دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 محرم 1443هـ/26-08-2021م, 02:15 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

المجموعة الثانية:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخ أم محكم؟
ب: حكم الصيام في السفر.
ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.

المجموعة الثالثة:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.

ب: المراد بالأيام المعدودات.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 محرم 1443هـ/6-09-2021م, 06:42 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

الإجابة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
قال تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ".
كان لنزول هذه الآية سبب نزول فقال بعضهم: نـزلت في سائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أقريبٌ ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ وقيل سائل سأل أين ربنا؟ فأنـزل الله: " وإذا سألك عبادي عَني فأني قريبٌ أجيبُ" الآية.
وقيل لما نزلت: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر: 60]" قالوا: في أي ساعة؟ قال: فنـزلت: " وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب " إلى قوله: " لعلهم يَرُشدون ".
وجاءت الآية في ختام سياق آيات فرض الصيام في شهر رمضان وما فيه من ليلة عظيمة وهي لليلة القدر ، وجاء في الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول : بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " .
فضل الدعاء
إن أفضل الدعاء الثناء على الله وتحميده وتمجيده ، ثم يأتي بعده الدعاء المقترن بالعبادات كالصلاة والصوم والحج . وللدعاء أوقات وأماكن مفضل فيها الدعاء وترجى فيه الاستجابة كالدعاء بين الآذان والإقامة وكالدعاء في شهر رمضان وفي ليلة القدر.
وأفضل الدعاء ما تواطأ فيه القلب مع اللسان ، ولهذا كان تفضيل الثلث الأخير من الليل لخلو القلب عن الشواغل ولفضل الوقت بنزول الله جل وعلا بما يليق بجلاله إلى السماء الدنيل يقول هل من مستغفر فاستغفر له ، هل من داع فاستجيب له.
ومما يدل على فضل الدعاء ما جاء في القرآن ، قال تعالى:"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) " سورة البقرة ،وفي الحديث القدسي الصحيح : " يقول الله تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " ، وقال تعالى:" إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ" سورة فاطر، وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يعني : الذكر والتلاوة والدعاء . قاله غير واحد من السلف .
آداب الدعاء
آداب الدعاء كثيرة قال تعالى:" فَإِنِّي قَرِيبٌ "، يجب على الداعي أن يعلم أن الله قريب بعلمه وقدرته على إجابته لدعائه فهو أقرب إليه من حبل الوريد وذلك بعلمه فهو جل وعلا عال عن خلقه مستو على عرشه ، ولكن قريب منهم بقربه وقيوميته ، وجاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ، ولا نعلو شرفا ، ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير . قال : فدنا منا فقال : " يا أيها الناس ، اربعوا على أنفسكم ; فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته . يا عبد الله بن قيس ، ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " .
وقال تعالى:" أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ "، والله تعالى يجيب دعوة العبد ما لم يعجل ، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين "، فتكون الإجابة إما بما سأل أو بتكفير ذنب أو تؤجل له في الآخرة ، وجاء في الحديث عن أبي سعيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا : إذا نكثر . قال : " الله أكثر "، وعن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي " .
ومن آداب الدعاء ألا يعتدي في الدعاء بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل ، فعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل " . قيل : يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟ قال : " يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ، ويترك الدعاء " .
وقال تعالى:"وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (205) سورة الأعراف " ، فمن آداب الدعاء ، الدعاء بالجهر وخفية وكثرة التضرع والإلحاح وتحري الأزمنة الفاضلة ، وبينت الآية أن الغافلين لا يذكرون الله ، فإن من علامات عدم الغفلة كثرة ذكر الله والدعاء ، فعن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم الله أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل " .
وقوله تعالى :" فليستجيبوا " أي فليجيبوا لي بالطاعة وقيل أي ليستدعوا مني الإجابة وحقيقته فليطيعوني ( وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) لكي يهتدوا .
2.
أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
هذه الآية جاءت في سياق الكلام عن كتابة الوصية وكان هذا قبل نزول آيات المواريث ،قال تعالى : "فمن بدله" ، الضمير هنا يعود على الإيصاء وهو أن يوصي الموصي من يثق به بوصيته ، فيكون المعنى أن الإثم يقع على من بدل الوصية بعد ما سمعها من الموصي أو بعد ما سمع أمر الله بإبلاغ الوصية، ويكون التبديل :
- بالزيادة
- بالنقص
- بالتحريف
- بالكتمان
وعلى هذا يكون أجر الوصية للميت وإثم التبديل على من بدل ، لأن الله سميع عليم لمن وصى ومن بدل.

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
معنى إنزال القرآن في شهر رمضان ،على ثلاث أقوال:
- أي أنزل فرض الصيام وتعظيمه والحض عليه وهذا قول الضحاك.
- أي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم .
- أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة في 24 من رمضان وهذا قول بن عباس ، وقيل كل الكتب نزلت في شهر رمضان الزبور في أوله والتوراة في السادس منه والإنجيل في الثالث عشر من الشهر.
والقول الثالث هو الراجح وهو عليه جمهور المفسرين .
والله أعلم

2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
قيل عدد من أسباب النزول للآية:
منها أن العرب كانوا إذا تقاتلوا وقتل منهم عبدا يقتلوا به حرا وهذا قول الشعبي.
ومنها أن قبيلتين من الأنصار وقيل غيرهم قتل من كل منهم رجال ونساء وعبيد، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويؤدوا الديات الحر بالحر والأنثى بالأنثى والعبد بالعبد.
ومنها أن بني النضير غزت بنو قريظة وقهروهم فكان إذا قتل النضري القرظي لا يقتل به ويفادى ببمئة وسق تمر وإذا قتل القرظي النضري قتل به والدية مئتان ووسق من التمر.
فنزلت الآية تحث على القصاص حتى يعلم القاتل أنه يقتل فلا يقتل ،فيحافظ على نفسين.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان الصوم قبل فرض الصيام في شهر رمضان عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ثلاث أيام من كل شهر وعاشوراء ، وكان على التخيير إن شاء صام وإن شاء أفطر وأطعم مسكينا ، وإن أطعم أكثر من مسكين فهو خير له وإن صام فهو أفضل.
فلما نزلت الآية :" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)" ، أثبت الصيام على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر ، وبقي حكم التخيير للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة الذين لا يستطيعون الصيام ، كما فعل أنس رضي الله عنه عندما كبر في السن.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
المراد بالخيط الأبيض هو الفجر الساطع الذي يملأ الأفق وحقيقته بيان الليل من النهار أي يظهر بياض النهار.
والخيط الأسود من الفجر هو الفجر المعترض سواد الليل .
والله أعلم


جزاكم الله خير

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 صفر 1443هـ/15-09-2021م, 10:50 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
إن الدعاء من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى, وقد حثنا الله تعالى على دعائه, فهو سبحانه يحب أن يدعوه عبده, فإذا دعاه أجاب دعائه, فهو سبحانه الغني الذي لا تنفد خزائنه, الرحيم الذي يرحم عباده, قريب من عباده يجيب دعوة المضطر إذا دعاه, فحري بالعبد أن يتمسك بهذه العبادة الجليلة التي لا تكلفه شيء, بل هي التي تفتح له أبواب الخير, وتقربه من ربه, ويعطى ما يريد بحسب ما قام في قلبه من العبودية لله تعالى واستقامته على هدى الله تعالى, ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم, فإذا دعا العبد ربه فإنه فائز لا محالة فإما أن تجاب دعوته, وإما أن تدخر له أجرها في الآخرة, وإما أن يكفر عنه من الذنوب بسببها.
وعلى العبد أن لا يعتدي في الدعاء, فلا يدعو بمحرم ولا قطيعة رحم ولا غيرها من الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى: (ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين), و عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ". فالاعتداء في الدعاء من أسباب عدم إجابة الدعاء.
وينبغي على العبد أن لا يرفع صوته في الدعاء فإن الله تعالى قريب يسمع دعاء العبد ف عن أبي عثمان النّهديّ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
وعلى العبد أن يعلم أنه في معية الله تعالى عند دعائه, وهذا شرف عظيم للعبد أن يكون في معية الله تعالى يسمع دعائه ويجب مراده, فعن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
وعلى العبد أن لا يتعجل في الإجابة فعدم العجلة مظنة الإجابة وقوة الإيمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى, عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا يزال العبد بخيرٍ ما لم يستعجل". قالوا: وكيف يستعجل؟ قال: "يقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي".
وعلى العبد أيضا حينما يدعو الله تعالى أن يكون قلبه موقنا بأن الله تعالى سيجيب دعائه , ولا يدعو بقلب غافل لاه, عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
فينبغي على العبد استحضار هذه العبادة الجليلة في كل وقت وأن لا يغفل عن دعاء الله تعالى في كل أوقاته فهو سبحانه الذي يجيب الدعاء ويفرج الكروب ويزيل الهموم والغموم.

المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.
ذكر في معنى الآية أقوال:
الأول: أن من يراد بها القاتل وعفي يتضمن عافيا هو ولي الدم والأخ هو المقتول، ويصح أن يكون هو الولي على هذا التأويل، وهي أخوة الإسلام، وشيءٌ هو الدم الذي يعفى عنه ويرجع إلى أخذ الدية, والعفو في هذا القول على بابه. وهو قول ابن عباس وجماعة من العلماء. ذكره ابن عطية, وبمعناه الزجاج, وابن كثير.
الثاني: ان من يراد بها الولي، وعفي بمعنى يسر لا على بابها في العفو، والأخ يراد به القاتل، وشيءٌ هي الدية، والأخوة على هذا أخوة الإسلام، ويحتمل أن يراد بالأخ على هذا التأويل المقتول أي يسر له من قبل أخيه المقتول وبسببه، فتكون الأخوة أخوة قرابة وإسلام. وهو قول مالك ذكره ابن عطية, وقول ابن عباس ذكره ابن كثير.
الثالث: أن هذه الألفاظ في المعينين الذين نزلت فيهم الآية كلها وتساقطوا الديات فيما بينهم مقاصة، فمعنى الآية فمن فضل له من الطائفتين على الأخرى شيء من تلك الديات، ويكون عفي بمعنى فضل من قولهم عفا الشيء إذا كثر أي أفضلت الحال له أو الحساب أو القدر. وهو قول ابن عطية.
الرابع: في الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف، وعفي في هذا الموضع أيضا بمعنى أفضل، وكأن الآية من أولها بينت الحكم إذا لم تتداخل الأنواع ثم الحكم إذا تداخلت. وهو قول علي, والحسن بن أبي الحسن. ذكره ابن عطية.
الخامس: الإتباع بالمعروف ، والأداء بإحسان جميعاً على القاتل. ذكره الزجاج.
الدراسة:
اختلف المفسرون في معنى الآية فقيل: أن المراد بها هو القاتل, والذي يملك العفو ولي الدم, والخ هو المقتول أو الولي, وقيل: أن المراد هو الولي , والعفو هو التيسير, والأخ هو القاتل, وقيل: أن المراد بها الطائفتين يسقطوا ما بينهم مقاصة, وقيل: المراد التفضيل بين دية الرجل والمرأة, والحر والعبد. وهذه المعاني بعضها متقارب, وبعضها مختلف, إن كان سياق الآية محتمل لهذه المعاني جميعا.
ب: المراد بالأيام المعدودات.
ذكر في المراد بالأيام المعدودات أقوال:
الأول: رمضان. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثاني: الثلاثة أيام من كل شهر. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثالث: عاشوراء. وهو قول عائشة. ذكره ابن كثير.
الدراسة:
ذكر المفسرون في المراد بالأيام المعدودات أقوال منها أنها شهر رمضان , وثلاثة أيام من كل شهر, وصيام عاشوراء, وقد استدل للقولين الأخيرين ابن كثير بأحوال الصيام فقال: وأمّا أحوال الصّيام فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قدم المدينة، فجعل يصوم من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّامٍ، وصام عاشوراء، ثمّ إنّ اللّه فرض عليه الصّيام، وأنزل اللّه تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم}.واستدل لقول عائشة رضي الله عنها بما أخرجه البخاريّ ومسلمٌ من حديث الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت: كان عاشوراء يصام، فلمّا نزل فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
المراد بالإصلاح في الآية : أنه إذا حدث شقاق بين الورثة في الميراث أو خشي أن يحدث بينهم شقاق في الميراث؛ فيصلح ما بين الورثة في ذاتهم من شقاق واضطراب, ويعدل بينهم في الوصية على الوجه الشرعي, وهذا الإصلاح يعد من التبديل الشرعي الذي لا يأثم عليه المصلح, إنما الإثم يكون على التبديل بالهوى , والمخالف للشريعة.
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
حكم الوصية في الآية: قيل: أنها فرض, وقيل: أنها مندوب, وقيل: أنها فرض ونسخت, وقد نقل الزجاج الإجماع على نسخ فرض الوصية في هذه الآية فقال: هذا الفرض بإجماع نسخته آيات المواريث في سورة النساء وهذا مجمع عليه.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
سبب نزول الآية أنه كان إذا دخل الليل على الصائم وصلوا العشاء أو ناموا حرم عليهم الأكل والنساء إلى اليوم التالي, فكان بعض المسلمين أصابوا النساء والطعام بعد أن ناموا فنزلت الآية, فعن أبي هريرة في قول اللّه تعالى {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} إلى قوله: {ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل} قال: كان المسلمون قبل أن تنزل هذه الآية إذا صلّوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطّعام والشّراب والنّساء حتّى يفطروا، وإنّ عمر بن الخطّاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء، وأنّ صرمة بن قيسٍ الأنصاريّ غلبته عينه بعد صلاة المغرب، فنام ولم يشبع من الطّعام، ولم يستيقظ حتّى صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم العشاء، فقام فأكل وشرب، فلمّا أصبح أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره بذلك، فأنزل اللّه عند ذلك: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} يعني بالرّفث: مجامعة النّساء.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 ربيع الأول 1443هـ/4-11-2021م, 01:46 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
الإجابة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
قال تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ".
كان لنزول هذه الآية سبب نزول فقال بعضهم: نـزلت في سائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أقريبٌ ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ وقيل سائل سأل أين ربنا؟ فأنـزل الله: " وإذا سألك عبادي عَني فأني قريبٌ أجيبُ" الآية.
وقيل لما نزلت: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر: 60]" قالوا: في أي ساعة؟ قال: فنـزلت: " وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب " إلى قوله: " لعلهم يَرُشدون ".
وجاءت الآية في ختام سياق آيات فرض الصيام في شهر رمضان وما فيه من ليلة عظيمة وهي لليلة القدر ، وجاء في الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول : بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " .
فضل الدعاء
إن أفضل الدعاء الثناء على الله وتحميده وتمجيده ، ثم يأتي بعده الدعاء المقترن بالعبادات كالصلاة والصوم والحج . وللدعاء أوقات وأماكن مفضل فيها الدعاء وترجى فيه الاستجابة كالدعاء بين الآذان والإقامة وكالدعاء في شهر رمضان وفي ليلة القدر.
وأفضل الدعاء ما تواطأ فيه القلب مع اللسان ، ولهذا كان تفضيل الثلث الأخير من الليل لخلو القلب عن الشواغل ولفضل الوقت بنزول الله جل وعلا بما يليق بجلاله إلى السماء الدنيل يقول هل من مستغفر فاستغفر له ، هل من داع فاستجيب له.
ومما يدل على فضل الدعاء ما جاء في القرآن ، قال تعالى:"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) " سورة البقرة ،وفي الحديث القدسي الصحيح : " يقول الله تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " ، وقال تعالى:" إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ" سورة فاطر، وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يعني : الذكر والتلاوة والدعاء . قاله غير واحد من السلف .
آداب الدعاء
آداب الدعاء كثيرة قال تعالى:" فَإِنِّي قَرِيبٌ "، يجب على الداعي أن يعلم أن الله قريب بعلمه وقدرته على إجابته لدعائه فهو أقرب إليه من حبل الوريد وذلك بعلمه فهو جل وعلا عال عن خلقه مستو على عرشه ، ولكن قريب منهم بقربه وقيوميته ، وجاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفا ، ولا نعلو شرفا ، ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير . قال : فدنا منا فقال : " يا أيها الناس ، اربعوا على أنفسكم ; فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنما تدعون سميعا بصيرا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته . يا عبد الله بن قيس ، ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " .
وقال تعالى:" أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ "، والله تعالى يجيب دعوة العبد ما لم يعجل ، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين "، فتكون الإجابة إما بما سأل أو بتكفير ذنب أو تؤجل له في الآخرة ، وجاء في الحديث عن أبي سعيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا : إذا نكثر . قال : " الله أكثر "، وعن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي " .
ومن آداب الدعاء ألا يعتدي في الدعاء بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل ، فعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل " . قيل : يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟ قال : " يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ، ويترك الدعاء " .
وقال تعالى:"وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (205) سورة الأعراف " ، فمن آداب الدعاء ، الدعاء بالجهر وخفية وكثرة التضرع والإلحاح وتحري الأزمنة الفاضلة ، وبينت الآية أن الغافلين لا يذكرون الله ، فإن من علامات عدم الغفلة كثرة ذكر الله والدعاء ، فعن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم الله أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل " .
وقوله تعالى :" فليستجيبوا " أي فليجيبوا لي بالطاعة وقيل أي ليستدعوا مني الإجابة وحقيقته فليطيعوني ( وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) لكي يهتدوا .
هناك آداب أخرى تتعلق بالدعاء منها ما يتعلق بطيب المطعم , كذلك استغلال الأزمنة الفاضلة, فقد وقع هذه الآية بين آيات الصيام.

2.
أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
هذه الآية جاءت في سياق الكلام عن كتابة الوصية وكان هذا قبل نزول آيات المواريث ،قال تعالى : "فمن بدله" ، الضمير هنا يعود على الإيصاء وهو أن يوصي الموصي من يثق به بوصيته ، فيكون المعنى أن الإثم يقع على من بدل الوصية بعد ما سمعها من الموصي أو بعد ما سمع أمر الله بإبلاغ الوصية، ويكون التبديل :
- بالزيادة
- بالنقص
- بالتحريف
- بالكتمان
وعلى هذا يكون أجر الوصية للميت وإثم التبديل على من بدل ، لأن الله سميع عليم لمن وصى ومن بدل.

المطلوب تحرير القول بذكر الأقوال وبيان الراجح.

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
معنى إنزال القرآن في شهر رمضان ،على ثلاث أقوال:
- أي أنزل فرض الصيام وتعظيمه والحض عليه وهذا قول الضحاك.
- أي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم .
- أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة في 24 من رمضان وهذا قول بن عباس ، وقيل كل الكتب نزلت في شهر رمضان الزبور في أوله والتوراة في السادس منه والإنجيل في الثالث عشر من الشهر.
والقول الثالث هو الراجح وهو عليه جمهور المفسرين .
والله أعلم
ننسب الأقوال ونبين أدلتها
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
قيل عدد من أسباب النزول للآية:
منها أن العرب كانوا إذا تقاتلوا وقتل منهم عبدا يقتلوا به حرا وهذا قول الشعبي.
ومنها أن قبيلتين من الأنصار وقيل غيرهم قتل من كل منهم رجال ونساء وعبيد، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويؤدوا الديات الحر بالحر والأنثى بالأنثى والعبد بالعبد.
ومنها أن بني النضير غزت بنو قريظة وقهروهم فكان إذا قتل النضري القرظي لا يقتل به ويفادى ببمئة وسق تمر وإذا قتل القرظي النضري قتل به والدية مئتان ووسق من التمر.
فنزلت الآية تحث على القصاص حتى يعلم القاتل أنه يقتل فلا يقتل ،فيحافظ على نفسين.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان الصوم قبل فرض الصيام في شهر رمضان عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ثلاث أيام من كل شهر وعاشوراء ، وكان على التخيير إن شاء صام وإن شاء أفطر وأطعم مسكينا ، وإن أطعم أكثر من مسكين فهو خير له وإن صام فهو أفضل.
فلما نزلت الآية :" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)" ، أثبت الصيام على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر ، وبقي حكم التخيير للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة الذين لا يستطيعون الصيام ، كما فعل أنس رضي الله عنه عندما كبر في السن.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
المراد بالخيط الأبيض هو الفجر الساطع الذي يملأ الأفق وحقيقته بيان الليل من النهار أي يظهر بياض النهار.
والخيط الأسود من الفجر هو الفجر المعترض سواد الليل .
والله أعلم


جزاكم الله خير
نفع الله بك
الإجابات مختصرة: فلم تذكري جميع الأقوال ولم تنسبيها ولم تبيني أدلتها.
ج+

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 ربيع الأول 1443هـ/4-11-2021م, 02:00 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
إن الدعاء من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى, وقد حثنا الله تعالى على دعائه, فهو سبحانه يحب أن يدعوه عبده, فإذا دعاه أجاب دعائه, فهو سبحانه الغني الذي لا تنفد خزائنه, الرحيم الذي يرحم عباده, قريب من عباده يجيب دعوة المضطر إذا دعاه, فحري بالعبد أن يتمسك بهذه العبادة الجليلة التي لا تكلفه شيء, بل هي التي تفتح له أبواب الخير, وتقربه من ربه, ويعطى ما يريد بحسب ما قام في قلبه من العبودية لله تعالى واستقامته على هدى الله تعالى, ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم, فإذا دعا العبد ربه فإنه فائز لا محالة فإما أن تجاب دعوته, وإما أن تدخر له أجرها في الآخرة, وإما أن يكفر عنه من الذنوب بسببها.
وعلى العبد أن لا يعتدي في الدعاء, فلا يدعو بمحرم ولا قطيعة رحم ولا غيرها من الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى: (ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين), و عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ". فالاعتداء في الدعاء من أسباب عدم إجابة الدعاء.
وينبغي على العبد أن لا يرفع صوته في الدعاء فإن الله تعالى قريب يسمع دعاء العبد ف عن أبي عثمان النّهديّ، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفًا، ولا نهبط واديًا إلّا رفعنا أصواتنا بالتّكبير. قال: فدنا منّا فقال: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته.
وعلى العبد أن يعلم أنه في معية الله تعالى عند دعائه, وهذا شرف عظيم للعبد أن يكون في معية الله تعالى يسمع دعائه ويجب مراده, فعن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
وعلى العبد أن لا يتعجل في الإجابة فعدم العجلة مظنة الإجابة وقوة الإيمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى, عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا يزال العبد بخيرٍ ما لم يستعجل". قالوا: وكيف يستعجل؟ قال: "يقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي".
وعلى العبد أيضا حينما يدعو الله تعالى أن يكون قلبه موقنا بأن الله تعالى سيجيب دعائه , ولا يدعو بقلب غافل لاه, عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
فينبغي على العبد استحضار هذه العبادة الجليلة في كل وقت وأن لا يغفل عن دعاء الله تعالى في كل أوقاته فهو سبحانه الذي يجيب الدعاء ويفرج الكروب ويزيل الهموم والغموم.

المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.
ذكر في معنى الآية أقوال:
الأول: أن من يراد بها القاتل وعفي يتضمن عافيا هو ولي الدم والأخ هو المقتول، ويصح أن يكون هو الولي على هذا التأويل، وهي أخوة الإسلام، وشيءٌ هو الدم الذي يعفى عنه ويرجع إلى أخذ الدية, والعفو في هذا القول على بابه. وهو قول ابن عباس وجماعة من العلماء. ذكره ابن عطية, وبمعناه الزجاج, وابن كثير.
الثاني: ان من يراد بها الولي، وعفي بمعنى يسر لا على بابها في العفو، والأخ يراد به القاتل، وشيءٌ هي الدية، والأخوة على هذا أخوة الإسلام، ويحتمل أن يراد بالأخ على هذا التأويل المقتول أي يسر له من قبل أخيه المقتول وبسببه، فتكون الأخوة أخوة قرابة وإسلام. وهو قول مالك ذكره ابن عطية, وقول ابن عباس ذكره ابن كثير.
الثالث: أن هذه الألفاظ في المعينين الذين نزلت فيهم الآية كلها وتساقطوا الديات فيما بينهم مقاصة، فمعنى الآية فمن فضل له من الطائفتين على الأخرى شيء من تلك الديات، ويكون عفي بمعنى فضل من قولهم عفا الشيء إذا كثر أي أفضلت الحال له أو الحساب أو القدر. وهو قول ابن عطية.
الرابع: في الفضل بين دية المرأة والرجل والحر والعبد، أي من كان له ذلك الفضل فاتباع بالمعروف، وعفي في هذا الموضع أيضا بمعنى أفضل، وكأن الآية من أولها بينت الحكم إذا لم تتداخل الأنواع ثم الحكم إذا تداخلت. وهو قول علي, والحسن بن أبي الحسن. ذكره ابن عطية.
الخامس: الإتباع بالمعروف ، والأداء بإحسان جميعاً على القاتل. ذكره الزجاج.
الدراسة:
اختلف المفسرون في معنى الآية فقيل: أن المراد بها هو القاتل, والذي يملك العفو ولي الدم, والخ هو المقتول أو الولي, وقيل: أن المراد هو الولي , والعفو هو التيسير, والأخ هو القاتل, وقيل: أن المراد بها الطائفتين يسقطوا ما بينهم مقاصة, وقيل: المراد التفضيل بين دية الرجل والمرأة, والحر والعبد. وهذه المعاني بعضها متقارب, وبعضها مختلف, إن كان سياق الآية محتمل لهذه المعاني جميعا.
ب: المراد بالأيام المعدودات.
ذكر في المراد بالأيام المعدودات أقوال:
الأول: رمضان. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثاني: الثلاثة أيام من كل شهر. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثالث: عاشوراء. وهو قول عائشة. ذكره ابن كثير.
الدراسة:
ذكر المفسرون في المراد بالأيام المعدودات أقوال منها أنها شهر رمضان , وثلاثة أيام من كل شهر, وصيام عاشوراء, وقد استدل للقولين الأخيرين ابن كثير بأحوال الصيام فقال: وأمّا أحوال الصّيام فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قدم المدينة، فجعل يصوم من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّامٍ، وصام عاشوراء، ثمّ إنّ اللّه فرض عليه الصّيام، وأنزل اللّه تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم}.واستدل لقول عائشة رضي الله عنها بما أخرجه البخاريّ ومسلمٌ من حديث الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت: كان عاشوراء يصام، فلمّا نزل فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر.
والراجح؟
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
المراد بالإصلاح في الآية : أنه إذا حدث شقاق بين الورثة في الميراث أو خشي أن يحدث بينهم شقاق في الميراث؛ فيصلح ما بين الورثة في ذاتهم من شقاق واضطراب, ويعدل بينهم في الوصية على الوجه الشرعي, وهذا الإصلاح يعد من التبديل الشرعي الذي لا يأثم عليه المصلح, إنما الإثم يكون على التبديل بالهوى , والمخالف للشريعة.
لم تذكر باقي الأقوال
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
حكم الوصية في الآية: قيل: أنها فرض, وقيل: أنها مندوب, وقيل: أنها فرض ونسخت, وقد نقل الزجاج الإجماع على نسخ فرض الوصية في هذه الآية فقال: هذا الفرض بإجماع نسخته آيات المواريث في سورة النساء وهذا مجمع عليه.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
سبب نزول الآية أنه كان إذا دخل الليل على الصائم وصلوا العشاء أو ناموا حرم عليهم الأكل والنساء إلى اليوم التالي, فكان بعض المسلمين أصابوا النساء والطعام بعد أن ناموا فنزلت الآية, فعن أبي هريرة في قول اللّه تعالى {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} إلى قوله: {ثمّ أتمّوا الصّيام إلى اللّيل} قال: كان المسلمون قبل أن تنزل هذه الآية إذا صلّوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطّعام والشّراب والنّساء حتّى يفطروا، وإنّ عمر بن الخطّاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء، وأنّ صرمة بن قيسٍ الأنصاريّ غلبته عينه بعد صلاة المغرب، فنام ولم يشبع من الطّعام، ولم يستيقظ حتّى صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم العشاء، فقام فأكل وشرب، فلمّا أصبح أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره بذلك، فأنزل اللّه عند ذلك: {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} يعني بالرّفث: مجامعة النّساء.
والله أعلم
أحسنت نفع الله بك
الرسالة مختصرة
فاتك أحيانا ذكر الأقوال ونسبتها وبيان الراجح منها.
ب

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ربيع الثاني 1443هـ/23-11-2021م, 11:16 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

الدعاء عبادة عظيمة في أثرها على المسلم ، يسيرة في عملها ؛ يستطيعها الكبير والصغير ، المتعلم والأميّ ،المتفرغ والمشغول ، والمتأمل فيما ورد في أسباب نزول هذه الآية التي تحمل بشارة للمسلم ، بأن الله قريب من عباده ، سريع الإجابة ، يفرح بدعاء عبده في أي وقت وساعة وعلى أي حال ، فمتى ما أيقن المسلم بهذه الآية زاده ذلك قربا من الله ، وتوكلا عليه ، وتفويض الأمور إليه بعد بذل الأسباب الممكنة ،
والتجارة مع الله بالدعاء تجارة رابحة لا خسارة فيها كما ورد في الحديث عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر " ‘ فهذا الحديث يدفع المسلم دفعا على أن يلهج بالدعاء في كل أحيانه فالله كرمه لا يُحد وعطاؤه لا يُعدّ
وإجابة الله تعالى لدعاء عبده حريّة متى ما تادّب بآداب الدعاء الواردة ومنها :
- أن لا يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم كما في الحديث السابق .
- إحسان الظن بالله وأنه سيجيب دعاءه ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
- رفع اليدين عند الدعاء ، عن سلمان الفارسيّ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".
- ومن آداب الدعاء الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال ،عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
- الدعاء بقلب مقبل خاشع متذلل موقن بالإجابة ،غير لاهٍ ولا غافل ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
- تحري الأوقات الفاضلة والتي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الدعاء فيها حري بالإجابة ، على سبيل المثال عند إفطار الصائم ، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للصّائم عند فطره دعوةً ما تردّ". قال عبد اللّه بن أبي مليكة: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول إذا أفطر: اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيءٍ أن تغفر لي.
نسأل الله الكريم أن يرطب ألسنتنا بذكره ودعائه ، وأن يجيب دعاءنا ويوفقنا لكل خير إنه جواد كريم .


المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
الإجابة :
ورد في مرجع الهاء أقوال وهي :
1- أن الضمير عائد على المال . ذكره ابن عطية ، وابن كثير .
2- أن الضمير يعود على الإيتاء ؛ أي أن يكون الإيتاء في وقت حاجة وفاقة من الناس . ذكره ابن عطية .
3- أن الضمير يعود على اسم الله تعالى من قوله ( من آمن بالله ) أي من تصدق محبة لله تعالى . ذكره ابن عطية .
4- أن الضمير يعود على الضمير المستتر في ( آتى ) فيكون المصدر مضاف إلى الفاعل ، والمقصود أن يتصدق المتصدق وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ويأمل الغنى . ذكره ابن عطية ، وذكر نحوه ابن كثير .

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
الإجابة :
معنى قوله تعالى ( شهد ) أي حضر ، و( الشهر ) شهر رمضان ونصب على الظرفية ، والتقدير : من حضر المصر في الشهر ، و (فليصمه ) وجب عليه الصيام .
وفي المعنى وردت عدة أقوال :
1- أن من حضر دخول الشهر وكان مقيما في أوله فليكمل صيامه سافر بعد ذلك أم أقام ، وإنما يفطر في السفر من دخل عليه رمضان وهو في سفر ، قاله علي بن أبي طالب وابن عباس وعبيدة السلماني ، ذكره ابن عطية . وذكره ابن كثير وقال : هذا قول غريب نقله أبو محمّد بن حزمٍ في كتابه المحلى، عن جماعةٍ من الصّحابة والتّابعين. وفيما حكاه عنهم نظرٌ، واللّه أعلم .
2- من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه ، قاله أبو حنيفة وأصحابه ، ذكره ابن عطية .
3- من شهد أول الشهر أو آخره فليصم ما دام مقيما ، هذا قول الجمهور ، ذكره ابن عطية وابن كثير والزجاج .

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخ أم محكم؟
الإجابة :
ورد في ذلك أقوال :
الأول : أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس. روي عن ابن عباس ، ذكره ابن عطية . وقال رحمه الله: هكذا روي، وآية المائدة إنما هي إخبار عما كتب على بني إسرائيل، فلا يترتب النسخ إلا بما تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن حكمنا في شرعنا مثل حكمهم .


الثاني : أن هذه الآية محكمة وفيها إجمال فسرته آية المائدة، وأن قوله هنا الحرّ بالحرّ يعم الرجال والنساء، قاله مجاهد وروي عن ابن عباس فيما ذكر أبو عبيد وعن غيره . ذكره ابن عطية .


ب: حكم الصيام في السفر.
الإجابة :
اختلف العلماء في الأفضل بين الفطر والصيام على أقوال :
1- الصوم في السفر أفضل لمن قوي عليه . وهو قول الشافعي وقوم ، وقال مالك : والصواب المبادرة بالأعمال ،وذهب إليه أنس بن مالك حيث قال : إنما نزلت الرخصة ونحن جياع نروح إلى جوع، ونغدو إلى جوع, . ذكره ابن عطية .
2- التخيير بين الصيام والفطر . وهو جل مذهب مالك . ذكره ابن عطية .
3- الفطر أفضل ،قاله ابن عباس وابن عمر وغيرهما . ذكره ابن عطية .
4- أيسرهما أفضل ، قاله مجاهد وعمر بن عبدالعزيز وغيرهما . ذكره ابن عطية .
5- كراهة الصوم في السفر ، قاله ابن حنبل وغيره . ذكره ابن عطية .
6- وذهب عمر رضي الله عنه إلى أن من صام في السفر قضى في الحضر ، وقال به ابن عمر . ذكره ابن عطية .
7- الحكم يختلف باختلاف الغرض من السفر ، ذكره ابن عطية :
فالسفر لطاعة كالحج والجهاد بإجماع
أما السفر لأمر مباح فاختلف فيه بالمنع والجواز ، والقول بالجواز أرجح .
وأما السفر لمعصية ، فمختلف فيه بالجواز والمنع والقول بالمنع أرجح .

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
الإجابة :
ورد في المتعلق قولان :
الأول : بالقتل بعد أخذ الدية، ومعنى اعتدى: ظلم، فوثب فقتل قاتل صاحبه بعد أخذ الدية ، روي عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان: أنّه هو الذي يقتل بعد أخذ الدّية، كما قال محمّد بن إسحاق، عن الحارث بن فضيلٍ، عن سفيان بن أبي العوجاء، عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها» رواه أحمد. ذكره ابن كثير ذكره الزجاج وابن كثير .
الثاني : بقتل غير القاتل ، فالولي فرض عليه الوقوف عند قتل قاتل وليه وترك التعدي على غيره كما كانت العرب تتعدى . ذكره ابن عطية .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ربيع الثاني 1443هـ/27-11-2021م, 01:11 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.

1-المال :فيكون المعنى (يتصدق بالمال على حب المال) ويكون المصدر مضاف إلى المفعول قول ابن مسعود وسعيد ابن جبير ذكره عنهما ابن عطية , ولم يذكر ابن جرير وابن كثير غيره
2-الإيتاء:فيكون المعنى (يتصدق وإيتاء المال حبيب إليه) ذكره ابن عطية
3-اسم الله تعالى :فيكون المعنى (ويتصدق بالمال محبة لله) ذكره ابن عطية
4-يعود على ضمير الفاعل المضمر في (وآتى) ويكون المعنى: (أي يتصدق بالمال رغم الشح وخوف الفقر) ذكره ابن عطية
*والقول الأول هو هو الأظهر لأنه أقرب مذكور واستدل له ابن كثير:
-بنظائر من الكتاب:وقال تعالى: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا * إنّما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}[الإنسان: 8، 9].وقال تعالى: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون}[آل عمران: 92] وقوله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ}
-ومن السنة بحديث أبي هريرة في الصحيحين مرفوعًا: «أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر».

ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
المقصد الرئيس من الآية هو فرض صيام رمضان بعد أن كان على التخيير فنسخت بذلك آية".....وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ومن تطوع خير فهو خير له وأن تصوموا خيرا لكم ...."
شهد :أي حضره وهو صحيح مقيم , فليصمه: أي وجب وتحتم عليه صيام الشهر
وفي الآية عدة مسائل منها:
1-حكم صيام المسافر:وفيه عدة أقوال
-الصوم أفضل :إقتداء بالنبي لما ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه في الصحيحين عن أبي الدّرداء قال:" خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [في شهر رمضان] في حرٍّ شديدٍ، حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه [من شدّة الحرّ] وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.
-الإفطار أفضل :أخذاً بالرخصة:لحديث: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم" ولقوله صلى الله عليه وسلم "ليس من البرّ الصّوم في السّفر"
-على التخيير:وهو الراجح وهو قول الجمهور ولما ورد عن الصحابة ""كانا نخرج مع رسول الله فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم "

2-حكم صيام المجنون:فالمعنى (من شهده بالغا عاقلا مكلفا) قال أبو حنيفة وأصحابه: «من شهد الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام، ومن جن أول الشهر أو آخره فإنه يقضي أيام جنونه»
3-وفي الآية عدة مسائل آخر لا يتسع المقام لتفصيلها منها :(حكم صيام المريض- حكم صيام الحامل والمرضع -حكم صيام الشيخ والشيخة _حكم صيام القضاء أمتتابع أم متفرق)

2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخ أم محكم؟

الأمر على قولان:
1-هي منسوخة بآية المائدة "النفس بالنفس والعين بالعين...." :روي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس ذكره ابن عطية ولم يسنده
وهومردود لأن آية المائدة هي حكاية عما ورد في شرع بني إسرائيل وشرع ما قبلنا منسوخ بما في القرآن
2-هي محكمة :
وسبب نزولها أن حيين من العرب اقتتلا وكان أحدهما يفوق الآخر عددا ومالا فأقسموا أن يقتلوا الحر بالعبد والذكر بالأنثى فنزلت الآية تنهى أن يقتل بالقتيل غير قاتله قول سعيد ابن جبير ذكره عنه ابن كثير
وقيل نزلت في قوم آخرين لم يرضوا من قتيلهم بدم قاتله من أجل أنّه عبدٌ حتّى يقتلوا به سيّده، وإذا قتلت المرأة من غيرهم رجلاً منهم لم يرضوا بالقصاص بالمرأة القاتلة، حتّى يقتلوا رجلاً من رهط المرأة وعشيرتها فنزلت تنهى عن التطاول والتعدي في الدم ذكره الشعبي وقتادة ذكره عنهم الطبري
وقيل نزلت في اسقاط الديات , أن يسقط ديات نساء أحد الحزبين بديات نساء الآخرين، وديات رجالهم بديات رجالهم، وديات عبيدهم بديات عبيدهم قصاصًا قاله السدي
واستدل بها الحسن وعطاءٌ أنه: «لا يقتل الرّجل بالمرأة لهذه الآية»، وخالفهم الجمهور ذكره ابن كثير واستدل بقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: المؤمنون تتكافأ دماؤهم.
وقال مجاهد :{الحرّ بالحرّ} الرّجل بالمرأة، والمرأة بالرّجل». وقال عطاءٌ: «ليس بينهما فضلٌ» ذكره ابن جرير
*والراجح ما ذهب إليه الجمهور واستدل له بما روي عن مالك رحمه الله: «أحسن ما سمعت في هذه الآية أنه يراد بها الجنس الذكر والأنثى فيه سواء، وأعيد ذكر الأنثى تأكيدا وتهمما بإذهاب أمر الجاهلية» نقله عنه ابن عطية
وذهب الجمهور إلى أن المسلم لا يقتل بكافر واختلف في العبد بالحر ذكره ابن كثير

ب: حكم الصيام في السفر.
حكم صيام المسافر:وفيه عدة أقوال
-الصوم أفضل :إقتداء بالنبي لما ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه في الصحيحين عن أبي الدّرداء قال:" خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [في شهر رمضان] في حرٍّ شديدٍ، حتّى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه [من شدّة الحرّ] وما فينا صائمٌ إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبد اللّه بن رواحة.
-الإفطار أفضل :أخذاً بالرخصة:لحديث: "عليكم برخصة اللّه التي رخّص لكم" ولقوله صلى الله عليه وسلم "ليس من البرّ الصّوم في السّفر"
-من شهد أول أو آخر الشهر مقيما ثم سافر فعليه الصيام وهو مخالف للآية وللسنة وللإجماع قول ابن حزم في المحلى ذكره ابن عطية وابن كثير وقال ابن كثير هو قول غريب
-على التخيير:وهو الراجح وهو قول الجمهور ولما ورد عن الصحابة ""كانا نخرج مع رسول الله فمنا الصّائم ومنّا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم " , ولما ورد عن النبي في حديث عائشة :"إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر"
وفي ذلك تفصيل:
-إن شقّ الصّيام فالإفطار أفضل حتى لا يبلغ الجهد ما بلغ بالصحابي في حديث جابر أنه كان الصحابة يظلون عليه من الشمس فقال النبي :ليس من بر الصوم في سفر
-فأمّا إن رغب عن السّنّة، ورأى أنّ الفطر مكروهٌ إليه، فهذا يتعيّن عليه الإفطار، ويحرم عليه الصّيام لديث لما ورد في مسند الإمام أحمد عن ابن عمر وجابرٍ، وغيرهما: من لم يقبل رخصة اللّه كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة

ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
هو القتل بعد أخذ الدية ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
واستدل له ابن كثير بحديث عن أبي شريحٍ الخزاعيّ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من أصيب بقتلٍ أو خبل فإنّه يختار إحدى ثلاثٍ: إمّا أن يقتصّ، وإمّا أن يعفو، وإمّا أن يأخذ الدّية؛ فإن أراد الرّابعة فخذوا على يديه. ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنّم خالدًا فيها» رواه أحمد.
وقال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذ الدّية» -يعني: لا أقبل منه الدّية -بل أقتله

3.(عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

مقدمة
الحمد لله السميع المجيب القريب الجواد الكريم المتفضل على عباده بالعطايا والإنعام أناء الليل وأطراف النهار
والصلاة اوالسلام على من بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين
وبعد
شرع الله لنا الدعاء ووعدنا بالإجابة فقال ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186] ,
فإن الدعاء عبادة قال تعالى :﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].
, فسمى الدعاء عبادة وفيه إعمال عبادة القلب =من الخضوع والخشية والإخبات والتوكل والإخلاص والرجاء والخوف والمحبة
ومن لم يسأل الله يغضب عليه , والله تعالى يستحيي أن يبسط العبد يده إليه فيردهما خائبتين , وهو دأب الصالحين قبلنا فقد ورد في القرآن عدد لا يحصى من دعاء الأنبياء وكيف استجاب الله لهم
ومنها دعوة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" إبراهيم فاستجاب له ربه وأمن ذريته ورزقهم من الطيبات
ودعوة سيدنا زكريا "وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين"الأنبياء فاستجاب له ربه ووهب له سيدنا يحي وأصلح له زوجه
ودعوة سيدنا موسى "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي "فاستجاب له ربه وشد عضه بأخيه
ودعوة سيدنا يونس"وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "(الأنبياء)فاستجاب له ربه فنجاه من الغم
ودعوة سيدنا أيوب " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"(الأنبياء) فاستجاب له ربه وكشف ما به من ضر وآتاه أهله ومثلهم معهم
ودعوة سيدنا لوط "رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ" (الشعراء) فاستجاب له ربه ونجاه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين
والأمثلة في القرآن والسنة كثيرة أكثر من أن تحصى أو تعد

وللدعوة آداب يجب أن يتحراها حتى تستجاب دعوته:
منها الوضوء واستقبال القبلة والثناء على الله بأسمائه الحسنى والصلاة والسلام على النبي بين يدي الدعاء وبعده فإن الله لا يرد ما بينهما لما رواه الترمذي:"عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَصَلِّ عَلَيَّ ، ثُمَّ ادْعُهُ ) وفي رواية له (3477) : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ ) . قَالَ : ثُمَّ صَلَّى
رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، ادْعُ تُجَبْ ) صححه الألباني
ومنها رفع اليدين : لما رواه أبو داود :عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا )
ومنها ألا يعجل : ففي الصحيحين " يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ"
ومنها حضور القلب : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ ) رواه الترمذي
ومنها تحري طيب المطعم : فلا يأكل من حرام ففي الحديث قال ".......ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ"
ومنها تحري الأوقات الفاضلة مثل وقت السحر وبين الآذان والإقامة ودبر الصلوات وعند سماع الرعد ووقت هطول المطر ويوم عرفة ويوم الجمعة ....وغيرها
والدعاء يرد القدر فلا يمل ولكن يلح في الدعاء والدعاء من قدر الله فإن وفق له فهو مجاب بإذن الله إما تعجل له في الدنيا أو يدفع عنه بها من الشر أن وتدخر له في الآخرة ويرفع بها درجات
والمسلم الحق يدعو وهو موقن بالإجابة فخزائن الله ملأى لا يعجزه شيء وإنما يختبر عبيده بالصبر ليرفعهم به درجات " وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ"(الحجر)

واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما هي بين الكاف والنون


خاتمة
فيا عبد الله إلجأ إليه ولا تجعل سئلك إلا منه فوالذي نفسي بيده خاب وخسر من تعلق قلبه بغير الله فظن أنه ينفع أو يضر, فأخلص لربك ياعبد الله وقم بالأسحار وناجي وزاحم واطرق الباب وظن بربك خيراً , وإياك ثم إياك أن يفتح الباب وأنت آيس قانط وقد وليت ظهرك
وتحرى ياعبد الله وأوقات الإجابة واستعن بالصبر والصلاة , ففي طرفة عين يبدل الله من حال إلى حال وفي سجدة أفلح السحرة ............وفقني الله إياكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 رجب 1443هـ/22-02-2022م, 02:18 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع القويم

خليل عبد الرحمن أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

وسام عاشور ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: للعلماء أقوال في معنى شهود الشهر، وهو المطلوب في السؤال.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir