دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 11:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي بصيرة فى ذكر نوح عليه السلام

( بصيرة فى ذكر نوح عليه السلام )
ونوح اسم أعجمى، والمشهور صرفه لسكون وسطه، وقيل: يجوز صرفه وترك صرفه، قال الله تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح}. وقيل: عربى واشتقاقه من النوح، ناح ينوح نوحا ونواحا ونياحا ونياحة، فقيل له نوح لأنه أقبل على نفسه باللوم وناح عليها، واختلفوا فى سبب ذلك، فقيل: سببه أنه عاب على صورة كلب وقبحه، فأوحى إليه هل تعيب الصورة أو المصور؟ فعرف أنه قد أخطأ، واشتغل بلوم نفسه، وقيل: لأنه دعا على قومه بقوله: {لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا}، وقيل: بل لأنه كان ينوح على قومه ويتأسف كلونهم غرقوا بلا توبة ورجوع إلى الله، وقيل غير ذلك. وفى الحديث: "إذا أراد الله بعبد خيرا أقام فى قلبه نائحة". قال:
*سر فى بلاد الله سياحا * وكن على نفسك نواحا*
*وامش بنور فى أرضه * كفى بنور الله مصباحا*
وفى الحديث: "النياحة من عمل الجاهلية" وفيه: "من نيح [عليه] يعذب بما نيح عليه" يعنى إذا أوصى به. قال:
*وفتى كأن جبينه قمر الضحى * قامت عليه نوائح ورواجس*
*غرس الفسيل مؤملا لثماره * فما الفسيل ومات [قبل] الغارس*
وقد ذكر الله تعالى نوحا فى القرآن العظيم وسماه بثلاثين اسما، فسماه: مرسلا بقوله: {كذبت قوم نوح المرسلين}، ورسولا: {إني لكم رسول أمين} ونذيرا ومبينا: {إني لكم منه نذير مبين}، ومسلما: {سلام على نوح في
العالمين}، ومباركا: {وبركات عليك}، ومحسنا: { إنا كذلك نجزي المحسنين}، ومؤمنا: {إنه من عبادنا المؤمنين}، ومنجى: {ونجيناه وأهله من الكرب العظيم}، ومنادى: {ولقد نادانا نوح}، ومستجاب الدعوة: {فاستجبنا له}، وداعيا، {إني دعوت قومي ليلا ونهارا}، ومنذرا: {أن أنذر قومك}، ومنصورا: {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}، وصانع الفلك: {واصنع الفلك بأعيننا}، وحامدا: {فقل الحمد لله الذي نجانا}، ومحمولا: {حملناكم في الجارية}، {وحملناه على ذات ألواح ودسر}، وبشرا: {مآ أنت إلا بشر مثلنا}، ورجلا: {على رجل منكم لينذركم}، وخائفا: {إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}، وعبدا: {فكذبوا عبدنا}، وشكورا: {إنه كان عبدا شكورا}، ومغلوبا: {أني مغلوب فانتصر}، وناصحا: {وأنصح لكم}، ومجادلا: {يانوح قد جادلتنا} ولابثا: {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما}، وهابطا: {يانوح اهبط بسلام منا}، ومعلنا ومسرا: {أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا}، وقومه سموه مجنونا.
وذكره الله تعالى باسمه فى ستة وثلاثين موضعا من القرآن: {إنآ أرسلنا نوحا إلى قومه}، {إنآ أوحينآ إليك كمآ أوحينآ إلى نوح}، {كلا هدينا ونوحا هدينا}، {وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن}، {خلفآء من بعد قوم نوح}، {واتل عليهم
نبأ نوح}، {ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح}، {كذبت قوم نوح}، {إذ قال لهم أخوهم نوح}، {ونادى نوح ابنه}، {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي}، {يانوح اهبط بسلام}، {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله}، {ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له}، {ذرية من حملنا مع نوح}، {إن الله اصطفى ءادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}، {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه}، {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح}، {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا}، {كذبت قبلهم قوم نوح}، {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين}، {مثل دأب قوم نوح}، {إنآ أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك}، {قال نوح رب إنهم عصوني}، {وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا}.
قال الثعلبى: هو نوح بن لامك أو لمك بن متوشلح بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم. أرسله الله إلى ولد قابيل ومن تابعهم من ولد شيث.
قال ابن عباس وكان بطنان ولد آدم أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل، وكان رجال / الجبل صباحا وفى النساء دمامة، وكانت نساء السهل صباحا وفى الرجال دمامة، فكثرت الفاحشة من أولاد قابيل، وكانوا قد كثروا فى طول الأزمان وأكثروا الفساد، فأرسل الله تعالى إليهم نوحا وهو ابن خمسين سنة، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله تعالى كما أخبر الله تعالى به فى كتابه العزيز، ويحذرهم ويخوفهم فلم ينـزجروا ولهذا قال الله تعالى: {قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا * فلم يزدهم دعآئي إلا فرارا}، وقال تعالى: {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى}، فلما طال دعاؤه لهم وإيذاؤهم له، وتماديهم فى غيهم سأل الله تعالى فأوحى إليه {أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} ولما [أخبره] أنه لم يبق فى الأصلاب ولا الأرحام مؤمن دعا عليهم فقال: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا}، فأمره الله تعالى بإيجاد السفينة فقال: يا رب وأين الخشب؟ فقال: اغرس الشجر. فغرس الساج، وأتى على ذلك أربعون سنة، وكف عن الدعاء عليهم، وأعقم الله تعالى أرحام نسائهم فلم يولد لهم ولد.
فلما أدرك الشجر أمر الله تعالى بقطعه وتجفيفه وصنعه الفلك، وأعمله كيف يصنعه وجعل بابه فى جنبه. وكان طول السفينة ثمانين ذراعا وعرضها خمسين، وسمكها إلى السماء ثلاثين ذراعا، والذراع من اليد إلى المنكب. وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن طولها كان ستمائة ذراع وستون ذراعا، وعرضها ثلاثمائة وثلاثين ذراعا، وسمكها ثلاثة وثلاثين ذراعا. وأمر الله تعالى أن يحمل فيها من كل جنس من الحيوان زوجين اثنين، وحشرها الله تعالى إليه من البر والبحر. قال مجاهد وغيره: كان التنور الذى ابتدأ فوران الماء منه فى الكوفة، ومنها ركب نوح السفينة. وقال مقاتل: هو بالشام فى قرية يقال لها عين الوركة قريب من بعلبك. وعن ابن عباس أنه بالهند.
قالوا: وأول ما حمل فى السفينة الذرة وآخره الحمار، وجعل
السباع والدواب فى الطبقة السفلى، والوحوش فى الطبقة الثانية، والذر والآدميين فى الطبقة العليا. قيل: كان الآدميون فى السفينة سبعة: نوح وبنو نوح: سام، وحام، ويافث، وأزواج بنيه. وقيل ثمانية، وقيل عشرة، وقيل اثنان وسبعون، وقيل: ثمانون من الرجال والنساء، حكاه ابن عباس.
وعن ابن عباس أيضا أن الماء ارتفع حين صارت السفينة أعلى من أطول جبل فى الأرض خمسة عشر ذراعا.
قالوا: وطافت السفينة بأهلها الأرض كلها فى ستة أشهر، ثم استقرت على الجودى - جبل بالموصل - وكان ركوبهم السفينة لعشر خلون من رجب، ونزلوا منها يوم عاشوراء من المحرم. وبنى هو من معه فى السفينة، حين نزلوا، قرى فى أرض الجزيرة. ولما حضرته الوفاة وصى إلى ابنه، وكان سام قد ولد قبل الطوفان بثمان وتسعين سنة، ويقال إنه كان بكره.
وكان نوح أطول الأنبياء عمرا حتى قال بعضهم كان عمره ألفا وثلثمائة سنة. ولما نزل الوحى عليه كان عمره ثلثمائة وخمسين سنة، فلبث ألف سنة / إلا خمسين عاما يدعوهم. وقالوا ما أسلم من الشياطين إلا شيطانان، شيطان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وشيطان نوح عليه السلام.
وقال إبليس لنوح عليه السلام: خذ منى خمسا، فقال لا أصدقك، فأوحى إليه أن صدقه فى الخمس. قال: قل. قال: إياك والكبر فإنى وقعت فيما وقعت بالكبر. وإياك والحسد، فإن قابيل قتل هابيل أخاه بالحسد. وإياك والطمع، فإن آدم أورثه ما أورثه بالطمع، وإياك والحرص فإن حواء وقعت فيما وقعت بالحرص، وإياك وطول الأمل فإنهما وقعا فيما وقعا بطول الأمل.
*مر الناس بالمعروف واغد صبوحا * وحافظ

عليهم روحة وصبوحا* *عظ بعضهم وارفق وأعرض ولا تخف * بصبر وممن تستميل جموحا*
*ألم تر نوحا ألف عام دعاهم * تأوب أبوابا لهم وسطوحا*
*يلاطفهم قولا ويدعوهم إلى * مواعيد صدق فالتقوه كلوحا*
*يهدونه صرحا ويرمونه حصى * وعند الدعا زادوا أذى وجموحا*
*فدمرهم طوفان أمر عقوبة * من الله للإنذار أرسل نوحا*


التوقيع :
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بصيرة, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir