دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 26 جمادى الآخرة 1443هـ/29-01-2022م, 10:06 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وابن أبي عاصم في سنته، وابن جرير الطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في كتابه "الرد على الجهمية" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي عنه من وجوه.
ورواية وعامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلة، فإنه لم يدركه.
وقال الدارقطني في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية": والمحفوظ من ذلك قول إسرائيل ومن تابعه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر".
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن جرير الطبري، والدارقطني في كتاب "رؤية الله" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن نمران عنه.
لا شك أن مثل هذا القول مما لا مجال للاجتهاد فيه، فيكون بقوة المرفوع.
وقد أخرج الطيالسي في "مسنده"، والإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه، والترمذي في "جامعه"، والدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن أبي عاصم في سنته، والبزار في "مسنده"، والنسائي في "الكبرى"، والطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، وابن حبان في "صحيحه"، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في "الإيمان"، والثعلبي في تفسيره، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، والواحدي في "الوسيط"، والبغوي في تفسيره كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا، قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلنا الجنة؟ قالوا: بلى، فيكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه)). رووه بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ الترمذي.
وقال البيهقي في "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث": وروينا في إثبات الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي موسى وغيرهم رضي الله عنهم، ولم يرو عن أحد منهم نفيها، ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في الحلال والحرام والشرائع والأحكام نقل اختلافهم في ذلك إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين، وبالله التوفيق.
قال الواحدي في "الوسيط": "قال حوثرة في أثر هذا الحديث: "كنا نسمع حمادا يحدث بهذه الأحاديث على رءوس الناس فلا ينكرونها حتى جاء قوم يزعمون أن الله عز وجل لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وكذبوا"".
وبهذا تبين أن قول أبي بكر هذا مبني على التفسير النبوي، وعلى الإجماع.

(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
أخرج فول عمر بن الخطاب هذا عبد الرزاق في تفسيره، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبري، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان" عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عنه من طرق.
وذكره أيضا ابن حجر العسقلاني في "المطالب العالية" وقال: "هذا إسناد صحيح".
هذا القول مبني على قراءة "نصوحا" بفتح النون، و"نصوحا" على هذا صفة التوبة. قال الفراء: "والذين قَالُوا: "نَصُوحاً" جعلوه من صفة التوبة، ومعناها: يحدّث نفسه إِذا تاب من ذَلِكَ الذنب ألّا يعود إِلَيْه أبدًا".
ومثله قال الزجاج: "... فمن فتح فعلى صفة التوبة. ومعناه: توبة بالغة في النصح، و"فَعُول" من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبورٌ وَشَكُورٌ، وتوبة نَصُوحٌ".
وهذه كلها يعود إلى أصل اللفظ اللغوي، قال ابن فارس: "(نصح) النون والصاد والحاء: أصل يدل على ملاءمة بين شيئين وإصلاح لهما. أصل ذلك الناصح: الخياط. والنصاح: الخيط يخاط به، والجمع نصاحات، وبها شبهت الجلود التي تمد في الدباغ على الأرض. قال:

فترى القوم نشاوى كلهم ... مثلما مدت نصاحات الربح
ومنه النصح والنصيحة: خلاف الغش. ونصحته أنصحه. وهو ناصح الجيب لمثل، إذا وصف بخلوص العمل، والتوبة النصوح منه، كأنها صحيحة ليس فيها خرق ولا ثلمة..."
وقال السهيلي في "نتائج الفكر في النحو": "نصحت" مأخوذ من قولك: نصح الخائط الثوب: إذا أصلحه وضم بعضه إلى بعض، ثم استعير في الرأي فقالوا: "نصحت له رأيه ".والتوبة النصوح إنما هي لما تمزق من الدين كنصح الثوب..."
وعلى هذا أيضا ابن القيم، فقد جاء في "بدائع الفوائد": "...والتوبة النصوح إنما هي من هذا، فإن الذنب يمزق الدين، فالتوبة النصوح بمنزلة نصح الخياط الثوب إذا أصلحه وضم أجزاءه..."
وإذا عاد العبد إلى المعصية والذنب فكأنه خرقها وشابها بالغش. "فهي إما بمعنى منصوح فيها، كركوبة وحلوبة، بمعنى مركوبة ومحلوبة، أو بمعنى الفاعل، أي: ناصحة كخالصة وصادقة"، كما قاله ابن القيم في "مدارج السالكين".
فكان بيان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للتوبة النصوح من التفسير باللازم. فكأنه بين شرط كونها نصوحا، وهو العزم على عدم الرجوع إلى الذنب.
ويدل على ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية: " و"نصوح" هي صفة للتوبة وهي مشتقة من النصح والنصيحة. وأصل ذلك هو الخلوص... فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب..." (مجموع الفتاوى: 16/57).

(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
قول علي بن أبي طالب هذا أخرجه بن جرير الطبري فقال: "حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال، أخبرنا حيوة بن شريح قال، أخبرنا أبو صخر: أنه سمع أبا معاوية البجليّ من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن "يوم الحج الأكبر" فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إليّ، فقال: قم، يا علي وأدِّ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من "براءة"، ثم صدرنا، حتى أتينا مِنًى، فرميت الجمرة ونحرتُ البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرؤها عليهم. فمن ثَمَّ إخال حسبتم أنه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة".
وأبو الصهباء صهيب البكري ممن تكلم فيهم، ضعفه النسائي، ووثقه ابن حبان.
وهذا القول يبين سبب نشأة القول بأن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
قال مكي: "و{يَوْمَ الحج الأكبر}: يوم عرفة؛ لأن علياً يوم عرفة قرأ على الناس أربعين آية من " براءة " بعثه بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأها عليهم في مِنًى لتبلغ جميعهم، فمن ثم قال قوم: "{يَوْمَ الحج الأكبر}"".

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir