دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 11:42 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثالث من تطبيقات مهارات التخريج

مجلس أداء التطبيق الثالث من تطبيقات مهارات التخريج

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).

2: قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).

3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).

4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).

5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).

تعليمات:
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1442هـ/5-10-2020م, 04:34 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الثالث من تطبيقات مهارات التخريج

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن زر بن حبيش عن عاصم ابن أبي النجود رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طرق متعددة والفراء في معاني القرآن وذكره السيوطي في الدر المنثور.
المسائل التفسيرية:
ورد في قراءة الضنين في الآية قراءتان:
1- الأولى بالضاد وتعني البخيل أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يبخل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله وممن كان يقرأ بها ابن عباس فيما أخرجه سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه.
2- الثانية بالظاء وتعني المتهم اي أنه صلى الله عليه وسلم غير متهم فيما يخبرهم عن الله وممن كان يقرأ بها عبدالله بن الزبير وعبدالله بن مسعود فيما أخرجه سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه.
والراجح أن معنى الآية يحتمل المعنيين جميعا وهذا من إعجاز القرآن وحسن اختيار نظمه قال ابن كثير "قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة: ظَنِينٌ وَضَنِينٌ سَوَاءٌ، أَيْ: مَا هُوَ بِكَاذِبٍ، وَمَا هُوَ بِفَاجِرٍ. وَالظَّنِينُ: الْمُتَّهَمُ، وَالضَّنِينُ: الْبَخِيلُ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ الْقُرْآنُ غَيْبًا، فَأَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَمَا ضَنّ بِهِ عَلَى النَّاسِ، بَلْ بَلَّغه وَنَشَرَهُ وَبَذَلَهُ لِكُلِّ مَنْ أَرَادَهُ. وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ، وَابْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَاخْتَارَ ابنُ جَرِيرٍ قِرَاءَةَ الضَّادِ .
قُلْتُ: وَكِلَاهُمَا مُتَوَاتِرٌ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ كَمَا تَقَدَّمَ".

2: قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن أبي العالية من طرق:
1- عن داود بن أبي هند رواه ابن جرير الطبري في تفسيره وذكره الألوسي في تفسيره والسيوطي في الدر المنثور.
2- عن داود بن أبي هند رواه ابن المنذر بلفظ (إِنَّمَا أنزلت فِي اليهود والنصارى، أَلا ترى لقول: {كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} بذنوب أذنبوها، وكانت زيادة فِي كفرهم، ثُمَّ ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب، فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} قَالَ " لو كانوا عَلَى هدى قبل توبتهم، ولكنهم عَلَى ضلالة ".
3- عن داود بن أبي هند رواه ابن أبي حاتم بلفظ (قالَ: هُمُ اليَهُودُ والنَّصارى أذْنَبُوا في شِرْكِهِمْ فَتابُوا، فَلَمْ يُقْبَلْ مِنهُمْ، ولَوْ تابُوا مِنَ الشِّرْكِ لَقُبِلَ مِنهم.)
المسائل التفسيرية
اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية على أقوال:
1- قول عطاء وقتادة إنها نزلت في اليهود كفروا بعيسى عليه السلام، والإنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم وكتبهم، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم والقرآن، وذكره الألوسي.
2- قول المنسوب الى الحسن أنها نزلت في أهل الكتاب آمنوا برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل مبعثه، ثم كفروا به بعد مبعثه، ثم ازدادوا كفرا بالإصرار والعناد والصد عن السبيل، وذكره الالوسي.
3- ماروى عن أبي صالح مولى أم هانئ أنها نزلت في أصحاب الحارث بن سويد فإنه لما رجع قالوا: نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا فمتى أردنا الرجعة رجعنا فينزل فينا ما نزل في الحارث، وقيل: في قوم من أصحابه ممن كان يكفر ثم يراجع الإسلام، وذكره الالوسي.
4- قول أبي العالية الرياحي إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم رواه ابن جرير بلفظه وابن المنذر وابن أبي حاتم مع تغير في اللفظ.
واختلف المفسرون في تفسير قوله تعالى {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ }الى أقوال:
1- أنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت والمعاينة وعند ذلك لا تقبل توبة الكافر قاله الحسن وقتادة والجباني وذكره الألوسي.
2- لأنها لم تكن عن قلب، وإنما كانت نفاقا وهو قول ابن عباس وذكره الالوسي.
3- أنه من قبيل الكناية من قبيل ولاترى الضب بها ينجحر اي لا توبه لهم حتى تقبل وذكره الالوسي.
4- إن هذه التوبة لم تكن من الكفر وإنما هي من ذنوب كانوا يفعلونها معه فتابوا عنها وهو قول أبي العالية المذكور وذكره الالوسي.

3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن سعيد بن جبير من طرق:
1- عن مُورِقٍ أَوْ مَرْزُوقٍ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ رواه سفيان الثوري في تفسيره.
2- عن أبي بكير رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير الطبري في تفسيره من طرق.
المسائل التفسيرية:
1- المراد بالصاحب بالجانب: اختلف المفسرون في المراد بالصاحب بالجنب إلى أقوال:
ا- المرأة وهو قول علي ابن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رَوَاه عنهما عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالْحَسَنُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ نَحْوُ ذَلِكَ وذكره ابن أبي حاتم وابن عطية وابن كثير في تفسيره.
ب- الرفيق في السفر وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير في إحدى الروايات والحسن ومجاهد وقتادة والسدي والضًحًاك وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيره والجصًاص في أحكام القرآن.
ج- "أَنَّهُ الْمُنْقَطِعُ إلَيْكَ رَجَاءَ خَيْرِكَ" وهو قول ابن عباس وذكره الجًصًاص ومثله " الرجل يعتريك ويلم بك لتنفعه" وهو قول ابن زيد وذكره ابن عطية في تفسيره.
د- "هُوَ جَارٍ الْبَيْتِ دَانِيًا كَانَ نَسَبُهُ أَوْ نَائِيًا إذَا كَانَ مُؤْمِنًا" وذكره الجًصًاص.
ه- "هُوَ جَلِيسُكَ فِي الْحَضَرِ، وَرَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ" وهو قول زيد بن أسلم وذكره ابن كثير.

4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن سعيد بن المسيب من طريق:
1- مجاهد رواه ابن جرير في تفسيره والثعلبي في تفسيره وذكره ابن عطية وابن كثير.
المسائل التفسيرية
1- المراد بالغداة والعشي: اختلف المفسرون في المراد بالغداة والعشي إلى أقوال:
ا- "صلاة مكة التي كانت مرتين في اليوم بكرة وعشيا" وهو قول الحسن بن أبي الحسن وذكره ابن عطية.
ب- " هو عبارة عن استمرار الفعل وأن الزمن معمور به، كما تقول: الحمد لله بكرة وأصيلا" والمراد به الصلوات الخمس، وهو قول ابن عباس وإبراهيم وذكره ابن عطية ومثله انه الصلوات المكتوبات وهو قول سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَاهِدٌ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ وذكره ابن كثير.
ج- ذكر الله واللفظة على وجهها وذكره ابن عطية.
وبالنظر في هذه الأقوال نجدها متقاربة والأرجح القول الثاني لدلالة اللغة فقد ورد في البحر المحيط (وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:يَدْعُونَ رَبَّهُمْ يَسْأَلُونَهُ وَيَلْجَأُونَ إِلَيْهِ وَيَقْصِدُونَهُ بِالدُّعَاءِ وَالرَّغْبَةِ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ كِنَايَةٌ عَنِ الزَّمَانِ الدَّائِمِ وَلَا يُرَادُ بِهِمَا خُصُوصُ زَمَانِهِمَا) ولكثرة من قال به من السلف.

5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن إبراهيم النخعي من طريق:
1- فرقد السبخي رواه ابن جرير في تفسيره من طرق والواحدي في التفسير الوسيط وذكره النحاس في معاني القرآن والثعلبي في تفسيره والسيوطي في الدر المنثور.
المسائل التفسيرية:
1- المراد بسوء الحساب : اختلفت أقوال السلف في المراد يسوء الحساب فقالوا:
ا- " أَن لَا يتَجَاوَز لَهُ عَن شَيْء " وهو قول شهر بن حوشب وذكره السيوطي.
ب- "هُوَ أَن يُحَاسب الرجل بِذَنبِهِ كُله لَا يغْفر لَهُ مِنْهُ شَيْء" وهو قول إبراهيم النخعي السابق ذكره.
ج- "هُوَ أَن يُحَاسب الرجل بِذَنبِهِ كُله لَا يغْفر لَهُ مِنْهُ شَيْء" وهو قول الحسن وذكره السيوطي.
د- "المناقشة فِي الْأَعْمَال" وهو قول أبي الجوزاء وذكره السيوطي
وبالنظر في هذه الأقوال نجدها متقاربة ويشهد لها حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحبن عن عائشة أم المؤمنين: مَن نوقشَ الحسابَ هلَكَ قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يقولُ: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ، إلى قولِهِ: يَسِيرًا قالَ: ذلِكِ العَرضُ" .
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1442هـ/9-10-2020م, 05:06 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

1: قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
التخريج:
أخرجه الفراء والطبري كلاهما من طريق عاصم عن زر.
وقال السيوطي أخرجه عبد بن حميد.

تحرير المراد بضنين في قوله تعالى : ( وما هو على الغيب بضنين) (التكوير:24)
للمفسرين في معنى قوله: (بضنين)، في الآية، قولان بناءً على اختلافهم في القراءة، فمنهم من قرأها بالضاد ( ضنين)، ومنهم من قرأها بالظاء (ظنين) كما يلي :
القول الأول : أنه بمعنى، بخيل وهذا القول على قراءة من قرأها (بضنين) بالضاد، والمراد لا يبخل بتعليمكم ما أنزل الله إليه، - وهي قِراءَةُ، عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، وابْنِ عَبّاسٍ، والحَسَنِ، وأبِي رَجاءٍ، والأعْرَجِ، وأبِي جَعْفَرٍ، وشَيْبَةَ، نافِعٍ، وعاصِمٍ، وابْنِ عامِرٍ، وحَمْزَةَ، وجَماعَةٍ.
وهذا القول قول زيد بن ثابت، وقتادة، وسفيان، وإبراهيم، ومجاهد، ابن زيد، وعكرمة، والزهري، وورقاء وزر، وأبو عبيدة.

أخرجه ابن وهب في الجامع، والفراء في معاني القرآن، وعبد الرزاق في تفسيره ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، والطبري، والطحاوي في مشكل الآثار، وعبدالرحمن الهمذاني في تفسير مجاهد، وعزاه السيوطي الى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم،
وقد أخْرَجَ عبدالرزاق، وابن مردويه ،عن ابن الزبير: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ كان يقرؤها: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بظَنِينٍ)، وفي لفظٍ: {بضَنِينٍ} بالضَّادِ، ذكره السيوطي.
- ومبناه على أن الضن في اللغة بمعنى البخل بالشيء النفيس، يقال ضننت بالشيء أضن به، إذا كان نفيساً يضن به. فالنبي صلى الله عليه وسلم ما بخل على الناس بتعليمهم الغيب مع كونه نفيس بل حرص على تعليمهم إياه.
ورجح هذه القراءة الطبري: لأنه هو ما اتفقت عليه خطوط مصاحف المسلمين، مع قرائتهم لهما جميعاً.

القول الثاني:
أي بمتهم، وهذا على قراءة الظاء (ظنين)، فيكون معنى الآية أي ما هو بمتهم في ما يخبر به من الأنباء، وقرأ به ابنُ مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابِت، وابن عمَر، وابن الزُبَيرِ، وعائِشةُ، وعُمر بن عَبدِ العَزِيزِ، وابن جبيرٍ، وعروَة بن الزبيْرِ، ومسلِمٌ وابن جندبٍ، ومجاهِدٌ، وابن كَثِير، وأبو عَمرٍو، والكِسائِيُّ.
وهو قول ابن عباس، وابن جبير، وابن مسعود، وإبراهيم، وورقاء، وزر، والضحاك.

أخرجه ابن وهب في الجامع، والفراء في معاني القرآن، وعبد الرزاق في تفسيره ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، والطبري، والطحاوي في مشكل الآثار، وعبدالرحمن الهمذاني في تفسير مجاهد، وقال السيوطي: أخرجه سعيد بن منصور، عبد بن حميد، ابن المنذر، ابن مردويه.
ورجح هذا القول أبو عبيدة، قال: (لأن قريشاً لم تبَخِّل محمدا فيما يأتي به وإنما كذبته فقيل ما هو بمتهم).
- واحتج من رجح هذه القراءة ب ( على ) في الآية فإن العرب تقول: ما أنت عَلَى فلان بمتهم، فقال: ما هو عَلَى الغيب بظنين.
وهذه القراءة أيضاً متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
فقد أخرج عبدالرزاق في تفسيره عن الزبير أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ يَقْرَؤُها: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِينٍ)

والظن في اللغة يأتي بمعنى اليقين، ويأتي كذلك بمعنى الشك ومنه يقال للظنين متهم، كما قال الشاعر:
وَلَا كُلُّ مِنْ يَظَّنُّنِي أَنَا مُعْتِبٌ ... وَلَا كُلُّ مَا يُرْوَى عَلَيَّ أَقُولُ

وذكرالفراء قول آخر في معنى (ظنين) قال:
أي ضعيف من قول العرب للرجل الضعيف أو الشيء القليل ( ظنون) قال: (سمعت بعض قضاعة يَقُولُ: ربما دلّك عَلَى الرأي الظنون، يريد: الضعيف من الرجال)
فيكون معنى الآية على هذا أي ما هو بضعيف لما أنزل له بل محتمل له مطيق، وهو قول الفراء في معاني القرآن، وذكره الطبري.

و كِلَاهُمَا مُتَوَاتِرٌ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ، لتواتر القرائتين بهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال سفيان: (تفسير ضنين وظنين سواء، ويقول ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ؛ والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل) ذكره ابن وهب، وروي عن ابن عباس في ما عزاه ابن حجر لابن أبي حاتم.
وقال السيوطي رواه وسعيدُ بنُ مَنْصُورٍ، وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ.
وأما (على) في الآية فهي تصلح للمعنيين ما هو على الغيب ببخيل وما هو على الغيب بمتهم.
***
2: قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال:
(قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
التخريج:
- أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، جميعهم من طريق داود، عن أبي العالية.
وهو عند الطبري بألفاظ عدة، وكذا عند أبي حاتم بألفاظ مختلفة:
جاء عند الطبري:
- بلفظ (قال: هم اليهود والنصارى والمجوس، أصابوا ذنوبًا في كفرهم، فأرادوا أن يتوبوا منها، ولن يتوبوا من الكفر ألا ترى أنه يقول:"وأولئك هم الضالون"؟)
-وبلفظ : (هم اليهود والنصارى، يصيبون الذنوبَ فيقولون:"نتوب"، وهم مشركون. قال الله عز وجل: لن تُقبل التوبة في الضّلالة)
- وبلفظ ((تابُوا مِن بَعْضٍ ولَمْ يَتُوبُوا مِنَ الأصْلِ.)
وعند ابن أبي حاتم:
(قالَ: هُمُ اليَهُودُ والنَّصارى أذْنَبُوا في شِرْكِهِمْ، ثُمَّ تابُوا فَلَمْ يُقْبَلْ مِنهم ولَوْ تابُوا مِنَ الشِّرْكِ قُبِلَ مِنهم.)
وبلفظ (تابُوا مِن بَعْضٍ ولَمْ يَتُوبُوا مِنَ الأصْلِ).كما عند الطبري.
وبلفظ ( لَوْ كانُوا عَلى الهُدى قُبِلَتْ تَوْبَتُهم ولَكِنَّهم عَلى ضَلالٍ).

- تحرير قوله تعالى: "{إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} (آل عمران:90):
اختلف العلماء في المراد بهذه الأية على أربعة أقوال:
القول الأول :
أنه في اليهود والنصارى، وهو قول الحسن، وقول أبي العالية (وأضاف في قولِ له: المجوس)، وقول عكرمة، أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وفي سبب كفرهم ثم ازديادهم من الكفر قولان :
الأول: أنهم كانوا مؤمنين بمحمد عليه الصلاة والسلام قبل مبعثه، ثم كفروا به عند المبعث، ثم ازدادوا كفرا بذنوبهم ، وطعنهم فيه في كل وقت، ونقضهم ميثاقه، وفتنتهم للمؤمنين، وإنكارهم لكل معجزة تظهر. وهو قول أبي العالية، والحسن، أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وقيل ازديادهم من كفرهم هو استمرارهم وإصرارهم،عليه، قاله عكرمة، أخرجه الطبري، ونسبه ابن عطية الى مجاهد، وقال به ابن كثير، وهو قريب من سابقه لأن الإزدياد من الذنوب يقتضي الإصرار على الكفر.
وقيل ازديادهم من الكفر أنهم ماتوا وهم كفار، وهو قول السدي، أخرجه ابن أبي حاتم.
وهذا القول يؤول الى القول السابق. لأن من مات وهو كافر فهو مصر عليه.
وهذه الثلاثة الأقوال في الزيادة من الكفر يدخل فيه اليهود والمرتدون والكفار على قول من قال به على ما سأذكره من الأقوال.
الثاني: على أنهم كفروا بعيسى، أما اليهود فكفرهم به ظاهرأ وأما النصارى فبتأليههم لعيسى بعد إيمانهم به، ثم ازداد كلاهما كفراً بكفره بمحمد. ذكره ابن عاشور.

القول الثاني:
أن المراد بهم اليهود:
وفي سبب كفرهم وازديادهم من كفرهم قولين:
أنهم كانوا مؤمنين بموسى عليه السلام، ثم كفروا بسبب إنكارهم عيسى والإنجيل، ثم ازدادوا كفرا بسبب إنكارهم محمدا عليه الصلاة والسلام والقرآن، وهول قتادة، أخرجه الطبري، وابن المنذر وابن أبي حاتم.
أو بكفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه بعد إيمانهم به قبل مبعثه ثم ازداوا كفرا بذنوبهم التي أصابوها في كفرهم، وهو قول الطبري.
- ودليل هذا القول :
أن سياق لآيات فيما قبله وما بعده هو في شأن اليهود، فأولى أن تكون هي في معنى ما قبلها وما بعدها.

القول الثالث:
أنها نزلت في قوم ارتدوا، وهو قول ابن عباس، نقله ابن كثير عن ابو بكر البزار وقال السيوطي، هذا خطأ من البزار، وذكره النحاس ولم ينسبه.
ثم اختلف هؤلاء على قولين:
أن الآية نزلت في الذين ارتدوا وذهبوا إلى مكة، وازديادهم الكفر أنهم قالوا: نقيم بمكة نتربص بمحمد ﷺ ريب المنون، وهؤلاء هم أصحاب الحارث بن سويد، وهو قول ابن عباس، ومقاتل ، والكلبي، ذكره البغوي، ونسبه القرطبي الى قطرب، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير.
وقيل المراد هم فرقة ارتدوا، ثم عزموا على الرجوع إلى الإسلام على سبيل النفاق، فسمى الله تعالى ذلك النفاق كفرا، وزيادة الكفر على هذا القول هو استمرارهم وإصرارهم عليه، ذكره الزجاج، وذكره النحاس، ولم ينسباه، واستدل هؤلاء :
بقول الله عز وجل {وأولئك هم الضّالّون} فإنهم لو صدقوا في التوبة لكانوا غير معتدين،
و بقوله عزّ وجلّ بعدها : {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين} لأن مبطن الإيمان ومظهر الكفر كالكافر.

القول الرابع:
نزلت في جميع الكفار أِشركوا بعد إقرارهم بأن الله خالقهم ثم ازدادوا كفرا أي أقاموا على كفرهم حتى هلكوا، ذكره البغوي ونسبه الى مجاهد.
واختلفوا في علة امتناع قبول توبتهم على أقوال:
الأول: السبب أنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت، قاله الحسن، وقتادة، وعطاء، والسدي، أخرجه عبدالرزاق، والطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، ونسبه ابن عطية الى مجاهد.
وأدلة هذا القول:
- أن الله تعالى يقول: ﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن﴾، وقوله تعالى: ﴿فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا﴾ .وقوله في فرعون: ﴿آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين﴾. فهذه الآيات تدل على أن التوبة عند حضور الموت لا تنفع فيحمل عليها، ويقيد بها.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)
- أنه تعالى أشار إلى ذلك بقوله: ﴿ثم ازدادوا كفرا﴾ فإنه يدل على عدم توبتهم في وقت نفعها
الثاني: أن يحمل هذا على ما إذا تابوا باللسان ولم يحصل في قلوبهم إخلاص فأطلع الله نبيه على سريرتهم، وهو قول ابن عباس، ذكره الماوردي، وابن الجوزي.
الثالث: عدم قبول توبتهم أن إيمانهم أول مرة لن ينفعهم، قاله عكرمة، أخرجه الطبري,
الرابع: أي أنه لو كفر مرة أخرى بعد تلك التوبة فإن التوبة الأولى تصير غير مقبولة وتصير كأنها لم تكن، قاله القاضي، والقفال، وابن الأنباري، ذكره الرازي
وهذا القول قريب من سابقه.
وقد رد الطبري على هذا القول فقال: (وأما قول من زعم أنّ معنى ذلك:"التوبة التي كانت قبل الكفر"، فقولٌ لا معنى له. لأن الله عز وجل لم يصف القوم بإيمان كان منهم بعد كفر، ثم كُفْر بعد إيمان = بل إنما وصفهم بكفر بعد إيمان. فلم يتقدم ذلك الإيمانَ كفرٌ كان للإيمان لهم توبة منه)
الخامس : هو إشارة إلى قوم بأعيانهم ختم الله عليهم بالكفر، وجعل ذلك جزاء لجريمتهم ونكايتهم في الدين، وهم الذين أشار إليهم بقوله: ﴿كيف يهدي الله قوما﴾ فأخبر عنهم أنهم لا تكون لهم توبة فيتصور قبولها، وهو قول ابن عطية.
قال : وهو كقول الشاعر:
على لاحب لا يهتدي بمناره
أي على لاحب لا منار له أصلا حتى يهتدى به
-وأدلة هذا القول:
قوله تعالى: ﴿إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا﴾ فعدم غفرانه لهم لعدم هدايتهم السبيل الذي يغفر لصاحبه، ونظيرها قوله تعالى: ﴿لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا﴾ ﴿إلا طريق جهنم﴾
السادس:
أنهم قوم تابوا من الذنوب في الشرك ولم يتوبوا من الشرك، قالَهُ أبو العالية، اخرجه الطبري واختاره وابن أبي حاتم.
-ويدل على هذا :
قوله تعالى: ﴿وأولئك هم الضالون﴾ لأنه يدل على أن توبتهم مع بقائهم على الضلال.
وقالوا أن الله تعالى أخبر أنه يقبل التوبة عن عباده في آيات أخر فعلم في هذه الآية أن المراد هو التوبة مع الكفر لأن الله لا يقبل من مشرك عملا ما أقام على شركه وضلاله.
السابع:
لن تقبل توبتهم إذا تابوا إلى كفرٍ آخر، وإنما تُقبل توبتهُم إذا تابوا إلى الإِسلام.، ذكره النحاس، والقرطبي.
الثامن:
لن تقبل توبتهم بعد الموت إذا ماتوا على الكفر، وهو قول مجاهد، ذكره ابن الجوزي.
وهو قول ضعيف لأن التوبة من العبد غير كائنة إلا في حال حياته، فأما بعد مماته فلا توبة.

والراجح في الآية:
أن يقال أن الآية عامة في كل من كان هذا وصفه فكفر بعد إيمانه، وتكون زيادة الكفر في حقه إما ذنوب بعد ذنوب أو كفر آخر يزيده كفرِ والكفر يزيد إما بالذنب أو بالكفر.

وأما في علة عدم قبول التوبة منهم :
فلا بد أن تقيد الآية على أحوال معينة تكون سبباً في عدم قبول التوبة، لأن الأصل أن الله تعالى يقبل توبة العبد إن تاب من الذنب أياً كان إن صدق في توبته، إلا في أحوال معينة، فتحمل هذه الآية عليها، فيقال أن سبب عدم قبول التوبة منهم، إما أن توبتهم لم تكن خالصة، فإظهارهم للتوبة كان مع ابطانهم للكفر، فهؤلاء ليس لهم توبة، أو أن تكون توبتهم من ذنوب وهم على الكفر فالله تعالى لا يقبل من كافر عمل أو توبة وهو مقيم على كفره، ويمكن أن تحمل الآية على أن المراد أنهم لم يتوبوا أصلا فلم يوفقوا للتوبة، فهذه الأقوال كلها جائزة ولا تعارض بينها وأما قول من قال أنه من تاب من كفر الى كفر آخر فهو بعيد لأن الذي يتوب لينتقل الى كفر آخر لايزال واقع في الكفر لأن الكفر كله واحد.
***
3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).
أخرجه عبدالرزاق، وأبو حذيفة النهدي، والطبري، جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن أبي بكير، عن سعيد بن جبير.

تحرير معنى الصاحب بالجنب في قوله تعالى: " وَٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰا وَبِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡجَارِ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ" ( النساء: 36):
للمفسرين فيه أقوال:
1- أنها المرأة، يعني الزوجة، وهو قول علي، وعبدالله، وإبراهيم، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، وأبو الهيثم، وإحدى الروايات عن سعيد بن جبير، أخرجه عبدالرزاق، وسعيد بن منصور، وأبو حذيفة النهدي في تفسير الثوري، والطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم، والطبراني في المعجم الكبير،
2- الرفيق، وهو قول ابن عباس، ,والفراء، أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم.
3 الرفيق في السفر مَنزله منزلك، وطَعامه طَعامك، ومَسِيرُه مَسيركَ، وهو قول مجاهد، وعكرمة، وقتادة، وابن جبير، والسدي، والضحاك، وأبو عبيدة، أخرجه عبدالرزاق، وأبو حذيفة النهدي في تفسير الثوري، والبخاري، والطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم.
4-هو جَلِيسُكَ في الحَضَرِ ورَفِيقُكَ في السَّفَرِ، وهو قول زيد بن أبي اسلم، أخرجه ابن وهب، وابن المنذر، وابن ابي حاتم.
5-الرفيق الصالح، وهو رواية أخرى عن علي، وعبدالله، وسعيد بن جبير، ذكره الطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم,
6-الذي معك في منزلك، وهو أحد الأقوال عن ابن عباس، أخرجه الطبري.
7- هو الذي يلزمك ويصحبك رَجاء نفعك، وهو أحد مرويات ابن عباس، وابن زيد، أخرجه الطبري، وابن المنذر.
8- الجار الملاصق، وهو قول غلام ثعلب في ياقوتة الصراط.

- وكل تلك الأقوال يجمعها معنى الصحبة، والرفقة وفي بعضها تخصيص لأحوال معينة، وبعضها أعم من بعض، والآية تشملها جميعاً، ولعل التخصيص جاء على معنى التأكيد والأولوية، أو أنه خرج مخرج الغالب، فغالب من يصحب الرجل أكثر وقته هو المرأة، فيدخل في المعنى الرفيق في السفر والرفيق في الحضر وفي المنزل وفي المأكل والمشرب والجوار، وتتأكد الوصية على الرفيق الصالح، وكل من يصحب الإنسان في الغالب يبتغي منه نفعاً قل أو كثر، فالصواب أن يقال أنها عامة لأن معنى الآية تشملها جميعا
فلفظ الصاحب يدل على القرب والملازمة وكذا الجنب يدل على القرب، فيدخل فيه من كل من ذكر لأن كلهم بجنب الذي هو معه وقريب منه
ولوكانت صحبته ساعة، وقد أوصى الله تعالى بجميعهم، لوجوب حق الصاحب على المصحوب،
ويقوي هذا حديث أخرجه الطبري: أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ مَعَهُ رَجُلٌ مِن أصْحابِهِ وهُما عَلى راحِلَتَيْنِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ غَيْضَةً فَقَطَعَ قَضِيبَيْنِ أحَدُهُما مُعْوَجٌّ، وخَرَجَ فَأعْطى صاحِبَهُ القَوِيمَ، وحَبَسَ هو المُعْوَجَّ، فَقالَ لَهُ الرَجُلُ: كُنْتَ يا رَسُولَ اللهِ أحَقَّ بِهَذا، فَقالَ لَهُ: يا فُلانُ، إنَّ كُلَّ صاحِبٍ يَصْحَبُ آخَرَ فَإنَّهُ مَسْؤُولٌ عن صُحْبَتِهِ ولَوْ ساعَةً مِن نَهارٍ"
وهذا هو ترجيح الطبري.

***
4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى:{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
التخريج:
أخرجه الطبري في تفسيره من طريق ابن جريج عن عبد اللّه بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ عن سعيد بن المسيّب
تحرير قوله تعالى: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" (الأنعام:52):
للمراد بقوله تعالى: " يدعون ربهم بالغداة والعشي" عدة أقوال:
القول الأول: الصلوات المكتوبة، ويكون قوله:" الغداة والعشي" على هذا القول أي صلاة الصبح وصلاة العصر، وهو قول ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وسعيد ابن المسيب، أوعلى أنهما طرفي النهار تنبيهاً على المحافظة على الصلوات الخمس، وهو قول ابن عباس، وابن عمر، وابراهيم، ومجاهد، والضحاك، وعبد الرحمن بن عمره، وعامر، وقتادة، وعمرو بن شعيب، معاوية بن قرة، أخرجه ابن وهب، ويحيى بن سلام في تفسيره، والطبري، والطحاوي في مشكل الآثار، وعبدالرحمن الهمذاني في تفسير مجاهد، وابن أبي حاتم، وأبو محمد الفاكهي في الفوائد.
وهذا القول على أن معنى الدعاء في اللغة يأتي بمعنى الصلاة.
القول الثاني: ذكرُهم الله تعالى، والمعنى أنهم يذكرون ربهم طرفي النهار، وهو قول آخر عن إبراهيم، ومنصور، أخرجه سعيد بن منصور، والطبري في تفسيره.
القول الثالث: تعلمهم القرآن وقراءته، وهو قول أبي جعفر، أخرجه الطبري، وابن أبي حاتم.
القول الرابع: عبادتهم إياه، وهو قول آخر عن ابن عباس، والضحاك، أخرجه الطبري، وابن أبي حاتم.
ومعنى الغدوة والعشي على هذا القول والقولين قبله هو مواظبتهم على كل ذلك في كل وقت.
-ومبنى هذا القول على أن الدعاء يأتي بمعنى العبادة كما قال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ يعني: تعبدون) ، وقوله : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
-وكل تلك الأقوال صحيح ويدخل في معنى قوله ( يدعون ربهم) فدعاء الله تعالى يكون بذكره باللسان ويدخل في ذلك قراءة القرآن، ويكون بالجوارح فيدخل فيه الصلاة والعبادة تعم كل ذلك الله تعالى وصفهم بكل ذلك، والأولى حمل اللفظ على العموم، فيكون القول الأخير أعم تلك الأقوال وأولاها.
***
5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء"

التخريج:
أخرجه الطبري من طريق الحجاج عن أبي عثمان، وحماد بن سلمة كلاهما عن فرقد عن إبراهيم النخعي.
وقال السيوطي: أخرجه سعيد بن منصور، وأبو الشيخ.
وأما المراد بقوله "سوء الحساب" فللمفسرين فيه خمسة أقوال:
القول الأول: أن يأخذهم بذنوبهم كلها، فلا يغفر لهم منها شيئا، وهو قول إبراهيم النخعي، وشهر بن حوشب، والحسن، أخرجه سعِيد بن منصور، والطبري في تفسيره.
القول الثاني: أن يأخذ عبده بالحق، روي عن إبراهيم، وفرقد السبخي، أخرجه سعِيد بن منصور، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم.
القول الثالث: المناقشة بالأعمال، وهو قول أبي الجوزاء، أخرجه عبد الرزاق في تفسيره، وابن أبي شيبة، والطبري.
القول الرابع :وقيل المقايسة بالأعمال، روي عن ابن عباس، أخرجه الطبري، وابو داود في الزهد
القول الخامس: هو الذي لا جَوَاز فيه، وهو قول ابن زيد، أخرجه الطبري في تفسيره.

-وكل تلك الأقوال متقاربة و تؤول الى معنى واحد، وهي بمعنى أن الله تعالى يحاسب العبد على كل كبيرة وصغيرة فلا يتجاوز له عن شيء، فيأخذه بالحق والعدل، وهذا هو مناقشة الأعمال لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من نوقش الحساب عذب)، وهو بمعنى المقايسة بالعمل، ويدل على هذا قوله بعدها ( ومأواهم جهنم وبئس المهاد)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 صفر 1442هـ/15-10-2020م, 04:23 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الثالث من تطبيقات مهارات التخريج

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن زر بن حبيش عن عاصم ابن أبي النجود رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طرق متعددة والفراء في معاني القرآن وذكره السيوطي في الدر المنثور.
[صياغة التخريج: قول زر بن حبيش رواه ابن جرير الطبري في تفسيره والفراء في معاني القرآن من طريق عاصم بن أبي النجود عنه، ورواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور للسيوطي]
المسائل التفسيرية:
ورد في قراءة الضنين [بضنين] في الآية قراءتان:
1- الأولى بالضاد وتعني البخيل أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يبخل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله وممن كان يقرأ بها ابن عباس فيما أخرجه سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه. [تفسير عبد بن حميد مفقود، وتفسير ابن المنذر وابن أبي حاتم لهذه السورة مفقود أيضًا فينسب إلى المصدر البديل، مثلا رواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور للسيوطي]
2- الثانية بالظاء وتعني المتهم اي أنه صلى الله عليه وسلم غير متهم فيما يخبرهم عن الله وممن كان يقرأ بها عبدالله بن الزبير وعبدالله بن مسعود فيما أخرجه سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه.
[في ظنين معنيان، الأول: متهم، والثاني ضعيف، قاله الفراء ونقل أقوال العرب بهذا المعنى]

والراجح أن معنى الآية يحتمل المعنيين جميعا وهذا من إعجاز القرآن وحسن اختيار نظمه قال ابن كثير "قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة: ظَنِينٌ وَضَنِينٌ سَوَاءٌ، أَيْ: مَا هُوَ بِكَاذِبٍ، وَمَا هُوَ بِفَاجِرٍ. [ورد نحو هذا المعنى عن ابن عبس رضي الله عنهما، رواه ابن أبي حاتم كما في فتح الباري، وصححه ابن حجر]
وَالظَّنِينُ: الْمُتَّهَمُ، وَالضَّنِينُ: الْبَخِيلُ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ الْقُرْآنُ غَيْبًا، فَأَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، فَمَا ضَنّ بِهِ عَلَى النَّاسِ، بَلْ بَلَّغه وَنَشَرَهُ وَبَذَلَهُ لِكُلِّ مَنْ أَرَادَهُ. وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ، وَابْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَاخْتَارَ ابنُ جَرِيرٍ قِرَاءَةَ الضَّادِ .
قُلْتُ [من القائل؟] : وَكِلَاهُمَا مُتَوَاتِرٌ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ كَمَا تَقَدَّمَ".
[للفائدة أجمل لك ما نحرص عليه في مسائل القراءات:
أولا: نعمل على نسبة كل قراءة لمن قرأ بها من القراء السبعة على الأقل، والمصدر كتب القراءات.
ثانيًا: بيان معناها وتوجيهها والمصدر، كتب توجيه القراءات
ثالثًا: القراءات المتواترة لا ترجيح بينها، بل ننظر في فائدة الجمع بينها، بمجموعهما تضيفان معنى للآية
وهنا نفي أي قصور في تبليغ الرسالة، البخل، فيمسك عن الناس، والاتهام فيكذب عليهم، والضعف، فلا يقوى على احتمال التبليغ، فكل ذلك منفي عن النبي صلى الله عليه وسلم
ويدل بمفهوم المخالفة على أنه بلغ الرسالة كاملة وأدى الأمانة]


2: قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن أبي العالية من طرق:
1- عن داود بن أبي هند رواه ابن جرير الطبري في تفسيره وذكره الألوسي في تفسيره والسيوطي في الدر المنثور.
2- عن داود بن أبي هند رواه ابن المنذر بلفظ (إِنَّمَا أنزلت فِي اليهود والنصارى، أَلا ترى لقول: {كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} بذنوب أذنبوها، وكانت زيادة فِي كفرهم، ثُمَّ ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب، فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} قَالَ " لو كانوا عَلَى هدى قبل توبتهم، ولكنهم عَلَى ضلالة ".
3- عن داود بن أبي هند رواه ابن أبي حاتم بلفظ (قالَ: هُمُ اليَهُودُ والنَّصارى أذْنَبُوا في شِرْكِهِمْ فَتابُوا، فَلَمْ يُقْبَلْ مِنهُمْ، ولَوْ تابُوا مِنَ الشِّرْكِ لَقُبِلَ مِنهم.)
[كما وضحت لك في تصحيح آخر
إذا اختلفت ألفاظ الراوية نذكر الراوي الذي حصل عنده الاختلاف
هنا مخرج الأثر (داوود بن أبي هند)
لكن لماذا اختلفت ألفاظ الرواية والمخرج واحد؟
إما أن الراوي في منتهى الإسناد (أبا العالية ) قاله في مواقف عدة بألفاظ مختلفة ونقله الرواة عنه بجميع هذه الألفاظ
وإما أن اختلاف اللفظ من تصرف الرواة بنقل الأثر بمعناه
هذا يظهر بدراسة أحوال الرواة
هنا نذكر فقط الراوي عن مخرج الأثر (تلاميذه)]

المسائل التفسيرية
اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية على أقوال: [في المراد بالذين كفروا]
1- قول عطاء وقتادة إنها نزلت في اليهود كفروا بعيسى عليه السلام، والإنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم وكتبهم، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم والقرآن، وذكره الألوسي. [قول المفسر: نزلت في كذا، ليست صريحة في سبب النزول، ولكن قد يراد منها تفسير الآية، أنهم يدخلون في المقصود بمعنى الآية]
2- قول المنسوب الى الحسن أنها نزلت في أهل الكتاب آمنوا برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل مبعثه، ثم كفروا به بعد مبعثه، ثم ازدادوا كفرا بالإصرار والعناد والصد عن السبيل، وذكره الالوسي.
3- ماروى عن أبي صالح مولى أم هانئ أنها نزلت في أصحاب الحارث بن سويد فإنه لما رجع قالوا: نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا فمتى أردنا الرجعة رجعنا فينزل فينا ما نزل في الحارث، وقيل: في قوم من أصحابه ممن كان يكفر ثم يراجع الإسلام، وذكره الالوسي.
4- قول أبي العالية الرياحي إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم رواه ابن جرير بلفظه وابن المنذر وابن أبي حاتم مع تغير في اللفظ.
واختلف المفسرون في تفسير قوله تعالى {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ }الى أقوال:
1- أنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت والمعاينة وعند ذلك لا تقبل توبة الكافر قاله الحسن وقتادة والجباني وذكره الألوسي.
2- لأنها لم تكن عن قلب، وإنما كانت نفاقا وهو قول ابن عباس وذكره الالوسي.
3- أنه من قبيل الكناية من قبيل ولاترى الضب بها ينجحر اي لا توبه لهم حتى تقبل وذكره الالوسي.
4- إن هذه التوبة لم تكن من الكفر وإنما هي من ذنوب كانوا يفعلونها معه فتابوا عنها وهو قول أبي العالية المذكور وذكره الالوسي.
[بارك الله فيك
الألوسي ليس من المصادر المسندة التي نعتمد عليها في عزو الأقوال
والمطلوب في هذه التطبيقات
- تخريج القول المذكور في رأس السؤال فقط بصورة كاملة كما تعلمنا في مهارات التفسير، أما بقية الأقوال فنكتفي بعزوها ولو لم تخرجها، لكن لا تعتمد على مصدر ناقل في العزو.
- ينقصك توجيه الأقوال وتعيين الراجح]

3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن سعيد بن جبير من طرق:
1- عن مُورِقٍ أَوْ مَرْزُوقٍ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ رواه سفيان الثوري في تفسيره.
2- عن أبي بكير رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير الطبري في تفسيره من طرق. [أبو بكير هو نفسه مورق، لو رجعت لإسناد ابن أبي حاتم تجد بيانه لذلك
ورواية ابن أبي حاتم من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن سفيان عن أبي بكير عن سعيد بن جبير بلفظ الرفيق الصالح]

المسائل التفسيرية:
1- المراد بالصاحب بالجانب: اختلف المفسرون في المراد بالصاحب بالجنب إلى أقوال:
ا- المرأة وهو قول علي ابن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رَوَاه عنهما عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالْحَسَنُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ نَحْوُ ذَلِكَ وذكره ابن أبي حاتم وابن عطية وابن كثير في تفسيره.
ب- الرفيق في السفر وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير في إحدى الروايات والحسن ومجاهد وقتادة والسدي والضًحًاك وذكره ابن عطية وابن كثير في تفسيره والجصًاص في أحكام القرآن.
ج- "أَنَّهُ الْمُنْقَطِعُ إلَيْكَ رَجَاءَ خَيْرِكَ" وهو قول ابن عباس وذكره الجًصًاص ومثله " الرجل يعتريك ويلم بك لتنفعه" وهو قول ابن زيد وذكره ابن عطية في تفسيره.
د- "هُوَ جَارٍ الْبَيْتِ دَانِيًا كَانَ نَسَبُهُ أَوْ نَائِيًا إذَا كَانَ مُؤْمِنًا" وذكره الجًصًاص.
ه- "هُوَ جَلِيسُكَ فِي الْحَضَرِ، وَرَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ" وهو قول زيد بن أسلم وذكره ابن كثير.
[التوجيه ودراسة الأقوال؟ ]
4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن سعيد بن المسيب من طريق:
1- مجاهد رواه ابن جرير في تفسيره والثعلبي في تفسيره وذكره ابن عطية وابن كثير.
المسائل التفسيرية
1- المراد بالغداة والعشي: اختلف المفسرون في المراد بالغداة والعشي إلى أقوال: [المسألة المقصودة هي معنى الدعاء، فتأولها الناس في جلوسهم في المجالس ومنها مجالس القصاص، فأراد ابن المسيب أن يبين أن ذلك غير داخل في معنى الآية فقال (إنما هو في الصلاة)، ثم ورد في معنى الدعاء معان أخرى منها ذكر الله والدعاء وقراءة القرآن، والآية تحتمل كل هذه المعاني]
ا- "صلاة مكة التي كانت مرتين في اليوم بكرة وعشيا" وهو قول الحسن بن أبي الحسن وذكره ابن عطية.
ب- " هو عبارة عن استمرار الفعل وأن الزمن معمور به، كما تقول: الحمد لله بكرة وأصيلا" والمراد به الصلوات الخمس، وهو قول ابن عباس وإبراهيم وذكره ابن عطية ومثله انه الصلوات المكتوبات وهو قول سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَاهِدٌ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ وذكره ابن كثير.
ج- ذكر الله واللفظة على وجهها وذكره ابن عطية.
وبالنظر في هذه الأقوال نجدها متقاربة والأرجح القول الثاني لدلالة اللغة فقد ورد في البحر المحيط (وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:يَدْعُونَ رَبَّهُمْ يَسْأَلُونَهُ وَيَلْجَأُونَ إِلَيْهِ وَيَقْصِدُونَهُ بِالدُّعَاءِ وَالرَّغْبَةِ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ كِنَايَةٌ عَنِ الزَّمَانِ الدَّائِمِ وَلَا يُرَادُ بِهِمَا خُصُوصُ زَمَانِهِمَا) ولكثرة من قال به من السلف.

5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن إبراهيم النخعي من طريق:
1- فرقد السبخي رواه ابن جرير في تفسيره من طرق والواحدي في التفسير الوسيط وذكره النحاس في معاني القرآن والثعلبي في تفسيره والسيوطي في الدر المنثور.
المسائل التفسيرية:
1- المراد بسوء الحساب : اختلفت أقوال السلف في المراد يسوء الحساب فقالوا:
ا- " أَن لَا يتَجَاوَز لَهُ عَن شَيْء " وهو قول شهر بن حوشب وذكره السيوطي.
ب- "هُوَ أَن يُحَاسب الرجل بِذَنبِهِ كُله لَا يغْفر لَهُ مِنْهُ شَيْء" وهو قول إبراهيم النخعي السابق ذكره.
ج- "هُوَ أَن يُحَاسب الرجل بِذَنبِهِ كُله لَا يغْفر لَهُ مِنْهُ شَيْء" وهو قول الحسن وذكره السيوطي. [الثلاثة الأولى بمعنى واحد]
د- "المناقشة فِي الْأَعْمَال" وهو قول أبي الجوزاء وذكره السيوطي
وبالنظر في هذه الأقوال نجدها متقاربة ويشهد لها حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحبن عن عائشة أم المؤمنين: مَن نوقشَ الحسابَ هلَكَ قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يقولُ: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ، إلى قولِهِ: يَسِيرًا قالَ: ذلِكِ العَرضُ" .
[جاء التعبير بسوء الحساب في موضعين من كتاب الله، كلاهما في سورة الرعد
أحدهما بيان لعاقبة من أعرض عن الاستجابة لأمر الله، والآخر بيان لحال أولي الألباب الذين يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب
دراسة الموضعين مفيدان في إثراء دراستك للمراد بسوء الحساب.
وللزجاج قول آخر زاد فيه عنى (ألا تقبل حسناتهم فلا تغفر سيئاتهم)
فزاد معنى عدم قبول الحسنات]

والله أعلم.

بارك الله فيك ونفع بك.
أوصيك بحفظ هذه التطبيقات في أصل اعمالك مع التعليق عليها
ومتى ما وجدت وقتًا فاحرص على التعديل عليها شيئا فشيئا، وحفظها في أصلك العلمي ربما تنتفع بها بإذن الله في دروسك
لكن لابد من التعديل عليها، فلا ينتهي الأمر عند هذا التصحيح.
ومما ينبغي التركيز عليه:
- الحرص على ضبط صياغة التخريج، وتأمل نماذج الشيخ في دوراته عمومًا.
- دراسة الأقوال وتوجيهها ثم الترجيح بينها أو بيان وجه الجمع بين الأقوال، أجزاء لا تتجزأ من تحرير المسائل الخلافية
فليس المطلوب مجرد سرد الأقوال في المسألة، ولكن الأصل بيان هذه النقاط وهو ما يطلبه الباحث من دراسة المسألة
وهذا لب الفائدة التي نرجوها من دراسة المهارات المتقدمة في التفسير.
التقويم: ج+
وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 صفر 1442هـ/15-10-2020م, 09:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد مشاهدة المشاركة
1: قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
التخريج:
أخرجه الفراء والطبري كلاهما من طريق عاصم عن زر.
وقال السيوطي [في الدر المنثور] أخرجه عبد بن حميد.

تحرير المراد بضنين في قوله تعالى : ( وما هو على الغيب بضنين) (التكوير:24)
للمفسرين في معنى قوله: (بضنين)، في الآية، قولان بناءً على اختلافهم في القراءة، فمنهم من قرأها بالضاد ( ضنين)، ومنهم من قرأها بالظاء (ظنين) كما يلي :
القول الأول : أنه بمعنى، بخيل وهذا القول على قراءة من قرأها (بضنين) بالضاد، والمراد لا يبخل بتعليمكم ما أنزل الله إليه، - وهي قِراءَةُ، عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، وابْنِ عَبّاسٍ، والحَسَنِ، وأبِي رَجاءٍ، والأعْرَجِ، وأبِي جَعْفَرٍ، وشَيْبَةَ، نافِعٍ، وعاصِمٍ، وابْنِ عامِرٍ، وحَمْزَةَ، وجَماعَةٍ.
وهذا القول قول زيد بن ثابت، وقتادة، وسفيان، وإبراهيم، ومجاهد، ابن زيد، وعكرمة، والزهري، وورقاء وزر، وأبو عبيدة.

أخرجه ابن وهب في الجامع، والفراء في معاني القرآن، وعبد الرزاق في تفسيره ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، والطبري، والطحاوي في مشكل الآثار، وعبدالرحمن الهمذاني في تفسير مجاهد، وعزاه السيوطي الى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم،
وقد أخْرَجَ عبدالرزاق، وابن مردويه ،عن ابن الزبير: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ كان يقرؤها: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بظَنِينٍ)، وفي لفظٍ: {بضَنِينٍ} بالضَّادِ، ذكره السيوطي.
- ومبناه على أن الضن في اللغة بمعنى البخل بالشيء النفيس، يقال ضننت بالشيء أضن به، إذا كان نفيساً يضن به. فالنبي صلى الله عليه وسلم ما بخل على الناس بتعليمهم الغيب مع كونه نفيس بل حرص على تعليمهم إياه.
ورجح هذه القراءة الطبري: لأنه هو ما اتفقت عليه خطوط مصاحف المسلمين، مع قرائتهم لهما جميعاً.

القول الثاني:
أي بمتهم، وهذا على قراءة الظاء (ظنين)، فيكون معنى الآية أي ما هو بمتهم في ما يخبر به من الأنباء، وقرأ به ابنُ مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابِت، وابن عمَر، وابن الزُبَيرِ، وعائِشةُ، وعُمر بن عَبدِ العَزِيزِ، وابن جبيرٍ، وعروَة بن الزبيْرِ، ومسلِمٌ وابن جندبٍ، ومجاهِدٌ، وابن كَثِير، وأبو عَمرٍو، والكِسائِيُّ.
وهو قول ابن عباس، وابن جبير، وابن مسعود، وإبراهيم، وورقاء، وزر، والضحاك.

أخرجه ابن وهب في الجامع، والفراء في معاني القرآن، وعبد الرزاق في تفسيره ، و [قول] أبو عبيدة في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، والطبري، والطحاوي في مشكل الآثار، وعبدالرحمن الهمذاني في تفسير مجاهد، وقال السيوطي: أخرجه سعيد بن منصور، عبد بن حميد، ابن المنذر، ابن مردويه. [هذا التخريج عن من ؟]
[وانتبهي أن رواية البخاري لهذا الأثر من دون إسناد، فهي ليست على شرط صحيحه فلا يصح قول: (رواه البخاري في صحيحه) بهذا الإطلاق، ويمكنك الاستفادة من شروح البخاري في معرفة القائل به، أو معرفة الاسانيد في حال الرواية معلقًا]
ورجح هذا القول أبو عبيدة، قال: (لأن قريشاً لم تبَخِّل محمدا فيما يأتي به وإنما كذبته فقيل ما هو بمتهم).
- واحتج من رجح هذه القراءة ب ( على ) في الآية فإن العرب تقول: ما أنت عَلَى فلان بمتهم، فقال: ما هو عَلَى الغيب بظنين.
وهذه القراءة أيضاً متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
فقد أخرج عبدالرزاق في تفسيره عن الزبير أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ يَقْرَؤُها: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِينٍ)

والظن في اللغة يأتي بمعنى اليقين، ويأتي كذلك بمعنى الشك ومنه يقال للظنين متهم، كما قال الشاعر:
وَلَا كُلُّ مِنْ يَظَّنُّنِي أَنَا مُعْتِبٌ ... وَلَا كُلُّ مَا يُرْوَى عَلَيَّ أَقُولُ

وذكرالفراء قول آخر في معنى (ظنين) قال:
أي ضعيف من قول العرب للرجل الضعيف أو الشيء القليل ( ظنون) قال: (سمعت بعض قضاعة يَقُولُ: ربما دلّك عَلَى الرأي الظنون، يريد: الضعيف من الرجال)
فيكون معنى الآية على هذا أي ما هو بضعيف لما أنزل له بل محتمل له مطيق، وهو قول الفراء في معاني القرآن، وذكره الطبري.

و كِلَاهُمَا مُتَوَاتِرٌ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ، لتواتر القرائتين بهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال سفيان: (تفسير ضنين وظنين سواء، ويقول ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ؛ والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل) ذكره ابن وهب، وروي عن ابن عباس في ما عزاه ابن حجر لابن أبي حاتم. [ورواه ابن أبي حاتم كما في فتح الباري]
وقال السيوطي رواه وسعيدُ بنُ مَنْصُورٍ، وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ.
وأما (على) في الآية فهي تصلح للمعنيين ما هو على الغيب ببخيل وما هو على الغيب بمتهم. [وضعيف؟]
[راجعي التعليق على الأخ محمد العبد اللطيف]

***
2: قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال:
(قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
التخريج:
- أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، جميعهم من طريق داود، عن أبي العالية. [وبهذا اللفظ عند ابن جرير من طريق ابن أبي عدي عن داوود عن أبي العالية.
وراجعي التعليق على الأخ محمد أعلاه]

وهو عند الطبري بألفاظ عدة، وكذا عند أبي حاتم بألفاظ مختلفة:
جاء عند الطبري:
- بلفظ (قال: هم اليهود والنصارى والمجوس، أصابوا ذنوبًا في كفرهم، فأرادوا أن يتوبوا منها، ولن يتوبوا من الكفر ألا ترى أنه يقول:"وأولئك هم الضالون"؟)
-وبلفظ : (هم اليهود والنصارى، يصيبون الذنوبَ فيقولون:"نتوب"، وهم مشركون. قال الله عز وجل: لن تُقبل التوبة في الضّلالة)
- وبلفظ ((تابُوا مِن بَعْضٍ ولَمْ يَتُوبُوا مِنَ الأصْلِ.)
وعند ابن أبي حاتم:
(قالَ: هُمُ اليَهُودُ والنَّصارى أذْنَبُوا في شِرْكِهِمْ، ثُمَّ تابُوا فَلَمْ يُقْبَلْ مِنهم ولَوْ تابُوا مِنَ الشِّرْكِ قُبِلَ مِنهم.)
وبلفظ (تابُوا مِن بَعْضٍ ولَمْ يَتُوبُوا مِنَ الأصْلِ).كما عند الطبري.
وبلفظ ( لَوْ كانُوا عَلى الهُدى قُبِلَتْ تَوْبَتُهم ولَكِنَّهم عَلى ضَلالٍ).

- تحرير قوله تعالى: "{إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} (آل عمران:90):
اختلف العلماء في المراد بهذه الأية على أربعة أقوال:
القول الأول :
أنه في اليهود والنصارى، وهو قول الحسن، وقول أبي العالية (وأضاف في قولِ له: المجوس)، وقول عكرمة، أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وفي سبب كفرهم ثم ازديادهم من الكفر قولان :
الأول: أنهم كانوا مؤمنين بمحمد عليه الصلاة والسلام قبل مبعثه، ثم كفروا به عند المبعث، ثم ازدادوا كفرا بذنوبهم ، وطعنهم فيه في كل وقت، ونقضهم ميثاقه، وفتنتهم للمؤمنين، وإنكارهم لكل معجزة تظهر. وهو قول أبي العالية، والحسن، أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
وقيل ازديادهم من كفرهم هو استمرارهم وإصرارهم،عليه، قاله عكرمة، أخرجه الطبري، ونسبه ابن عطية الى مجاهد، وقال به ابن كثير، وهو قريب من سابقه لأن الإزدياد [الازدياد] من الذنوب يقتضي الإصرار على الكفر.
وقيل ازديادهم من الكفر أنهم ماتوا وهم كفار، وهو قول السدي، أخرجه ابن أبي حاتم.
وهذا القول يؤول الى القول السابق. لأن من مات وهو كافر فهو مصر عليه.
وهذه الثلاثة الأقوال في الزيادة من الكفر يدخل فيه اليهود والمرتدون والكفار على قول من قال به على ما سأذكره من الأقوال.
الثاني: على أنهم كفروا بعيسى، أما اليهود فكفرهم به ظاهرأ وأما النصارى فبتأليههم لعيسى بعد إيمانهم به، ثم ازداد كلاهما كفراً بكفره بمحمد. ذكره ابن عاشور.

القول الثاني:
أن المراد بهم اليهود:
وفي سبب كفرهم وازديادهم من كفرهم قولين:
أنهم كانوا مؤمنين بموسى عليه السلام، ثم كفروا بسبب إنكارهم عيسى والإنجيل، ثم ازدادوا كفرا بسبب إنكارهم محمدا عليه الصلاة والسلام والقرآن، وهول قتادة، أخرجه الطبري، وابن المنذر وابن أبي حاتم.
أو بكفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه بعد إيمانهم به قبل مبعثه ثم ازداوا كفرا بذنوبهم التي أصابوها في كفرهم، وهو قول الطبري.
- ودليل هذا القول :
أن سياق لآيات فيما قبله وما بعده هو في شأن اليهود، فأولى أن تكون هي في معنى ما قبلها وما بعدها.

القول الثالث:
أنها نزلت في قوم ارتدوا، وهو قول ابن عباس، نقله ابن كثير عن ابو [أبي] بكر البزار وقال السيوطي، هذا خطأ من البزار، وذكره النحاس ولم ينسبه.
ثم اختلف هؤلاء على قولين:
أن الآية نزلت في الذين ارتدوا وذهبوا إلى مكة، وازديادهم الكفر أنهم قالوا: نقيم بمكة نتربص بمحمد ﷺ ريب المنون، وهؤلاء هم أصحاب الحارث بن سويد، وهو قول ابن عباس، ومقاتل ، والكلبي، ذكره البغوي، ونسبه القرطبي الى قطرب، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير.
وقيل المراد هم فرقة ارتدوا، ثم عزموا على الرجوع إلى الإسلام على سبيل النفاق، فسمى الله تعالى ذلك النفاق كفرا، وزيادة الكفر على هذا القول هو استمرارهم وإصرارهم عليه، ذكره الزجاج، وذكره النحاس، ولم ينسباه، واستدل هؤلاء :
بقول الله عز وجل {وأولئك هم الضّالّون} فإنهم لو صدقوا في التوبة لكانوا غير معتدين،
و بقوله عزّ وجلّ بعدها : {إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين} لأن مبطن الإيمان ومظهر الكفر كالكافر.

القول الرابع:
نزلت في جميع الكفار أِشركوا بعد إقرارهم بأن الله خالقهم ثم ازدادوا كفرا أي أقاموا على كفرهم حتى هلكوا، ذكره البغوي ونسبه الى مجاهد.
واختلفوا في علة امتناع قبول توبتهم على أقوال:
الأول: السبب أنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت، قاله الحسن، وقتادة، وعطاء، والسدي، أخرجه عبدالرزاق، والطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، ونسبه ابن عطية الى مجاهد.
وأدلة هذا القول:
- أن الله تعالى يقول: ﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن﴾، وقوله تعالى: ﴿فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا﴾ .وقوله في فرعون: ﴿آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين﴾. فهذه الآيات تدل على أن التوبة عند حضور الموت لا تنفع فيحمل عليها، ويقيد بها.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)
- أنه تعالى أشار إلى ذلك بقوله: ﴿ثم ازدادوا كفرا﴾ فإنه يدل على عدم توبتهم في وقت نفعها
الثاني: أن يحمل هذا على ما إذا تابوا باللسان ولم يحصل في قلوبهم إخلاص فأطلع الله نبيه على سريرتهم، وهو قول ابن عباس، ذكره الماوردي، وابن الجوزي.
الثالث: عدم قبول توبتهم أن إيمانهم أول مرة لن ينفعهم، قاله عكرمة، أخرجه الطبري,
الرابع: أي أنه لو كفر مرة أخرى بعد تلك التوبة فإن التوبة الأولى تصير غير مقبولة وتصير كأنها لم تكن، قاله القاضي، والقفال، وابن الأنباري، ذكره الرازي
وهذا القول قريب من سابقه.
وقد رد الطبري على هذا القول فقال: (وأما قول من زعم أنّ معنى ذلك:"التوبة التي كانت قبل الكفر"، فقولٌ لا معنى له. لأن الله عز وجل لم يصف القوم بإيمان كان منهم بعد كفر، ثم كُفْر بعد إيمان = بل إنما وصفهم بكفر بعد إيمان. فلم يتقدم ذلك الإيمانَ كفرٌ كان للإيمان لهم توبة منه)
الخامس : هو إشارة إلى قوم بأعيانهم ختم الله عليهم بالكفر، وجعل ذلك جزاء لجريمتهم ونكايتهم في الدين، وهم الذين أشار إليهم بقوله: ﴿كيف يهدي الله قوما﴾ فأخبر عنهم أنهم لا تكون لهم توبة فيتصور قبولها، وهو قول ابن عطية.
قال : وهو كقول الشاعر:
على لاحب لا يهتدي بمناره
أي على لاحب لا منار له أصلا حتى يهتدى به
-وأدلة هذا القول:
قوله تعالى: ﴿إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا﴾ فعدم غفرانه لهم لعدم هدايتهم السبيل الذي يغفر لصاحبه، ونظيرها قوله تعالى: ﴿لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا﴾ ﴿إلا طريق جهنم﴾
السادس:
أنهم قوم تابوا من الذنوب في الشرك ولم يتوبوا من الشرك، قالَهُ أبو العالية، اخرجه الطبري واختاره وابن أبي حاتم.
-ويدل على هذا :
قوله تعالى: ﴿وأولئك هم الضالون﴾ لأنه يدل على أن توبتهم مع بقائهم على الضلال.
وقالوا أن الله تعالى أخبر أنه يقبل التوبة عن عباده في آيات أخر فعلم في هذه الآية أن المراد هو التوبة مع الكفر لأن الله لا يقبل من مشرك عملا ما أقام على شركه وضلاله.
السابع:
لن تقبل توبتهم إذا تابوا إلى كفرٍ آخر، وإنما تُقبل توبتهُم إذا تابوا إلى الإِسلام.، ذكره النحاس، والقرطبي.
الثامن:
لن تقبل توبتهم بعد الموت إذا ماتوا على الكفر، وهو قول مجاهد، ذكره ابن الجوزي.
وهو قول ضعيف لأن التوبة من العبد غير كائنة إلا في حال حياته، فأما بعد مماته فلا توبة.

والراجح في الآية:
أن يقال أن الآية عامة في كل من كان هذا وصفه فكفر بعد إيمانه، وتكون زيادة الكفر في حقه إما ذنوب بعد ذنوب أو كفر آخر يزيده كفرِ والكفر يزيد إما بالذنب أو بالكفر.

وأما في علة عدم قبول التوبة منهم :
فلا بد أن تقيد الآية على أحوال معينة تكون سبباً في عدم قبول التوبة، لأن الأصل أن الله تعالى يقبل توبة العبد إن تاب من الذنب أياً كان إن صدق في توبته، إلا في أحوال معينة، فتحمل هذه الآية عليها، فيقال أن سبب عدم قبول التوبة منهم، إما أن توبتهم لم تكن خالصة، فإظهارهم للتوبة كان مع ابطانهم للكفر، فهؤلاء ليس لهم توبة، أو أن تكون توبتهم من ذنوب وهم على الكفر فالله تعالى لا يقبل من كافر عمل أو توبة وهو مقيم على كفره، ويمكن أن تحمل الآية على أن المراد أنهم لم يتوبوا أصلا فلم يوفقوا للتوبة، فهذه الأقوال كلها جائزة ولا تعارض بينها وأما قول من قال أنه من تاب من كفر الى كفر آخر فهو بعيد لأن الذي يتوب لينتقل الى كفر آخر لايزال واقع في الكفر لأن الكفر كله واحد.
***
3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).
أخرجه عبدالرزاق، وأبو حذيفة النهدي [يروي تفسير سفيان الثوري وكتب أخرى، فينسب كل إلى الأصل، فنقول: رواه سفين الثوري في تفسيره] ، والطبري، جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن أبي بكير، عن سعيد بن جبير.

تحرير معنى الصاحب بالجنب في قوله تعالى: " وَٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰا وَبِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡجَارِ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ" ( النساء: 36):
للمفسرين فيه أقوال:
1- أنها المرأة، يعني الزوجة، وهو قول علي، وعبدالله، وإبراهيم، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، وأبو الهيثم، وإحدى الروايات عن سعيد بن جبير، أخرجه عبدالرزاق، وسعيد بن منصور، وأبو حذيفة النهدي في تفسير الثوري، والطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم، والطبراني في المعجم الكبير،
2- الرفيق، وهو قول ابن عباس، ,والفراء، أخرجه الطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم.
3 الرفيق في السفر مَنزله منزلك، وطَعامه طَعامك، ومَسِيرُه مَسيركَ، وهو قول مجاهد، وعكرمة، وقتادة، وابن جبير، والسدي، والضحاك، وأبو عبيدة، أخرجه عبدالرزاق، وأبو حذيفة النهدي في تفسير الثوري، والبخاري، والطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم.
4-هو جَلِيسُكَ في الحَضَرِ ورَفِيقُكَ في السَّفَرِ، وهو قول زيد بن أبي اسلم، أخرجه ابن وهب، وابن المنذر، وابن ابي حاتم.
5-الرفيق الصالح، وهو رواية أخرى عن علي، وعبدالله، وسعيد بن جبير، ذكره الطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم,
6-الذي معك في منزلك، وهو أحد الأقوال عن ابن عباس، أخرجه الطبري.
7- هو الذي يلزمك ويصحبك رَجاء نفعك، وهو أحد مرويات ابن عباس، وابن زيد، أخرجه الطبري، وابن المنذر.
8- الجار الملاصق، وهو قول غلام ثعلب في ياقوتة الصراط.
[يمكن تصنيف الأقوال، مثلا ما يدخل تحت قول الصاحب نجمعه ثم نذكر تقييد كل منهم، بالسفر أو اللزوم ...، والقول الثاني: المرأة، والثالث: الجار الملاصق وجاء في مقابلة القول بأن (الجار الجُنُب) هو البعيد]
- وكل تلك الأقوال يجمعها معنى الصحبة، والرفقة وفي بعضها تخصيص لأحوال معينة، وبعضها أعم من بعض، والآية تشملها جميعاً، ولعل التخصيص جاء على معنى التأكيد والأولوية، أو أنه خرج مخرج الغالب، فغالب من يصحب الرجل أكثر وقته هو المرأة، فيدخل في المعنى الرفيق في السفر والرفيق في الحضر وفي المنزل وفي المأكل والمشرب والجوار، وتتأكد الوصية على الرفيق الصالح، وكل من يصحب الإنسان في الغالب يبتغي منه نفعاً قل أو كثر، فالصواب أن يقال أنها عامة لأن معنى الآية تشملها جميعا
فلفظ الصاحب يدل على القرب والملازمة وكذا الجنب يدل على القرب، فيدخل فيه من كل من ذكر لأن كلهم بجنب الذي هو معه وقريب منه
ولوكانت صحبته ساعة، وقد أوصى الله تعالى بجميعهم، لوجوب حق الصاحب على المصحوب،
ويقوي هذا حديث أخرجه الطبري: أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كانَ مَعَهُ رَجُلٌ مِن أصْحابِهِ وهُما عَلى راحِلَتَيْنِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ غَيْضَةً فَقَطَعَ قَضِيبَيْنِ أحَدُهُما مُعْوَجٌّ، وخَرَجَ فَأعْطى صاحِبَهُ القَوِيمَ، وحَبَسَ هو المُعْوَجَّ، فَقالَ لَهُ الرَجُلُ: كُنْتَ يا رَسُولَ اللهِ أحَقَّ بِهَذا، فَقالَ لَهُ: يا فُلانُ، إنَّ كُلَّ صاحِبٍ يَصْحَبُ آخَرَ فَإنَّهُ مَسْؤُولٌ عن صُحْبَتِهِ ولَوْ ساعَةً مِن نَهارٍ"
وهذا هو ترجيح الطبري.

***
4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى:{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
التخريج:
أخرجه الطبري في تفسيره من طريق ابن جريج عن عبد اللّه بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ عن سعيد بن المسيّب
تحرير قوله تعالى: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" (الأنعام:52):
للمراد بقوله تعالى: " يدعون ربهم بالغداة والعشي" عدة أقوال:
القول الأول: الصلوات المكتوبة، ويكون قوله:" الغداة والعشي" على هذا القول أي صلاة الصبح وصلاة العصر، وهو قول ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وسعيد ابن المسيب، أوعلى أنهما طرفي النهار تنبيهاً على المحافظة على الصلوات الخمس، وهو قول ابن عباس، وابن عمر، وابراهيم، ومجاهد، والضحاك، وعبد الرحمن بن عمره، وعامر، وقتادة، وعمرو بن شعيب، معاوية بن قرة، أخرجه ابن وهب، ويحيى بن سلام في تفسيره، والطبري، والطحاوي في مشكل الآثار، وعبدالرحمن الهمذاني في تفسير مجاهد، وابن أبي حاتم، وأبو محمد الفاكهي في الفوائد.
وهذا القول على أن معنى الدعاء في اللغة يأتي بمعنى الصلاة.
القول الثاني: ذكرُهم الله تعالى، والمعنى أنهم يذكرون ربهم طرفي النهار، وهو قول آخر عن إبراهيم، ومنصور، أخرجه سعيد بن منصور، والطبري في تفسيره.
القول الثالث: تعلمهم القرآن وقراءته، وهو قول أبي جعفر، أخرجه الطبري، وابن أبي حاتم.
القول الرابع: عبادتهم إياه، وهو قول آخر عن ابن عباس، والضحاك، أخرجه الطبري، وابن أبي حاتم.
ومعنى الغدوة والعشي على هذا القول والقولين قبله هو مواظبتهم على كل ذلك في كل وقت.
-ومبنى هذا القول على أن الدعاء يأتي بمعنى العبادة كما قال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ يعني: تعبدون) ، وقوله : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
-وكل تلك الأقوال صحيح ويدخل في معنى قوله ( يدعون ربهم) فدعاء الله تعالى يكون بذكره باللسان ويدخل في ذلك قراءة القرآن، ويكون بالجوارح فيدخل فيه الصلاة والعبادة تعم كل ذلك الله تعالى وصفهم بكل ذلك، والأولى حمل اللفظ على العموم، فيكون القول الأخير أعم تلك الأقوال وأولاها.
***
5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء"

التخريج:
أخرجه الطبري من طريق الحجاج عن أبي عثمان، وحماد بن سلمة كلاهما عن فرقد عن إبراهيم النخعي.
وقال السيوطي: أخرجه سعيد بن منصور، وأبو الشيخ.
وأما المراد بقوله "سوء الحساب" فللمفسرين فيه خمسة أقوال:
القول الأول: أن يأخذهم بذنوبهم كلها، فلا يغفر لهم منها شيئا، وهو قول إبراهيم النخعي، وشهر بن حوشب، والحسن، أخرجه سعِيد بن منصور، والطبري في تفسيره.
القول الثاني: أن يأخذ عبده بالحق، روي عن إبراهيم، وفرقد السبخي، أخرجه سعِيد بن منصور، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم.
القول الثالث: المناقشة بالأعمال، وهو قول أبي الجوزاء، أخرجه عبد الرزاق في تفسيره، وابن أبي شيبة، والطبري.
القول الرابع :وقيل المقايسة بالأعمال، روي عن ابن عباس، أخرجه الطبري، وابو داود في الزهد [رواه موقوفًا على ابن عباس ومقطوعًا على أبي الجوزاء، ورواية الطبري بلفظ المناقشة بالأعمال]
القول الخامس: هو الذي لا جَوَاز فيه، وهو قول ابن زيد، أخرجه الطبري في تفسيره.

-وكل تلك الأقوال متقاربة و تؤول الى معنى واحد، وهي بمعنى أن الله تعالى يحاسب العبد على كل كبيرة وصغيرة فلا يتجاوز له عن شيء، فيأخذه بالحق والعدل، وهذا هو مناقشة الأعمال لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من نوقش الحساب عذب)، وهو بمعنى المقايسة بالعمل، ويدل على هذا قوله بعدها ( ومأواهم جهنم وبئس المهاد)
[راجعي التعليق على الأخ محمد أعلاه]
أحسنتِ، وأجدتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
ملحوظة عامة:
-أثني على حرصكِ على دراسة الأقوال وتوجيهها
- إذا أردتِ التخريج، فصّلي فكل قول، بيني من خرجه، لا أن نفصل القائلين، عمن أخرج أقوالهم فيُتوهم أن جميع القائلين وردت أقوالهم في جميع الكتب المسندة المذكورة، وأغلب الأخطاء في نسبة الأقوال تأتي من هذا الجمع.
- وعمومًا المطلوب هنا تخريج القول المذكور في رأس السؤال فقط، لكن بطريقة الصياغة التي شُرحت في دورة المهارات، وأما بقية الأقوال فيمكن الاكتفاء بعزوها لقائليها.
التقويم: أ
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 صفر 1442هـ/16-10-2020م, 02:50 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
التخريج :

اخرجه ابن جرير عن عاصم عن زر بن حبيش
الاقوال:.
القول الأول قرأ بالظاء ابن كثير وأبو عمرو و الكيسائي وفيه وجهان :
1- وما محمد على القران بمتهم أن يأتي بما لم ينزل عليه قاله ابن عباس وسعيد بن الجبير والضحاك وإبراهيم وسفيان ومغيرة وزر بن حبيش ذكره ابن وهب المصري وذكره عبد الرزاق وابن ابي حاتم وابن جرير والبخاري في صحيحه وابن حجر في فتح الباري والثعلبي وروى عن الفراء ومحمود العينى في عمدة القاري
2- بضعيف عن تأديته قاله الفراء وذكره ابن جرير
القول الثاني: قرأ الباقون بالضاد وفيه وجهان :
1- وما هو ببخيل أن يعلم كما تعلم قاله ابن عباس وسفيان وإبراهيم ومغيرة وزر بم حبيش وذكره ابن وهب وذكره عبدالرزاق وابن حجر وابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهم وروى عن الفراء وذكره الثعلبي
2- وما هو بمتهم أن يؤدي مالم يؤمر به
3- ما يضن عليكم بما يعلم قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وذكره الهمذاني من تفسير مجاهد وابن جرير وابي عبيدة ذكره ابن جرير وذكره البخاري وابن حجر في فتح الباري
التوجيه:
أولى القراءتين بالصواب : ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة وإن اختلفت قراءتهم به وذلك [ بضنين ]بالضاد لأن ذلك كله كذلك في خطوطها
وعلى هذا يكون أولى التأويلين بالصواب في ذلك تأويل من تاوله : وما محمد على ما علمه الله من وحيه وتنزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس بل هو حريص علي تعليمكم ذكره ابن جرير
وأما من تأوله وما هو على الغيب بضعيف فهذا قول محتمل لأن العرب تقول : للرجل الضعيف : هو ظنون ذكره ابن جرير

&&&&&&&&&&&&
2 قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
التخريج:

أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي العالية عن طريق داود عن ابي العالية

الأقوال:
1-اليهود والنصارى لن تقبل توبتهم عند الموت قاله الحسن وقتادة وعطاء ومعمر والسدى وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم
2- هم اليهود كفروا بالإنجيل وعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن قاله قتادة وذكره ا عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن ابي حاتم
3- هم اليهود والنصارى الذين كفروا ثم ازدادوا كفر بذنوب اصابوها فلن تقبل توبتهم من ذنوبهم وهم على الكفر مقيمون، فهم لم يتوبوا في الأصل قاله أبي العالية ورفيع وذكره ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وذكر في تفسير مقاتل 4- تموا على كفرهم وأيمانهم أول مرة لن ينفعهم قاله مجاهد وذكره عبد بن حميد وابن جرير
5- انهم قوم ارتدوا ثم عزموا على إظهار التوبة على طريق التورية فاطلع الله نبيه على سريرتهم قاله ابن عباس ذكره الزجاج والنحاس

التوجيه:
اختار ابن جرير قول أبو العالية فالذين كفروا من اليهود بالنبي عليه الصلاة والسلام عند بعثته وهم قد امنوا به من قبل ثم ازدادوا كفرا بما ارتكبوا من ذنوب واصرارهم على الضلالة لن تقبل توبتهم من ذنوبهم التي اصابوها في كفرهم حتى يرجعوا عن كفرهم بالنبي عليه الصلاة والسلام و يصدقوا به ويؤيد ذلك أن الايات قبلها وبعدها فيهم نزلت فأولى أن تكون هي في معنى ما قبلها وما بعدها لأنها في سياق واحد ذكره ابن جرير
واما القول الأول فاختاره ابن كثير فالله تعالى توعد من كفربعد إيمانه ثم ازداد كفرا واستمر عليه على الممات فأنه لا يقبل له توبة عند مماته واستدل بقوله تعالى [ وليست التّوبة للّذين يعملون السّيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت [قال إنّي تبت الآن ولا الّذين يموتون وهم كفّارٌ أولئك أعتدنا لهم عذابًا أليمًا]} [النساء:18] ذكره ابن كثير

واما القول الخامس فقد ذكر الزجاج أنهم نفر ارتدوا بعد اسلامهم ثم اظهروا التوبة فاطلع الله أمرهم لنبيه لانهم كانوا يظهرون الرجوع للاسلام وعندهم الكفر واستدل بقوله تعالى [ وأولئك هم الضالون ] لانهم لو حققوا التوبة لما قيل لهم ضالون ويدل على ذلك قوله تعالى [إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين] لان الكافر الذي يعتقد الايمان عند الله كمظهر الكفر لان الايمان هو التصديق والتصديق لا يكون غلا بالنية وذكر نحوه النحاس
كما قال النحاس : ويجوز في اللغة أن يكون المعنى: لن تقبل توبتهم فيما تابوا منه من الذنوب وهم مقيمون على الكفر هذا يروي عن أبي العالية.
ويجوز أن يكون المعنى: لن تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الكفر آخر وإنما تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الإسلام
وعليه فانه يمكن أن تاول الاية على جميع الاقوال والله اعلم

&&&&&&&&&&&&
3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).

التخريج:


اخرجه ابن جرير وابن ابي حاتم عن طريق أبي بكير عن سعيد بن جبير

الاقوال:
القول الأول :أنه الرفيق في السفر وهو قول ابن عباس وعبد الله وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وزيد والضحاك والسدى وعكرمة و ذكره ابن وهب المصري في الجامع لعلوم القران وعبد الرزاق في تفسيره والنهدي من تفسير الثوري وذكره وابن جرير وابن ابي حاتم وروى عن عبد الرحمن بن ابي ليلى وذكره البخاري في صحيحه والبيهقي في شعب الايمان
القول الثاني: أنه زوجة الرجل التي تكون في جنبه وهو قول عباس وعلي وابن مسعود وابراهيم وذكره سعيد بن منصور في سننه وابن جرير وابن ابي حاتم وذكر في تفسير مقاتل ورواه عبدالرحمن بن ابي ليلى وذكر في شعب الايمان للبيهقي والاخفش في معانى القران
والقول الثالث : أنه الذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك وهو قول ابن عباس وذكره ابن جرير ابن زيد

التوجيه:

الأقوال متقاربة فكل من كان بجانب الرجل من صاحب في السفر أو زوجة أو ملازم له رجاء نفعه فهو صاحب بالجنب فجميعهم معنيون بذلك وقد أوصى الله بالاحسان إليهم والدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام [ عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ خير الأصحاب عند اللّه تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند اللّه خيرهم لجاره

&&&&&&&&&&

4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
التخريج : اخرجه ابن جرير عن مجاهد عن سعيد بن المسيب
الاقوال :
االقول الأول : أنها الصلوات الخمس قاله ابن عباس ومجاهد عن سعيد بن المسيب وإبراهيم والحسن وقتادة والضحاك وعمرو بن شعيب وعبد الله بن عمر وعامر وعبدالرحمن بن ابي عمرة ذكر في تفسير مجاهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن ابي شيبة والثعلبي والقرطبي والماوردي
القول الثانى : أنه ذكر الله قاله إبراهيم النخعي ومنصور ذكره ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابوالشيخ وابن ابي شيبة والقرطبي وسنن سعيد بن منصور والماوردى
القول الثالث : تعظيم القران قاله أبو جعفر وابراهيم وذكره ابن جرير والثعلبي والقرطبي

القول الرابع : أنه عبادة الله قاله الضحاك
التوجيه :

الأقوال متقاربة لأن العبادة دعاء قال تعالى [ وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين] فيكون القوم جامعين لجميع المعاني بالذكر باللسان وبقراءة القران وبالعمل بالجوارح كالصلاة فيكون العامل عابدا لله تعالى بما عمل ، وقد يكون المراد الدعاء لقوله تعالى [ الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ] فيوصفون بما وصفهم الله تعالى ، قال ابن جرير عن هذا انه أولى بالصحة

&&&&&&&&&&
5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
التخريج :

اخرجه سعيد بن منصور في سننه وابن جرير في تفسيره عن فرقد السبخي عن إبراهيم

الاقوال :
القول الأول : أن يؤخذوا بجميع ذنوبهم فلا يعفى لهم عن شيء منها قاله : إبراهيم النخعي والحسن وشهر بن حوشب وذكره سعيد بن منصور في سننه و ابن جرير و البغوي والماوردى
القول الثاني : انه المناقشة في الاعمال قاله ابن عباس وأبو الجوزاء وذكره عبد الرزاق ابن ابي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم ومصنف ابن ابي شيبة ومكى في الهداية والماوردى
القول الثالث :انه التقريع والتوبيخ حكاه ابن عيسى وذكره مكى في الهداية
القول الرابع : هو أن لا تقبل حسناتهم فلا تغفر سيئاتهم ذكره الزجاج ومكى في الهداية والواحدى في الوجيز
التوجيه:
اما القول الأول وهو قول فرقد عن إبراهيم النخعي فهو فرقد بن يعقوب السبخى أبو يعقوب البصري وكان ضعيفا منكر الحديث لانه لم يكن صاحب حديث وليس بثقة ولين الحديث وكثير الخطأ [ ابن ابي حاتم 3-2- 81 والتهذيب الكبير 4-1-131 وميزان الاعتدال 2- 327، ((التقريب)) (5419) ، و ((تهذيب الكمال)) (23 / 164 - 169)
قال البخاري: في حديثه مناكير، مات زمن موت مالك بن دينار، وكان فرقد حائكاً من نصارى أرمينية. جامع الأصول لابن الاثير

واما القول الثاني المناقشة في الاعمال فدليله ما روى عن عائشة رضي الله عنها قالت :فال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نوقش الحساب عذب قالت :فقلت : أليس الله فال : [ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ] قال : ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العرض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب ] الحديث رواه البخارى ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير من حديث أيوب السختيانى وصحيح على شرط مسلم فيكون سوء الحساب : المناقشة ذكره الزجاج والنحاس
اما القول بأنه لا تقبل منهم حسنة ولا يتجاوز لهم عن سيئة فاستدل بقوله تعالى [ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ] محمد 1 ، ذكره الزجاج
فالصواب والله اعلم أن سوء الحساب : المناقشة لما روى من حديث صحيح عن عائشة رضي الله عنها

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 ربيع الأول 1442هـ/17-10-2020م, 11:51 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
التخريج :

اخرجه ابن جرير [والفراء] عن عاصم عن زر بن حبيش
الاقوال:.
القول الأول قرأ بالظاء ابن كثير وأبو عمرو و الكيسائي وفيه وجهان :
1- وما محمد على القران بمتهم أن يأتي بما لم ينزل عليه قاله ابن عباس وسعيد بن الجبير والضحاك وإبراهيم وسفيان ومغيرة وزر بن حبيش ذكره ابن وهب المصري وذكره عبد الرزاق وابن ابي حاتم وابن جرير والبخاري في صحيحه وابن حجر في فتح الباري والثعلبي وروى عن الفراء ومحمود العينى في عمدة القاري [في هذه المرحلة نفصل التخريج
فنقول قول فلان اخرجه فلان وفلان
ولا نجمع العزو للصحابة معًا، ثم المفسرين الذين أوردوا القول معًا
وهذا حتى نبين نسبة كل قول، والتفريق بين المصادر المسندة والناقلة]

2- بضعيف عن تأديته قاله الفراء وذكره ابن جرير
القول الثاني: قرأ الباقون بالضاد وفيه وجهان :
1- وما هو ببخيل أن يعلم كما تعلم قاله ابن عباس وسفيان وإبراهيم ومغيرة وزر بم حبيش وذكره ابن وهب وذكره عبدالرزاق وابن حجر وابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهم وروى عن الفراء وذكره الثعلبي
2- وما هو بمتهم أن يؤدي مالم يؤمر به [من قال بهذ القول؟ ]
3- ما يضن عليكم بما يعلم[هو نفسه القول الأول، يضن بمعنى يبخل] قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد
وذكره الهمذاني من تفسير مجاهد [الهمذاني يروي كتب، فتفسير مجاهد نفسه لا ينسب إليه
ولم يثبت نسبة هذا التفسير لمجاهد، وإنما يعتقد نسبته لآدم بن أبي إياس]

وابن جرير وابي عبيدة ذكره ابن جرير وذكره البخاري وابن حجر في فتح الباري
التوجيه:
أولى القراءتين بالصواب : ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة وإن اختلفت قراءتهم به وذلك [ بضنين ]بالضاد لأن ذلك كله كذلك في خطوطها
وعلى هذا يكون أولى التأويلين بالصواب في ذلك تأويل من تاوله : وما محمد على ما علمه الله من وحيه وتنزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس بل هو حريص علي تعليمكم ذكره ابن جرير
وأما من تأوله وما هو على الغيب بضعيف فهذا قول محتمل لأن العرب تقول : للرجل الضعيف : هو ظنون ذكره ابن جرير
[القراءات المتواترة لا نرجح بينها، فكلاهما ثابتتين عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمتقدمون معذورون، إذ ربما لم يبلغهم تواتر القراءة، ولم يكن التأليف في القراءات قد استقر.
وللفائدة أجمل لك ما نحرص عليه في مسائل القراءات:
أولا: نعمل على نسبة كل قراءة لمن قرأ بها من القراء السبعة على الأقل، والمصدر كتب القراءات.
ثانيًا: بيان معناها وتوجيهها والمصدر، كتب توجيه القراءات
ثالثًا: القراءات المتواترة لا ترجيح بينها، بل ننظر في فائدة الجمع بينها، بمجموعهما تضيفان معنى للآية
وهنا نفي أي قصور في تبليغ الرسالة، البخل، فيمسك عن الناس، والاتهام فيكذب عليهم، والضعف، فلا يقوى على احتمال التبليغ، فكل ذلك منفي عن النبي صلى الله عليه وسلم
ويدل بمفهوم المخالفة على أنه بلغ الرسالة كاملة وأدى الأمانة]


&&&&&&&&&&&&
2 قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
التخريج:

أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي العالية عن [من ]طريق داود عن ابي العالية


الأقوال:
1-اليهود والنصارى لن تقبل توبتهم عند الموت قاله الحسن وقتادة وعطاء ومعمر والسدى وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم
2- هم اليهود كفروا بالإنجيل وعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن قاله قتادة وذكره ا عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن ابي حاتم
3- هم اليهود والنصارى الذين كفروا ثم ازدادوا كفر بذنوب اصابوها فلن تقبل توبتهم من ذنوبهم وهم على الكفر مقيمون، فهم لم يتوبوا في الأصل قاله أبي العالية ورفيع وذكره ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وذكر في تفسير مقاتل
4- تموا على كفرهم وأيمانهم أول مرة لن ينفعهم قاله مجاهد وذكره عبد بن حميد [أين؟] وابن جرير
5- انهم قوم ارتدوا ثم عزموا على إظهار التوبة على طريق التورية فاطلع الله نبيه على سريرتهم قاله ابن عباس ذكره الزجاج والنحاس

التوجيه: [التوجيه لا يعني الترجيح، التوجيه: ما وجه هذا القول؟ ما مناسبته في تفسير معنى الآية؟ والأولى أن تذكري وجه كل قول معه، ثم بعد سرد الأقوال وتوجيهها، نذكر الدراسة والترجيح.
وقد خلطتِ بين ثلاث مسائل ينبغي التمييز بينها
الأول: المراد بالذين كفروا
الثاني: معنى زيادة الكفر
الثالث: علة عدم قبول توبتهم]

اختار ابن جرير قول أبو العالية فالذين كفروا من اليهود بالنبي عليه الصلاة والسلام عند بعثته وهم قد امنوا به من قبل ثم ازدادوا كفرا بما ارتكبوا من ذنوب واصرارهم على الضلالة لن تقبل توبتهم من ذنوبهم التي اصابوها في كفرهم حتى يرجعوا عن كفرهم بالنبي عليه الصلاة والسلام و يصدقوا به ويؤيد ذلك أن الايات قبلها وبعدها فيهم نزلت فأولى أن تكون هي في معنى ما قبلها وما بعدها لأنها في سياق واحد ذكره ابن جرير
واما القول الأول فاختاره ابن كثير فالله تعالى توعد من كفربعد إيمانه ثم ازداد كفرا واستمر عليه على الممات فأنه لا يقبل له توبة عند مماته واستدل بقوله تعالى [ وليست التّوبة للّذين يعملون السّيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت [قال إنّي تبت الآن ولا الّذين يموتون وهم كفّارٌ أولئك أعتدنا لهم عذابًا أليمًا]} [النساء:18] ذكره ابن كثير

واما القول الخامس فقد ذكر الزجاج أنهم نفر ارتدوا بعد اسلامهم ثم اظهروا التوبة فاطلع الله أمرهم لنبيه لانهم كانوا يظهرون الرجوع للاسلام وعندهم الكفر واستدل بقوله تعالى [ وأولئك هم الضالون ] لانهم لو حققوا التوبة لما قيل لهم ضالون ويدل على ذلك قوله تعالى [إنّ الّذين كفروا وماتوا وهم كفّار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين] لان الكافر الذي يعتقد الايمان عند الله كمظهر الكفر لان الايمان هو التصديق والتصديق لا يكون غلا بالنية وذكر نحوه النحاس
كما قال النحاس : ويجوز في اللغة أن يكون المعنى: لن تقبل توبتهم فيما تابوا منه من الذنوب وهم مقيمون على الكفر هذا يروي عن أبي العالية.
ويجوز أن يكون المعنى: لن تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الكفر آخر وإنما تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الإسلام
وعليه فانه يمكن أن تاول الاية على جميع الاقوال والله اعلم

&&&&&&&&&&&&
3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).

التخريج:


اخرجه ابن جرير وابن ابي حاتم عن طريق أبي بكير عن سعيد بن جبير [مع ضرورة بيان الفرق بين رواية ابن جرير وابن أبي حاتم
فرواية ابن أبي حاتم قيد الرفيق بكونه صالحًا، أما الرواية هنا فقيد الرفيق بكونه في السفر]

الاقوال:
القول الأول :أنه الرفيق في السفر وهو قول ابن عباس وعبد الله وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وزيد والضحاك والسدى وعكرمة و ذكره ابن وهب المصري في الجامع لعلوم القران وعبد الرزاق في تفسيره والنهدي من تفسير الثوري وذكره وابن جرير وابن ابي حاتم وروى عن عبد الرحمن بن ابي ليلى وذكره البخاري في صحيحه والبيهقي في شعب الايمان [نفس الملحوظة على التخريج وأرجو ألا تكرر مرة أخرى.
تفسير الثوري ينسب إليه فلا يقال رواه النهدي، لأنه راوي كتب وليس هو مصنف الكتاب، فينسب الكتاب لصاحبه فنقول: رواه سفيان الثوري في تفسيره]

[وجاءت عدة روايات بمعنى الرفيق مع تقييده بأمور أخرى غير السفر، فحبذا لو ذكرتيها]
القول الثاني: أنه زوجة الرجل التي تكون في جنبه وهو قول عباس وعلي وابن مسعود وابراهيم وذكره سعيد بن منصور في سننه وابن جرير وابن ابي حاتم وذكر في تفسير مقاتل ورواه عبدالرحمن بن ابي ليلى [بمعنى؟؟] وذكر في شعب الايمان للبيهقي والاخفش في معانى القران
والقول الثالث : أنه الذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك وهو قول ابن عباس وذكره ابن جرير ابن زيد

التوجيه:

الأقوال متقاربة فكل من كان بجانب الرجل من صاحب في السفر أو زوجة أو ملازم له رجاء نفعه فهو صاحب بالجنب فجميعهم معنيون بذلك وقد أوصى الله بالاحسان إليهم والدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام [ عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ خير الأصحاب عند اللّه تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند اللّه خيرهم لجاره [من رواه؟ وما حكمه من حيث الصحة والضعف؟]

&&&&&&&&&&

4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
التخريج : اخرجه ابن جرير عن[ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن سعيد] مجاهد عن سعيد بن المسيب
الاقوال :
االقول الأول : أنها الصلوات الخمس قاله ابن عباس ومجاهد عن سعيد بن المسيب وإبراهيم والحسن وقتادة والضحاك وعمرو بن شعيب وعبد الله بن عمر وعامر وعبدالرحمن بن ابي عمرة ذكر في تفسير مجاهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن ابي شيبة والثعلبي والقرطبي والماوردي [نقول بالقول العام أولا ثم نفصل تحته الأخص فالأخص، المسألة محل البحث هنا هي المراد بالدعاء في قوله {يدعون}، والقول الأول هو الصلاة كما في قول سعيد بن المسيب، ثم اختلفوا في تحديد الصلاة فمنهم من قال الصلوات الخمس جميعًا، ومنهم من خصصها بصلاة الصبح والعصر
ولكل منهما توجيه، فقوله {يدعون ربهم بالغداة والعشي} على القول الأول عبارة عن استمرار الفعل وأن الزمن معمور به، وعلى القول الثاني: أنهما على التحديد وقت الغداة والعشي]

القول الثانى : أنه ذكر الله قاله إبراهيم النخعي ومنصور ذكره ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابوالشيخ وابن ابي شيبة والقرطبي وسنن سعيد بن منصور والماوردى
القول الثالث : تعظيم القران قاله أبو جعفر وابراهيم وذكره ابن جرير والثعلبي والقرطبي
القول الرابع : أنه عبادة الله قاله الضحاك
التوجيه :

الأقوال متقاربة لأن العبادة دعاء قال تعالى [ وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين] فيكون القوم جامعين لجميع المعاني بالذكر باللسان وبقراءة القران وبالعمل بالجوارح كالصلاة فيكون العامل عابدا لله تعالى بما عمل ، وقد يكون المراد الدعاء لقوله تعالى [ الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ] فيوصفون بما وصفهم الله تعالى ، قال ابن جرير عن هذا انه أولى بالصحة

&&&&&&&&&&
5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
التخريج :

اخرجه سعيد بن منصور في سننه وابن جرير في تفسيره عن فرقد السبخي عن إبراهيم

الاقوال :
القول الأول : أن يؤخذوا بجميع ذنوبهم فلا يعفى لهم عن شيء منها قاله : إبراهيم النخعي والحسن وشهر بن حوشب وذكره سعيد بن منصور في سننه و ابن جرير و البغوي والماوردى
القول الثاني : انه المناقشة في الاعمال قاله ابن عباس وأبو الجوزاء وذكره عبد الرزاق ابن ابي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم ومصنف ابن ابي شيبة ومكى في الهداية والماوردى
القول الثالث :انه التقريع والتوبيخ حكاه ابن عيسى وذكره مكى في الهداية
القول الرابع : هو أن لا تقبل حسناتهم فلا تغفر سيئاتهم ذكره الزجاج ومكى في الهداية والواحدى في الوجيز
التوجيه:
اما القول الأول وهو قول فرقد عن إبراهيم النخعي فهو فرقد بن يعقوب السبخى أبو يعقوب البصري وكان ضعيفا منكر الحديث لانه لم يكن صاحب حديث وليس بثقة ولين الحديث وكثير الخطأ [ ابن ابي حاتم 3-2- 81 والتهذيب الكبير 4-1-131 وميزان الاعتدال 2- 327، ((التقريب)) (5419) ، و ((تهذيب الكمال)) (23 / 164 - 169)
قال البخاري: في حديثه مناكير، مات زمن موت مالك بن دينار، وكان فرقد حائكاً من نصارى أرمينية. جامع الأصول لابن الاثير
[هذا لا يعني رد القول ككل، لأن الأقوال في التفسير ينظر فيها إلى المتن، والإسناد معًا
وينظر لاحتمال معنى الآية للقول
بالإضافة إلى أنه ليس قول إبراهيم وحده، ولم يرد من طريق فرقد فقط
رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة من طريق سعيد بن زيد عن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي.
وجاء من طرق أخرى، وهذه فائدة تتبع الطرق]

واما القول الثاني المناقشة في الاعمال فدليله ما روى عن عائشة رضي الله عنها قالت :فال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نوقش الحساب عذب قالت :فقلت : أليس الله فال : [ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ] قال : ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العرض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب ] الحديث رواه البخارى ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير من حديث أيوب السختيانى وصحيح على شرط مسلم فيكون سوء الحساب : المناقشة ذكره الزجاج والنحاس
اما القول بأنه لا تقبل منهم حسنة ولا يتجاوز لهم عن سيئة فاستدل بقوله تعالى [ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ] محمد 1 ، ذكره الزجاج
فالصواب والله اعلم أن سوء الحساب : المناقشة لما روى من حديث صحيح عن عائشة رضي الله عنها
[معنى الآية يحتمل جميع الأقوال، وراجعي التعليق على الأخ محمد أعلاه]

أحسنتِ، وأجدتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
ملحوظة عامة:
- إذا أردتِ التخريج، فصّلي فكل قول، بيني من خرجه، لا أن نفصل القائلين، عمن أخرج أقوالهم فيُتوهم أن جميع القائلين وردت أقوالهم في جميع الكتب المسندة المذكورة، وأغلب الأخطاء في نسبة الأقوال تأتي من هذا الجمع.
- وعمومًا المطلوب هنا تخريج القول المذكور في رأس السؤال فقط، لكن بطريقة الصياغة التي شُرحت في دورة المهارات، وأما بقية الأقوال فيمكن الاكتفاء بعزوها لقائليها.
التقويم: ب+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir