دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1431هـ/14-02-2010م, 12:36 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي سؤال عن معنى كلام لابن القيّم رحمه الله في أسباب إضلال الله للعبد؟

السلام عليكم ورحمة الله

شيخنا الكريم في كتاب الفوائد لابن القيم رحمه الله هذه الفائدة

اقتباس:
فائدة جليلة في القدر
رب ذو إرادة أمر عبدا ذا إرادة فإن وفقه وأراد من نفسه أن يعينه ويلهمه فعل ما أمر به وإن خذله وخلاه وإرادته ونفسه وهو من هذه الحيثية لا يختار إلا ما تهواه نفسه وطبعه فهو من حيث هو إنسان لا يريد إلا ذلك ولذلك ذمه الله في كتابه من هذه الحيثية ولم يمدحه إلا بأمر زائد على تلك الحيثية وهوكونه مسلما ومؤمنا وصابرا ومحسنا وشكورا وتقيا وبرا ونحو ذلك وهذا أمر زائد على كونه مجرد إنسان وإرادته صالحة لكن لا يكفي مجرد صلاحيتها إن لم تؤيد بقدر زائد على ذلك وهو التوفيق كما أنه لا يكفي في الرؤية مجرد صلاحية العين للإدراك إن لم يحصل سبب آخر من النور المنفصل عنها.
ما معنى كلامه رحمه الله؟


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 جمادى الآخرة 1431هـ/20-05-2010م, 07:47 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الحربي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الكريم في كتاب الفوائد لابن القيم رحمه الله هذه الفائدة
اقتباس:
فائدة جليلة في القدر
رب ذو إرادة أمر عبدا ذا إرادة فإن وفقه وأراد من نفسه أن يعينه ويلهمه فعل ما أمر به وإن خذله وخلاه وإرادته ونفسه وهو من هذه الحيثية لا يختار إلا ما تهواه نفسه وطبعه فهو من حيث هو إنسان لا يريد إلا ذلك ولذلك ذمه الله في كتابه من هذه الحيثية ولم يمدحه إلا بأمر زائد على تلك الحيثية وهوكونه مسلما ومؤمنا وصابرا ومحسنا وشكورا وتقيا وبرا ونحو ذلك وهذا أمر زائد على كونه مجرد إنسان وإرادته صالحة لكن لا يكفي مجرد صلاحيتها إن لم تؤيد بقدر زائد على ذلك وهو التوفيق كما أنه لا يكفي في الرؤية مجرد صلاحية العين للإدراك إن لم يحصل سبب آخر من النور المنفصل عنها.
ما معنى كلامه رحمه الله؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كلام ابن القيم رحمه الله تعالى بيان لأمر مهم يتعلق بالتوفيق والخذلان وهو من أصول علم القضاء والقدر، وقد ورد بيانه في الكتاب والسنة في مواضع كثيرة:
- قال الله تعالى: (ومن يضلل الله فما له من هاد).
- وقال تعالى: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون).
- وقال تعالى: (قل إن الهدى هدى الله).
- وقال تعالى: (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما).
- وقال تعالى: (لمن يشاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)
- وقال: (فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله).
- وقال جل وعلا كما في الحديث القدسي الصحيح: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم).
فلا غنى للإنسان عن هداية من الله تعالى خاصة يوفقه فيها لسلوك سبيل النجاة، ومن زعم أنه مستغن برأيه ومعرفته وذكائه فقد ضل وطغى، فلا يستقل بذلك إنسان مهما بلغ من الذكاء والفهم ، لأنه بحاجة إلى قدر زائد وهو هداية التوفيق من الله تعالى، وكم هلك من ذكي، وانحرف من مستبد متبجح بفهمه وعبقريته ورأيه.
فكما أن العين وإن كانت صحيحة فلا تبصر إلا إذا وجد نور خارجي عنها يضيء لها ما تبصره، ويجلي عنها الظلمة، فكذلك العبد لا يكفيه فهمه وذكاؤه لسلوك سبيل الهداية ما لم يكن له نور من الله يسير عليه ، وهذا النورجعله الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين في الدنيا معنى وفي الآخرة حساً
- قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم).
- وقال جل وعلا: (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم) وهذا في الآخرة.
وقال تعالى: (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)

والإنسان من حيث كونه إنسانا يغلب عليه الجهل والظلم كما قال تعالى: (وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً)
وكما قيل:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد = ذا عفة فلعلة لا يظلم
لأن مقتضى الطبع الحيواني أن يحرص الإنسان على ما ينفعه ولو كان فيه مضرة لغيره، وإذا لم يكن لديه إيمان بالحساب والجزاء وتصديق بالوعد والوعيد فأي شيء يردعه عن الظلم والبغي؟
ومن كان فيه شيء من صلاح النفس إذا عاش في وسط حيواني ظلوم جهول تأثر به وتخلق بأخلاقه، فإذا لم يأتهم نور من الله يهتدون به، ويزكون به نفوسهم من رذائل الطباع، ومساوئ الأخلاق والأعمال بقوا في طغيانهم يعمهون.

فالتوفيق والخذلان بيد الله تعالى وحده، لا مهتدي إلا من هداه الله، ومن يضلل فلا هادي له، ولذلك أمر العبد بالإكثار من سؤال الله تعالى الهداية، بل لا تصح صلاة من مصل إلا بهذا الدعاء المذكور في سورة الفاتحة.
والأحاديث الواردة في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الهداية من ربه وأمره بطلب الهداية من الله كثيرة جداً.
وهذه الكثرة تفيد المؤمن اللبيب أن شأن طلب الهداية عظيم جداً، وكثرة سؤال الله تعالى الهداية فيه بيان شدة افتقار العبد إلى هذه الهداية، ومعرفة بقدر نفسه أنه لا يملك أن يهدي نفسه بل الهداية فضل من الله تعالى عليه، إن منَّ الله بها عليه فاز وسعد في الدارين، وإن حُرِمها خاب وخسر خسراناً مبينا، نعوذ بالله من الخسران.
ولذلك تجد نفوس المؤمنين خاشعة مخبتة إلى ربها ليس فيها زهو الكفار، ولا تذبذب المنافقين، ولا غفلة العصاة.
وقد مدح الله تعالى الخاشعين والمخبتين إليه ، ومدح ما أظهروا من الافتقار إليه، وبصيرتهم بأن الهداية فضل من الله عليهم ، يسألونه أن يمنَّ بها عليهم فضلاَ منه ونعمة، من غير استحقاق مسبق منهم.
وعلى هذا فالله تعالى حكيم عليم وقد بين لنا أسباب الهداية وأسباب الضلال، فهو جل وعلا لا يضلُّ أحداً من عباده إلا وهو مستحق للإضلال ، حقيق بأن تحق عليه الكلمة ويناله سوء العذاب
قال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين)
وقال تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون).
وقال: (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم)
وقال: (كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين).
وقال: (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين).
وقال: (والله لا يهدي القوم الكافرين).
وقال: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وقال: (بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ومالهم من ناصرين).
وقال: (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار).
وقال: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب).
والآيات في بيان أسباب الإضلال كثيرة حري بالمؤمن اللبيب أن يتدبرها في القرآن الكريم فيحذر كل الحذر من الاتصاف بشيء من تلك الأسباب.
وعظ أبو الوفاء بن عقيل مرة فقال: يا من وجد في قلبه قسوة، انظر لعلك نقضت عهداً بين وبين الله فإن الله تعالى يقول: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية).
وقريب من هذا المعنى قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون).
وهذا أمر قل من يتفطن له أنه من أسباب النفاق والضلال والعياذ بالله.

وجماع أسباب الهدى طاعة الله ورسوله والاعتصام بالله، وأول وصية أوصى الله بها الناس هي وصيته لآدم عليه السلام وحواء لما أهبطهم إلى الأرض فقال تعالى: (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
وقال تعالى: (قال اهبطا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
وهذه الوصية الجليلة تضمنت وعداً عظيماً من الله البر الرحيم، والله لا يخلف الميعاد: أن من اتبع هداه فلا يضل ولا يشقى، ولا يخاف ولا يحزن، وهذا الوعد الرباني الكريم قائم إلى يوم القيامة.
قال ابن جرير رحمه الله: (وذلك، وإن كان خطابًا من الله جل ذكره لمن أُهبط حينئذٍ من السماء إلى الأرض، فهو سنّة الله في جميع خلقه).
فضمن الله لمن اتبع هداه أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، ولا يخاف ولا يحزن، وجماع الشر في الخوف والحزن، الخوف مما يخشى وقوعه من الشر أو فواته من الخير، والحزن على ما فاته وأصابه ، فإذا ما أصاب الإنسان شيء من الخوف والحزن فليعلم أن في اتباعه للهدى نقصاً وتفريطاً.
ونحن قد جاءنا أعظم الهدى وهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من اتبعه هداه الله ، ومن أعرض عنه ضل وخسر خسراناً مبينا.
كما قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).
وقال الله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا).
وقال تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).
وقال: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب).
وقال: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
وقال: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة آتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين).
بل قال عن المنافقين: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثيتاً وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيماً ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما).
وكل ما جاء في القرآن من بيان أسباب الفلاح والنجاة والفوز فهو من أسباب الهداية، فمن قرأ القرآن بتدبر وحسن قصد رجي أن يوفق لأسباب الهداية.
فتبين بذلك أن من أسباب الهداية أعمال صالحة يعملها العبد من الإيمان والطاعة والاعتصام والصبر والشكر والصدقة والدعاء ونحوها وهي أعمال لا يقتضيها الطبع المجرد.
اللهم اهدنا هداية ظاهرة وباطنة، وارزقنا السداد في القصد والقول والعمل، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إنك سميع عليم.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 رمضان 1431هـ/23-08-2010م, 02:45 PM
د. أحمد عليوي حسين الطائي د. أحمد عليوي حسين الطائي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 24
افتراضي إرادة الله وإرادة العبد

بسم الله.. الحمد لله، وأزكى صلاته وأتم سلامه على نبيه ومصطفاه وعلى آله وجميع صحبه ومن استنَّ بسنته واتبع هداه...
وبعد...
فجزى الله تعالى السائل والمجيب خير الجزاء، وأدعو الله تعالى أن ينفعهما وينفع بهما المسلمين بل الناس أجمعين...
نعم... فإن الله تعالى هو وحده صاحب الإرادة المطلقة التي لا يحدها شيء ولا يحول بينه وبين ما يريد شيء.
ومن تمام نعمة الله تعالى على عبده أنه جعله ذا إرادة ولكنها محدودة، فلا يمضي منها ولا يتم إلا ما أذن الله به.
وإذا ما أراد الله سبحانه -وهو صاحب الإرادة المطلقة- من عبده -وهو صاحب الإرادة المحدودة- شيئاً مما فيه صلاح ذلك العبد ونجاته في الدارين، وذلك العبد قد منَّ الله عليه بالإرادة والقدرة على امتثال خطاب الشرع بفعل المأمور وترك المحظور... (رب ذا إرادة أمر عبداً ذا إرادة).
فإن الله تعالى إذا ما أراد الخير لذلك العبد –بمحض فضله سبحانه وإحسانه- وفقه للعمل بمقتضى إرادة المولى سبحانه وذاك بتوفيقه لفعل ما أمره به والانتهاء عما نهاه عنه.
وأما إذا ما كتب الله سبحانه الخذلان على ذلك العبد وحرمه التوفيق -من دون ظلم به- تركه وإرادته المحدودة القاصرة؛ المحفوفة بالشهوات، وأسلمه لما جبلت عليه نفسه من الرغبة في النزوات، ومن هنا فإنه لا يختار بطبيعته المائلة إلى أصله –الطين والماء المهين- إلا ما تهواه نفسه و يميل إليه طبعه وإن كان ذا إرادة، ولكن ... هيهات هيهات... أنى لعبد حُرم التوفيق الظفر بموافقة ما يريد الله وطاعته بامتثال شرعه؟ وهو أسير الأهواء، وطبيعته وما جُبِلَ عليه من الضعف تأبى عليه الارتقاء؟... {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً (النساء/28)}.
(فهو من حيث هو إنسان لا يريد إلا ذلك، ولذلك ذمه الله في كتابه من هذه الحيثية ولم يمدحه إلا بأمر زائد على تلك الحيثية وهو: كونه مسلما ومؤمنا وصابرا ومحسنا وشكورا وتقيا وبرا.... ونحو ذلك.
وهذا أمر زائد على كونه: مجرد إنسان)
وكما أن العين لا تكفيها لرؤية الأشياء قدرتها على الإبصار ما لم يتوفر لها الضياء الذي يخرجها من الظلمات إلى النور.
فكذلك الإنسان، لا يقدر على فعل ما فيه خيره ونجاته مما أمره به الله ما لم تؤيده معونة مولاه.
(لا يكفي في الرؤية مجرد صلاحية العين للإدراك إن لم يحصل سبب آخر من النور المنفصل عنها)
وآخر ما نرتجي أن نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فنعم الإله ونعم الرسول.
اللهم امنن علينا من واسع رحمتك وعلى السائل والمسئول بتمام التوفيق والقبول، وجنبنا بفضلك يا رب ويا رحمن الخزي والخسران، اللهم والقارئ وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين...
لا الأمرُ أمري ولا التدبيرُ تدبيري *** ولا الأمورُ التي تجري بتقديري
لي خالقٌ رازقٌ ما يشـاءُ يفعلُ بـي *** أحاطَ بالعلمِ دوماً قبلَ تصويري

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 رمضان 1431هـ/23-08-2010م, 08:32 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

جزى الله شيخنا الفاضل عبدالعزيز خيرا وبارك الله بوقته وعلمه.

وشكرا لك أخي الفاضل أحمد عليوي إضافة نافعه جزاك الله خيرا أرجو ان تفيدنا بمامنحك الله من علم , بارك الله فيك وبعلمك

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 رمضان 1431هـ/24-08-2010م, 02:43 PM
د. أحمد عليوي حسين الطائي د. أحمد عليوي حسين الطائي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 24
افتراضي

جزاكم الله تعالى أنتم كل خير أخوتي وأخواتي الأكارم في هذا الصرح المبارك -معهد آفاق التيسير- الذي اسأل الله تعالى أن يجعله مفتاح خير ومغلاق شر، وأن يمن على جميع إدارييه وأعضائه وزائريه بتمام الموفقية في حياتهم العلمية والعملية، هداكم الله دوما للحق وثبتكم عليه وجعلكم أدلاء إليه.
أخوكم د.أحمد الطائي.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 رمضان 1431هـ/24-08-2010م, 07:50 PM
طالب البر طالب البر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 2
افتراضي

جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم فقد أفدتم وأجدتم زادكم الله من فضله

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 رمضان 1431هـ/28-08-2010م, 02:39 PM
الصورة الرمزية د.نوال
د.نوال د.نوال غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 42
افتراضي


شكراً لك أخي الكريم
الشيخ /عبدالعزيز الداخل
شكراً لك غاليتي أمجاد
الشكر موصول لأخي
د. أحمد عليوي حسين الطائي
بارك الله فيكم وفي الموضوع القيم الراقي
كفيتم ووفيتم لاأجد ما أضيفه
نفع الله بكم وبعلمكم المفيد
موفقين بإذن الله

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 جمادى الآخرة 1432هـ/20-05-2011م, 05:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

سؤال أمجاد الحربي : شيخنا الكريم في كتاب الفوائد لابن القيم رحمه الله هذه الفائدة

اقتباس:
فائده جليله في القدر
اقتباس:
رب ذو ارادة امر عبدا ذا ارادة فان وفقه وارادمن نفسه ان يعينه ويلهمه فعل ماامربه وان خذله وخلاه وارادته ونفسه وهومن هذه الحيثيه لايختار الا ماتهواه نفسه وطبعه فهومن حيث هو انسان لايريد الاذلك ولذلك ذمه الله في كتابه من هذه الحيثيه ولم يمدحه الا بامر زائد على تلك الحيثيه وهوكونه مسلما ومؤمنا وصابرا ومحسنا وشكورا وتقيا وبرا ونحوذلك وهذا امر زائدعلى كونه مجرد انسان وارادته صالحه لكن لايكفي مجردصلاحيتها ان لم تؤيد بقدر زائدعلى ذلك وهوالتوفيق كما انه لايكفي في الرؤية مجرد صلاحية العين للادراك ان لم يحصل سبب اخر من النور المنفصل عنها.
مامعنى كلامه رحمه الله؟
جواب الشيخ عبد العزيز الداخل : كلام ابن القيم رحمه الله تعالى بيان لأمر مهم يتعلق بالتوفيق والخذلان وهو من أصول علم القضاء والقدر، وقد ورد بيانه في الكتاب والسنة في مواضع كثيرة:
- قال الله تعالى: (ومن يضلل الله فما له من هاد).
- وقال تعالى: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون).
- وقال تعالى: (قل إن الهدى هدى الله).
- وقال تعالى: (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما).
- وقال تعالى: (لمن يشاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)
- وقال: (فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله).
- وقال جل وعلا كما في الحديث القدسي الصحيح: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم).
فلا غنى للإنسان عن هداية من الله تعالى خاصة يوفقه فيها لسلوك سبيل النجاة، ومن زعم أنه مستغن برأيه ومعرفته وذكائه فقد ضل وطغى، فلا يستقل بذلك إنسان مهما بلغ من الذكاء والفهم ، لأنه بحاجة إلى قدر زائد وهو هداية التوفيق من الله تعالى، وكم هلك من ذكي، وانحرف من مستبد متبجح بفهمه وعبقريته ورأيه.
فكما أن العين وإن كانت صحيحة فلا تبصر إلا إذا وجد نور خارجي عنها يضيء لها ما تبصره، ويجلي عنها الظلمة، فكذلك العبد لا يكفيه فهمه وذكاؤه لسلوك سبيل الهداية ما لم يكن له نور من الله يسير عليه ، وهذا النورجعله الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين في الدنيا معنى وفي الآخرة حساً
- قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم).
- وقال جل وعلا: (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم) وهذا في الآخرة.
وقال تعالى: (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)

والإنسان من حيث كونه إنسانا يغلب عليه الجهل والظلم كما قال تعالى: (وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً)
وكما قيل:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد = ذا عفة فلعلة لا يظلم
لأن مقتضى الطبع الحيواني أن يحرص الإنسان على ما ينفعه ولو كان فيه مضرة لغيره، وإذا لم يكن لديه إيمان بالحساب والجزاء وتصديق بالوعد والوعيد فأي شيء يردعه عن الظلم والبغي؟
ومن كان فيه شيء من صلاح النفس إذا عاش في وسط حيواني ظلوم جهول تأثر به وتخلق بأخلاقه، فإذا لم يأتهم نور من الله يهتدون به، ويزكون به نفوسهم من رذائل الطباع، ومساوئ الأخلاق والأعمال بقوا في طغيانهم يعمهون.

فالتوفيق والخذلان بيد الله تعالى وحده، لا مهتدي إلا من هداه الله، ومن يضلل فلا هادي له، ولذلك أمر العبد بالإكثار من سؤال الله تعالى الهداية، بل لا تصح صلاة من مصل إلا بهذا الدعاء المذكور في سورة الفاتحة.
والأحاديث الواردة في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الهداية من ربه وأمره بطلب الهداية من الله كثيرة جداً.
وهذه الكثرة تفيد المؤمن اللبيب أن شأن طلب الهداية عظيم جداً، وكثرة سؤال الله تعالى الهداية فيه بيان شدة افتقار العبد إلى هذه الهداية، ومعرفة بقدر نفسه أنه لا يملك أن يهدي نفسه بل الهداية فضل من الله تعالى عليه، إن منَّ الله بها عليه فاز وسعد في الدارين، وإن حُرِمها خاب وخسر خسراناً مبينا، نعوذ بالله من الخسران.
ولذلك تجد نفوس المؤمنين خاشعة مخبتة إلى ربها ليس فيها زهو الكفار، ولا تذبذب المنافقين، ولا غفلة العصاة.
وقد مدح الله تعالى الخاشعين والمخبتين إليه ، ومدح ما أظهروا من الافتقار إليه، وبصيرتهم بأن الهداية فضل من الله عليهم ، يسألونه أن يمنَّ بها عليهم فضلاَ منه ونعمة، من غير استحقاق مسبق منهم.
وعلى هذا فالله تعالى حكيم عليم وقد بين لنا أسباب الهداية وأسباب الضلال، فهو جل وعلا لا يضلُّ أحداً من عباده إلا وهو مستحق للإضلال ، حقيق بأن تحق عليه الكلمة ويناله سوء العذاب
قال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين)
وقال تعالى: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون).
وقال: (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم)
وقال: (كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين).
وقال: (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين).
وقال: (والله لا يهدي القوم الكافرين).
وقال: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وقال: (بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ومالهم من ناصرين).
وقال: (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار).
وقال: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب).
والآيات في بيان أسباب الإضلال كثيرة حري بالمؤمن اللبيب أن يتدبرها في القرآن الكريم فيحذر كل الحذر من الاتصاف بشيء من تلك الأسباب.
وعظ أبو الوفاء بن عقيل مرة فقال: يا من وجد في قلبه قسوة، انظر لعلك نقضت عهداً بين وبين الله فإن الله تعالى يقول: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية).
وقريب من هذا المعنى قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون).
وهذا أمر قل من يتفطن له أنه من أسباب النفاق والضلال والعياذ بالله.

وجماع أسباب الهدى طاعة الله ورسوله والاعتصام بالله، وأول وصية أوصى الله بها الناس هي وصيته لآدم عليه السلام وحواء لما أهبطهم إلى الأرض فقال تعالى: (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
وقال تعالى: (قال اهبطا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
وهذه الوصية الجليلة تضمنت وعداً عظيماً من الله البر الرحيم، والله لا يخلف الميعاد: أن من اتبع هداه فلا يضل ولا يشقى، ولا يخاف ولا يحزن، وهذا الوعد الرباني الكريم قائم إلى يوم القيامة.
قال ابن جرير رحمه الله: (وذلك، وإن كان خطابًا من الله جل ذكره لمن أُهبط حينئذٍ من السماء إلى الأرض، فهو سنّة الله في جميع خلقه).
فضمن الله لمن اتبع هداه أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، ولا يخاف ولا يحزن، وجماع الشر في الخوف والحزن، الخوف مما يخشى وقوعه من الشر أو فواته من الخير، والحزن على ما فاته وأصابه ، فإذا ما أصاب الإنسان شيء من الخوف والحزن فليعلم أن في اتباعه للهدى نقصاً وتفريطاً.
ونحن قد جاءنا أعظم الهدى وهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من اتبعه هداه الله ، ومن أعرض عنه ضل وخسر خسراناً مبينا.
كما قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).
قال الله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبير).
وقال تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).
وقال: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب).
وقال: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
وقال: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة آتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين).
بل قال عن المنافقين: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثيتاً وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيماً ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما).
وكل ما جاء في القرآن من بيان أسباب الفلاح والنجاة والفوز فهو من أسباب الهداية، فمن قرأ القرآن بتدبر وحسن قصد رجي أن يوفق لأسباب الهداية.
فتبين بذلك أن من أسباب الهداية أعمال صالحة يعملها العبد من الإيمان والطاعة والاعتصام والصبر والشكر والصدقة والدعاء ونحوها وهي أعمال لا يقتضيها الطبع المجرد.
وإذا أردت خلاصة ذلك كله فاعلم أن سبب الهداية الأعظم هو الإنابة إلى الله تعالى كما قال الله تعالى: {قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب} وقال: {الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}
وسبب الإضلال الأعظم هو الإعراض عن ذكر الله جل وعلا كما قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو لو قرين . وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون} ، وقال: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبدا}.

اللهم اهدنا هداية ظاهرة وباطنة، وارزقنا حسن الإنابة إليك والسداد في القصد والقول والعمل ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إنك سميع عليم.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, عن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نحتكم إلى شيخنا عبد العزيز الداخل ( أرجو من شيخنا عبد العزيز الدخول ) فيصل بن المبارك المنتدى الأدبي 4 29 صفر 1430هـ/24-02-2009م 12:45 PM


الساعة الآن 06:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir