الكتاب) قيل كعب الأشراف و قيل يحي الأخطل و أخوه و و هو متضمن للأتباع، كثير منهم و قليل منهم من كان محبًا لما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم، هم أهل الكتاب( التوراة) هي حجة عليهم ، علموا أن هذا هو الحق مصدقًا لها، لكنهم ما عملوا بما عملوا، بل من بغضهم و كبرهم تمنوا أن من آمن بالله و وحده و صدق بالحق، و اتبع ما جاء به النبي الأمي الذي كانوا يظنونه منهم، تمنوا لو عاد كافرًا جاحدًا لما تبين له، أن يترك النور و يعود لظلمات الشرك و الكفر، ( يردونكم من بعد إيمانكم) ، يردونكم : أي أن يكون لهم يدًا و يكونوا سببًا في هذه الردة، سعوا لذلك بالقول و الفعل و بالباطل، و ذلك كله يغذيه ما قام في قلوبهم من حسد و كره الخير و تمني زواله عن المسلمين( حسدا) و (من عند أنفسهم) الأمارة بالسوء المظلمة بظلمة الكفر، لم يكتب في التوراة و لم يأمر به الله، بل هي أنفسهم الضالة المضلة ، ( من بعد ما تبين لهم الحق) يا لسوء عملهم، تبين لهم صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم و أنه الحق و لكنهم ما استسلموا له و ما اتبعوه، عنادًا منهم و كبرًا عن الحق.
و كما كانت معصية إبليس عن كبر و حسد كان فعل اليهود، فالحذر الحذر من الإعراض عن الحق لمرض في القلب يغفل عنه الإنسان.

أجب عما يلي:
ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
المعنى مرتبط بالمراد من ( اتبعوا) و معنى حرف الجر على:
1- على أن المراد من الاتباع الانقياد يكون المراد:
أ‌. القول الأول: عهد ملك سليمان ، قاله السدي، ذكر ذلك عنه ابن كثير ،و قاله الزجاج، و ابن عطية.
و على هذا القول:
يكون المراد من ( تتلو) تتحدث و تروي و تتضمن معنى تكذب لذا عدى بعلى ، و على تكون على ذاتها ، و قد استحسن هذا المعنى ابن كثير، و يكون المعنى على عهد ملك سليمان،
أو أن على بمعنى في ، و هذا قول ابن جرير و اختياره، فعلى و في يأتيان مكان بعض في لغة العرب، و يكون المعنى في عهد ملك سليمان.

ب‌. القول الثاني: في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره، ذكره ابن عطية .
و هنا على بمعنى في، ويرجع هذا القول للمعنى الأول ( عهد ملك سليمان) فما في عهده قصص و أخبار و صفات.

2- على أن المعنى المراد من الاتباع التفضيل ( قاله ابن جرير) :
فيكون المعنى المراد؛ اتّبعوا بمعنى فضلوا، وعلى ملك سليمان أي: على شرعه ونبوته وحاله، ذكره ابن عطية عن ابن جرير.
و هذا المعنى يعود للمعنى الأول، فاتباع أمر من أمرين يصاحبه ترك أمر منهما، كما أن ما كان في عهد ملك سليمان من أخبار و حال و صفات و قصص تتعلق بشرعه و نبوته و حاله.
فالقول الثاني و الثالث جزء من المعنى العام عهد ملك سليمان.
ب: المراد بالذي سئله موسى من قبل.
سئل موسى عليه السلام أن يرى الله جهرة ، قاله مجاهد، السدي،قتادة ،ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و قاله ابن عطية.
و يحمل هذا التشبيه تعريض بحال اليهود من العناد و التكذيب و ذم لهم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ربيع الثاني 1443هـ/28-11-2021م, 11:51 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة


بارك الله فيكم ونفع بكم.



تعليق عام:

- أثني على اجتهادكم في تحرير المسائل ودراستها، زادكم الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكم.

- أنصح بقراءة تعليق الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - على تفسير ابن كثير لقوله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}، وذلك في كتابه " عمدة التفسير" مختصر تفسير ابن كثير.



المجموعة الأولى:

إيمان جلال: أ+

س1: أحسنتِ، وأجدتِ، وأرجو قراءة التعليق على السؤال الثالث في المجموعة الثانية.

س3: ب: الموقف الصحيح هو نفسه الموقف العام من كل الإسرائيليات، ما وافق شرعنا قبلناه، وما خالفه رددناه، وما لم يوافقه أو يخالفه توقفنا فيه.
والقول بأن هاروت وماروت ملَكين عصيا الله عز وجل مخالفٌ لقول الله تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}

فيُرد بهذا، وقد أحسنت الأخت سعاد إجابة هذا السؤال.



سعاد مختار: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س1: عند طلب تحرير معنى مقطع من الآية، ننظر أولا في المسائل المستخلصة منه، وهل الخلاف فيها يؤدي إلى خلاف في المعنى الإجمالي لهذا المقطع أو لا
وقد ركزتِ على المسألة الرئيسة فيه، ومن باب الفائدة، راجعي إجابة الأخت إيمان جلال، والتعليقات العامة.

س2: أحسنتِ، بارك الله فيكِ.
إجابتكِ فقط تحتاج إلى ترتيب، وبيان مرجع الضمير في {يعلمان} وهو مرتبط بتعيين المراد بالملكين، وهاروت وماروت.
والأخ فروخ الأكبروف أجاد في إجابته على تحرير المراد بالملكين فأرجو مراجعتها.



المجموعة الثانية:

س3: أ: مسألة المراد بـ " ملكِ سليمان "

توضيح لمعنى التضمين الذي ذكره ابن كثير:
لأهل اللغة مذاهب في حروف الجر:
الأول: تعاقب الحروف، بمعنى: هل يجوز أن يأتي حرف الجر بمعنى حرف آخر؟ مثلا هنا: يأتي حرف الجر " على " بمعنى " في " فيكون معنى " على ملك سليمان" = في ملك سليمان، وهو اختيار ابن جرير الطبري في هذه المسألة.

الثاني: أن يتضمن الفعل الذي تعلق به الجار والمجرور، معنى إضافي مناسب لحرف الجر، مثلا هنا: {تتلو الشياطين على ملك سليمان}

تكذب الشياطين على ملك سليمان، وهو اختيار ابن كثير في هذه المسألة.

تضمن فعل " تتلو " معنى " تكذب" فناسب أن يُعدّى بحرف الجر " على "، أي تكذب على ملك سليمان، فيكون المعنى ما تخبر به الشياطين كذبًا وتنسبه لسليمان عليه السلام.

وعلى القول الأول يصح أن يكون المراد بملك سليمان، عهده أو أخباره، وعلى القول الثاني يصح أن يكون المراد أخباره أو شرعه ونبوته.

وهذا المبحث تدرسونه لاحقًا - بإذن الله - في مقدمة التفسير لابن تيمية، مذاهب أهل اللغة في حروف الجر بين التضمين والتعاقب.
ويجدر الإشارة أن ابن عطية نسب لابن جرير قوله: " وقال الطبري: اتّبعوا بمعنى فضلوا، وعلى ملك سليمان أي: على شرعه ونبوته وحاله "

وهو مستخرج من كلام ابن جرير، والصواب فيه أنه ضمّن الاتباع معنى التفضيل، لكن ما قصده ابن جرير أن اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فضلوا ما تلته الشياطين في عهد سليمان، على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك مراعاة لمناسبة هذه الآية مع التي قبلها، أعني قوله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}



س3: ب: أكثركم لم ينتبه للقول بعموم ما سأله بنو إسرائيل لموسى عليه السلام، وهو الراجح في المسألة، وأشار إليه ابن كثير، ونقص الدرجة بسبب هذا السؤال عند أغلبكم، مع التأكيد على أنكم بذلتم جهدًا مشكورًا جدًا في إجابة أسئلة هذا المجلس.



هنادي الفحماوي: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

أرجو قراءة التعليقات أعلاه.

س1: والراجح هو القول الرابع، لكن لا يصح ما ورد في شأن هاروت وماروت من إسرائيليات منكرة، وتجدين تفصيل ذلك في تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
و" ما " في قوله:{وما أنزل على الملكين} على هذا القول موصولة، في محل نصب، كما وضحه الزجاج.

تصحيح: في القول الأول: قلتِ: "يبرأ الله بها نبييه داوود وعيسى مما ادعى اليهود عليهم بالسحر"

الصواب: يُبرئ، داوود وسليمان عليهما السلام.

س3: ب: ركزي على المطلوب في السؤال فقط، فالعبارة الأخيرة من إجابتك داخلة في معنى " أم تريدون أن تسألوا رسولكم "
والمقصود بما سئل موسى إما العموم كما نقلتِ عن الزجاج، أو معنى خاص بسؤالهم رؤية الله جهرة كما نقلتِ عن ابن عطية.
والراجح العموم كما اختاره ابن كثير.



فروخ الاكبروف: أ

أحسنت، بارك الله فيك.

س1: أحسنت، وأجدتَ التحرير، وأرجو من الجميع الاستفادة منه.

س3:ب: والراجح هو القول بعموم ما سأله بنو إسرائيل لموسى عليه السلام، كما اختاره ابن كثير.





رولا بدوي: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س1: أثني على اجتهادكِ وحرصكِ، لكن الأولى في هذه المرحلة الالتزام بالمقرر، والاجتهاد في تطبيق ما تعلمتيه من قواعد من استخلاص المسائل وتحريرها من هذه التفاسير الثلاثة فقط دون توسع، وسيأتي في تطبيقات تالية بإذن الله طلب التوسع في المصادر، لكن التطبيق على مصادر قليلة بداية يفيد إتقان القواعد، قبل التوسع بإذن الله.
والأخ فروخ الأكبروف أحسن تحرير هذه المسألة فأرجو الرجوع لإجابته
مع التأكيد على ضرورة الدقة في نسبة الأقوال، ولا ننسب للصحابة والتابعين ما يُستنكر من الأقوال طالما لم يتبين لنا صحة الإسناد من عدمه، فإذا ثبت عدم صحته فمن باب أولى لا ننسب القول إليهم، ويكفي القول: " مروي عن فلان "، وأما إذا ثبت أن الروايات من الإسرائيليات - وإن ثبتت عن الصحابي أو التابعي - فالمنهج هنا النظر إلى المتن؛ نقبل ما يوافق شرعنا ونرد ما خالفه ونتوقف فيما عدا ذلك.

مثلا: قلتِ: " أنهما كانا ملكين من السماء( هاروت و ماروت)، قاله علي روى ذلك عنه ابن جرير( و اختاره)
هذه الصياغة فيها إجمال، لابد من توضيحه، لأن ما روي عن علي رضي الله عنه، وإن كان فيه أنهما من الملائكة، لكن في المتن ما يُستنكر، ولا يصح قبوله عن الملائكة.

وإن كان ما رجحه ابن جرير الطبري بأنهما ملَكان مقبول، لكن لا يلزم من هذا قبول ما ورد في الإسرائيليات من أخبار منكرة، لأن ترجيح ابن جرير مبني على ظاهر معنى الآية.



س3: أ:

أحسنتِ الإشارة لكلام ابن كثير عن التضمين والتعاقب بين الحروف.
وأرجو قراءة التعليق العام بشأن ما نقله ابن عطية.

س3: ب: والراجح القول بالعموم كما اختاره ابن كثير.





نفع الله بي وبكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 جمادى الأولى 1443هـ/16-12-2021م, 12:04 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في:
معنى قوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}.

ذكر للمفسرين اقوال عدة :

1- قيل:اليهود، ذكره ولم ينسبه.
2- قيل:من كان في عهد سليمان ،قاله ابن زيد والسدي.
3-قيل:من كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،قاله ابن عباس.
4- وقيل: الجميع ولم ينسبه.


و(تتلوا):
ذكر فيها قولين:
1- قال عطاء:«معناه: تقرأ من التلاوة»،
2-وقال ابن عباس:«تتلو: تتبع»، كما تقول: جاء القوم يتلو بعضهم بعضا.

وقوله: {على ملك سليمان}

1- قيل:أي: على عهد ملك سليمان.
2-وقيل: المعنى في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره.
3-وقال الطبري: اتّبعوا بمعنى فضلوا، وعلى ملك سليمان أي: على شرعه ونبوته وحاله.

والذي تلته الشياطين:

1- قيل: إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان،
2- وقيل: بل كان الذي تلته الشياطين سحرا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام.
3- وقيل: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان،
4- وقيل: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،
5- وقيل: إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه،
6- وقيل: إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر سليمان في الأنبياء، قال بعض اليهود: انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحرا.ذكره ابن عطيه.




2: فسّر قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
يخبر الله تعالى عن الملكين فيقول: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} عن ابن عباس، قال: «فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر».

وأمّا الفتنة فهي المحنة والاختبار، ومنه قول الشّاعر:
وقد فتن النّاس في دينهم ....... وخلّى ابن عفّان شرًّا طويلا

وقد روي بقريب من هذا المعنى عن قتادة: «كان أخذ عليهما ألّا يعلّما أحدًا حتّى يقولا {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}أي: بلاءٌ ابتلينا به {فلا تكفر}».

ومثله قوله تعالى إخبارًا عن موسى، عليه السّلام، حيث قال: {إن هي إلا فتنتك} أي: ابتلاؤك واختبارك وامتحانك {تضلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء} [الأعراف: 155].

وذك ابن كثير استدلال بعضهم بهذه الآية على تكفير من تعلم السحر، ويستشهد له بالحديث الذي رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار: عن عبد اللّه، قال: «من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم».

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
من انواع السحر التخيلات، والأخذ بالعيون والشّعبذة، ومبناه على أن البصر قد يخطئ ويشتغل بالشيء المعيّن دون غيره،ومثاله أن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيءٍ يذهل أذهان النّاظرين به، ويأخذ عيونهم إليه، وفي هذا الحال يعمل شيئًا آخر عملا بسرعة شديدة، وحينئذ يظهر لهم شيءٌ آخر غير ما انتظروه فيتعجّبون منه جدًّا، ولو أنّه سكت ولم يتكلّم لفطن النّاظرون لكلّ ما يفعله.



ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
قد روى في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسدي والحسن وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، ووذكرها كثير من المفسرين من المتقدّمين والمتأخّرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل،و ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصّة من غير بسط، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال.ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15 جمادى الأولى 1443هـ/19-12-2021م, 05:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفعة القحطاني مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1: حرر القول في:
معنى قوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}.

ذكر للمفسرين اقوال عدة :

1- قيل:اليهود، ذكره ولم ينسبه. [من ذكره؟]
2- قيل:من كان في عهد سليمان ،قاله ابن زيد والسدي.
3-قيل:من كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،قاله ابن عباس.
4- وقيل: الجميع ولم ينسبه.[من الجميع؟ ومن لم ينسبه؟]


و(تتلوا):
ذكر فيها قولين:
1- قال عطاء:«معناه: تقرأ من التلاوة»،
2-وقال ابن عباس:«تتلو: تتبع»، كما تقول: جاء القوم يتلو بعضهم بعضا.

وقوله: {على ملك سليمان}

1- قيل:أي: على عهد ملك سليمان.
2-وقيل: المعنى في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره.
3-وقال الطبري: اتّبعوا بمعنى فضلوا، وعلى ملك سليمان أي: على شرعه ونبوته وحاله.

والذي تلته الشياطين:

1- قيل: إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان،
2- وقيل: بل كان الذي تلته الشياطين سحرا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام.
3- وقيل: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان،
4- وقيل: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،
5- وقيل: إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه،
6- وقيل: إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر سليمان في الأنبياء، قال بعض اليهود: انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحرا.ذكره ابن عطيه.




2: فسّر قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
يخبر الله تعالى عن الملكين فيقول: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} عن ابن عباس، قال: «فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر».

وأمّا الفتنة فهي المحنة والاختبار، ومنه قول الشّاعر:
وقد فتن النّاس في دينهم ....... وخلّى ابن عفّان شرًّا طويلا

وقد روي بقريب من هذا المعنى عن قتادة: «كان أخذ عليهما ألّا يعلّما أحدًا حتّى يقولا {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}أي: بلاءٌ ابتلينا به {فلا تكفر}».

ومثله قوله تعالى إخبارًا عن موسى، عليه السّلام، حيث قال: {إن هي إلا فتنتك} أي: ابتلاؤك واختبارك وامتحانك {تضلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء} [الأعراف: 155].

وذك ابن كثير استدلال بعضهم بهذه الآية على تكفير من تعلم السحر، ويستشهد له بالحديث الذي رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار: عن عبد اللّه، قال: «من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم». [فهل الكفر يحصل بمجرد تعلم السحر؟ أو بالعمل به؟]

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
من انواع السحر التخيلات، والأخذ بالعيون والشّعبذة، ومبناه على أن البصر قد يخطئ ويشتغل بالشيء المعيّن دون غيره،ومثاله أن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيءٍ يذهل أذهان النّاظرين به، ويأخذ عيونهم إليه، وفي هذا الحال يعمل شيئًا آخر عملا بسرعة شديدة، وحينئذ يظهر لهم شيءٌ آخر غير ما انتظروه فيتعجّبون منه جدًّا، ولو أنّه سكت ولم يتكلّم لفطن النّاظرون لكلّ ما يفعله.
[ليس في هذا رد على المنكرين للسحر، وإنما توضيح لما فيه تخييل]


ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
قد روى في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسدي والحسن وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، ووذكرها كثير من المفسرين من المتقدّمين والمتأخّرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل،و ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصّة من غير بسط، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال.ذكره ابن كثير. [راجعي التعليقات السابقة على الأخوات]


التقويم:

ج
خُصمت نصف درجة للتأخير.

بارك الله فيكِ ونفع بكِ
أرجو أن تراجعي التعليقات السابقة على الأخوات للفائدة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir