دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1442هـ/24-12-2020م, 02:14 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الخامس عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الخامس عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (204 - 218)

أجب على إحدى المجموعتين التاليتين:
المجموعة الأولى:

1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:

{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.
3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:

{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.

المجموعة الثانية:

1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.

2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة}.

3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:

{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1442هـ/24-12-2020م, 10:18 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس المذاكرة السابع : القسم الخامس عشر من تفسير سورة البقرة

المجموعة الأولى:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.
يخبر الله تعالى في ذم أهل النفاق الذين يظهرون غير ما يبطنون فقال تعالى {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} قال المفسرون أنها نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي كان يُعجب الرسول صلى الله عليه وسلم كلامه وكان يُظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك فأظهر الله حقيقة نفاقه لرسوله صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس: نزلت في قوم من المنافقين تكلموا في الذين قتلوا في غزوة الرجيع عاصم بن ثابت وخبيب وابن الدثنة وغيرهم قالوا: ويح هؤلاء القوم لا هم قعدوا في بيوتهم ولا أدوا رسالة صاحبهم، فنزلت هذه الآيات في صفات المنافقين ثم ذكر المستشهدين في غزوة الرجيع في قوله: ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه الآية، وقال قتادة ومجاهد وجماعة من العلماء: نزلت هذه الآيات في كل مبطن كفر أو نفاق أو كذب أو إضرار وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك، فهي عامة والمعنى أن هذا الصنف يقول بلسانه ما قد يعجب أهل الايمان بخلاف ما يبطن قال ابن جرير " حدّثني محمّد بن أبي معشرٍ، أخبرني أبي أبو معشرٍ نجيح قال: سمعت سعيدًا المقبريّ يذاكر محمّد بن كعبٍ القرظيّ، فقال سعيدٌ: إنّ في بعض الكتب: إنّ [لله] عبادًا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصّبر، لبسوا للنّاس مسوك الضّأن من اللّين، يجترّون الدّنيا بالدّين. قال اللّه تعالى: عليّ تجترئون! وبي تغترّون!. وعزّتي لأبعثنّ عليهم فتنةً تترك الحليم منهم حيران. فقال محمّد بن كعبٍ: هذا في كتاب اللّه. فقال سعيدٌ: وأين هو من كتاب اللّه؟ قال: قول اللّه: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا} الآية. فقال سعيدٌ: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية. فقال محمّد بن كعبٍ: إنّ الآية تنزل في الرّجل، ثمّ تكون عامّةً بعد" ذكره ابن كثير وقال بعده "وهذا الذي قاله القرظيّ حسنٌ صحيحٌ" وقوله تعالى {ويشهد الله على ما في قلبه} قال بعض المفسرين معناه: أنّه يظهر للنّاس الإسلام ويبارز اللّه بما في قلبه من الكفر والنّفاق، كقوله تعالى: {يستخفون من النّاس ولا يستخفون من اللّه} الآية وقيل أي أن هذا المنافق يُشهد الله أنه صادق في أنه يبطن مثل ما يظهر فيقول ( الله يعلم أني أقول حقا)، قال ابن كثير " قيل: معناه أنّه إذا أظهر للنّاس الإسلام حلف وأشهد اللّه لهم: أنّ الذي في قلبه موافقٌ للسانه. وهذا المعنى صحيحٌ، وقاله عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، واختاره ابن جريرٍ، وعزاه إلى ابن عبّاسٍ، وحكاه عن مجاهدٍ" وقوله تعالى {وهو ألدّ الخصام} معنى خصم ألدّ في اللغة - الشديد الخصومة والجدل والألدّ في اللّغة: [هو] الأعوج، {وتنذر به قومًا لدًّا} أي: عوجًا. وهكذا المنافق في حال خصومته، يكذب، ويزورّ عن الحقّ ولا يستقيم معه، بل يفتري ويفجر، كما ثبت في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".

2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.

ورد في تفسير هذه الآية أقوال:
الأول: المراد بالناس بنو آدم حين أخرجهم الله نسما من ظهر آدم، أي كانوا على الفطرة وهو قول أبي بن كعب وابن زيد وذكره ابن عطية.
الثاني: المراد بالناس آدم وحده وهو قول مجاهد وذكره ابن عطية.
الثالث: المراد آدم وحواء وذكره ابن عطية.
الرابع: المراد بالنّاس القرون التي كانت بين آدم ونوح، وهي عشرة، كانوا على الحق حتى اختلفوا فبعث الله تعالى نوحا فمن بعده وهو قول ابن عباس وقتادة وذكره ابن عطية وابن كثير.
الخامس: المراد بالناس نوح ومن في سفينته، كانوا مسلمين ثم بعد ذلك اختلفوا وذكره ابن عطية.
السادس: المراد كان الناس أمة واحدة كفارا، يريد في مدة نوح حين بعثه الله وهو قول ابن عباس وذكره ابن عطية والزُجًاج وابن كثير.
السابع: المراد الناس الذين هم الجنس كله أنهم أمة واحدة في خلوهم عن الشرائع وجهلهم بالحقائق. لولا منّ الله عليهم وتفضله بالرسل إليهم، ف كان على هذا الثبوت لا تختص بالمضي فقط وذكره ابن عطية.
والراجح القول الرابع بدلالة السياق كما ذكر ابن كثير "والقول الأوّل عن ابن عبّاسٍ أصحّ سندًا ومعنًى؛ لأنّ النّاس كانوا على ملّة آدم، عليه السّلام، حتّى عبدوا الأصنام، فبعث اللّه إليهم نوحًا، عليه السّلام، فكان أوّل رسولٍ بعثه اللّه إلى أهل الأرض".

3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الهادي الى خير سبيل أما بعد٫ ففي آيات القرآن الكريم مواعظ لمن القى السمع وهو شهيد وهي تذكرة لمن تدبرها فقاده التفكر للعمل بما فيها من البينات والهدى، قال الله تعالى: {زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب} فقد بينت هذه الآية أن الله خلق الحياة الدنيا وجعل فيها من الأشياء التي تعجب الناظرين إليها وجعل ما على الأرض زينة لها ليبلو الخلق أيهم أحسن عملا، فالمؤمنون الذين هم على سنن الشرع لم تفتنهم الزينة، والكفار تملكتهم لأنهم لا يعتقدون غيرها فهم ينظرون إليها بأكثر من مقدارها فصازوا في شغل بها عما خُلقوا له فلا يعرفون لماذا خُلقوا وإلى اين مصيرهم بعد الموت ولا يؤمنون بالحساب والعقاب كما قال تعالى {زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة} وكذلك الشيطان يزيًن الحياة الدنيا بوسوسته واغرائه فالكافر قد رضي بالحياة الدنيا ومتاعها الزائل وجمع المال بكل وسيلة ممكنة ولم يبالي أمن حلال أم حرام وصرفه في غير ما أباح الله له وهو مع هذا يسخر من المؤمنين وينتقصهم كما قال تعالى (ويسخرون من الذين آمنوا) وأما المؤمن فيعلم آن الحياة الدنيا فتنة فيأخذ منها ما يبلغه رضاء ربه في الاخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح "يقول ابن آدم: مالي، مالي! وهل لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، وما لبست فأبليت، وما تصدّقت فأمضيت ؟ وما سوى ذلك فذاهبٌ وتاركه للنّاس" ثم قال تعالى (والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب) حيث بيًن آن المؤمنين المتقين هم الفائزون حقا فالله يرزق من يشاء من خلقه ويعطيهم من غير حصر ولا تعداد وأن المتقين فوق هؤلاء الساخرين في المنزلة يوم القيامة في الدرجات العليا من الجنة والكافرين في أسفل الدركات من النار والعياذ بالله.

والله آعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 جمادى الأولى 1442هـ/25-12-2020م, 08:36 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الخامس عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (204 - 218)

المجموعة الأولى:
1.فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.

أولا سبب النزول:
ورد في سبب النزول قولان:
الأول: يقال أن رجلا من ثقيف، يدعى أبي بن شريق ويلقب بالأخنس أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر إسلامه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه كلامه حيث كان يُظهر له الجميل، وكان يقول: (والله يعلم أني صادق)، ثم قيل أنه هرب فمر بقوم من المسلمين فأحرق زرعهم وقتل دوابهم، فنزلت الآيات فيه.
مروي عن السدي فيما ذكره ابن عطية وابن كثير، وبنحوه قال الزجاج.
ولعل ابن عطية ضعف هذا قائلا: ما ثبت قط أن الأخنس أسلم.

الثاني: أنها نزلت في قوم منافقين تكلموا في الذين قُتلوا في غزوة الرجيع كعاصم بن ثابت وخبيب وابن الدثنة وغيرهم، فقالوا: هؤلاء لا قعدوا في بيوتهم ولا أدوا رسالة صاحبهم، فنزلت الآيات في صفات المنافقين.
مروي عن ابن عباس، ذكره ابن عطية، وابن كثير.

وقيل نزلت هذه الآيات في كل مبطن كفر أو نفاق أو كذب أو إضرار وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك.
قاله: قتادة ومجاهد والربيع بن أنس وجماعة من العلماء، فيما ذكره ابن عطية وابن كثير.
واختاره ابن كثير قائلا: وهو الصحيح.

- والآية إن ورد فيها سبب نزول، فهى عامة في كل من اتصف بما جاء في الآية من صفات الكذب والنفاق والإضرار، وهى صفات المنافقين الذين يبدون غير ما يبطنون.
وقد روي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: (إنّ الآية تنزل في الرّجل، ثمّ تكون عامّةً بعد). رواه ابن جرير.


ومما يستدل به لهذا المعنى:

ما روي عن نوف البكالي أنه قال: إنّي لأجد صفة ناسٍ من هذه الأمّة في كتاب اللّه المنزّل: قوم يحتالون على الدّنيا بالدّين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصّبر، يلبسون للنّاس مسوك الضّأن، وقلوبهم قلوب الذّئاب. يقول اللّه تعالى: فعليّ يجترئون! وبي يغترون! حلفت بنفسي لأبعثنّ عليهم فتنةً تترك الحليم فيها حيران. قال القرظيّ: تدبّرتها في القرآن، فإذا هم المنافقون، فوجدتها: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد اللّه على ما في قلبه} الآية. رواه ابن جرير.

وروي عن أبي أبو معشر نجيح قال:سمعت سعيدًا المقبريّ يذاكر محمّد بن كعبٍ القرظيّ، فقال سعيدٌ: إنّ في بعض الكتب: إنّ [لله] عبادًا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصّبر، لبسوا للنّاس مسوك الضّأن من اللّين، يجترّون الدّنيا بالدّين. قال اللّه تعالى: عليّ تجترئون! وبي تغترّون!. وعزّتي لأبعثنّ عليهم فتنةً تترك الحليم منهم حيران. فقال محمّد بن كعبٍ: هذا في كتاب اللّه. فقال سعيدٌ: وأين هو من كتاب اللّه؟ قال: قول اللّه: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا} الآية. فقال سعيدٌ
: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية. فقال محمّد بن كعبٍ: إنّ الآية تنزل في الرّجل، ثمّ تكون عامّةً بعد. رواه ابن جرير.

ثانيا معنى قول الله تعالى: (ويشهد الله على ما في قلبه):
ورد في قول الله تعالى: (ويشهد الله على ما في قلبه) قراءتان:
الأولى: قراءة ابن محيصن، (ويَشهد اللهُ) بفتح الياء ورفع لفظ الجلالة.
والمعنى على هذه القراءة: أنه مهما أظهر الرجل من الحيل والكلام المعسول، فالله يعلم قبح ما في قلبه.
وهذا كقوله تعالى:
(والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).
وقال ابن عطية أن على هذه القراءة: ما في قلبه هو الشر الباطن.


القراءة الثانية: قراءة الجمهور ( ويُشهد اللهَ) ، بضم الياء ونصب لفظ الجلالة.
- والمعنى: أنّه يظهر للنّاس الإسلام ويبارز اللّه بما في قلبه من الكفر والنّفاق، كقوله تعالى:(يستخفون من النّاس ولا يستخفون من اللّه)، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس كما ذكر ابن كثير.

- وقيل أن المعنى أنه إذا أظهر للناس الإسلام حلف وأشهد الله لهم: أن الذي في قلبه موافق للسانه.
وهذا المعنى مروي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
واختاره ابن جريرٍ، وعزاه إلى ابن عبّاسٍ، وحكاه عن مجاهدٍ، فيما ذكره ابن كثير، وقال: وهذا المعنى صحيح.
وقال ابن عطية أن على هذه القراءة: ما في قلبه هو الخير الذي يظهر – وذلك بزعمه- .

- وقال ابن عطية أن قراءة الجمهور أبلغ في ذم المنافق، لأنه قوى على نفسه التزام الكلام الحسن ثم ظهر من باطنه خلافه.
وقراءة ابن عباس: (والله يشهد على ما في قلبه)، وقراءة أبي وابن مسعود: (ويستشهد الله على ما في قلبه). تقويان المعنى على قراءة الجمهور.

ثالثا قول الله تعالى: (وهو ألدّ الخصام)
ومعنى الألد لغة: الأعوج، الشديد الخصومة الصعب الشكيمة الذي يلوي الحجج في كل جانب.
واشتقاقه من: لديدي العنق، وهما صفحنا العنق، وتأويله أن خصمه في أي وجه أخذ من يمين أو شمال من أبواب الخصومة غلبه في ذلك. قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.

والمراد هنا وصف المنافق في حال خصومته أنه يروغ روغان الثعلب، ويفتري ويفجر. ذكره ابن كثير.
كما قال صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) كما ثبت في الصحيحين.

وقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها: ( أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم). رواه البخاري، وكذا رواه عبد الرزاق، فيما ذكره ابن عطية وابن كثير.



2.حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
(
كان الناس أمّة واحدة)

المراد بكلمة الأمة في الآية:
كلمة الأمة تطلق ويراد بها أشياء عدة، ف
تطلق الأمة ويراد الدين، والأمة: القامة ( قامة الرجل)، والقرن من الناس، والرجل الذي لا نظير له، والأمة: النعمة والخير، وأصل هذا كله من القصد، يقال أممت الشيء أي: قصدته.هكذا أورد الزجاج في تفسيره.
- والذي اختاره الزجاج هنا أنها الدين، ومعنى الأمة في الدين أن مقصدهم مقصد واحد، وقال ابن عطية: الأمة: الجماعة على المقصد الواحد.

المراد بالناس في الآية:

اختلف في المراد بالناس في قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة)، وقد ورد فيها خمسة أقوال كما ذكر ابن عطية:
القول الأول: بنو آدم حين أخرجهم الله نسما من ظهر آدم، وكانوا على الفطرة. قاله أبي بن كعب وابن زيد.
القول الثاني: الناس آدم وحده، قاله مجاهد.
القول الثالث: الناس آدم وحواء.
القول الرابع: نوح ومن في سفينته، كانوا جميعا مسلمين ثم اختلفوا.
القول الخامس: الناس القرون التي كنت بين آدم ونوح عليهما السلام وهم عشرة قرون، قاله ابن عباس وقتادة.
والراجح أن المراد بالناس جنسهم سوء اختص بذلك من كانوا من زمن آدم أو غيره، بدلالة سياق الآيات، واختلف فيما كانوا عليه، هل كانوا على شريعة واحدة مهتدين، أم كانوا كفارا ..

وفي المسألة قولان:
القول الاول: أن الناس كانوا جميعا مهتدين على شريعة واحدة من الحق فلما اختلفوا بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وعلى هذا القول قُدر في الكلام ( فاختلفوا)، كما قال ابن عطية.
- روي عن ابن عباس أنه قال:كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. فيما رواه ابن جرير، والحاكم في مستدركه. وذكره ابن كثير.
- وروي عن قتادة أنه قال: كانوا على الهدى جميعًا، "فاختلفوا فبعث اللّه النّبيّين مبشّرين منذرين" فكان أوّل نبي بعث نوحًا، وبمثله قال مجاهد، ذكره ابن كثير.
وقال الزجاج: ( وقال قوم: معنى كان الناس أمّة واحدة، كان كل من بعث إليه الأنبياء كفارا)
.
فتحتمل إرادته أنهم كانوا على الهدى وأن الله بعث لمن كفر أنبياء والله أعلم.


القول الثاني: كان الناس أمة واحدة كفارا، قاله ابن عباس، فيما ذكره ابن عطية وابن كثير، وقال ابن عطية معقبا: يريد في مدة نوح حين بعثه الله.
وقال الزجاج أنهم كانوا كفارا بين آدم ونوح عليهما السلام فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين.
قال ابن عطية: (وأول الرسل على ما ورد في الصحيح في حديث الشفاعة نوح، لأن الناس يقولون له: أنت أول الرسل، والمعنى إلى قوم كفار وإلا فآدم مرسل إلى بنيه يعلمهم الدين والإيمان).

والقولان وردا عن ابن عباس، وقد رجح ابن كثير القول الأول عنه وقال أنه أصح سندا ومعنى واستدل بالآتي:
- لأن الناس كانوا على ملة آدم عليه السلام حتى عبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض.
- وكذلك بدلالة السياق بعده، قال الله تعالى: (وأنزل معهم الكتاب بالحقّ ليحكم بين النّاس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الّذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغيًا بينهم).
والمعنى أن الله أنزل مع النبيين الكتب ليحكموا بين الناس بالحق بعدما وقع بينهم الاختلاف.. .
ويمكن أن يتقوى هذا القول بقراءات الصحابة:
- ففي قراءة ابن مسعود: (كان النّاس أمّةً واحدةً فاختلفوا)، وكذا في قراءة أبي كما روى أبو جعفر الرازي، وذكره ابن عطية وابن كثير.
- وفي قراءة أخرى نسبت لأبي بن كعب: ( كان البشر أمة واحدة)، ذكره ابن عطية.

- وقال ابن عطية أن في الآية معنى آخر هو: أن هذا إخبار عن حال جنس الناس في كونهم لا شرع لهم فكانوا أمة واحدة في خلوهم من الشرع والجهل بالحقائق، لولا أن الله من عليهم بنعمه من إرسال الرسل وإنزال الكتب.
تعقيب: وهذا يعني أن الناس في مجملهم لا شرع لهم سواء كانوا في زمان آدم ونوح عليهما السلام أو بعد ذلك من الأزمنة، فهذه حالهم دون شرع الله ونور الحق، و(كان) في هذا القول لا تختص بالمضي فقط،كما أخبر سبحانه عن نفسه الكريمة فقال: ( وكان الله غفورا رحيما) أي أنه سبحانه كان غفورا رحيما ولا يزال كذلك.

3.اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
(زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب).

قال الله تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله النبي الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

قال الله تعالى: (تَبَـٰرَكَ ٱلَّذِی بِیَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ * ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ)،فأخبر الله سبحانه وتعالى أن غاية خلق الموت والحياة اختبار الإنسان وابتلاؤه، وقد ابتلى الله الناس في هذه الدنيا بما تميل إليه القلوب، وجُبلت النفوس على محبته والاستمتاع به، والرغبة في اقتنائه، قال تعالى: (زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡبَنِینَ وَٱلۡقَنَـٰطِیرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَیۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَلِكَ مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ)، فأخبر بهذه الآية أن تزيين شهوات الدنيا وما فيها واقع لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم.

والتزيين هو: تحسين الشيء وتجميله، ومدارة ما قبح منه أو إزالته.
ولفظ التزيين ناسب كون هذه المذكورات فتنة لمن اتبع شيطانه وسولت له نفسه إتيانها على وجه غير الذي شرعه الله، فما رُؤي حُسنه، وعُلِمَ جماله، كان ذلك أدعى للافتتان به، وقد جعل البعضُ تلك الأمور جل مقصودهم، بعدما شغلت خواطرهم وتملكت قلوبهم، فانصب سعيهم على تحصيل تلك الشهوات واللذات، واقتصرت إراداتهم على العلو في الدنيا، غفلوا عن حقيقتها والغاية من وجودهم فيها.

وقد خص الله أولئك بالذكر لأنهم انخدعوا بالزينة وأقبلوا على الدنيا وآثروها على الآخرة، فسعوا لكسب متاعها الزائل، قال الله تعالى:
(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

واختلف في الفاعل في هذه الآية مع احتمال الآية للقولين فيها:
- فقيل أن الذي زين ذلك هو الله عز وجل وذلك على وجه الابتداء، كما قال تعالى:
(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ)، ومعنى تزيين الله،كما قال ابن عطية: (الإيجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء الجبلة على الميل إلى هذهالأشياءفتزيين الله من تمام نعمته على عباده المؤمنين، لتطيب حياتهم فينتفعوا بها ويستعينوا بها على مرضاته.

- وقيل أنه تزيين الشيطان، ويكون معناه كما قال ابن عطية:
(الوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها)، وهذا الذي غر الجاهلين فكان اجتهادهم في تحصيلها من أي طريق كانت.

قال الشيخ عبد العزيز بن داخل المطيري: (فما كان من التزيين متمحضاً للخير والصلاح فهو من تزيين الله تعالى، وما كان من تزيين محرّم أو مغالاة في مباح الأصل فهو من تزيين النفس والشيطان، والله تعالى لا يُنسب إليه الشر)، وقد جاء التصريح بتزيين الشيطان كما في قوله تعالى: (وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُون).

وفي هذه الآية موعظة بليغة لجميع الناس، مع تضمنها توبيخ لمن اغتر واتبع الشهوات، وركن إلى الحياة الدنيا، فذهب يجمع الأموال ويكدسها ويمنعها عن مصارفها التي أمر الله بها، وينفقها فيما وافق هواه ..
فكيف يكون لمن تملك حب الدنيا من قلبه رغبة الانقياد للحق ! وكيف يكون لأعمى القلب أن يُبصر نور الهدى !

وفي تخصيص الكافرين بالذكر في هذه الآية جملة من الفوائد، منها:
- تحذير لمن اغتر من بعض المؤمنين بحال الكافرين في الدنيا، وحدثته نفسه أن يسلك مسلكهم، وينافسهم فيها، وتناسى ما توعدهم الله به في الآخرة من سوء المصير، فليحذر أن يشابههم في تكالبهم على الدنيا والعمل من أجلها، مغترا بما يعطيهم الله فيها، فإن غاية ما يمكن أن يتمتعوا به مقصور على الدنيا وزينتها كما قال تعالى:
(من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون).
ومنها: تزهيد للمؤمنين أولي العقول من الركون إلى الدنيا والاطمئنان بما أوتوا فيها، والرغبة فيما نقص منها، قال الإمام البيهقي عن الزهد: (الزّهد أن لا يسكن قلبك إلى موجودٍ في الدّنيا، ولا يرغب في مفقودٍ منها)(الزهد الكبير: 61).
ومنها: تسلية للفقراء الذين لا قدرة لهم على الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، والتعوض بالصبر وبما ينفع في الآخرة.
ومنها: الحث على المسارعة إلى الطاعات رغبة في نيل اللذات الحقيقة والنعيم الدائم الذي لا يحول ولا يزول.

ثم ذكر الله عز وجل صفة من صفات أولئك المغرورين المفتتنين، فقال تعالى:
(وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا)، والسخرية هى: الاستهزاء والتنقص من الأمور والتعجب منها على وجه الاحتقار، فسخروا من المؤمنين إما لإيمانهم، وإما لفقرهم، وعبر بالفعل المضارع ليدل على أن حالهم الملازم لهم وديدنهم السخرية من المؤمنين الذين لم يغرهم الشيطان بالدنيا، فتركوها لمن اغتر بها عن قدرة وغنى، وأعرضوا عن المكاثرة والمفاخرة وإن كان عن قلة ذات اليد، قد عرفوا مقصودهم منها فاتخذوها مطية توصلهم إلى دار النعيم، واستعانوا بما جعل الله لهم فيها من زينة ومتاع على مرضاته، وأنفقوا ما أتاهم الله ابتغاء وجهه سبحانه، وتعوضوا عما نقصهم منها بالصبر والرضا، وآثروا ما هو خير وأبقى.

ومن دلائل افتتان أولئك بالدنيا، وتعلق قلوبهم بها، ورضاهم لحالهم، ليس فقط سخريتهم من المؤمنين الذين ترّفعوا عن كل دنئ، وارتقوا عن مواضع الشبهات والزلل، وتحلوا بالإيمان، فلم يكتف أولئك بانغماسهم في أوحال الشهوات، بل أرادوا أن يجروا إليها المؤمنين فيكونون سواء، وهذا حال متبعي الشهوات يخبر الله عز وجل عنهم في قوله:
( وَیُرِیدُ ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَا
تِ أَن تَمِیلُوا۟ مَیۡلًا عَظِیمࣰا)، فليحذر أهل الإيمان من ألاعيب شياطين الإنس الذين لا يدخرون جهدا في إيقاع المؤمنين في رذائل الأعمال.

ثم أعلم الله عز وجل المؤمنين أنهم فوق الذين كفروا يوم القيامة، في محشرهم ومنشرهم ومسيرهم ومأواهم، فهم في أعلى عليين مستقرين، وأولئك في دركات الجحيم خالدين، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فلا ييأس مؤمن من سوء حال، وطول بلاء، ولا ينظر للكافر المنعم في الدنيا نظر المفتون، فإن العاقبة الحسنة للمتقين.

وفي العدول عن الإضمار إلى الإظهار، والتعبير في المُظهر بالتقوى بدلا من الإيمان في قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ اتَّقَوْا) فوائد عدة، منها:
-
دفع إيهام عود الضمير على الكافرين، فيلتبس الكلام ويغتروا باطلا.
- الدلالة على تقوى المؤمنين، والإشارة إلى أن رفعتهم إنما جاءت من طريق التقوى.
- الدلالة على حسن تعامل المؤمنين مع شهوات الدنيا فقدموا تقوى الله عز وجل على هوى النفس ونزغات الشيطان، فاتقوا ما حرم عليهم، وأتوا ما جعله مباحا لهم على الوجه الذي يرضيه.

وهذه الجملة:
(وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) تصلح أن تكون بمثابة قاعدة للمؤمن في حياته تثير في نفسه الخوف و تجدد الرجاء، فيذكر بها نفسه ويخوفها متى عرضت له من الشهوات ما يجعله ينفلت عن طريق الاستقامة، ويغضب رب العالمين، ليرضي نفسه الأمارة بالسوء، ويطيع شيطانه، ويرغبها فيما عند الله من أجر عظيم، ونعيم مقيم، ورفعة مقام ومكانة، فيزداد رجاؤه ويحثه ذلك على التخلص من العوائق، والإكثار مما يثقل به ميزانه من صالحات.


ثم ختم الله عز وجل الآية بقوله تعالى: (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، لتكون قاعدة ثانية في حياة المؤمن، يتزود من هداياتها، ويتعاهد به شجرة الإيمان في قلبه، فينمو غرسها، ويمتد ظلها، ويلتذ بثمارها، فقد أخبر الله عز وجل أنه هو الذي يرزق فيحصل بذلك الاطمئنان أن الرزق بيد الله عز وجل الذي يصرف أمور عباده ويدبر شؤونهم، لا بيد مخلوق تارة يبذر وتارة يضن، فخزائن ملك الملوك لا تنقص وما لها من نفاد، ومن جملة الرزق ما يكون للكافر في الدنيا، وليس هذا مقياسا يقاس عليه الرزق في الآخرة، فلا مدعاة للقنوط من رؤية علو شأن الكافر في الدنيا وتقلبه في ألوان النعم، إنما الرزق الحقيقي هو الإيمان والتقوى، ومعرفة الله ومحبته ومطالعة عظيم إحسانه، وبذلك يحصل للقلب نعيم عظيم، فمن وسع الله له في هذا الرزق فقد أراد به خيرا، يدرك به اطمئنان القلب وسكونه في الدنيا، مع ما يناله من النعيم الأبدي في الآخرة.


اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وارزقنا رزقا حلالا طيبا وبارك لنا فيه
والحمد لله رب العالمين



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1442هـ/26-12-2020م, 07:23 AM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.

- موضع (من) رفع على ضربين:
1- على الابتداء،
2- وبالعامل في (من) كلمة ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ متعلقة بمحذوف حالًا من (قول)، أي: قوله حال كونه في الحياة الدنيا، أي: فيما يتعلق بالدنيا.
الأقوال في سبب نزول الآية:
1-قال السّدّيّ: نزلت في الأخنس بن شريق الثّقفيّ، جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك. وعن ابن عبّاسٍ: أنّها نزلت في نفرٍ من المنافقين تكلّموا في خبيب وأصحابه الّذين قتلوا بالرّجيع وعابوهم، فأنزل اللّه في ذمّ المنافقين ومدح خبيب وأصحابه: {ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه}
2-وقيل: بل ذلك عامٌّ في المنافقين كلّهم وفي المؤمنين كلّهم. وهذا قول قتادة، ومجاهدٍ، والرّبيع ابن أنسٍ، وغير واحدٍ، وهو الصّحيح.
3- وقيل نزلت في الأخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ كانَ يُظْهِرُ المَوَدَّةَ لِلنَّبِيءِ ﷺ.
القراءات الواردة في الآية ومعناها:
القراءة الأولى: قراءة ابن محيصنٍ: {ويشهد اللّه على ما في قلبه}: "ويشهد الله" بفتح الياء، وضمّ الجلالة ,ومعناها: اثبات علم الله لما تنطوي عليه حقيقة قلبه.
القراءة الثانية: قراءة الجمهور بضمّ الياء، ونصب الجلالة ومعناها: أنّه يظهر للنّاس الإسلام ويبارز اللّه بما في قلبه من الكفر والنّفاق، ذكر هذا المعنى عن ابن عبّاسٍ.
وقيل: معناه أنّه إذا أظهر للنّاس الإسلام حلف وأشهد اللّه لهم: أنّ الذي في قلبه موافقٌ للسانه، قاله عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، واختاره ابن جريرٍ، وعزاه إلى ابن عبّاسٍ، وحكاه عن مجاهدٍ، واللّه أعلم.
والآية تحتمل المعنيين لأن الآية إذا كانت تحتمل معنيين مختلفين بدون معارض، فإنها تحمل عليهما جميعاً فالمعنيان كلاهما حق، فهو منطوٍ على الكفر والنفاق، وهو أيضًا يعلن للناس ويشهد الله على أنه مؤمن.
والإشهاد كذباً بالله صفة للمنافقين وهذه سجيتهم أخبر الله عنهم في أكثر من آية يقول سبحانه: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ).
وهو ألد الخصام:
الألد فسرت في الآية بأحد معنيين:
الأول: يرجع إلى معنى الخصومة، والمراد أنه من أشد الناس خصومة. فهو صاحب جدال.
والثاني: أنه مائل ومعوج في خصومته . والآية تحتمل المعنيين.
وروى البخاري عن عائشة –رضي الله عنها – قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم.
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.

المعاني الواردة في الناس:
1- قال أبي بن كعب وابن زيد: المراد ب النّاس بنو آدم حين أخرجهم الله نسما من ظهر آدم، أي كانوا على الفطرة.
2- وقال مجاهد: «الناس آدم وحده».
3- وقال قوم: «آدم وحواء».
4- وقال ابن عباس وقتادة: النّاس القرون التي كانت بين آدم ونوح، وهي عشرة، كانوا على الحق حتى اختلفوا فبعث الله تعالى نوحا فمن بعده.
5- وقال قوم: الناس نوح ومن في سفينته، كانوا مسلمين ثم بعد ذلك اختلفوا.
6- وقال ابن عباس أيضا: كان الناس أمة واحدة كفارا، يريد في مدة نوح حين بعثه الله، وكان على هذه الأقوال هي على بابها من المضي المنقضي.
7- هم الجنس كله .

• والأمة في اللغة تطلق على عدة معاني:
1- أن الأمة الدين، وهذا المراد في الآية, فكان الناس على دين وملة واحدة وقصد واحد.
2- أن الأمة القامة يقال فلان حسن الأمّة، أي حسن القامة.
3- أن الأمة القرن من الناس.
4- أن الأمة الرجل الذي لا نظير له.
وكل المعاني ترجع إلى أصل واحد وهو القصد.
وتعددت الأقوال في معاني الآية :
1- قالوا كان الناس فيما بين آدم ونوح عليهما السلام - كفارا، فبعث الله النبيين يبشرون من أطاع بالجنة، وينذرون من عصى بالنار.
2- وقال قوم: معنى كان الناس أمّة واحدة، كان كل من بعث إليه الأنبياء كفارا: {فبعث اللّه النّبيّين مبشّرين ومنذرين}
3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.

تزينت هذه الدنيا فتعلق بها من تعلق وخدعت من خدعت ليس من الكفار بل سقط في وحلها كثير من المسلمين وماكان للمسلمين الانخداع بها فهي متاع الغرور ودار الزوال أما الكفار فقد صرح الله تعالى بأنهم مفتونين بها وبملذاتها عن عبادة الله بل ويسخرون من المؤمنين كيف لا يتلذذون بها ولم يعلموا أن ماعند الله خير وأبقى ولم يعلموا أن الله جعلها دار ابتلاء وفتنة , ثم إن الله سلى المؤمنين وعزاهم بأن المؤمنين المتقين اللذين اتقوا محارم الله ابتغاء ماعنده سبحانه فوق اللذين كفروا يوم القيامة يوم يأتي الكافرين مفاليسا لا أعمال لهم ولاقربة عند الله, واللّه يرزق من يشاء بغير حسابٍ فالله هو الذي هدى المؤمن بفضله وأضل الكافر بعدله والله هو الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء فلا يمانع الله ممانع سبحانه فوق كل شيء وله كل شيء.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 جمادى الأولى 1442هـ/29-12-2020م, 02:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (204 - 218)



المجموعة الأولى:
1: محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2: إنشاد راجح أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وأثني على رسالتك، أحسن الله إليك.

3: سارة عبد الله ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: لم تشيري إلى أقوى الأقوال في الآية.
كذلك لم تنسبي الأقوال.
ج3: رسالتك مختصرة أكثر من اللازم، ولم تفسّري معنى التزيين في أول الآية.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 جمادى الأولى 1442هـ/4-01-2021م, 04:03 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.

قال تعالى [وإذا تولى سعى في الأرض ] في قوله تولى فيه قولان : احدهما : غضب ذكره ابن عطية والثانى : انصرف بالبدن ذكره ابن عطية
سعى فيه قولان احدهما بمعنى عمل ذكره ابن عطية والثانى انه من السعي بالقدم ذكره ابن عطية
الثالث : القصد ذكره ابن كثير واستشهد بقوله تعالى [ ثم أدبر يسعى ]
قال تعالى [ليفسد فيها ] وفي الفساد فيه قولان : احدهما يفسد بالصد والثاني بالكفر الظلم
وقوله تعالى [ ويهلك الحرث والنسل ]
الحرث : القول الأول الزرع ومنه قوله تعالى [ إذ يحكمان في الحرث ] ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثاني : النساء والنسل ، نسلهن قال تعالى [ نساؤكم حرث لكم ] ذكره الزجاج
القول الثالث : هو نتاج الحيوانات الذين لا قوام للناس إلا بهما ذكره ابن كثير
وفي معنى إهلاكه للحرث والنسل فيه ثلاث أقوال :
القول الأول : أنه إهلاكه ذلك بالقتل والإحراق والإفساد قاله الطبري وذكره ابن عطية
القول الثاني : أنه إذا ظلم كان الظلم سببا لقطع القطر فيهلك الحرث والنسل قاله مجاهد وذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث : أنه إهلاك ذلك بالضلال الذي يؤول إلي الهلاك
قل ابن عطية الظاهر أن الاية عبارة عن مبالغة في الافساد فكل فساد في أمور الدنيا يدور حول هذا
وكل من سلك سبيل المنافقين في هذه الطرق من الافساد وغيرها فهو مهلك للحرث والنسل والله لايحب من كان هذه صفته ولا من يصدر منه ذلك فالاية عامة كما قال محمد بن كعب : عن الاية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد
و[ يهلك ] تقرا بضم الياء وكسر اللام وفتح الكاف عطفا على ليفسد وعليه أكثر القراء وفي مصحف ابي بن كعب [ وليهلك ]
وقرأ قوم ويهلك بضم الكاف إما عطف على يعجبك واما على سعى لأنها بمعنى الاستقبال واما على القطع والاستئناف
قال تعالى [ والله لا يحب الفساد ]
القول الأول : لا يحبه من أهل الصلاح فلا يحبه دينا ذكره ابن عطية
القول الثاني : لا يحب من هذه صفته ولا من يصدر منه ذلك ذكره ابن كثير


2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة}
.
قرأ ابن كثير ونافع والكسائي [ السلم ] بفتح السين والباقون بكسرها
واختلف اهل اللغة في الفتح والكسر على وجهين :
احدها : أنهما لغتان تستعمل كل واحدة منهما في موضع الأخرى ذكره ابن عطية
الثاني : معناهما مختلف والفرق بينهما أن السلم بالكسر الإسلام والسلم بالفتح المسالمة ذكره ابن عطية
ورجح الطبري حمل اللفظة على معنى الإسلام، لأن المؤمنين لم يؤمروا قط بالانتداب إلى الدخول في المسالمة، وإنما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجنح للسلم إذا جنحوا لها، وأما أن يبتدىء بها فلا.
واختلف في المراد بالدخول في السلم على ثلاث اقوال :
احدهما : الدخول في الإسلام قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وذكره الزجاج و ابن عطية وابن كثير
الثاني : معناه ادخلوا في الطاعة قاله ابن عباس والربيع وقتادة وذكره ابن كثير
الثالث : الموادعة قاله قتادة وذكره ابن كثير
واختلف في قوله تعالى [ كافة ] :
احدها : عائد الي الداخلين فيه ، أن ادخلوا في الإسلام كلكم ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
الثاني : ان ادخلوا في جميع شرائع الإسلام ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
والصحيح هو أنهم أمروا كلهم ان يعملوا بجميع شعب الايمان وشرائع الإسلام ما استطاعوا منها

3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين أما بعد :
سبحان القائل في كتابه [ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا امنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ] فقد جرت سنة الله على عبادة أن يبتليهم بأنواع الابتلاء ليميز الصادق من الكاذب والبر من الفاجر فقال سبحانه [ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا ]
أي أحسبتم دخولكم الجنة خال من أن يصيبكم ما أصاب من قبلكم من القتل والفقر والخوف من الأعداء ،فيخبرنا الله تبارك وتعالى أنه لابد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء كما فعل بمن قبلهم فهي سنته التي لا تتغير ولا تتبدل لكي يتبين من يقوم بشرع الله تعالى ويصبر ويصدق في إيمانه وينال رضوان الله تعالى وجنته و من هو معرض عن تطبيق شرعه وكاذب في إيمانه ، وقد نزلت هذه الاية في الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كما في قصة الأحزاب حين حوصرا النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه فقال الله تعالى {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون باللّه الظّنونا* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدًا* وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ ما وعدنا اللّه ورسوله إلا غرورًا} الآيات [الأحزاب: 10 -12] فصبروا فكانت العاقبة لهم ، فالابتلاء هو طريق التمكين والنصر فلقد سأل هرقل أبا سفيان: هل قاتلتموه؟ قال: نعم. قال: فكيف كان الحرب بينكم؟ قال: سجالا يدال علينا وندال عليه. قال: كذلك الرّسل تبتلى، ثمّ تكون لها العاقبة وسال أحد تلامذة الامام الشافعي هل يمكن العبد او يبتلى ؟
قال الامام الشافعي لا يمكن العبد حتى يبتلى ثم تلا قوله تعالى [ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون ] ثم قال تعالى [ وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله ] أي : يستفتحون المؤمنون على أعدائهم ويدعون بقرب الفرج والمخرج عند ضيق الحال والشدة وقولهم هذا على سبيل طلب استعجال النصر لا على سبيل الشك والارتياب فقال الله تعالى لهم [ ألا إن نصر الله قريب ] وكما قال تعالى [ فإن مع العسر يسرا إن مع العسريسرا ] فكما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها و ليعلم العبد أن كل ما يحدث حوله من تسلط اهل الباطل وكثرة الفتن والامراض والقتل هو ابتلاء وسنة الله التي جرت على عباده وهى تنبيه للرجوع إلي الله تعالى باتباع شرعه واجتناب نهية والصبر على طاعته وليعلم علم اليقين أن التمكين لا يكون إلا لعباده الصادقين .
وختاما نسأل الله الصبر بعد البلاء والرضا بعد القضاء والثبات على الحق حتى نلقاه

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 جمادى الأولى 1442هـ/5-01-2021م, 11:38 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

مها عبد العزيز أ



أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 جمادى الآخرة 1442هـ/19-01-2021م, 02:38 PM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
)وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد(.
سبب النزول :
قسم سياق هذه الآيات الناس إلى قسمين المنافق والمؤمن فقال : ( فمن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) ، وهو المنافق ، (فمن ) هنا التبعيضية ، أي بعض الناس من هذا وصفه فالآية عامة في كل من هذا وصفه ، وإن كانت كما قيل أنها نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي الذي أتى وأظهر الإيمان للنبي ، ثم تولى وأحرق زروع لقوم من الأنصار وقتل حميرهم .
معنى (تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ) في الآية
تولى هنا بمعنى غضب وأدبر وأنف ، أو بمعنى قام وذهب ، ففي المعنى الأول يكون سعيه معنويا في إرادته الفساد وحيله في محاربة الإسلام ، وفي المعنى الثاني هو عمله وقصده حقيقة بحرق الزروع وقتل المواشي .
والسعي يشمل مطلق الحركة ، فهذا وهذا كلهم مفسد فمنهم من باشر الإفساد بسعيه كالأخنس بن شريق ومنهم من كان فسقه ومعاصيه ورده الناس عن الحق وشغلهم بالباطل سببا في فساد الأرض ، كما أن الإصلاح والتقوى سببا في بركات الأرض واعمارها بالخيرات ، قال تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) وقال تعالى : ( ولو أن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ) .
معنى قوله : ( الحرث والنسل )
الحرث هو المحروث وهو الزروع ، والنسل هو كل ما تناسل من الانسان أو الحيوان .
وقوله : ( والله لا يحب الفساد )
لأنه مخالف لحكمة خلق الانسان ، فإنما خلقه لعمارة الأرض بالإيمان والإصلاح ، لا للفسق والفجور والإفساد ، وكما أن الله لا يحب الفساد فهو أيضا ( لا يحب المفسدين ) .


2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة).
المسألة الأولى : فائدة تخصيص النداء للمؤمنين
النداء للتنبيه ، وللعناية وللاهتمام ، ويستفاد من تخصيص الخطاب للمؤمنين أمور ثلاث :
1) أن امتثال هذا الأمر من مقتضيات الإيمان
2) للحث والإغراء للاستجابة للخطاب
3) أن فعل الأمر إن كان أمرا من كمال الإيمان وتركه إن كان نهيا من كمال الإيمان
المسألة الثانية : معنى الدخول في السلم
والسلم هنا ذكر فيها معنيين :
• السلم بمعنى الإسلام والاستسلام لله والدخول في جميع شرائعه ، والطاعة لله ولأمره ، ذكره ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وطاووس وقول لقتادة .
• السَلم ، والسِلم بفتح السين ، وكسرها ، كلاهما بمعنى الإسلام والمصالحة والموادعة ، ذكره الزجاج ، وذكر ابن عطية قراءة الفتح عن ابن كثير ونافع والكسائي وعنهم أنها بمعنى واحد ، وفرق أبو عمرو بن العلاء بينهما فبالكسر الإسلام وبالفتح المسالمة ذكره ابن عطية عنه .
ورجح حمل اللفظ على الإسلام قولا واحدا ، ذلك أن المؤمنين لم يؤمروا بالانتداب للمسالمة والابتداء بها ، ورجح ابن عثيمين حمل اللفظ على الإسلام فقط .

المسألة الثالثة : معنى (كافة ) وإعرابها .
و قوله : " كافة " : أي : جميعا ، كافة أي : جميعا : فهي معنى الجميع والإحاطة ، واشتقاقها من الكف أي : المنع وسميت كفّة الثوب لأنها تمنعه أن ينتشر . والمراد بالكافة الجماعة التي تكف مخالفها .
والمعنى : نفذوا أحكام الإسلام جميعا ، لا تفرطوا في شيء منها .ولا تتركوا شيئا من شعائره ، ويكون (كافة )على هذا المعنى حالا من السلم ، والقول الثاني : أن كافة حالا من الواو في (ادخلوا ) أي ادخلوا جميعكم ، قال ابن عطية : ويجوز أن تكون كافة حالا من شيئين فتشمل أجزاء الدين والمؤمنين.
وحمل معنى الطلب من المؤمنين في الدخول إلى الإسلام مع أن مرتبة الإيمان أعلى من الإسلام أمرهم بالثبوت فيه والزيادة من التزام حدوده .

المسألة الرابعة : من المخاطب بالآية
• جميع المؤمنين ، يأمرهم بالدخول فيه جميعا والالتزام بحدوده والزيادة منه والثبوت عليه .
• المخاطب من آمن من بني إسرائيل كعبد الله بن سلام ، ذلك أنهم أرادوا خلط الدين بشئ من شعائرهم كتعظيم السبت فقيل لهم ادخلوا في أجزاء الشرع كله ، وعلى هذا المعنى تكون كافة حالا من السلم فقط ، ذكره ابن عطية .
• المخاطب هم أهل الكتاب والمراد بالإيمان في الآية هو إيمانهم بموسى وعيسى ، فمن يرى معنى السلم الإسلام فهي دعوة لهم للدخول فيه ، ومن يرى السلم الموادعة فتكون الدعوة للالتزام بالجزية ، ذكره ابن عطية عن ابن عباس ، ورده ابن كثير والمعنى الأول هو الصحيح .



...................................................................................

3. ) اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) .
لما ذكرت الآية السابقة سنة الله في اختلاف الأمم بعد إنزال الكتب وما ينشئ بسبب الاختلاف من عداوات ، وصراع بين الحق والباطل ، وما يكون في هذا الصراع والقتال من ابتلاء واختبار إما بهجرة أو جهاد أو إيذاء قال تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ) .
فهذه سنة الله أن جعل الدنيا دار بلاء واختبار ، والجنة دار كرامة وجزاء ، وكتب الله على أهلها أهل الإيمان أن يبتلوا في أنفسهم وأموالهم وأهليهم ولا يثبت إلا الطامع فيها الراجي لجوار ربه .
فلا تظنوا أنكم ملاقوها إلا بمثل ما جرى على من مضوا قبلكم ،
والبأساء الفقر ، والضراء المصائب في البدن من مرض ونحوه (وزلزلوا ) من الزل وهو زل الشئ عن مكانه وزلزله كرر زلزلته من مكانه ، فهو مرة بعد مرة ، وزلزلت قلوب المؤمنين بالمخاوف والفتن العظيمة ، وهو كقوله تعالى عن حال بلائهم فوقد تكابل عليهم الأحزاب وأتوهم من فوقهم ومن أسفل منهم ( هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ) .
وكان أن بلغ بهم الجهد والشدة إلى أن سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حين استبطأوا النصر ( متى نصر الله ) ، لا جزعا ولا شكا في وعد الله ولكن استعجالا للفرج ، فكان أن أتاهم الرد من ربهم ( ألا إن نصر الله قريب ) مؤكد بهذه التأكيدات ( ألا ، إن ) ثم أضاف النصر إليه فقال نصر الله ، فحكمة الله أن يأتي النصر في الوقت الذي تشاءه حكمته ، متى شاءه وكيف شاءه .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1442هـ/26-01-2021م, 06:04 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

رشا عطية اللبدي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شعبان 1442هـ/18-03-2021م, 07:38 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

المجموعة الأولى:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.

هذه الآية تصف حال المنافقين واختلف في سبب نزولها
سبب النزول:
قيل في سبب نزول هذه الآية عددا من الأقوال من ذلك أنها نزلت في الأخنس بن شريق الثّقفيّ، جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك.
وقيل أنّها في نفرٍ من المنافقين تكلّموا في خبيب وأصحابه الّذين قتلوا بالرّجيع وعابوهم، فأنزل اللّه في ذمّ المنافقين ومدح خبيب وأصحابه.
وقيل هي عامة نزلت في المنافقين كلهم فهي من صفاتهم مع المؤمنين كلهم وهذا هو الصحيح
وقوله: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا )
( من الناس) هم المنافقون، ( يعجبك قوله في الحياة الدنيا) أي يظهر بلسانه الإسلام والدين ويبطن خلافه
وفي الحديث عن محمد بن كعب القرظي: أن في بعض كتب الله تعالى: «أن من عباد الله قوما ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، يجترون الدنيا بالدين، يقول الله تعالى: أبي يغترون وعلي يجترون؟ حلفت لأسلطن عليهم فتنة تدع الحليم منهم حيران) . قال القرظيّ: تدبّرتها في القرآن، فإذا هم المنافقون، فوجدتها: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد اللّه على ما في قلبه} الآية.
(ويشهد الله على ما في قلبه)
قوله (يشهد الله) فيه قراءتان،
-فقرئت بفتح الياء وضم لفظ الجلالة والمعنى أن الله يعلم أن ما في قلبه خلاف ما قاله من الكلام الحسن بل ان مافي قلبه قبيح وهذا كقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه واللّه يعلم إنّك لرسوله واللّه يشهد إنّ المنافقين لكاذبون}
- وقرئت بضم الياء وفتح لفظ الجلالة، ومعناه أنه يقول : الله يعلم اني اقول حقاً، ويزعم ان مافي قلبه مطابق لقوله وهذا ابلغ في الذم لأنه قوى على نفسه التزام الكلام الحسن وباطنه خلافه.
(وهو ألدّ الخصام).
الألد هو الأعوج وهو الشديد الخصومة الذي يلوي الحجج، وهكذا حال المنافق يكذب ويزور الحقائق والحجج ويلويها ولا يستقيم معه امر، ويفتري وكما في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"، وعنه قال: "أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم".
والمراد من الآية أنها تبين حالة المنافق وبعض صفاته وفيها توبيخ له وذم، وتحذير منه لئلا ينخدع به المؤمنون.
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.
اختلف المفسرون في ذلك على أقوال:

1- قالوا كان الناس فيما بين آدم ونوح عليهما السلام كفارا، فبعث الله النبيين يبشرون من أطاع بالجنة، وينذرون من عصي بالنار، وهو مروي عن ابن عباس ذكره الزجاج، وابن عطية وابن كثير.
2- وقيل النّاس القرون التي كانت بين آدم ونوح، وهي عشرة، كانوا على الحق حتى اختلفوا فبعث الله تعالى نوحا فمن بعده، وهو قول ابن عباس، وقتادة ومجاهد، ذكره ابن عطية وابن كثير، ويدل عليه قراءة ابن مسعود وأبيّ: "كان النّاس أمّةً واحدةً فاختلفوا".
الناس نوح ومن في سفينته، كانوا مسلمين ثم بعد ذلك اختلفوا، ذكره ابن عطية
3- كان كل من بعث إليه الأنبياء كفارا، ذكره الزجاج
4- وقيل المراد ب النّاس بنو آدم حين أخرجهم الله نسما من ظهر آدم، أي كانوا على الفطرة. وهو قول محمد بن كعب، ذكره ابن عطية
5- وقيل الناس آدم وحده، وقال مجاهد، ذكره ابن عطية
6- وقيل آدم وحواء، ذكره ابن عطية
7- يخبر عن الناس الذين هم الجنس كله أنهم أمة واحدة في خلوهم عن الشرائع وجهلهم بالحقائق. لولا منّ الله عليهم وتفضله بالرسل إليهم، ف كان على هذا الثبوت لا تختص بالمضي فقط، ذكره ابن عطية

قال ابن كثير: والقول الأوّل عن ابن عبّاسٍ أصحّ سندًا ومعنًى؛ لأنّ النّاس كانوا على ملّة آدم، عليه السّلام، حتّى عبدوا الأصنام، فبعث اللّه إليهم نوحًا، عليه السّلام، فكان أوّل رسولٍ بعثه اللّه إلى أهل الأرض.
ولهذا قال: {وأنزل معهم الكتاب بالحقّ ليحكم بين النّاس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الّذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغيًا بينهم} أي: من بعد ما قامت عليهم الحجج وما حملهم على ذلك إلّا البغي من بعضهم على بعضٍ، {فهدى اللّه الّذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحقّ بإذنه واللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}
3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.

أخبر الله تعالى عن حال الذين كفروا تجاه هذه الدنيا، وأنها زينت في قلوبهم فأشربوها وأحبوها وتكالبوا عليها فهم لا يعتقدون بغيرها حياة، فلا بعث ولانشور ولا حياة أخرى يحاسبون فيها.
ومع هذا فهم يسخرون من الذين آمنوا الذين زهدوا في الدنيا رغبة في الآخرة وإيماناً بها فظنوا أنفسهم خيراً منهم لأجل أنهم متمتعون في الدنيا يرزقون ويجمعون، واعتقدوا أنهم بهذا الرزق والتمتع لهم الأفضلية عليهم، لكن الله تعالى رد عليهم ذلك، وأخبر أن الرزق في الدنيا غير مختص لمن هو أفضل عملاً أو قدراً لكنه يرزق من يشاء من عباده ويقدر لهم ابتلاء ليرى من يصبر ويشكر كما قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) {الملك -7}، وقال على لسان سليمان : ( قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) {النمل-40}،
ومن رحمة الله تعالى وفضله على عباده المؤمنين وتثبيتاً لهم أخبر أنهم فوق هؤلاء الكفار الذين يسخرون منهم يوم القيامة، والفوقية هنا هي فوقية المنزلة والقدر والمكانة عنده، وكذلك فوقية المكان فهم في الجنة في أعلى عليين، وأولئك في النار في أسفل سافلين، وقبلها فوقهم في المحشر والمنشر، وسيرزقهم الله عطاء جزيلاُ لا عد له ولا حصر، فالله تعالى يرزق من يشاء من خلقه في الدنيا والآخرة وذلك بحكمته وعلمه، ويرزق المؤمنين الصابرين المنفقين من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون، كما ورد عن النبي صلى الهل عليه وسلم قال الله تعالى "ابن آدم، أنفق أنفق عليك"، وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا.
وفي الآية عدة فوائد:
1- عدم الاغترار بالحياة الدنيا والانجرار خلفها، وذلك بتعاهد الايمان في القلب لا سيما الايمان باليوم الآخر، فإنها أقوى ما يزهد في الدنيا وأرجى للمؤمن أن يصبر ويحتسب، فلا يكن همه الدنيا والحرص عليها، بل يسعى للعمل للآخرة وينفق مما يجد راجياً ثواب الله ورحمته ورزقه.
2- عدم الاغترار بما عند الكفرة من متع الدنيا وزينتها ومفاخرتهم في ذلك على المؤمنين، وإن كان المؤمنين دونهم في ذلك، فإن الله تعالى لا يزرق في هذه الدنيا بحسب أعمال الناس وليس الرزق دليلا على محبة الله للعبد بل قد يكون الرزق استدراجا لمن يرزقهم، ويكون الامساك رحمة وتأديباً ورفعةً لمن يمسك عنهم، فيختبر كلا الفريقين ثم يحاسبهم يوم القيامة فيحشرهم إليه جميعاً ويظهر منزلة المتقين وقدرهم، ومنزلة الكافرين ومكانهم، فيكون الذين آمنوا في عليين والذين كفروا في سجين ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يعملون)
3- دلالة الآية على هوان الدنيا عند الله تعالى، وأنها لا تساوي شيئاً، فهي مجرد زينة ينخدع بها الغز قصير النظر، ويستخدمها الشيطان في غواية أتباعه، ولو أنها تساوي شيئا عند الله لما رزق الكافرين ومنع بعض المؤمنين، ومن أجل ذلك يجب أن تأخذ حجمها الحقيقي في قلب العبد المؤمن ولا تتمكن منه فيغتر بها فتكون هي همه وينسى الحياة الحقيقية حياة الآخرة التي يكون فيها النعيم الحقيقي او الجحيم الأبدي.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 شعبان 1442هـ/21-03-2021م, 03:43 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


آسية أحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
ج1: على قراءة الضم يوجد قول آخر فراجعيه.

ج2: يصعب أن يكون في مسألة عشرة أقوال مختلفة، وإنما غالبا ما يجمعها أقوال أقل.
وهذه المسألة تدرس من جزئين، الأول المراد بالناس، والثاني معنى كونهم أمة واحدة
وبذلك ستظهر لك ثلاثة أقوال
الأول أنهم كانوا أمة واحدة على الإيمان ثم اختلفوا
الثاني أنهم كانوا أمة واحدة على الكفر
الثالث أنهم كانوا أمة واحدة في الجهل والخلو من الشرائع
فاعتني بالنظر في الأقوال ومحاولة التوفيق بينها
بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 9 شعبان 1442هـ/22-03-2021م, 04:32 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
تابع التقويم


آسية أحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
ج1: على قراءة الضم يوجد قول آخر فراجعيه.

ج2: يصعب أن يكون في مسألة عشرة أقوال مختلفة، وإنما غالبا ما يجمعها أقوال أقل.
وهذه المسألة تدرس من جزئين، الأول المراد بالناس، والثاني معنى كونهم أمة واحدة
وبذلك ستظهر لك ثلاثة أقوال
الأول أنهم كانوا أمة واحدة على الإيمان ثم اختلفوا
الثاني أنهم كانوا أمة واحدة على الكفر
الثالث أنهم كانوا أمة واحدة في الجهل والخلو من الشرائع
فاعتني بالنظر في الأقوال ومحاولة التوفيق بينها
بارك الله فيك
بعد إذنكم فيما تبين لي بعد قراءة إجابات الزملاء وفقهم الله أن إجابة أ.آسية مثل إجابة أ.العبداللطبف ولم تكتب الملاحظة للأستاذ هل لو اعتمدت حلهم مناسب؟؟

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir