دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء > نظام الأداء لأبي الأصبغ ابن الطحان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 رمضان 1432هـ/17-08-2011م, 08:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي مقدمة في الوقف والابتداء


قال أبو الأصبغِ عبدُ العزيزِ بنُ عليٍّ ابنُ الطحَّان الإشبيليّ (ت:560هـ): (

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ، الإمام، الأستاذ، المقرئ المجود المتقن، الضابط، الحافظ المحدث [أبو] حميد عبد العزيز بن علي بن محمد بن سلمة بن عبد العزيز السماني الأندلسي، رضي الله عنه:
الحمد لله الملك المنان، العظيم السلطان، المتفضل بالإحسان، خالق الإنسان، ومميزه باللسان من جميع الحيوان. وصلى الله على محمد عبده ورسوله، المبعوث بالنور والبرهان، والكتاب المفضل المعجز أهل الفصاحة والبيان، وعلى آله الطيبين الطاهرين الأشراف الأعيان.
[نظام الأداء: 19]


مقدمة في الوقف والابتداء

القارئ مأمور عند العلماء بإحسان الوقف والابتداء، حفظًا على النظم الذي أعجز البلغاء تسويره وتفصيله:
{بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله}،
فبإحسان الوقف تتبدى للسامع فوائده الوافرة، ومعانيه الفائقة، وتتجلى للمنتجع مقاصده الباهرة ومناحيه الرائقة، التي لم تستعن العرب على فهمها بمادة خارجة عنها، بل لهمته بفضل طباعها التي بها نزل، وعليها فصل. وأما غيرهم فإنما فهموه بالقوانين التي وضعت لفهم عربيتهم، ولقن لغتهم التي لا يسع القراء جهلها، ولا تكمل تلاوتهم إلا
[نظام الأداء: 20]
بها، فماذا تنفع القارئ الرواية، إذا قصرت به الدراية فهو لقصوره يواقع اللحن في كل حين، ولا عذر له في جهالته عند أنصار الدين.
وقد قال أبو مزاحم الخاقاني:
فأول علم الذكر إتقان حفظه = ومعرفة باللحن فيه إذا يجري
فكن عارفًا باللحن كيما تزيله = وما للذي لا يعرف اللحن من عذر
وإذا استقبح من القارئ اللحن في شعر ينشده، أو كلام يورده، فاستقباحه منه، واستفحاشه عليه في كتاب الله تعالى أولى، وهو بالتوبيخ فيه، والمقت عليه أحق وأحرى.
أليس من الخطأ العظيم أن يقرأ كتاب الله تعالى، فيقطع
[نظام الأداء: 21]
القطع يفسد به المعنى، فيتولى تغيير الذكر الحكيم، وبئس ما تولى.
فيتعين فرضًا على القارئ تحصيل ما يسدده إلى القطع السليم، ويهديه إلى الابتداء القويم، فيستظهره حفظًا وعلمًا، ويستنبطه فطنة وفهمًا، ويدارس به الأئمة النبلاء، والمشيخة الفهماء، حتى إذا قرأ وصل ما يجب وصله، وفصل ما يجب فصله، ويتعمد القطع لقارئ في موضع تعمد الوصل فيه لغيره، ويتحرى فيصل المنعوت بنعته، والفعل بفاعله، والفاعل بمفعوله، والمؤكد بمؤكده، والبدل بالمبدل منه، والمستثنى بالمستثنى منه، والمعطوف بالمعطوف عليه، والمضاف بالمضاف إليه، والمبتدآت بأخبارها، والأحوال بأصحابها، والأجوبة بطالبها، والمميزات بمميزاتها، وجميع المعمولات بعواملها، ولا يفصل شيئًا من هذه الجمل إلا في بعض أجزائها، إن كان رأس آية، فإن السنة أحكمت الفصل فيها، ويستذكر لازمه من ذلك حين دراسته، ويستثبته وقت إيراده ومباحثته، حتى يميز المقاطع التامة من المقاطع الكافية، من المقاطع الحسنة، من المقاطع القبيحة، وما لا يجوز الوقف عليه جملة.
[نظام الأداء: 22]
وقد نهج علماؤنا رحمة الله عليهم السبيل إلى معرفة الوقف وأقسامه بما نذكره مقتضبًا، إيتاءً على جميع أحكامه، بتوفيق الله وإنعامه.
فصل: روى أبي بن كعب رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الملك كان معي فقال: اقرأ القرآن، فعدّ حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة).
قال علماؤنا، فهذا تعليم التمام من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دال على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب ويفصلها مما
[نظام الأداء: 23]
بعدها، إن كان بعدها ذكر الجنة أو الثواب، وبالضد ذلك لازم أيضًا، يقطع القارئ على قوله تعالى: {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ولا يصله بقوله: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات} ويقطع على {الصالحات} فإن فعل جعل الفريقين في جهة واحدة.
ومثله: {وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار} يقطع ويبتدئ: {الذين يحملون العرش...}. هذان مثالان يقاس عليهما ما كان بمعناهما، وما يُخْشَى فيه صرف جملتين إلى معنى إحداهما، أو قطع جملة عن حقها فيما بعدها، كما قال ميمون بن
[نظام الأداء: 24]
مهران: «إني لأقشعر من قراءة أقوام، يرى أحدهم فيما عليه ألا يقصر عن العشر، إنما كانت القرّاء تقرأ القصص، إن طالت أو قصرت، يقرأ أحدهم اليوم: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}. قال: ويقوم في الركعة الثانية فيقرأ: {ألا إنهم هم المفسدون}».
وروى ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي. فقلت: له: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري. قال: فافتتحت سورة النساء، [فلما بلغت]: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا
[نظام الأداء: 25]
بك على هؤلاء شهيدا}. قال: فرأيته وعيناه تذرفان، فقال لي: حسبك).
قالوا: وهذا دليل على جواز القطع على الكافي، لأن {شهيدًا} ليس بتامّ، وهو متعلق بما بعده معنى.
وروت أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يقطع قراءته آية آية. يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم يقف، ثم يقول: {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف، ثم يقول: {الرحمن الرحيم} [ثم يقف).
قالوا: وهذا دليل على القطع الحسن، غير أنه إن كان
[نظام الأداء: 26]
رأس آية فللقارئ الابتداء بما بعده أخذًا بهذا الحديث، وإن لم يكن رأس آية لم يبتدئ، لأن النظم يُطالب بالوصل، لانتصار ثلله مع الفصل.
فاغتنم آجرك الله أيها التالي كتاب الله، في انتحالك السرد الذي يقيم مفصلاته، ويظهر ما بطن من محكماته.
[نظام الأداء: 27]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقدمة, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir