دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 صفر 1436هـ/4-12-2014م, 01:27 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي المختصر في سيرة الحبر ( حبر الأمه وترجمان القرآن ) عبدالله بن عباس

عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
( حبر الأمه وتُرجمان القرآن )
عناصر البحث
• اسم البحث
• تقدمه بين يدي البحث
• اسمه ونسبه
• مولده ونشأته
• النبي يخبر بمولده
• صفته
• كنيته وألقابه
• أولاده
• شيوخه
• تلاميذه
• رؤيته لجبريل عليه السلام
• مكانته من النبي ودعاؤه له
• أقوال النبي و الصحابة والعلماء فيه
• طلبه للعلم وتحمله الشدائد فيه
• منهجه في التفسير
• نموذج من سعة علمه في التفسير
• نبذه من أخباره وفضائله
• وفاته
• المراجع


• اسم البحث :
المختصر في سيرة الحبر
[color="rgb(255, 0, 255)"]• تقدمه بين يدي البحث:[/color]
الحمد لله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، رفع بالقرآن أقواماً ووضع به آخرين ، يصطفي من خلقه ما يشاء وهو العليم الحكيم ، الحمد لله إذ منَّ عليَّ بالبحث عن سيرة هذا الجبل الجهبذ العالم العامل الطالب المجتهد والذكي الفطن والتقي الورع صاحب أفضل الأنساب غزير العلم ، حبر الأمه وترجمان القرآن فهو الحبر الحاذق الفطن في كل علم.. في تفسير القرآن وتأويله وفي الفقه.. وفي التاريخ.. وفي لغة العرب وآدابهم, ومن ثمّ فقد كان مقصد الباحثين عن المعرفة, وكان يأتيه الناس أفواجا من أقطار الإسلام, ليسمعوا منه, وليتفقهوا عليه، ولقد اختصرت كثيراً في بحثي عنه ، ولكن حاولت في بحثي هذا وإضاءات على سيرته رضي الله عنه وأسميته (( المختصر في سيرة الحبر ))، وسرت في ذلك على ضوء ما تعلمته من هذه الدورة المباركة { دورة إعداد المفسر } جزى الله الإخوة والأخوات فيها خير الجزاء وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله ونفعنا بعلمه ، ولا أشك أن البحث وطريقته سيحتاج إلى تعديل إما بزيادة أو نقصان أو توجيه أنا أنتظره حتى يؤدي الغرض ، وأردفت البحث بالمراجع التي نقلت عنها في سيرته .

[color="rgb(255, 0, 255)"]• اسمه ونسبه [/color]
هو الإمام الحبر البحر عالم العصر أبو العباس الهاشمي ابن عم رسول الله ، عبدالله بن عباس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم ، واسمه: عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير رضي الله عنه وأمه هي أخت أم المؤمنين ميمونة أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية من هلال بن عامر ، وهو ابن خالة خالد بن الوليد وَهُوَ والد الخلفاء العباسيين، وهو أخو إخوة عشرة ذكور من أم الفضل للعباس، وهو آخرهم مولدا.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• مولده ونشأته[/color]
ولد بشعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين فَأُتِيَ بِهِ إلى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه بريقه، وَهَاجَرَ مَعَ أَبِيهِ قَبْلَ الْفَتْحِ، فَاتَّفَقَ لُقْيَاهُمَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجُحْفَةِ، وَهُوَ ذَاهِبٌ لِفَتْحِ مَكَّةَ، فَشَهِدَ الْفَتْحَ وَحُنَيْنًا وَالطَّائِفَ عَامَ ثَمَانٍ، وَقِيلَ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَحَجَّةُ الْوَدَاعِ سَنَةَ عَشْرٍ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم حِينَئِذٍ وَلَزِمَهُ، وَأَخَذَ عَنْهُ وَحَفِظَ وَضَبَطَ الْأَقْوَالَ وَالْأَفْعَالَ وَالْأَحْوَالَ، وَأَخَذَ عَنِ الصَّحَابَةِ عِلْمًا عَظِيمًا مَعَ الْفَهْمِ الثَّاقِبِ، وَالْبَلَاغَةِ وَالْفَصَاحَةِ وَالْجَمَالِ وَالْمَلَاحَةِ، وَالْأَصَالَةِ وَالْبَيَانِ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ الرَّحْمَنِ صَلَّى الله عليه وسلّم، كَمَا وَرَدَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الثَّابِتَةُ الْأَرْكَانِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «دَعَا له بأن يعلمه التَّأْوِيلَ، وَأَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ» ، فإنه صح عنه أنه قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين ؛ أنا من الولدان ، وأمي من النساء ، و توفي الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، وكان له ثلاث عشرة سنة ، وقيل غير ذلك وصحب النبي ثلاثين شهرا ، وتلقى في حداثته كل خامات الرجولة, ومبادئ حياته من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يؤثره, ويزكيه, ويعلّمه الحكمة الخالصة ، ومن كبار الصحابة رضوان الله عليهم.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بمولده :[/color]
عن ابن عباس ، قال(حدثتني أم الفضل بنت الحارث قالت بينا أنا مارة والنبي صلى الله عليه وسلم في الحجر فقال (يا أم الفضل) قلت لبيك يا رسول الله قال (إنك حامل بغلام ) قلت كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء؟ قال(هو ما أقول لك ، فإذا وضعتيه فأتيني به ) فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله وألباه بريقه، أي حنكه قال(اذهبي به فلتجدنه كيسا) قال فأتيت العباس فأخبرته، فتبسم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان رجلا جميلا ، مديد القامه ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه ، وأقعده عن يمينه، ثم قال(هذا عمي ، فمن شاء فليباه بعمه) فقال العباس: بعض القول يا رسول الله ، قال (قال ولم لا أقول وأنت عمي ، وبقية آبائي ، والعم والد.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• صفته [/color]
كان وسيما أبيض، فصيحاً ، جميلا ، مديد القامة ، مهيبا ، كامل العقل ، ذكي النفس ، من رجال الكمال ، وكان جسيما إذا جلس يَأْخُذُ مَكَانَ رَجُلَيْنِ، جَمِيلًا لَهُ وَفْرَةٌ، قَدْ شَابَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ، وَشَابَتْ لِمَّتُهُ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَقِيلَ بِالسَّوَادِ، حَسَنَ الْوَجْهِ يَلْبَسُ حَسَنًا وَيُكْثِرُ مِنَ الطِّيبِ بِحَيْثُ إِنَّهُ كَانَ إِذَا مر في الطريق يقول النِّسَاءُ هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَوْ رَجُلٌ مَعَهُ مسك، وكان وسيما أبيض طويلا جسيما فَصِيحًا، وَلَمَّا عَمِيَ اعْتَرَى لَوْنَهُ صُفْرَةٌ يَسِيرَةٌ
[color="rgb(255, 0, 255)"]• كُنيته وألقابه[/color]
كان يكنى أبو العباس
ولقب بألقاب كثيرة ، من أشهرها الحبر والبحر ، وحبر الأمه وتُرجمان القرآن وفقيه عصره .

[color="rgb(255, 0, 255)"]• أولاده[/color]
أكبرهم العباس ، وبه كان يكنى ، وعلي أبو الخلفاء ، وهو أصغرهم ، والفضل ، ومحمد ، وعبيد الله ، ، ولبابة ولها أولاد وعقب من زوجها علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وبنته الأخرى أسماء وكانت عند ابن عمها عبد الله بن عبيد الله بن العباس ، وولدت له حسنا ، وحسينا .
[color="rgb(255, 0, 255)"]• شيوخه[/color]
ونعم الشيوخ ، فقد سمع من النبي وتلقي العلم والأدب على يديه وحدث عنه بجملة صالحة من الأحاديث، وروى عن أبي بكر و عُمَر، وعثمان ، وعلي، ومعاذ بْن جبل، وأبي ذر ، ووالده العباس, ، وأبي سفيان ، وعبد الرحمن بن عوف ،وأبي ذر ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وخالد بن الوليد وتميم الداري وأسامه بن زيد وخالته ميمونه وخلق كثير من الصحابة.
ــ وعن معمر قال: عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر وعلي وأبي بن كعب رضي الله عنهم.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• تلاميذه[/color]
ــ من أشهرهم
مجاهد بن جبر وسعيد بن جبر الأسدي وطاووس بن كيسان وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى بن عباس وعطاء بن يسار وعلي بن الحسين وشهر بن حوشب
ــ وروى عنه أيضاً ابنه علي ، وابن أخيه عبد الله بن معبد ، ومقسم ، وكريب ، وأبو معبد نافذ ، وأنس بن مالك ، وأبو الطفيل ، وأبو أمامه بن سهل ، وأخوه كثير بن العباس ، وعروة بن الزبير ، وعبيد الله بن عبد الله ، وأبو الشعثاء جابر ، وسعيد بن المسيب ، والقاسم بن محمد ؛ وأبو صالح السمان ، وأبو رجاء العطاردي ، وأبو العالية ، وعبيد بن عمير ، وابنه عبد الله ، وإبراهيم بن عبد الله بن معبد ، وأربده التميمي صاحب التفسير ، وطليق بن قيس الحنفي، والشعبي ، والحسن ، وابن سيرين ؛ ومحمد بن كعب القرظي ، وابن أبي مُليكة ، وعمرو بن دينار ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي ، والضحاك بن مزاحم ، وأبو الزبير المكي ، وبكر بن عبد الله المزني ، وحبيب بن أبي ثابت ، وسعيد بن أبي الحسن ، وإسماعيل السدي ، والأعرج ، وخلق سواهم لا يحصون، وفي " التهذيب " : من الرواة عنه مائتان سوى ثلاثة أنفس.
ــ وقال أبو سعيد بن يونس : غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح ؛ وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا .
[color="rgb(255, 0, 255)"]• رؤيته لجبريل عليه السلام[/color]
ــ عن ابن عباس ، قال : كنت مع أبي عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان كالمعرض عن أبي ، فخرجنا من عنده ، فقال : ألم تر ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أو كان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله ، هل كان عندك أحد ؟ فقال لي : هل رأيته يا عبد الله " ؟ قال : نعم . قال : ذاك جبريل فهو الذي شغلني عنك . أخرجه أحمد في " مسنده " .
ــ ورَوَى قُتَيْبَةُ عَنِ الدراوَرْديّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ أَنَّ الْعَبَّاسَ بَعَثَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ فِي حَاجَةٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ رَجُلًا فَرَجَعَ وَلَمْ يُكَلِّمْهُ مِنْ أَجْلِ مكان ذلك الرجل، فلقى العباس بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ العباس: يا رسول الله أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ ابْنِي فَوَجَدَ عِنْدَكَ رَجُلًا فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَكَ فَرَجَعَ وَرَاءَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمِّ تَدْرِي مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ:لَا! قَالَ: ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَلَنْ يَمُوتَ ابْنُكَ حَتَّى يَذْهَبَ بَصَرُهُ وَيُؤْتَى عِلْمًا
[color="rgb(255, 0, 255)"]• مكانته من النبي ودعاؤه له[/color]
ــ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
«يَا غُلامُ، إِنِّي أعلمك كلمات: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ .... الحديث ))
ــ قال بن عباس : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المخرج وخرج ، فإذا تور مغطى ؛ قال : من صنع هذا ؟ فقلت : أنا . فقال : اللهم علمه تأويل القرآن .
ــ وعنه قال : دعا لي رسول الله بالحكمة مرتين .
ــ وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَدْعُو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَيُقَرِّبُهُ وَيَقُولُ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاكَ يَوْمًا فَمَسَحَ رَأْسَكَ وَتَفَلَ فِي فِيكَ وَقَالَ: «اللَّهمّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» . وَبِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ بَارِكْ فِيهِ وَانْشُرْ مِنْهُ» .
ــ وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَوَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلًا، فَقَالَ:
«مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: اللَّهمّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ، وَفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» . وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ
ــ وعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنْ كُرَيْبًا أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آخَرِ اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَجَرَّنِي حَتَّى جَعَلَنِي حِذَاءَهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صِلَاتِهِ خَنَسْتُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا انصرف من صلاته قال: «مَا شَأْنِي أَجْعَلُكَ فِي حِذَائِي فَتَخْنِسُ» ؟ فَقُلْتُ: يا رسول الله أو ينبغي لأحد أن يصلى في حذائك وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: فَأَعْجَبْتُهُ فَدَعَا اللَّهَ لِي أَنْ يزيدني عِلْمًا وَفَهْمًا، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نام حتى سمعت نفحة، ثُمَّ أَتَاهُ بِلَالٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ فَصَلَّى مَا أَعَادَ وُضُوءًا. رواه أحمد
ــ وعَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ
[color="rgb(255, 0, 255)"]• أقوال النبي و الصحابة والعلماء فيه[/color]
إن الأقوال في ابن عباس كثيرة تكاد لا تُحصى ولكن هذا طرف من أهمها :
ــ دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين .
ــ وروى أبو نعيم بسند له عن عبدالله بن بريدة عبن ابن عباس قال : انتهيت إلى رسول الله وعنده جبريل فقال له جبريل : إنه كائن حبر هذه الأمه فاستوص به خيراً.
ــ قالت عائشة : هو أعلم الناس بالحج
ــ ولقد كان عمر بن الخطاب يدعوه ويقربه منه ويجالسه في مجالسه مع كبار الصحابة وكان إذا ذكره قال ذاكم فتى الكهول ، له لسان سؤول وقلب عقول. وَثَبَتَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُجْلِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ مَعَ مَشَايِخِ الصَّحَابَةِ وَيَقُولُ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ
ــ قال علي : إِنَّهُ لَغَوَّاصٌ عَلَى الْهَنَاتِ.
ــ قال بن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد.
ــ وعن سعد بن أبي وقاص أنه قال فيه: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْضَرَ فَهْمًا وَلَا أَلَبَّ لُبًّا، وَلَا أَكْثَرَ عِلْمًا، وَلَا أَوْسَعَ حِلْمًا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ.
ــ وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ كانا يدعوان ابن عباس فيسير مَعَ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ يُفْتِي فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ مَاتَ.
ــ وعَنْ عكرمة قال: سمعت معاوية يقول مات وَاللَّهِ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاشَ.
ــ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقال فيه : إن ابن عباس قد أُتى علماً .
ــ وعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رَكِبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَخْذَ ابن عباس بركابه فقال: لا تفعل يَا ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بعلمائنا فقال زيد: أنى يداك؟ فأخرج يديه فقبلهما فقال: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا.
ــ وعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَصَفَّقَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الأخرى مَاتَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ النَّاسِ وَأَحْلَمُ النَّاسِ، وَقَدْ أُصِيبَتْ بِهِ هذه الأمة مصيبة لَا تُرْتَقُ
ــ قَالَ رَافِعُ ابن خَدِيجٍ لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَاتَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فِي الْعِلْمِ.
ــ وعن سعيد بْنُ جُبَيْرٍ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُ النَّاسِ.
ــ وعن أبي وائل استعمل على ابن عباس على الحج فخطب يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لأسلموا ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها.
ــ وعن أبي صالح قال : لقد رأيت من ابن عباس مجلساً لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخراً.
ــ وَقَالَ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَظَرَ أَبِي إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمَ الْجَمَلِ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، فَقَالَ: أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَ مَنْ لَهُ ابْنُ عَمٍّ مِثْلُ هَذَا.
ــ وعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ فات الناس بخصال. بعلم ما سبق إليه، وَفِقْهٍ فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيِهِ، وَحِلْمٍ وَنَسَبٍ وَنَائِلٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْلَمَ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَلَا بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ مِنْهُ، وَلَا أَفْقَهَ فِي رَأْيٍ مِنْهُ، وَلَا أَعْلَمَ بِشِعْرٍ وَلَا عَرَبِيَّةٍ وَلَا تفسير الْقُرْآنِ وَلَا بِحِسَابٍ وَلَا بِفَرِيضَةٍ مِنْهُ، وَلَا أعلم فيما مضى ولا أثقب رَأْيًا فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ
ــ وقال عطاء : مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَكْثَرَ فِقْهًا، وَلَا أَعْظَمَ هَيْبَةً، أَصْحَابُ الْقُرْآنِ يَسْأَلُونَهُ، وَأَصْحَابُ الْعَرَبِيَّةِ يَسْأَلُونَهُ، وَأَصْحَابُ الشِّعْرِ عَنْهُ يَسْأَلُونَهُ، فَكُلُّهُمْ يَصْدُرُ في واد أوسع.
ــ وعن ابن جريج قال : كنا جلوسا مع عطاء في المسجد الحرام ، فتذاكرنا ابن عباس ؛ فقال عطاء : ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس .
ــ قال طاووس : كان ابن عباس قد بسق على الناس في العلم كما بسق النخلة السحوق على الودي الصغار ، وقال : ما رأيت أحداً أشد تعظيماً لحرمات الله من ابن عباس , والله لو أشاء إذا ذكرته أبكي لبكيت.
ــ وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ قُلْتُ لطاووس: لِمَ لَزِمْتَ هَذَا الْغُلَامَ؟ - يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ- وَتَرَكْتَ الْأَكَابِرَ مِنَ الصَّحَابَةِ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنَ الصحابة إذا تماروا فِي شَيْءٍ صَارُوا إِلَى قَوْلِهِ، وَقَالَ طاووس أَيْضًا: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْهُ، قَالَ وَمَا خَالَفَهُ أَحَدٌ قَطُّ فَتَرَكَهُ حَتَّى يُقَرِّرَهُ.
ــ وعن مجاهد قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وقال : كان ابن عباس يسمى البحر من كثرة علمه.
ــ قال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا أجمع لكل خير من مجلسه
ــ قال محمد بن الحنفية : اليوم مات رباني هذه الأمه .
ــ قال أبو هريره : لما مات زيد بن ثابت مات اليوم حبر الأمه ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.
ــ وقال ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه ما رأيت مثل ابن عباس قط
ــ وقال يزيد بن الأصم خرج معاوية حاجاً وخرج ابن عباس حاجاً فكان لمعاوية موكب ولابن عباس ممن يطلب العلم موكب .
[color="rgb(255, 0, 255)"]• طلبه للعلم وتحمله الشدائد في تحصيله[/color]
ــ إن لابن عباس السبق والمثل الأمثل في طلب العلم ،فهو مدرسة يتعلم منها الصغير والكبير كيفية طلب العلم والحرص عليه واستغلال الفرص والاستفادة منها ، فهو الذي دعا له النبي فعن سعيد بن جبير ، عن عبد الله ، قال : بت في بيت خالتي ميمونة ، فوضعت للنبي صلى الله عليه وسلم { . فقال : اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين } ودعا له أن يزيده الله فماً وعلماً وفي ذلك روايات كثيرة
ــ روى البيهقي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار : هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير ، فقال : واعجبا لك يا بن عباس ! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي عليه السلام من ترى ؟ فترك ذلك . وأقبلت على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه ، فتسفى الريح على التراب ، فيخرج فيراني ، فيقول: يا ابن عم رسول الله ! ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول :أنا أحق أن آتيك ، فأسألك . قال: فبقى الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي: فقال ( هذا الفتى أعقل مني).
ــ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الأنصاري: ثنا محمد بن عمرو ابن عَلْقَمَةَ ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَجَدْتُ عَامَّةَ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ، إِنْ كُنْتُ لَأَقِيلُ بِبَابِ أَحَدِهِمْ، وَلَوْ شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لي، وَلَكِنْ أَبْتَغِي بِذَلِكَ طِيبَ نَفْسِهِ.
ــ وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ أَلْزَمُ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَأَسْأَلُهُمْ عَنْ مَغَازِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي ذَلِكَ، وَكُنْتُ لَا آتِي أَحَدًا منهم إلا سر بإتياني إليه، لِقُرْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلْتُ أَسْأَلُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَوْمًا- وَكَانَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ- عَمَّا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: نَزَلَ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ سورة وسائرها مكي.
ــ وَعن طاووس عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَسْأَلُ عَنِ الْأَمْرِ الْوَاحِدِ من ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ــ وَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّى أَصَبْتَ هَذَا الْعِلْمَ؟ قال: بلسان سؤول وقلبٍ عقول.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• منهجه في التفسير [/color]
كان ابن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سناً، وكان من منهج ابن عباس في تفسيره لكتاب الله أن يرجع إلى ما سمعه من رسول الله، وما سمعه من الصحابة، فإن لم يجد في ذلك شيئاً اجتهد رأيه، وهو أَهْلٌ لذلك، وكان - رضي الله عنه - يرجع أحيانًا إلى أخبار أهل الكتاب، ويقف منها موقف الناقد البصير، والممحِّص الخبير، فلا يقبل منها إلا ما وافق الحق، ولا يُعوِّل على شيء وراء ذلك.
وقد نُسب لـ ابن عباس تفسير سُمِّي "تنوير المقباس" طُبع مراراً في مصر، وتدور روايات الكتاب على طريق واحد، هو طريق السدي الصغير، عن محمد بن السائب الكلبي، عن ابن صالح؛ وهذه السلسلة تعرف بسلسلة الكذب. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث " وعلى هذا فلا عبرة بهذا التفسير، ولا تصح نسبته إلى ابن عباس، فهو مقول ومختلق عليه.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• نموذج من سعة علمه في التأويل[/color]
ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ الصَّحَابَةَ عَنْ تَفْسِيرِ إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ فَسَكَتَ بَعْضٌ وَأَجَابَ بَعْضٌ بِجَوَابٍ لَمْ يَرْتَضِهِ عُمَرُ، ثُمَّ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْهَا فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا بما تَعْلَمُ، وَأَرَادَ عُمَرُ بِذَلِكَ أَنْ يُقَرِّرَ عِنْدَهُمْ جَلَالَةَ قَدْرِهِ، وَكَبِيرَ مَنْزِلَتِهِ فِي الْعِلْمِ وَالْفَهْمِ. وَسَأَلَهُ مَرَّةً عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَاسْتَنْبَطَ أَنَّهَا في السَّابِعَةِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَخِيرِ فَاسْتَحْسَنَهُ عُمَرُ وَاسْتَجَادَه.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• نبذه من أخباره وفضائله[/color]
ــ عن هشيم قال : أخبرنا أبو بشر عن سعيد ، عن ابن عباس قال : جمعت المحكم في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبض وأنا ابن عشر حجج .
ــ قال أبو سعيد بن يونس : غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح ؛ وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا .
ــ وعن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس ، قال : كنت مع أبي عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان كالمعرض عن أبي ، فخرجنا من عنده ، فقال : ألم تر ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أو كان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله ، هل كان عندك أحد ؟ فقال لي : هل رأيته يا عبد الله " ؟ قال : نعم . قال : ذاك جبريل فهو الذي شغلني عنك . أخرجه أحمد في " مسنده " .
ــ وعن قتادة عن مطرف سمعت بن عباس يقول: مذاكرة العلم ساعة خير من إحياء ليلة .
ــ وَرَوَى مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عباس قال: أقبلت راكبا على أَتَانٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ وَدَخَلْتُ في الصف، فلم ينكر على ذلك أَحَدٌ.
ــ وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، كَانَتْ أُمِّي مِنَ النِّسَاءِ وَكُنْتُ أَنَا مِنَ الْوِلْدَانِ .
ــ وروى مجاهد عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ لي أبى: إن عمر يُدْنِيكَ وَيُجْلِسُكَ مَعَ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ فَاحْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا، لَا تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا، وَلَا تَغْتَابَنَّ عنده أحدا، ولا يجر بن عَلَيْكَ كَذِبًا. قَالَ الشَّعْبِيُّ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: كل واحدة خير من ألف ، فقال ابن عباس : بل كل واحدة خيرٌ من عشرةِ آلاف.
ــ وعن الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَظَرَ أَبِي إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمَ الْجَمَلِ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، فَقَالَ: أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَ مَنْ لَهُ ابْنُ عَمٍّ مِثْلُ هَذَا، وَقَدْ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَيْسَرَةِ، وَشَهِدَ مَعَهُ قِتَالَ الْخَوَارِجِ وَكَانَ مِمَّنْ أَشَارَ عَلَى عَلِيٍّ أَنْ يَسْتَنِيبَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الشَّامِ، وَأَنْ لَا يَعْزِلَهُ عَنْهَا فِي بَادِئِ الْأَمْرِ، حَتَّى قَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ: إِنْ أَحْبَبْتَ عَزْلَهُ فَوَلِّهِ شَهْرًا وَاعْزِلْهُ دَهْرًا، فَأَبَى عَلِيٌّ إِلَّا أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَكَانَ مَا كَانَ.
ــ وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُؤَمِّلِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ يَقُولُ: وَرَدَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْبَصْرَةِ فَسَأَلَهُ عَنِ ابن عباس- وكان على خلفه بِهَا- فَقَالَ صَعْصَعَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ آخِذٌ بِثَلَاثٍ وَتَارِكٌ لِثَلَاثٍ، آخِذٌ بِقُلُوبِ الرِّجَالِ إِذَا حَدَّثَ، وَبِحُسْنِ الِاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ وَبِأَيْسَرِ الْأَمْرَيْنِ إِذَا خُولِفَ. وَتَرْكِ الْمِرَاءِ وَمُقَارَنَةِ اللَّئِيمِ، وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ.
ــ وعَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «نَحْنُ أَهْلُ الْبَيْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلائِكَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرِّسَالَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ» .
ــ وعن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا جَاءَتْهُ الأَقْضِيَةُ الْمُعْضِلَةُ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: «إنها قد طرت علينا أَقْضِيَةٌ وَعُضِلَ، فَأَنْتَ لَهَا وَلأَمْثَالِهَا» . ثُمَّ يَأْخُذُ بِقَوْلِهِ، وَمَا كَانَ يَدْعُو لِذَلِكَ أَحَدًا سِوَاهُ.
ــ وقَالَ المعتمر بْن سُلَيْمَان، عن شُعَيْب بْن درهم قَالَ: كَانَ هَذَا المكان- وأُومأ إلى مجرى الدموع من خديه- من خدي ابْنِ عَبَّاس مثل الشراك البالي، من كثرة البكاء.
ــ واستعمله عليّ بْن أَبِي طَالِب عَلَى البصرة، فبقي عليها أميرًا، ثُمَّ فارقها قبل أن يقتل عليّ [بْن أبي طَالِب] ، وعاد إلى الحجاز.
ــ وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد: أخبرنا مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عطية ابن سعد بْن جنادة العوفي القاضي، عن أَبِيهِ، عن جَدّه قَالَ: لما وقعت الفتنة بين عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر وعبد الملك بْن مروان، ارتحل عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس ومحمد بْن الحنفية بأولادهما ونسائهما، حتَّى نزلوا مكَّة، فبعث عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر إليهما، تبايعان؟ فأبيا وقالا: أنت وشأنك، لا نعرض لَكَ ولا لغيرك. فأبى وألحّ عليهما إلحاحًا شديدًا، فَقَالَ لهما فيما يَقُولُ: لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار. فبعثا أبا الطفيل إلى شيعتهم بالكوفة وقالا: إنا لا نأمن هَذَا الرجل.
فانتدب أربعة آلاف، فدخلوا مكَّة، فكبروا تكبيرة سمعها أهل مكَّة وابن الزُّبَيْر، فانطلق هاربًا حتَّى دخل دار الندوة- وَيُقَال: تعلق بأستار الكعبة وقَالَ: أَنَا عائذ بالبيت- قَالَ: ثُمَّ ملنا إلى ابْنِ عَبَّاس وابن الحنفية وأصحابهما، وهم فِي دور قريب من المسجد، قَدْ جمع الحطب فأحاط، بهم حتَّى بلغ رؤوس الجدر، لو أن نارا تقع فيه ما رئي منهم أحد، فأخرناه عن الأبواب، وقلنا لابن عَبَّاس: ذرنا نريح النَّاس مِنْهُ. فَقَالَ: لا، هَذَا بلد حرام، حرمه اللَّه، ما أحله عزَّ وجلَّ لأحد إلا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعة، فامنعونا وأجيزونا قَالَ: فتحملوا وإن مناديا ينادى في الخيل:
ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هَذِهِ السرية، إن السرايا تغنم الذهب والفضة، وإنما غنمتم دماءنا. فخرجوا بهم حتَّى أنزلوهم مني، فأقاموا ما شاء اللَّه، ثُمَّ خرجوا بهم إلى الطائف، فمرض عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس، فبينا نَحْنُ عنده إذ قَالَ فِي مرضه: إني أموت فِي خير عصابة عَلَى وجه الأرض، أحبهم إلى اللَّه، وأكرمهم عَلَيْهِ، وأقربهم إلى اللَّه زلفى، فإن مت فيكم فأنتم هم
فما لبث إلا ثماني ليال بعد هَذَا القول حتَّى توفي رَضِي اللَّه عَنْهُ، فصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن الحنفية، فأقبل طائر أبيض فدخل فِي أكفانه، فما خرج منها حتَّى دفن معه، فلما سوي عَلَيْهِ التراب قَالَ ابن الحنفية: مات والله اليوم حبر هَذِهِ الأمة.
ــ ولطالما روّع الخوارج بمنطقه الصارم العادل..
بعث به الإمام عليّ كرّم الله وجهه ذات يوم إلى طائفة كبيرة منهم فدار بينه وبينهم حوار رائع وجّه فيه الحديث وساق الحجة بشكل يبهر الألباب..
ومن ذلك الحوار الطويل نكتفي بهذه الفقرة..
سألهم ابن عباس:
" ماذا تنقمون من عليّ..؟"
قالوا:
" ننتقم منه ثلاثا:
أولاهنّ: أنه حكّم الرجال في دين الله, والله يقول إن الحكم إلا لله..
والثانية: أنه قاتل, ثم لم يأخذ من مقاتليه سبيا ولا غنائم, فلئن كانوا كفارا, فقد حلّت أموالهم, وان كانوا مؤمنين فقد حرّمت عليه دماؤهم..!!
والثالثة: رضي عند التحكيم أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين, استجابة لأعدائه, فان لم يكن أمير المؤمنين, فهو أمير الكافرين.."
وأخذ ابن عباس يفنّد أهواءهم فقال:
" أما قولكم: انه حكّم الرجال في دين الله, فأيّ بأس..؟
إن الله يقول: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ....) المائدة (95)
فنبؤوني بالله: أتحكيم الرجال في حقن دماء المسلمين أحق وأولى, أم تحكيمهم في أرنب ثمنها درهم..؟؟!!
وتلعثم زعماؤهم تحت وطأة هذا المنطق الساخر والحاسم.. واستأنف حبر الأمة حديثه:
" وأما قولكم: انه قاتل فلم يسب ولم يغنم, فهل كنتم تريدون أن يأخذ عائشة زوج الرسول وأم المؤمنين سبيا, ويأخذ أسلابها غنائم..؟؟
وهنا كست وجوههم صفرة الخجل, وأخذوا يوارون وجوههم بأيديهم..
وانتقل ابن عباس إلى الثالثة:
" وأما قولكم: انه رضي أن يخلع عن نفسه صفة أمير المؤمنين, حتى يتم التحكيم, فاسمعوا ما فعله الرسول يوم الحديبية, إذ راح يملي الكتاب الذي يقوم بينه وبين قريش, فقال للكاتب: اكتب. هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. فقال مبعوث قريش: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك..
فاكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله.. فقال لهم الرسول: والله إني لرسول الله وان كذبتم.. ثم قال لكاتب الصحيفة: اكتب ما يشاءون: اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله"..!!
واستمرّ الحوار بين ابن عباس والخوارج على هذا النسق الباهر المعجز.. وما كاد ينتهي النقاش بينهم حتى نهض منهم عشرون ألفا, معلنين اقتناعهم, ومعلنين خروجهم من خصومة الإمام عليّ.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• وفاته[/color]
ــ توفي بالطائف سنة ثمان وستين ، وقيل : سنة سبعين ، وصلى عليه محمد ابن الحنفية ، وقال : اليوم مات رباني هذه الأمة رضي الله عنه ، فجاء طير أبيض فدخل في أكفانه ، وسمع هاتفا يهتف من قبره يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية . . . الآية
ــ قال أبو نعيم مات سنة ثمان وستين هجرية بالطائف وقيل تسعة وستين وقيل سبعين وهو ابن سبعين سنة وقيل ابن إحدى وسبعين .
ــ وقيل سنة ثلاث وسبعين وهو قول غريب.
وقيل مات بمكة عن خمسة وستين سنة ودفن بمقابر المهاجرين.
[color="rgb(255, 0, 255)"]• المراجع[/color]
سير أعلام النبلاء للذهبي مجلد 3 / صــ 230
طبقات المفسرين للداوودي طبعة دار الكتب العلمية بلبنان صــ239
تذكرة الحفاظ للذهبي مجلد 1 / صــ 37
الاصابة مجلد 2 / صــ330
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للذهبي صــ 41
البداية والنهاية لابن كثير مجلد 8 / صــ 295
أُسد الغابة لابن الأثير طبعة الفكر المجلد 3 / صــ 186
تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني مجلد 3 / صــ 531
صفة الصفوة لجمال الدين ابن الجوزي صــ 271 طبعة المكتبة العصرية
وفيات الأعيان مجلد 3 / صـ62
طبقات الحُفاظ للذهبي المجلد 1 / صـــ 33
شذرات الذهب مجلد 1 / صـ137
رجال حول الرسول صــ 419





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ربيع الأول 1436هـ/24-12-2014م, 10:49 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

تم التصحيح في صفحتكم للاختبارات هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...4&postcount=31
أحسنتم ، بارك الله فيكم ، ونفع بكم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المختصر, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir